Wednesday, September 07, 2005

 
الأربعاء 7 أيلول 2005
صباح الخير...
ماذا يحدث في البلدان العربية وغير العربية التي حول العراق هذه الأيام؟
يوم أمس ثمة أخبار عن قتال في مدينة الدمام السعودية استمر لمدة 3 أيام , بين قوات الأمن الحكومية وبين
(مسلحين مطلوبين)
هكذا يتم التعبير عنهم.
وانتهت المعارك أمس بمقتل 5 مسلحين, وحوالي عشرة قتلى وجرحى من قوات الأمن الحكومية.
السؤال : من هم هؤلاء الذين تم قتلهم؟
ولماذا هذه القصص يكتنفها الغموض؟
هل هم معارضة وطنية ضد الحكومة؟
لماذالا يسمح لنا بمعرفة موضوع الخلاف بينهم وبين الحكومة؟
هل ثمة مجلس نيابي سعودي يناقش هذه الأمور ويفهم الناس خارج السعودية وداخلها حقيقة ما يحدث؟
لماذا تطنطن وسائل الإعلام الغربية, والأمريكية خاصة ,على مواضيع سخيفة تافهة وتبالغ بها تحت حجة حقوق الإنسان ,مثل حق قيادة السيارات للمرأة السعودية ,وتفتحه كملف علني للحوار والنقاش داخل السعودية وخارجها, وتهمل, وتغطي بتواطؤ واضح قصة القتال المتكرر بين الحكومة وجماعات معارضة يقتلون بعد مواجهات مسلحة تستمر لعدة أيام ,وتهدم بيوت الحي حولهم, وجثثهم متفحمة, وليس ثمة معلومة مفيدة تقول ماذا حدث بالضبط؟
من يتحكم بنا ويوجهنا في البلدان العربية؟
هل حكوماتنا المحلية تستمد شرعية بقائها ووجودها من شعوبها؟
أم تستمد شرعية بقائها ووجودها من اميركا ومساندتها لها؟
الناس في الغرب يظننوننا شعوبا غبية جاهلة تكره الديمقراطية والحرية...
والذي يعيش هنا, يرى العكس تماما....
نحن شعوب نحارب الجهل والظلام الذي تريد حكوماتنا ان تغرقنا فيه منذ سنين طويلة, ونكافح من اجل الحرية والديمقراطية. ديننا يحث على الحرية , وحب المشاركة مع الآخرين في صناعة القرار, يحث على روح الوحدة والجماعة, ويحث على حب الحق والموت في سبيله...
هل نحن شعوب متخلفة, نلتزم دينا متخلفا , نعبد إلها غريبا , وتعاليمنا مغلقة غبية حاقدة؟
هكذا يصورنا الغربيون...
ونحن عكس ذلك...
نحن عكس ذلك تماما....
******************************
في مصر تجري انتخابات اليوم لإختيار رئيس جديد...
الرئيس الحالي موجود في السلطة منذ عشرين سنه واكثر..
البلاد تعاني من ازمات اقتصادية يصعب حلها, الفقراء يزدادون فقرا, وثمة أغنياء يزدادون غنى كالعادة.. وفساد إدري كالعادة, وملفات ساخنة مثيرة للجدل مثل العلاقة مع إسرائيل وكيف ينبغي أن تكون....حرية الأحزاب السياسية والنشاطات النقابية وغيرها من مؤسسات مجتمع مدني...
هذه أول مرة يسمح بإجراء انتخابات تعددية للرئاسة, الحكومة تسيطر على وسائل الإعلام كالعادة, وعملت كل المحاولات للتضييق على المرشحين الجدد, قبلت بعضهم ورفضت آخرين تحت حجج كثيرة, وثمة صراع حدث مع القضاء المصري للحصول على حق مراقبة الإنتخابات من قبل منظمات المجتمع المدني.
والله ازداد احترامي للمصريين في هذه الظروف الصعبة وهم يحاولون المستحيل لتحسين حياتهم السياسية وتحقيق الحرية والديمقراطية.
والكل يقول ان فرصة حصول الرئيس مبارك على أعلى نسبة أصوات هي المرجحة,
والمعارضة تشكك منذ البداية بنزاهة نتائج الإنتخابات....
رغم ان الناس متعبون لكنهم شاركوا بكل مراحل العملية الإنتخابية ليؤكدوا رغبتهم الجدية في التغيير....وانهم لم يفقدوا الامل بعد, سيظلوا يحاولون مرة أخرى وأخرى حتى تتحقق أمانيهم..
