Thursday, December 22, 2005
الخميس 22 كانون الأول 2005
صباح الخير...
اليوم مضى أسبوع على الانتخابات العامة في العراق, وأريد أن اصف المشهد العراقي
كيف يبدو..........
يوم الانتخابات كان يوم فرح وسعادة وتفاؤل للعراقيين, حيث قالوا انها الخطوة الحقيقية الاولى لبناء وطن جديد , وحكومة وطنية تتحمل مسؤولية الحكم وتحل مشاكل البلاد...
سجلت الاحزاب القوائم المشاركة في الانتخابات بعض التجاوزات والخروقات في بعض المدن والقرى العراقية, وقالوا انهم تقدموا بالشكاوي للمفوضية وانها تتجاوب..
ثم أعلنت المفوضية بعد نهاية الانتخابات أنها لن تستعجل وتعلن النتائج الا بعد مرور اسبوعين على الاقل, وانه لا يحق لأحد ان يعلن نتائج غير رسمية قبل هذا الموعد..
كانت الأمور تمشي بطريقة ممتازة , والناس مستبشرون ومتفائلون ويقولون : يا الله , هذه ملامح عراق جديد تلوح في الافق
سنحصل على ثمن كل التضحيات والدماء والخوف والرعب والخراب والدمار الذي رأيناه من هذه الحرب.......
***************************
وبعد ثلاثة ايام, أعلنت المفوضية ان هنالك نتائج اولية توحي بفوز قوائم الاحزاب الحكومة الحالية بأرقام عالية جدا, استفزت باقي القوائم والاحزاب..
واشتعلت النار...
كل حزب أو قائمة شاركت في الانتخابات يقف منها ممثلون وأمام عدسات الكاميرات وملاقط لمايكرفونات فضائيات متعددة الاشكال والالوان , كلها تنقل الحدث ...
وكل المتحدثين عبروا عن غضبهم وسخطهم على هذه النتائج واعلنوا رفضهم لها واتهموا الحكومة والمفوضية بتزوير النتائج , لأن كل حزب كان عنده مراقبين وسجل كل واحد الأصوات التي حصل عليها حزبه حين فتح الصناديق لكل مركز انتخابي...
وبدأت محطات التلفزيونات العراقية غير الحكومية تتكلم كلها عن الموضوع, وتعبر عن غضبها, وتعمل لقاءات مع رجال سياسة ومواطنين عاديين, وكلهم يرفضون ما حصل, وصاروا يتناقشون عن التجاوزات التي حصلت, وجاءت تقارير كثيرة كلها تقول ان هنالك تجاوزات حمراء يعني خطيرة , وأن المفوضية غير نزيهة, وأن معظم طاقمها من احزاب حكومية منحازة...
وفي نفس اليوم, أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين , من 20 دينار للتر الى 150 دينار للتر بنزين عادي, 250 دينار بنزين محسن, يعني كنت أفلل سيارتي كما يقولون ب1400 دينار عراقي الان ادفع 10 آلاف دينار اذا بنزين عادي او 17 الف دينار اذا محسن, لنفس ال70 لتر التي كنت أشتريها سابقا
يعني كم ضعف زاد البنزين ؟
وطبعا الناس هاجت , وغضبت وطلعت مسيرات احتجاج, ووسائل الاعلام المحلية من تلفزيونات وصحف صارت تتكلم وتنتقد هذه الخطوة من الحكومة, وان توقيتها سيء, وان الظروف لم تتحسن, ولا فرص عمل جديدة, ولا خدمات واضحة للمواطنين من الحكومة , وما زال الناس يقفون في طابور طويل للحصول على البنزين, والبنزين والوقود كله منتوج محلي عراقي, فلماذا يرفعون أسعاره ؟
ولماذا لا يشعرون بمعاناة الناس؟
الان ستزداد أجور المواصلات, واسعار الخضار وكل ا لمواد التموينية بحجة اسعار النقل...
والمضحك ان الناس طلعوا مظاهرات غاضبة في المحافظات الجنوبية التي لم يجدوا احدا من رجال القوائم الانتخابية التي فازت باغلبية الاصوات هناك حسب النتائج الاولية, والتي كانت المدن تمتليء بيافطات الدعاية الانتخابية والوعود الجميلة بحياة ومستقبل سعيد مرفه للعراقيين, الآن المكاتب فارغة ولا أحد يرى الناس ويهدأ من روعهم وغضبهم, طبعا خلصت الانتخابات وفازوا بالاصوات , والحبر لم ينمحي بعد عن أصابع الناخبين المساكين, لكن يبدو أن آمالهم واحلامهم هي التي بدأت تتبدد....
هذه هي العملية الديمقراطية كما يبدو...
مجرد لعبه وقوانين , ويافطات وأعلام ومؤتمرات وكلام معسول ووعود, والناس تشتكي من واقع أليم يحتاج الى تغيير, ثم بعد الانتخابات يأتي المزيد من قوانين جديدة ظالمة لا ترضى الناس ولا تعبر عن الاحساس بمعاناتهم ...
لكن من يهتم ؟
اللعبة انتهت...
هذا ما يحدث عادة هنا وهناك , وربما بعد أربع سنين ستنالون الفرصة لتغيير هؤلاء في الانتخابات القادمة ..
بسيطة, يكون ضاع من عمركم اربع سنوات اخرى, والصبر جميل.....
****************************
المهم, الناس حين اعترضوا على زيادة الاسعار للوقود سألوا الحكومة لماذا قررت الزيادة؟
قالت الحكومة إنها طبقت نصائح البنك الدولي, توجد ديون خارجية على العراق
تقدر بين 120 الى 140 مليار دولار,
والبنك وعد الحكومة بشطب أو جدولة هذه الديون إذا إتبع سياسات وتوجيهات البنك, طيب وماهي توجيهات البنك؟
أن يرفع الدعم عن الوقود المحلي الذي يبلغ 6 مليار دولار سنويا , وهذا أحد البنود التي ستخفف العجز في الموازنة او تخفف الديون الخارجية...
من هو البنك الدولي؟
سألت نفسي, عندي فضول أن اتعرف عليه عن قرب, فتحت الانترنت ووجدت له مواقع عديدة بكل اللغات ..
طيب, يقول تاريخه انه تأسس بعد الحرب العالمية الثانية ، يعني في منتصف الاربعينات, وكان برنامجه هو اعادة اعمار دول اوروبا التي دمرتها الحرب..
لكن برنامجه الآن يتمركز حول تخفيف حدة الفقر في العالم...
والله كلام جميل وهدف نبيل ..
طيب, أريد أن أرى كيف سيتحقق ؟
ذهبت لمواقع أخرى فرأيت شروط البنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة والنامية, فوجدت ان من بينها شرط اتباع هذه الدول التي تأخذ القروض , لسياسة لا تتناقض مع سياسة الدولة التي تدفع الاموال, طبعا الدولة المسيطرة على هذا البنك هي اميركا , والرئيس الحالي لهذا البنك هو أمريكي إسمه بول وولفويتز ...
ومن هو بول وولفويتز؟
عملت بحث على الانترنت ووجدت انه كان نائب وزير الدفاع الأمريكي قبل استلام ادارة البنك الدولي , وإنه كان من أشد المتحمسين في ادارة بوش لفكرة الحرب على العراق بعد احداث سبتمبر 2001
هممم, معلومات مفيدة....
وجدت له لقاء مع عراقيين مقيمين في أميركا قبل الحرب على العراق يشرح لهم مستقبل عراق ما بعد صدام....
اتمنى ان يقرأ الجميع تلك المقالة الرومانسية الحالمة, ويفكر كم تحقق منها؟ وما مقدار الصدق فيها ؟
**********************************
ثم عدت لأقرأ على مواقع اخرى في الانترنت تقارير اقتصادية عن التسهيلات التي قدمها البنك الدولي لبعض الدول العربية وهي تعتمد على فكرة الثواب والعقاب, يعني التي تتعاطف مع السياسة الامريكية تأخذ حصة اكثر من التي تتمرد..
هه ؟
والله ممتعه هذه المعلومات..
المهم ,اعطى كاتب المقال مثلا واقعيا وبالارقام كما يلي :
ما يمكن ان يوضحه تطور نصيب بعض الدول العربية من هذه التسهيلات والقروض في الفترة
من عام 1973
حتى عام 2002
وعلى سبيل المثال يلاحظ ان نصيب دولة مثل مصر من تمويل هذه الصناديق لم يتجاوز 1.1% من اجمالي هذه الصناديق عقب ابرام مصر لاتفاقية السلام مع اسرائيل ,
في حين بلغ نصيب سوريا 27.1%
والاردن 26.1% آنذاك
لكن بداية من عام 1990 وبعد الموقف المصري من حرب الخليج الثانية
( بين العراق والكويت )
حصلت مصر على نصيب الاسد حيث بلغت حصتها
في الفترة ( 1990-1999
حوالي 39.5%
في حين بلغ نصيب سوريا 4.7%
ونصيب الاردن 6.2 %
هذا الى جانب قيام دول الخليج بالتنازل عن ديونها لدى مصر التي بلغت 6.2 مليار دولار عقب حرب الخليج الثانية
********************************
ثم قرأت عن آليات تنفيذ شروط الصندوق والبنك الدوليين وهي :
تحرير الاسعار , سياسة الخصخصة, تحرير التجارة الخارجية وتحقيق مزيد من الاندماج مع الاقتصاد الرأسمالي العالمي
يعني من ضمن هذه الاجراءات هي زيادة أسعار الوقود, ورفع الضرائب على المواطنين , كل يوم ضريبة شكل , مع بقاء الرواتب ذاتها طبعا , وكذلك الغاء فكرة الحد الأدنى للأجور كما قرأت في التقرير
ثم قرأت السلبيات والإيجابيا ت نهاية التقرير ..
السلبيات هي : تزايد معدلات البطالة , تدهور أوضاع العوائل الفقيرة او من محدودي الدخل , التأثير السلبى على الطبقات الوسطى , ظهور مشاكل اجتماعية , تراجع دور الدولة وتقوية دور القطاع الخاص...
الإيجابيات : تراجع العجز في الميزانية العامة للدولة , وتراجع نسبة الديون الخارجية للدولة , وغيرها من متعلقات تخص نظام الدولة الاقتصادي..
طيب, انا لست خبير إقتصاد, لكنني أظن اننا جميعا نقدر ان نستنتج ماذا يحدث ..
هذا يعني أن الشعوب تتحمل المعاناة والتضحيات من اجل ان تحل مشاكل الدولة, وفي نفس الوقت فإن طبقة أغنياء من تجار ورجال القطاع الخاص ورجال المال ستكون هي الطبقة المستفيدة , يعني بالنتيجة دولة ضعيفة, قطاع عام مهمش, فقراء وبطالة متزايدة, ضرائب متزايدة لسد العجز في الميزانية, اسعار محروقات متزايدة لسد العجز , ثم ما هي النتيجة ؟
هنا رأيت تفسير الجملة الشائعة : الفقراء يزدادون فقرا , والأغنياء يزدادون غنى..
يعني الدول ترقع مصائبها وعجزها من جيوب الشعب , وطبعا اكثر الجيوب تضررا هي جيوب الفقراء...
همم
عندنا مثل يقول : العلم نور....
يعني تتنور وتتوضح رؤياك للعالم حين تعلم ما يحصل حولك ...
هل أعود لموقع البنك الدولي على الانترنت , وأرسل له رسالة بالبريد الالكتروني أسأله كيف تقول انك تعمل من اجل الفقراء, وانت تخرب بيوت الفقراء؟
لا ادري, هل ثمة من سيجيب على السؤال ؟
***********************************
أرجع للعراق البائس الحزين ...
ها هم الناس في دوامة النزاع على نتائج الانتخابات وقصص التزوير , ورفع أسعار البنزين ثم المواصلات ثم السلع...
وقصة اخرى على الشاشات ...
محاكمة صدام ورجاله ..
اتصلت بي محطة اذاعية بريطانية امس تسألني عن رأيي بمحاكمة صدام , وهل هي مؤشر على العدالة في العراق الجديد , وهل هي مؤشر على أن العراقيين قد أخذوا الحق لضحايا النظام السابق؟
ضحكت ...
والله هؤلاء الناس يعيشون في عالم آخر..
قلت لها عزيزتي من يهتم الان بقصة محاكمة صدام ؟
الناس ملعون أبوها من الفقر والبطالة وقلة الامان والاستقرار ونتائج الانتخابات المزورة ورفع اسعار الوقود, صدام حسين صار شيئا من الماضي, نحن مشغولون بمصائب الحاضر , ونفكر كيف هو المستقبل ....
قالت لكن تصفية قصة صدام هي انتقال من الماضي الى المستقبل ..
قلت نعم, هذا صحيح, لو عندنا في العراق سيادة حقيقية, ودولة وحكومة يرضى عنها الشعب , نعم , ربما بعد اربع او خمس سنوات من الاستقرار, عند ذاك ستكون محاكمة صدام قضية مهمةا في حياة العراقيين
و فيها دروس وعبر للذين يحكمون بعده , لكن ما الذي ترمز اليه الآن ؟
هل تظنينها ترمز الى العدالة؟
هل نأخذ الحق لضحايا نظام صدام الذين سجنهم وعذبهم وقتلهم؟
ومن سيأخذ الحق لضحايا النظام الحالي من المسجونين والمعذبين والذين تم اغتيالهم؟
نحن نفهم الحق والعدالة انها أشياء متوازنة, وليست لناس وناس...
هذه المحاكمة نراها مجرد مسرحية سخيفة لا معنى لها
ربما الاحتلال والاحزاب التي في الحكومة الحالية يرونها نصرا و مكسبا سياسيا
لكن للعراقي العادي الذي في الشارع , هي قصة سخيفة لا معنى لها
****************************
تساءل إبني لماذا لم يحاكموا صدام على حربه مع ايران؟
على الكيمياوي الذي رماه على الاكراد؟
على قتله العراقيين في الجنوب بعد انتفاضة 1990؟
على دخوله الكويت وحربه عليها؟
توجد ملفات أخطر من ملف الدجيل
لماذا اختاروا هذا الملف بالذات؟
البارحة فهمت...
الضحايا كانوا من حزب الدعوة
والشهود الآن من حزب الدعوة
و حزب الدعوة الآن هو الحكومة
يعني تصفية حسابات شخصية
وليس تحقيق عدالة للعراقيين
ولماذا لم يفتحوا تحقيق في الملفات الاخرى ؟
الجواب طبعا , لأنه سيفضح الجميع
ويتكلم عن تورط الجميع في تلك الاعمال الاجرامية
وسيحرج الادارة الأمريكية والحكومة البريطانية وغيرهما من حكومات غربية وعربية من التي تحالفت لشن الحرب على العراق 2003
ولذلك اختاروا هذا الملف الصغير, وهو شأن عراقي داخلي , وكفى
هذه المادة كافية لمسرحية من هذا الحجم المحدود
*****************************
المشهد العراقي الآن هو كما يلي:
فئة من الشعب تستلم السلطة وتريد تصفية حساباتها مع الماضي باي طريقة
عدوانية وانتقامية بعيدة عن التسامح والروح الوطنية
وفئة من الشعب تعمل وتشجع احزابا جديدة تريد المشاركة في المسيرة السياسية لبناء وطن جديد بأسس جديدة اكثر وطنية وعدالة
وفئة من الشعب فقيرة وجائعة وتفكر في كسب قوت يومها
وفئة إنتهازية تراقب الموقف وتريد أن تستغل ما فيه الخير لمصلحتها
وفئات تعمل مع معارضة مسلحة
وفئات تعمل مع عصابات قتل وخطف
وفئات تعمل مع مليشيات مسلحة لصالح أحزاب جديدة
وفوضى عارمة تضرب البلاد
لا تطوير ولا تحسن في البنية التحتية والخدمات
لا مظاهر لحكومة قوية تمسك البلاد وتوفر الامان والخدمات
صراعات ومناحرات تمزق البلاد
وفي خضم هذه الفوضى جاء توني بلير ليزور جنوده في البصرة ويبتسم ويأخذ معهم صورا تذكارية بمناسبة الكرسميس
وديك تشيني يزور العراق ويقابل قادة الجيش الامريكي
ثم بعده بيومين يأتي رامسفيلد ليتفقد الجيش الامريكي ثانية في زيارة سريعة
والعراقيون لا يعرفون ما يدور هناك
فهذا ليس من شأنهم
شأنهم الوحيد هو الغوص في هذه الفوضى وهذا الظلام
*******************************************************
العراق تحيط به اليوم تحديات كثيرة وخطيرة
تحديات تتعلق بوحدة شعبه ..
وثرواته ...
واستقلالية قراره السياسي...
ومستقبله....
كل هذه في خطر....
هكذا يقول واقع الحال..
...................
كان الله في عون أهل العراق
صباح الخير...
اليوم مضى أسبوع على الانتخابات العامة في العراق, وأريد أن اصف المشهد العراقي
كيف يبدو..........
يوم الانتخابات كان يوم فرح وسعادة وتفاؤل للعراقيين, حيث قالوا انها الخطوة الحقيقية الاولى لبناء وطن جديد , وحكومة وطنية تتحمل مسؤولية الحكم وتحل مشاكل البلاد...
سجلت الاحزاب القوائم المشاركة في الانتخابات بعض التجاوزات والخروقات في بعض المدن والقرى العراقية, وقالوا انهم تقدموا بالشكاوي للمفوضية وانها تتجاوب..
ثم أعلنت المفوضية بعد نهاية الانتخابات أنها لن تستعجل وتعلن النتائج الا بعد مرور اسبوعين على الاقل, وانه لا يحق لأحد ان يعلن نتائج غير رسمية قبل هذا الموعد..
كانت الأمور تمشي بطريقة ممتازة , والناس مستبشرون ومتفائلون ويقولون : يا الله , هذه ملامح عراق جديد تلوح في الافق
سنحصل على ثمن كل التضحيات والدماء والخوف والرعب والخراب والدمار الذي رأيناه من هذه الحرب.......
***************************
وبعد ثلاثة ايام, أعلنت المفوضية ان هنالك نتائج اولية توحي بفوز قوائم الاحزاب الحكومة الحالية بأرقام عالية جدا, استفزت باقي القوائم والاحزاب..
واشتعلت النار...
كل حزب أو قائمة شاركت في الانتخابات يقف منها ممثلون وأمام عدسات الكاميرات وملاقط لمايكرفونات فضائيات متعددة الاشكال والالوان , كلها تنقل الحدث ...
وكل المتحدثين عبروا عن غضبهم وسخطهم على هذه النتائج واعلنوا رفضهم لها واتهموا الحكومة والمفوضية بتزوير النتائج , لأن كل حزب كان عنده مراقبين وسجل كل واحد الأصوات التي حصل عليها حزبه حين فتح الصناديق لكل مركز انتخابي...
