Friday, March 15, 2013

 

صناديق الاقتراع وحدها لا تكفي لجلب الاستقرار ....

 
الجمعه 15 آذار 2013
السلام عليكم
مازلت في القاهره التي احبها كثيرا كأنها بيتي الثاني بعد بغداد, هذا آخر فصل دراسي لي في الجامعه , والمفروض انني سأكتب رسالة الماجستير في الفصل القادم  ان شاء الله ,
لا أشعر بالوحشه هنا , الناس طيبون وخصوصا مع غير المصريين , يحبون الزائر لبلدهم  ويبدون له المودة والاحترام والترحيب
لكن البلد بلا شك يمر بمرحله انتقاليه فيها قلق كثير, وفوضى محدوده الى حد ما بالمقارنه بما رأيناه في العراق بعد الاحتلال الامريكي في 2003
في العراق تم حل الجيش العراقي والشرطه بعد الاحتلال مباشرة مما أدى الى انتشار الفوضى في البلاد ,ليست فوضى سياسيه بقدر الفوضى الأمنيه في الشوارع حيث زادت حالات العنف والتفجير  كما زادت حالات الاعتداءات على الاشخاص وسلب ممتلكاتهم الشخصيه أو خطفهم , يعني لا اصدق ان تلك  القرارات التي اتخذتها القياده الامريكيه  كانت بريئه ولم يقصد منها تدمير العراق أرضا وشعبا  ..
والان وبعد مرور عشر سنوات على احتلال العراق , مازال البلد يعيش في حالة فوضى أمنيه مقلقه الى حد ما ,لكن الفوضى السياسيه هي السائده اكثر  , حيث الصراعات الاثنيه والطائفيه في حالة تصاعد ولا توجد مؤشرات على الارض تقول ان الأمور ستتحسن قريبا ..
واهم سبب لهذه الفوضى السياسيه هو الدستور المشوه الذي وضعت اميركا مسودته وضغطت على  القيادات السياسيه العراقيه لقبوله وتبنيه , القيادات التي تمثل  كل الطوائف والعرقيات . ومازالت هذه القيادات تدفع ثمن سوء تقديرها للموقف وغباءها وانتهازيتها وهرولتها للقبول بأي شيء في سبيل بقائها في طبقة السلطه الحاكمه ..
لماذا تعقدت الحاله السياسيه في العراق ؟
على الرغم مما هو معلن عن توافقات سياسيه لكن الموقف ليس فيه رائحة توافقات , فالخصام والجدال والتفرقه والعدوانيه سادت بين الاحزاب  وخصوصا الكبيرة منها   بعد الانتخابات الاخيره  في 2010 ولم يتوقف بعد الجدل حول من هي القائمه الفائزه  في صناديق الاقتراع وما هي  حقوقها  في الحكم ؟ هذا الجدال لم يؤد الى نتيجه واضحه  لحد الان ولم يؤد الى استقرار سياسي ومن ثم استقرار اقتصادي واجتماعي . ما زالت البلاد تعاني من مشاكل اقتصاديه كبيرة وكل شيء متعثر هناك, وعمليات الاستثمار والتطوير في مجالات الصحه والتعليم والبنيه التحتيه مازالت قضايا تتصدر معارك الحكومه اليوميه  لكن دون ظهور نتائج ايجابيه على الأرض . فالقوى السياسيه تتصارع من أجل مصالحها  وتتقاتل بينها بطريقه عنيفه  ولا يمكن فصل تفجيرات الشوارع عن لغة الحوار العنيفه بين الاطراف السياسيه المتناحره في العراق , ولا شيء  من اجل مصلحة الشعب ولا مستقبل البلاد . ولا أدري من الذي قرر أن يسير العراق صوب هذا الاتجاه الفاشل والخاطيء الذي يضيع الوقت دون تحقيق انجازات ايجابيه على الارض , كل شيء متعثر ومحبط بحيث ان الناس في كثير من الاحيان  يفضلون تغيير كل هذه الوجوه الموجوده حاليا عسى ان تتغير قواعد اللعبه السياسيه وعسى ان تحدث مخرجات ايجابيه للعمليه  السياسيه بدل هذا العبث المستمر ..
أعود الى مصر ..