يبدو أن قانون بقاء الحكومات في بلداننا في هذه الأيام هو كما يلي : نستمد قوتنا وبقائنا من قوى خارجية تريدنا أن نبقى, وليس من دعم أو رغبة شعوبنا...
وهذه الإنتخابات هي لعبة الديمقراطية ليس اكثر...لا تطمحوا ان تكون ثمة ديمقراطية حقيقية على الأرض...
أظن هذا حالنا منذ عشرات السنين, لكن بشكل خفي...والآن, ما عاد ثمة من يستحي...
أميركا تتكلم بسياسة الأمر الواقع, يعني رغما عن أنوف الشعوب نفعل ما نشاء...
أليست هذه عقلية الكاوبوي الذي لا يعترف بالقانون , ويظن نفسه فوق القانون؟
والقصة ذاتها تتكرر في دول مثل اميركا اللاتينية, وأفريقيا, و شرق آسيا, في دول تهيمن عليها اليد الخفية أو الواضحة للإمبريالية الأمريكية, حيث يتم تهميش إرادة الشعوب, وسرقة ثرواتها, وتنصيب فئة موالية لتلك الإمبريالية...القصة واضحة ومكررة وصارت مملة...
هم يظنون انهم سيفوزون دائما بتطبيق سياسة الأمر الواقع على هذه الشعوب المسكينة..
لكن, كما يقولون, الأيام بيننا وسنرى....
من الذي سيبقى على الأرض, ومن الذي سيطيربعيدا......
************************************
في لبنان وسوريا وايران, ثمة احداث متسارعة ومثيرة للتساؤل
ثمة أيد غريبة تعبث هناك أيضا لتغيير ما يمكن تغييره سياسيا على أرض الواقع....
*********************************
أما في العراق فالقصة اكثر تعقيدا , لكنها واضحة...
المراد هناك هو تفتيت كل القوى الوطنية والحزبية العراقية, وارجاعه الى عصر الطوائف والملل والأعراق والقبائل , ومحاولة إغراقهم في قتالات ومناحرات جانبية , والمبالغة بها, حتى ينسون عدوهم الحقيقي الذي هو الإحتلال..
كأن البرنامج في العراق يقول : تقاتلوا بينكم, ونحن نساعدكم على صياغة دستور يحقق التفرقة على أرض الواقع, لتظلوا مشغولين بمجادلات وتناحرات لا تنتهي...
اما الإحتلال فيبني قواعد عسكرية ليبقى الى أجل غير مسمى, وستأتي شركات الإستثمار الأمريكية لتبدأ العمل الحقيقي في امتصاص ثروات العراق النفطية وغيرها..
ولتحيا الرأسمالية ومصالحها, وليسقط حق العراقيين في الحرية والإستقلال..
واقع الحال يقول :دعهم يتقاتلون ويتناحرون, دائما نفتح لهم مشاكل جديدة ونزرع بينهم من يوالي الغرب ليقسم صفوفهم, ويحطم وحدتهم ,ويظل التوتر مستمرا
ويعطي المبرر لبقاء قوات الإحتلال...
هذه هي السياسات الجديدة من الغرب تجاه بلداننا, سياسة التفتيت والتحطيم من الداخل, وببطء وخبث مستمرين......
***************************
ثمة منظرين كثيرين في الإدارة الأمريكية وضعوا فكرة إعادة رسم خارطة العراق الجغرافية والديموغرافية لجعله نموذج الديمقراطية في المنطقه !
أي نموذج هذا ؟
بالنسبة لهم يتخيلون ان العراق ممكن ان يتحول من بلد محارب, الى بلد مسالم كما حدث لليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
ويتحول الى بلد صناعي او مركز للرأسمالية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
والله لا ادري كيف يفكر هؤلاء الناس السذج؟
يتخيلون ان البشر هم مكائن بيديهم يبرمجونها كيف يشاؤون, ويوجهونها الى حيث يريدون.
هذه الأفكار يتكلمون بها بكل ثقة وعلنا...
وهي عندنا مجرد أحلام بعيدة مضحكة...
ليس لأن العراقيين يكرهون الصناعة والتكنولوجيا والسلام...لكن لا يمكن إرغام شعب على نسيان ماضيه ومبادئه وقناعاته في الحياة بهذه السهولة, ويتقمص شخصية أخرى
مختلفة تماما...شخصية مستوردة من الغرب...