وبدأت محطات التلفزيونات العراقية غير الحكومية تتكلم كلها عن الموضوع, وتعبر عن غضبها, وتعمل لقاءات مع رجال سياسة ومواطنين عاديين, وكلهم يرفضون ما حصل, وصاروا يتناقشون عن التجاوزات التي حصلت, وجاءت تقارير كثيرة كلها تقول ان هنالك تجاوزات حمراء يعني خطيرة , وأن المفوضية غير نزيهة, وأن معظم طاقمها من احزاب حكومية منحازة...
وفي نفس اليوم, أعلنت الحكومة رفع أسعار البنزين , من 20 دينار للتر الى 150 دينار للتر بنزين عادي, 250 دينار بنزين محسن, يعني كنت أفلل سيارتي كما يقولون ب1400 دينار عراقي الان ادفع 10 آلاف دينار اذا بنزين عادي او 17 الف دينار اذا محسن, لنفس ال70 لتر التي كنت أشتريها سابقا
يعني كم ضعف زاد البنزين ؟
وطبعا الناس هاجت , وغضبت وطلعت مسيرات احتجاج, ووسائل الاعلام المحلية من تلفزيونات وصحف صارت تتكلم وتنتقد هذه الخطوة من الحكومة, وان توقيتها سيء, وان الظروف لم تتحسن, ولا فرص عمل جديدة, ولا خدمات واضحة للمواطنين من الحكومة , وما زال الناس يقفون في طابور طويل للحصول على البنزين, والبنزين والوقود كله منتوج محلي عراقي, فلماذا يرفعون أسعاره ؟
ولماذا لا يشعرون بمعاناة الناس؟
الان ستزداد أجور المواصلات, واسعار الخضار وكل ا لمواد التموينية بحجة اسعار النقل...
والمضحك ان الناس طلعوا مظاهرات غاضبة في المحافظات الجنوبية التي لم يجدوا احدا من رجال القوائم الانتخابية التي فازت باغلبية الاصوات هناك حسب النتائج الاولية, والتي كانت المدن تمتليء بيافطات الدعاية الانتخابية والوعود الجميلة بحياة ومستقبل سعيد مرفه للعراقيين, الآن المكاتب فارغة ولا أحد يرى الناس ويهدأ من روعهم وغضبهم, طبعا خلصت الانتخابات وفازوا بالاصوات , والحبر لم ينمحي بعد عن أصابع الناخبين المساكين, لكن يبدو أن آمالهم واحلامهم هي التي بدأت تتبدد....
هذه هي العملية الديمقراطية كما يبدو...
مجرد لعبه وقوانين , ويافطات وأعلام ومؤتمرات وكلام معسول ووعود, والناس تشتكي من واقع أليم يحتاج الى تغيير, ثم بعد الانتخابات يأتي المزيد من قوانين جديدة ظالمة لا ترضى الناس ولا تعبر عن الاحساس بمعاناتهم ...
لكن من يهتم ؟
اللعبة انتهت...
هذا ما يحدث عادة هنا وهناك , وربما بعد أربع سنين ستنالون الفرصة لتغيير هؤلاء في الانتخابات القادمة ..
بسيطة, يكون ضاع من عمركم اربع سنوات اخرى, والصبر جميل.....
****************************
المهم, الناس حين اعترضوا على زيادة الاسعار للوقود سألوا الحكومة لماذا قررت الزيادة؟
قالت الحكومة إنها طبقت نصائح البنك الدولي, توجد ديون خارجية على العراق
تقدر بين 120 الى 140 مليار دولار,
والبنك وعد الحكومة بشطب أو جدولة هذه الديون إذا إتبع سياسات وتوجيهات البنك, طيب وماهي توجيهات البنك؟
أن يرفع الدعم عن الوقود المحلي الذي يبلغ 6 مليار دولار سنويا , وهذا أحد البنود التي ستخفف العجز في الموازنة او تخفف الديون الخارجية...
من هو البنك الدولي؟
سألت نفسي, عندي فضول أن اتعرف عليه عن قرب, فتحت الانترنت ووجدت له مواقع عديدة بكل اللغات ..
طيب, يقول تاريخه انه تأسس بعد الحرب العالمية الثانية ، يعني في منتصف الاربعينات, وكان برنامجه هو اعادة اعمار دول اوروبا التي دمرتها الحرب..
لكن برنامجه الآن يتمركز حول تخفيف حدة الفقر في العالم...
والله كلام جميل وهدف نبيل ..
طيب, أريد أن أرى كيف سيتحقق ؟
ذهبت لمواقع أخرى فرأيت شروط البنك الدولي لمساعدة الدول الفقيرة والنامية, فوجدت ان من بينها شرط اتباع هذه الدول التي تأخذ القروض , لسياسة لا تتناقض مع سياسة الدولة التي تدفع الاموال, طبعا الدولة المسيطرة على هذا البنك هي اميركا , والرئيس الحالي لهذا البنك هو أمريكي إسمه بول وولفويتز ...
ومن هو بول وولفويتز؟
عملت بحث على الانترنت ووجدت انه كان نائب وزير الدفاع الأمريكي قبل استلام ادارة البنك الدولي , وإنه كان من أشد المتحمسين في ادارة بوش لفكرة الحرب على العراق بعد احداث سبتمبر 2001
هممم, معلومات مفيدة....
وجدت له لقاء مع عراقيين مقيمين في أميركا قبل الحرب على العراق يشرح لهم مستقبل عراق ما بعد صدام....
اتمنى ان يقرأ الجميع تلك المقالة الرومانسية الحالمة, ويفكر كم تحقق منها؟ وما مقدار الصدق فيها ؟
**********************************
ثم عدت لأقرأ على مواقع اخرى في الانترنت تقارير اقتصادية عن التسهيلات التي قدمها البنك الدولي لبعض الدول العربية وهي تعتمد على فكرة الثواب والعقاب, يعني التي تتعاطف مع السياسة الامريكية تأخذ حصة اكثر من التي تتمرد..
هه ؟
والله ممتعه هذه المعلومات..
المهم ,اعطى كاتب المقال مثلا واقعيا وبالارقام كما يلي :
ما يمكن ان يوضحه تطور نصيب بعض الدول العربية من هذه التسهيلات والقروض في الفترة
من عام 1973
حتى عام 2002
وعلى سبيل المثال يلاحظ ان نصيب دولة مثل مصر من تمويل هذه الصناديق لم يتجاوز 1.1% من اجمالي هذه الصناديق عقب ابرام مصر لاتفاقية السلام مع اسرائيل ,
في حين بلغ نصيب سوريا 27.1%
والاردن 26.1% آنذاك
لكن بداية من عام 1990 وبعد الموقف المصري من حرب الخليج الثانية
( بين العراق والكويت )
حصلت مصر على نصيب الاسد حيث بلغت حصتها
في الفترة ( 1990-1999
حوالي 39.5%
في حين بلغ نصيب سوريا 4.7%
ونصيب الاردن 6.2 %
هذا الى جانب قيام دول الخليج بالتنازل عن ديونها لدى مصر التي بلغت 6.2 مليار دولار عقب حرب الخليج الثانية
********************************
ثم قرأت عن آليات تنفيذ شروط الصندوق والبنك الدوليين وهي :
تحرير الاسعار , سياسة الخصخصة, تحرير التجارة الخارجية وتحقيق مزيد من الاندماج مع الاقتصاد الرأسمالي العالمي
يعني من ضمن هذه الاجراءات هي زيادة أسعار الوقود, ورفع الضرائب على المواطنين , كل يوم ضريبة شكل , مع بقاء الرواتب ذاتها طبعا , وكذلك الغاء فكرة الحد الأدنى للأجور كما قرأت في التقرير
ثم قرأت السلبيات والإيجابيا ت نهاية التقرير ..
السلبيات هي : تزايد معدلات البطالة , تدهور أوضاع العوائل الفقيرة او من محدودي الدخل , التأثير السلبى على الطبقات الوسطى , ظهور مشاكل اجتماعية , تراجع دور الدولة وتقوية دور القطاع الخاص...
الإيجابيات : تراجع العجز في الميزانية العامة للدولة , وتراجع نسبة الديون الخارجية للدولة , وغيرها من متعلقات تخص نظام الدولة الاقتصادي..
طيب, انا لست خبير إقتصاد, لكنني أظن اننا جميعا نقدر ان نستنتج ماذا يحدث ..
هذا يعني أن الشعوب تتحمل المعاناة والتضحيات من اجل ان تحل مشاكل الدولة, وفي نفس الوقت فإن طبقة أغنياء من تجار ورجال القطاع الخاص ورجال المال ستكون هي الطبقة المستفيدة , يعني بالنتيجة دولة ضعيفة, قطاع عام مهمش, فقراء وبطالة متزايدة, ضرائب متزايدة لسد العجز في الميزانية, اسعار محروقات متزايدة لسد العجز , ثم ما هي النتيجة ؟
هنا رأيت تفسير الجملة الشائعة : الفقراء يزدادون فقرا , والأغنياء يزدادون غنى..
يعني الدول ترقع مصائبها وعجزها من جيوب الشعب , وطبعا اكثر الجيوب تضررا هي جيوب الفقراء...
همم
عندنا مثل يقول : العلم نور....
يعني تتنور وتتوضح رؤياك للعالم حين تعلم ما يحصل حولك ...
هل أعود لموقع البنك الدولي على الانترنت , وأرسل له رسالة بالبريد الالكتروني أسأله كيف تقول انك تعمل من اجل الفقراء, وانت تخرب بيوت الفقراء؟
لا ادري, هل ثمة من سيجيب على السؤال ؟
***********************************
أرجع للعراق البائس الحزين ...
ها هم الناس في دوامة النزاع على نتائج الانتخابات وقصص التزوير , ورفع أسعار البنزين ثم المواصلات ثم السلع...
وقصة اخرى على الشاشات ...
محاكمة صدام ورجاله ..
اتصلت بي محطة اذاعية بريطانية امس تسألني عن رأيي بمحاكمة صدام , وهل هي مؤشر على العدالة في العراق الجديد , وهل هي مؤشر على أن العراقيين قد أخذوا الحق لضحايا النظام السابق؟
ضحكت ...
والله هؤلاء الناس يعيشون في عالم آخر..
قلت لها عزيزتي من يهتم الان بقصة محاكمة صدام ؟
الناس ملعون أبوها من الفقر والبطالة وقلة الامان والاستقرار ونتائج الانتخابات المزورة ورفع اسعار الوقود, صدام حسين صار شيئا من الماضي, نحن مشغولون بمصائب الحاضر , ونفكر كيف هو المستقبل ....
قالت لكن تصفية قصة صدام هي انتقال من الماضي الى المستقبل ..
قلت نعم, هذا صحيح, لو عندنا في العراق سيادة حقيقية, ودولة وحكومة يرضى عنها الشعب , نعم , ربما بعد اربع او خمس سنوات من الاستقرار, عند ذاك ستكون محاكمة صدام قضية مهمةا في حياة العراقيين
و فيها دروس وعبر للذين يحكمون بعده , لكن ما الذي ترمز اليه الآن ؟
هل تظنينها ترمز الى العدالة؟
هل نأخذ الحق لضحايا نظام صدام الذين سجنهم وعذبهم وقتلهم؟
ومن سيأخذ الحق لضحايا النظام الحالي من المسجونين والمعذبين والذين تم اغتيالهم؟
نحن نفهم الحق والعدالة انها أشياء متوازنة, وليست لناس وناس...
هذه المحاكمة نراها مجرد مسرحية سخيفة لا معنى لها
ربما الاحتلال والاحزاب التي في الحكومة الحالية يرونها نصرا و مكسبا سياسيا
لكن للعراقي العادي الذي في الشارع , هي قصة سخيفة لا معنى لها
****************************
تساءل إبني لماذا لم يحاكموا صدام على حربه مع ايران؟
على الكيمياوي الذي رماه على الاكراد؟
على قتله العراقيين في الجنوب بعد انتفاضة 1990؟
على دخوله الكويت وحربه عليها؟
توجد ملفات أخطر من ملف الدجيل
لماذا اختاروا هذا الملف بالذات؟
البارحة فهمت...
الضحايا كانوا من حزب الدعوة
والشهود الآن من حزب الدعوة
و حزب الدعوة الآن هو الحكومة
يعني تصفية حسابات شخصية
وليس تحقيق عدالة للعراقيين
ولماذا لم يفتحوا تحقيق في الملفات الاخرى ؟
الجواب طبعا , لأنه سيفضح الجميع
ويتكلم عن تورط الجميع في تلك الاعمال الاجرامية
وسيحرج الادارة الأمريكية والحكومة البريطانية وغيرهما من حكومات غربية وعربية من التي تحالفت لشن الحرب على العراق 2003
ولذلك اختاروا هذا الملف الصغير, وهو شأن عراقي داخلي , وكفى
هذه المادة كافية لمسرحية من هذا الحجم المحدود
*****************************
المشهد العراقي الآن هو كما يلي:
فئة من الشعب تستلم السلطة وتريد تصفية حساباتها مع الماضي باي طريقة
عدوانية وانتقامية بعيدة عن التسامح والروح الوطنية
وفئة من الشعب تعمل وتشجع احزابا جديدة تريد المشاركة في المسيرة السياسية لبناء وطن جديد بأسس جديدة اكثر وطنية وعدالة
وفئة من الشعب فقيرة وجائعة وتفكر في كسب قوت يومها
وفئة إنتهازية تراقب الموقف وتريد أن تستغل ما فيه الخير لمصلحتها
وفئات تعمل مع معارضة مسلحة
وفئات تعمل مع عصابات قتل وخطف
وفئات تعمل مع مليشيات مسلحة لصالح أحزاب جديدة
وفوضى عارمة تضرب البلاد
لا تطوير ولا تحسن في البنية التحتية والخدمات
لا مظاهر لحكومة قوية تمسك البلاد وتوفر الامان والخدمات
صراعات ومناحرات تمزق البلاد
وفي خضم هذه الفوضى جاء توني بلير ليزور جنوده في البصرة ويبتسم ويأخذ معهم صورا تذكارية بمناسبة الكرسميس
وديك تشيني يزور العراق ويقابل قادة الجيش الامريكي
ثم بعده بيومين يأتي رامسفيلد ليتفقد الجيش الامريكي ثانية في زيارة سريعة
والعراقيون لا يعرفون ما يدور هناك
فهذا ليس من شأنهم
شأنهم الوحيد هو الغوص في هذه الفوضى وهذا الظلام
*******************************************************
العراق تحيط به اليوم تحديات كثيرة وخطيرة
تحديات تتعلق بوحدة شعبه ..
وثرواته ...
واستقلالية قراره السياسي...
ومستقبله....
كل هذه في خطر....
هكذا يقول واقع الحال..
...................
كان الله في عون أهل العراق
Monday, December 19, 2005
Monday – December 19, 2005
Good Morning...
Now I want to think and talk about post Iraqi election and the expectation to that phase. Of course calm followed the elections and most Iraqi armed groups promised certain new Iraqi leaders to maintain temporary truce and will not execute an armed operation until the end of the election.
And here we are after few days, we see violent stories surface again and Iraqi civilian victims and Iraqi armies and Iraqi police and a few occupying force...
I pray to Allah that the results are logical and not fake because this is a sensitive and dangerous subject. It will take us to square one meaning that supporters of occupation will take over the government while few marginal groups not participating in the government and opposing occupation.
This marginal group will launch war against any one who attempts to demolish it which will lead to an angry rebellion that burns all who stands before it. Therefore, we should be very careful from whoever intends to win by cheating and increasing their true numbers in the election outcome. Iraq will be on file and burn the green and the dry.
All stakeholders will be touched by this fire...
Every one will lose...
I don’t wish for any stress or unrest happen post election,
And I hope that election result will be announced and is logical, just and true.....
***************************
President Bush gave a speech yesterday where he reiterated that he will not withdraw the army from Iraq. And that his operations are not finished and he wants to achieve the full victory.... and God knows hat his words and intends hide...
What is the full victory that he wants and wants and dream of achieving?
The full control over the Iraqi oil and guarantee of nonexistence of a new Iraqi government that is strong enough to oppose?
Is that the American dream that is covered with sweet chocolate, I mean human right stories, freedom and democracy that they came to market in Iraq and neighboring countries?
***********************
The Iraqi president said that the Iraqis in the next government will represent different directions like a bouquet of flowers. And some Iraqi men who work as political analyst of Iraqi scene in a seminar in one of the Iraqi satellite channels yesterday said that Iraqi must not be a bunch of knives but a bouquet of flowers as the temporary president said. ..
OK, and what does the poor Iraqi nation think?
What is the bouquet of flowers that will bring on happiness and stability to the country?
We want a bouquet of intelligent and loyal Iraqi brains that loves Iraq and its people and work faithfully for them. And always think of how to take Iraq out of the trap that we are in right now, the economic, social and political trap. Each item need faithful intelligent brain that thinks, manages, plans, and discusses to solve all country’s problems including what is best for the people.
I see the following dangerous indicators in the horizon:
First: a narrow minded sector wins the election and their party dominates the Parliament. These will justify the division of the country and its wealth into shares with the excuse that they are compensating for oppression the fell on Shea’a and Kurds. They live with pay back mentality for us and our groups. His policy will keep Iraq weak and torn until further notice or at least until the end of the next four years.
Second: Technocrat men like Ahmad Jalabi reach to a ruling position again. Those want to link the Iraqi economy to America first then England with long term contracts of investing the Iraqi oil. As a consequence, the Iraqi economy will remain handicapped and a follower to foreign countries.
And such, the third point of danger is realized: Many forces will continue to fight and will not stand as one strong force in front of the external forces. The next government will remain divided and in the state of fighting because there is a big gap in vision between the parties under the parliament dome.
Those who support the existence of America and its armies in Iraq will say: This is for the Interest of Iraq…
Those who tied up the Iraqi economy and the Iraqi oil and its investment will say: This is for the Interest of Iraq…
Their excuse always is: we are torn, weak and targeted country, people are hungry and tired. The hand that extends its hand to help us is a noble hand and we will kiss it out of gratefulness. In these difficult circumstances, the American, British and even the Israeli companies extend their hand to help rebuild Iraq. Why should we be stupid, ungrateful extremists?
We should be pragmatic (This word is preferred by business men and handsome investors and it means realistic. Unrealistic people like me, non-pragmatic, see it as lies, personal interest and fast benefit which governs those people mentality)
Iraq will suffer a lot as long as such people have authority and are decision makers. I thing that this is the full victory that president Bush wants. It is make sure that such people stay foot by supporting and empowering them to dominate the government, the economy and the Iraqi future for years to come….
Otherwise: if the Iraqi turns into a bouquet of beautiful and romantic flowers, what is the use of keeping the foreign occupying forces and spending billions of dollars, poor American Tax money?
It is necessary to convince that poor nation of heroic stories and sacrifices that emphasize the love of the nation and noble wars like the war on Iraq and liberating the Iraqis from the terrorist oppression and evil criminals….
Then, when violence continues in the Iraqi streets is for the interest of Bush administration and its supporters?
Reason says: Yes.
If violence in Iraq calms down, the Iraqis will raise their eyebrows and their heads high. And will say to the foreign forces: Why are you here? We don’t need you, get out of Iraq and we can mange our business alone. This is exactly what President Bush and his noble angelic administration like Ramsfield and Cheany want to hear. This will upset them and hurt their feelings…
It might cause them to whisper behind closed doors saying: Iraqis, what a stupid ungrateful nation…
**********************
I went back to read Ibn Khaldoon Introduction about the science of History and how the nations appear, mature then disappearance and the components that create a strong country that is able to rule its nation then the rest of the nations? Ibn Khldoon wrote this book after the fall of Abassi Era in the hand of Maghoul and after the division of Andalusia into small various emirates. He lived through the time of struggles in Al-Mghrib Al-Arabi, Egypt, Iraq, and Syria. He saw the establishment of countries and the disappearance of other countries…
He sat one day in a castle in Morocco after long exhausting trip where he witnessed many crises in his life. He was over forty years of age when he started this book that remained for many centuries a proof of his genius and his ability to examine history and events that he chose to tackle, analyze and interpret…
He finished his book in 1382 AC…
Of course, Ibn Khaldoon wrote about experiences of Muslim and Arabic nations in our area and he did not mention the western countries…After many centuries, western books tackled the history and philosophy of European countries ruling… most f the authors speak highly of his theories about history and sociology. He was considered the father of sociology.
***************************
Ibn Khaldoon believes that every strong country is ruled by a group…strong group that dominates the authority. Sultans are only brought down by force...
This group might be joined by religion. This group will have the best and most successful state because there won’t be envies or fighting among its leaders; instead, competition among those leaders will be geared toward enforcing noble principles not worldly gains…
This of course the model state that was established by the messenger Mohammad peace and prayer be upon him and he was surrounded by believers who share his perspective of things…
And when years go by while people get more and more distant from religion, State get dismantled and the new leaders compete for worldly gains which tear up the state and it become weaker.
This is what happened in Andalusia and its various risen states. Generation after generation sank in earthly temptations and their sate fell…
Ok, Ibn Khaldoon says that there is another way to establish a strong state that is by having one family that is joined by the loyalty and obedience to kinship and seek to dominate the state while the whole nation embrace one religion. This is just like what happened in the Omawi and Abbasi states until it was spoiled by destructing factors such as the mergence of foreign groups in the government which weakened and torn the state. Ibn Khaldoon analogizes the life of a state with the human life. At the start it is like a weak baby, then becomes stronger and solder and remain strong and dominating during youthful years. Gradually youthfulness frails away and strength weakens until he dies and is gone. He says that every state lives through three generations: Founding generation, then a generation that abides by the principles of the founders then the generation that sinks in the luxury and forgets everything. That’s when the signs of weakness and end start to appear.
***********************
As for me, I think that forming parities in modern era is sort of having a group that share the same vision, goals and common interest. Those parties in our countries and western countries replaced tribal groupings because it is diverse.
I want to look at the strong states that took rise in the twentieth centuries for example or before that in the east and west…
For example Nazism group dominated Germany at the beginning of the twentieth century. At a time, it was the strongest western country in the world. It fought with other countries. The ruling party was defeated which weakened the state and caused it to fall…
For another example, the U.S.S.R. was dominated by a coterie of communist party. It remained strong and dominating for about seventy years then after long internal and external struggles, the party was torn and divided….
Similarly, that’s how Iraq was before the 2003 war. The ruling coterie circle was Al Ba’th party, but Saddam Hussein dominated authority and margined the Ba’th party. State suffered from this dictatorship and internal and external political stupidity. The dictator fell and the state fell too.
If go more steps in the past and read about the history of states and civilizations that were established in the country between the rivers (Iraq), Egypt , Rome, Athens and other states that rose, then weakened and finished.. It is always that the strong coterie is a specific ethnicity (Samaria, Ashore, Babylonian, Pharos or Othmanes. They take the power then after stabilizing themselves in a certain state they start spreading outside their borders and searching for new wealth or disciplining neighbors who pose a threat.
*******************
These countries were strong but it had an ugly face and it was a dictatorship...
Even the Roman Empire lacked justice toward its people and it was divided into masters and slaves. The most tyrannical state of all was pharos in Egypt. The pyramids witness the craziness dictator leaders and a poor slaved nation who worked hard, carrying giant rocks to build the pyramids. The nation common people died to immortalize the memory of great pharos.
And how about the Great China Wall and the remains of great cemeteries for Chinese royal families that ruled Before Christ or a little after that. These families owned treasures and armies. They might have buried their treasure and their servants with the emperor just like pharos until they are resurrected in the Day of Judgment…
As if the distress servant had in life is not enough, they want to take servant with them to the Hereafter.
By God human history hold a lot of oppression and usually the reason behind oppression is greed…
This greed prompts evil people to declare wars and attacks on other countries to steal their wealth… History repeats itself….
That’s why God sent prophets to teach people what is prohibited and what is permissible to do (Halal and Haram) and to explain the limits for each issue so that justice and equality prevails and oppression and geed are deserted.
**********************
The funny thing is that when I read the history of Iraq, I notice that authors usually say: And country between the rivers (Iraq) was always attacked from east and west out of greed of its wealth. And I say: Oh man, it seems that God has destined this on poor Iraqis form start until the end. I don’t know whether to laugh or cry over this…
Our history repeats itself…
We are living through the same fear, terror and sadness that our grandfathers lived through during wars and attacks. It is repeated generation after generation. Iraq is living through another crisis with a new attack, old greed, ambiguous future and poor nation that are tired of history full of wars, envisions, theft and murder. Iraqis are not monsters…I is their destiny to live on this planet and pay a high price. I observed history and found that Prophets Noah, Abraham, Younis and other prophets lived in Iraq… which means that their children and their grandchildren lived there too…
I read stories about countries and civilizations that were established in Iraq like Samaria, Ashore, Kildani and Babylon. These are pre-history civilizations…
The Persian Empire arrived. It dominated Iraq and left imprents that are still standing today… then Arab tribes from the peninsula lived in Iraq and left news and stories about kings, poets and wars…
Then Islam arrived. Khoufah was the Caliphate capital when Imam Ali Ibn Abi Taleb, May God be Pleased with him. The Abbasis arrived and made Baghdad the capital of Islamic Caliphate and the source of civilization and light to the world. Caliphate Abu Ja’afar Almansoor in 760 AC. So, how old is Baghdad?
From the Ashore era to the Abbasi era, Iraq was crowded with books, libraries, scientists, intellectuals and artists. The Iraqi ruins and treasures were unfortunately stolen by ruins missionaries under the nose of formal Iraqi regimes. During the Othmani ruling and the British invasion, Iraqi ruins were smuggled and distributed in the world museums like the Louver museum, British museum and the eastern institute museum in Chicago…
Of course, this is a great honor for Iraqis that their land is the land of civilizations and prophets.
Ali Ibn Abi Table, the martyr his son Al-Husein peace be on him, the martyr Al-Abbas, Husein’s brother, the rest of household and prophet Mohammad Peace and Prayer be upon him were buried in Iraq. Moses Peace be upon him was buried in Iran. Al-Hasan Peace be upon him was buried in Suadia Arabia. This why Arabs and Muslims love Iraq and hate to see it occupied by foreign force…
From a western country perspective, Iraq is the land of oil and greed is directed towards it.
From the Arab and Muslim perspective, Iraq is the land of various civilizations, religions, messengers, prophets and the center of Islamic Caliphate in the Abbasi era… And thus, does president Bush appreciates the trouble he got himself in? And what does he bet on to stay in Iraq?
**********************
I think he bets on a number of new leaders who entered Iraq after the latest war:
The first type: Sectarian, This will tear up the strong religious unity that can speak in the name of Islam. No one in Iraq will say Islam after today. This word will be prohibited because it unites people and strengthen a stream that is feared to rule Iraq. According to Ibn Khaldoon, it will be the seed to a strong group that will become a strong government. Sectarianism is the only answer to tear up the Islam unity and keep Iraq a weak country…
Second: The type that is hold grudges against Arabs and prohibits saying that most Iraqis are Arab. It is possible that the majority rally around this idea and a strong Arab group will rule Iraq. That’s why Al-Ba’ath Party or any other party that speaks out to revive the Arab nationalism. This is old fashion or this is discrimination, so don’t upset your Kurd brothers and so on… So its prohibited to say I am Arab or we are an Arab nation…
And based on the above: In the new constitution, it is prohibited to describe the Iraqi identity as Arab or Muslim. These words may unite a strong group of people to build a new government that dreams to achieve the past glory. This is prohibited…
Third: A few business men who support the free economy away from the state control, privatization of state establishments and employment of market economy theories… Those seek to control important ministries such Oil and Finance Ministries…
Their project is: Don’t say state, government or economy…
This is not allowed… From now on there is no relation between State and government with the economy...This relationship is not healthy and cause problems…
Say: Private sector. This brings jobs to Iraqis that can use their talents and Iraqis benefit also. It is good for Iraqis and only means to help them…
Don’t say high profit, will suck the nation’s wealth. This is absurd. This is the talk of extremists and communists…
By the way, Communists in Iraq have changed and they are no longer speaking against imperialism or capitalism. They became friendly cats that are trying to establish a good relation to and cozy up to businessmen. Businessmen are no longer bourgeoisie class; no, they are loyal men who want to save Iraq and the whole nation from the destruction that took place… This is life, and it is a matter of interests, why should we change? Everything in this world is changing and the smart one is who benefits from it….
******************************
One time I was talking with a businessman from this new class in Iraq that came with the new invaders and said one time after the fall of Baghdad: They looted the Iraqi Museum and destroyed what’s left… They burned the national library and the ancient, historic documents in Iraq…Isn’t this an attack on our identity?
He said: It is just stones, what do we need them for. Let it go. And what is the meaning of historic documents? Nonsense!
America will bring new projects, money, mobile phones, cars and satellites…what planet do you live in?
******************************
I don’t claim that our history and past is all beautiful and free of mistakes…
I don’t believe that the history of the west is all ugly and doesn’t have any good in it, but I believe that every nation is free to choose its path away from external pressure that confuse and deform the truth about this nation…
Iraqis need to sit alone to think, discuss and decide how to rebuild their life again after the destruction and the mess that this war has brought on them…
Iraqis need to be alone to catch their breath and start fresh… But the Bush administration insists to intrude…
And this is what is going to keep the situation worrisome and complicated in Iraq for years to come. God only knows for how may years….
I am not pessimistic, but this is the truth…
Iraqis will always dream of freedom and independence…
It is a long way that is full of thorns.…
**********************************************
Translated by Manal
الإثنين 19 كانون الاول 2005
صباح الخير....
والآن أريد أن أفكر وأتكلم عن مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية وما هي التوقعات لتلك المرحلة
طبعا ساد الهدوء فترة الانتخابات , ومعظم الفصائل العراقية المسلحة أعطت وعدا لبعض قادة القوائم العراقية الجديدة أنها ستمسك هدنة مؤقته , ولن ترتكب عمليات مسلحة, لحين انتهاء العمليات الانتخابية
وها نحن اليوم بعد مرور عدة أيام نرى قصص العنف قد ظهرت من جديد, وضحايا من عراقيين مدنيين وقوات جيش وشرطة عراقية, وقليل من قوات الاحتلال..
وأدعو الله ان تكون النتائج منطقية وغير مزيفة , لأن هذا موضوع حساس وخطير , وسوف يرجعنا الى الخانة رقم واحد , يعني فئات تستولي على الحكم مؤيدة للإحتلال, وفئات مهمشة خارج الحكم تعارض الاحتلال
وهذه الفئات المهمشة ستشن حربا نارية على من يحاول إقصاءها, وستكون انتفاضة غضب تحرق كل من يقف أمامها, لذلك ينبغي الحذر الشديد ممن يتأملون الفوز بالغش ورفع أرقامهم الحقيقية في نتائج الانتخابات , ستشتعل العراق بنار تحرق الأخضر واليابس
وجميع الاطراف ستنالها تلك النار....
والجميع سيخسر...
لا أتمنى أن يحصل أي توتر أو إضطراب بعد الانتخابات,
أرجو أن تظهر النتائج وتكون منطقية وعادلة وحقيقية........
***************************************
الرئيس بوش ألقى أمس خطابا كرر فيه انه لن يسحب الجيوش من العراق,
وان عملياته لم تنتهي هناك, وانه يريد تحقيق النصر الكامل...
والله لا نعلم ما تخفي كلماته ومقاصده...
ما هو النصر الكامل الذي يريده ويحلم بتحقيقه؟
السيطرة الكاملة على النفط العراقي, وضمان عدم وجود حكومة عراقية جديدة قوية تعترض ؟
هل هذا هو الحلم الامريكي الذي تم تغطيته بطبقة من الشكولاته الحلوة , أقصد قصص حقوق الانسان والحرية والديمقراطية التي جاؤوا لتسويقها الى العراق, والدول المجاورة؟
*************************
قال الرئيس العراقي المؤقت أن العراقيين في الحكومة القادمة ينبغي أن يكونوا متنوعين من كل الاتجاهات , مثل شدة ورد ( يعني باقة ورد
وقال رجال عراقيون يعملون كمحللين سياسيين للمشهد العراقي ,في ندوة على احدى الفضائيات العراقية أمس, إن العراقيين ينبغي الا يكونوا شدة خناجر , بل يكونوا شدة ورد كما اقترح الرئيس المؤقت...
طيب, وما رأي الشعب العراقي البائس؟
وما هي شدة الورد التي ستجلب السعادة والاستقرار للبلاد ؟
نحن نريد شدة أدمغة عراقية ذكية ووطنية تحب العراق وشعبه وتعمل مخلصة من اجلهم , وتجلس وتفكر في كيفية إخراج البلاد من المأزق الذي نحن جميعا فيه
المأزق السياسي والاجتماعي والاقتصادي , كل بند يحتاج الى عقول ذكية مخلصة تفكر وتتدبروترسم الخطط وتناقشها لكي تحل مشاكل البلاد بما فيه الخير لشعب البلاد...
والخطورة التي تلوح في الافق هي ما يلي :
أولا : فوز تيار من القيادات التي تفكر بعقلية طائفية ضيقة , وسيطرة كتلتهم على البرلمان القادم , وهؤلاء يبررون تقسيم البلاد وثرواتها الى حصص بحجج مثل تعويض الظلم الذي لحق بالأكراد والشيعة سابقا, يعني يعيشون بعقلية تسديد حسابات الماضي لنا ولجماعتنا , هذه السياسة ستبقي العراق بلدا ضعيفا ممزقا حتى إشعار آخر, أو على الاقل حتى تنقضي الاربع سنوات القادمة....
والخطر الثاني : هو صعود رجال تكنوقراط مثل أحمد الجلبي الى الحكم ثانية, وهؤلاء يؤيدون ربط اقتصاد العراق بأميركا أولا وبريطانيا ثانيا, بعقود طويلة الامد لإستثمارالنفط العراقي, وسيظل الإقتصاد العراقي مسلوب الارادة, وتابعا لدول أجنبية..
وبذلك تتحقق النقطة الثالثة الخطرة وهي : سيظل الكثير من التناحر في القوى التي داخل الحكومة, ولن تصطف أمام القوى الخارجية بيد واحدة قوية أبدا , سيظل الانقسام والتنازع هو سمة الحكومة القادمة, لأن ثمة فجوة كبيرة في الرؤية بين الاطراف الموجودة داخل قبة البرلمان
وسيقول الذين يؤيدون بقاء اميركا وجيشها في العراق : إن هذا لمصلحة العراق..
وسيقول الذين يربطون الاقتصاد العراقي والنفط العراقي واستثمارته : ان هذا في مصلحة الشعب العراقي...
وحجتهم دائما : إننا بلد ضعيف وممزق ومستهدف , والشعب جائع ومتعب, وأي يد تمتد لمساعدتنا هي يد نبيلة وسنقوم بتقبيلها شكرا وامتنانا, وفي هذه الظروف العصيبة, تمتد الينا يد الشركات الامريكية والبريطانية وحتى الاسرائيلية لتقدم العون للعراقيين بإعادة إعمار البلاد , فلماذا نكون أغبياء متطرفين جاحدين؟
لا بد ان نكون براغماتيين ( هذه الكلمة يحبها رجال الاعمال والاستثمار الانيقين وهي تعني الواقعية
والناس غير الواقعيين مثلي , غير البراغماتيين , يرون في هذا كله كذب , والمصالح الشخصية وحب الاستفادة السريعة هي التي تتحكم بعقول هؤلاء الناس
وسيعاني العراق كثيرا في السنوات القادمة من وجود هؤلاء الناس في موقع السلطة والقرار...
هذا هو النصر الكامل الذي يريده الرئيس بوش على ما أظن, هو تثبيت بقاء هذه النماذج , ونصرها ,وتقويتها لتسيطر على الحكومة والاقتصاد والمستقبل العراقي لسنوات الى الأمام.....
وإلا : إذا تحول العراقيون الى شدة ورد جميلة وملونة ورومانسية, ما جدوى بقاء قوات احتلال اجنبية , وصرف مليارات الدولارات كنفقات لها , وهذه أموال الشعب الأمريكي البائس ؟
لا بد من إقناع ذلك الشعب البائس بقصص فيها بطولات وتضحيات ..وتتعلق بحب الوطن , وحب الحروب النبيلة مثل الحرب على العراق وتحرير العراقيين من ظلم الارهاب والمجرمين الاشرار....
إذن, هل بقاء العنف في الشارع العراقي سيظل في مصلحة حكومة بوش ومن يؤيدها ؟
المنطق يقول : نعم
ولو هدأ العراق من العنف, سيرفع العراقيون حواجبهم ورؤوسهم عاليا ,
وسيقولون للقوات الاجنبية : لماذا أنتم هنا ؟
لسنا بحاجة لكم, إخرجوا من العراق, نحن نقدر أن نتدبر أمورنا لوحدنا...
وهذا بالضبط ما لا يريد الرئيس بوش وادارته الملائكية النبيلة من رامسفيلد الى تشيني, أن يسمعوه , هذا الكلام يزعلهم ويجرح مشاعرهم....
وربما يجعلهم يغمغمون وراء الابواب المغلقة: يا للعراقيين من شعب غبي ناكر للجميل......
**********************************
عدت لقراءة كتاب مقدمة إبن خلدون, عن علم التاريخ , وكيفية ظهور الدول ونضوجها ثم فنائها, وما هي العناصر التي تخلق دولة قوية لها قدرة أن تسود على شعبها ثم على باقي الشعوب
إبن خلدون كتب كتابه هذا بعد سقوط الدولة العباسية في بغداد على يد المغول , وبعد تمزق دولة الاندلس وظهور إمارات طوائف صغيرة ومتفرقة , وعاصر الصراعات في بلاد المغرب العربي , ومصر, والعراق وسوريا, وشاهد نشوء دول وفناء دول ....
فجلس يوما ما في قلعة بالمغرب , بعد ان أتعبه السفر والترحال ورأى مصائب كثيرة في حياته وتجاوز الاربعين من عمره , و بدأ كتابة هذا الكتاب
الذي ظل لقرون عديدة , وما زال شاهدا على عبقرية الرجل , وقدرته على تفحص التاريخ والاحداث ثم انتقادها و تحليلها وتفسيرها...
أنهى تأليف كتابه عام 1382 ميلادي...
إبن خلدون تكلم طبعا عن تجارب الشعوب العربية والمسلمة في منطقتنا, ولم يتناول الحديث عن دول الغرب..
ظهرت بعده بعدة قرون مؤلفات غربية تتكلم عن علم التاريخ وفلسفة الدول الاوربية في الحكم ....
وكان معظم كتابها يشيدون بنظرياته حول التاريخ وعلم الاجتماع , وأعتبروه المؤسس لعلم الاجتماع...
*******************************************
يرى إبن خلدون ان الدول القوية لها دائما عصبة تمسك بالحكم ..
يعني جماعة قوية تقبض على السلطة..
وأن السلطان لا يؤخذ الا بالغلبة, يعني بالقوة....
وهذه العصبة إما يكون رابطها الدين , وهذه ستكون من أفضل الدول وأكثرها نجاحا, لأنها لن تشهد تنافسا وتناحرا وحسدا بين قادتها, لأنهم يؤمنون بالمباديء, ويتافسون من أجل تلك المباديء النبيلة, ولا يتنافسون من أجل أطماع دنيوية...
هذه طبعا نموذج الدولة الاسلامية التي أسسها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام , وكان حوله الرجال المؤمنين برؤيته للأمور...
و بمرور السنين ,عندما يبتعدون عن الدين, تنحل عرى الدولة, ويأتي قادة جدد يتنافسون من أجل الدنيا , فتتمزق الدولة, وتضعف...
مثلا هذا ما حدث في الاندلس وما نشأ فيها من دول مختلفة , البداية والنهاية , الكل يعرفها, وكتب التاريخ مليئة بالقصص...
في البداية كان رجال مؤسسون أقوياء مؤمنون أسسوا دولة قوية , ثم بتعاقب الاجيال, غرقوا في ملذات الدنيا , وسقطت دولتهم....
طيب, توجد طريقة اخرى لقيام دول قوية كما يقول إبن خلدون وهو قيام فئة من عائلة واحدة تربطها علاقة سماها العصبية يعني الولاء لصلة القربي وهذه الفئة التي تربطها العصبية
تسعى للسيطرة على الحكم ( والدولة كلها لها دين واحد مستتب
كما حدث في دولة الامويين والعباسيين, ثم تسرب اليها الخراب والفساد بسبب دخول عناصر أجنبية من غير تلك الفئة الحاكمة المؤسسة, فتقبض على السلطة , وحينئذ تضعف الدولة وتتمزق وتسقط...
ويشبه إبن خلدون عمر الدول مثل عمر الانسان, بدايته طفل ضعيف, ثم يقوى ويشتد, ثم يبقى فترة الشباب قويا مسيطرا, ثم ما يلبث أن يتسرب الضعف اليه وتذهب عافيته قليلا قليلا حتى يموت وينتهي
ويقول ان لكل دولة ثلاثة اجيال , الجيل المؤسس, ثم الجيل الذي يتمسك بمباديء المؤسسين ثم الجيل الذي يغرق في الترف وينسى كل شيء, وهنا تبدأ علامات الضعف والنهاية
******************************************
اما انا فأظن أن تكوين الاحزاب في العصور الحديثة , هي نوع من العصبة التي تجتمع على رؤية وأهداف ومصالح مشتركة, وهذه الاحزاب في دولنا او دول الغرب, حلت محل القبيلة أو العشيرة أو القومية , لأنها تضم خليطا من كل الأنواع....
أريد أن أنظر للدول القوية الحديثة التي قامت في القرن العشرين مثلا أو قبله , في الشرق أو الغرب..
مثلا ألمانيا في بداية القرن العشرين , استولت عليها عصبة , وهي الحزب النازي , وكانت في فترة ما من أقوى دول العالم في الغرب, لكنها اصطدمت وتناحرت مع دول اخرى, إنهزم الحزب الحاكم فضعفت وسقطت تلك الدولة...
ومثلا الاتحاد السوفيتي, سيطر عليه عصبة هم الحزب الشيوعي , قويت وتغلبت لفترة حوالي 70 عاما, وبعد صراعات طويلة خارجية وداخلية , تمزق الحزب وتفتت الدولة .....
وكذلك العراق في آخر نظام حكم قبل الحرب 2003 , كانت العصبة الحاكمة هي حزب البعث, لكن صدام حسين استأثر بالسلطة, وهمش الحزب والحزبيين , فعانت الدولة ما عانت من استبداد بالرأي وغباء في السياسات الداخلية والخارجية, سقط المستبد, وسقطت الدولة
ولو نعود للوراء أكثر, ونقرأ تاريخ دول وحضارات قامت في بلاد ما بين النهرين, ومصر , وروما , وأثينا, وغيرها من دول قامت وتفوقت ثم ضعفت وانتهت ..
دائما ثمة عصبة قوية من قومية معينة ( سومريين أو آشوريين أو بابليين أو فراعنة أو عثمانيين
تأتي وتستلم السلطة , ثم بعد أن تتمكن من تثبيت نفسها داخل بقعة ما, تبدأ بالانتشار الى خارج حدودها , بحثا عن ثروات جديدة , أو تأديبا للجيران الذين يهددون أمنها...
*****************************************
تلك الدول كانت قوية , لكن لها وجه قبيح انها مستبدة..
حتى الإمبراطورية الرومانية كانت بلا عدالة اجتماعية لشعبها , وكان فيها طبقة سادة وطبقة عبيد...
واكثر دولة مستبدة كانت ربما دولة الفراعنة في مصر , وآثار الاهرامات العظيمة ما زالت شاخصة تتكلم عن قادة مستبدين مهووسين , وشعب فقير مستعبد يكدح ويحمل الصخور ليبني الاهرامات , ويموت منه ما يموت, حتى يخلد ذكرى الفرعون العظيم...
وسور الصين العظيم , وبقايا مقابر عظيمة لسلالات ملكية صينية حكمت قبل الميلاد أو بعده بقليل, لها كنوز وجيوش , وربما كانوا يدفنون مجوهراتهم وخدمهم مع الامبراطور كما فعل الفراعنة , حتى يبعثون معه يوم القيامة..
يعني مو كافيه نكد حياتهم هنا, راح ياخذهم معه ليستعملهم في الآخرة ؟
والله تاريخ الانسانية فيه الكثير من الظلم ,
وسبب هذا الظلم عادة هو الطمع ...
وهذا الطمع هو الذي يدفع الناس الاشرار لإقامة الحروب, والهجوم عى بلدان اخرى لنهب ثرواتها...
القصة تتكرر دائما....
ولذلك ارسل الله الأنبياء ليعلموا الناس الممنوع والمسموح ( الحلال والحرام ) وشرح الحدود لكل مسألة حتى تسود بينهم العدالة والمساواة ويتركون الظلم والطمع
**********************************
والمضحك انني حين أقرأ تاريخ العراق, أرى المؤلفين يقولون عادة : هذا وقد كانت بلاد ما بين النهرين معرضة دائما للغزو من أقوام من الشرق أو الغرب, طمعا بما فيها من ثروات
وأقول : يبووو, هذوله العراقيين البؤساء الله كتب عليهم هذا القدر من البداية حتى النهاية ؟
لا أدري , هل أضحك , ام أبكي...
تاريخنا يعيد نفسه ...
الرعب والخوف والحزن الذي عاشه اجدادنا, من الحروب والغزو, ومن الخراب والدمار, عشناه نحن أيضا ...وتكرر علينا, جيلا بعد جيل
وها هو العراق يعيش محنة جديدة, مع غزو جديد, وأطماع قديمة , ومستقبل غامض, وشعب مسكين متعب من تاريخ مليء بالحروب والغزوات والنهب والسلب والقتل
ليس العراقيون بالشعب المتوحش...
قدرهم ان يعيشوا هنا على هذه الأرض...وأن يدفعوا الثمن غاليا
رأيت التاريخ ووجدت ان النبي نوح والنبي ابراهيم والنبي يونس وغيرهم من الانبياء ,
عاشوا على أرض العراق, ومعنى هذا عاش هنا اولادهم واحفادهم...
وقرأت قصص الدول والحضارات التي قامت هناك من سومرية وآشورية
وكلدانية وبابلية وهي حضارت ما قبل التاريخ...
ثم جاءت امبراطورية فارس وسيطرت على العراق وتركت آثارا ما زالت شاخصة لليوم....
ثم عاشت قبائل عربية من شبه الجزيرة وتركت اخبارا وقصصا عن ملوك وشعراء وحروب ....
ثم جاء الاسلام , وقامت فيها عاصمة الخلافة في الكوفة بوقت الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه, ثم جاء العباسيون وجعلوا بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية ومصدر الحضارة والاشعاع الى كل العالم
بنى بغداد الخليفة أبو جعفر المنصور سنة 760 ميلادي, يعني كم عمر بغداد؟
ومنذ عصر الملوك الاشوريين الى عصر الخلفاء العباسيين , كانت العراق تمتليء بالكتب والمكتبات
ورجال العلم والفكر والفن
والاثار العراقية للأسف سرقت معظمها البعثات الاثارية في غفلة من الحكومات العراقية السابقة , منذ حكم العثمانيين الى الاستعمار الانكليزي والاثار العراقية تتسرب وتتوزع في متاحف العالم , مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف المعهد الشرقي في شيكاغو....
وطبعا هذا شرف عظيم للعراقيين أن تكون أرضهم أرض الحضارات والأنبياء..
ثم فيها دفن في عصر الخلافة الاسلامية علي إبن أبي طالب عليه السلام وابنه الحسين الشهيد عليه السلام والعباس الشهيد اخو الحسين عليهما السلام وباقي اهل البيت وأحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام مدفونين في العراق عدا موسى الرضا عليه السلام في ايران, والحسن عليه السلام في السعودية, وهذا سبب حب العرب والمسلمين للعراق, وكرههم أن يروه محتلا من قوات غزو اجنبية...
العراق بعيون الغرب , أرض البترول والاطماع تتجه اليه...
وبعيون العرب والمسلمين أرض العراق هي أرض الحضارات المتنوعة
والديانات والرسل والأنبياء ومركز الخلافة الاسلامية في الزمن العباسي....
وبناء عليه , هل يفهم الرئيس بوش مقدار الورطة التي هو فيها ؟
وعلى ماذا يراهن للبقاء في العراق؟
**********************************************
أنا أقدر ان اتوقع انه يراهن على عدد من القادة الجدد
الذين دخلوا العراق بعد الحرب الاخيرة :
النوع الاول : الطائفي, وهذا سيمزق العصبة الدينية القوية التي ممكن ان تتكلم بإسم الاسلام, لن يقول احد في العراق بعد الان إسلام, هذه الكلمة ممنوعة لأنها توحد صفوف الشعب , وتقوي تيار يخشى منه انه يستلم الحكومة. , يعني بلغة إبن خلدون سيشكلون بذرة لعصبة قوية تكون حكومة قوية.....
الطائفية هي الحل الوحيد لتمزيق عصبة الاسلام , وإبقاء العراق بلدا ضعيفا....
الثاني : هو النوع الحاقد على العروبة, وهو يمنع ان تقول ان غالبية الشعب العراقي عربي, لأنها ممكن ان تكون كلمة يتجمع حولها غالبية الشعب او تظهر منه عصبة قوية عربية تستلم الحكم, لذلك ممنوع حزب البعث أو أي حزب يتكلم عن إحياء القومية العربية, هذه موضة قديمة, أو هذه عنصرية لا تزعجوا اخوانكم الاكراد , وهكذا...
العروبة أيضا ممكن ان تكون بذرة لنشوء عصبة قوية تستلم السلطة في البلاد...
إذن ممنوع أن تقول أنا عربي , أو نحن شعب عربي....
وبناء عليه : منع كتابة هوية العراق في الدستور الجديد : عربي و مسلم
هذه كلمات ممكن أن تجمع عصبة قوية من الشعب , لتبني حكومة جديدة , تحلم بتحقيق أمجاد الماضي..هذا ممنوع...
الثالث : هو حفنة من رجال أعمال ومال واقتصاد, يؤيدون الاقتصاد الحر بعيدا عن قبضة الدولة , ويؤيدون برنامج خصخصة مؤسسات الدولة , و تطبيق نظريات اقتصاد السوق...
هؤلاء يسعون للسيطرة على وزارات مهمة مثل المالية والنفط مثلا...
مشروعهم هو : لا تقولوا دولة وحكومة واقتصاد ..
هذا غير مسموح... من الآن فصاعدا لا علاقة للدولة والحكومة بالإقتصاد..
هذا موحلو ... مو زين, مو خوش, يسبب أمراض ومشاكل....
قولوا : شركات قطاع خاص...هذه حلوة حبابة تجيب شغل للعراقيين وتستفيد منهم ويستفيدون منها, يعني حبابة ولطيفة ولا تريد سوى المساعدة..
لا تقولوا ستأخذ أرباحا عالية, ستمتص ثروات البلاد , هذا كلام فارغ, هذا كلام متطرفين وشيوعيين...
ههه
بالمناسبة, فالشيوعيون في العراق قد تغيروا, ما عاد لهم خطاب ضد الامبريالية والرأسمالية, صاروا قططا أليفة تجلس بجوار رجال المال والاقتصاد وتتمسح بهم وتحبهم وتتآلف معهم, ما عاد هؤلاء برجوازيين , لا , هؤلاء رجال مخلصون يريدون انقاذ العراق والأمة كلها من الخراب الذي حصل....
إيه, هذه هي الدنيا, والمسألة مسألة مصالح, لماذا لا نتغير؟
كل شيء في الدنيا يتغير , والشاطر يكسب.....
***********************************
عندما كنت أتحاور مع رجل اعمال من هذه الطبقة الجديدة في العراق التي جاءت مع الغزاة الجدد,
قلت له في إحدى المرات , بعد سقوط بغداد :
لقد نهبوا المتحف العراقي وحطموا ما تبقى فيه...
وأحرقوا المكتبة الوطنية و الوثائق القديمة التاريخية عن العراق..
أليس في هذا إعتداء على هويتنا ؟
قال لي : أهوووو, هنه شوية حجارات , شنسوي بيهم؟
خلي يروحن...
والوثائق, شنو يعني وثائق تاريخية؟
كلام فارغ, منو بحاله ؟
بابا أمريكا راح تجيب مشاريع جديدة وشغل وفلوس وموبايلات وسيارات وستلايت .....
إنتي وين عايشه؟؟؟
***************************
لا أدعي أن تاريخنا وماضينا كله جميل ولا أخطاء فيه..
ولا أصدق أن تاريخ الغرب كله قبيح ولا خير فيه...
لكنني أؤمن أن لكل شعب حريته في إختيار طريقه, بعيدا عن ضغوطات خارجية , تربك وتشوه حقيقة واقع هذا الشعب...
العراقيون محتاجون ان يجلسوا لوحدهم, ليفكروا ويتناقشوا ويقرروا كيف يعيدون بناء حياتهم من جديد
بعد الخراب والفوضى اللذين جلبتهما هذه الحرب ....
العراقيون بحاجة ان يكونوا لوحدهم ليلتقطوا انفاسهم ويبدأؤا من جديد...
لكن إدارة بوش تصر على التدخل...
وهذا ما سيبقى الوضع قلقا معقدا في العراق, الى سنوات قادمة , الله وحده يعلم كم عددها......
لست متشائمة, لكن هذا هو واقع الحال.....
حلم الحرية والاستقلال سيظل يراود العراقيين....
والدرب طويل, ومليء بألأشواك......
********************************************
الثلاثاء 20 كانون الاول 2005
مساء الخير.....
بعد أن أنتهيت من قراءة كتاب إبن خلدون, ذهبت لقراءة كتاب جمهورية افلاطون, لمعرفة جذور الفلسفة الغربية في الحكم , هذا الكتاب كتبه أفلاطون على لسان أستاذه سقراط, حوالي 400 قبل الميلاد, وهو عبقري بلا شك, حيث تناول مناقشة قضايا تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية منذ فجر التاريخ الإنساني , وحتى يومنا هذا
يناقش أفلاطون في بداية الكتاب فكرة العدالة, وكيف نبني دولة عادلة أو أفراد يحبون العدالة
يقدم سقراط في المحاورات داخل الكتاب تعريفا للعادل وهو الحكيم والصالح ,
وإن المتعدي هو الشرير والجاهل
وهو يظن ان الانسان يميل بطبعه الى التعدي أكثر من العدالة, والدولة ينبغي أن تعلم الافراد حب العدالة
ويشبه أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان ...
الدولة تنقسم الى :
طبقة الحكام , طبقة الجيش , طبقة الصناع والعمال
ويقسم الانسان الى :
الرأس وفيه العقل, وفضيلته هي الحكمة
القلب , وفيه العاطفة, وفضيلته هي الشجاعة
البطن, وفيه الشهوات, وفضيلته هي الاعتدال
والدولة العادلة هي التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته :
الحاكم يحكم, الجندي يحمي , العامل يشتغل
وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية :
العقل يضبط الشهوات, العواطف تساعد العقل في عمله, كالغضب ضد الاعمال المنحطة والخجل من الكذب
والعدالة الاجتماعية هي جزء من هذه العدالة الداخلية / عدالة النفس
********************************************
ثم يتساءل : هل نطلب القوة أم نطلب الحق؟
وهل خير لنا ان نكون صالحين أو أن نكون أقوياء؟
أما أنا فأراها أسئلة خطيرة ما زالت تشغل بال الناس الذين يفكرون ويتساءلون عما يحدث في العالم اليوم, وأي منطق هو السائد, منطق الحق ام منطق القوة؟
ويقول سقراط في المحاورات ان الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الناس للتعدي على الجيران وأخذ ممتلكاتهم, أوالتزاحم على الأرض وثرواتها, وكل ذلك سيؤدي الى الحروب
ويقول ان التجارة تنمو وتزدهر في الدولة, وتؤدي الى تقسيم الناس بين فقراء وأغنياء,
وعندما تزيد ثروة التجار تظهر منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول الى المراتب الاجتماعية السامية عن طريق المال, فتنقلب احوال الدولة, ويحكمها التجار وأصحاب المال والبنوك, فتهبط السياسة, وتنحط الحكومات وتندثر
ثم يأتي زمن الديمقراطية, فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون البعض الاخر ويمنحون الناس أقساطا متساوية من الحرية والسلطان..