الثورة اسقطت النظام القديم منذ بداية 2011 وظهرت أحزاب وقوى سياسيه مختلفه على الساحه , لكن الصراع على السلطه ايضا يجري بطريقه مريضه وغير منطقيه ولن تفيد الشعب ولا البلاد اذا استمرت قواعد اللعبه السياسيه بهذا الغباء وضيق الأفق وتفضيل مصلحة الحزب والافراد على مصلحة الناس والبلاد كلها ..
حصلت بعد الثورة  انتخابات لمجلس النواب ثم انتخابات رئاسية لكن ثمة تخبط وتضارب في المصالح أدى الى صدور قرارات من المحكمه الدستوريه العليا بحل البرلمان كله : هذه الخطوة تراها الاحزاب الاسلاميه التي حازت على غالبية المقاعد في البرلمان انها خطوة ضد الثورة وليست لوجه الله ومصلحة الوطن بينما تراها القوى السياسيه المعارضه  خطوة صحيحه واعطتها فرصه للظهور على الساحه ورفع صوتها للمطالبه  بتغييرات كثيرة  تحاول من خلالها ان تسحب البساط من تحت اقدام الاحزاب الاسلاميه ,
 فوز الرئيس مرسي في الانتخابات الرئاسيه  الذي يمثل هو  ايضا قوة اسلاميه موجوده في الساحه جاء كخطوة أرعبت الاحزاب العلمانيه والليبراليه , وهم يقودون حالة تمرد وفوضى في مصر منذ  استلم الدكتور مرسي الرئاسه  . حيث  يرفعون الصوت ويقاطعون الحوار معه ويستعملون وسائل الاعلام للتحريض على التظاهرات والاعتصامات  ونشر الاشاعات والفتن والتشكيك بالرئيس والحكومه الجديده والاستهزاء بهم وتحقير انجازاتهم  وانكار مساعي الحكومه المستمره لتحسين الوضع الامني والاقتصادي وزرع الشك بنوايا الحكومه والرئيس وتحريض الناس ضدهم وهكذا مسلسل لا ينتهي من جدال عقيم ..
هذه الفوضى خلقت اجواء عدم استقرار سياسي في البلاد  وشيء محدود من فوضى أمنيه ( مقارنة بما حدث في العراق 2003)  والمعارضه تبالغ في وصف سوء الاحوال الامنيه والاقتصاديه مما أدى الى اشعال الشارع بمزيد من الغضب والسخط , دون تقديم أي بدائل او حلول يمكن ان تخرج البلاد من الوضع المتأزم الذي تمر به ..
يبدو حال المعارضه هنا  مثل شخص حاقد ساخط على من تسلم السلطه , وهذا الشخص يريد افشال خصمه  وتشويه صورته بأي طريقه ممكنه , اخلاقيه او غير اخلاقيه لا يهم ,  المهم ان يستعمل كل الوسائل لإثبات ان الاحزاب الاسلاميه التي استلمت الحكم في مصر هي احزاب فاشله . حتى لو  كلف هذا إغراق مصر في الخراب والفوضى وسد الطرق امامها لتنجو وتنجح  وتتقدم . المعارضه هنا لا تفكر بطريقه خلينا ننقذ السفينه ما دمنا كلها عليها , انما تفكر بطريقة  خلينا نغرق السفينه حتى نثبت ان القبطان فاشل , دون ان تفكر المعارضه بعاقبة هذا التفكير المغامر الأناني الاحمق ..
انا انظر للصورة بحزن بالغ ,لانني احب مصر واهلها , وعندي أمل ان تعود مصر لقيادة هذه الأمة لانها الأخت الكبيرة , غيابها عن الساحه قد أذى  جيرانها كثيرا , العراق تم احتلاله لأن مصر بعيده , الفلسطينيون زادت معاناتهم وزاد ضياعهم بسبب غياب مصر , سوريا تتعرض للفوضى والدمار منذ سنتين لان مصر القويه المستقره المتزنه  بعيده ومشغوله بمشاكلها الداخليه ( فماعادت قوية ولا مستقره  ولا متزنه حاليا ) . واستفردت بعض دول الخليج بتمويل وتشجيع المعارضه السوريه بدعوى ان حكم بشار الاسد دكتاتور مستبد او انه شيعي منحرف العقيده ولا أدري لماذا ساعدوا على اسقاط صدام مع انه لم يكن شيعيا ولماذا ساعدوا على اسقاط القذافي مع انه لم يكن شيعيا , اما مسألة الديكتاتوريه فتلك الانظمه في دول الخليج  ليست أقل دكتاتورية ممن يتكلمون ضدهم  وهم ايضا يستحقون ان تثور شعوبهم ضدهم  بطريقه مسلحه وتمويل من دول الجوار اذا كانت هذه الفكره سليمه ومقبول تطبيقها في سوريا.
