Friday, June 20, 2008
مازلنا وسط الظلام نتلفت حائرين....
الجمعه 20 حزيران 2008
السلام عليكم...
لا أدري لماذا تتراكم علي احيانا الاخبار المزعجة ويتعكر مزاجي , وينتابني شوق شديد الى بغداد , اتمنى ان أحجز تذكرة بإتجاه واحد الى هناك, وأمزق جواز سفري, وأبقى أعيش وأعمل هناك حتى يأتيني ملك الموت....
والله تعبت من الغربه , والعمل اليومي الشاق, ورؤية عذابات العراقيين هنا كل يوم , ولا أقدر أن أساعد الجميع..
يعني لو مسألة 50 دينار او 100 دينار ممكن أساعد , لكن الاف الدنانير مطلوبه لعلاج اطفال او رجال او نساء, هذا لا يمكن توفيره , بعد ان تخلت هنا منظمات كانت تعطي علاج مجاني او تغطي تكاليف بعض العمليات , اما الان فالمفوضيه تعلن بصراحه في اجتماعاتها الشهريه مع المنظمات التي تعمل معها, ان التمويل توقف لأي مشاريع تخص العراقيين اللاجئين, ولا أحد يدري ما السبب ؟
هل هو ضغوط سياسية من اميركا ضد المنظمات الانسانية لترفع يدها عن العراق؟
وتجبر العراقيين على ما يسمى العودة الطوعيه الى بلادهم رغم عدم وجود الأمان والاستقرار بما يكفي لحد الان.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حضر الى عمان قبل اسبوع , وعمل مؤتمرا صحفيا في فندق فخم بعمان , ووصلت لي الاخبار عن طريق صحافي ومندوب محطة فضائية عراقية قابلوني الاسبوع الماضي من أجل الحديث عن معاناة العراقيين في الاردن.
وقال الاثنان , كل على حدة , ان رئيس الوزراء العراقي طلب عودة العراقيين من الاردن الى العراق, وقال ان الحكومة مستعدة ان تقدم مبلغ مليون دينار عراقي لكل عائله وهو ما يساوي 800 دولار امريكي
العوائل العراقية حين يسمعون هذا الكلام يستنكرونه ولا يعجبهم , يقولون كيف نرجع الى حالة لا أمان ؟ لا ماء لا كهرباء ولا وظائف ؟
وماذا ستفعل لنا 800 دولار؟
بعنا بيوتنا وهاجرنا من العراق والان لا نملك شيئا هناك, هذا المبلغ سيدفع ايجار بيت فارغ لعدد قليل من الشهور, ثم ماذا سنأكل ماذا سنشرب؟
كيف سنتدبر أمور حياتنا هناك؟
من هنا نتصل بأهلنا واقاربنا في الداخل ويقولون لا ترجعوا !
لو كانت الحياة أفضل كانوا نصحونا بالرجوع .....
نريد من الحكومه التزاما حقيقيا بتأمين عودة المهجرين في الداخل الى بيوتهم ومناطقهم , وتوفير الامان لهم , والخدمات , والوظائف, حتى تتوفر لهم الحياة الكريمه في وطنهم.
وكيف يمكن للحكومة ان تسأل العراقيين في الاردن وسوريا ومصر ان يعودوا الى العراق , وهي لم تحل مشكلة المهجرين داخليا؟
كيف نصدق ان الوضع قد تحسن؟
اذا عاد المهجرون داخليا الى مدنهم واستقر وضعهم, هذا سيكون مؤشر ايجابي على مصداقية الحكومه, وسيعود العراقيون الذين يعيشون في دول الجوار حين يرون نتائج ايجابيه مشجعه على الارض...
أما الان فرغم كل العذاب والمعاناة لا نفكر بالعودة , على الاقل هنا أمان وماء وكهرباء ...
****************************
وايضا لو أتكلم عن عوائل قابلتها هنا تنتظر إعادة التوطين , البعض منهم يرى هذا حلا مؤقتا حتى يرجع العراق الى حالة الأمان والاستقرار, والبعض يئس من تحسن حال العراق ,
لكنهم جميعا يقولون ستظل عيوننا وقلوبنا تراقب العراق, وسنعود فورأن تتحسن الاحوال, لا نصدق ان ثمة وطن أجمل من العراق....
**********************************************
يذهلني حب العراقيين للعراق..
عندما أجلس معهم , كل شخص او عائله , في لقاءات منفردة لا أحد يعرف الآخر, لكن ثمة نغمة واحدة مشتركه, تنبض في قلوبهم كأنهم قد اتفقوا عليها مسبقا...
سبحان الله..
مسلم او مسيحي او صابئي أو يزيدي, كلهم يتكلمون بنفس الكلمات, ويشتكون من نفس الجرح...
سبحان من جمعنا على أرض العراق, وحب العراق, والحزن على ما حصل له ...
وهذا الخليط العجيب من البشر, عاشوا معا منذ الاف السنين , ولهم حضارة مشتركه عميقة قديمه منذ فجر التاريخ ..........
أديان كثيرة وثقافات متعددة عاشت على أرض العراق, وكونت هذا الخليط الجميل من البشر, الذين تعودوا ان يعيشوا معا على الحلوة والمرة ... حروب وحصار وجوع وفقر وحرمان , حتى جاءت الحرب الاخيرة 2003 والتي كرست التقسيم والتمزيق لهذا النسيج الاجتماعي والثقافي والديني الذي عاش الاف السنين في تماسك شديد من الجذور ...
العراق الان يمر ضمن واحدة من أسوأ التجارب في حياته , ومحنه كبيرة إما ان تحطمه تماما أويخرج منها قويا مثل طائر العنقاء في الاساطير , كل مرة ينهض من الرماد , قويا محلقا كأنه خلق من جديد, وهذا تماما ما اتمناه ان يحدث يوما ما في العراق....
*********************************
وعذابات العوائل هنا , لا تعد ولا تحصى..
بين فقر وجوع وحرمان من قلة الموارد وقلة الطعام والخدمات الصحية , الى مرضى يحضرون من العراق بأمراض معظمها سرطانيه , واسعار العلاج هنا كارثيه في المستشفيات الخاصة , وهؤلاء يشكون من قلة ما يملكون من أموال لتغطية تكاليف العلاج, وأنا شخصيا أشعر أنني فقدت معهم شيئا من ماء وجهي وأنا ارسل ايميلات او لاتصل تلفونات اطلب مساعدات ماليه لتغطية نفقات علاج هذا وذاك.
وتصلني اخبار عراقيين يغرقون في النوادي الليلية والرقص والخمر والفساد, ويصرفون الاف الدولارات كل ليله على هذه السخافات , واقول في نفسي حسبنا الله ونعم الوكيل.
ماذا يحدث للعالم؟
هل نمر بمرحلة فقدان القيم النبيله وغياب الضمير ؟
وهذه القسوة في القلوب واللامبالاة من أين جاءت ؟
لا أدري...
احيانا أتخيل أن الدنيا تضيق علينا , ويضيق صدري ....
أتمنى لو أجد غابة اوجزيرة في محيط بعيد , أعيش فيها , وأنسى هذه المخلوقات المتعبه من البشر, ما عاد ثمة أشياء مشتركه بيني وبينهم....
لكن حزني على الفقراء والمحتاجين يمنعني من الهروب ويجبرني على الالتزام بالبقاء لمساعدتهم, أطرق كل الابواب , ولا أتخلى عنهم...
**************************************
في النهار يشغلني العمل والتقارير والفواتير والتلفونات مع الفروع حتى اتأكد كيف يسير المشروع , ارجع للبيت مرهقه لا مزاج عندي للكلام حول أي موضوع...
وفي المساء أستلقي على فراشي وأفكر مع نفسي:
أم محمد جاءت من البصرة مع ولدها عمره 26 سنه عنده ورم في الرقبه , سرطان متقدم في الالياف, تعذبت هنا وتعذبنا معها ونحن نبحث عن متبرع لتغطية تكاليف العلاج الكيميائي والاشعات والتحاليل والفحوصات.
أم محمود جاء والد زوجها من بغداد قبل اسبوع وعنده غدة في الكبد ويحتاج عملية استئصال , تحتاج الاف الدولارت , لا يملكون منها الفا واحدا ولا أنا ايضا, لا أدري ربما سيموت وهو ينتظر متبرعين.
ام احمد زوجها خطفوه من باب البيت قبل 3 سنين و3 شهور, ويحتمل انه موجود في سجون الحكومه العراقية, ابحث عمن يساعدنا لنجده ...
الشيخ الضرير عائلته رجعت لبغداد وتركته وحده , أساعده شهريا في ايجار البيت لكنني اعلم ان زوجته وبناته هناك ببغداد يعانون من الجوع والحاجه , لا أقدر على مساعدتهم , لا أملك امكانيات ماديه خارقه لتغطية مصاريف كل المحتاجين...
أم سلام أرمله مع اربعة أطفال صغار, كبيرهم لا يتجاوز 12 سنة , كيف ستربيهم ؟
والحياة هنا مثل الجحيم من كثرة ارتفاع الاسعار , وهي تنتظر الموافقه على إعادة التوطين لكنها تشك انهم سيوافقون عليها لان زوجها واخوانها كانوا يعملون في وزارة الداخليه العراقية زمن صدام...
الا توجد انسانية صافية لوجه الله ؟
دائما تدخل السياسة لتخرب كل شيء؟
ما ذنب هذه واطفالها ؟
ثمة عدد من نساء عراقيات وحيدات بلا عوائل , قتل ازواجهن أو اهلهن وبقين وحيدات وينتظرن اعادة التوطين, ويتعرضن كل يوم للاستغلال والتحرش من هذا وذاك , وينتظرن حياة اكثر كرامة واكثر استقرار في بقعة ما من هذا العالم.
في العمل ,تأتي يوميا نساء معنفات مضروبات من ازاوجهن , ومعظم الاحيان الفقر هو السبب , او الاحباط الذي يصيب الرجل بسبب البطاله والفقر , يحوله الى مخلوق متوحش قاسي وشرس, هذا ما يحدث لبعض العوائل العراقية هنا, ظروف التهجير والفقر والغربه والمذله كلها تضغط على الرجال والنساء وتزيد من حالات العنف الأسري...
تأتي نساء ايضا يشتكين من سوء اخلاق الازواج وكونهم مدمنين على الخمر, يضربون الزوجات والاطفال ويتحرشون ببناتهم جنسيا , حسبي الله ونعم الوكيل...
هل هذه علامات آخر الزمان واقتراب الساعه؟
العالم فقد عقله واخلاقه ورحمته وعدالته وصفاته الجميله؟
أنا شخصيا متعبه , لكنني ما فقدت الأمل أن ثمة أناس مازالوا موجودين في هذا العالم ويشكلون وجها جميلا فيه...
هم أقليه بلا شك , لكنهم موجودون .........
بين كل الف ربما يوجد واحد ....
والحمد لله على كل حال...
نسأله ان يثبتنا ويقوينا وينصرنا لنفعل ما يرضيه على هذه الأرض ...
آمين......
وأتمنى ان أجد غابة أو جزيرة أهرب اليها أحيانا , لترتاح نفسي من عناء التفكير بكل هذه المصائب يوميا ........
السلام عليكم...
لا أدري لماذا تتراكم علي احيانا الاخبار المزعجة ويتعكر مزاجي , وينتابني شوق شديد الى بغداد , اتمنى ان أحجز تذكرة بإتجاه واحد الى هناك, وأمزق جواز سفري, وأبقى أعيش وأعمل هناك حتى يأتيني ملك الموت....
والله تعبت من الغربه , والعمل اليومي الشاق, ورؤية عذابات العراقيين هنا كل يوم , ولا أقدر أن أساعد الجميع..
يعني لو مسألة 50 دينار او 100 دينار ممكن أساعد , لكن الاف الدنانير مطلوبه لعلاج اطفال او رجال او نساء, هذا لا يمكن توفيره , بعد ان تخلت هنا منظمات كانت تعطي علاج مجاني او تغطي تكاليف بعض العمليات , اما الان فالمفوضيه تعلن بصراحه في اجتماعاتها الشهريه مع المنظمات التي تعمل معها, ان التمويل توقف لأي مشاريع تخص العراقيين اللاجئين, ولا أحد يدري ما السبب ؟
هل هو ضغوط سياسية من اميركا ضد المنظمات الانسانية لترفع يدها عن العراق؟
وتجبر العراقيين على ما يسمى العودة الطوعيه الى بلادهم رغم عدم وجود الأمان والاستقرار بما يكفي لحد الان.
رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حضر الى عمان قبل اسبوع , وعمل مؤتمرا صحفيا في فندق فخم بعمان , ووصلت لي الاخبار عن طريق صحافي ومندوب محطة فضائية عراقية قابلوني الاسبوع الماضي من أجل الحديث عن معاناة العراقيين في الاردن.
وقال الاثنان , كل على حدة , ان رئيس الوزراء العراقي طلب عودة العراقيين من الاردن الى العراق, وقال ان الحكومة مستعدة ان تقدم مبلغ مليون دينار عراقي لكل عائله وهو ما يساوي 800 دولار امريكي
العوائل العراقية حين يسمعون هذا الكلام يستنكرونه ولا يعجبهم , يقولون كيف نرجع الى حالة لا أمان ؟ لا ماء لا كهرباء ولا وظائف ؟
وماذا ستفعل لنا 800 دولار؟
بعنا بيوتنا وهاجرنا من العراق والان لا نملك شيئا هناك, هذا المبلغ سيدفع ايجار بيت فارغ لعدد قليل من الشهور, ثم ماذا سنأكل ماذا سنشرب؟
كيف سنتدبر أمور حياتنا هناك؟
من هنا نتصل بأهلنا واقاربنا في الداخل ويقولون لا ترجعوا !
لو كانت الحياة أفضل كانوا نصحونا بالرجوع .....
نريد من الحكومه التزاما حقيقيا بتأمين عودة المهجرين في الداخل الى بيوتهم ومناطقهم , وتوفير الامان لهم , والخدمات , والوظائف, حتى تتوفر لهم الحياة الكريمه في وطنهم.
وكيف يمكن للحكومة ان تسأل العراقيين في الاردن وسوريا ومصر ان يعودوا الى العراق , وهي لم تحل مشكلة المهجرين داخليا؟
كيف نصدق ان الوضع قد تحسن؟
اذا عاد المهجرون داخليا الى مدنهم واستقر وضعهم, هذا سيكون مؤشر ايجابي على مصداقية الحكومه, وسيعود العراقيون الذين يعيشون في دول الجوار حين يرون نتائج ايجابيه مشجعه على الارض...
أما الان فرغم كل العذاب والمعاناة لا نفكر بالعودة , على الاقل هنا أمان وماء وكهرباء ...
****************************
وايضا لو أتكلم عن عوائل قابلتها هنا تنتظر إعادة التوطين , البعض منهم يرى هذا حلا مؤقتا حتى يرجع العراق الى حالة الأمان والاستقرار, والبعض يئس من تحسن حال العراق ,
لكنهم جميعا يقولون ستظل عيوننا وقلوبنا تراقب العراق, وسنعود فورأن تتحسن الاحوال, لا نصدق ان ثمة وطن أجمل من العراق....
**********************************************
يذهلني حب العراقيين للعراق..
عندما أجلس معهم , كل شخص او عائله , في لقاءات منفردة لا أحد يعرف الآخر, لكن ثمة نغمة واحدة مشتركه, تنبض في قلوبهم كأنهم قد اتفقوا عليها مسبقا...
سبحان الله..
مسلم او مسيحي او صابئي أو يزيدي, كلهم يتكلمون بنفس الكلمات, ويشتكون من نفس الجرح...
سبحان من جمعنا على أرض العراق, وحب العراق, والحزن على ما حصل له ...
وهذا الخليط العجيب من البشر, عاشوا معا منذ الاف السنين , ولهم حضارة مشتركه عميقة قديمه منذ فجر التاريخ ..........
أديان كثيرة وثقافات متعددة عاشت على أرض العراق, وكونت هذا الخليط الجميل من البشر, الذين تعودوا ان يعيشوا معا على الحلوة والمرة ... حروب وحصار وجوع وفقر وحرمان , حتى جاءت الحرب الاخيرة 2003 والتي كرست التقسيم والتمزيق لهذا النسيج الاجتماعي والثقافي والديني الذي عاش الاف السنين في تماسك شديد من الجذور ...
العراق الان يمر ضمن واحدة من أسوأ التجارب في حياته , ومحنه كبيرة إما ان تحطمه تماما أويخرج منها قويا مثل طائر العنقاء في الاساطير , كل مرة ينهض من الرماد , قويا محلقا كأنه خلق من جديد, وهذا تماما ما اتمناه ان يحدث يوما ما في العراق....
*********************************
وعذابات العوائل هنا , لا تعد ولا تحصى..
بين فقر وجوع وحرمان من قلة الموارد وقلة الطعام والخدمات الصحية , الى مرضى يحضرون من العراق بأمراض معظمها سرطانيه , واسعار العلاج هنا كارثيه في المستشفيات الخاصة , وهؤلاء يشكون من قلة ما يملكون من أموال لتغطية تكاليف العلاج, وأنا شخصيا أشعر أنني فقدت معهم شيئا من ماء وجهي وأنا ارسل ايميلات او لاتصل تلفونات اطلب مساعدات ماليه لتغطية نفقات علاج هذا وذاك.
وتصلني اخبار عراقيين يغرقون في النوادي الليلية والرقص والخمر والفساد, ويصرفون الاف الدولارات كل ليله على هذه السخافات , واقول في نفسي حسبنا الله ونعم الوكيل.
ماذا يحدث للعالم؟
هل نمر بمرحلة فقدان القيم النبيله وغياب الضمير ؟
وهذه القسوة في القلوب واللامبالاة من أين جاءت ؟
لا أدري...
احيانا أتخيل أن الدنيا تضيق علينا , ويضيق صدري ....
أتمنى لو أجد غابة اوجزيرة في محيط بعيد , أعيش فيها , وأنسى هذه المخلوقات المتعبه من البشر, ما عاد ثمة أشياء مشتركه بيني وبينهم....
لكن حزني على الفقراء والمحتاجين يمنعني من الهروب ويجبرني على الالتزام بالبقاء لمساعدتهم, أطرق كل الابواب , ولا أتخلى عنهم...
**************************************
في النهار يشغلني العمل والتقارير والفواتير والتلفونات مع الفروع حتى اتأكد كيف يسير المشروع , ارجع للبيت مرهقه لا مزاج عندي للكلام حول أي موضوع...
وفي المساء أستلقي على فراشي وأفكر مع نفسي:
أم محمد جاءت من البصرة مع ولدها عمره 26 سنه عنده ورم في الرقبه , سرطان متقدم في الالياف, تعذبت هنا وتعذبنا معها ونحن نبحث عن متبرع لتغطية تكاليف العلاج الكيميائي والاشعات والتحاليل والفحوصات.
أم محمود جاء والد زوجها من بغداد قبل اسبوع وعنده غدة في الكبد ويحتاج عملية استئصال , تحتاج الاف الدولارت , لا يملكون منها الفا واحدا ولا أنا ايضا, لا أدري ربما سيموت وهو ينتظر متبرعين.
ام احمد زوجها خطفوه من باب البيت قبل 3 سنين و3 شهور, ويحتمل انه موجود في سجون الحكومه العراقية, ابحث عمن يساعدنا لنجده ...
الشيخ الضرير عائلته رجعت لبغداد وتركته وحده , أساعده شهريا في ايجار البيت لكنني اعلم ان زوجته وبناته هناك ببغداد يعانون من الجوع والحاجه , لا أقدر على مساعدتهم , لا أملك امكانيات ماديه خارقه لتغطية مصاريف كل المحتاجين...
أم سلام أرمله مع اربعة أطفال صغار, كبيرهم لا يتجاوز 12 سنة , كيف ستربيهم ؟
والحياة هنا مثل الجحيم من كثرة ارتفاع الاسعار , وهي تنتظر الموافقه على إعادة التوطين لكنها تشك انهم سيوافقون عليها لان زوجها واخوانها كانوا يعملون في وزارة الداخليه العراقية زمن صدام...
الا توجد انسانية صافية لوجه الله ؟
دائما تدخل السياسة لتخرب كل شيء؟
ما ذنب هذه واطفالها ؟
ثمة عدد من نساء عراقيات وحيدات بلا عوائل , قتل ازواجهن أو اهلهن وبقين وحيدات وينتظرن اعادة التوطين, ويتعرضن كل يوم للاستغلال والتحرش من هذا وذاك , وينتظرن حياة اكثر كرامة واكثر استقرار في بقعة ما من هذا العالم.
في العمل ,تأتي يوميا نساء معنفات مضروبات من ازاوجهن , ومعظم الاحيان الفقر هو السبب , او الاحباط الذي يصيب الرجل بسبب البطاله والفقر , يحوله الى مخلوق متوحش قاسي وشرس, هذا ما يحدث لبعض العوائل العراقية هنا, ظروف التهجير والفقر والغربه والمذله كلها تضغط على الرجال والنساء وتزيد من حالات العنف الأسري...
تأتي نساء ايضا يشتكين من سوء اخلاق الازواج وكونهم مدمنين على الخمر, يضربون الزوجات والاطفال ويتحرشون ببناتهم جنسيا , حسبي الله ونعم الوكيل...
هل هذه علامات آخر الزمان واقتراب الساعه؟
العالم فقد عقله واخلاقه ورحمته وعدالته وصفاته الجميله؟
أنا شخصيا متعبه , لكنني ما فقدت الأمل أن ثمة أناس مازالوا موجودين في هذا العالم ويشكلون وجها جميلا فيه...
هم أقليه بلا شك , لكنهم موجودون .........
بين كل الف ربما يوجد واحد ....
والحمد لله على كل حال...
نسأله ان يثبتنا ويقوينا وينصرنا لنفعل ما يرضيه على هذه الأرض ...
آمين......
وأتمنى ان أجد غابة أو جزيرة أهرب اليها أحيانا , لترتاح نفسي من عناء التفكير بكل هذه المصائب يوميا ........