لكن الديمقراطية قد تتصدع وتندثر من كثرة ديمقراطيتها, فإن مبدأها الاساسي تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة..
وهذا النظام يستهوي العقول, لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب ليتساووا في اختيار الحكام وتعيين الافضل, وهنا منشأ الخطر..
ينشأ من الديمقراطية الاستبداد, إذا جاء زعيم يطري الشعب داعيا نفسه حامي حمى الوطن, ولاه الشعب السلطة العليا , فيستبد بها...
ثم يتعجب سقراط من هذا ويقول : إذا كنا في المسائل الصغيرة كصنع الاحذية مثلا لا نعهد بها الا الى اسكافي ماهر, أو حين نمرض لا نذهب الا الى طبيب بارع , ولن نبحث عن اجمل واحد ولا أفصح واحد
وإذا كانت الدولة تعاني من علة , ألا ينبغي ان نبحث عن أصلح الناس للحكم ؟
**************************************
ثم يقول ان الدولة تشبه ابناءها, فلا نطمع بترقية الدولة الا بترقية ابنائها..
وتصرفات الانسان مصدرها ثلاثة:
الشهوة : وهؤلاء يحبون طلب المال والظهور والنزاع, وهم رجال الصناعة والتجارة والمال
العاطفة: وهؤلاء يحبون الشجاعة والنصر وساحات الحرب والقتال, وهم من رجال الجيش
العقل : وهؤلاء أقلية صغيرة تهتم بالتأمل والفهم , بعيدون عن الدنيا واطماعها, هؤلاء هم الرجال المؤهلين للحكم, والذين لم تفسدهم الدنيا
ويقول أن افضل دولة هي التي فيها العقل يكبح جماح الشهوات والعواطف
يعني , رجال الصناعة والمال ينتجون ولا يحكمون, ورجال الحرب يحمون الدولة ولا يتسلمون مقاليد الحكم, ورجال الحكمة والمعرفة والعلم , يطعمون ويلبسون ويحمون من قبل الدولة , ليحكموا...
لأن الناس إذا لم يهدهم العلم كانوا جمهورا من الرعاع من غير نظام , كالشهوات اذا اطلق العنان لها
الناس في حاجة الى هدى الفلسفة والحكمة...
وإن الدمار يحل بالدولة حين يحاول التاجر الذي نشأت نفسه على حب الثروة أن يصبح حاكما , أو حين يستعمل القائد جيشه لغرض ديكتاتورية حربية...
****************************************
ثم يقترح سقراط طريقة صناعة هؤلاء القادة الحكماء, وان تربيهم الدولة منذ الصغر على الفضيلة والعلم, وان يجتازوا امتحانات كثيرة حتى يبلغوا سن الخامسة والثلاثين , فيخرجوا لمخالطة الناس في المجتمع وكل الطبقات , ويرون كل الحيل والدهاء الذي عند بعض الناس , حيث هكذا يصبح كتاب الحياة مفتوحا أمامهم.....
ثم من غير( خدع ولا انتخابات ) يعين هؤلاء الناس حكاما للدولة, ويصرف هؤلاء نظرهم عن كل شيء آخر سوى شؤون الحكم, فيكون منهم مشرعين وقضاة وتنفيذيين
وخوفا من وقوعهم في تيار حب المال والسلطان, فإن الدولة توفر لهم المسكن والملبس والحماية, وممنوع ان يكون في بيوتهم ذهب او فضة...
وطبعا ستكون اعمارهم لا تقل عن خمسين سنة, وهي سن النضوج والحكمة كما يقول سقراط
وإذا كنا في ظروف لم نحصل على مثل هؤلاء, فعلى الاقل نفحص ماضي هذا المرشح للحكم , كم عنده مباديء كم عنده نزاهة؟ كيف أمضى حياته قبل استلام الحكم ؟
هذه هي أبسط طريقة....
وفي النهاية يقول ان العدالة اذن هي ليست القوة المجردة, وهي ليست حق القوي, انما هي تعاون كل اجزاء المجتمع تعاونا متوازنا فيه الخير للكل
********************************************
طبعا بالنسبة لي الكتاب مذهل, لانه كتب قبل حوالي 2400 سنة,
وتكلم عن مشاكل مازالت المجتمعات تعاني منها...
قد يبدو مثاليا , لكنه لا يخلو من واقعية ومنطقية...
وها انا انظر لدولنا كيف يستبد بها الجيش والعسكر, او حكومة منتخبة بطريقة صورية, يظل صاحب السلطة متشبثا بها كأنها خلقت له وحده, ويظل ملتصقا بالكرسي ومستبدا بها هو وحزبه وجماعته وكأن البلاد والعباد صاروا ملكا له يتحكم بهم كيف يشاء
وكذلك انظر لدول الغرب, فقد استولت تلك الطبقة التي من التجار وأصحاب المال والبنوك والصناعة على الحكم, وتحالف معهم قادة الجيوش والمخابرات, تماما كما وصفها افلاطون في كتابه , وأين الحكماء والعقلاء والمفكرين العادلين في دولة مثل اميركا أو بريطانيا ؟
لا أحد يعرفهم , يعيشون بعيدا عن الاضواء والمجتمع, بينما تسيطر على وسائل الاعلام والمجلات والصحف والانترنت , صور اصحاب المال والسياسة ومن يشبههم, فإلى أين تسير الديمقراطية بتلك البلاد؟
ولقد دهشت جدا جدا قبل أيام حين قرأت خطاب الروائي البريطاني الفائز بجائزة نوبل للآداب, لقد كان خطابا حارا يمتليء بالصدق والصراحة ونقد الحكومات الحالية وسياساتها الخرقاء....
بدأ خطابه بجملة كتبها سنة 1958 ويتساءل فيها عن الفرق بين الحقيقة والكذب او الواقعي والخيالي, وهو يقول انه كان يظن كفنان ان لا فرق واضح بين الواقعي والخيالي, لكنني كإنسان لا اصدق هذا, فالحقيقة واضحة وهي تختلف عن الكذب...
ثم تكلم عن شخوص رواياته وكيف يصنعها, ثم إنتقل للكلام عن حكومتا اميركا وبريطانيا الحاليتين, وانتقد كل تصرفاتهم العدوانية تجاه دول العالم وخصوصا الحرب على العراق, و تدخلات الحكومات الامريكية في شؤون دول اميركا اللاتينية , والخراب والظلم والفقر الذي حل بتلك الدول من سياسيات اميركا, حيث تسقط الرؤساء الذين ينتخبهم الشعب ويريدهم, وتضع بدلا عنهم الموالين لأميركا أو مليشيات عسكرية تعيث فسادا في البلاد , يدمرون إقتصاد دولهم ويزيدون الفقر فيها, واميركا ساكتة, لا تفضح ولا تطنطن كما فعلت في قصص اسلحة الدمار الشامل في العراق والعلاقة مع تنظيم القاعدة
والله رأيته يتكلم كأنه واحد منا , وكأنه عاش وأحس آلامنا ومعاناتنا..
رغم إنه بريطاني , ولم يزر العراق ربما في حياته, لكنه يملك هذا الحس المرهف الصافي الذي يمتلكه المفكرون والفنانون , وهو يفهم تفسير القصص عن بعد, ولا تضحك عليه آلات الإعلام التي تبث سمومها وتخدع الناس وتشوه الحقائق...
ويقول عند بداية الحرب على العراق وضعت الصحف البريطانية صورة توني بلير وهو يقبل طفلا عراقيا علامة على تعاطفه مع الشعب العراقي, ثم بعد أيام من نشوب الحرب, وضعوا صورة طفل عراقي قطعت اطرافه ومات اهله من القصف الأميركي البريطاني , وضعوا صورته في الصفحات الداخلية للصحف, بمقال خجول بعيدا عن الدعاية ....
ضحكت وأعجبني ذكاءه ونظرته الفاحصة في تحليل الامور, هويستحق ان ينال جائزة عالمية للآداب ما دامه يملك حسا إنسانيا صافيا, لم تشوهه السياسة أو الثقافة المنحازة ضد الآخر
وتعجبت ان الفئات الحاكمة في اوروبا لم تتدخل في وضع مواصفات الذي ينال هذه الجائزة, او ربما هي مرغمة , لأن لا احد من طبقة التجار ورجال المال المسيطرة على الحكم تحب قراءة الكتب الفنية أو كتابة فن وروايات ومسرحيات...
وقلت في نفسي : رجل محترم مثل هذا نسمع عنه وهوفي السبعين من عمره الآن, كأنه كان مغمورا بعيدا لا يعرفه احد لولا جائزة الآداب التي حصل عليها وصارت فرصة ان نتعرف عليه ونستمع لخطابه الفكري...
لماذا لا يستلم رجال كهذا مقاليد الحكم في بلادهم؟
لماذا تسلم مقاليد الحكم بيد طبقة تجار وأصحاب اموال فاسدين , يحبون المصالح الخاصة ويشنون الحروب ويظلمون الشعوب ؟
ما عانى منه سقراط وافلاطون من فساد الطبقة الحاكمة في أثينا , ما زلنا جميعا نعاني منه...
وكأن البشر مخلوقات غبية لم تعرف طوال الاف السنين كيف تحل هذه المشكلة العويصة؟
ما زالت السلطة بيد هذه الطبقة الأنانية التي لا تفكر الابمصالحها وتجر العالم الى الهاوية؟
شيء مخجل ومحزن حقا....
***************************************
والآن اريد مناقشة الديمقراطية المشوهة التي ادخلوها للعراق بعد الحرب علينا .....
أولا قسموا البلاد الى طوائف وأعراق وقبائل متناحرة , رجعونا الى عصر الجاهلية , عصر ما قبل الاسلام ...
ثم جلبوا صناديق الاقتراع والمفوضية العليا ولاب لاب لاب, وقالوا للناس : انتخبوا..
فتقسمت القبائل والطوائف والأعراق ترص صفوفها من أجل دحر القبائل والطوائف والأعراق الاخرى وأخذ المقاعد منها...
بدلا من أن يصطف الشعب كله بطريقة حضارية أمام برنامج وطني شامل يخاطب الشعب بكل فئاته والوانه بخطاب فكري شامل وعادل , يتكلم عن معاناة البلاد والشعب, ويقدم برنامج للوحدة الوطنية واعادة اعمار البلاد ,
ثم يقوم الشعب باختيار القيادات من هذه الكتل الوطنية المتنافسة , حسب نزاهتها وكفاءتها وتاريخها النظيف ...
هذا هو المفروض...
هذه هي العملية الديمقراطية التي كنا نتوقع ان نراها...
لكن الذي حصل ان المجتمع تمزق بعد دخول الاحتلال ..واعطيت القيادة لفئة من رجال الدين المتعصبين الذين استغلوا صلاحياتهم في مناطق الجنوب حيث الدين ورجل الدين هو صاحب السلطة دون نقاش, الذي يعترض عليه يكفر أو صلاته غير مقبولة أو سيذهب الى جهنم , هكذا أشاعوا بين الناس حتى يخوفوهم ويدفعوهم لإنتخاب قائمة رجال الدين , وقوائم اخرى لرجال من التكنوقراط من نفس الطائفة, يعني اذا لم تنتخب رجل دين من جماعتنا, انتخب رجل مال واقتصاد من جماعتنا...
وهكذا ....
اما رجال القبائل فصاروا يعطون تعليمات لأفرادهم لينتخبوا من القوائم التي تحالف معها رئيس القبيلة...
يعني غالبية الشعب من الذين يعيشون في مدن الجنوب أو على اطراف المدن تتحكم بهم التبعية لرجل الدين او شيخ القبيلة , وهكذا فإن الغالبية صوتت للمرجعية الدينية وقائد القبيلة , يعني هي تجمعات مسلوبة الارادة لم تفهم أصلا ما هي الإنتخابات وما هي العملية برمتها ...
الا يشكل هؤلاء 70 بالمئة من المجتمع العراقي؟
هذا بالنسبة للرجال , فماذا عن النساء ؟ وغالبيتهن لا يعرفن سوى البيت وهمومه ؟
كيف سيشاركن في عملية هن أصلا لم يسمعن بها, ولا يعلمن ما ترمي اليه؟
سيقولوا لكل واحدة منهن : اذهبي وضعي إشارة على القائمة كذا وضعي اصبعك في الحبر وارجعي للبيت بسرعة...
هل هذه هي الديمقراطية؟
أم هذه خدعة كما وصفها افلاطون في كتابه؟
ام هي خطة النصر التي تكلم عنها الرئيس بوش في خطابه الاخير؟
كيف ستتحكم هذه الجموع بالقرارالسياسي للبلاد , وهي جموع فقيرة جاهلة غير متعلمة
, خرجت من إستبداد صدام حسين الى إستبداد قائد الطائفة ؟
بينما تظل الفئات الوطنية الواعية المثقفة لها نسبة صغيرة في النتائج النهائية ولن تملك اي سلطة واضحة للحكم في البلاد ؟
يعني بالنسبة لشعوب ما زالت فيها نسبة أمية وجهل , ماذا تستفيد هذه الشعوب من الانتخابات إن كان يتحكم بها قوانين مجتمعات منقرضة , مثل سلطة رجل الدين وشيخ القبيلة؟
هذه المجتمعات تحتاج الى سنوات طويلة من التثقيف ورفع الوعي حتى تعرف كيف تستفيد من عملية انتخابات وتدرك مفهومها ومعناها...
الان صرت أتخيل نفس العملية لو حصلت في بلد أفريقي فقير أو بلد لاتيني فقير, أفهم تماما انها عملية مشوهة غير ناضجة, يراد بها فقط مكاسب سياسية مزيفة.....
يعني عندما ينتخب مجموعة من المهندسين أو الاطباء في نقابتهم أعضاء للهيئة الادارية الجديدة, هذه عملية تتم بوعي وإدراك يتناسب مع ثقافة هؤلاء الناس, ثم إن النقابة ومصيرها ومستقبلها ليست بأهمية مصير ومستقبل كل المجتمع..
يعني أين العدالة حين يصوت جاهل غير متعلم لإختيار رجال الحكومة , ويتساوى في الحقوق مع استاذ جامعي او طبيب او مهندس أو محامي لتقرير مصير مستقبل البلاد ؟
أين العدالة أن الذي عمره 18 سنة أو 20 وغير متعلم , يملك نفس الحق بتقرير مصير البلاد مع رجل عمره 60 او 70 سنة عنده خبرة وتجارب اجيال...
أرى الكثير من الثغرات في هذه الديمقراطية العجيبة.....
و أرى أن الديمقراطية التي يقومون بتطبيقها في العراق الآن , هي مجرد لعبة خبيثة ماكرة , ليبقى العراق ضعيفا جاهلا ممزقا تمسك بزمام مصيره حفنة من رجال طوائف دينية, وقادة قبائل, تتصارع وتتغلب على فئة مثقفة واعية تشكل نسبة صغيرة لكنها تدرك تماما ما يحيط بالبلاد من مخاطر, وربما عندها القدرة أكثر من غيرها للتفكير ووضع الخطط الذكية لحل مشاكل البلاد , لكنها لن تتمكن من ايصال صوتها , ستضيع في ازدحام قادة الطوائف والأعراق والقبائل ....
هذا هو العراق الجديد الذي تريده إدارة بوش ..
عراق ممزق ضعيف جاهل متخلف ...
وها هي الايام ترينا الدروس وتكشف لنا ما نوع الحرية والديمقراطية التي جاؤوا ينشروها في بلادنا من على ظهور دباباتهم....
والله رغم المصائب والمحن, ها نحن نتعلم أشياء جديدة ....
ونحمد الله على كل حال , فهذه إرادته , وهذه حكمته...
*****************************************
التاريخ يمضي كما يقول ابن خلدون كأنه قدر غاشم لا قدرة لنا على تغييره...
وهذا ما يجري في العراق يحزن كل ذي عقل وقلب سليم ...
وليس لنا سوى العمل ما أمكننا لتغيير الحال نحو الاحسن, وإنتقاد الاخطاء لتصحيحها عسى أن نتمكن يوما من جعل القرار بيد رجال عقلاء حكماء يستحقون الثقة...
وأتذكر دائما قول الرسول الكريم : لا يصلح آخر هذه الأمة الا كما صلح أولها...
يعني العودة للتجمع تحت غطاء دين واحد,
لا فرق فيه بين عربي وكردي وتركماني وفارسي الا بالتقوى ومخافة الله .....
انذاك سوف تسترد الأمة قوتها وعافيتها .....
وحتى يحين ذلك اليوم, نسأل الله الصبر على ما يجري ,
ونسأله الهداية لنقول ونفعل ما يرضيه....
والسلام عليكم .............
Good Morning...
Now I want to think and talk about post Iraqi election and the expectation to that phase. Of course calm followed the elections and most Iraqi armed groups promised certain new Iraqi leaders to maintain temporary truce and will not execute an armed operation until the end of the election.
And here we are after few days, we see violent stories surface again and Iraqi civilian victims and Iraqi armies and Iraqi police and a few occupying force...
I pray to Allah that the results are logical and not fake because this is a sensitive and dangerous subject. It will take us to square one meaning that supporters of occupation will take over the government while few marginal groups not participating in the government and opposing occupation.
This marginal group will launch war against any one who attempts to demolish it which will lead to an angry rebellion that burns all who stands before it. Therefore, we should be very careful from whoever intends to win by cheating and increasing their true numbers in the election outcome. Iraq will be on file and burn the green and the dry.
All stakeholders will be touched by this fire...
Every one will lose...
I don’t wish for any stress or unrest happen post election,
And I hope that election result will be announced and is logical, just and true.....
***************************
President Bush gave a speech yesterday where he reiterated that he will not withdraw the army from Iraq. And that his operations are not finished and he wants to achieve the full victory.... and God knows hat his words and intends hide...
What is the full victory that he wants and wants and dream of achieving?
The full control over the Iraqi oil and guarantee of nonexistence of a new Iraqi government that is strong enough to oppose?
Is that the American dream that is covered with sweet chocolate, I mean human right stories, freedom and democracy that they came to market in Iraq and neighboring countries?
***********************
The Iraqi president said that the Iraqis in the next government will represent different directions like a bouquet of flowers. And some Iraqi men who work as political analyst of Iraqi scene in a seminar in one of the Iraqi satellite channels yesterday said that Iraqi must not be a bunch of knives but a bouquet of flowers as the temporary president said. ..
OK, and what does the poor Iraqi nation think?
What is the bouquet of flowers that will bring on happiness and stability to the country?
We want a bouquet of intelligent and loyal Iraqi brains that loves Iraq and its people and work faithfully for them. And always think of how to take Iraq out of the trap that we are in right now, the economic, social and political trap. Each item need faithful intelligent brain that thinks, manages, plans, and discusses to solve all country’s problems including what is best for the people.
I see the following dangerous indicators in the horizon:
First: a narrow minded sector wins the election and their party dominates the Parliament. These will justify the division of the country and its wealth into shares with the excuse that they are compensating for oppression the fell on Shea’a and Kurds. They live with pay back mentality for us and our groups. His policy will keep Iraq weak and torn until further notice or at least until the end of the next four years.
Second: Technocrat men like Ahmad Jalabi reach to a ruling position again. Those want to link the Iraqi economy to America first then England with long term contracts of investing the Iraqi oil. As a consequence, the Iraqi economy will remain handicapped and a follower to foreign countries.
And such, the third point of danger is realized: Many forces will continue to fight and will not stand as one strong force in front of the external forces. The next government will remain divided and in the state of fighting because there is a big gap in vision between the parties under the parliament dome.
Those who support the existence of America and its armies in Iraq will say: This is for the Interest of Iraq…
Those who tied up the Iraqi economy and the Iraqi oil and its investment will say: This is for the Interest of Iraq…
Their excuse always is: we are torn, weak and targeted country, people are hungry and tired. The hand that extends its hand to help us is a noble hand and we will kiss it out of gratefulness. In these difficult circumstances, the American, British and even the Israeli companies extend their hand to help rebuild Iraq. Why should we be stupid, ungrateful extremists?
We should be pragmatic (This word is preferred by business men and handsome investors and it means realistic. Unrealistic people like me, non-pragmatic, see it as lies, personal interest and fast benefit which governs those people mentality)
Iraq will suffer a lot as long as such people have authority and are decision makers. I thing that this is the full victory that president Bush wants. It is make sure that such people stay foot by supporting and empowering them to dominate the government, the economy and the Iraqi future for years to come….
Otherwise: if the Iraqi turns into a bouquet of beautiful and romantic flowers, what is the use of keeping the foreign occupying forces and spending billions of dollars, poor American Tax money?
It is necessary to convince that poor nation of heroic stories and sacrifices that emphasize the love of the nation and noble wars like the war on Iraq and liberating the Iraqis from the terrorist oppression and evil criminals….
Then, when violence continues in the Iraqi streets is for the interest of Bush administration and its supporters?
Reason says: Yes.
If violence in Iraq calms down, the Iraqis will raise their eyebrows and their heads high. And will say to the foreign forces: Why are you here? We don’t need you, get out of Iraq and we can mange our business alone. This is exactly what President Bush and his noble angelic administration like Ramsfield and Cheany want to hear. This will upset them and hurt their feelings…
It might cause them to whisper behind closed doors saying: Iraqis, what a stupid ungrateful nation…
**********************
I went back to read Ibn Khaldoon Introduction about the science of History and how the nations appear, mature then disappearance and the components that create a strong country that is able to rule its nation then the rest of the nations? Ibn Khldoon wrote this book after the fall of Abassi Era in the hand of Maghoul and after the division of Andalusia into small various emirates. He lived through the time of struggles in Al-Mghrib Al-Arabi, Egypt, Iraq, and Syria. He saw the establishment of countries and the disappearance of other countries…
He sat one day in a castle in Morocco after long exhausting trip where he witnessed many crises in his life. He was over forty years of age when he started this book that remained for many centuries a proof of his genius and his ability to examine history and events that he chose to tackle, analyze and interpret…
He finished his book in 1382 AC…
Of course, Ibn Khaldoon wrote about experiences of Muslim and Arabic nations in our area and he did not mention the western countries…After many centuries, western books tackled the history and philosophy of European countries ruling… most f the authors speak highly of his theories about history and sociology. He was considered the father of sociology.
***************************
Ibn Khaldoon believes that every strong country is ruled by a group…strong group that dominates the authority. Sultans are only brought down by force...
This group might be joined by religion. This group will have the best and most successful state because there won’t be envies or fighting among its leaders; instead, competition among those leaders will be geared toward enforcing noble principles not worldly gains…
This of course the model state that was established by the messenger Mohammad peace and prayer be upon him and he was surrounded by believers who share his perspective of things…
And when years go by while people get more and more distant from religion, State get dismantled and the new leaders compete for worldly gains which tear up the state and it become weaker.
This is what happened in Andalusia and its various risen states. Generation after generation sank in earthly temptations and their sate fell…
Ok, Ibn Khaldoon says that there is another way to establish a strong state that is by having one family that is joined by the loyalty and obedience to kinship and seek to dominate the state while the whole nation embrace one religion. This is just like what happened in the Omawi and Abbasi states until it was spoiled by destructing factors such as the mergence of foreign groups in the government which weakened and torn the state. Ibn Khaldoon analogizes the life of a state with the human life. At the start it is like a weak baby, then becomes stronger and solder and remain strong and dominating during youthful years. Gradually youthfulness frails away and strength weakens until he dies and is gone. He says that every state lives through three generations: Founding generation, then a generation that abides by the principles of the founders then the generation that sinks in the luxury and forgets everything. That’s when the signs of weakness and end start to appear.
***********************
As for me, I think that forming parities in modern era is sort of having a group that share the same vision, goals and common interest. Those parties in our countries and western countries replaced tribal groupings because it is diverse.
I want to look at the strong states that took rise in the twentieth centuries for example or before that in the east and west…
For example Nazism group dominated Germany at the beginning of the twentieth century. At a time, it was the strongest western country in the world. It fought with other countries. The ruling party was defeated which weakened the state and caused it to fall…
For another example, the U.S.S.R. was dominated by a coterie of communist party. It remained strong and dominating for about seventy years then after long internal and external struggles, the party was torn and divided….
Similarly, that’s how Iraq was before the 2003 war. The ruling coterie circle was Al Ba’th party, but Saddam Hussein dominated authority and margined the Ba’th party. State suffered from this dictatorship and internal and external political stupidity. The dictator fell and the state fell too.
If go more steps in the past and read about the history of states and civilizations that were established in the country between the rivers (Iraq), Egypt , Rome, Athens and other states that rose, then weakened and finished.. It is always that the strong coterie is a specific ethnicity (Samaria, Ashore, Babylonian, Pharos or Othmanes. They take the power then after stabilizing themselves in a certain state they start spreading outside their borders and searching for new wealth or disciplining neighbors who pose a threat.
*******************
These countries were strong but it had an ugly face and it was a dictatorship...
Even the Roman Empire lacked justice toward its people and it was divided into masters and slaves. The most tyrannical state of all was pharos in Egypt. The pyramids witness the craziness dictator leaders and a poor slaved nation who worked hard, carrying giant rocks to build the pyramids. The nation common people died to immortalize the memory of great pharos.
And how about the Great China Wall and the remains of great cemeteries for Chinese royal families that ruled Before Christ or a little after that. These families owned treasures and armies. They might have buried their treasure and their servants with the emperor just like pharos until they are resurrected in the Day of Judgment…
As if the distress servant had in life is not enough, they want to take servant with them to the Hereafter.
By God human history hold a lot of oppression and usually the reason behind oppression is greed…
This greed prompts evil people to declare wars and attacks on other countries to steal their wealth… History repeats itself….
That’s why God sent prophets to teach people what is prohibited and what is permissible to do (Halal and Haram) and to explain the limits for each issue so that justice and equality prevails and oppression and geed are deserted.
**********************
The funny thing is that when I read the history of Iraq, I notice that authors usually say: And country between the rivers (Iraq) was always attacked from east and west out of greed of its wealth. And I say: Oh man, it seems that God has destined this on poor Iraqis form start until the end. I don’t know whether to laugh or cry over this…
Our history repeats itself…
We are living through the same fear, terror and sadness that our grandfathers lived through during wars and attacks. It is repeated generation after generation. Iraq is living through another crisis with a new attack, old greed, ambiguous future and poor nation that are tired of history full of wars, envisions, theft and murder. Iraqis are not monsters…I is their destiny to live on this planet and pay a high price. I observed history and found that Prophets Noah, Abraham, Younis and other prophets lived in Iraq… which means that their children and their grandchildren lived there too…
I read stories about countries and civilizations that were established in Iraq like Samaria, Ashore, Kildani and Babylon. These are pre-history civilizations…
The Persian Empire arrived. It dominated Iraq and left imprents that are still standing today… then Arab tribes from the peninsula lived in Iraq and left news and stories about kings, poets and wars…
Then Islam arrived. Khoufah was the Caliphate capital when Imam Ali Ibn Abi Taleb, May God be Pleased with him. The Abbasis arrived and made Baghdad the capital of Islamic Caliphate and the source of civilization and light to the world. Caliphate Abu Ja’afar Almansoor in 760 AC. So, how old is Baghdad?
From the Ashore era to the Abbasi era, Iraq was crowded with books, libraries, scientists, intellectuals and artists. The Iraqi ruins and treasures were unfortunately stolen by ruins missionaries under the nose of formal Iraqi regimes. During the Othmani ruling and the British invasion, Iraqi ruins were smuggled and distributed in the world museums like the Louver museum, British museum and the eastern institute museum in Chicago…
Of course, this is a great honor for Iraqis that their land is the land of civilizations and prophets.
Ali Ibn Abi Table, the martyr his son Al-Husein peace be on him, the martyr Al-Abbas, Husein’s brother, the rest of household and prophet Mohammad Peace and Prayer be upon him were buried in Iraq. Moses Peace be upon him was buried in Iran. Al-Hasan Peace be upon him was buried in Suadia Arabia. This why Arabs and Muslims love Iraq and hate to see it occupied by foreign force…
From a western country perspective, Iraq is the land of oil and greed is directed towards it.
From the Arab and Muslim perspective, Iraq is the land of various civilizations, religions, messengers, prophets and the center of Islamic Caliphate in the Abbasi era… And thus, does president Bush appreciates the trouble he got himself in? And what does he bet on to stay in Iraq?
**********************
I think he bets on a number of new leaders who entered Iraq after the latest war:
The first type: Sectarian, This will tear up the strong religious unity that can speak in the name of Islam. No one in Iraq will say Islam after today. This word will be prohibited because it unites people and strengthen a stream that is feared to rule Iraq. According to Ibn Khaldoon, it will be the seed to a strong group that will become a strong government. Sectarianism is the only answer to tear up the Islam unity and keep Iraq a weak country…
Second: The type that is hold grudges against Arabs and prohibits saying that most Iraqis are Arab. It is possible that the majority rally around this idea and a strong Arab group will rule Iraq. That’s why Al-Ba’ath Party or any other party that speaks out to revive the Arab nationalism. This is old fashion or this is discrimination, so don’t upset your Kurd brothers and so on… So its prohibited to say I am Arab or we are an Arab nation…
And based on the above: In the new constitution, it is prohibited to describe the Iraqi identity as Arab or Muslim. These words may unite a strong group of people to build a new government that dreams to achieve the past glory. This is prohibited…
Third: A few business men who support the free economy away from the state control, privatization of state establishments and employment of market economy theories… Those seek to control important ministries such Oil and Finance Ministries…
Their project is: Don’t say state, government or economy…
This is not allowed… From now on there is no relation between State and government with the economy...This relationship is not healthy and cause problems…
Say: Private sector. This brings jobs to Iraqis that can use their talents and Iraqis benefit also. It is good for Iraqis and only means to help them…
Don’t say high profit, will suck the nation’s wealth. This is absurd. This is the talk of extremists and communists…
By the way, Communists in Iraq have changed and they are no longer speaking against imperialism or capitalism. They became friendly cats that are trying to establish a good relation to and cozy up to businessmen. Businessmen are no longer bourgeoisie class; no, they are loyal men who want to save Iraq and the whole nation from the destruction that took place… This is life, and it is a matter of interests, why should we change? Everything in this world is changing and the smart one is who benefits from it….
******************************
One time I was talking with a businessman from this new class in Iraq that came with the new invaders and said one time after the fall of Baghdad: They looted the Iraqi Museum and destroyed what’s left… They burned the national library and the ancient, historic documents in Iraq…Isn’t this an attack on our identity?
He said: It is just stones, what do we need them for. Let it go. And what is the meaning of historic documents? Nonsense!
America will bring new projects, money, mobile phones, cars and satellites…what planet do you live in?
******************************
I don’t claim that our history and past is all beautiful and free of mistakes…
I don’t believe that the history of the west is all ugly and doesn’t have any good in it, but I believe that every nation is free to choose its path away from external pressure that confuse and deform the truth about this nation…
Iraqis need to sit alone to think, discuss and decide how to rebuild their life again after the destruction and the mess that this war has brought on them…
Iraqis need to be alone to catch their breath and start fresh… But the Bush administration insists to intrude…
And this is what is going to keep the situation worrisome and complicated in Iraq for years to come. God only knows for how may years….
I am not pessimistic, but this is the truth…
Iraqis will always dream of freedom and independence…
It is a long way that is full of thorns.…
**********************************************
Translated by Manal
الإثنين 19 كانون الاول 2005
صباح الخير....
والآن أريد أن أفكر وأتكلم عن مرحلة ما بعد الانتخابات العراقية وما هي التوقعات لتلك المرحلة
طبعا ساد الهدوء فترة الانتخابات , ومعظم الفصائل العراقية المسلحة أعطت وعدا لبعض قادة القوائم العراقية الجديدة أنها ستمسك هدنة مؤقته , ولن ترتكب عمليات مسلحة, لحين انتهاء العمليات الانتخابية
وها نحن اليوم بعد مرور عدة أيام نرى قصص العنف قد ظهرت من جديد, وضحايا من عراقيين مدنيين وقوات جيش وشرطة عراقية, وقليل من قوات الاحتلال..
وأدعو الله ان تكون النتائج منطقية وغير مزيفة , لأن هذا موضوع حساس وخطير , وسوف يرجعنا الى الخانة رقم واحد , يعني فئات تستولي على الحكم مؤيدة للإحتلال, وفئات مهمشة خارج الحكم تعارض الاحتلال
وهذه الفئات المهمشة ستشن حربا نارية على من يحاول إقصاءها, وستكون انتفاضة غضب تحرق كل من يقف أمامها, لذلك ينبغي الحذر الشديد ممن يتأملون الفوز بالغش ورفع أرقامهم الحقيقية في نتائج الانتخابات , ستشتعل العراق بنار تحرق الأخضر واليابس
وجميع الاطراف ستنالها تلك النار....
والجميع سيخسر...
لا أتمنى أن يحصل أي توتر أو إضطراب بعد الانتخابات,
أرجو أن تظهر النتائج وتكون منطقية وعادلة وحقيقية........
***************************************
الرئيس بوش ألقى أمس خطابا كرر فيه انه لن يسحب الجيوش من العراق,
وان عملياته لم تنتهي هناك, وانه يريد تحقيق النصر الكامل...
والله لا نعلم ما تخفي كلماته ومقاصده...
ما هو النصر الكامل الذي يريده ويحلم بتحقيقه؟
السيطرة الكاملة على النفط العراقي, وضمان عدم وجود حكومة عراقية جديدة قوية تعترض ؟
هل هذا هو الحلم الامريكي الذي تم تغطيته بطبقة من الشكولاته الحلوة , أقصد قصص حقوق الانسان والحرية والديمقراطية التي جاؤوا لتسويقها الى العراق, والدول المجاورة؟
*************************
قال الرئيس العراقي المؤقت أن العراقيين في الحكومة القادمة ينبغي أن يكونوا متنوعين من كل الاتجاهات , مثل شدة ورد ( يعني باقة ورد
وقال رجال عراقيون يعملون كمحللين سياسيين للمشهد العراقي ,في ندوة على احدى الفضائيات العراقية أمس, إن العراقيين ينبغي الا يكونوا شدة خناجر , بل يكونوا شدة ورد كما اقترح الرئيس المؤقت...
طيب, وما رأي الشعب العراقي البائس؟
وما هي شدة الورد التي ستجلب السعادة والاستقرار للبلاد ؟
نحن نريد شدة أدمغة عراقية ذكية ووطنية تحب العراق وشعبه وتعمل مخلصة من اجلهم , وتجلس وتفكر في كيفية إخراج البلاد من المأزق الذي نحن جميعا فيه
المأزق السياسي والاجتماعي والاقتصادي , كل بند يحتاج الى عقول ذكية مخلصة تفكر وتتدبروترسم الخطط وتناقشها لكي تحل مشاكل البلاد بما فيه الخير لشعب البلاد...
والخطورة التي تلوح في الافق هي ما يلي :
أولا : فوز تيار من القيادات التي تفكر بعقلية طائفية ضيقة , وسيطرة كتلتهم على البرلمان القادم , وهؤلاء يبررون تقسيم البلاد وثرواتها الى حصص بحجج مثل تعويض الظلم الذي لحق بالأكراد والشيعة سابقا, يعني يعيشون بعقلية تسديد حسابات الماضي لنا ولجماعتنا , هذه السياسة ستبقي العراق بلدا ضعيفا ممزقا حتى إشعار آخر, أو على الاقل حتى تنقضي الاربع سنوات القادمة....
والخطر الثاني : هو صعود رجال تكنوقراط مثل أحمد الجلبي الى الحكم ثانية, وهؤلاء يؤيدون ربط اقتصاد العراق بأميركا أولا وبريطانيا ثانيا, بعقود طويلة الامد لإستثمارالنفط العراقي, وسيظل الإقتصاد العراقي مسلوب الارادة, وتابعا لدول أجنبية..
وبذلك تتحقق النقطة الثالثة الخطرة وهي : سيظل الكثير من التناحر في القوى التي داخل الحكومة, ولن تصطف أمام القوى الخارجية بيد واحدة قوية أبدا , سيظل الانقسام والتنازع هو سمة الحكومة القادمة, لأن ثمة فجوة كبيرة في الرؤية بين الاطراف الموجودة داخل قبة البرلمان
وسيقول الذين يؤيدون بقاء اميركا وجيشها في العراق : إن هذا لمصلحة العراق..
وسيقول الذين يربطون الاقتصاد العراقي والنفط العراقي واستثمارته : ان هذا في مصلحة الشعب العراقي...
وحجتهم دائما : إننا بلد ضعيف وممزق ومستهدف , والشعب جائع ومتعب, وأي يد تمتد لمساعدتنا هي يد نبيلة وسنقوم بتقبيلها شكرا وامتنانا, وفي هذه الظروف العصيبة, تمتد الينا يد الشركات الامريكية والبريطانية وحتى الاسرائيلية لتقدم العون للعراقيين بإعادة إعمار البلاد , فلماذا نكون أغبياء متطرفين جاحدين؟
لا بد ان نكون براغماتيين ( هذه الكلمة يحبها رجال الاعمال والاستثمار الانيقين وهي تعني الواقعية
والناس غير الواقعيين مثلي , غير البراغماتيين , يرون في هذا كله كذب , والمصالح الشخصية وحب الاستفادة السريعة هي التي تتحكم بعقول هؤلاء الناس
وسيعاني العراق كثيرا في السنوات القادمة من وجود هؤلاء الناس في موقع السلطة والقرار...
هذا هو النصر الكامل الذي يريده الرئيس بوش على ما أظن, هو تثبيت بقاء هذه النماذج , ونصرها ,وتقويتها لتسيطر على الحكومة والاقتصاد والمستقبل العراقي لسنوات الى الأمام.....
وإلا : إذا تحول العراقيون الى شدة ورد جميلة وملونة ورومانسية, ما جدوى بقاء قوات احتلال اجنبية , وصرف مليارات الدولارات كنفقات لها , وهذه أموال الشعب الأمريكي البائس ؟
لا بد من إقناع ذلك الشعب البائس بقصص فيها بطولات وتضحيات ..وتتعلق بحب الوطن , وحب الحروب النبيلة مثل الحرب على العراق وتحرير العراقيين من ظلم الارهاب والمجرمين الاشرار....
إذن, هل بقاء العنف في الشارع العراقي سيظل في مصلحة حكومة بوش ومن يؤيدها ؟
المنطق يقول : نعم
ولو هدأ العراق من العنف, سيرفع العراقيون حواجبهم ورؤوسهم عاليا ,
وسيقولون للقوات الاجنبية : لماذا أنتم هنا ؟
لسنا بحاجة لكم, إخرجوا من العراق, نحن نقدر أن نتدبر أمورنا لوحدنا...
وهذا بالضبط ما لا يريد الرئيس بوش وادارته الملائكية النبيلة من رامسفيلد الى تشيني, أن يسمعوه , هذا الكلام يزعلهم ويجرح مشاعرهم....
وربما يجعلهم يغمغمون وراء الابواب المغلقة: يا للعراقيين من شعب غبي ناكر للجميل......
**********************************
عدت لقراءة كتاب مقدمة إبن خلدون, عن علم التاريخ , وكيفية ظهور الدول ونضوجها ثم فنائها, وما هي العناصر التي تخلق دولة قوية لها قدرة أن تسود على شعبها ثم على باقي الشعوب
إبن خلدون كتب كتابه هذا بعد سقوط الدولة العباسية في بغداد على يد المغول , وبعد تمزق دولة الاندلس وظهور إمارات طوائف صغيرة ومتفرقة , وعاصر الصراعات في بلاد المغرب العربي , ومصر, والعراق وسوريا, وشاهد نشوء دول وفناء دول ....
فجلس يوما ما في قلعة بالمغرب , بعد ان أتعبه السفر والترحال ورأى مصائب كثيرة في حياته وتجاوز الاربعين من عمره , و بدأ كتابة هذا الكتاب
الذي ظل لقرون عديدة , وما زال شاهدا على عبقرية الرجل , وقدرته على تفحص التاريخ والاحداث ثم انتقادها و تحليلها وتفسيرها...
أنهى تأليف كتابه عام 1382 ميلادي...
إبن خلدون تكلم طبعا عن تجارب الشعوب العربية والمسلمة في منطقتنا, ولم يتناول الحديث عن دول الغرب..
ظهرت بعده بعدة قرون مؤلفات غربية تتكلم عن علم التاريخ وفلسفة الدول الاوربية في الحكم ....
وكان معظم كتابها يشيدون بنظرياته حول التاريخ وعلم الاجتماع , وأعتبروه المؤسس لعلم الاجتماع...
*******************************************
يرى إبن خلدون ان الدول القوية لها دائما عصبة تمسك بالحكم ..
يعني جماعة قوية تقبض على السلطة..
وأن السلطان لا يؤخذ الا بالغلبة, يعني بالقوة....
وهذه العصبة إما يكون رابطها الدين , وهذه ستكون من أفضل الدول وأكثرها نجاحا, لأنها لن تشهد تنافسا وتناحرا وحسدا بين قادتها, لأنهم يؤمنون بالمباديء, ويتافسون من أجل تلك المباديء النبيلة, ولا يتنافسون من أجل أطماع دنيوية...
هذه طبعا نموذج الدولة الاسلامية التي أسسها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام , وكان حوله الرجال المؤمنين برؤيته للأمور...
و بمرور السنين ,عندما يبتعدون عن الدين, تنحل عرى الدولة, ويأتي قادة جدد يتنافسون من أجل الدنيا , فتتمزق الدولة, وتضعف...
مثلا هذا ما حدث في الاندلس وما نشأ فيها من دول مختلفة , البداية والنهاية , الكل يعرفها, وكتب التاريخ مليئة بالقصص...
في البداية كان رجال مؤسسون أقوياء مؤمنون أسسوا دولة قوية , ثم بتعاقب الاجيال, غرقوا في ملذات الدنيا , وسقطت دولتهم....
طيب, توجد طريقة اخرى لقيام دول قوية كما يقول إبن خلدون وهو قيام فئة من عائلة واحدة تربطها علاقة سماها العصبية يعني الولاء لصلة القربي وهذه الفئة التي تربطها العصبية
تسعى للسيطرة على الحكم ( والدولة كلها لها دين واحد مستتب
كما حدث في دولة الامويين والعباسيين, ثم تسرب اليها الخراب والفساد بسبب دخول عناصر أجنبية من غير تلك الفئة الحاكمة المؤسسة, فتقبض على السلطة , وحينئذ تضعف الدولة وتتمزق وتسقط...
ويشبه إبن خلدون عمر الدول مثل عمر الانسان, بدايته طفل ضعيف, ثم يقوى ويشتد, ثم يبقى فترة الشباب قويا مسيطرا, ثم ما يلبث أن يتسرب الضعف اليه وتذهب عافيته قليلا قليلا حتى يموت وينتهي
ويقول ان لكل دولة ثلاثة اجيال , الجيل المؤسس, ثم الجيل الذي يتمسك بمباديء المؤسسين ثم الجيل الذي يغرق في الترف وينسى كل شيء, وهنا تبدأ علامات الضعف والنهاية
******************************************
اما انا فأظن أن تكوين الاحزاب في العصور الحديثة , هي نوع من العصبة التي تجتمع على رؤية وأهداف ومصالح مشتركة, وهذه الاحزاب في دولنا او دول الغرب, حلت محل القبيلة أو العشيرة أو القومية , لأنها تضم خليطا من كل الأنواع....
أريد أن أنظر للدول القوية الحديثة التي قامت في القرن العشرين مثلا أو قبله , في الشرق أو الغرب..
مثلا ألمانيا في بداية القرن العشرين , استولت عليها عصبة , وهي الحزب النازي , وكانت في فترة ما من أقوى دول العالم في الغرب, لكنها اصطدمت وتناحرت مع دول اخرى, إنهزم الحزب الحاكم فضعفت وسقطت تلك الدولة...
ومثلا الاتحاد السوفيتي, سيطر عليه عصبة هم الحزب الشيوعي , قويت وتغلبت لفترة حوالي 70 عاما, وبعد صراعات طويلة خارجية وداخلية , تمزق الحزب وتفتت الدولة .....
وكذلك العراق في آخر نظام حكم قبل الحرب 2003 , كانت العصبة الحاكمة هي حزب البعث, لكن صدام حسين استأثر بالسلطة, وهمش الحزب والحزبيين , فعانت الدولة ما عانت من استبداد بالرأي وغباء في السياسات الداخلية والخارجية, سقط المستبد, وسقطت الدولة
ولو نعود للوراء أكثر, ونقرأ تاريخ دول وحضارات قامت في بلاد ما بين النهرين, ومصر , وروما , وأثينا, وغيرها من دول قامت وتفوقت ثم ضعفت وانتهت ..
دائما ثمة عصبة قوية من قومية معينة ( سومريين أو آشوريين أو بابليين أو فراعنة أو عثمانيين
تأتي وتستلم السلطة , ثم بعد أن تتمكن من تثبيت نفسها داخل بقعة ما, تبدأ بالانتشار الى خارج حدودها , بحثا عن ثروات جديدة , أو تأديبا للجيران الذين يهددون أمنها...
*****************************************
تلك الدول كانت قوية , لكن لها وجه قبيح انها مستبدة..
حتى الإمبراطورية الرومانية كانت بلا عدالة اجتماعية لشعبها , وكان فيها طبقة سادة وطبقة عبيد...
واكثر دولة مستبدة كانت ربما دولة الفراعنة في مصر , وآثار الاهرامات العظيمة ما زالت شاخصة تتكلم عن قادة مستبدين مهووسين , وشعب فقير مستعبد يكدح ويحمل الصخور ليبني الاهرامات , ويموت منه ما يموت, حتى يخلد ذكرى الفرعون العظيم...
وسور الصين العظيم , وبقايا مقابر عظيمة لسلالات ملكية صينية حكمت قبل الميلاد أو بعده بقليل, لها كنوز وجيوش , وربما كانوا يدفنون مجوهراتهم وخدمهم مع الامبراطور كما فعل الفراعنة , حتى يبعثون معه يوم القيامة..
يعني مو كافيه نكد حياتهم هنا, راح ياخذهم معه ليستعملهم في الآخرة ؟
والله تاريخ الانسانية فيه الكثير من الظلم ,
وسبب هذا الظلم عادة هو الطمع ...
وهذا الطمع هو الذي يدفع الناس الاشرار لإقامة الحروب, والهجوم عى بلدان اخرى لنهب ثرواتها...
القصة تتكرر دائما....
ولذلك ارسل الله الأنبياء ليعلموا الناس الممنوع والمسموح ( الحلال والحرام ) وشرح الحدود لكل مسألة حتى تسود بينهم العدالة والمساواة ويتركون الظلم والطمع
**********************************
والمضحك انني حين أقرأ تاريخ العراق, أرى المؤلفين يقولون عادة : هذا وقد كانت بلاد ما بين النهرين معرضة دائما للغزو من أقوام من الشرق أو الغرب, طمعا بما فيها من ثروات
وأقول : يبووو, هذوله العراقيين البؤساء الله كتب عليهم هذا القدر من البداية حتى النهاية ؟
لا أدري , هل أضحك , ام أبكي...
تاريخنا يعيد نفسه ...
الرعب والخوف والحزن الذي عاشه اجدادنا, من الحروب والغزو, ومن الخراب والدمار, عشناه نحن أيضا ...وتكرر علينا, جيلا بعد جيل
وها هو العراق يعيش محنة جديدة, مع غزو جديد, وأطماع قديمة , ومستقبل غامض, وشعب مسكين متعب من تاريخ مليء بالحروب والغزوات والنهب والسلب والقتل
ليس العراقيون بالشعب المتوحش...
قدرهم ان يعيشوا هنا على هذه الأرض...وأن يدفعوا الثمن غاليا
رأيت التاريخ ووجدت ان النبي نوح والنبي ابراهيم والنبي يونس وغيرهم من الانبياء ,
عاشوا على أرض العراق, ومعنى هذا عاش هنا اولادهم واحفادهم...
وقرأت قصص الدول والحضارات التي قامت هناك من سومرية وآشورية
وكلدانية وبابلية وهي حضارت ما قبل التاريخ...
ثم جاءت امبراطورية فارس وسيطرت على العراق وتركت آثارا ما زالت شاخصة لليوم....
ثم عاشت قبائل عربية من شبه الجزيرة وتركت اخبارا وقصصا عن ملوك وشعراء وحروب ....
ثم جاء الاسلام , وقامت فيها عاصمة الخلافة في الكوفة بوقت الامام علي ابن ابي طالب رضي الله عنه, ثم جاء العباسيون وجعلوا بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية ومصدر الحضارة والاشعاع الى كل العالم
بنى بغداد الخليفة أبو جعفر المنصور سنة 760 ميلادي, يعني كم عمر بغداد؟
ومنذ عصر الملوك الاشوريين الى عصر الخلفاء العباسيين , كانت العراق تمتليء بالكتب والمكتبات
ورجال العلم والفكر والفن
والاثار العراقية للأسف سرقت معظمها البعثات الاثارية في غفلة من الحكومات العراقية السابقة , منذ حكم العثمانيين الى الاستعمار الانكليزي والاثار العراقية تتسرب وتتوزع في متاحف العالم , مثل متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف المعهد الشرقي في شيكاغو....
وطبعا هذا شرف عظيم للعراقيين أن تكون أرضهم أرض الحضارات والأنبياء..
ثم فيها دفن في عصر الخلافة الاسلامية علي إبن أبي طالب عليه السلام وابنه الحسين الشهيد عليه السلام والعباس الشهيد اخو الحسين عليهما السلام وباقي اهل البيت وأحفاد الرسول عليه الصلاة والسلام مدفونين في العراق عدا موسى الرضا عليه السلام في ايران, والحسن عليه السلام في السعودية, وهذا سبب حب العرب والمسلمين للعراق, وكرههم أن يروه محتلا من قوات غزو اجنبية...
العراق بعيون الغرب , أرض البترول والاطماع تتجه اليه...
وبعيون العرب والمسلمين أرض العراق هي أرض الحضارات المتنوعة
والديانات والرسل والأنبياء ومركز الخلافة الاسلامية في الزمن العباسي....
وبناء عليه , هل يفهم الرئيس بوش مقدار الورطة التي هو فيها ؟
وعلى ماذا يراهن للبقاء في العراق؟
**********************************************
أنا أقدر ان اتوقع انه يراهن على عدد من القادة الجدد
الذين دخلوا العراق بعد الحرب الاخيرة :
النوع الاول : الطائفي, وهذا سيمزق العصبة الدينية القوية التي ممكن ان تتكلم بإسم الاسلام, لن يقول احد في العراق بعد الان إسلام, هذه الكلمة ممنوعة لأنها توحد صفوف الشعب , وتقوي تيار يخشى منه انه يستلم الحكومة. , يعني بلغة إبن خلدون سيشكلون بذرة لعصبة قوية تكون حكومة قوية.....
الطائفية هي الحل الوحيد لتمزيق عصبة الاسلام , وإبقاء العراق بلدا ضعيفا....
الثاني : هو النوع الحاقد على العروبة, وهو يمنع ان تقول ان غالبية الشعب العراقي عربي, لأنها ممكن ان تكون كلمة يتجمع حولها غالبية الشعب او تظهر منه عصبة قوية عربية تستلم الحكم, لذلك ممنوع حزب البعث أو أي حزب يتكلم عن إحياء القومية العربية, هذه موضة قديمة, أو هذه عنصرية لا تزعجوا اخوانكم الاكراد , وهكذا...
العروبة أيضا ممكن ان تكون بذرة لنشوء عصبة قوية تستلم السلطة في البلاد...
إذن ممنوع أن تقول أنا عربي , أو نحن شعب عربي....
وبناء عليه : منع كتابة هوية العراق في الدستور الجديد : عربي و مسلم
هذه كلمات ممكن أن تجمع عصبة قوية من الشعب , لتبني حكومة جديدة , تحلم بتحقيق أمجاد الماضي..هذا ممنوع...
الثالث : هو حفنة من رجال أعمال ومال واقتصاد, يؤيدون الاقتصاد الحر بعيدا عن قبضة الدولة , ويؤيدون برنامج خصخصة مؤسسات الدولة , و تطبيق نظريات اقتصاد السوق...
هؤلاء يسعون للسيطرة على وزارات مهمة مثل المالية والنفط مثلا...
مشروعهم هو : لا تقولوا دولة وحكومة واقتصاد ..
هذا غير مسموح... من الآن فصاعدا لا علاقة للدولة والحكومة بالإقتصاد..
هذا موحلو ... مو زين, مو خوش, يسبب أمراض ومشاكل....
قولوا : شركات قطاع خاص...هذه حلوة حبابة تجيب شغل للعراقيين وتستفيد منهم ويستفيدون منها, يعني حبابة ولطيفة ولا تريد سوى المساعدة..
لا تقولوا ستأخذ أرباحا عالية, ستمتص ثروات البلاد , هذا كلام فارغ, هذا كلام متطرفين وشيوعيين...
ههه
بالمناسبة, فالشيوعيون في العراق قد تغيروا, ما عاد لهم خطاب ضد الامبريالية والرأسمالية, صاروا قططا أليفة تجلس بجوار رجال المال والاقتصاد وتتمسح بهم وتحبهم وتتآلف معهم, ما عاد هؤلاء برجوازيين , لا , هؤلاء رجال مخلصون يريدون انقاذ العراق والأمة كلها من الخراب الذي حصل....
إيه, هذه هي الدنيا, والمسألة مسألة مصالح, لماذا لا نتغير؟
كل شيء في الدنيا يتغير , والشاطر يكسب.....
***********************************
عندما كنت أتحاور مع رجل اعمال من هذه الطبقة الجديدة في العراق التي جاءت مع الغزاة الجدد,
قلت له في إحدى المرات , بعد سقوط بغداد :
لقد نهبوا المتحف العراقي وحطموا ما تبقى فيه...
وأحرقوا المكتبة الوطنية و الوثائق القديمة التاريخية عن العراق..
أليس في هذا إعتداء على هويتنا ؟
قال لي : أهوووو, هنه شوية حجارات , شنسوي بيهم؟
خلي يروحن...
والوثائق, شنو يعني وثائق تاريخية؟
كلام فارغ, منو بحاله ؟
بابا أمريكا راح تجيب مشاريع جديدة وشغل وفلوس وموبايلات وسيارات وستلايت .....
إنتي وين عايشه؟؟؟
***************************
لا أدعي أن تاريخنا وماضينا كله جميل ولا أخطاء فيه..
ولا أصدق أن تاريخ الغرب كله قبيح ولا خير فيه...
لكنني أؤمن أن لكل شعب حريته في إختيار طريقه, بعيدا عن ضغوطات خارجية , تربك وتشوه حقيقة واقع هذا الشعب...
العراقيون محتاجون ان يجلسوا لوحدهم, ليفكروا ويتناقشوا ويقرروا كيف يعيدون بناء حياتهم من جديد
بعد الخراب والفوضى اللذين جلبتهما هذه الحرب ....
العراقيون بحاجة ان يكونوا لوحدهم ليلتقطوا انفاسهم ويبدأؤا من جديد...
لكن إدارة بوش تصر على التدخل...
وهذا ما سيبقى الوضع قلقا معقدا في العراق, الى سنوات قادمة , الله وحده يعلم كم عددها......
لست متشائمة, لكن هذا هو واقع الحال.....
حلم الحرية والاستقلال سيظل يراود العراقيين....
والدرب طويل, ومليء بألأشواك......
********************************************
الثلاثاء 20 كانون الاول 2005
مساء الخير.....
بعد أن أنتهيت من قراءة كتاب إبن خلدون, ذهبت لقراءة كتاب جمهورية افلاطون, لمعرفة جذور الفلسفة الغربية في الحكم , هذا الكتاب كتبه أفلاطون على لسان أستاذه سقراط, حوالي 400 قبل الميلاد, وهو عبقري بلا شك, حيث تناول مناقشة قضايا تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية منذ فجر التاريخ الإنساني , وحتى يومنا هذا
يناقش أفلاطون في بداية الكتاب فكرة العدالة, وكيف نبني دولة عادلة أو أفراد يحبون العدالة
يقدم سقراط في المحاورات داخل الكتاب تعريفا للعادل وهو الحكيم والصالح ,
وإن المتعدي هو الشرير والجاهل
وهو يظن ان الانسان يميل بطبعه الى التعدي أكثر من العدالة, والدولة ينبغي أن تعلم الافراد حب العدالة
ويشبه أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان ...
الدولة تنقسم الى :
طبقة الحكام , طبقة الجيش , طبقة الصناع والعمال
ويقسم الانسان الى :
الرأس وفيه العقل, وفضيلته هي الحكمة
القلب , وفيه العاطفة, وفضيلته هي الشجاعة
البطن, وفيه الشهوات, وفضيلته هي الاعتدال
والدولة العادلة هي التي يقوم كل فرد فيها بالعمل الخاص بطبيعته :
الحاكم يحكم, الجندي يحمي , العامل يشتغل
وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية :
العقل يضبط الشهوات, العواطف تساعد العقل في عمله, كالغضب ضد الاعمال المنحطة والخجل من الكذب
والعدالة الاجتماعية هي جزء من هذه العدالة الداخلية / عدالة النفس
********************************************
ثم يتساءل : هل نطلب القوة أم نطلب الحق؟
وهل خير لنا ان نكون صالحين أو أن نكون أقوياء؟
أما أنا فأراها أسئلة خطيرة ما زالت تشغل بال الناس الذين يفكرون ويتساءلون عما يحدث في العالم اليوم, وأي منطق هو السائد, منطق الحق ام منطق القوة؟
ويقول سقراط في المحاورات ان الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الناس للتعدي على الجيران وأخذ ممتلكاتهم, أوالتزاحم على الأرض وثرواتها, وكل ذلك سيؤدي الى الحروب
ويقول ان التجارة تنمو وتزدهر في الدولة, وتؤدي الى تقسيم الناس بين فقراء وأغنياء,
وعندما تزيد ثروة التجار تظهر منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول الى المراتب الاجتماعية السامية عن طريق المال, فتنقلب احوال الدولة, ويحكمها التجار وأصحاب المال والبنوك, فتهبط السياسة, وتنحط الحكومات وتندثر
ثم يأتي زمن الديمقراطية, فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون البعض الاخر ويمنحون الناس أقساطا متساوية من الحرية والسلطان..
لكن الديمقراطية قد تتصدع وتندثر من كثرة ديمقراطيتها, فإن مبدأها الاساسي تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة..
وهذا النظام يستهوي العقول, لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفاء بالمعرفة والتهذيب ليتساووا في اختيار الحكام وتعيين الافضل, وهنا منشأ الخطر..
ينشأ من الديمقراطية الاستبداد, إذا جاء زعيم يطري الشعب داعيا نفسه حامي حمى الوطن, ولاه الشعب السلطة العليا , فيستبد بها...
ثم يتعجب سقراط من هذا ويقول : إذا كنا في المسائل الصغيرة كصنع الاحذية مثلا لا نعهد بها الا الى اسكافي ماهر, أو حين نمرض لا نذهب الا الى طبيب بارع , ولن نبحث عن اجمل واحد ولا أفصح واحد
وإذا كانت الدولة تعاني من علة , ألا ينبغي ان نبحث عن أصلح الناس للحكم ؟
**************************************
ثم يقول ان الدولة تشبه ابناءها, فلا نطمع بترقية الدولة الا بترقية ابنائها..
وتصرفات الانسان مصدرها ثلاثة:
الشهوة : وهؤلاء يحبون طلب المال والظهور والنزاع, وهم رجال الصناعة والتجارة والمال
العاطفة: وهؤلاء يحبون الشجاعة والنصر وساحات الحرب والقتال, وهم من رجال الجيش
العقل : وهؤلاء أقلية صغيرة تهتم بالتأمل والفهم , بعيدون عن الدنيا واطماعها, هؤلاء هم الرجال المؤهلين للحكم, والذين لم تفسدهم الدنيا
ويقول أن افضل دولة هي التي فيها العقل يكبح جماح الشهوات والعواطف
يعني , رجال الصناعة والمال ينتجون ولا يحكمون, ورجال الحرب يحمون الدولة ولا يتسلمون مقاليد الحكم, ورجال الحكمة والمعرفة والعلم , يطعمون ويلبسون ويحمون من قبل الدولة , ليحكموا...
لأن الناس إذا لم يهدهم العلم كانوا جمهورا من الرعاع من غير نظام , كالشهوات اذا اطلق العنان لها
الناس في حاجة الى هدى الفلسفة والحكمة...
وإن الدمار يحل بالدولة حين يحاول التاجر الذي نشأت نفسه على حب الثروة أن يصبح حاكما , أو حين يستعمل القائد جيشه لغرض ديكتاتورية حربية...
****************************************
ثم يقترح سقراط طريقة صناعة هؤلاء القادة الحكماء, وان تربيهم الدولة منذ الصغر على الفضيلة والعلم, وان يجتازوا امتحانات كثيرة حتى يبلغوا سن الخامسة والثلاثين , فيخرجوا لمخالطة الناس في المجتمع وكل الطبقات , ويرون كل الحيل والدهاء الذي عند بعض الناس , حيث هكذا يصبح كتاب الحياة مفتوحا أمامهم.....
ثم من غير( خدع ولا انتخابات ) يعين هؤلاء الناس حكاما للدولة, ويصرف هؤلاء نظرهم عن كل شيء آخر سوى شؤون الحكم, فيكون منهم مشرعين وقضاة وتنفيذيين
وخوفا من وقوعهم في تيار حب المال والسلطان, فإن الدولة توفر لهم المسكن والملبس والحماية, وممنوع ان يكون في بيوتهم ذهب او فضة...
وطبعا ستكون اعمارهم لا تقل عن خمسين سنة, وهي سن النضوج والحكمة كما يقول سقراط
وإذا كنا في ظروف لم نحصل على مثل هؤلاء, فعلى الاقل نفحص ماضي هذا المرشح للحكم , كم عنده مباديء كم عنده نزاهة؟ كيف أمضى حياته قبل استلام الحكم ؟
هذه هي أبسط طريقة....
وفي النهاية يقول ان العدالة اذن هي ليست القوة المجردة, وهي ليست حق القوي, انما هي تعاون كل اجزاء المجتمع تعاونا متوازنا فيه الخير للكل
********************************************
طبعا بالنسبة لي الكتاب مذهل, لانه كتب قبل حوالي 2400 سنة,
وتكلم عن مشاكل مازالت المجتمعات تعاني منها...
قد يبدو مثاليا , لكنه لا يخلو من واقعية ومنطقية...
وها انا انظر لدولنا كيف يستبد بها الجيش والعسكر, او حكومة منتخبة بطريقة صورية, يظل صاحب السلطة متشبثا بها كأنها خلقت له وحده, ويظل ملتصقا بالكرسي ومستبدا بها هو وحزبه وجماعته وكأن البلاد والعباد صاروا ملكا له يتحكم بهم كيف يشاء
وكذلك انظر لدول الغرب, فقد استولت تلك الطبقة التي من التجار وأصحاب المال والبنوك والصناعة على الحكم, وتحالف معهم قادة الجيوش والمخابرات, تماما كما وصفها افلاطون في كتابه , وأين الحكماء والعقلاء والمفكرين العادلين في دولة مثل اميركا أو بريطانيا ؟
لا أحد يعرفهم , يعيشون بعيدا عن الاضواء والمجتمع, بينما تسيطر على وسائل الاعلام والمجلات والصحف والانترنت , صور اصحاب المال والسياسة ومن يشبههم, فإلى أين تسير الديمقراطية بتلك البلاد؟
ولقد دهشت جدا جدا قبل أيام حين قرأت خطاب الروائي البريطاني الفائز بجائزة نوبل للآداب, لقد كان خطابا حارا يمتليء بالصدق والصراحة ونقد الحكومات الحالية وسياساتها الخرقاء....
بدأ خطابه بجملة كتبها سنة 1958 ويتساءل فيها عن الفرق بين الحقيقة والكذب او الواقعي والخيالي, وهو يقول انه كان يظن كفنان ان لا فرق واضح بين الواقعي والخيالي, لكنني كإنسان لا اصدق هذا, فالحقيقة واضحة وهي تختلف عن الكذب...
ثم تكلم عن شخوص رواياته وكيف يصنعها, ثم إنتقل للكلام عن حكومتا اميركا وبريطانيا الحاليتين, وانتقد كل تصرفاتهم العدوانية تجاه دول العالم وخصوصا الحرب على العراق, و تدخلات الحكومات الامريكية في شؤون دول اميركا اللاتينية , والخراب والظلم والفقر الذي حل بتلك الدول من سياسيات اميركا, حيث تسقط الرؤساء الذين ينتخبهم الشعب ويريدهم, وتضع بدلا عنهم الموالين لأميركا أو مليشيات عسكرية تعيث فسادا في البلاد , يدمرون إقتصاد دولهم ويزيدون الفقر فيها, واميركا ساكتة, لا تفضح ولا تطنطن كما فعلت في قصص اسلحة الدمار الشامل في العراق والعلاقة مع تنظيم القاعدة
والله رأيته يتكلم كأنه واحد منا , وكأنه عاش وأحس آلامنا ومعاناتنا..
رغم إنه بريطاني , ولم يزر العراق ربما في حياته, لكنه يملك هذا الحس المرهف الصافي الذي يمتلكه المفكرون والفنانون , وهو يفهم تفسير القصص عن بعد, ولا تضحك عليه آلات الإعلام التي تبث سمومها وتخدع الناس وتشوه الحقائق...
ويقول عند بداية الحرب على العراق وضعت الصحف البريطانية صورة توني بلير وهو يقبل طفلا عراقيا علامة على تعاطفه مع الشعب العراقي, ثم بعد أيام من نشوب الحرب, وضعوا صورة طفل عراقي قطعت اطرافه ومات اهله من القصف الأميركي البريطاني , وضعوا صورته في الصفحات الداخلية للصحف, بمقال خجول بعيدا عن الدعاية ....
ضحكت وأعجبني ذكاءه ونظرته الفاحصة في تحليل الامور, هويستحق ان ينال جائزة عالمية للآداب ما دامه يملك حسا إنسانيا صافيا, لم تشوهه السياسة أو الثقافة المنحازة ضد الآخر
وتعجبت ان الفئات الحاكمة في اوروبا لم تتدخل في وضع مواصفات الذي ينال هذه الجائزة, او ربما هي مرغمة , لأن لا احد من طبقة التجار ورجال المال المسيطرة على الحكم تحب قراءة الكتب الفنية أو كتابة فن وروايات ومسرحيات...
وقلت في نفسي : رجل محترم مثل هذا نسمع عنه وهوفي السبعين من عمره الآن, كأنه كان مغمورا بعيدا لا يعرفه احد لولا جائزة الآداب التي حصل عليها وصارت فرصة ان نتعرف عليه ونستمع لخطابه الفكري...
لماذا لا يستلم رجال كهذا مقاليد الحكم في بلادهم؟
لماذا تسلم مقاليد الحكم بيد طبقة تجار وأصحاب اموال فاسدين , يحبون المصالح الخاصة ويشنون الحروب ويظلمون الشعوب ؟
ما عانى منه سقراط وافلاطون من فساد الطبقة الحاكمة في أثينا , ما زلنا جميعا نعاني منه...
وكأن البشر مخلوقات غبية لم تعرف طوال الاف السنين كيف تحل هذه المشكلة العويصة؟
ما زالت السلطة بيد هذه الطبقة الأنانية التي لا تفكر الابمصالحها وتجر العالم الى الهاوية؟
شيء مخجل ومحزن حقا....
***************************************
والآن اريد مناقشة الديمقراطية المشوهة التي ادخلوها للعراق بعد الحرب علينا .....
أولا قسموا البلاد الى طوائف وأعراق وقبائل متناحرة , رجعونا الى عصر الجاهلية , عصر ما قبل الاسلام ...
ثم جلبوا صناديق الاقتراع والمفوضية العليا ولاب لاب لاب, وقالوا للناس : انتخبوا..
فتقسمت القبائل والطوائف والأعراق ترص صفوفها من أجل دحر القبائل والطوائف والأعراق الاخرى وأخذ المقاعد منها...
بدلا من أن يصطف الشعب كله بطريقة حضارية أمام برنامج وطني شامل يخاطب الشعب بكل فئاته والوانه بخطاب فكري شامل وعادل , يتكلم عن معاناة البلاد والشعب, ويقدم برنامج للوحدة الوطنية واعادة اعمار البلاد ,
ثم يقوم الشعب باختيار القيادات من هذه الكتل الوطنية المتنافسة , حسب نزاهتها وكفاءتها وتاريخها النظيف ...
هذا هو المفروض...
هذه هي العملية الديمقراطية التي كنا نتوقع ان نراها...
لكن الذي حصل ان المجتمع تمزق بعد دخول الاحتلال ..واعطيت القيادة لفئة من رجال الدين المتعصبين الذين استغلوا صلاحياتهم في مناطق الجنوب حيث الدين ورجل الدين هو صاحب السلطة دون نقاش, الذي يعترض عليه يكفر أو صلاته غير مقبولة أو سيذهب الى جهنم , هكذا أشاعوا بين الناس حتى يخوفوهم ويدفعوهم لإنتخاب قائمة رجال الدين , وقوائم اخرى لرجال من التكنوقراط من نفس الطائفة, يعني اذا لم تنتخب رجل دين من جماعتنا, انتخب رجل مال واقتصاد من جماعتنا...
وهكذا ....
اما رجال القبائل فصاروا يعطون تعليمات لأفرادهم لينتخبوا من القوائم التي تحالف معها رئيس القبيلة...
يعني غالبية الشعب من الذين يعيشون في مدن الجنوب أو على اطراف المدن تتحكم بهم التبعية لرجل الدين او شيخ القبيلة , وهكذا فإن الغالبية صوتت للمرجعية الدينية وقائد القبيلة , يعني هي تجمعات مسلوبة الارادة لم تفهم أصلا ما هي الإنتخابات وما هي العملية برمتها ...
الا يشكل هؤلاء 70 بالمئة من المجتمع العراقي؟
هذا بالنسبة للرجال , فماذا عن النساء ؟ وغالبيتهن لا يعرفن سوى البيت وهمومه ؟
كيف سيشاركن في عملية هن أصلا لم يسمعن بها, ولا يعلمن ما ترمي اليه؟
سيقولوا لكل واحدة منهن : اذهبي وضعي إشارة على القائمة كذا وضعي اصبعك في الحبر وارجعي للبيت بسرعة...
هل هذه هي الديمقراطية؟
أم هذه خدعة كما وصفها افلاطون في كتابه؟
ام هي خطة النصر التي تكلم عنها الرئيس بوش في خطابه الاخير؟
كيف ستتحكم هذه الجموع بالقرارالسياسي للبلاد , وهي جموع فقيرة جاهلة غير متعلمة
, خرجت من إستبداد صدام حسين الى إستبداد قائد الطائفة ؟
بينما تظل الفئات الوطنية الواعية المثقفة لها نسبة صغيرة في النتائج النهائية ولن تملك اي سلطة واضحة للحكم في البلاد ؟
يعني بالنسبة لشعوب ما زالت فيها نسبة أمية وجهل , ماذا تستفيد هذه الشعوب من الانتخابات إن كان يتحكم بها قوانين مجتمعات منقرضة , مثل سلطة رجل الدين وشيخ القبيلة؟
هذه المجتمعات تحتاج الى سنوات طويلة من التثقيف ورفع الوعي حتى تعرف كيف تستفيد من عملية انتخابات وتدرك مفهومها ومعناها...
الان صرت أتخيل نفس العملية لو حصلت في بلد أفريقي فقير أو بلد لاتيني فقير, أفهم تماما انها عملية مشوهة غير ناضجة, يراد بها فقط مكاسب سياسية مزيفة.....
يعني عندما ينتخب مجموعة من المهندسين أو الاطباء في نقابتهم أعضاء للهيئة الادارية الجديدة, هذه عملية تتم بوعي وإدراك يتناسب مع ثقافة هؤلاء الناس, ثم إن النقابة ومصيرها ومستقبلها ليست بأهمية مصير ومستقبل كل المجتمع..
يعني أين العدالة حين يصوت جاهل غير متعلم لإختيار رجال الحكومة , ويتساوى في الحقوق مع استاذ جامعي او طبيب او مهندس أو محامي لتقرير مصير مستقبل البلاد ؟
أين العدالة أن الذي عمره 18 سنة أو 20 وغير متعلم , يملك نفس الحق بتقرير مصير البلاد مع رجل عمره 60 او 70 سنة عنده خبرة وتجارب اجيال...
أرى الكثير من الثغرات في هذه الديمقراطية العجيبة.....
و أرى أن الديمقراطية التي يقومون بتطبيقها في العراق الآن , هي مجرد لعبة خبيثة ماكرة , ليبقى العراق ضعيفا جاهلا ممزقا تمسك بزمام مصيره حفنة من رجال طوائف دينية, وقادة قبائل, تتصارع وتتغلب على فئة مثقفة واعية تشكل نسبة صغيرة لكنها تدرك تماما ما يحيط بالبلاد من مخاطر, وربما عندها القدرة أكثر من غيرها للتفكير ووضع الخطط الذكية لحل مشاكل البلاد , لكنها لن تتمكن من ايصال صوتها , ستضيع في ازدحام قادة الطوائف والأعراق والقبائل ....
هذا هو العراق الجديد الذي تريده إدارة بوش ..
عراق ممزق ضعيف جاهل متخلف ...
وها هي الايام ترينا الدروس وتكشف لنا ما نوع الحرية والديمقراطية التي جاؤوا ينشروها في بلادنا من على ظهور دباباتهم....
والله رغم المصائب والمحن, ها نحن نتعلم أشياء جديدة ....
ونحمد الله على كل حال , فهذه إرادته , وهذه حكمته...
*****************************************
التاريخ يمضي كما يقول ابن خلدون كأنه قدر غاشم لا قدرة لنا على تغييره...
وهذا ما يجري في العراق يحزن كل ذي عقل وقلب سليم ...
وليس لنا سوى العمل ما أمكننا لتغيير الحال نحو الاحسن, وإنتقاد الاخطاء لتصحيحها عسى أن نتمكن يوما من جعل القرار بيد رجال عقلاء حكماء يستحقون الثقة...
وأتذكر دائما قول الرسول الكريم : لا يصلح آخر هذه الأمة الا كما صلح أولها...
يعني العودة للتجمع تحت غطاء دين واحد,
لا فرق فيه بين عربي وكردي وتركماني وفارسي الا بالتقوى ومخافة الله .....
انذاك سوف تسترد الأمة قوتها وعافيتها .....
وحتى يحين ذلك اليوم, نسأل الله الصبر على ما يجري ,
ونسأله الهداية لنقول ونفعل ما يرضيه....
والسلام عليكم .............