وممن سيأتي التغيير؟
من قوات إحتلال أجنبيه؟
كيف سيتقبل الناس هذه الفكرة المضحكة؟
مثل ان تتقبل النعجات فكرة ان الذئب صديقهن ويريد مصلحتهن؟

الذين يصنعون هذه النظريات في الغرب هم أناس يعميهم غرور التفوق..والحقائق على أرض الواقع هي التي ستحمل الجواب لهم يوما ما....
هؤلاء الناس يظنون ان إرادة الشعوب هي شيء سخيف منقرض...
لكنني مؤمنة , وكثير مثلي يؤمنون , ان إرادة الشعوب هي حق وحقيقة...مثل الله سبحانه...يراه المؤمنون , وينكره الملحدون...وهو جدل مستمر الى يوم الدين
**********************************
أعود لنموذج السعودية مرة اخرى....
عشت في السعودية في بداية الثمانينات, ورأيت كيف هو نمط الحياة عندهم في تلك الفترة, الناس مترفين مدللين, عندهم سيارات فخمة وآخر موديل, النساء يلبسن الذهب بالكيلوات ويستعملن اغلى العطور الفرنسية, الرجال في العادة عندهم أربع زوجات, عندهم خدم من بلدان شرق آسيا في كل البيوت تقريبا, الرواتب ممتازة, مستوى الدخل عالي, الماء والكهرباء والهاتف والخدمات ممتازة وواصلة الى كل قرية, الأماكن العامة نظيفة ومرتبة وثمة خدم في كل مكان من شركات اجنبية, في المطارات والفنادق والحدائق العامة...والعوائل يسافرون الى اوروبا مع خادماتهم, ويصرفون آلاف الدولارات سنويا على التبضع والتسلية, والرجال يذهبون لبيوت القمار والكازينوهات, ويبددون آلاف أخرى من الدولارات...
في ذلك الوقت, كنت انا قادمة من العراق الذي يعيش حربا مع إيران, ورطته بها الحكومة الأمريكية كالعادة , كان غاندي يقول : اذا تقاتلت سمكتان في البحر, فابحث عن بريطانيا !
ونحن في العراق نقدر ان نقول الشيء ذاته عن اميركا, حيث لم نر شيئا من وجهها الجميل...دائما تكشف وجهها القبيح وانيابها لنا...
وكنت عملت قبل ذلك متطوعة في مخيمات فلسطينية أثناء الحرب الأهلية في لبنان...
ثم جئت للسعودية, كانت بيئة غريبة مختلفة, لا وعي وطني, لا احزاب ولا تنظيمات مدنية, لا نقابات, لا شيء أبدا...الناس يأكلون ويشربون ويتزوجون ويتسلون في الحياة ما امكنهم...
ثم ذهبت مع قريبتي مرات عديدة الى أماكن يسمونها :القاعدة
لم اكن أفهم ما هي, كنا نزور نساء سعوديات طيبات محترمات, نتحدث عن عوائلنا واولادنا , وهن زوجات العسكريين هناك, ثم إكتشفت انها القاعدة العسكرية الأمريكية في الجنوب, في منطقة خميس مشيط حيث كنت اعيش...
عالم آخر.....
بيوت وشوارع وحدائق ومباني سكنية وأسواق تجارية واضح ان تصميمها تم على الطريقة الغربية...
لم أفهم أبدا ما هي هذه القواعد ولماذا هي موجودة هنا...
الآن , أسترجع الذكرى واضحك من غفلتي آنذاك وسذاجتي...
وربما من غفلتنا جميعا وسذاجتنا...
تلك القواعد ربما استعملوها لقصف العراق مرات ومرات....
الآن, لو عدت للعيش في السعودية, هل سأذهب لزيارة القاعدة وصديقاتي هناك؟
هل سأنظر اليها كمواقع محايدة تسكنها عوائل عسكريين؟
هل أنا كما أنا قبل 20 عاما او اكثر؟
بل, هل انا كما انا قبل إحتلال العراق؟
هل انظر للغرب واميركا نفس النظرة الساذجة المتساءلة قبل مسلسل الحروب ضدنا: هل هم يحبوننا أم يبغضونا؟
هل حقا يأتون الى بلداننا للمساعدة والتطوير كما يدعون في وسائل اعلامهم , ام مجرد تقسيمنا وتحطيم وحدتنا الوطنية ثم سرقة ثرواتنا لتمويل بلادهم وتطويرها ؟
أما نحن فلا نحصد منهم سوى الحصاد المر.....