وبالمناسبه , لماذا لم يحسم موضوع سوريا لحد الآن ؟
اعتقد ان هنالك سببين رئيسيين : الاول هو تحالف سوريا مع قوى اقليميه ودوليه مثل ايران والصين وروسيا , هذا جعلها لقمة غير سهلة الابتلاع لاميركا واسرائيل و دول حزب الناتو مثلا , وثانيا : من هو المؤهل لاستلام السلطه في سوريا بعد سقوط هذا النظام الحالي؟ واضح جدا ان الجماعات الاسلاميه هي المؤهله ان تستلم اكثر من سواها  . وهذا قلق آخر لاميركا واسرائيل ودول الناتو , لذلك ظل وضع سوريا معلقا دون حسم بسبب مصالح اقليميه ودوليه والشعب السوري فقط هو الضحيه , هذه نتائج عالم السياسه القذر الذي لا أخلاق فيه حاليا , انما مصالح فقط ...
وطبعا هذه الحاله من الصراعات والتسابق على اخذ قطعة نفوذ هنا وهناك هي نتائج التدخلات الاجنبيه في منطقتنا , اميركا احتلت العراق ودخلت ايران ايضا تبحث عن قدم في العراق ودخلت السعوديه ودخلت تركيا ودخلت اسرائيل وهكذا ... كل يبحث عن مصالحه الشخصيه في هذه الضحيه التي سقطت . وكذلك الحال الان في سوريا , منذ سنتين والدمار مستمر وكل طرف يريد ان يثبت له موطيء قدم في سوريا بعد تغيير النظام , حتى الاخوان المسلمون في مصر لهم الان مشاركه في حرب المعارضه في سوريا , لانها مسألة مصالح وليست مسألة ان هؤلاء اخواننا عرب ومسلمون خلينا نعمل  اولا على وقف نزيف الدم وحقن دماءهم ووقف تخريب بلدهم , لا , ماعادت هذه طريقة التفكير , طريقة  التفكير الان هي كيف يمكن ان  نضمن حصولنا على اكبر قطعه من هذه الكيكه في المستقبل القريب ..
 فالكل ممكن ان يلاحظ  ان الصراعات والحروب في منطقتنا هي فقط مسألة تحالفات دوليه واقليميه ولا علاقة لها بسنة او شيعه  أو دين , لكن وسائل الاعلام المريضه تبث قصصا مختلفه لتضليل الناس ....
 وللاسف ماعادت اسرائيل هي الحليف الوحيد لاميركا والدول الاستعماريه في المنطقه , انما  توجد الان دول عربيه صارت هي الحليف الاستراتيجي  لاميركا وغيرها في المنطقه , وتلعب دور الذراع الضاربه لكل من يعارض توجيهات وتعليمات اميركا والدول التي لها مصالح في المنطقه ..
على كل حال , أعود لمصر..
المشكله تبدو هنا  ان الاحزاب الاسلاميه التي فازت في الانتخابات بغالبية المقاعد البرلمانيه او مقعد الرئاسه تظن ان هذا استحقاق وطني وحقيقي من خلال صندوق الاقتراع , بينما الاحزاب الليبراليه والعلمانيه تكاد تموت من الغيظ لانها بذلت اقصى جهودها ولم تحصل الا على ارقام متواضعه . هذا الموقف افقد  الاحزاب المعارضه  وقياداتها صوابها واتزانها , فلجأت الى اساليب غير اخلاقيه لاثارة الفوضى في البلاد وخلق حالة عدم استقرار سياسي . وبدأت تعمل من خلال وسائل الاعلام التي تملكها او المنحازه لوجهة نظرها لتحريض الشارع وبث قصص غير حقيقيه لكنها نجحت الى حد ما في خلق روح العنف في الشارع وزرع روح السخط في نفوس الناس . وضيعت الناس لانهم اصبحوا مثل المعارضه ساخطين فقط دون تقديم حلول بديله للخروج من المأزق .. صارت الحكومه والرئاسه  تعيش في وادي , والناس الذين يسمعون المعارضه قد صمت اذانهم وعميت عيونهم وماعادوا يرون الا الصورة الموجوده في اذهانهم , رافضين الاعتراف بأي شيء واقعي , فهم يفسرون كل شيء حسب الصورة الذهنيه التي في روؤسهم , وينطلقون من فرضيات محدده مثل أن الاخوان المسلمين زوروا الانتخابات , ان مرسي لا يحكم البلاد  وأن المرشد هو الذي يحكم (قائد الجماعه الاسلاميه ) , وأن مرسي رفض الحوار مع المعارضه واحتقرهم ولم يستمع لهم منذ البدايه وانه لم يحقق ما وعدهم به , ووو.... خمسين قصه على هذه الشاكله  تبثها وساثل الاعلام التي تؤيد المعارضه , لا يوجد  دليل ملموس على اي اتهام , انما هي فرضيات ونظريات نشرتها الاحزاب المعارضه وكررتها حتى صار يصدقها الكثير من الناس
 اعتقد ان  هذا المنهج اسمه اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس , وهو نفس المنهج الذي اتبعته  حكومة الرئيس بوش  مع قصة اسلحة الدمار الشامل في العراق والقصص الملفقه التي تم ترويجها في الاعلام  , وبررت لها شن الحرب على العراق . ولم يثبت بعدها  وجود أي أسلحة لكن هدف الحكومه الامريكيه قد تحقق وليذهب الناس الى الجحيم  ولا يهم صدقوا او لم يصدقوا؟
يعني صرت مقتنعه تماما ان عالم السياسه حاليا للاسف هو عالم قذر ولا اخلاق فيه ولا مباديء , فالسياسي من اجل الحصول على المنصب والامتيازات  سيكون مستعدا لتدمير حياة الناس من حوله وهو يعلم , لكن أنانيته وضيق أفقه ممكن ان تجعله اعمى واصم ولا يفكر في البحث عن  خيارات اكثر عقلانيه ومنطقيه وفيها حكمة وصبر وهدوء . وهذا ينطبق على رجال السياسه في العراق منذ 2003 لحد الان ,فغباءهم وانانيتهم صارت نموذجا قياسيا للفشل وسوء التصرف ...
اما في مصر فأرجو ان تتصرف الاحزاب الاسلاميه بحكمة وذكاء في إدارة الأزمه الحاليه  حتى وان كانت  تعلم ان  صناديق الاقتراع  معها , لكن الموقف على الارض يقول ان هنالك معارضه موجوده وتريد ان تتشارك في الحكم ,سواء في الامتيازات او في  اتخاذ القرارات. وينبغي على الاحزاب الاسلاميه ان تتصرف بعقل وحكمه , لأن الاستئثار بالسلطه حتى لو كان حقا مشروعا كفلته صناديق الانتخابات , لكنه ليس مقبولا في هذه المرحله . المعارضه ممكن ان تدفع البلاد الى فوضى سياسية واقتصاديه واجتماعيه ,  وايضا تشوه صورة مصر والعمليه السياسيه فيها , وسوف تجذب اعداء مصر للتكالب عليها مادامت مهددة بانقسامات وانشقاقات اجتماعيه وسياسيه ,
هذه المرحله حرجه وتحتاج بناء قاعدة قوية اقتصاديه وسياسية واجتماعيه بالاضافه الى بناء سمعة دوليه طيبه وتقديم نموذج ناجح للدول القريبه والبعيده
أتذكر تركيا هنا وتجربتها الناجحه نسبيا , فالاحزاب الاسلاميه عملت منذ عشرات السنين تحت مظلة دستور علماني , وتعرضت للضغوطات والظلم من حكومات تركيه سابقه وايضا عانت كثيرا من سلطة الجيش التركي وكثرة تدخلاته في عالم السياسه باعتباره حامي العلمانيه في تركيا ,
بينما الآن الاحزاب الاسلاميه  تشكل الغالبيه  في مناصب  الحكومه والرئاسه والبرلمان  في تركيا , وتتشارك في الحكم مع احزاب علمانيه وليبراليه رغم تناقض المباديء والرؤى , لكنها تجاوزت مرحلة المصادمات العنيفه وتعلمت كيف تتعامل  بطريقة ايجابيه مع شركاء متعدديين ومختلفين من اجل قطف ثمار ايجابيه  للشعب التركي والوطن التركي . واتمنى أن تمتلك الاحزاب الاسلاميه في مصر هذا الذكاء في تقدير مخاطر المرحله وقبول مشاركة احزاب اخرى في الحكم حتى لو اختلفت الرؤى والمباديء لكن بمرور الوقت الناس ستعلم من هو صاحب الرؤيا السليمه التي فيها  مصلحة لمصر وشعبها, وسيبقى صندوق الاقتراع هو الحكم الفاصل , لأن الناس سوف تقيم الأداء وبناء عليه تعيد الانتخاب لهذا الحزب او ذاك او ترفضه تماما وتخرجه من دائرة العمل السياسي بناء على تقييم الاداء ..
أما لو تشبثت الاحزاب الاسلاميه  في مصر بفكرة انها وصلت الصندوق دون تزوير  وهذا حقها وانها تنتظر هذه الفرصه منذ سبعين سنه , فإن هذا منهج خطير , لأنه سيؤذي الجميع . وستكون عاقبته وخيمه على الاحزاب نفسها وعلى مصر واهلها جميعهم , فلابد من الحكمه والصبر وتقديم التنازلات من أجل  تحقيق المصلحة  العامه  ,
اتمنى لتجربة مصر ان تنجح  وأن تكون قدوة لشعوب اخرى في المنطقه او أبعد منها , وأعلم ان التحديات مخيفه وغير محدودة العدد , لكن التفكير العميق ووضع استراتيجيات واضحه تكون فيها الاولوية وحدة مصر وتماسك مصر .
هنالك الكثير من الاعداء الذين لا يريدون لتجربة مصر ان تنجح . وانا اتمنى ان تنجح , وأن تتجاوز كل هذه المحن , وان تكون عندها قياده واعيه للظروف من حولها , وقادره ان تتخذ قرارات شجاعه  تصب  في مصلحة البلاد والعباد وليست قرارات تصب في مصلحة الاحزاب والقوى السياسيه فقط , فهذا ما يحدث في العراق منذ عشر سنوات وجعلهم يدورون في حلقة مفرغه لا نهاية لها .
ينبغي لنا ان نتعلم  الدروس ولا نكرر أخطاء غيرنا ..
 الخلاصه : ان صناديق الاقتراع في ظروف قلقه لا يمكن ان تكون الاداة الوحيده لحسم الموقف في الساحه السياسيه , اذا كان البلد يمر في مرحلة انتقاليه وصراعات سياسيه كما في مصر والعراق , فإن الحوار والتوافق والمصالحه الوطنيه ينبغي ان يكونوا في المعادله من اجل الوصول الى بلدان مستقرة متماسكه تتجه قياداتها لتحقيق اهداف مشتركه بناء على ستراتيجيه واضحه متفق عليها .
أعلم ان هذا كلام مثالي لا يمكن تطبيقه على الارض لأن العقليه السائده هي عقلية  تحقيق مصالح : كل حزب يفكر بطريقة كيف يمكنني الحصول على اكبر عدد من الامتيازات ؟ كيف يمكنني السيطره على اكبر عدد من مفاصل الدوله ؟ وهكذا ..
هذا ما تعلمته قياداتنا السياسيه في اوطاننا العربيه من  سلوكيات القيادات الغربيه  تجاهنا  كمستعمرات  لهم  . القيادات السياسيه العربيه  صارت تفكر  بنفس الطريقه الاستعماريه والتي تغلب عليها  فكرة حب المصالح والنفوذ  أكثر من فكرة  حب الوطن ومصلحة الوطن ..

ايضا عندي ملاحظه اخرى تتعلق بالقيادات السياسيه في اوطاننا العربيه , فهي لو أدركت ان توحيد دول هذه المنطقه سيخلق قوة عظمى مؤثرة اقتصاديا وسياسيا في العالم , لكانت غيرت من مناهجها الغبيه التي تزيد من الانقسامات والانشقاقات بين دولنا العربيه . وربما علمت هذه القيادات العربيه وادركت الموقف تماما كما  وصفته أنا لكنها لا تملك الاراده , فهي قوى لا تنتمي لشعوبها ولم تبقى في كرسي الحكم بسبب صندوق الاقتراع او توافق وطني بل بسبب رضى اميركا والدول الاستعماريه على بقائها بشرط ان تسمع وتنفذ التعليمات. لكن  سيأتيهم يوم قريب فيه نهايتهم  كما جاء يوم لشاه ايران , وماركوس الفلبين وحسني مبارك في مصر...
الشعوب تقلب الطاوله على رؤوس هؤلاء , لكن الله وحده يقرر متى .....
التغيير من سنن هذا الكون , و لن يبقى شيء على حاله  ولو طال الزمان .....
 
 
 
 

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives