Wednesday, July 26, 2006
الاربعاء 26 تموز 2006
صباح الخير...
رئيس الوزراء العراقي يزور اميركا هذه الايام للتحادث مع الادارة الامريكية عن شؤون العراق وكيفية اخراجه من المأزق والفوضى التي تغرق فيها البلاد منذ الحرب الامريكية علينا في 2003 وحتى الان..
ورأيت الرئيس بوش يقرأ خطابا , ومن كثرة ما سمعت من خطابات وكلام فارغ لا علاقة له بالواقع, فقد وقفت للحظات صغيرة استمع ثم مضيت الى خارج الغرفة , نفس الخطاب المتحجر في عقول اعضاء الادارة الامريكية, لا يقرأوون الواقع, بل يرددون ما في عقولهم فقط, وهو عادة, أبعد ما يكون عن الحقيقة, واقرب ما يكون لمصالحهم الشخصية...
هل صادفتم نوعية من البشر , تحكي له قصة ما او تشتكي له عن مشكلة ما , ثم تنظر اليه فتراه شاردا في عالم اخر, ثم يلتفت اليك فيعطيك ملاحظات واستنتاجات لا علاقة لها نهائيا بما كنت تتحدث عنه؟
هكذا هو الحديث مع اعضاء الادارة الامريكية , وغالبية اعضاء الكونغرس الامريكي, هم مجرد اناس يعيشون عالمهم المغلق المحدود, وليس عندهم رغبة أو قدرة عقلية , على الاستماع للآخر, هم يستمعون للصوت الداخلي الوهمي في رؤوسهم, ويصرون عليه, سنوات وسنوات, حتى يتم اقصاءهم عن مناصبهم, ولا ادري وقتها هل ستتغير تلك العقلية الببغاوية الغبية ام ستتطور الى عقلية تفهم الواقع وتستجيب له, لكن ما الفائدة؟
فهي قد اصبحت خارج دائرة صنع القرار....
****************************
بوش قال أمس كالعادة الجملة التي يحب قولها كل الفاشلين في الادارة الامريكية والتي يبررون بها بقاء قوات الاحتلال في العراق الى اجل غير مسمى, وتبرير بقائهم لأسباب نبيلة ..
(قلت لرئيس الوزراء العراقي اننا لن نتخلى عنكم , ولن نسحب الجيوش من العراق....)
هذه الجملة سمعتها اول مرة من عضو كونغرس امريكي كنا نقف في الممر في مبنى الكونغرس قبل شهور, مع وفد نسائي عراقي, عندما مر الرجل, وتبرع بعض الواقفين من الامريكيين بتقديمنا اليه, فنفش ريشه وقال نفس الجملة: لا تقلقوا, نحن لن نتخلى عنكم, ولن نسحب الجيوش من العراق...
نظرت الى ذلك الاحمق , ورأيت كم هو مغرور وغبي ويقرأ الواقع حسب مزاجه, ويتخيل انه يقوم بدور البطل المنقذ, ونحن نقوم بدور الضعفاء الذين يستنجدون به, والحقيقة هي عكس ذلك تماما, الوجود الامريكي في العراق جلب لنا الدمار والكوارث والفوضى والارهاب, وجدولة الانسحاب هو الشي الوحيد الذي يمكن ان يفرح العراقيين.........
لم نرى منهم سوى الغباء والتخبط في العراق , ابتداء من سوء التخطيط وسوء الادارة والقرارات الخاطئة الحمقاء والتراجع عنها لاحقا , الى استدراج خصوم اميركا في المنطقة من افراد او دول, للدخول للساحة العراقية وجعلها ساحة المعارك الاقليمية والدولية, والخاسر والضحية هو العراقيون, وهذا هو الاستهتار بالدم العراقي البريء وجعله قربان لتعيش شعوب الدول الاخرى بسعادة وأمان بعيدا عن هذه الصراعات الدموية.....
يعني خلي العراق حقل تجارب, والعراقيين فئران التجارب, تموت من اجل ان يعيش الاخرون بسعادة وينامون بطمانينة ,
هذا هو واقع الحال منذ اكثر من ثلاث سنين...
والاستهتار واضح تماما حول موضوع سفك الدماء العراقية
لا تحقيقات حول التفجيرات والقتل والخطف والعنف, كل شيء يتكرر كل يوم بنفس الطريقة الغبية وكأن الذين يموتون حيوانات وليس ببشرمنذ ثلاث سنين واكثر...
لا تطوير حقيقي لعمل اجهزة الشرطة والجيش العراقية, مما يوحي انها مستعدة وجاهزة لاستلام الملف الامني والسيطرة على العراق بطريقة مقبولة تسمح بجدولة انسحاب القوات الاجنبية , والادارة الامريكية تقول دائما انها ستنسحب عندما تكون القوات العراقية مؤهلة لتسلم ملف الامن في العراق.....
معنى هذا, ان من مصلحة القوات الاجنبية, بقاء القوات العراقية مهزومة وضعيفة او مكروهة من قبل مواطنيها , مشكوك في حسن ادائها, لتبقى القوات الاجنبية على ارض العراق الى اجل غير مسمى....
لا محاسبة عن انتهاكات حقوق الانسان العراقي من قبل وزارة الداخلية والدفاع العراقيتين اللتين اقترفتها جرائم كثيرة , لكن ليس ثمة من جلب الوزراء وحاسبهم او حقق معهم...
لا محاسبة على سرقات مليارات الدولارات من خزينة العراق ومن المال العام الذي من المفروض انه لإعادة اعمار العراق
لا تحسين لخدمات المواطنين, من يهتم بهم؟
بيش هذوله؟
هههههه, على طريقة الاستهزاء العراقية.....
رفع اسعار المحروقات والمواد الغذائية, والبلاد تغرق في نسب بطالة مرتفعة ومتزايدة تتراوح بين 50 الى سبعين بالمئة...
من يهتم ؟
لا احد يهتم بأرواح العراقيين, ولا راحتهم, ولا لقمتهم...
لا ادري لماذا انقلب العالم كله ضدنا او تخلى عنا ؟؟
مصالح دولية؟
لعنة الله على المصالح التي تميت ضمائر الناس وتجعلهم قساة القلوب كالصخور, وانذال كالخنازير...
***************************************
لو راجعنا كعراقيين ما حدث للعراق من مسلسل العنف منذ 2003 ولحد الان, كيف كانت دائرة العنف تدور وتدور كل يوم , لكنها تتخذ هيئة مختلفة أو مظهرا مختلفا كل فترة
( كل فترة قد تستغرق 3 شهور او 6 شهور )
يعني اريد ان اتذكر مراحل العنف في العراق, وفي كل الاحوال هو عنف منظم ومبرمج, لانه يجري التحول من حالة الى حالة بقرار يظهر على الشارع تطبيقه فجاة ,
سبحان الله !
