Monday, June 18, 2012
لماذا ضاعت أولويات الناس ؟
الاثنين 18 حزيران
2012
السلام عليكم ..
لاادري لماذا العالم
حولنا يتحول الى مكان بائس وتافه وبلا معنى , هل هذا الشعور فقط لمن يعيشون في
اوطاننا هنا حيث الحروب والاحتلالات والصراعات السياسيه المستمره التي تستنزف أموال الدول وطاقة الشعوب وتضيع
اوقاتنا بلا انجازات ذات قيمة . أم هو حال المواطنين في كل مكان على هذه الكرة
الارضيه ؟
حين يعاني الفقير
فلا يجد من يعينه , ويشتكي المريض فلا يجد من يسمع له او يقدم المساعده , تفقد هذه
الحياة معناها . لماذا قست قلوبنا وضاعت
اولوياتنا مع اننا لو رجعنا لديننا لوجدناه مليئا بالرحمه والاهتمام بشؤون
المحتاجين , لكن أين هو الدين في حياتنا ؟ أنا اقصد الدين ليس فقط الطقوس من صلاة
وصيام وملابس شرعيه , لكني اتكلم عن أثره في قلوبنا وسلوكنا , لا يوجد للأسف أي
أثر عند الغالبيه العظمى من الناس حولنا في هذه الايام العجيبه ...
عشت في العراق ,
والاردن , ثم مصر . وكنت قد قضيت سنوات قصيرة ايضا في لبنان والسعوديه . والحال
نفسه هنا وهناك , كأنني لم اغادر المكان . نفس الطقوس في كل بلد . قيادات سياسيه
لا تنتمي لشعوبها ولا تعبر عن إراداتها. قيادات سياسية عدوة للاسلام وللدين . تبحث
عن مصالحها الشخصيه فقط. والناس يقلدون قياداتهم دائما. في البدايه ربما يحدث
تصادم وتناحر لكن بمرور الايام الناس تتعب وتعجز ثم تلوذ بالصمت . ثم تموت قلوبها
ايضا وتصبح مثل قياداتها الفاسده , ميتة القلب والضمير.
للأسف , هذا
ماأراه على الارض كواقع الحال . اذا اتصل والد من العراق يشتكي مرض ابنه ويحتاج
الى منظمه تعالجه , اقضي اياما وانا أسال وابحث هنا وهناك ولا جواب . لا منظمات
تعمل لمعالجة أطفال العراق . انتهت الميزانيات وما عاد بقدرة المنظمات تقديم أي
مساعدة . العراق ماعاد اولويه لمنظمات الاغاثه في العالم . هذه هي الاجوبه التي استلمها. وأهز رأسي واقول شكرا , رجال الاعمال مشغولون
بكسب المال وتتعكر وجوههم اذا طرق بابهم سائل محتاج سواء كان فردا او منظمة مجتمع
مدني ..
ويسألون أين
الحكومات ؟ لماذا لا تاخذ مسؤوليتها للاهتمام بمواطنيها؟ الجواب عادة ان حكوماتنا
مشغوله إما بالسلب والنهب والفساد الاداري والكذب على مواطنيها , او بالتقاتل بين
احزاب السلطه الحاكمه . من يفكر بالمواطن واحتياجاته ؟ ماهذه التفاهه ؟ عم تتحدثين
؟ في أي عالم انتي تعيشين ؟ الجواب : لا أدري فعلا أي عالم هذا الذي نعيش فيه ,
عالم الفساد والفاسدين الذين استلموا المناصب العليا ولا أحد يقدر على مواجهتهم أو
هزيمتهم , لكن الله وحده قادر عليهم , وسياتي لكل واحد منهم يوما عسيرا يندم فيه
أشد الندم , لكن ما يفيد الندم ؟
بينما الناس الذين
اختاروا العمل الاجتماعي والانساني التطوعي لمساعدة المحتاجين هنا وهناك , يعلمون
ان مواردهم محدوده , وأن جهودهم للتغيير تبقى محدودة , لكن ما هو البديل ؟ هذا
افضل بكثير من السلبيه والانسحاب والاكتفاء بالتذمر , او او نصطف في طابور اصحاب
القلوب والضمائر الميته ...وما أكثرهم
حولنا . الذين يأكلون ويشربون ويضحكون ويلهون ويظنون أن هذا هو مبلغ العلم والعمل
...
هذه هي رحلة
الحياة الدنيا , دار اختبار عسير . وليست دار لهو وسعاده . وأثناء هذه المسيره تضيع ثوابت واولويات الكثير
من الناس . فطوبى لمن تذكر الثوابت وبقي متمسكا بها لآخر لحظه , وأظنه من الناس
القريبين من الله , ومن الذين يحبهم ويحبونه , لأن قلبه ظل حيا واعيا مدركا لما
حوله , وتقبل حمل المسؤوليه الصعبه والثقيله على النفس والقلب . هذه المسؤوليه
الثقيله تعطيه الشعور دائما أنه مخلوق
ينبض بالحياة , يتألم ويفرح ويتفاعل مع ما يحدث حوله , وسعادته أكثر بكثير من أولئك الذين ماتت قلوبهم , وهم
يعيشون حياة انانيه تافهه فارغه تنبض بالملل واللامعنى , حتى لو امتلكوا كنوز الدنيا بين
يديهم , تبقى حياتهم تافهه بلا معنى وبلا قيمه ....
أليس من المفروض
أن كل واحد منا يسأل نفسه : ماهي الاضافه الايجابيه التي قدمتها للناس خلال حياتي
؟
أتمنى ان يسأل كل
واحد منا نفسه هذا السؤال كل يوم , عساه يوقظ قلوبنا وعقولنا ويشجعنا أن نفعل شيئا
مفيدا للعباد قبل رحيلنا عن هذه الدنيا ...