**************************************
عندما كنت في السعودية تلك الأيام كنت اقول لنفسي : هؤلاء الناس لا يمكن ان يتمردوا يوما على حكم القبيلة والدين الراسخين في البلاد منذ مئة عام واكثر...
يعيشون بسلام, يأكلون وينامون ولا يفكرون بغيرهم...
الحكومة تعطي مواطنيها امتيازات فريدة , للمواطن السعودي حق كفالة أي مواطن غير سعودي ( عربي أو اجنبي) وهذه وحدها تعطي المواطن السعودي طريقة حياة مريحة ودخل ممتاز بدون تعب كثير...أي مستثمر يجب أن يكون شريكه سعودي..وبالتالي , المستثمر او المقيم غير السعودي , يعيش تحت رحمة ومزاج المواطن السعودي, ربما طلع إبن ناس وحباب وعادل , وربما طلع للأسف ظالم أو انتهازي او كذاب, فيأكل حقوق الغرباء ويطردهم من البلاد , والحكومة تقف مع مواطنيها في كل الأحوال, وتطبق برامج مثل : إنهاء عمل أي موظف غير سعودي إذا وجد من السعوديين من يحمل الإختصاص ذاته ويريد تلك الوظيفة.
وقتها قلت لكل الناس : والله اتمنى لو يكون في العراق مثل هذه القوانين تحمي العراقيين وتدللهم, لكن القوانين في العراق لا تعطي العراق أي حق اكثر من غيره.....
**********************************************
بعد حرب الكويت والعراق 1990, بدأت الأمور تتبدل في السعودية, اميركا أجبرت السعودية وباقي الدول العربية على قبول فكرة التحالف والحرب على العراق...ثمة الكثير من عقلاء الأمة نادوا بضرورة الحل العربي – العربي للمشكلة, لكن اميركا ضغطت باتجاه التدخل الغربي وتدويل الأزمة...
وقامت الحرب على العراق, واستنزفت بطريقة ما الإقتصاد السعودي...
فتغير الحال...
بدأت ازمات اقتصادية, تخفيض الرواتب والإمتيازات للموظفين السعوديين وغير السعوديين, ظهر الفقراء والمحتاجون في المجتمع, ظهر الشحاذون على الإشارات الضوئية في الشوارع...
وبدأت تظهر انتقادات للحكومة داخل السعودية وخارجها, وبدأت تظهر معارضة في الداخل والخارج, على مواقف اقتصادية واجتماعية وسياسية...
السعودية مكان ممتاز للإستثمار , توجد مصانع منتجات غذائية وكهربائية وصناعات لمواد بناء وغيرها, معظم المصانع اجنبية وامتياز سعودي.
والسيارات داخل السعودية معظمها امريكية وفخمة وفارهة وذات مواصفات تصنع خصيصا لهم...فهي سوق ممتاز لبيع السلع الأمريكية...
وعند بداية الحرب الأخيرةعلى العراق 2003 , بدأت أميركا تسحب جيوشها من السعودية وتعتبرها منطقة غير آمنه ...نقلت مركز القوة العسكرية الى قطر, قاعدة العيديد, حيث من هناك ادارت الحرب على العراق...
السؤال : لماذا لم تتم السيطرة على الشعب السعودي ويتقبل فكرة وجود الأمريكان بعد مرور عشرات السنين من إقامتهم آمنين بين السعوديين؟
لماذا بدأت تظهرتحركات تشبه المقاومة داخل السعودية الآن؟
هل هم حفنة من الخارجين على القانون كما تحاول وسائل الإعلام افهامنا, ام هم بداية عصر جديد في المنطقة؟
عصر يرفض الغرب وسياساته المستهترة بإرادة الشعوب؟؟
************************************
إذن ماذا يتوقعون من العراقيين؟
العراقيون تاريخهم لا ترف فيه ولا دلال...تاريخهم مواجهات ومصادمات مع المحتلين العثمانيين, ثم المحتلين البريطانيين, ثم حكومات وطنية مختلفة , لكن الشعب كان يواصل تمرده من حين لآخر....
وحتى وإن بدوا صامتين أحيانا, لكنهم يفهمون تماما ما يحدث حولهم, وصعب جدا خداعهم...صدام حسين حاول غسيل عقولهم, و اظهروا له الطاعة, لكن عقولهم وقلوبهم احتفظت بقناعاتهم......
بعد سقوط بغداد, عاد العراقيون يفتحون عيونهم من جديد , بعد ظلام طويل...