البداية كانت الهجوم على المتحف العراقي ومؤسسات الدولة , نهب وحرق كل شي
من يصدق ان هذا كان افعالا عفوية؟
كنا نجلس في بيوتنا, وكان ثمة اطلاق نار عشوائي ومنع تجول في الخارج !
عرفنا فيما بعد ان هذه الوثائق المنهوبة من الوزارات ودوائر الدولة ذهبت
اما الى الشمال في كردستان , او الى قاعدة العيديد الامريكية في قطر)
وتاكد تماما انها لم تكن اعمال ناس عاديين من الشارع...
ثم تطورت الى سرقة البنوك وبيوت المسؤولين السابقين
ثم بدات حملة اغتيالات مدراء عامين واطباء وعلماء واساتذة جامعيين وطيارين من سلاح الجو وعسكريين سابقين وبعثيين سابقين ...
ثم حملة سلب سيارات المواطنين العاديين وقتلهم في الشوارع الداخلية او الطرق الخارجية
ثم حملة مداهمة البيوت من قبل قوات عراقية وامريكية للاعتقالات العشوائية
ثم حملة الخطف من الاغنياء واستمرت حتى طالت اولاد الفقراء, حتى اولاد الخبازة !
ثم حملة تفجيرات السيارات المفخخة في الاسواق الشعبية وامام المدارس والجامعات ودور المسنين وتجمع العمال الفقراء
وعنف يستهدف المدن الشيعية خاصة بسيارات مفخخة وانتحاريين , ويقولون :هؤلاء من القاعدة التي تكره الشيعة وتراهم خونة متواطئين مع الاحتلال ( القاعدة تنظيم مشبوه متطرف يسيء للاسلام كله ولا يعبر عن مشاعر غالبية المسلمين, وقد شاركت في تأسيسه السي اي ايه الامريكية دون نقاش, لا نتبلى عليهم, هذه حقائق واسألوا باكستان وافغانستان )
ثم جاءت الانتخابات العراقية الاخيرة منتصف ديسمبر 2005
كانت نقطة تفاؤل لغالبية العراقيين, شارك بها معظم العراقيون, وقالوا هذه خطوة سنجعلها في الاتجاه الصحيح , سنوحد الصفوف ونبني حكومة وحدة وطنية منسجمة , ونخرج قوات الاحتلال سريعا...
ثم جاء انفجار سامراء ليدخل العراق في دائرة عنف جديدة , ويهدم كل الاحلام...
ظهرت عصابات ومليشيات لا احد يعترف من الاحزاب العراقية بانه مسؤول عنها,
ترتدي السواد , وتهاجم اهل السنة في العراق, يعني عنف من طرف الشيعة في العراق ضد السنة في العراق هذه المرة ....
وبدأ مسلسل قتل السنة وتهجيرهم من بيوتهم ومناطق سكناهم وقتلهم على الهوية, وتعذيبهم بموضة جديدة اسمها الدرل, حيث يثقب جسم الضحية حتى تموت,
ماشاءاالله هذه ثقافة لم يعرفها حتى صدام حسين في زمانه , وقطع الرؤوس والقائها في الشوارع, واطلاق الرصاص العشوائي على الناس بالشوراع او في محلات عملهم , صار الموت متوفرا ورخيصا مثل الزبالة في شوارع العراق....
********************
الآن آخر موضة في العراق في الشهور الاخيرة , هي موضة المليشيات التي تداهم الاحياء السكنية في وضح النهار او سكون الليل, مخترقة ساعات منع التجول, ولا احد من قوات الاحتلال او الشرطة العراقية الرسمية, قادر على السيطرة عليها, او صد هجماتها وحماية السكان المدنيين..
يدخلون المناطق السكنية ويهجمون على الجوامع يحرقونها ويقتلون الامام وطاقم الحراسة في الجامع
( هل هؤلاء مسلمون؟ لم نسمع بحياتنا مسلم يهاجم جامعا ويحرقه ,
من هؤلاء؟ مجوس؟ كفرة؟ صهاينة ؟ لا احد يدري )
او يكون لهم عيون متعاونه معهم في الحي السكني, يعطوهم قوائم اسماء العوائل وتصنيفهم , هؤلاء سنة هؤلاء شيعة, فتتم مداهمة البيوت وقتل طائفة معينة , وقتل عدد من اصحاب المحلات التجارية, محلات موبايل, مفروشات, بقالة, خضار, فرن خبز, لا يهم...
تدور هذه المعارك لساعات , ثم تهرب المليشيات, والحكومة وقوات الاحتلال عاجزين او غير متجاوبين مع نداءات الاهالي
وتتكرر نفس القصة لشهور في نفس الحي حتى يصبح مهجورا لا حياة فيه...
السكان هاجروا وتركوا بيوتهم, والمحلات مغلقة ....
حدثت هذه القصص في احياء ببغداد مثل العامرية, الغزالية, الدورة, الخضراء, حي الجامعة, والان حي الجهاد والمنصور وهكذا....مطحنة تدور وتدور تطحن العراقيين المدنيين الابرياء
والحكومة وقوات الاحتلال, يصرحون ويستنكرون, لكن واقع الحال ان احدهم عاجز
( وهو طبعا طرف الحكومة)
والاخر سعيد
( حيث هذه القصص تبرر بقاءه على قلب العراقيين كمحتل يريد ان يحقق الأمان للشعب العراقي السعيد )
طيب ان كان المهاجمون من القاعدة , لماذا يستهدفون قتل السنة وهم من السنة؟
ولماذا يستهدفون عراقيين؟
من هو عدوهم؟
الامريكي المحتل ام العراقي البائس؟
تبريرات سخيفة وغير منطقية, لكن نتيجة كل هذا العنف, المنظم او غير المنظم, يصب في صالح قوات الاحتلال اولا واخيرا, ويبرر بقاءها في العراق الى اجل غير مسمى....
هذه الاحياء السكنية سابقا , كانت قبل هجوم المليشيات عليها وتمزيقها, مزدحمة بالسكان , ومختلطة, وآمنه , لكن تشهد من وقت لآخر هجمات ضد قوات الاحتلال....
