Friday, September 10, 2010
قصة العراق الحزين لا نهاية لها ......
الجمعه 10 سبتمبر 2010
السلام عليكم
اعتذر لانقطاعي عن الكتابه منذ شهور , وذلك بسبب انشغالي بالعمل والسفر,
الذي يعمل يجد متعة اكبر من الكلام , لكن لابد من كتابة التجارب والخبرات من وقت لاخر , عسى ان تفيد الناس ,
ومن واقع زياراتي للعراق خلال الشهور السابقه , وعملي مع منظمات محليه واجنبيه , ولقاءاتي مع الناس من كل الفئات العراقيه , من بسطاء وفقراء ومسحوقين , الى برلمانيات ووزيرات وناشطات في منظمات مجتمع مدني , الى تجار ورجال اعمال , الى موظفين في الحكومه او المجتمع المدني, الى موظفين في منظمات دوليه مانحه , حتى الناس في مطار بغداد عندما اجلس ساعات انتظر الطياره المغادره , اتفرج على الناس وتصرفاتهم ...
كنت اتمنى ان اكون كاتبة روايات مثل تشيخوف , الكاتب الروسي القديم , كنت احب طريقته في وصف الناس وتصرفاتهم المضحكه , لكن الجديه في العمل تاخذ معظم وقتي وجهدي وتفكيري ,
ولا تترك لي وقت كافي للتامل وكتابة روايه !
*******************************
انهيت دراستي لمدة سنة كامله عن تحويل النزاعات وبناء السلام في مجتمعات مابعد الحرب ,
Peace-building and conflict transformation
عندما عدت قبل شهور , صرت انظر لكل شيء نظرة تفحص واحاول تحليل الامور وفهم مايحدث على الارض ,
غيابي خمس سنوات عن العراق جعلتني ارى الفرق واضحا ..
معظم الاشياء تدهورت , اريد ان اتذكر ايجابيات حصلت لكنني لا استطيع تذكرها الان , ربما لاحقا اتذكر
**************************************************
العراق الان بعد خمس سنوات من غيابي عنه , بدأت ارى فيه سمات مجتمعات ما بعد الحرب ,
ما يزال واضحا انهيار البنيه التحتيه للبلاد وحاجتها لاعادة تاهيل من ماء ومجاري وكهرباء وشوراع ومنظومة مواصلات واتصالات ,
انهيار قطاع الزراعه والصناعه والمياه , حتى انهار العراق تعرضت للنهب والسلب غير القانوني من الجيران لان العراق الان مثل الرجل المريض , ينهب تركته الجيران الطامعين والابناء العاقين ,
ثروات العراق مثل النفط مازالت ملف غامض لا يعرف تفاصيله احد , كم هم انتاج العراق اليومي؟ اين تذهب اموال النفط ؟
ما هي العقود مع الشركات الاجنبيه ؟ من يضمن حقوق نفط العراق في حالة الفوضى هذه التي تعيشها البلاد ؟
لا احد يعلم , هذه اسرار خفيه , والناس تردد شائعات من هنا وهناك
طبعا في غياب شفافيه وديمقراطيه حقيقيه , يعيش الناس في عالم سوء الظن والاشاعات , لانها البديل الوحيد ...
في العراق الان نظام سياسي فاشل وضعيف مبني على الطائفيه والعرقيه والحزبيه , لا ولاء حقيقي للوطن , ومنظومة جيش وشرطه وامن مخترقه ايضا بسبب نظام الكوتا الطائفيه , اين سيذهب ولاء هؤلاء الضباط والجنود ؟ للوطن او لاحزابهم وقياداتهم الطائفيه والعرقيه ؟ ثم ماهي الصلاحيات الممنوحه للسياسيين العراقيين في الحكومه والبرلمان او العسكريين في الجيش والشرطه ؟
هل يملكون صلاحيات حقيقيه ام هي محدوده وصاحب الصلاحيات الحقيقي هو قوات الاحتلال ؟
وتدخل دول الجوار حتى في تكوين الحكومه واضح , مرت ست شهور والعراق بلا حكومه لان القرار خرج من يد العراقيين , دول الجوار هي التي ستقرر من سيكون رئيس الوزراء ورئيس الجمهوريه ورئيس البرلمان .. هذه اسمها توازنات اقليميه , وهي تحدث في حال انهيار الدوله , كما حدث في لبنان بعد 15 سنه من الحرب الاهليه , لحد الان هو بلد ضعيف وتتدخل دول الجوار في تقرير مصير تشكيل اي حكومه جديده...
يعني ماقيمة الانتخابات اذن ؟
في بلد مثل العراق الان ؟
في العراق انفقت منظمات امريكيه واوربيه مبلغ 22 مليون دولار لبرنامج اسمه التوعيه الانتخابيه , لن اتكلم عن السرقات والفساد الذي حصل فيه, كل المنظمات العراقيه التي شاركت بهذا البرنامج اشتكت من فساد الممولين , يوقعون المنظمه المحليه العراقيه على مبلغ ما ثم يسلمونهم ثلث المبلغ , لمن يشتكون ؟. لمن يقدمون تقارير الفساد ؟
اذا كان حاميها حراميها؟
الممول يسرق الاموال؟
على اية حال ,ماذا كانت نتيجة هذه الملايين ال22 التي انفقت ؟
والان بعد ست شهور من الانتخابات مازال العراق بلا حكومه ,
هل المشكله هي قلة وعي العراقيين في الانتخابات ؟
ام ضياع السياسيين العراقيين في دوامة المحاصصة وتوزان القوى مع دول الجوار؟
طارت كل احلام العراقيين كما طارت ال22 مليون دولار ....
هذا نموذج صغير عن المهازل التي تحدث داخل العراق , وما خفي كان اعظم , كما يقول المثل ...
ثم رأيت تحطم البنيه الاجتماعيه من علاقات اجتماعيه بين الناس او افراد الاسرة الكبيره , وضياع الهويه عند الشباب , ودخول الماديه في تفكير الناس , وكثرة القسوة في القلوب , كل واحد يفكر بنفسه , ظاهرة اطفال الشوارع , ظاهرة الادمان , ظاهرة الاتجار بالنساء , طبعا بالاضافه للفساد المالي والادراي , فهذا صار سمة عامه ..
لا توجد ثقافة العقاب والثواب في البلد , توجد فوضى عارمه , الضي يسرق لا يعاقبه احد , والذي يعيش شريف ومستقيم يموت من الجوع , لذلك اهتزت قناعات الناس , طبعا هنا يظهر فائدة وجود دولة قويه وقانون قوي يسري على الجميع , العراق الان مازال دوله بلا قانون ....
دولة فوضى سياسية واجتماعيه واقتصاديه وأمنيه عسكريه , كل شيء مخترق ومهشم , لاشيء متماسك ...
الانسان في هكذا مجتمعات تنسحق انسانيته ويحس بضياع عميق وحزن وأسى وضياع لمعاني الاشياء ..
فيتخذ قراره لوحده كيف سيتصرف ؟
هل سيكون لص وكاذب؟
هل سيكون انتهازي ومنافق؟
هل سيبقى راسخا صاحب مباديء؟
هذه اختيارات صعبه , في ظل غياب دوله وقانون , لابد للانسان ان يختار لوحده , وطبعا تنهار منظومة القيم و الاخلاق مادامت بهذه الفوضويه ....
الفقر والجهل والاميه زادت بطريقه واضحه في العراق
الارامل زادن بطريقه واضحه ايضا لكن لايوجد منظومه واضحه للتعامل معهن وسد احتياجاتهن
العوائل المهجرة ايضا بالالاف مازالت ظاهره لم تجد لها الدوله حل نهائي
هذه الفئات من ضحايا الحروب تستغلهم الطوائف والاحزاب عند الانتخابات مثلا , يعطونهم بطانيات او حصص غذائيه حتى ينتخبونهم , يعني يصنعون امجادهم على حطام ابناء شعبهم
كم يمكن للانسان ان يكون مخلوقا نبيلا ؟
وكم يمكنه ان يكون دنيئا حقيرا ؟
هذه الحروب والازمات تكشف كل الوجوه على حقيقتها , بلا مساحيق تجميل ولا اقنعه ....
**********************************************
حالات الاصابه بالسرطان صارت مثل مرض الرشح والزكام في بلدان اخرى, مستشفيات العراق تستقبل كل يوم مرضى جدد من اطفال او كبار بالغين , انتشار السرطان صار ظاهرة مرعبه في العراق لكن لا احد يتكلم عنها طبعا السبب هو ليس فقط الاحتلال والحروب السابقه , ايضا هذه الانفجارات اليوميه تزيد تلوث الجو وفيها يورانيوم منضب ايضا ..
رأيت تدهور الحاله العامه للثقافه الدينيه ,
لايوجد التزام باخلاقيات الاسلام الراقيه , توجد اخلاقيات طائفيه
وهذه لا احبها ابدا
فهي تفرق ولا تجمع وتجعل تفكير الانسان ضيقا محدودا يبغض من حوله ويكون عدواني في تفكيره ومتعصب مريض ,
اتذكر قول جبران : ويل لامة تركت الدين وتمسكت بالطائفه
فعلا, هذا طريق منزلق خطير دخله العراق بعد 2003
ودائما اسال نفسي : هل كان سيحدث كل هذا الانهيار لو لم يحدث الاحتلال ؟
اليس ما يجري على ارض العراق الان يصب لصالح بقاء الاحتلال الى أجل غير مسمى ؟
بلد ممزق ضعيف يغرق في الجهل والتخلف والظلام والعنف .... هذا هو عراق مابعد 2003
كأن العراق الان يعيش سنة 1920
دول الجوار من حوله كلها تتطور وتتقدم , حتى ايران التي يتهمونها انها دولة الملالي وايات الله , لكن عندهم اقتصاد وصناعه وزراعه ومعامل طاقه نوويه !
وباقي دول الجوار العربيه كلها تكبر وتنمو وتتطور, ونحن الوحيدون الذين رجعنا للخلف ...
*******************************************************
..تقلقني هذه المصطلحات دائما , وهي تتعلق بمصير ومستقبل العراق ,
كم سيبقى عندنا سياده ؟
Sovereignty
وكم ستكون لنا تبعيه مع المحتل الذي يدعي انه يسحب قواته , لكنها مسرحيه الكل يعرف انها كاذبه ...
Dependency
*************************
قلبي ينزف من الالم على العراق وما يحدث له ,
لكن الامل يبقى حاضرا معي دائما ,
مازلت مقتنعه ان العراق سينهض من جديد , مادام فيه رجال ونساء مؤمنين صادقين , حتى لو كانوا قلة قليله , متفرقين هنا وهناك , والمنافقون اكثر منهم واكثر ظهورا في الصوره , لكن الله سينصر المؤمنين لا محالة ..
ساكتب تفاصيل اخرى لاحقا ,
**************************************
اليوم اول ايام عيد الفطر,
كل عام وانتم بخير جميعا ,
وان شالله العام القادم على العراق سيكون افضل من الاعوام التي مضت ,
وامنياتي بالخير للناس اجمعين ..
السلام عليكم
***************************************
السلام عليكم
اعتذر لانقطاعي عن الكتابه منذ شهور , وذلك بسبب انشغالي بالعمل والسفر,
الذي يعمل يجد متعة اكبر من الكلام , لكن لابد من كتابة التجارب والخبرات من وقت لاخر , عسى ان تفيد الناس ,
ومن واقع زياراتي للعراق خلال الشهور السابقه , وعملي مع منظمات محليه واجنبيه , ولقاءاتي مع الناس من كل الفئات العراقيه , من بسطاء وفقراء ومسحوقين , الى برلمانيات ووزيرات وناشطات في منظمات مجتمع مدني , الى تجار ورجال اعمال , الى موظفين في الحكومه او المجتمع المدني, الى موظفين في منظمات دوليه مانحه , حتى الناس في مطار بغداد عندما اجلس ساعات انتظر الطياره المغادره , اتفرج على الناس وتصرفاتهم ...
كنت اتمنى ان اكون كاتبة روايات مثل تشيخوف , الكاتب الروسي القديم , كنت احب طريقته في وصف الناس وتصرفاتهم المضحكه , لكن الجديه في العمل تاخذ معظم وقتي وجهدي وتفكيري ,
ولا تترك لي وقت كافي للتامل وكتابة روايه !
*******************************
انهيت دراستي لمدة سنة كامله عن تحويل النزاعات وبناء السلام في مجتمعات مابعد الحرب ,
Peace-building and conflict transformation
عندما عدت قبل شهور , صرت انظر لكل شيء نظرة تفحص واحاول تحليل الامور وفهم مايحدث على الارض ,
غيابي خمس سنوات عن العراق جعلتني ارى الفرق واضحا ..
معظم الاشياء تدهورت , اريد ان اتذكر ايجابيات حصلت لكنني لا استطيع تذكرها الان , ربما لاحقا اتذكر
**************************************************
العراق الان بعد خمس سنوات من غيابي عنه , بدأت ارى فيه سمات مجتمعات ما بعد الحرب ,
ما يزال واضحا انهيار البنيه التحتيه للبلاد وحاجتها لاعادة تاهيل من ماء ومجاري وكهرباء وشوراع ومنظومة مواصلات واتصالات ,
انهيار قطاع الزراعه والصناعه والمياه , حتى انهار العراق تعرضت للنهب والسلب غير القانوني من الجيران لان العراق الان مثل الرجل المريض , ينهب تركته الجيران الطامعين والابناء العاقين ,
ثروات العراق مثل النفط مازالت ملف غامض لا يعرف تفاصيله احد , كم هم انتاج العراق اليومي؟ اين تذهب اموال النفط ؟
ما هي العقود مع الشركات الاجنبيه ؟ من يضمن حقوق نفط العراق في حالة الفوضى هذه التي تعيشها البلاد ؟
لا احد يعلم , هذه اسرار خفيه , والناس تردد شائعات من هنا وهناك
طبعا في غياب شفافيه وديمقراطيه حقيقيه , يعيش الناس في عالم سوء الظن والاشاعات , لانها البديل الوحيد ...
في العراق الان نظام سياسي فاشل وضعيف مبني على الطائفيه والعرقيه والحزبيه , لا ولاء حقيقي للوطن , ومنظومة جيش وشرطه وامن مخترقه ايضا بسبب نظام الكوتا الطائفيه , اين سيذهب ولاء هؤلاء الضباط والجنود ؟ للوطن او لاحزابهم وقياداتهم الطائفيه والعرقيه ؟ ثم ماهي الصلاحيات الممنوحه للسياسيين العراقيين في الحكومه والبرلمان او العسكريين في الجيش والشرطه ؟
هل يملكون صلاحيات حقيقيه ام هي محدوده وصاحب الصلاحيات الحقيقي هو قوات الاحتلال ؟
وتدخل دول الجوار حتى في تكوين الحكومه واضح , مرت ست شهور والعراق بلا حكومه لان القرار خرج من يد العراقيين , دول الجوار هي التي ستقرر من سيكون رئيس الوزراء ورئيس الجمهوريه ورئيس البرلمان .. هذه اسمها توازنات اقليميه , وهي تحدث في حال انهيار الدوله , كما حدث في لبنان بعد 15 سنه من الحرب الاهليه , لحد الان هو بلد ضعيف وتتدخل دول الجوار في تقرير مصير تشكيل اي حكومه جديده...
يعني ماقيمة الانتخابات اذن ؟
في بلد مثل العراق الان ؟
في العراق انفقت منظمات امريكيه واوربيه مبلغ 22 مليون دولار لبرنامج اسمه التوعيه الانتخابيه , لن اتكلم عن السرقات والفساد الذي حصل فيه, كل المنظمات العراقيه التي شاركت بهذا البرنامج اشتكت من فساد الممولين , يوقعون المنظمه المحليه العراقيه على مبلغ ما ثم يسلمونهم ثلث المبلغ , لمن يشتكون ؟. لمن يقدمون تقارير الفساد ؟
اذا كان حاميها حراميها؟
الممول يسرق الاموال؟
على اية حال ,ماذا كانت نتيجة هذه الملايين ال22 التي انفقت ؟
والان بعد ست شهور من الانتخابات مازال العراق بلا حكومه ,
هل المشكله هي قلة وعي العراقيين في الانتخابات ؟
ام ضياع السياسيين العراقيين في دوامة المحاصصة وتوزان القوى مع دول الجوار؟
طارت كل احلام العراقيين كما طارت ال22 مليون دولار ....
هذا نموذج صغير عن المهازل التي تحدث داخل العراق , وما خفي كان اعظم , كما يقول المثل ...
ثم رأيت تحطم البنيه الاجتماعيه من علاقات اجتماعيه بين الناس او افراد الاسرة الكبيره , وضياع الهويه عند الشباب , ودخول الماديه في تفكير الناس , وكثرة القسوة في القلوب , كل واحد يفكر بنفسه , ظاهرة اطفال الشوارع , ظاهرة الادمان , ظاهرة الاتجار بالنساء , طبعا بالاضافه للفساد المالي والادراي , فهذا صار سمة عامه ..
لا توجد ثقافة العقاب والثواب في البلد , توجد فوضى عارمه , الضي يسرق لا يعاقبه احد , والذي يعيش شريف ومستقيم يموت من الجوع , لذلك اهتزت قناعات الناس , طبعا هنا يظهر فائدة وجود دولة قويه وقانون قوي يسري على الجميع , العراق الان مازال دوله بلا قانون ....
دولة فوضى سياسية واجتماعيه واقتصاديه وأمنيه عسكريه , كل شيء مخترق ومهشم , لاشيء متماسك ...
الانسان في هكذا مجتمعات تنسحق انسانيته ويحس بضياع عميق وحزن وأسى وضياع لمعاني الاشياء ..
فيتخذ قراره لوحده كيف سيتصرف ؟
هل سيكون لص وكاذب؟
هل سيكون انتهازي ومنافق؟
هل سيبقى راسخا صاحب مباديء؟
هذه اختيارات صعبه , في ظل غياب دوله وقانون , لابد للانسان ان يختار لوحده , وطبعا تنهار منظومة القيم و الاخلاق مادامت بهذه الفوضويه ....
الفقر والجهل والاميه زادت بطريقه واضحه في العراق
الارامل زادن بطريقه واضحه ايضا لكن لايوجد منظومه واضحه للتعامل معهن وسد احتياجاتهن
العوائل المهجرة ايضا بالالاف مازالت ظاهره لم تجد لها الدوله حل نهائي
هذه الفئات من ضحايا الحروب تستغلهم الطوائف والاحزاب عند الانتخابات مثلا , يعطونهم بطانيات او حصص غذائيه حتى ينتخبونهم , يعني يصنعون امجادهم على حطام ابناء شعبهم
كم يمكن للانسان ان يكون مخلوقا نبيلا ؟
وكم يمكنه ان يكون دنيئا حقيرا ؟
هذه الحروب والازمات تكشف كل الوجوه على حقيقتها , بلا مساحيق تجميل ولا اقنعه ....
**********************************************
حالات الاصابه بالسرطان صارت مثل مرض الرشح والزكام في بلدان اخرى, مستشفيات العراق تستقبل كل يوم مرضى جدد من اطفال او كبار بالغين , انتشار السرطان صار ظاهرة مرعبه في العراق لكن لا احد يتكلم عنها طبعا السبب هو ليس فقط الاحتلال والحروب السابقه , ايضا هذه الانفجارات اليوميه تزيد تلوث الجو وفيها يورانيوم منضب ايضا ..
رأيت تدهور الحاله العامه للثقافه الدينيه ,
لايوجد التزام باخلاقيات الاسلام الراقيه , توجد اخلاقيات طائفيه
وهذه لا احبها ابدا
فهي تفرق ولا تجمع وتجعل تفكير الانسان ضيقا محدودا يبغض من حوله ويكون عدواني في تفكيره ومتعصب مريض ,
اتذكر قول جبران : ويل لامة تركت الدين وتمسكت بالطائفه
فعلا, هذا طريق منزلق خطير دخله العراق بعد 2003
ودائما اسال نفسي : هل كان سيحدث كل هذا الانهيار لو لم يحدث الاحتلال ؟
اليس ما يجري على ارض العراق الان يصب لصالح بقاء الاحتلال الى أجل غير مسمى ؟
بلد ممزق ضعيف يغرق في الجهل والتخلف والظلام والعنف .... هذا هو عراق مابعد 2003
كأن العراق الان يعيش سنة 1920
دول الجوار من حوله كلها تتطور وتتقدم , حتى ايران التي يتهمونها انها دولة الملالي وايات الله , لكن عندهم اقتصاد وصناعه وزراعه ومعامل طاقه نوويه !
وباقي دول الجوار العربيه كلها تكبر وتنمو وتتطور, ونحن الوحيدون الذين رجعنا للخلف ...
*******************************************************
..تقلقني هذه المصطلحات دائما , وهي تتعلق بمصير ومستقبل العراق ,
كم سيبقى عندنا سياده ؟
Sovereignty
وكم ستكون لنا تبعيه مع المحتل الذي يدعي انه يسحب قواته , لكنها مسرحيه الكل يعرف انها كاذبه ...
Dependency
*************************
قلبي ينزف من الالم على العراق وما يحدث له ,
لكن الامل يبقى حاضرا معي دائما ,
مازلت مقتنعه ان العراق سينهض من جديد , مادام فيه رجال ونساء مؤمنين صادقين , حتى لو كانوا قلة قليله , متفرقين هنا وهناك , والمنافقون اكثر منهم واكثر ظهورا في الصوره , لكن الله سينصر المؤمنين لا محالة ..
ساكتب تفاصيل اخرى لاحقا ,
**************************************
اليوم اول ايام عيد الفطر,
كل عام وانتم بخير جميعا ,
وان شالله العام القادم على العراق سيكون افضل من الاعوام التي مضت ,
وامنياتي بالخير للناس اجمعين ..
السلام عليكم
***************************************