واكتشفوا أن الذين جاؤوا الآن للحكم, ليسوا بافضل من الذين مضوا, بل هم أبشع, لأنهم ظالمين, ويجلسون تحت مظلة إحتلال اجنبي يحميهم , كان صدام حسين ظالما, لكنه على الأقل كان عنده خوف من الجهر بعلاقته مع الغرب ,و كان عنده الحد الأدنى من الوطنية....كان يقول نحن لا نحب المحتل ...
ولا نسمح له بسرقة استقلالنا وثرواتنا الوطنية , سواء كان صادقا ام كاذبا, كان الشعب راضيا عن روحه الوطنية والقومية...
أما هؤلاء الذين جاؤوا مع الإحتلال, فهم مجرد موظفين بؤساء يتلقون الأوامر من أسيادهم...
ويوافقون علنا على بقاء قوات احتلال في العراق...
كيف سنجعل لهم هيبة في قلوبنا؟
كيف سنحترمهم ونعترف بهم قادة شرعيين لنا؟
واضح انهم مع قوات الإحتلال, في مأزق ...
وهم يحاولون بشتى الطرق تسويق عملية قبولهم في الشارع العراق..
عن طريق غسيل الأدمغة اليومي في وسائل الإعلام, أوتجنيد عملاء لهم في السلطة, أوفي منظمات المجتمع المدني...أوفي أي مكان...
***********************************
تطور الوعي عند الشعوب حقيقة على أرض الواقع..
وهي حقيقة يتجاهلها منظروا السياسة الأمريكية...
وعندنا مثل يقول : من مأمنه يؤتى ( الشخص ) الحذر...
يعني تأتيه الضربة القاضية من مكان لم يكن يتوقعه.....
وعي الشعوب هو الشيء الذي لا تؤمن به الرأسمالية والإمبريالية التي تحتل الشعوب ويملؤها غرور التفوق....
لكني أراهن كما يراهن كثير غيري...أن وعي الشعوب يكبر يوما بعد يوم..كما تطور وعيي انا شخصيا بعد احتلال العراق, وانفتحت عيوني لأرى الصورة على حقيقتها...بلا كذب, بلا رتوش..........
في البداية ركضت في بغداد للعمل مع المنظمات غير الحكومية لأنني صدقت انها ستعمل لخير العراقيين...
ثم اكتشفت أنها منافذ لتغلغل سياسة الإحتلال ونشرها بين الناس...المنظمات الوطنية الصادقة لا يمولها احد وتعاني من ازمات مالية ثم تغلق أبوابها....
اما المنظمات التي يمولها الإحتلال بطريقة أو أخرى, فهي تكبر وتنتشر بين الناس لتسوق أفكار الإحتلال, وتجمله في عيون العراقيين..
بعد عودتي من البحر الميت لحضور مؤتمر القيادات النسائية العراقية الذي أشرفت عليه لجنة من الكونغرس الأمريكي, في الربيع الماضي, والذي أسميته مؤتمر غسيل الأدمغة, والذي طرح فيه الأمريكان بشدة فكرة الدستور والفدرالية ونوع الحكومة ومصيرالنفط, ووجدته مؤتمرا كريها يمتليء بالسموم, فغادرته في اليوم الثاني , كان المقرر ان اظل لمدة خمسة أيام, لكني لم أحتمل السموم التي فيه....
قبل المؤتمر, كنت عادة اتغدى أو اتعشى في مطاعم امريكية أو عربية, لا يهمني , كنت أقول : كله سواء...
بعد المؤتمر, وجدت نفسي عازفة تماما عن دخول أي مطعم أمريكي للدجاج او الهمبرغر...
تعززت في رأسي فكرة : لن أشارك في تنمية الرأسمالية من جيبي, مهما كانت المصروفات متواضعة, لن اعطيها لهم...
عدت للأكل في مطاعم عربية فقط...وعلمت اولادي ان يفعلوا مثلي...
من الذي دفعني لهذا القرار؟
حماقة وغرور الأمريكان في المؤتمر, ومحاولتهم معاملتنا كأننا اغبياء , ليس لنا فكر ولا شخصية ولا هوية ولا قرار مستقل...
وهم بسياستهم الغبية هذه معنا يدفعونا بعيدا عنهم....
يدفعوننا لنختار (نحن) ...ويصبحون (هم) الغرباء
والله أراهم يدفعوننا لنكون اكثر وطنية , واكثر انتماء لهويتنا...
هل نقول لهم شكرا ؟؟
**********************************
وبعد هذا , فهم يحلمون ان يكون العراق مركزا لهم وقاعدة لنشر افكارهم بين الدول العربية....