سبحان مغير الاحوال, ماذا فعلت مليشيات القتل وفرق الموت فيها؟
كيف غيرت البرنامج من احياء سكنية مكتظة مختلطة فيها شيء قليل من مقاومة الاحتلال, الى أحياء تعاني من مداهمات يومية من قوات الاحتلال واعتقالات عشوائية للرجال, الى مليشيات قتل وفرق موت تداهمها وتقتل رجالها وتهجر العوائل , لتتحول الى مدن اشباح لا حياة فيها....
هل ثمة ترابط منطقي بين المراحل ؟
نعم, بالتاكيد ثمة خيط خفي يربط حلقات العنف بعضها ببعض...
هذه هي الخلاصة كما اراها أمامي ,
وأقول دائما أين هو البيت العراقي الذي لم تمسه النار بعد هذه الحرب؟
النار مستنا جميعا, واحرقتنا بطريقة او أخرى....
وما عدنا نصدق قصص الادارة الامريكية الغبية, في تفسير ما يحدث على أرض العراق...
أو تبرئة نفسها من الجرائم التي مزقت المجتمع العراقي......
***************************************
منذ حوالي شهرين, اعلنت الحكومة العراقية الجديدة انها بالتعاون مع قوات الاحتلال العتيدة البطلة , سوف تنفذ خطة امنية عظيمة وممتازة, وتفاءل العراقيون البؤساء, قلنا يله خلينا نشوف عبقرية قوات الاحتلال والحلول السحرية التي ستطبقها على العراق الجريح لوقف النزيف...
ثمة اصوات في الحكومة العراقية علت وقالت ان هذه الخطة الامنية فيها ثغرات كثيرة, لكن لا احد اصغى لهم, وتم تجاهل اعتراضاتهم...
وطبقت الخطة بنشر قوات كبيرة من الشرطة العراقية ترافقها قوات الاحتلال في مئات الحواجز...
لكن الازدحام زاد في الشوارع الرئيسية, والمليشيات نشرت القتل والدمار في الاحياء السكنية المختلفة على اطراف بغداد مثل حي الجهاد, الدورة, المحمودية , وغيرها...
وبقيت الخطة الغبية ماضية, والفشل يتراكم يوما بعد يوم, وكذلك الضحايا المدنيين...
والان, تعلن الادارة الامريكية وتعترف بغباء الخطة الموضوعة, وقررت اعادة وضع خطة جديدة, اي طبعا, العراقيون حقل تجارب الاغبياء...
مرة كنت في طريق المطار متجهة الى عملي عام 2004, وجدت حاجز قوات امريكية, قلت للسائق الخاص , خفف سرعتك, اريد ان اتكلم مع الضابط الامريكي , توقفنا, وشهر سلاحه بوجوهنا كالعادة , مخروع عباله احنه ارهابيين , قلت له اذا سمحت , عندي ملاحظة, لماذا تضعون الحاجز على الشارع الرئيسي , وانتم تعلمون ان عصابات القتل والخطف تعيث فسادا في الشوارع الخلفية, لماذا لا تضعون نقاط التفتيش هناك؟
نظر الي بغضب , ثم قال للسائق بغضب : انطلق, تحرك...
ههههه, فهمت ان كلامي لم يعجبه, امريكي غبي اخر, يغرق في مستنقع العراق, ويرفض سماع ملاحظات العراقيين...
عندنا مثل عربي قديم : اهل مكة ادرى بشعابها...
يعني اهل اي مدينة, يعرفون تفاصيل واسرار مدينتهم وحياتهم...
وهكذا هو الحل في العراق...
لن يكون ثمة امان واستقرار في العراق سوى الذي تصنعه عقول وايادي عراقية وطنية مخلصة نظيفة...
ستتعب اميركا , وكل الاغبياء في الادارة والكونغرس ...
وسيظل الفشل حليفهم في العراق...
حتى يستلم إدارة العراق, العراقيون الحقيقيون الذين يعملون بحرص من أجل سعادة شعبهم ومستقبله, وليس حتى بأيدي عراقية خائنة عميلة ملطخة يديها بسرقة المال العام وثروات العراق, وملطخة ايديهم بدماء العراقيين الابرياء...
هؤلاء تجار الحروب , بئس التجارة,وبئس الربح...
هؤلاء حبايب الاحتلال, واعداء العراق والعراقيين...
عندما تنزاح هذه الوجوه من موقع السلطة والمسؤولية في العراق, سيكون العراق قد بدأ اول خطواته في الإتجاه الصحيح, ان شاءالله
السلام عليكم.........
صباح الخير...
رئيس الوزراء العراقي يزور اميركا هذه الايام للتحادث مع الادارة الامريكية عن شؤون العراق وكيفية اخراجه من المأزق والفوضى التي تغرق فيها البلاد منذ الحرب الامريكية علينا في 2003 وحتى الان..
ورأيت الرئيس بوش يقرأ خطابا , ومن كثرة ما سمعت من خطابات وكلام فارغ لا علاقة له بالواقع, فقد وقفت للحظات صغيرة استمع ثم مضيت الى خارج الغرفة , نفس الخطاب المتحجر في عقول اعضاء الادارة الامريكية, لا يقرأوون الواقع, بل يرددون ما في عقولهم فقط, وهو عادة, أبعد ما يكون عن الحقيقة, واقرب ما يكون لمصالحهم الشخصية...
هل صادفتم نوعية من البشر , تحكي له قصة ما او تشتكي له عن مشكلة ما , ثم تنظر اليه فتراه شاردا في عالم اخر, ثم يلتفت اليك فيعطيك ملاحظات واستنتاجات لا علاقة لها نهائيا بما كنت تتحدث عنه؟
هكذا هو الحديث مع اعضاء الادارة الامريكية , وغالبية اعضاء الكونغرس الامريكي, هم مجرد اناس يعيشون عالمهم المغلق المحدود, وليس عندهم رغبة أو قدرة عقلية , على الاستماع للآخر, هم يستمعون للصوت الداخلي الوهمي في رؤوسهم, ويصرون عليه, سنوات وسنوات, حتى يتم اقصاءهم عن مناصبهم, ولا ادري وقتها هل ستتغير تلك العقلية الببغاوية الغبية ام ستتطور الى عقلية تفهم الواقع وتستجيب له, لكن ما الفائدة؟
فهي قد اصبحت خارج دائرة صنع القرار....
****************************
بوش قال أمس كالعادة الجملة التي يحب قولها كل الفاشلين في الادارة الامريكية والتي يبررون بها بقاء قوات الاحتلال في العراق الى اجل غير مسمى, وتبرير بقائهم لأسباب نبيلة ..
(قلت لرئيس الوزراء العراقي اننا لن نتخلى عنكم , ولن نسحب الجيوش من العراق....)
هذه الجملة سمعتها اول مرة من عضو كونغرس امريكي كنا نقف في الممر في مبنى الكونغرس قبل شهور, مع وفد نسائي عراقي, عندما مر الرجل, وتبرع بعض الواقفين من الامريكيين بتقديمنا اليه, فنفش ريشه وقال نفس الجملة: لا تقلقوا, نحن لن نتخلى عنكم, ولن نسحب الجيوش من العراق...
نظرت الى ذلك الاحمق , ورأيت كم هو مغرور وغبي ويقرأ الواقع حسب مزاجه, ويتخيل انه يقوم بدور البطل المنقذ, ونحن نقوم بدور الضعفاء الذين يستنجدون به, والحقيقة هي عكس ذلك تماما, الوجود الامريكي في العراق جلب لنا الدمار والكوارث والفوضى والارهاب, وجدولة الانسحاب هو الشي الوحيد الذي يمكن ان يفرح العراقيين.........
لم نرى منهم سوى الغباء والتخبط في العراق , ابتداء من سوء التخطيط وسوء الادارة والقرارات الخاطئة الحمقاء والتراجع عنها لاحقا , الى استدراج خصوم اميركا في المنطقة من افراد او دول, للدخول للساحة العراقية وجعلها ساحة المعارك الاقليمية والدولية, والخاسر والضحية هو العراقيون, وهذا هو الاستهتار بالدم العراقي البريء وجعله قربان لتعيش شعوب الدول الاخرى بسعادة وأمان بعيدا عن هذه الصراعات الدموية.....
يعني خلي العراق حقل تجارب, والعراقيين فئران التجارب, تموت من اجل ان يعيش الاخرون بسعادة وينامون بطمانينة ,
هذا هو واقع الحال منذ اكثر من ثلاث سنين...
والاستهتار واضح تماما حول موضوع سفك الدماء العراقية
لا تحقيقات حول التفجيرات والقتل والخطف والعنف, كل شيء يتكرر كل يوم بنفس الطريقة الغبية وكأن الذين يموتون حيوانات وليس ببشرمنذ ثلاث سنين واكثر...
لا تطوير حقيقي لعمل اجهزة الشرطة والجيش العراقية, مما يوحي انها مستعدة وجاهزة لاستلام الملف الامني والسيطرة على العراق بطريقة مقبولة تسمح بجدولة انسحاب القوات الاجنبية , والادارة الامريكية تقول دائما انها ستنسحب عندما تكون القوات العراقية مؤهلة لتسلم ملف الامن في العراق.....
معنى هذا, ان من مصلحة القوات الاجنبية, بقاء القوات العراقية مهزومة وضعيفة او مكروهة من قبل مواطنيها , مشكوك في حسن ادائها, لتبقى القوات الاجنبية على ارض العراق الى اجل غير مسمى....
لا محاسبة عن انتهاكات حقوق الانسان العراقي من قبل وزارة الداخلية والدفاع العراقيتين اللتين اقترفتها جرائم كثيرة , لكن ليس ثمة من جلب الوزراء وحاسبهم او حقق معهم...
لا محاسبة على سرقات مليارات الدولارات من خزينة العراق ومن المال العام الذي من المفروض انه لإعادة اعمار العراق
لا تحسين لخدمات المواطنين, من يهتم بهم؟
بيش هذوله؟
هههههه, على طريقة الاستهزاء العراقية.....
رفع اسعار المحروقات والمواد الغذائية, والبلاد تغرق في نسب بطالة مرتفعة ومتزايدة تتراوح بين 50 الى سبعين بالمئة...
من يهتم ؟
لا احد يهتم بأرواح العراقيين, ولا راحتهم, ولا لقمتهم...
لا ادري لماذا انقلب العالم كله ضدنا او تخلى عنا ؟؟
مصالح دولية؟
لعنة الله على المصالح التي تميت ضمائر الناس وتجعلهم قساة القلوب كالصخور, وانذال كالخنازير...
***************************************
لو راجعنا كعراقيين ما حدث للعراق من مسلسل العنف منذ 2003 ولحد الان, كيف كانت دائرة العنف تدور وتدور كل يوم , لكنها تتخذ هيئة مختلفة أو مظهرا مختلفا كل فترة
( كل فترة قد تستغرق 3 شهور او 6 شهور )
يعني اريد ان اتذكر مراحل العنف في العراق, وفي كل الاحوال هو عنف منظم ومبرمج, لانه يجري التحول من حالة الى حالة بقرار يظهر على الشارع تطبيقه فجاة ,
سبحان الله !
البداية كانت الهجوم على المتحف العراقي ومؤسسات الدولة , نهب وحرق كل شي
من يصدق ان هذا كان افعالا عفوية؟
كنا نجلس في بيوتنا, وكان ثمة اطلاق نار عشوائي ومنع تجول في الخارج !
عرفنا فيما بعد ان هذه الوثائق المنهوبة من الوزارات ودوائر الدولة ذهبت
اما الى الشمال في كردستان , او الى قاعدة العيديد الامريكية في قطر)
وتاكد تماما انها لم تكن اعمال ناس عاديين من الشارع...
ثم تطورت الى سرقة البنوك وبيوت المسؤولين السابقين
ثم بدات حملة اغتيالات مدراء عامين واطباء وعلماء واساتذة جامعيين وطيارين من سلاح الجو وعسكريين سابقين وبعثيين سابقين ...
ثم حملة سلب سيارات المواطنين العاديين وقتلهم في الشوارع الداخلية او الطرق الخارجية
ثم حملة مداهمة البيوت من قبل قوات عراقية وامريكية للاعتقالات العشوائية
ثم حملة الخطف من الاغنياء واستمرت حتى طالت اولاد الفقراء, حتى اولاد الخبازة !
ثم حملة تفجيرات السيارات المفخخة في الاسواق الشعبية وامام المدارس والجامعات ودور المسنين وتجمع العمال الفقراء
وعنف يستهدف المدن الشيعية خاصة بسيارات مفخخة وانتحاريين , ويقولون :هؤلاء من القاعدة التي تكره الشيعة وتراهم خونة متواطئين مع الاحتلال ( القاعدة تنظيم مشبوه متطرف يسيء للاسلام كله ولا يعبر عن مشاعر غالبية المسلمين, وقد شاركت في تأسيسه السي اي ايه الامريكية دون نقاش, لا نتبلى عليهم, هذه حقائق واسألوا باكستان وافغانستان )
ثم جاءت الانتخابات العراقية الاخيرة منتصف ديسمبر 2005
كانت نقطة تفاؤل لغالبية العراقيين, شارك بها معظم العراقيون, وقالوا هذه خطوة سنجعلها في الاتجاه الصحيح , سنوحد الصفوف ونبني حكومة وحدة وطنية منسجمة , ونخرج قوات الاحتلال سريعا...
ثم جاء انفجار سامراء ليدخل العراق في دائرة عنف جديدة , ويهدم كل الاحلام...
ظهرت عصابات ومليشيات لا احد يعترف من الاحزاب العراقية بانه مسؤول عنها,
ترتدي السواد , وتهاجم اهل السنة في العراق, يعني عنف من طرف الشيعة في العراق ضد السنة في العراق هذه المرة ....
وبدأ مسلسل قتل السنة وتهجيرهم من بيوتهم ومناطق سكناهم وقتلهم على الهوية, وتعذيبهم بموضة جديدة اسمها الدرل, حيث يثقب جسم الضحية حتى تموت,
ماشاءاالله هذه ثقافة لم يعرفها حتى صدام حسين في زمانه , وقطع الرؤوس والقائها في الشوارع, واطلاق الرصاص العشوائي على الناس بالشوراع او في محلات عملهم , صار الموت متوفرا ورخيصا مثل الزبالة في شوارع العراق....
********************
الآن آخر موضة في العراق في الشهور الاخيرة , هي موضة المليشيات التي تداهم الاحياء السكنية في وضح النهار او سكون الليل, مخترقة ساعات منع التجول, ولا احد من قوات الاحتلال او الشرطة العراقية الرسمية, قادر على السيطرة عليها, او صد هجماتها وحماية السكان المدنيين..
يدخلون المناطق السكنية ويهجمون على الجوامع يحرقونها ويقتلون الامام وطاقم الحراسة في الجامع
( هل هؤلاء مسلمون؟ لم نسمع بحياتنا مسلم يهاجم جامعا ويحرقه ,
من هؤلاء؟ مجوس؟ كفرة؟ صهاينة ؟ لا احد يدري )
او يكون لهم عيون متعاونه معهم في الحي السكني, يعطوهم قوائم اسماء العوائل وتصنيفهم , هؤلاء سنة هؤلاء شيعة, فتتم مداهمة البيوت وقتل طائفة معينة , وقتل عدد من اصحاب المحلات التجارية, محلات موبايل, مفروشات, بقالة, خضار, فرن خبز, لا يهم...
تدور هذه المعارك لساعات , ثم تهرب المليشيات, والحكومة وقوات الاحتلال عاجزين او غير متجاوبين مع نداءات الاهالي
وتتكرر نفس القصة لشهور في نفس الحي حتى يصبح مهجورا لا حياة فيه...
السكان هاجروا وتركوا بيوتهم, والمحلات مغلقة ....
حدثت هذه القصص في احياء ببغداد مثل العامرية, الغزالية, الدورة, الخضراء, حي الجامعة, والان حي الجهاد والمنصور وهكذا....مطحنة تدور وتدور تطحن العراقيين المدنيين الابرياء
والحكومة وقوات الاحتلال, يصرحون ويستنكرون, لكن واقع الحال ان احدهم عاجز
( وهو طبعا طرف الحكومة)
والاخر سعيد
( حيث هذه القصص تبرر بقاءه على قلب العراقيين كمحتل يريد ان يحقق الأمان للشعب العراقي السعيد )
طيب ان كان المهاجمون من القاعدة , لماذا يستهدفون قتل السنة وهم من السنة؟
ولماذا يستهدفون عراقيين؟
من هو عدوهم؟
الامريكي المحتل ام العراقي البائس؟
تبريرات سخيفة وغير منطقية, لكن نتيجة كل هذا العنف, المنظم او غير المنظم, يصب في صالح قوات الاحتلال اولا واخيرا, ويبرر بقاءها في العراق الى اجل غير مسمى....
هذه الاحياء السكنية سابقا , كانت قبل هجوم المليشيات عليها وتمزيقها, مزدحمة بالسكان , ومختلطة, وآمنه , لكن تشهد من وقت لآخر هجمات ضد قوات الاحتلال....
سبحان مغير الاحوال, ماذا فعلت مليشيات القتل وفرق الموت فيها؟
كيف غيرت البرنامج من احياء سكنية مكتظة مختلطة فيها شيء قليل من مقاومة الاحتلال, الى أحياء تعاني من مداهمات يومية من قوات الاحتلال واعتقالات عشوائية للرجال, الى مليشيات قتل وفرق موت تداهمها وتقتل رجالها وتهجر العوائل , لتتحول الى مدن اشباح لا حياة فيها....
هل ثمة ترابط منطقي بين المراحل ؟
نعم, بالتاكيد ثمة خيط خفي يربط حلقات العنف بعضها ببعض...
هذه هي الخلاصة كما اراها أمامي ,
وأقول دائما أين هو البيت العراقي الذي لم تمسه النار بعد هذه الحرب؟
النار مستنا جميعا, واحرقتنا بطريقة او أخرى....
وما عدنا نصدق قصص الادارة الامريكية الغبية, في تفسير ما يحدث على أرض العراق...
أو تبرئة نفسها من الجرائم التي مزقت المجتمع العراقي......
***************************************
منذ حوالي شهرين, اعلنت الحكومة العراقية الجديدة انها بالتعاون مع قوات الاحتلال العتيدة البطلة , سوف تنفذ خطة امنية عظيمة وممتازة, وتفاءل العراقيون البؤساء, قلنا يله خلينا نشوف عبقرية قوات الاحتلال والحلول السحرية التي ستطبقها على العراق الجريح لوقف النزيف...
ثمة اصوات في الحكومة العراقية علت وقالت ان هذه الخطة الامنية فيها ثغرات كثيرة, لكن لا احد اصغى لهم, وتم تجاهل اعتراضاتهم...
وطبقت الخطة بنشر قوات كبيرة من الشرطة العراقية ترافقها قوات الاحتلال في مئات الحواجز...
لكن الازدحام زاد في الشوارع الرئيسية, والمليشيات نشرت القتل والدمار في الاحياء السكنية المختلفة على اطراف بغداد مثل حي الجهاد, الدورة, المحمودية , وغيرها...
وبقيت الخطة الغبية ماضية, والفشل يتراكم يوما بعد يوم, وكذلك الضحايا المدنيين...
والان, تعلن الادارة الامريكية وتعترف بغباء الخطة الموضوعة, وقررت اعادة وضع خطة جديدة, اي طبعا, العراقيون حقل تجارب الاغبياء...
مرة كنت في طريق المطار متجهة الى عملي عام 2004, وجدت حاجز قوات امريكية, قلت للسائق الخاص , خفف سرعتك, اريد ان اتكلم مع الضابط الامريكي , توقفنا, وشهر سلاحه بوجوهنا كالعادة , مخروع عباله احنه ارهابيين , قلت له اذا سمحت , عندي ملاحظة, لماذا تضعون الحاجز على الشارع الرئيسي , وانتم تعلمون ان عصابات القتل والخطف تعيث فسادا في الشوارع الخلفية, لماذا لا تضعون نقاط التفتيش هناك؟
نظر الي بغضب , ثم قال للسائق بغضب : انطلق, تحرك...
ههههه, فهمت ان كلامي لم يعجبه, امريكي غبي اخر, يغرق في مستنقع العراق, ويرفض سماع ملاحظات العراقيين...
عندنا مثل عربي قديم : اهل مكة ادرى بشعابها...
يعني اهل اي مدينة, يعرفون تفاصيل واسرار مدينتهم وحياتهم...
وهكذا هو الحل في العراق...
لن يكون ثمة امان واستقرار في العراق سوى الذي تصنعه عقول وايادي عراقية وطنية مخلصة نظيفة...
ستتعب اميركا , وكل الاغبياء في الادارة والكونغرس ...
وسيظل الفشل حليفهم في العراق...
حتى يستلم إدارة العراق, العراقيون الحقيقيون الذين يعملون بحرص من أجل سعادة شعبهم ومستقبله, وليس حتى بأيدي عراقية خائنة عميلة ملطخة يديها بسرقة المال العام وثروات العراق, وملطخة ايديهم بدماء العراقيين الابرياء...
هؤلاء تجار الحروب , بئس التجارة,وبئس الربح...
هؤلاء حبايب الاحتلال, واعداء العراق والعراقيين...
عندما تنزاح هذه الوجوه من موقع السلطة والمسؤولية في العراق, سيكون العراق قد بدأ اول خطواته في الإتجاه الصحيح, ان شاءالله
السلام عليكم.........
Thursday, July 20 th, 2006
Good morning…
I feel very tired, and have no wish to talk or write. But what calamities are happening in Iraq should be talked about, and I feel it my duty to take the responsibility of talking for what is happening to the Iraqis, from my point of view, and my readings of the daily reality there.
Those Iraqis like me, who were forced by the bad security conditions, which threatened their families directly by kidnapping or killing, had to leave Iraq and live in different exiles.
The days pass very heavily upon us, each day like a year…
And in the countries were Iraqis reside, there is: security, settlement, water, electricity, and fuel…
But we live like strangers........
For who can compensate us for the homeland we were forced to leave?
And what about the Iraqis who have no ability to leave?
They remained there; enduring, suffering fear, terror, and the threat of death, every hour of every day…
When will the suffering Iraq and the Iraqis end?
I do not think there is naught who knows the answer…
Even the American administration who waged the war, doesn't know the answer. For they flounder in their stupidity and the Iraqi swamp, about which they didn't quiet grasp the truth, until they sunk in it…
And now, that failure of an administration is stumbling, not knowing how to solve the problems of Iraq and save the Iraqis, and doesn't even know how to save its own face in the dilemma in which it is… the foolish Bush doesn't stop giving lying, empty speeches, which are worst than those of the Arab leaders at the times of defeat; full of lies, and stories of imaginary victories…
He says he will not withdraw the armies from Iraq until the mission is complete.
I do want someone to ask him: Sir, what is the mission you want to accomplish in Iraq for three years now? And how much of it did you finish?
The destruction of Iraq, and killing more Iraqis?
Is this the mission?
Or to achieve freedom, democracy, transparency, and all that empty talk the world grew bored from hearing, and especially the Iraqis?
Tell him: you destroyed Iraq and killed its people, you fool, and you still sing of victory? The reputation of your army is stained by scandals; from the Abu Ghareeb prison, to the white Phosphorate in Fallujah, the massacre of Hadeetha, to the story of the teenage girl; Abeer Al-Janabi, who was raped by the American soldiers and killed with her family, to tens, or maybe hundreds of black stories unannounced till now…
An army whose reputation is stained with shame, an administration consisting of criminals and fools, and those claim they are manufacturing a new Iraq, to become a model for the Middle East states.
What model criminals and fools like those will create?
****************************************************
For almost a month, the Iraqis started leaving Iraq in a more intensive way, by the end of schools and university terms, and the beginning of the summer holiday for their children… and here in Amman I always meet new faces, or relatives and friends from Iraq, to hear new varied stories that the news media do not broadcast…
On the next day of my return from Umrah, I read a break- news item on one of the Iraqi channels that there are armed gangs attacking the public marketplace in Al-Jihad district, killing innocent civilians after checking their ID cards…
We used to live in Al-Jihad district during the last war on Iraq; the area is mixed, like many others in Baghdad, and I cannot tell who of my neighbors is the Shia'at and who is the Sunnie. We are all Iraqis who lived together through the good times and the bad times, so, where did all this evil talk come from?
The Iraqis call these sorts of subjects: after-the-occupation-culture.
A poisonous, deformed, lying culture…
I went to the phone and called Baghdad. The line rang in one of my neighbor's house's there. I knew they were Sunnies, because they were from Fallujah. Then a strange voice answered me. I asked him about the people of the house. He said they were fine, that he was their neighbor guarding the house, and that they left yesterday to Fallujah…
In one way, my heart felt relieved because they were not killed by the gangs, but from another I felt sad for them; for how does it feel for someone to be forced to leave his house to that of a relative's, because some frantic militia entered the area?
And a Shia'at neighbor guards the house of an evicted Sunnie neighbor?
Isn't this a comedy?
The neighbors cry for one another, and the militia that comes from outside the area brings along poison, death and destruction to the civilian residents?
Who finances these killers?
And for whose benefit do they work?
Some 50 civilians; women, men, and children of that neighborhood were the victims of that day in Al-Jihad district.
The government was confused, opinions contradicted, and ministers and parliament members clashed, trying to pin the responsibility on someone's head?
Some said they were militias from within the Interior Ministry; sectarian militias carrying out an agenda to destroy Iraq and rip its unity apart, and it is beyond the control of the Iraqi government.
And the Iraqis were baffled; is this a militia backed by Iran, the occupation, or by another enemy in the region who wants to tear Iraq apart?
But nobody claimed responsibility for that crime.
And for sure the American newspapers and other media said it was a sectarian fighting, to justify the presence of the occupation army in Iraq, and not to schedule its withdrawal…
******************************
On the next day, a similar disaster happened in Al-Doora District, south of Baghdad. Some militias erected false roadblocks, read people's names in the ID cards, and killed those with evident Sunnie names, like Omar or Othman…
And in Al-Ghazalia, the same thing has been happening for months. The Shia'at families evicted their houses. Someone must have told them to. And the majority that remained are of Sunnie families, so, the area was shelled with mortars, and innocent civilians died. Then the shops and markets were stormed repeatedly, with random killings in broad daylight, until the area died. The shops closed. Even the baker's shop…
So was the case in Al-Ameriyah….
And in Al-Khadra'a District…
And from Al-Khadra'a, my friend told me that the occupation forces distributed referendum papers among the residents, asking: Do you want the guarding forces in the area to be American forces, or local Iraqis?
And the neighbors, of course, after the disasters they faced by the transgressions of the Iraqi police and their fierce behaviors with people, the random raids and detentions, hated that local police, and wished that the occupation forces would remain to guard them…
What a comedy…
The Iraqis demanding that the occupation forces should remain and protect the residential areas, because the local police are corrupt and unjust…
Well then who trained this new police force?
Aren't the occupation forces responsible for the training of the new army police force in Iraq?
Is this the policy required to be followed in Iraq? Let the Iraqis torture their fellow citizens, so the citizens would turn to the occupation asking them to stay…
Does this theory apply for the reason of the existence of these criminal militias on the Iraqi streets, so the Iraqis would call for help from the occupation? So the occupation can keep on justifying its presence in Iraq?
And a question: If the Iraqis would have remained united and in harmony, as they have been all their former lives, then what are the chances for a foreign occupation force to remain on the Iraqi soil?
The answer is: Nil.
***********************************
And the series goes on; a trapped car in Al-Sadder city, for example, kills tens of Iraqi Shia'ats. Then it is followed by an attack on Sunnie mosques, and then followed by the killing of a number of Sunnie Iraqis, and so on…
The Iraqis are in agreement that the hands messing around in Iraq are one and the same… the hands that are blowing the Shia'at mosques are the same that blow the Sunnie mosques, the hand that sends a trapped car to a Shia'at neighborhood is the same that sends a trapped car to a Sunnie neighborhood, and the armed gangs that attack innocent civilians, Sunnies and Shia'ats alike, are gangs from one source, and are financed by one source.
And the question is: Who reaps the benefits of all this chaos and bloodshed?
Is there any one Iraqi Party or any Iraqi Formation which achieved any gains from all this?
It is evident that everyone are losers, and everyone is shouting and wailing under the Parliament's roof; the Shia'at members cry and complain of what befell their people, and so are the Sunnie members, angry and complaining about what befell their people.
Well then, who is the winner out of the Iraqi bloodshed? Who is the winner out of demolishing the trust among the Iraqis? who is the winner out of shredding all attempts at national reconciliation among the Iraqis?
Iran?
Israel?
Or the occupation?
These are usually the three suspects for more than three years now, for what is taking place in Iraq; the calamities, the killings, the devastation, bloodshed, assassinations, and sectarian provocation.
It is in the interest of these to destroy Iraq, tearing it apart so it would remain weak, and not threaten their interests…
They all agreed upon one goal: a torn, weak, divided Iraq…
***************************
Today I watched an interview on the Iraqi TV channels, with some heads of parliamentary blocs who spoke about the National Reconciliation, about rejecting the idea of a civil war, it being a made-up notion that some people want to market on to the media, to achieve their own ends…
The head of the Parliament spoke; criticizing the occupation, saying that we shall unite, for the occupation is defeated, and when we will unite, it will be more so…
Whoever propagates for civil war is someone who wants the occupation to remain…
And we want the occupation to leave Iraq…
We will do all that is in our power to unite the Iraqis. We know that our enemy wants the opposite, and that is our battle…
My heart swelled with hope, as I saw them all on screen…..
******************
I prayed to God to unite the Iraqis' hearts…
To unite the Iraqis' ranks…
To defeat the militias of crime, and whoever feeds them… by the will of God, may they get defeat, and shame…
May the Iraqis get victory, after their patience and sacrifices…
By the will of God, we shall get back to our homes, our neighbors, and loved ones.
That peace shall reign in our cities, villages, and streets.
That we shall see Iraq as one; united, liberated of any occupation, and any collaborating crows.
That the Iraqis' dreams shall be fulfilled soon, soon, soon.
Amen…..
* * *
Good morning…
I feel very tired, and have no wish to talk or write. But what calamities are happening in Iraq should be talked about, and I feel it my duty to take the responsibility of talking for what is happening to the Iraqis, from my point of view, and my readings of the daily reality there.
Those Iraqis like me, who were forced by the bad security conditions, which threatened their families directly by kidnapping or killing, had to leave Iraq and live in different exiles.
The days pass very heavily upon us, each day like a year…
And in the countries were Iraqis reside, there is: security, settlement, water, electricity, and fuel…
But we live like strangers........
For who can compensate us for the homeland we were forced to leave?
And what about the Iraqis who have no ability to leave?
They remained there; enduring, suffering fear, terror, and the threat of death, every hour of every day…
When will the suffering Iraq and the Iraqis end?
I do not think there is naught who knows the answer…
Even the American administration who waged the war, doesn't know the answer. For they flounder in their stupidity and the Iraqi swamp, about which they didn't quiet grasp the truth, until they sunk in it…
And now, that failure of an administration is stumbling, not knowing how to solve the problems of Iraq and save the Iraqis, and doesn't even know how to save its own face in the dilemma in which it is… the foolish Bush doesn't stop giving lying, empty speeches, which are worst than those of the Arab leaders at the times of defeat; full of lies, and stories of imaginary victories…
He says he will not withdraw the armies from Iraq until the mission is complete.
I do want someone to ask him: Sir, what is the mission you want to accomplish in Iraq for three years now? And how much of it did you finish?
The destruction of Iraq, and killing more Iraqis?
Is this the mission?
Or to achieve freedom, democracy, transparency, and all that empty talk the world grew bored from hearing, and especially the Iraqis?
Tell him: you destroyed Iraq and killed its people, you fool, and you still sing of victory? The reputation of your army is stained by scandals; from the Abu Ghareeb prison, to the white Phosphorate in Fallujah, the massacre of Hadeetha, to the story of the teenage girl; Abeer Al-Janabi, who was raped by the American soldiers and killed with her family, to tens, or maybe hundreds of black stories unannounced till now…
An army whose reputation is stained with shame, an administration consisting of criminals and fools, and those claim they are manufacturing a new Iraq, to become a model for the Middle East states.
What model criminals and fools like those will create?
****************************************************
For almost a month, the Iraqis started leaving Iraq in a more intensive way, by the end of schools and university terms, and the beginning of the summer holiday for their children… and here in Amman I always meet new faces, or relatives and friends from Iraq, to hear new varied stories that the news media do not broadcast…
On the next day of my return from Umrah, I read a break- news item on one of the Iraqi channels that there are armed gangs attacking the public marketplace in Al-Jihad district, killing innocent civilians after checking their ID cards…
We used to live in Al-Jihad district during the last war on Iraq; the area is mixed, like many others in Baghdad, and I cannot tell who of my neighbors is the Shia'at and who is the Sunnie. We are all Iraqis who lived together through the good times and the bad times, so, where did all this evil talk come from?
The Iraqis call these sorts of subjects: after-the-occupation-culture.
A poisonous, deformed, lying culture…
I went to the phone and called Baghdad. The line rang in one of my neighbor's house's there. I knew they were Sunnies, because they were from Fallujah. Then a strange voice answered me. I asked him about the people of the house. He said they were fine, that he was their neighbor guarding the house, and that they left yesterday to Fallujah…
In one way, my heart felt relieved because they were not killed by the gangs, but from another I felt sad for them; for how does it feel for someone to be forced to leave his house to that of a relative's, because some frantic militia entered the area?
And a Shia'at neighbor guards the house of an evicted Sunnie neighbor?
Isn't this a comedy?
The neighbors cry for one another, and the militia that comes from outside the area brings along poison, death and destruction to the civilian residents?
Who finances these killers?
And for whose benefit do they work?
Some 50 civilians; women, men, and children of that neighborhood were the victims of that day in Al-Jihad district.
The government was confused, opinions contradicted, and ministers and parliament members clashed, trying to pin the responsibility on someone's head?
Some said they were militias from within the Interior Ministry; sectarian militias carrying out an agenda to destroy Iraq and rip its unity apart, and it is beyond the control of the Iraqi government.
And the Iraqis were baffled; is this a militia backed by Iran, the occupation, or by another enemy in the region who wants to tear Iraq apart?
But nobody claimed responsibility for that crime.
And for sure the American newspapers and other media said it was a sectarian fighting, to justify the presence of the occupation army in Iraq, and not to schedule its withdrawal…
******************************
On the next day, a similar disaster happened in Al-Doora District, south of Baghdad. Some militias erected false roadblocks, read people's names in the ID cards, and killed those with evident Sunnie names, like Omar or Othman…
And in Al-Ghazalia, the same thing has been happening for months. The Shia'at families evicted their houses. Someone must have told them to. And the majority that remained are of Sunnie families, so, the area was shelled with mortars, and innocent civilians died. Then the shops and markets were stormed repeatedly, with random killings in broad daylight, until the area died. The shops closed. Even the baker's shop…
So was the case in Al-Ameriyah….
And in Al-Khadra'a District…
And from Al-Khadra'a, my friend told me that the occupation forces distributed referendum papers among the residents, asking: Do you want the guarding forces in the area to be American forces, or local Iraqis?
And the neighbors, of course, after the disasters they faced by the transgressions of the Iraqi police and their fierce behaviors with people, the random raids and detentions, hated that local police, and wished that the occupation forces would remain to guard them…
What a comedy…
The Iraqis demanding that the occupation forces should remain and protect the residential areas, because the local police are corrupt and unjust…
Well then who trained this new police force?
Aren't the occupation forces responsible for the training of the new army police force in Iraq?
Is this the policy required to be followed in Iraq? Let the Iraqis torture their fellow citizens, so the citizens would turn to the occupation asking them to stay…
Does this theory apply for the reason of the existence of these criminal militias on the Iraqi streets, so the Iraqis would call for help from the occupation? So the occupation can keep on justifying its presence in Iraq?
And a question: If the Iraqis would have remained united and in harmony, as they have been all their former lives, then what are the chances for a foreign occupation force to remain on the Iraqi soil?
The answer is: Nil.
***********************************
And the series goes on; a trapped car in Al-Sadder city, for example, kills tens of Iraqi Shia'ats. Then it is followed by an attack on Sunnie mosques, and then followed by the killing of a number of Sunnie Iraqis, and so on…
The Iraqis are in agreement that the hands messing around in Iraq are one and the same… the hands that are blowing the Shia'at mosques are the same that blow the Sunnie mosques, the hand that sends a trapped car to a Shia'at neighborhood is the same that sends a trapped car to a Sunnie neighborhood, and the armed gangs that attack innocent civilians, Sunnies and Shia'ats alike, are gangs from one source, and are financed by one source.
And the question is: Who reaps the benefits of all this chaos and bloodshed?
Is there any one Iraqi Party or any Iraqi Formation which achieved any gains from all this?
It is evident that everyone are losers, and everyone is shouting and wailing under the Parliament's roof; the Shia'at members cry and complain of what befell their people, and so are the Sunnie members, angry and complaining about what befell their people.
Well then, who is the winner out of the Iraqi bloodshed? Who is the winner out of demolishing the trust among the Iraqis? who is the winner out of shredding all attempts at national reconciliation among the Iraqis?
Iran?
Israel?
Or the occupation?
These are usually the three suspects for more than three years now, for what is taking place in Iraq; the calamities, the killings, the devastation, bloodshed, assassinations, and sectarian provocation.
It is in the interest of these to destroy Iraq, tearing it apart so it would remain weak, and not threaten their interests…
They all agreed upon one goal: a torn, weak, divided Iraq…
***************************
Today I watched an interview on the Iraqi TV channels, with some heads of parliamentary blocs who spoke about the National Reconciliation, about rejecting the idea of a civil war, it being a made-up notion that some people want to market on to the media, to achieve their own ends…
The head of the Parliament spoke; criticizing the occupation, saying that we shall unite, for the occupation is defeated, and when we will unite, it will be more so…
Whoever propagates for civil war is someone who wants the occupation to remain…
And we want the occupation to leave Iraq…
We will do all that is in our power to unite the Iraqis. We know that our enemy wants the opposite, and that is our battle…
My heart swelled with hope, as I saw them all on screen…..
******************
I prayed to God to unite the Iraqis' hearts…
To unite the Iraqis' ranks…
To defeat the militias of crime, and whoever feeds them… by the will of God, may they get defeat, and shame…
May the Iraqis get victory, after their patience and sacrifices…
By the will of God, we shall get back to our homes, our neighbors, and loved ones.
That peace shall reign in our cities, villages, and streets.
That we shall see Iraq as one; united, liberated of any occupation, and any collaborating crows.
That the Iraqis' dreams shall be fulfilled soon, soon, soon.
Amen…..
* * *