الأ يذكرنا هذا بحلم الشيطان بأن يدخل الجنة ؟؟
هه.....

Tuesday, September 06, 2005

 
Dear Faiza
Visiting Jordan and meeting you and khalid and lots of other people gave more and more strength to the knowledge that we had bombed, occupied, and destroyed a civilised educated country.Often in jordan I wondered to myself, if Jordan is far more advanced and educated than I expected, how much more so must Iraq have beenThe difficulty has been that people in UK and US have had stereotypes of people in Arab countries formed for them during the colonial period. Just like Edward Said said.
Arabs are excitable people who dress differently in nightshirts, and turbans, treat their women as second class citizens, have corrupt inneficient governments who are merciless to foreigners. They eat sheeps eyeballs, and write the wrong way round. They pray to a strange God in a way that is foreign. They live in mud houses in hot countries and travel most places on camels, except for murderous militias who have Nissan trucks with machine guns on. they are a danger to the oilfields which is the only reason we take any notice of them.
[…]
So who really cared if the electricity hasnt worked for two years, who cares if there is sewage in the streets, who cares if a thousand die in a day because a bridge breaks.
They are far away people who are adjusting to the growing pains of life.People got to care about the Blacks in America because Martin Luther King made great speeches on TV about their right to be treated as equal citizens.People got to care about the Irish because Gerry Fitt and Bernadette Devlin marched to demand the same rights for catholics in Ireland that the Blacks were marching for in America.People get to care about Iraqis as human beings by reading the blogs of articulate informed writers who point out that they are probably better able to govern themselves than the people who have tried to govern them since the invasion.You and Khalid are so different from the stereotype but are just ordinary middle class Iraqis. That is why I think you would make a marvellous fundraiser in england and be an enormous force for good.
Regards
Frank

 
Sunday, September 4th, 2005
Good morning…
These days, the satellite channel's screens, the newspapers and magazines are dominated by the photos of the hurricane that hit the southern United States a few days ago, and whose impact continues to displace the residents of the devastated areas to more safer places, with news and scenes of thieves filling the streets, looting the commercial stores, and burning fires in the city, of people queuing in lines in front of the petrol stations, of the police and army trying to help, but there was an evident inefficiency, or slackness, and there was criticism in the American media about the Bush administration, and the misconduct towards this crisis…..
There were news about pulling some Airmen from Iraq and Afghanistan to go back home and join in the rescue operations….
It was seen that most of the people who were besieged by the water, and who remained in the dangerous areas are the black Americans of the state, who form a poor majority who owns no cars, or enough money to leave and find alternative lodgings…
I do not know what to say….
I remembered the days of the war upon us, our sufferings which no one cared about…that was covered up, and ignored with all cruelty and inhumanity….
THIS IS America, that invaded Iraq and destroyed it…that directed the lenses of the cameras on the thieves who looted the country by the encouragement of the occupation forces, and in front of their eyes, but they didn't direct those lenses towards the families that run from their houses looking for safety; safety from the war, the terror, the daily air raids, night and day, the cameras weren't directed towards the lines of Iraqis by the petrol stations every day, under the burning sun, the cold, and the rain, during the war and afterwards, nor at the lines of children and their fathers near the bakery shops in the days of the war, waiting, and risking their lives. They weren't directed at the poor, crushed Iraqis who lost their jobs, or their family's supporter who was killed or put in prison for some reason. They weren't directed at the devastation and ruin caused the by cruel, unjust human hands, who knew no mercy or justice, for that ruin wasn't caused by the hand of GOD THE MIGHTY…
When we usually face a catastrophe of a flood, an earth quake, or a volcano, we say: this is the will of GOD, for we have no power to stop what comes from HIM. We always say: perhaps it is HIS revenge for our sins; perhaps it is a test for the amount of our faith….
But what can we say about wars waged upon us by the hands of foolish people, or evil people??
How do we act towards them?
Shall we surrender to their will, as we do in front of the will of GOD, or shall we stand up to them, stopping them in their tracks??
I see the world inside and outside of America sympathizes, panting to offer help…and I do not know whether it is an honest humanitarian feeling, an adulation to the American government, or hypocrisy, and favor-seeking…
Because most of those who rushed to help, Arabs and non-Arabs, were almost silent about what befell the Iraqis during their days of ordeal, and the war against them, or perhaps they restricted themselves to shy protestations, fearing the anger of their people…
Who rushed to send humanitarian aid to us while we were under the air and land raids? Who donated millions of dollars to relieve us? Are the humans other than us worthy of life and aid, while we aren't?
I see some Arabic countries do this before the western countries, to aid the Katrina hurricane victims… and they were the same who abandoned us in our ordeal….keeping silent, like mutes.
Where were these noble, high humanitarian feelings hiding?
I see they emerged today, hot and strong, to help the residents of New Orleans…..
Why wasn't a part of them shown to the poor Iraqis, while they were under the bombardment of missiles, and hell?
There was no water sneaking into our houses, which shook and fell apart upon us by the missiles and bombs bombardment, aren't those uglier than the flood?
In a flood, you ran with your family to a stadium or a high building, geographically far from the flood level, where you hide and feel secure, until the rescue teams reach you, but in the case of air raids, where do you hide? Where is the shelter, and security?
Where were the kind-hearted people, with the noble feelings who emerged these days??
The pilots who were in Iraq, carrying out military missions harmful to the civilian residents and families, but today they will go back home to help their families?
Why does this portrait seem so contradicting, laughable, and ridicules?
By GOD, I see the world living in a shameful state of hypocrisy, or seeing with one eye… the sick, biased media, controlled by sick, biased, racial leaderships, poisoned the people's minds, making them feel sorry for a faction of people, and ignore another… a sick, biased, racial media that transferred its diseases to most its audiences… showing up to encourage the initiatives to come and rescue the people of New Orleans… but it is the same media that hid and forbidden showing any initiative to help the Iraqi victims of the unjust, illegitimate war upon them, during the war, and for two years now…
As if the whole world is living in a state of fear of telling the truth, or adulation and hypocrisy towards the powerful unjust …. And here we pay the price when we see the anger of GOD strike us….
As if GOD THE MIGHTY is laughing in His Heaven, saying: WHO IS IT WHO THINKS HIMSELF MIGHTIER THAN I AM?? YOU ARE ALL WEAK MORTALS.........
And only the fool thinks himself strong, and mighty…
GOD feels sad about what befalls his weak worshipers, but laughs at the foolishness of those who play the role of the mighty… always teaching them grave lessons…
But who is the wise one, who looks, thinks, and learns the lesson??
================================================
Translated by May/Baghdad.

Sunday, September 04, 2005

 
الأحد 4 ايلول 2005
صباح الخير...
هذه الأيام تسيطر على الشاشات الفضائية والصحف والمجلات صور الإعصار الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة قبل عدة ايام وما زال تأثيره مستمرا في تهجير السكان من الأماكن المنكوبة الى اماكن اكثرأمانا, واخبار ومشاهد عن لصوص يملاؤون الشوارع وينهبون المحلات التجارية ويشعلون حرائق في المدينة, والناس يصطفون طوابير على محطات الوقود, والشرطة والجيش يحاولون المساعدة, لكن ثمة عجز واضح أو تقصير, وثمة انتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية حول ادارة الرئيس بوش وسوء التصرف تجاه هذه الأزمة.....
واخبار عن سحب طيارين من العراق وافغانستان للعودة الى البلاد والمشاركة في عمليات الإنقاذ....
وظهرت للعيان ان معظم الذين حاصرتهم المياه وبقوا داخل المناطق الخطرة هم من السكان السود في الولاية, والذين يشكلون غالبية فقيرة لا تملك سيارات او المال الكافي للرحيل وايجاد سكن بديل...
لا ادري ما أقول....
تذكرت أيام الحرب علينا , ومعاناتنا التي لم يبال بها أحد...التي تم تغطيتها وتجاهلها بكل قسوة ولا انسانية....
هذه اميركا التي غزت العراق ودمرته...وسلطت عدسات الكاميرات على اللصوص الذين ينهبون البلاد بتشجيع من قوات الإحتلا ل وتحت نظرهم, لكنها لم تسلط الضوء على العوائل التي هربت من بيوتها بحثا عن الأمان من الحرب والرعب والقصف الجوي اليومي ليل نهار, ولم تسلط الكاميرات على طوابير العراقيين كل يوم على محطات الوقود تحت الشمس الحارقة أو البرد والمطر, , أثناء الحرب وبعدها, او طوابيرالأطفال وآبائهم قرب المخابز أيام الحرب ينتظرون و يخاطرون بحياتهم, ولم تسلط الضوء على الفقراء المسحوقين من العراقيين الذين فقدوا وظائفهم او معيل العائلة الذي قتل او تم حبسه لسبب ما, لم تسلط الضوء على الخراب والدمار الذي سببته أيد بشرية ظالمة قاسية لا تعرف الحق او الرحمة, لم تسببه يد الله سبحانه...
نحن عادة حين نواجه كارثة فيضان او زلزال أو بركان, نقول هذه إرادة الله, لا قدرة لنا على منع ما يأتي منه, ونقول دائما : ربما هو انتقام منه على ذنوبنا, ربما هو اختبار منه لمقدار ايماننا....
لكن ما نقول على حروب تشن علينا بيد بشر حمقى أو أشرار؟؟
كيف نتصرف تجاههم؟
هل نستسلم لإرادتهم كما نفعل امام إرادة الله, ام نقف بوجوههم ونوقفهم عند حدهم؟؟
أرى العالم داخل اميركا وخارجها متعاطف ويلهث لتقديم المساعدة...لا ادري هل هو شعور انساني صادق, أم تملق لحكومة اميركا , أم نفاق ومصالح...
لأن معظم الذين تهافتوا للمساعدة من عرب وغير عرب, كانوا شبه صامتين على ما اصاب العراقيين ايام المحنة والحرب عليهم , او ربما اكتفوا بالإعتراضات الخجولة خوفا من غضب شعوبهم...
من تسارع لإرسال مساعدات انسانية لنا ونحن تحت القصف الجوي والبري؟
من تبرع بملايين الدولارات لاغاثتنا ؟
هل غيرنا بشر يستحقون الحياة والمساعدة, ونحن دون البشر؟
ارى دولا عربية تفعل هذا قبل الدول الغربية لمساعدة ضحايا اعصار كاترينا...
وهم انفسهم الذين تخلوا عنا ونحن في المحنة....ولزموا الصمت كالخرسان
أين كانت تلك المشاعر السامية النبيلة مختبئة ؟
اراها اليوم ظهرت حارة وقوية لمساعدة سكان نيواورليانز.....
ولماذا لم يظهر جزء منها للعراقيين البؤساء وهم تحت قصف الصواريخ والجحيم؟
لم يكن ثمة ماء يتسلل الى بيوتنا , كانت بيوتنا تهتز وتتساقط اجزاؤها علينا من أثر قصف القنابل والصواريخ, أليست هذه أبشع من الفيضان؟
في الفيضان تهرب انت وعائلتك الى ساحة ملعب او بناية بعيدة مرتفعة جغرافيا عن مستوى الفيضان حيث تختبيء وترى الأمان حتى تصلك فرق الإنقاذ , لكن في حالة القصف الجوي, أين تختبيء؟
أين الملاذ والأمان؟
أين كان ذوي القلوب الرقيقة والمشاعر النبيلة الذين ظهروا هذه الأيام ؟؟
الطيارون الذي كانوا في العراق كانوا يقومون بمهمات عسكرية مؤذية للسكان المدنيين والعوائل , لكنهم اليوم سيعودون لبلادهم لمساعدة عوائلهم؟
لماذا تبدو الصورة متناقضة ومثيرة للضحك والإستهزاء؟

والله أرى العالم يعيش حالة نفاق مخجلة, أو صار ينظر بعين واحدة...
الإعلام المتحيز المريض, الذي تسيطر عليه قيادات متحيزة مريضة عنصرية, سمم عقول الناس, وجعلهم يتألمون لفئة من الناس , ويتجاهلون فئة اخرى...
إعلام مريض متحيز عنصري نقل أمراضه لمعظم مشاهديه...
وهو يظهر ويشجع المبادرات التي تأتي لإنقاذ سكان نيواورليانز...لكنه هو نفسه أخفى ومنع ظهور أية مبادرة لمساعدة العراقيين ضحايا الحرب الظالمة اللاشرعية عليهم,
أثناء الحرب. أو لحد الآن بعد سنتين...
كأن العالم كله يعيش حالة خوف من قول الحقيقة , أو نفاق وتملق للأقوياء الظالمين....
وها نحن ندفع الثمن حين نرى الغضب الإلهي ينزل علينا....
وكأن الله يضحك في عليائه ويقول : من ذا الذي يظن نفسه جبارا أكثر مني؟؟
كلكم بشر ضعفاء.........
والأحمق من يظن نفسه القوي الجبار...
الله يحزن على ما يصيب عباده الضعفاء, لكنه يضحك من حماقة الذين يلعبون دور الجبابرة...
ودائما يلقنهم دروسا بليغة...
لكن : من هو العاقل الذي ينظر, ويفكر , ويتعلم الدرس؟؟

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives