Saturday, August 21, 2004

 
الجمعة 20/8/004
مساء الخير...
سافر ماجد صباح اليوم الى عمان, سيظل هناك حتى بداية شهر أيلول حيث موعد طائرته الى كندا..
لم أكن موافقة على ذهابه الى كندا لإكمال دراسته, فما زال صغير العمر والتجربة, في شهر تشرين الأول القادم سيبلغ الثامنة عشرة من عمره إن شاء الله , وكنت أود لو يكمل دراسته الجامعيه هنا مثل إخوته ثم يخرج لإكمال الدراسات العليا في أي مكان آخر...لكن المنحة التي جاءته كانت فرصة مغرية له وقد أرادها وتشبث بها, ولم أكن موافقة, لكن الظروف التعيسة هنا أجبرتني على الرضوخ والموافقة.
دعوت له بالخير والتوفيق أينما يكون...وطلبت من الله أن يحفظه ويحيطه بالملائكة والعباد الصالحين, أينما كان.
وأن يحفظ أولادي جميعهم, ويوفقهم, حية كنت أم ميته..
.أظنها دعوة كل أم على وجه الأرض لأولادها...القلوب متشابهة, والمحبة واحدة. آمين.
أخذ معه حقائب ملابسه الصيفية والشتويه, وكومبيوتره الشخصي(لاب توب) وعدد من السي دي المتنوعة.
وقرآن كريم أهديته إياه قبل سنتين في رمضان.
ستكون حياتي موحشة من غيره, لكن قلب الأم يتحمل الألم من أجل رؤية السعادة على وجوه الأبناء.
هكذا حال الدنيا, كم بكت أمي على فراقي سنوات طويلة؟؟
وكأنني اليوم أسدد دينا علي , وأذوق لوعة فراق ماجد.
أتمنى أن يدرس وينجح دائما ويعود ليفيد العراق وشعب العراق, يوما ما...وبطريقة ما .
**************************
غدا سأذهب للعمل...
الموظفون يتصلون ويهددون بالإضراب إن بقيت معتكفة بالبيت.
المحل كئيب بدونك, هكذا يقولون, وأبتسم.
من يضمن لنفسه البقاء الى الأبد؟
سأغيب عن الدنيا ذات يوم, وستصيب الكآبة من يحبوني.
لكني ما دمت على قيد الحياة, فلا بد من المشاركة فيها, هكذا هو الحال, وإلا فإنني سأموت من الملل والكآبة.
والمثل يقول : الضربة التي لا تقضي عليك, ربما ستزيدك قوة...
الحمد لله, أشعر أنني أكثر قوة وصلابة مما كنت عليه...وأسأل الله التوفيق والمساندة.
غدا مساء عندي إجتماع في الجمعية النسائية , في لجنة دراسة المشاريع, حيث نقدم اقتراحات لمشاريع انتاجية صغيرة
مثل معمل خياطة أو محل معجنات, لتشغيل نساء عراقيات , وإعالة أسر عراقية.
هذه النشاطات تسعدني وتعطي معنى لحياتي. وتعطيني قوة دفع للأمام, وتبقيني سعيدة نشيطة مبتسمة, طوال اليوم.
تنسيني احزاني, وتنسيني اللصوص والقتلة والمخربين. أظل أركض وأفكر بغد مشرق جميل, سيأتي ذات يوم,
لا ريب...سيأتي, وستشرق الشمس بعد الظلام والغيوم.
*************************
وبغداد أراها مثلي, تلملم جراحها صباح كل يوم وتنهض من جديد...
هكذا تعلمت هي من طول التجارب والكوارث...طوال آلاف السنين .
وتظل تحلم : ثمة زمن جميل سيأتي حتما , يحمل معه فرحا كثيرا...
****************************
أشكر كل من كتب لي في أثناء محنتي, وواساني.
وكثير من القارئات الأمريكيات يقلن أنهن تعرضن لتجارب مشابهة في حياتهن...
وهذا جعلني ابتسم وتهون على مصائب لصوص بغداد الجدد, كأن ثمة حثالة كانت تختبيء تحت الأرض, والآن هاجت
وانتشرت مثل الجراد.
في كل مدن العالم هنالك لصوص وقتلة ومجرمون, خاصة في المدن الكبرى المزدحمة.
لكن الدمار الذي يصيب المجتمعات بعد الحروب, والفوضى التي تحدث, هي من النتائج المؤلمة لهذه الحروب.
ليس فقط قتلى وجرحىو أيتام وأرامل, بل طبقات من عاطلين عن العمل الذين يتحولون بسهولة الى مجرمين ولصوص وقتلة, كم نحتاج من السنوات للسيطرة عليهم؟
عندما نقرأ تاريخ فرنسا بعد ثورة الباستيل, نرى الفوضى والخراب .
ثم في روسيا بعد سقوط القيصر, والثورة البلشفية, والفوضى والخراب.
وهذا هو التاريخ هنا يعيد نفسه بطريقة بشعة في بغداد...
والذي يقرر البقاء والصبر...يدفع الثمن غاليا...
يدفعه من راحته وأمنه وطمأنينته, على نفسه وعائلته, يدفعه من أعصابه وصحته.
فهذا الخوف والقلق اليومي كله سبب لأمراض تأتي فجأة وتقصر الأعمار,
والهموم هي السبب الأول في المصائب التي تنسف سعادة الإنسان, وتعيشه في جحيم يومي يستنزف عمره.
**********************************
كل مجتمع يشبه النسيج...
نسيج يضم فيه ألوانا شتى, وزخرفات متنوعة, تنسجم مع بعضها بطريقة ما, وتتعايش, رغم التناقضات.
والعراق واحد من هذه المجتمعات الملونة المليئة بالتناقضات.
خلال العصور السابقة , وخلال عصر صدام حسين, كان ثمة هدوء في هذا النسيج...رغم الديكتاتورية وجهاز الأمن والمخابرات والحزب وغيرها من المصائب, لكن المجتمع كان يسهل تمييز مكوناته.
من جملة أو إثنتين تقدر أن تشخص الذي أمامك, من جماعة صدام أم لا, وبذلك تقدر أن تتكلم وتحدد مسار الحديث.
إن كان من جماعة صدام , تكون أنت حذرا في استعمال الكلمات والمصطلحات.
وإن كان مستقلا لا علاقة له, فخذ راحتك وتكلم بما شئت إن وثقت به.
طوال 35 سنة كان هذا هو إيقاع حياة العراقيين هنا, وتأقلموا وتعلموا كيف يدبروا حياتهم اليومية.
مع صدام أو ضد صدام...
هكذا كانت الحياة هنا...وهكذا كان النسيج.
**********************************
أما اليوم وبعد مرور سنة وأربعة شهور على الإحتلال وسقوط الدولة السابقة, فإن النسيج قد تمزق بطريقة مذهلة...
ما فعلته هذه الشهور من خراب, يفوق ما فعلته 35 سنة من الديكتاتورية والظلم والظلام.
كان الذي يقترب من كرسي صدام حسين تصيبه النار وتشعل ما فيه...
واليوم, النار في كل مكان, وتحرق كل العراقيين كأنما ثمة لعنة حلت على هذه البلاد وأهلها.
فأنت إن نجوت من القصف ربما لن تنجو من سيارة مفخخة, وربما لن تنجو من طلقة طائشة أو قذيفة تائهة, أو عصابة قتلة..
المصادر متعددة...والضحايا هم العراقيون.
صالات المستشفيات تمتليء بجثث العراقيين من جيش وشرطة ومدنيين من نساء وأطفال وشباب, كلهم ضحايا عنف يومي
لا قدرة لأحد على إيقافه.
فمن يصدق أن العراقيين أصبحوا اعداء بعضهم خلال هذه الشهور فقط؟؟
ولماذا؟؟؟
ومن أراد لهذه النتيجة أن تبدو للعالم ظاهرة...أنظروا لهذا الشعب, عدو نفسه, يقتل بعضه بعضا, لم يسلم من العنف سني أو شيعي, مسلم أو مسيحي, بعثي أو مستقل, غني أو فقير, صغير أو كبير..
هل حقا هذا هو الشعب العراقي؟؟؟
للذين يعيشون في العالم البعيد عنا, ربما يصدقون, لأنهم لا يعرفوننا قبل هذا...
والذين يعيشون هنا يسأل بعضهم بعضا بمرارة: متى أصبح العراقيون اعداءا؟؟؟
ألم نكن أخوة وجيران وحبايب, من ذا الذي أشعل النار فينا وأحرقنا وقال انظروا للحمقى ما يفعلون؟؟؟
*********************************
لا أحب الكلام في السياسة...
ما معنى الكلام في السياسة؟؟
ربما هو نقاشات وجدل عقيم لا نتيجة له..ثمة ثرثرة وضياع وقت وتعب للأعصاب.حسنا.
لكن الحديث عن واقع حياتنا اليومية هو حديث إجباري عن السياسة, وأنا أعيش هنا, ونبضي هو نبض حياتنا اليومية,
في البيت, والشارع, ومحل العمل والجمعيةوووووو...وعلي مسؤولية توضيح الصورة لما يحدث لنا كل يوم هنا...
لأن الناس خارج العراق, أقصد على بوابة حدود الرويشد الأردنية, ما يعودوا يسمعوا عن العراق سوى إشاعات وكلام
متناقض, فكيف بالذي يعيش في أوروبا واميركا وأستراليا وغيرها؟؟
لا أحب التصفيق لأحد والتملق لأحد, ولا أحب نكران الجميل أو إخفاء العمل الطيب....
من هو الغبي الذي لا يحب أن يصيب بلده وشعبه شيئا طيبا؟؟؟
كلنا نتمنى الخير للعراق, ونتعلق بقشة كالغريق, لنجد طريقا للخروج من هذا الجحيم....
لكني لا أحب الخداع...خداع نفسي أو غيري....لا أحب جر الناس الى أوهام وأوهام...
أتكلم عن الواقع كما هو....ولا أكف عن الحلم بغد جميل...وأبذل كل ما بوسعي للمشاركة في تحقيق هذا الحلم الجميل...
ومضطرة أن أتكلم عما يحدث في الشارع العراقي هذه الأيام...
مسؤولية أمام رب العالمين, وأمام من يقرأني...أحب أن أصدق في قولي, حتى أحافظ على ثقة الناس بي, واحترامهم لي.
لا مصالح عندي ...أريد مصلحة العراقيين الضعفاء المغلوبين على أمرهم, وأنا واحدة منهم.
*****************************************
قتال ودماء ...هكذا دفتر يومياتنا.
والدم العراقي هو الأكثر وهو الأرخص دائما.
أفكر دائما بهذا الجنون ومن هو المسؤول عنه؟؟
من الذي يقرر قتال الصدر وقصف الفلوجة والنجف؟؟
هل تأتي الأوامر من واشنطن, أم من قصر المؤتمرات هنا؟؟؟
ومن أين يأتي هذا الإستهتار بحياتنا اليومية وأرواح الناس...يسقط كل يوم مئات من العراقيين الأبرياء المدنيين الذين كانوا يمشون في الشوارع حين قتلتهم طلقة طائشة أو قذيفة, بين متناحرين على تفاهات الدنيا...
ما ذنب هذا العراقي؟؟؟
ومن يحميه ويهتم به؟؟
قوات الإحتلال؟؟؟
أم الحكومة الجديدة؟؟؟
يبدو انهما اتفقا على أن الأولوية دائما هي لتصفية المعارضة بطريقة مسلحة, وليسقط ما يسقط من الضحايا...المهم أن ننتصر ونفوز بالمقاعد أو المناصب أو أي شيء تافه, وليسقط العراقيون كالذباب حول مائدة تمتليء بالقذارة.
هكذا أصبح شكل العراق والعراقيين...مائدة قذرة, وذباب يتساقط, وحمقى متحاربين.
****************************
لماذا تختار قوات الإحتلال أسوأ الطرق لحل المشاكل؟؟؟
أسوأ الطرق وأكثرها دموية.
لو كان ثمة إحترام للإنسان العراقي ومعاناته وخسائره, لتوقفوا وترددوا ألف مرة قبل إصدار أي تعليمات...
كما يفعلون في اميركا مع شعبهم...
لكن هنا ليست أميركا...هنا أرض المعارك والدم والعنف,والأشد شراسة وقسوة, هو الذي سيغلب, فصفقوا للبطل,
وضعوا طوق الغار على جبينه, لكن اجلبوا له الماء والصابون ليغسل يديه الملطخة بدماء العراقيين ....
جيش وشرطة ومدنيين, لا يهم , اقتلوهم جميعا, وأدخلوهم في المعارك, وأجعلوهم ضد بعض في المواجهات....
إن كنا سنقيم دولة الديمقراطية هنا يوما ما....فما يضير؟؟
الخمسة وعشرين مليونا دعهم ينقرضون ليبقى منهم خمسة ملايين أو أقل , تتفق مع قوات الإحتلال, وتصفق لها, وتساعدها لقيام دولة الحرية والديمقراطية....بعد جبال شامخة من جماجم العراقيين الذين سقطوا......
******************************
وكل هذا الدمار والقتل اليومي, ثمة مؤتمر في قصر المؤتمرات لإنتخاب برلمان عراقي مؤقت.
لماذا هذا التوقيت؟؟
المعارك في النجف وبغداد والفلوجة, ومؤتمر ينتظره العراقيون ليكون بداية طريق جديد, طريق التعلم والمشاركة في صناعة التجربة الديمقراطية.
لكن يبدو أن قوات الإحتلال لا تريد مشاركة أغلبية الشعب, تريد مشاركة نماذج محددة, تريد لها أن تبدأ المشوار , وتلصق بالكراسي لسنوات طويلة قادمة, رغم أنف العراقيين البؤساء....
المؤتمر يعقد تحت حماية أمنية مشددة...والعراقيون تحت جحيم من القتال والدم والعنف....
هذه هي حياتنا اليومية....
شكرا لكل من شارك بصناعتها, وشكرا لكل من جاء لمساعدتنا لنعيش هذه السعادة اليومية.
*************************************
عندي أصدقاء من اميركا, حالمون ونيتهم حسنة وطيبة للعراقيين.
وينظرون لأحداث حياتنا اليومية ويفسرونها حسب تحليلات وسائل الإعلام هناك.
ولا أريد أن يغضبوا ويظنوا أنني أفتري الكذب والمبالغة وأنكر الحسنات...
أضع يدي اليمين على صدري جهة القلب, وأقسم بأنني سأكون سعيدة لو رأيت عملا طيبا حسنا قامت به قوات الإحتلال للعراقيين...لن أنكره, سأرفع العلم الأمريكي وأصفق, وأقول : تحيا أميركا صديقة الشعوب المظلومة.
لكني أريد أن أرى الدليل ...
الدليل في حياتنا اليومية, لا في قصص الإنترنت الرومانسية الخيالية, ولا في رسائل الكترونية من جنود مجهولين يبشرون
بإقامة الجنة في جحيم العراق...
تاتيني رسائل من جنود أمريكيين, ويقول انه يعمل في مدينة عراقية لن يذكر اسمها لضرورة السرية, وانهم ينجزون مشاريع وأعمال رائعة, والأهالي متعاونون وسعداء...وأرسل له ردا أنني لا أصدق, وأرجوه أن يعطيني إسم المكان لأزوره وأرى السعادة والجنة التي يعيشها السكان هناك لأكتب عنهم هنا , وأفرح, وأجعل كل العالم يفرح معي...أنا بحاجة لبصيص نور يسعدني ويعطيني أملا وثقة ....
لكن الجندي يختفي ولا جواب....
هل كان يخدعني؟
هل كان يبحث عن دعاية؟
لا أدري...فأنا حائرة جدا, ومحتاجة جدا لأرى بعيوني من يبني بقعة صغيرة فيها سعادة للعراقيين, تكون نموذجا نبدأ به, وقدوة,
نسير على خطاها...علنا نصل الى طريق الشمس المشرقة الذي طال بحثنا عنه....
**********************************
أتمنى ان نتبادل الأماكن أنا وأصدقائي الأمريكيين لسنوات قادمة...
أذهب وعائلتي للعيش في بيوتهم, ومدنهم, وأولادي في مدارسهم...
ويأتون هنا ليتذوقوا نكهة العيش مع قوات الإحتلال...
ويتلمسوا كل يوم مقدار الدمار الذي يتغلغل في حياتهم...
ربما أكون مخطئة....تعالوا هنا والبسوا أحذيتنا وملابسنا وعيشوا حياتنا...ثم نرسل اليكم من أميركا رسائل بريدية نسألكم
كيف الحال؟؟؟
ستقولون الحياة قاسية...سنقول إصبروا.
ستقولون انها مثل الجحيم....سنقول لا بد من تضحيات.
سنقف بالمرصاد لكل شكوى ونستهزيء بها...ثم سنقول انكم وحوش وأغبياء لا تعرفون التصرف.
هل تفهمون أكثر من حكومتنا وإدارتها؟؟
إنها تفعل ما في وسعها من اجل سعادتكم, وأنتم مجرد اغبياء ناكرين للجميل...
وأبناؤنا وبناتنا عندكم يقدمون التضحيات, وأنتم لا تستحقون.
ستمضي أيامنا في العمل والتسوق والإجازات وزيارة الأصدقاء وحفلات عيد الميلاد وكل شيء هانيء جميل...
وستمضي حياتكم بالحرمان من أبسط طلبات الحياة اليومية, أن تذهب بأمان, وتعود بأمان.
وسنقول لكم, طبق الأومليت لا يمكن تجهيزه من غير تكسير مزيد من البيض.
وستصرخون وتقولون: لكنها أرواح بشر وليست مجرد بيض وقشور وزيت ومقلاة ...
سنقول وما يضير؟
ألم تكونوا تحت حكم صدام حسين يموتكم ويعذبكم كما يشاء...
وتقولون : لكنها اميركا جاءت...أميركا الرحمة والعدالة, فأين هما ؟؟؟
ونضحك ونستهزيء...ونقول لأنفسنا : أف, كم هم مملين ومزعجين وعنيدين وقليلي الصبر هؤلاء العراقيين؟؟؟
***********************************








Thursday, August 19, 2004

 
Good morning..
this is surviving faiza..
I`m fine :)
I feel like I`m born again.
two things helped me to get through this crisis: my faith in God, and the support and love
from the people around me, and those around the world who expressed their love and support
through their emails..
thanks for God, and thanks for all my good friends.
****************
I`ll put new pictures on the link about Majid`s trip and his friends to the north of Iraq
before ten days..
I wish you`ll like it .
wish you all happy and nice days:)
faiza

Tuesday, August 17, 2004

 
الجمعة 24 كانون الأول 2004
مساء الخير..
مازلت في عمان, الجو بارد وممطر...مشتاقة لبغداد , قلبي ينتابه الحزن حين أتذكرها أو ألفظ إسمها.
سأعود اليها في أقرب وقت إن شاء الله. أقدر أن أتخيل شعور الذين تركوها مرغمين خوفا على ارواحهم وممتلكاتهم. لا أقدر ان اطلب من الجميع أن يكونوا أبطالا....الناس معذورين.
ذهبت الى دمشق , وعدت أمس الى عمان.
حياتي في بغداد خانقة ومحبطة. منذ أن سلبت مني سيارتي في شهر آب الماضي , تقيدت حركاتي, صرت أخرج للعمل وقت الصباح مع سائق خاص وسيارته, وأحيانا اتصل به للمشاوير الضرورية مثل الطبيب او اجتماع او ما شابه.
والغيت الكثير من برنامج حياتي, لا صديقات ولا أقارب ولا زيارات أبدا, حتى الكوافيرة ما عدت أزورها.الحالة الأمنية محبطة ولا تشجع.
الآن في عمان أحتار أين أذهب وامضي الوقت, في المكتبه العامة أو السوق أو صديقات أو انترنت كافيه أو سفر الى القاهرة ودمشق...وعندي دائما فائض من الوقت ورغبة في عمل مشاريع جديدة.
كأن العالم يفتح أبوابه الواسعة امامي لأطير بجناحين كبيرين, ولا اخشى شيئا...
يبدو أن العالم كله يعيش هكذا...
ما عدا العراق.,حيث يعشعش فيه خوف ورعب وقتال وموت وخرا ب ودمار....كل يوم, وكل ساعة.
وأقدر أن أتفهم غباء وضيق أفق الذين يكتبون لي وينتقدونني لأنني بنظرهم كئيبة ومحبطة وأنظر للاحداث بعين متشائمة.
طبعا الذي يعيش في الأمان والنعيم, كيف سيفهم لغة الذي يعيش تحت الرعب والخوف والموت, سيقول له بأنانية
وقسوة : لقد مللت من سماعك, لماذا لا تصمت؟
طبعا هو منزعج, يريد أن يسمع اخبارا سعيدة.
ومن أين تأتي الأخبار السعيدة للذي يعيش بين الموت والخوف والأنقاض؟؟
****************************************************
ذهبت اليوم الى الكوافيرة, قصصت شعري وصففته, وعملت مناكير لأظافري, وتحدثت مع العاملة الفلبينية وسألتها عن الفلبين وأهلها وحياتهم, ثم نظرت للنساء الجالسات من مختلف الأعمار ومستويات الجمال...يتكلمن ويضحكن وبعضهن يدخن...
الحياة تمضي طبيعية....كما في أي مكان في العالم.
في الشوارع والفنادق اعلانات عن حفلات رأس السنة والمطربين , وفي الصحف اعلانات عن السهرات والمطاعم واسعار التذاكر...
هه؟
ومن يهتم لما يحدث في العراق؟؟
الناس تلهث وراء قوت يومها, ثم أوقات سعيدة يقضونها في حفلة في مطعم أو قاعة فندق لينسوا هموم العمل والحياة.
حتى في أميركا, البعض يحزن لأن له قريب أو صديق مات في حرب العراق, لكن معظم الناس مشغولين بشراء هدايا الأعياد, وترتيب الدعوات للعشاء , والتفكير مع من سنمضي السهرة.
الا العراق...وأهله.
هم الوحيدون ربما الذين يلفهم الحزن, والخوف, والقلق, مما مضى ومما سيأتي.
أين هي الأعياد واين هم منها؟؟
المسلمون والمسيحيون سواء...لا طعم ولا رائحة للأعياد في العراق.
****************************************************
ها هو العام يقترب من نهايته...
وكلنا نتمنى أن يكون العام القادم فيه هدوء وسلام للعراق, آمين.
رأيت في سوريا والأردن آلاف العراقيين مقيمين يملأون الشوارع والأسواق ...يتحدثون بصوت عال كعادتهم.
وأعرفهم وأمضي بصمت دون تعليق...
العراقيون صاروا مشردين من وطنهم, مشردين في بقاع الأرض.
ينتظرون أن يحل السلام في وطنهم ليعودوا إليه.
كلما صادفت احدا في الشارع أسأله عن مكان ما في دمشق, يطلع الذي امامي عراقي ويعتذر إنه لا يعرف...
وأغرق في الضحك, لم أسأل الا عراقي؟
حسنا , أسأله منذ متى وانت هنا؟
فيقول منذ شهور...وأصمت.
ولا أريد أن أفتح صفحة الذكريات والأحزان, فألقي السلام وأمضي في طريقي.
**************************************************
وجدت دمشق مدينة جميلة تستحق الزيارة, فيها شيء من بغداد.
فيها طابع المدينة العربية القديمة التي لم تغير طرازها كثيرا.
معظم المباني قديمة, ودائما ثمة جامع قديم بين العمارات , وله طراز معماري مميز وجميل.
يستعملون الحجر الملون في البناء القديم.
خطوط أفقية من اللون البني أو الوردي ثم الأسود , فيبدو المبنى مخططا بالعرض.وهو بناء معماري جميل ومميز.
سأضع صورا من دمشق على الموقع ان شاء الله.
زرت الأسواق القديمة مثل سوق الحميدية ومدحت باشا, فيها شراشف ومطرزات وجلابيات وصناعات شعبية تقليدية معظمها من الخشب الملون الجميل.
ورأيت مباني قديمة داخل دهاليز السوق يسمونها الخان, يعني الفندق, أيام زمان.
وهي مباني قديمة جميلة جدا منذ الزمن العثماني.حجر ملون للجدران الداخلية وعقود وقباب للسقوف, والقباب مزخرفة وملونه وجميلة ومدهشة.
المباني القديمة تصميمها شرقي, ساحة كبيرة وحديقة ونافورة, ثم غرف كثيرة حول الساحة.
وزرت قصرا قديما لرجل اسمه اسعد باشا, في زمن العثمانيين, والآن إسم البيت قصر العظم, هذا اسم عائلة مالكه , وقد حولوه الى متحف التراث الشعبي, فيه تماثيل من شمع عن حياة الناس اليومية في ذلك الزمان, غرفة للطلاب والمدرسة, غرفة للعروس وملابسها, غرفة للأزياء الشعبية , غرفة للأسلحة التي استعملوها أيام زمان, غرفة للحمام وبداخله غرف أكثر سخونة وبخار ومساج. غرفة للصناعات الشعبية .
كانت الزيارة ممتعة جدا...
توجد صناديق خشب قديمة( كانوا يستعملونها بدل الخزائن اليوم ) لحفظ الملابس والممتلكات الثمينة, واثاث قديم كله مطعم بالصدف, جميل وغريب ومدهش...
كان الناس قديما أكثر إتقانا وتفانيا في صناعة الأشياء, وأكثر وضوحا وصدقا فيما بينهم.
الآن, معظم الأشياء تصنعها المكائن, والناس تغيروا كثيرا...في مفاهيمهم للحياة , وفي علاقاتهم مع بعضهم.
ربما لو عادوا للحياة , اولئك الناس , والتقينا بهم , سيحسدوننا على التقنيات الحديثة, ونحن سنحسدهم على بساطة حياتهم وجمالها وصدقها.

**********************************************
زرت الجامع الأموي, وطراز بناءه غريب, توجد زخرفة على تيجان الأعمدة, ورسوم ونقوش ملونة غير مألوفة في الجوامع العربية, ثم تذكرت إنه كان كنسية قبل الإسلام, ثم حوله المسلمون الى جامع.
ساحته جميلة وواسعة ونظيفة, وتمتليء بطيور الحمام...
عندنا في العراق أيضا ساحات الجوامع القديمة تمتليء بطيور الحمام.
احببت منظرها والتقطت لها صورا عديدة.
أرى في الجوامع وساحاتها وطيور الحمام, طمأنينة أفتقدها منذ زمن بعيد..
أتمنى أن تعود الطمانينة للعراق والعراقيين.
******************************************
كلما التقيت جماعة وتحدثت اليهم من نساء ورجال, في عمان والقاهرة ودمشق, السؤال دائما نفسه والحزن نفسه: كيف العراق؟
كان الله في عونكم....
الله يكسر كل ظالم.
ويزداد الحزن في قلبي وابتسم.
وأقول : عندما تصحو هذه الأمة من غفلتها ونومها...يعود الخير للعراق وفلسطين.
المحنة محنة كل العرب, وليست محنة العراق وحده.
**************************************
مقابل الفندق الذي نزلت فيه بدمشق, يوجد المركز الثقافي الروسي...
منذ متى لم ار شيئا روسيا؟؟
أظن سوريا هي من الدول العربية القليلة التي تحافظ على علاقة طيبة وقوية مع روسيا.
وهذا ربما سبب عدوانية بوش ضد سوريا.
فكلما تعثر أمريكي بحجر في العراق, قال بوش أن ثمة إرهابي قادم من سوريا وضعه في الطريق.
هههههه
والله الا ترون معي كيف يتصرف الإعلام الغربي بحماقة مكشوفة ومضحكة؟
انفجارات في بغداد أو المعسكرات الأمريكية في العراق, وبعد ساعة يعلن بوش ان الارهابيين جاؤوا من سوريا.
حسنا كيف عرفت.؟
هل أمسكتم بهم واعترفوا؟
هل ثمة رادار رصدهم؟
أم ان التهم جاهزة بلا نقاش.
لا أعرف كيف يفكر هذا الإعلام العجيب.
المهم, المركز الثقافي فيه كفتيريا وانترنت وقاعة فيها لوحات جميلة لفنانين سوريين, ثم يوجد صالة مسرح.
وكنت في قاعة الانترنت حين سمعت صوت غناء وتصفيق.
سألت الشاب المسؤول عن القاعة, فقال ثمة حفلة والمغنيين من روسيا.
وسألته هل ثمة بطاقات؟
قال :لا , انه مجاني...
قلت وكيف سأفهم ما يقولون؟
قال : مش شرط, انظري واسمعي فقط, فهي مسألة أحاسيس.
ضحكت ووجدتها فكرة معقولة.
دخلت للقاعة.
يوجد حضور كبير, من سيدات ورجال الوانهم شقراء, وهم يبدون من الروس, وثمة عرب كثيرون.
جلست وأصغيت.
ثمة امرأة كبيرة في السن وانيقة وشقراء, تعزف على البيانو...
والمسرح خشبته كبيرة وعليها ستائر حمراء جميلة ومزركشة ولامعة.
الجو برجوازي خالص....هههه.
المهم, ثمة شاب عريض المنكبين وطويل الشعر, يغني وينفعل ويتأوه...يبدو انها اغنية عاطفية جدا.
اعجبتني اللعبة, صرت أتخيل الكلمات, ماذا يقول لحبيبته؟
لماذا تركتيني؟
ولا أقدر أن انام الليل.....والفراق صعب.
هههه.
أظنه يدور في هكذا دائرة.
البشر متشابهون, ومشاكلهم واحدة.
حسنا, تعاطفت معه, وصفقت له في نهاية الأغنية.
جاء مطرب جديد , وقالوا بالعربي اسم اغنيته: النجمة البعيدة أو المضيئة...
وبقيت أحدق فيه واتخيل كلمات اغنيته العاطفية.
وضحكت في داخلي...
الأمريكي عاش معظم حياته وهو يرى في روسيا انها دولة عدوة, واهلها وحوش وقساة القلوب وجواسيس.
ههه.
وفي الأفلام الأمريكية هكذا تكون شخصية الروسي.
لكني اليوم أرى أناسا عاديين مثلنا.
مهذبين ونظيفين وينشدون أغاني عاطفية رقيقة.
من يضع الحواجز بين الشعوب ويزرع البغض بينها؟؟؟
ثمة إعلام غبي كاذب يفعل كل هذا, وثمة ضحايا حمقى من كل الأطراف, يصدقون.
******************************************************
أدهشتني عملية ضبط الأمن في المدن التي زرتها, أقصد في القاهرة ودمشق...
أعداد لا تحصى من شرطة المرور والحرس الوطني في كل الشوارع وأمام المباني الحكومية والمتاحف والبنوك والسفارات ومنازل السفراء...
وتحسرت على الحالة الأمنية للعراق والتدهور الذي وصلت إليه.
في مصر تعداد الناس حوالي 70 الى 80 مليون نسمة.
القاهرة وحدها ثمانية ملايين ربما...أو اكثر.
لا تقدر ان تتخيل كم بنك رايت وكم دائرة حكومية؟
كلها يقف على ابوابها حراس مسلحون ...وسيارات وبكبات عسكرية تتجمع وفيها لاسلكي وإتصالات مستمرة مع المراكز الأخرى.
تفتيش في كل المتاحف والفنادق والماكن العامة, تفتيش الحقائب والناس, واجهزة فحص متحسسة كالتي في المطارات.
كلنا نتساءل في العراق, الا تقدر الحكومة الامريكية أن تتعاون مع الحكومة المؤقته العراقية لرفع عدد الحراس والشرطة وتجهيزهم بمعدات حديثة لتقليل المصائب؟
رأيت الشرطة العسكرية المصرية تستخدم الكلاب لتشم كل السيارات القادمة للمناطق السياحية.
العراق كله ربما 25 مليون, وبغداد ربما 4 مليون, ولا أحد يقدر أن يبتكر طريقة لرفع مستوى الأداء لتحسين الحالة الأمنية؟؟
ثمة غباء أو تقصد , الناس معظمها يقول: هكذا أميركا تريد للعراق, ولو أرادوا ضبط الامن لما عجزوا...
ماذا كان يملك صدام حسين اكثر منهم لضبط الامن؟
ما زالت السيارات المفخخة تنفجر كل يوم وبنفس الطريقة ولا تجد من يوقفها.
وما زالت الإعتداءات على الشرطة العراقية ومراكزها تحدث كل يوم وبنفس الغباء لا أحد يوقفها.
ثمة إهمال واضح.
من المسؤول,و من ينبغي محاسبته؟
مللنا من التهم ضد سوريا وايران وعرب متسللين, هذه حيلة العاجز....تلفيق التهم والشتائم على الناس ليبرر فشله.
أين هي التقنيات الحديثة لحماية الناس والشرطة والحرس والدوائر الحكومية والأماكن الدينية؟؟
وماذا قدمت اميركا لنا لتحمينا؟
لا شيء رغم مرور الوقت وتكرار الكوارث.
******************************************8
ثمة جنود أمريكيين يتساءلون ويحرجون قادتهم بالأسئلة.
عن المركبات العسكرية وعدم قدرتها على الصمود أمام الحوادث اليومية والتفجيرات.
وعن عدم تقوية الشرطة والجيش العراقيين بأي شيء واضح يحميهم من الهجمات.
ثمة إهمال, لا أدري هل هو متعمد ام غير متعمد.
تدمير الشرطة والحرس العراقي يعطي اميركا حجة للبقاء الى اجل غير مسمى.
نريد الدليل أن أميركا نواياها حسنة وتريد الخروج بسرعة من العراق.
وهذا يتم بوجود جيش وشرطة عراقيين أقوياء يثق بهم الناس, ويتحملون مسؤولية توفير الأمان والسلام للعراقيين.
ثمة سؤال ينبغي توجيهه الى الإدارة الأمريكية: ما هي أولوياتكم في العراق؟
سيقولون ضبط الأمن .
وماذا فعلتم خلال الشهور الماضية من خطوات لتنفيذ هذا البند المهم؟
نريد اجوبة...كلنا نريد سماع الأجوبة.
*********************************
وثمة من يريد إشعال نار حرب أهلية بين العراقيين.بين السنة والشيعة خصوصا.
بين المسلمين والمسيحيين لم تنجح.
وبين العرب والأكراد أيضا لم تنجح.
بقيت الورقة الأخيرة, بين السنة والشيعة.
عندما نكون في المحل ويأتي مجموعة من العراقيين ويدور الحديث بطريقة ما عن الحكومة الجديدة والسنة والشيعة وتكاد تظهر الخلافات, أتوقف عادة وأقطع الحديث بضحكة, وأقول : حسنا,كفى, لا سنة ولا شيعة, نحن عراقيون ومسلمون, تمام؟
فأسمع الجواب عادة: تمام.
ونضحك وينتهي الحوار.
أتمنى أن يظل العراقيون بقلوبهم الطيبة وحسن نيتهم وحبهم لبعضهم , قادرين على تجاوز هذه المحنة.
********************************************
عندما ذهبت لإستلام أدوية أرسلها رائد من تبرعات, لمستشفيات حول الفلوجة لمعالجة الأهالي والعوائل الهاربة من جحيم المعارك.
كان معي السائق, وهو رجل كبير السن ومن أهل الفلوجة, وقلت له ينبغي أن نشارك في الإنتخابات القادمة.
قال :لا , لا نريد المشاركة.
وسألته :لماذا؟
قال :لان الحكومة التي ستأتي ستكون مع أمريكا.
قلت له : من قال هذا؟
ربما سيأتي عراقيون شرفاء, فلماذا نحكم مسبقا؟
هل تنتخبني إن نزل إسمي في القائمة؟
قال :نعم. انتخبك.
قلت إذن نعمل حكومة جديدة عراقية وطنية تحب العرافيين وتخرج الإحتلال من العراق.
وتكون خليطا من كل العراقيين..عرب واكراد ومسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة.
قال : لا , شيعة لا نريد.
غضبت وقلت له : من علمك هذا الكلام؟
أنا شيعية, وأذهب للتبرع بأدوية لأهالي الفلوجة, وأنتم سنة, فما علاقتي؟؟
ضحك وقال : الله يبارك فيك, انت إمراة صالحة.
قلت : انا اؤمن اننا عراقيون , اخوة, لا سنة ولا شيعة, هذه قصص يخترعها اعداؤنا ليفرقونا, صح؟
قال: صح.
قلت إذن الحكومة القادمة هي خليط من الجميع.
قال : إسمعي, أنت مثقفة وتفهمين, وانا جاهل...وكل شيء تقولينه صحيح, وسوف أفعل ما تقوليه.
غرقت في الضحك, من سذاجته وصراحته.
وتمنيت لو كل الناس عندهم القدرة على الإعتراف بالجهل والخطأ في تقدير الأموربهذه البساطة.
********************************************************

أتمنى ان تكون الإنتخابات العراقية القادمة تجربة ناجحة...
وكيف نفهم نجاحها من فشلها كعراقيين؟
إن جاءت بقيادات جديدة نظيفة مخلصة تحب العراقيين وتتفانى في سبيل تحسين حياتهم, فهي تجربة ناجحة بلا نقاش.
وإن جاءت بوجوه قديمة أو معروفة بإنحيازها الى اميركا , فهذه كارثة, حيث سيبقى القتال مستمرا, وكذلك الإحتلال.
وسنحتاج الى أربعة سنوات قادمة من الإنتظار والألم والصبر, لنحاول من جديد تغيير الوجوه نحو الأفضل.
قادة اميركا يقولون انهم لن يخرجوا من العراق حتى تطلب منهم( الحكومة) العراقية الخروج.
وليس( الشعب) العراقي....
وهذه كارثة.
من سيضمن نزاهة الإنتخابات؟
من سيضمن ان اميركا ستوافق على حكومة عراقية جديدة تطالبها بالخروج فورا من العراق؟؟
عندي قلق وخوف مما سيأتي.
إن فازت قائمة علاوي والياور والأحزاب الكردية التقليدية القديمة...فإن الوضع سيبقى ما هو عليه...
ولا كأننا رحنا ولا كأننا جينا.
القتال والمواجهات ستظل نفسها.
أدعو الله ان تأتي وجوه جديدة, برؤيا جديدة, وإنتماء أقل للغرب, أقصد لاميركا.
لكنه حلم بعيد....
لماذا شنت اميركا الحرب اصلا على صدام وخسرت ما خسرته وقدمت الضحايا؟
لتأتي في النهاية حكومة عراقية تقول لها اخرجي من العراق؟؟
ههههه
هذه محض سذاجة وأحلام وردية.
لن تتحقق الان...
لكن ربما يكتب لها النجاح بعد عمر طويل.....
بعد صحوة الشعوب من غفلتها, وتعاونها مع بعضها من اجل إحلال السلام في العالم كله.
وربما من ضمن هذه الشعوب التي ستضع يدها بيد بعض, جزء من الشعب العراقي وجزء من الشعب الأمريكي الذي يؤمن بحرية الشعوب وحقها في العيش بلا وصاية دول اجنبية.
نعم, أؤمن ان ثمة جزء من الأمريكيين يحبون العراق والعراقيين ويريدون لنا الخير, وينتقدون سياسة حكامهم.
هذا الجزء هو خير صديق للعراقيين, وهو الذي سيساعدهم على نيل حريتهم من جديد...وبناء وطنهم وحياتهم بالطريقة التي ترضيهم, ولا تؤذي غيرهم.
********************************************************







 
الجمعة 17 كانون الأول 2004
صباح الخير...
انا في عمان حاليا , عدت من القاهرة قبل يومين. واعترف انني غادرتها مجبرة حيث انتهى برنامج الرحلة المتفق عليه مع الشركة
السياحية, وكنت أتمنى لو أستطيع البقاء فيها لمدة أطول, هذه أول مرة في حياتي أحب مدينة مثل حبي لبغداد...
وجدتها كبيرة ومزدحمة, أكبر من بغداد وأكثر إزدحاما, وأهلها طيبون جدا مثل العراقيين قبل الحرب, كلماتهم جميلة ويدللون الغريب
ويحترمونه...
كل واحد أسلم عليه يبتسم ويقول: أهلا بست الكل, إزيك؟
نهارك فل...
وأضحك, كأنهم يعرفونني من زمن بعيد...
هذه أول مرة أزور القاهرة, وكنت اتمنى زيارتها من زمن بعيد, لكن العائلة والعمل وظروف الحياة المختلفة,لم تمكني من تحقيق الحلم.
والآن , أنا سعيدة به.
حين وقفت في المتحف المصري ونظرت للتماثيل الكبيرة من حضارة الفراعنة ,والرومانية التي في الطابق الأرضي..ذهلت.
حضارة عريقة امامي لا يمكنني الا أن أقف بإحترام أمامها, رغم أنني قادمة من بغداد وحضارة وادي الرافدين عندنا..البابلية والآشورية
والكلدانية والسومرية , لكن فرحتي وإعجابي بالحضارة المصرية كانت كبيرة. وكنت أقدر ذهول الأجانب وحبهم لرؤية مصر وحضارتها....
كان المتحف , ومنطقة الأهرامات وأبو الهول , وخان الخليلي وقلعة صلاح الدين والجوامع القديمة كلها تزدحم بالسياح الأجانب من الصين واليابان وايطاليا واسبانيا وغيرها, وكنت أرى مع كل مجموعة مرشد سياحي يشرح لهم وهم يصغون , ثم يلتقطون الصور في أماكن مختلفة...ويشترون التحف التذكارية الصغيرة.
في المتحف المصري جناح توت عنخ آمون في الطابق العلوي وتماثيل وتيجان وكراسي ومقابر مذهبة ومطلية بماء الذهب, ثم غرف مظلمة فيها المومياءات داخل صناديق من زجاج , أوالصناديق الملونة والمذهبة التي وجدت بداخلها الموياءات في قاعة أخرى..
وكراسي إستعملها فراعنة ذلك الزمان وأسرة ينامون عليها, وتماثيل آلهة مختلفة كانوا يؤمنون بها.
وقبورههم وجدوا فيها صناديق متعددة بداخل بعضها , مطلية بالذهب, ثم صندوق فيه أحشاء الملك, وصندوق فيه قلبه, ليتم الحساب معه
يوم القيامة. ويقف خارج الصندوق تماثيل من ذهب كأنها حارس على قلب الملك لتحفظه الى يوم القيامة.
ثمة قاعة فيها مجوهرات الملوك من خواتم وأسلحة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة ومجوهرات نسائهم.
وقفت خارج القاعة وابتسمت...
كانوا غارقين في النعيم...بل ثمة مبالغة في الترف والدلال.
ثم حين دخلت قاعة الجثث المحفوظة بصناديق الزجاج , التي يسمونها المومياءات, تأملت النائمين بسكون وعلى وجوهم ابتسامات متجمدة, وسألتهم وأنا أبتسم بسخرية : أين أصبحتم الان؟
وماذا جنيتم من حياتكم والذهب والمجوهرات والسلطة والقوة والتحكم بمصير الشعوب البائسة الضعيفة؟
*********************************
عندنا في القرآن أن موسى جاء لفرعون ليبلغة أن ثمة خالق للبشر ينبغي الخوف منه وعبادته, لأن فرعون طغى في الأرض وظلم
الناس, لكن فرعون غضب من موسى , وأراد قتله...
وعندنا في القرآن أنه قال لهامان, مستشاره, إبن لي صرحا أتحدى به إله موسى...وأنا أتساءل, هل هي هذه الأهرامات العظيمة التي
تحجب الشمس عن الأرض أمامها؟
والتي قضى شعبه البائس عشرات السنين لبنائها؟
وحزن موسى من قسوة فرعون وتكبره, فدعى الله أن يختم على قلبه فلا يؤمن حتى يرى العذاب...أي يقفل قلبه عن رؤية الله حتى يرى نهايته.
وبعد أن هرب موسى وانشق له البحر, لحق به فرعون وجنده ليقتلوه, فغرقوا في البحر, وعندنا في القرآن أن فرعون قال لله إنه مؤمن
حين اقترب موته, فقال له الله سوف أنجيك ببدنك أي جسمك, حتى تكون للناس آية.
ها هو فرعون يرقد في صندوق زجاج في المتحف ليراه الناس ويجعله آية. أي , معجزة تدهش المتفرجين.
كيف بقي هكذا بجسمه وشعره وعظامه؟
الله يبتسم في عليائه من حماقة الناس وغرورهم....وخصوصا الذين يجلسون على كرسي الحكم فيظلمون ويتكبرون ويجعلون أنفسهم آلهة
كان يقول فرعون للناس : أنا ربكم فاعبدوني.... كما مذكور في القرآن.
وعندنا كلمة فرعون رمز للحاكم المتجبر المتسلط القاسي.
كما فعل صدام حسين بالعراقيين, كان فرعونا من هذا الزمان...
فأين ذهب؟
وماذا أفادته قصوره وجبروته وقسوته على الناس؟؟
بائع الخضار المتجول في شوارع بغداد أو غيرها من العواصم, أسعد منه حالا, ويملك ضميرا ربما مرتاح أكثر منه بكثير.
لكن الذي يأتي بعد فرعون ويجلس على الكرسي , أقصد كرسي الحكم, ينسى ما أصاب الذين من قبله حين ظلموا الناس.
لست أدري ما السحر الذي في كرسي الحكم والقوة, فيه سحر ينسي الجالس عليه ما حوله, الحاضر والماضي...ويعميه عن رؤية
الأشياء الا بالطريقة التي يحب ان يراها هو, ويظنها صحيحة....
في حديث قدسي للرسول محمد عليه الصلاة والسلام... يعدد فيه صفات الناس الذين سيدخلون الجنة بسبب رضى الله عنهم وحسن
أعمالهم : أولا, يذكر حاكم عادل...ثم رجل رحيم القلب على الناس, ثم رجل فقير متعفف ذو عيال...
دائما اتذكر , لماذا اولا الحاكم العادل؟
لأنه يوجد الكثير من الناس رحماء القلوب, والفقراء المتعففين, لكن أين هو الحاكم العادل؟
وكم نسبته بين الحكام على الأرض؟؟
**********************************************
لماذا أحببت القاهرة وأهلها؟
لأنني فوجئت أنهم حافظوا على أصالتهم وطابعهم العربي الإسلامي المميز..رغم إتصالهم بالغرب, وضغوط الغرب عليهم
وعلى كل الدول في الشرق الأوسط, لكني وجدتهم مازالوا محافظين على لونهم وهويتهم الخاصة, لم يخلعوا ثوبهم ويلبسوا ثوب غيرهم بحجة التطور....كما فعلت عواصم عربية أخرى.
ثمة فرق كبير بين أن تدخل التحديث في مدينتك أو نمط حياتك
be modern
أو تصبح غربيا
(be western ).
هذه النقطة موضوع يتطرق إليه الكثير من مفكري الغرب, وهنتنغتون يذكرها أيضا في كتاباته.
إحترمت المصريين أكثر يعد زيارة القاهرة, وجدتهم لم يفرطوا بتاريخهم وحضارتهم أمام سيل جارف من الخوف والنفاق يجتاح العالم
وخصوصا نظرية النظام العالمي الجديد, حيث تريد أميركا أن تجعل نفسها مركز الكرة الأرضية , وباقي الدول توابع للمركز.
هذا الكلام لم أخترعه أنا, وجدته في كتاب زبيغنيو بريجنسكي اشتريته من عمان هنا, الكتاب إسمه رقعة الشطرنج, ألفه الكاتب سنة
1997, وكان مستشارا للأمن القومي الأمريكي, وهويتكلم فيه عن مستقبل السياسة الأمريكية في العالم.
حسنا, هل اتبعوا نصيحته في الكتاب؟
أم إنه يتكلم ببساطة ووضوح وثقة عما تخطط له أمريكا بدون خجل أو تردد.
ممن سيخجلون أو يخافون؟
والله أحييهم لأنهم يسمحون لهكذا كتب أن تطبع وتنشر...
لكن الناس في غفلة من أمرهم...
من يقرأ ومن يهتم؟؟
في أميركا وخارجها...الناس يركضون صباح مساء لتأمين لقمة العيش.
ثمة أقلية عندها وقت كاف لقراءة الكتب والتفكير والسؤال عما يحدث, لكن الغالبية غافلة, شبه نائمة.
ويتساءلون مثلا : هل ستخرج اميركا بعد الإنتخابات في العراق؟
هل نريد إحتلال العراق؟
ويجيب معظمهم بسذاجة : طبعا نحن لا نطمع في العراق, نحن نريد ان نعطيكم الحرية ونتأكد من حصولكم على حكومة ديمقراطية
ثم نخرج يا عزيزتي, لا تقلقي.
هههههه
أتمنى لو اصدق...
ثم وجدت هذا الكتاب لأعلم أية سذاجة عند بعض الأمريكيين, ألم يقرأوا هذه الكتب؟
ألم يدركوا بعد كيف يخطط صانعوا السياسة الخارجية الأمريكية؟
إنهم يخططون لعشرات السنين القادمة...وتتراكم خطوات تطبيق أي هدف قليلا قليلا والناس في غفلة من أمرها, ثم تحدث كارثة ما
مثل الحرب على العراق, فيظن الساذج والغافل إنها حدث طاريء...
والحقيقة إنه شيء تم ترتيبه من زمن بعيد...
لا ليست نظرية المؤامرة...
بل فكرة أن هؤلاء أناس يفكرون ويخططون لتأمين مصالحهم الى فترة قادمة من الزمان.
والناس لاهية في تفاصيل يومية غبية, لا تدرك ما يحدث من حولها.
************************
في الفندق في القاهرة كنت اتفرج على التلفزيون على برنامج اوبرا...تتحدث فيه عن معاناة النساء الامهات العاملات في اميركا.
وعملت مقابلات مع زوجات عاملات وامهات , طبعا متعبات جدا, يخرجن من البيت منذ الصباح الباكر...والأطفال اما في البيت عند الجدة, أو موظفة ترعاهم , أو لوحدهم...ثم تعود الأم مساء لتحضير العشاء ورؤية أطفالها والعناية بهم, والزوج غائب ومتعب طوال النهار مثلها...
هذه نموذج لعائلة يعمل الام والأب لتأمين متطلبات الحياة اليومية, وربما لتأمين مستقبل أولادهم من فائض يوفرونه.
طيب .إن كان الزوج وحده يعمل, فسيرجع للبيت منهكا في المساء, لا يريد الحديث في أي موضوع متعب مع زوجته واولاده.
حسنا, هذه العوائل تنتظر نهاية الأسبوع للخروج في نزهة, أو زيارة الأقارب.
ما مقدار إهتمام العوائل بسياسة الدولة الخارجية؟
ههههه
من يهتم بهذه السخافات؟
الناس يستمتعون بالكلام عن الأكل, وأطفالهم, وعطلات السيارة والكومبيوتر والبحث عن مكان قطع غيار رخيصة. وقصص الزواج والطلاق والوفيات, وربما المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية , والمطاعم.
هههههه
أظن هذا هو نموذج حياة العوائل في اميركا واوربا واستراليا وكندا وغيرها..وحتى في عالمنا العربي حين يكون البلد في حالة سلام وأمان.
ودولة عظمى مثل اميركا, تتخصص فيها فئة معدودة من رجال ونساء لتقرير مصير مستقبل البلاد, ورسم سياستها الخارجية, وطبعا سيكون ضمن البرنامج شن حروب, وتصنيع أسلحة إضافية, وإرسال قوات وجيوش الى الخارج.
والناس يستفيقوا فجأة من غفلتهم ويتساءلون : هه, ماذا يحدث؟
فيبدأوون بسماع أحدث الأخبار...ومتابعتها.
كل واحد سيفهم حسب مزاجه وقدرته على الفهم والإستيعاب.
لكن ثمة فئة صغيرة من رجال ونساء يفهمون تماما ما يحدث, وما سيحدث من خطوات قادمة...
نعم, العالم بين يديهم لعبة شطرنج يحركون أحجارها كما يشاؤؤن من إتجاهات, ويحددون أي قطعة ستتحرك اليوم أو غدا...وأي قطعة سيلقى بها خارج الرقعة, كما حصل لصدام حسين...
ههههه
أتمنى ان تشتروا الكتاب وتقرأوه, أو تستعيروه من أصدقاء.
توجد كتب كثيرة مثله تتكلم عن رؤية أميركا لمستقبل العالم وكيف ستتم صناعته.
وهذه الكتب لا يكتبها رجال مغفلون يضيعون كلامهم في قيل وقال وقصص تافهة.
هؤلاء يعرفون كيف يفكرون , وغيرهم يعرف كيف ينفذ تلك الأفكار...
هذه الكتب يؤلفها رجال منظرون للإدارة الأمريكية.
والذي يريد أن يفهم اميركا..أقصد قادة أميركا.
.يقرأ بعضا من هذه الكتب عساه يجد اجوبة على أسئلة غامضة كثيرة.
**************************************************************

 
good evening...
i have put pictures about cairo on the link of pictures.
wish you `ll like it.
faiza
***************************************

الجمعة 17 كانون الأول 2004
صباح الخير...
انا في عمان حاليا , عدت من القاهرة قبل يومين. واعترف انني غادرتها مجبرة حيث انتهى برنامج الرحلة المتفق عليه مع الشركة
السياحية, وكنت أتمنى لو أستطيع البقاء فيها لمدة أطول, هذه أول مرة في حياتي أحب مدينة مثل حبي لبغداد...
وجدتها كبيرة ومزدحمة, أكبر من بغداد وأكثر إزدحاما, وأهلها طيبون جدا مثل العراقيين قبل الحرب, كلماتهم جميلة ويدللون الغريب
ويحترمونه...
كل واحد أسلم عليه يبتسم ويقول: أهلا بست الكل, إزيك؟
نهارك فل...
وأضحك, كأنهم يعرفونني من زمن بعيد...
هذه أول مرة أزور القاهرة, وكنت اتمنى زيارتها من زمن بعيد, لكن العائلة والعمل وظروف الحياة المختلفة,لم تمكني من تحقيق الحلم.
والآن , أنا سعيدة به.
حين وقفت في المتحف المصري ونظرت للتماثيل الكبيرة من حضارة الفراعنة ,والرومانية التي في الطابق الأرضي..ذهلت.
حضارة عريقة امامي لا يمكنني الا أن أقف بإحترام أمامها, رغم أنني قادمة من بغداد وحضارة وادي الرافدين عندنا..البابلية والآشورية
والكلدانية والسومرية , لكن فرحتي وإعجابي بالحضارة المصرية كانت كبيرة. وكنت أقدر ذهول الأجانب وحبهم لرؤية مصر وحضارتها....
كان المتحف , ومنطقة الأهرامات وأبو الهول , وخان الخليلي وقلعة صلاح الدين والجوامع القديمة كلها تزدحم بالسياح الأجانب من الصين واليابان وايطاليا واسبانيا وغيرها, وكنت أرى مع كل مجموعة مرشد سياحي يشرح لهم وهم يصغون , ثم يلتقطون الصور في أماكن مختلفة...ويشترون التحف التذكارية الصغيرة.
في المتحف المصري جناح توت عنخ آمون في الطابق العلوي وتماثيل وتيجان وكراسي ومقابر مذهبة ومطلية بماء الذهب, ثم غرف مظلمة فيها المومياءات داخل صناديق من زجاج , أوالصناديق الملونة والمذهبة التي وجدت بداخلها الموياءات في قاعة أخرى..
وكراسي إستعملها فراعنة ذلك الزمان وأسرة ينامون عليها, وتماثيل آلهة مختلفة كانوا يؤمنون بها.
وقبورههم وجدوا فيها صناديق متعددة بداخل بعضها , مطلية بالذهب, ثم صندوق فيه أحشاء الملك, وصندوق فيه قلبه, ليتم الحساب معه
يوم القيامة. ويقف خارج الصندوق تماثيل من ذهب كأنها حارس على قلب الملك لتحفظه الى يوم القيامة.
ثمة قاعة فيها مجوهرات الملوك من خواتم وأسلحة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة ومجوهرات نسائهم.
وقفت خارج القاعة وابتسمت...
كانوا غارقين في النعيم...بل ثمة مبالغة في الترف والدلال.
ثم حين دخلت قاعة الجثث المحفوظة بصناديق الزجاج , التي يسمونها المومياءات, تأملت النائمين بسكون وعلى وجوهم ابتسامات متجمدة, وسألتهم وأنا أبتسم بسخرية : أين أصبحتم الان؟
وماذا جنيتم من حياتكم والذهب والمجوهرات والسلطة والقوة والتحكم بمصير الشعوب البائسة الضعيفة؟
*********************************
عندنا في القرآن أن موسى جاء لفرعون ليبلغة أن ثمة خالق للبشر ينبغي الخوف منه وعبادته, لأن فرعون طغى في الأرض وظلم
الناس, لكن فرعون غضب من موسى , وأراد قتله...
وعندنا في القرآن أنه قال لهامان, مستشاره, إبن لي صرحا أتحدى به إله موسى...وأنا أتساءل, هل هي هذه الأهرامات العظيمة التي
تحجب الشمس عن الأرض أمامها؟
والتي قضى شعبه البائس عشرات السنين لبنائها؟
وحزن موسى من قسوة فرعون وتكبره, فدعى الله أن يختم على قلبه فلا يؤمن حتى يرى العذاب...أي يقفل قلبه عن رؤية الله حتى يرى نهايته.
وبعد أن هرب موسى وانشق له البحر, لحق به فرعون وجنده ليقتلوه, فغرقوا في البحر, وعندنا في القرآن أن فرعون قال لله إنه مؤمن
حين اقترب موته, فقال له الله سوف أنجيك ببدنك أي جسمك, حتى تكون للناس آية.
ها هو فرعون يرقد في صندوق زجاج في المتحف ليراه الناس ويجعله آية. أي , معجزة تدهش المتفرجين.
كيف بقي هكذا بجسمه وشعره وعظامه؟
الله يبتسم في عليائه من حماقة الناس وغرورهم....وخصوصا الذين يجلسون على كرسي الحكم فيظلمون ويتكبرون ويجعلون أنفسهم آلهة
كان يقول فرعون للناس : أنا ربكم فاعبدوني.... كما مذكور في القرآن.
وعندنا كلمة فرعون رمز للحاكم المتجبر المتسلط القاسي.
كما فعل صدام حسين بالعراقيين, كان فرعونا من هذا الزمان...
فأين ذهب؟
وماذا أفادته قصوره وجبروته وقسوته على الناس؟؟
بائع الخضار المتجول في شوارع بغداد أو غيرها من العواصم, أسعد منه حالا, ويملك ضميرا ربما مرتاح أكثر منه بكثير.
لكن الذي يأتي بعد فرعون ويجلس على الكرسي , أقصد كرسي الحكم, ينسى ما أصاب الذين من قبله حين ظلموا الناس.
لست أدري ما السحر الذي في كرسي الحكم والقوة, فيه سحر ينسي الجالس عليه ما حوله, الحاضر والماضي...ويعميه عن رؤية
الأشياء الا بالطريقة التي يحب ان يراها هو, ويظنها صحيحة....
في حديث قدسي للرسول محمد عليه الصلاة والسلام... يعدد فيه صفات الناس الذين سيدخلون الجنة بسبب رضى الله عنهم وحسن
أعمالهم : أولا, يذكر حاكم عادل...ثم رجل رحيم القلب على الناس, ثم رجل فقير متعفف ذو عيال...
دائما اتذكر , لماذا اولا الحاكم العادل؟
لأنه يوجد الكثير من الناس رحماء القلوب, والفقراء المتعففين, لكن أين هو الحاكم العادل؟
وكم نسبته بين الحكام على الأرض؟؟
**********************************************
لماذا أحببت القاهرة وأهلها؟
لأنني فوجئت أنهم حافظوا على أصالتهم وطابعهم العربي الإسلامي المميز..رغم إتصالهم بالغرب, وضغوط الغرب عليهم
وعلى كل الدول في الشرق الأوسط, لكني وجدتهم مازالوا محافظين على لونهم وهويتهم الخاصة, لم يخلعوا ثوبهم ويلبسوا ثوب غيرهم بحجة التطور....كما فعلت عواصم عربية أخرى.
ثمة فرق كبير بين أن تدخل التحديث في مدينتك أو نمط حياتك
be modern
أو تصبح غربيا
(be western ).
هذه النقطة موضوع يتطرق إليه الكثير من مفكري الغرب, وهنتنغتون يذكرها أيضا في كتاباته.
إحترمت المصريين أكثر يعد زيارة القاهرة, وجدتهم لم يفرطوا بتاريخهم وحضارتهم أمام سيل جارف من الخوف والنفاق يجتاح العالم
وخصوصا نظرية النظام العالمي الجديد, حيث تريد أميركا أن تجعل نفسها مركز الكرة الأرضية , وباقي الدول توابع للمركز.
هذا الكلام لم أخترعه أنا, وجدته في كتاب زبيغنيو بريجنسكي اشتريته من عمان هنا, الكتاب إسمه رقعة الشطرنج, ألفه الكاتب سنة
1997, وكان مستشارا للأمن القومي الأمريكي, وهويتكلم فيه عن مستقبل السياسة الأمريكية في العالم.
حسنا, هل اتبعوا نصيحته في الكتاب؟
أم إنه يتكلم ببساطة ووضوح وثقة عما تخطط له أمريكا بدون خجل أو تردد.
ممن سيخجلون أو يخافون؟
والله أحييهم لأنهم يسمحون لهكذا كتب أن تطبع وتنشر...
لكن الناس في غفلة من أمرهم...
من يقرأ ومن يهتم؟؟
في أميركا وخارجها...الناس يركضون صباح مساء لتأمين لقمة العيش.
ثمة أقلية عندها وقت كاف لقراءة الكتب والتفكير والسؤال عما يحدث, لكن الغالبية غافلة, شبه نائمة.
ويتساءلون مثلا : هل ستخرج اميركا بعد الإنتخابات في العراق؟
هل نريد إحتلال العراق؟
ويجيب معظمهم بسذاجة : طبعا نحن لا نطمع في العراق, نحن نريد ان نعطيكم الحرية ونتأكد من حصولكم على حكومة ديمقراطية
ثم نخرج يا عزيزتي, لا تقلقي.
هههههه
أتمنى لو اصدق...
ثم وجدت هذا الكتاب لأعلم أية سذاجة عند بعض الأمريكيين, ألم يقرأوا هذه الكتب؟
ألم يدركوا بعد كيف يخطط صانعوا السياسة الخارجية الأمريكية؟
إنهم يخططون لعشرات السنين القادمة...وتتراكم خطوات تطبيق أي هدف قليلا قليلا والناس في غفلة من أمرها, ثم تحدث كارثة ما
مثل الحرب على العراق, فيظن الساذج والغافل إنها حدث طاريء...
والحقيقة إنه شيء تم ترتيبه من زمن بعيد...
لا ليست نظرية المؤامرة...
بل فكرة أن هؤلاء أناس يفكرون ويخططون لتأمين مصالحهم الى فترة قادمة من الزمان.
والناس لاهية في تفاصيل يومية غبية, لا تدرك ما يحدث من حولها.
************************
في الفندق في القاهرة كنت اتفرج على التلفزيون على برنامج اوبرا...تتحدث فيه عن معاناة النساء الامهات العاملات في اميركا.
وعملت مقابلات مع زوجات عاملات وامهات , طبعا متعبات جدا, يخرجن من البيت منذ الصباح الباكر...والأطفال اما في البيت عند الجدة, أو موظفة ترعاهم , أو لوحدهم...ثم تعود الأم مساء لتحضير العشاء ورؤية أطفالها والعناية بهم, والزوج غائب ومتعب طوال النهار مثلها...
هذه نموذج لعائلة يعمل الام والأب لتأمين متطلبات الحياة اليومية, وربما لتأمين مستقبل أولادهم من فائض يوفرونه.
طيب .إن كان الزوج وحده يعمل, فسيرجع للبيت منهكا في المساء, لا يريد الحديث في أي موضوع متعب مع زوجته واولاده.
حسنا, هذه العوائل تنتظر نهاية الأسبوع للخروج في نزهة, أو زيارة الأقارب.
ما مقدار إهتمام العوائل بسياسة الدولة الخارجية؟
ههههه
من يهتم بهذه السخافات؟
الناس يستمتعون بالكلام عن الأكل, وأطفالهم, وعطلات السيارة والكومبيوتر والبحث عن مكان قطع غيار رخيصة. وقصص الزواج والطلاق والوفيات, وربما المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية , والمطاعم.
أظن هذا هو نموذج حياة العوائل في اميركا واوربا واستراليا وكندا وغيرها..وحتى في عالمنا العربي حين يكون البلد في حالة سلام وأمان.
ودولة عظمى مثل اميركا, تتخصص فيها فئة معدودة من رجال ونساء لتقرير مصير مستقبل البلاد, ورسم سياستها الخارجية, وطبعا سيكون ضمن البرنامج شن حروب, وتصنيع أسلحة إضافية, وإرسال قوات وجيوش الى الخارج.
والناس يستفيقوا فجأة من غفلتهم ويتساءلون : هه, ماذا يحدث؟
فيبدأوون بسماع أحدث الأخبار...ومتابعتها.
كل واحد سيفهم حسب مزاجه وقدرته على الفهم والإستيعاب.
لكن ثمة فئة صغيرة من رجال ونساء يفهمون تماما ما يحدث, وما سيحدث من خطوات قادمة...
نعم, العالم بين يديهم لعبة شطرنج يحركون أحجارها كما يشاؤؤن من إتجاهات, ويحددون أي قطعة ستتحرك اليوم أو غدا...وأي قطعة سيلقى بها خارج الرقعة, كما حصل لصدام حسين...
ههههه
أتمنى ان تشتروا الكتاب وتقرأوه, أو تستعيروه من أصدقاء.
توجد كتب كثيرة مثله تتكلم عن رؤية أميركا لمستقبل العالم وكيف ستتم صناعته.
وهذه الكتب لا يكتبها رجال مغفلون يضيعون كلامهم في قيل وقال وقصص تافهة.
هؤلاء يعرفون كيف يفكرون , وغيرهم يعرف كيف ينفذ تلك الأفكار...
هذه الكتب يؤلفها رجال منظرون للإدارة الأمريكية.
والذي يريد أن يفهم اميركا..أقصد قادة أميركا.
.يقرأ بعضا من هذه الكتب عساه يجد اجوبة على أسئلة غامضة كثيرة.
**************************************************************

 
الجمعة 17 كانون الأول 2004
صباح الخير...
انا في عمان حاليا , عدت من القاهرة قبل يومين. واعترف انني غادرتها مجبرة حيث انتهى برنامج الرحلة المتفق عليه مع الشركة
السياحية, وكنت أتمنى لو أستطيع البقاء فيها لمدة أطول, هذه أول مرة في حياتي أحب مدينة مثل حبي لبغداد
وجدتها كبيرة ومزدحمة, أكبر من بغداد وأكثر إزدحاما, وأهلها طيبون جدا مثل العراقيين قبل الحرب, كلماتهم جميلة ويدللون الغريب
ويحترمونه...
كل واحد أسلم عليه يبتسم ويقول: أهلا بست الكل, إزيك؟
نهارك فل...
وأضحك, كأنهم يعرفونني من زمن بعيد...
هذه أول مرة أزور القاهرة, وكنت اتمنى زيارتها من زمن بعيد, لكن العائلة والعمل وظروف الحياة المختلفة,لم تمكني من تحقيق الحلم.
والآن , أنا سعيدة به.
حين وقفت في المتحف المصري ونظرت للتماثيل الكبيرة من حضارة الفراعنة ,والرومانية التي في الطابق الأرضي..ذهلت.
حضارة عريقة امامي لا يمكنني الا أن أقف بإحترام أمامها, رغم أنني قادمة من بغداد وحضارة وادي الرافدين عندنا..البابلية والآشورية
والكلدانية والسومرية , لكن فرحتي وإعجابي بالحضارة المصرية كانت كبيرة. وكنت أقدر ذهول الأجانب وحبهم لرؤية مصر وحضارتها....
كان المتحف , ومنطقة الأهرامات وأبو الهول , وخان الخليلي وقلعة صلاح الدين والجوامع القديمة كلها تزدحم بالسياح الأجانب من الصين واليابان وايطاليا واسبانيا وغيرها, وكنت أرى مع كل مجموعة مرشد سياحي يشرح لهم وهم يصغون , ثم يلتقطون الصور في أماكن مختلفة...ويشترون التحف التذكارية الصغيرة.
في المتحف المصري جناح توت عنخ آمون في الطابق العلوي وتماثيل وتيجان وكراسي ومقابر مذهبة ومطلية بماء الذهب, ثم غرف مظلمة فيها المومياءات داخل صناديق من زجاج , أوالصناديق الملونة والمذهبة التي وجدت بداخلها الموياءات في قاعة أخرى..
وكراسي إستعملها فراعنة ذلك الزمان وأسرة ينامون عليها, وتماثيل آلهة مختلفة كانوا يؤمنون بها.
وقبورههم وجدوا فيها صناديق متعددة بداخل بعضها , مطلية بالذهب, ثم صندوق فيه أحشاء الملك, وصندوق فيه قلبه, ليتم الحساب معه
يوم القيامة. ويقف خارج الصندوق تماثيل من ذهب كأنها حارس على قلب الملك لتحفظه الى يوم القيامة.
ثمة قاعة فيها مجوهرات الملوك من خواتم وأسلحة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة ومجوهرات نسائهم.
وقفت خارج القاعة وابتسمت...
كانوا غارقين في النعيم...بل ثمة مبالغة في الترف والدلال.
ثم حين دخلت قاعة الجثث المحفوظة بصناديق الزجاج , التي يسمونها المومياءات, تأملت النائمين بسكون وعلى وجوهم ابتسامات متجمدة, وسألتهم وأنا أبتسم بسخرية : أين أصبحتم الان؟
وماذا جنيتم من حياتكم والذهب والمجوهرات والسلطة والقوة والتحكم بمصير الشعوب البائسة الضعيفة؟
*********************************
عندنا في القرآن أن موسى جاء لفرعون ليبلغة أن ثمة خالق للبشر ينبغي الخوف منه وعبادته, لأن فرعون طغى في الأرض وظلم
الناس, لكن فرعون غضب من موسى , وأراد قتله...
وعندنا في القرآن أنه قال لهامان, مستشاره, إبن لي صرحا أتحدى به إله موسى...وأنا أتساءل, هل هي هذه الأهرامات العظيمة التي
تحجب الشمس عن الأرض أمامها؟
والتي قضى شعبه البائس عشرات السنين لبنائها؟
وحزن موسى من قسوة فرعون وتكبره, فدعى الله أن يختم على قلبه فلا يؤمن حتى يرى العذاب...أي يقفل قلبه عن رؤية الله حتى يرى نهايته.
وبعد أن هرب موسى وانشق له البحر, لحق به فرعون وجنده ليقتلوه, فغرقوا في البحر, وعندنا في القرآن أن فرعون قال لله إنه مؤمن
حين اقترب موته, فقال له الله سوف أنجيك ببدنك أي جسمك, حتى تكون للناس آية.
ها هو فرعون يرقد في صندوق زجاج في المتحف ليراه الناس ويجعله آية. أي , معجزة تدهش المتفرجين.
كيف بقي هكذا بجسمه وشعره وعظامه؟
الله يبتسم في عليائه من حماقة الناس وغرورهم....وخصوصا الذين يجلسون على كرسي الحكم فيظلمون ويتكبرون ويجعلون أنفسهم آلهة
كان يقول فرعون للناس : أنا ربكم فاعبدوني.... كما مذكور في القرآن.
وعندنا كلمة فرعون رمز للحاكم المتجبر المتسلط القاسي.
كما فعل صدام حسين بالعراقيين, كان فرعونا من هذا الزمان...
فأين ذهب؟
وماذا أفادته قصوره وجبروته وقسوته على الناس؟؟
بائع الخضار المتجول في شوارع بغداد أو غيرها من العواصم, أسعد منه حالا, ويملك ضميرا ربما مرتاح أكثر منه بكثير.
لكن الذي يأتي بعد فرعون ويجلس على الكرسي , أقصد كرسي الحكم, ينسى ما أصاب الذين من قبله حين ظلموا الناس.
لست أدري ما السحر الذي في كرسي الحكم والقوة, فيه سحر ينسي الجالس عليه ما حوله, الحاضر والماضي...ويعميه عن رؤية
الأشياء الا بالطريقة التي يحب ان يراها هو, ويظنها صحيحة....
في حديث قدسي للرسول محمد عليه الصلاة والسلام... يعدد فيه صفات الناس الذين سيدخلون الجنة بسبب رضى الله عنهم وحسن
أعمالهم : أولا, يذكر حاكم عادل...ثم رجل رحيم القلب على الناس, ثم رجل فقير متعفف ذو عيال...
دائما اتذكر , لماذا اولا الحاكم العادل؟
لأنه يوجد الكثير من الناس رحماء القلوب, والفقراء المتعففين, لكن أين هو الحاكم العادل؟
وكم نسبته بين الحكام على الأرض؟؟
**********************************************
لماذا أحببت القاهرة وأهلها؟
لأنني فوجئت أنهم حافظوا على أصالتهم وطابعهم العربي الإسلامي المميز..رغم إتصالهم بالغرب, وضغوط الغرب عليهم
وعلى كل الدول في الشرق الأوسط, لكني وجدتهم مازالوا محافظين على لونهم وهويتهم الخاصة, لم يخلعوا ثوبهم ويلبسوا ثوب غيرهم بحجة التطور....كما فعلت عواصم عربية أخرى.
ثمة فرق كبير بين أن تدخل التحديث في مدينتك أو نمط حياتك
( be modern )
أو تصبح غربيا
(be western ).
هذه النقطة موضوع يتطرق إليه الكثير من مفكري الغرب, وهنتنغتون يذكرها أيضا في كتاباته.
إحترمت المصريين أكثر يعد زيارة القاهرة, وجدتهم لم يفرطوا بتاريخهم وحضارتهم أمام سيل جارف من الخوف والنفاق يجتاح العالم
وخصوصا نظرية النظام العالمي الجديد, حيث تريد أميركا أن تجعل نفسها مركز الكرة الأرضية , وباقي الدول توابع للمركز.
هذا الكلام لم أخترعه أنا, وجدته في كتاب زبيغنيو بريجنسكي اشتريته من عمان هنا, الكتاب إسمه رقعة الشطرنج, ألفه الكاتب سنة
1997, وكان مستشارا للأمن القومي الأمريكي, وهويتكلم فيه عن مستقبل السياسة الأمريكية في العالم.
حسنا, هل اتبعوا نصيحته في الكتاب؟
أم إنه يتكلم ببساطة ووضوح وثقة عما تخطط له أمريكا بدون خجل أو تردد.
ممن سيخجلون أو يخافون؟
والله أحييهم لأنهم يسمحون لهكذا كتب أن تطبع وتنشر...
لكن الناس في غفلة من أمرهم...
من يقرأ ومن يهتم؟؟
في أميركا وخارجها...الناس يركضون صباح مساء لتأمين لقمة العيش.
ثمة أقلية عندها وقت كاف لقراءة الكتب والتفكير والسؤال عما يحدث, لكن الغالبية غافلة, شبه نائمة.
ويتساءلون مثلا : هل ستخرج اميركا بعد الإنتخابات في العراق؟
هل نريد إحتلال العراق؟
ويجيب معظمهم بسذاجة : طبعا نحن لا نطمع في العراق, نحن نريد ان نعطيكم الحرية ونتأكد من حصولكم على حكومة ديمقراطية
ثم نخرج يا عزيزتي, لا تقلقي.
هههههه
أتمنى لو اصدق...
ثم وجدت هذا الكتاب لأعلم أية سذاجة عند بعض الأمريكيين, ألم يقرأوا هذه الكتب؟
ألم يدركوا بعد كيف يخطط صانعوا السياسة الخارجية الأمريكية؟
إنهم يخططون لعشرات السنين القادمة...وتتراكم خطوات تطبيق أي هدف قليلا قليلا والناس في غفلة من أمرها, ثم تحدث كارثة ما
مثل الحرب على العراق, فيظن الساذج والغافل إنها حدث طاريء...
والحقيقة إنه شيء تم ترتيبه من زمن بعيد...
لا ليست نظرية المؤامرة...
بل فكرة أن هؤلاء أناس يفكرون ويخططون لتأمين مصالحهم الى فترة قادمة من الزمان.
والناس لاهية في تفاصيل يومية غبية, لا تدرك ما يحدث من حولها.
************************
في الفندق في القاهرة كنت اتفرج على التلفزيون على برنامج اوبرا...تتحدث فيه عن معاناة النساء الامهات العاملات في اميركا.
وعملت مقابلات مع زوجات عاملات وامهات , طبعا متعبات جدا, يخرجن من البيت منذ الصباح الباكر...والأطفال اما في البيت عند الجدة, أو موظفة ترعاهم , أو لوحدهم...ثم تعود الأم مساء لتحضير العشاء ورؤية أطفالها والعناية بهم, والزوج غائب ومتعب طوال النهار مثلها...
هذه نموذج لعائلة يعمل الام والأب لتأمين متطلبات الحياة اليومية, وربما لتأمين مستقبل أولادهم من فائض يوفرونه.
طيب .إن كان الزوج وحده يعمل, فسيرجع للبيت منهكا في المساء, لا يريد الحديث في أي موضوع متعب مع زوجته واولاده.
حسنا, هذه العوائل تنتظر نهاية الأسبوع للخروج في نزهة, أو زيارة الأقارب.
ما مقدار إهتمام العوائل بسياسة الدولة الخارجية؟
ههههه
من يهتم بهذه السخافات؟
الناس يستمتعون بالكلام عن الأكل, وأطفالهم, وعطلات السيارة والكومبيوتر والبحث عن مكان قطع غيار رخيصة. وقصص الزواج والطلاق والوفيات, وربما المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية , والمطاعم.
هههههه
أظن هذا هو نموذج حياة العوائل في اميركا واوربا واستراليا وكندا وغيرها..وحتى في عالمنا العربي حين يكون البلد في حالة سلام وأمان.
ودولة عظمى مثل اميركا, تتخصص فيها فئة معدودة من رجال ونساء لتقرير مصير مستقبل البلاد, ورسم سياستها الخارجية, وطبعا سيكون ضمن البرنامج شن حروب, وتصنيع أسلحة إضافية, وإرسال قوات وجيوش الى الخارج.
والناس يستفيقوا فجأة من غفلتهم ويتساءلون : هه, ماذا يحدث؟
فيبدأوون بسماع أحد الأخبار...ومتابعتها.
كل واحد سيفهم حسب مزاجه وقدرته على الفهم والإستيعاب.
لكن ثمة فئة صغيرة من رجال ونساء يفهمون تماما ما يحدث, وما سيحدث من خطوات قادمة...
نعم, العالم بين يديهم لعبة شطرنج يحركون أحجارها كما يشاؤؤن من إتجاهات, ويحددون أي قطعة ستتحرك اليوم أو غدا...وأي قطعة سيلقى بها خارج الرقعة, كما حصل لصدام حسين...
ههههه
أتمنى ان تشتروا الكتاب وتقرأوه, أو تستعيروه من أصدقاء.
توجد كتب كثيرة مثله تتكلم عن رؤية أميركا لمستقبل العالم وكيف ستتم صناعته.
وهذه الكتب لا يكتبها رجال مغفلون يضيعون كلامهم في قيل وقال وقصص تافهة.
هؤلاء يعرفون كيف يفكرون , وغيرهم يعرف كيف ينفذ تلك الأفكار...
هذه الكتب يؤلفها رجال منظرون للإدارة الأمريكية.
والذي يريد أن يفهم اميركا..أقصد قادة أميركا.
.يقرأ بعضا من هذه الكتب عساه يجد اجوبة على أسئلة غامضة كثيرة.
**************************************************************

 
Good morning..
i have put pictures from Cairo on the link of pictures..
wish you`ll like it..
have a nice day.
faiza

 
Monday, November 29th, 2004
Good evening…
The weather in Baghdad is very cold…. Electricity cut-offs are very long these days, and the water from the tab is too cold…I couldn’t wash my hair for three days, finally I decided to heat some water on the kitchen stove, then wash my hair on the wash basin. There is a petrol, kerosene, and cooking gas shortage, their prices have risen again in an annoying way.
****************************************
Confrontations are still going on in various areas of Baghdad… Al-Doora, Al-Amiriya, Al-Gazzaliya, Haifa Street, Abu Ghareeb, and of course, around the Airport…between the Resistance, and the occupation forces, and with groups (I do not know who they are, should I call them resistance also?) who carry a grudge against the Iraqi Police and the National Guard.
They say the price list is like this:
Whoever kills an Iraqi Policeman gets $1000.
Whoever kills an Iraqi National Guardsman gets $3000.
I don’t know who laid this pricelist, and who pays… but fire is raging in Baghdad, and other cities in Iraq, (Mousel, Baquba, Al-Ramadi, and of course, Fallujah….).
***************************
And when confrontations burn up, the presence of the Iraqi police is reduced very much on the streets, presenting a precious opportunity to thieves and criminals to kidnap, kill, and rob.
All people are afraid…and I am one of them.
You do not know of what you are afraid….from a gang that would kidnap or assassinate you, or any member of your family, or from an American army’s raid on your house.
You don’t know from where the blow will come to you…
From right or left? From front or back? All directions are dangerous, and you can’t tell by whom you are targeted?
Who is your friend, and who is your foe?
No body knows…..
The houses of those who support the resistance are raided, and they get arrested, and this might happen to innocents who are not connected with anyone, so their houses are smashed, and their furniture, and they would be arrested for a few days, then THEY apologize to them, and set them free…
Where can the checks of Apology be cashed?? From which Bank?
An apology…Huh… what good does it do, after the insults and terror?? And the material losses in the houses and furniture, the confiscation of Mobiles and computers in those houses, who pays the compensations for them? Who gives them back to their rightful owners?
All these acts support the theory that War is an unethical business, and does not belong to the world of Culture, Morals, Principals, and Justice.
*************************************
And, if you belonged to those who support the Americans, or worked for them, then you are threatened to be killed, or have your house or office/shop, etc… burned down.
Then who is the “ Comfortable” one?? That who has nothing??
Who wouldn’t see, hear, or talk…Huh…
By GOD, even such a person would get a Blow by one of the sides, and goes as a guiltless victim, like the civilians who are dying daily, without a fault of their own, except being in the street, or even at home, while a fiery confrontation suddenly erupted near them.
This is chaos…if anyone would have said it in front of me a thousand times, some time before, I wouldn’t have realized how ugly this word is on the ground of reality. But it means devastation and destruction….and the fall of everything…
The fall of the system that rules the people, and their relations with each other, the fall of Laws, of Morals, Principles, and Values.
Oh, my GOD, how does life look like without rules, without laws, without morals, without anything that “checks back” the Beast inside the Human??
Yes, life becomes hell…and that is our life today.
A hell of fear, terror, worries, of what is happening daily, and what is to come…would it be worst??
We all wonder??
*************************************
I know a Saying, by The Prophet MOHAMMAD, (The prayers of GOD be upon Him, and HIS Peace), saying, in meaning, that subversion comes like a sand storm in the desert…and those who are walking while it happens have different reactions. Some of them keep walking, regardless of the loss of vision…so they get lost in the desert, whether they moved left or right, backwards or forwards…for each thinks himself taking the right path…
Is this what is happening to people here today?
And the Saying Says: The Wise is that who sits in his place, and waited for the storm to pass, so he could clear his vision….
Isn’t this our life today, and the loss and perplexity that is storming us all is a subversion, of some kind…..
****************************************
Bush and the Alawwi Government are working with the most possible force to control the situation…and with all legal and illegal methods. And those who oppose them are also working with the utmost potential to keep on the confrontations and fights…by methods legal, and illegal.
And the people are in great pain and frustration.
We want peace and security.
We want reconstruction, and the vision of a new future to our children. We have had enough of this daily revolt, violence, and hatred.
Who will be able to help us??
**************************************
Our new house is in a safer neighborhood than the last one. Thank GOD. The old house was in an area near the Airport…the Airport Road is what I always call “ the death path”. Everyday there are bombings, confrontations, and deaths, Americans, and innocent Iraqi civilians.
A guard and his family now live in that house. Yesterday they said that an explosion near the house smashed the windows. Someone attacked a convoy on the main street by launchers, in the morning. So, the windows of our old house, and those of the neighbors, were smashed.
Some time in the past, I would have smiled when I told a story like this, but I found that I no longer had the wish to smile…for these stories became boring, and silly.
I paid him the price of repairing the windows, for the man had no financial ability to re-fit glass for the windows, at the rate of once every fortnight. What is his fault?
But at this house, I hear only the sirens of ambulances and police cars…from early morning till late at night. There are state hospitals and police stations around us…and whenever I hear the car’s sirens, I anticipate confrontations, dead people, and wounded…
Most days I open my eyes before 7 o’clock in the morning, listening to the noises of far-away gunshots, and explosions…and I whisper to myself: Oh GOD our Savior…there are dead people, and blood spilled since morning…
All my life I loved the morning…I find it the suitable time for the remembrance of GOD, to check on the garden and walk around it, and feel refreshed by the morning coolness, and the street quietness…but now, it became a meaning of attacks and assassinations…. May GOD curse whoever deformed our life…whoever he might be.
*****************************************
Clashes took place between the Iraqi National Guards, and the people praying at the Abu-Haniffa Mosque in Adhamiya. Some people say they surrounded the mosque only to search it, but some stories tell that they entered the mosque with their shoes on, and started firing bullets at the people praying there.
The next day, fires erupted at Al-Amiriya District, where veiled men attacked the Police station and National Guards center since morning, and there were confrontations and fighting in the streets, in revenge to what happened in Adhamiya.
Who is killing whom??
An Iraqi kills an Iraqi??
The veiled men are accusing the police and National Guard of treason, and collaboration with the occupiers…
The police and National Guard are defending themselves, denying these charges.
And people are looking on, astonished…
*********************************
A woman-Doctor, who works as a consultant in some ministry was assassinated, with her driver and escort, a few days ago in Baghdad.
And a gang killed a married young woman, in her mid- twenties, who was our neighbor, and stole her car, a B.M.W, two days ago, while she was shopping in the morning…
And some people assassinated a young man who works as an interpreter with the Americans, at his front door.
Some veiled men bombed a restaurant in Mansour, because he sells hamburgers to the Americans. And a Pepsi shop in Amiriya, because it sells Pepsi to the Americans…
Who is right, and who is the wrongly treated one??
Does anyone have an answer??
The streets of Baghdad are full of black banners, bearing the names of the dead, and words of commiserating that are becoming familiar: the late Dr. (so and so), son of (so and so), or the late pharmacist (so and so), daughter of (Mr. So and so), or the late engineer (so and so),….and a lot more like them….
By a criminal, cowardly act. Or assassinated by a straying, treacherous hand.
Or by stray bullets, from the occupation army.
I always think of those who died in this war, and after it, wondering: Who is the happier?
The ones who died, or the ones alive…why do we mourn them, aren’t those alive, the more deserving to be mourned, and pitied?
Perhaps those who died are in rest…and pitying us, because we remained in the fear, and daily torture….
*********************************************
Translated by May/ Baghdad.


 
Wednesday, August 11th, 2004
Good evening…
Baghdad is charged with an atmosphere of tension and anxiety...
Confrontations against Al-Mahdi Army, led by the coalition forces and the interim Iraqi Government, with the new Iraqi Army and Police force joining in the Military Operations, which is something to add up to the anger and displeasure of the people, presenting more ambiguity, and card mix-up.
Electricity improved suddenly, and in a suspicious way, Why? Then we discovered that they are cutting it off Al-Thawra city, and the places where Al-Mahdi Army is present and doing battle with the occupation forces, residents appeared on satellite T.V. screens crying for help, saying they are without water and electricity… My neighbor said: What are these disgraceful acts? Aren't they very much like Saddam Hussein and his acts against the Iraqis. Is this democracy?
I answered scornfully: be quiet, or the American people would hear you and get angry, then they would say- look at those ungrateful Iraqis, they do not deserve our help??
***********************
I took the day off today, and went in the morning to the Professional's Union Conference, with my Doctor friend, whom I was acquainted with during the Business women Society. She is an active, educated member; I like her personality, and respect her experience. The Conference was held in Al-Elwiya Club Hall, and on our way we passed the most dangerous area, the Conference Palace, where you can see a fortress of fortifications, the American Army, and the new Iraqi Army Volunteering Centers, where we always hear about trapped cars exploding beside them. Then we got to the famous Al-Ferdouse Square, were the statue of Saddam Hussein was toppled, and a small monument was put in its place, made by a group of young Iraqi artists calling themselves (The Survivors)… I laughed when I saw the monument, remembering the name, as if there were some survivors from a plane disaster, or an earthquake, but we are really in this situation…and every day there are some new survivors from uncountable disasters, rocking our lives.
*****************
We entered the Hall, there weren't many people present. The subject of the gathering was a dialogue, and an attempt to contribute in the Democratic Process in Iraq. A National Conference will be held soon, and the Unions think they were given a small percentage of representation in it, and this gathering is an attempt to raise voices to the coordinating authority of that Conference. Our gathering will be attended by the State Minster of Civilian Organizations. Every Union chairman talked about his Union, its history, and the importance of its role in society, the Doctor's Union, the Dentist's Union, the Pharmaceutics' Union, the Engineer's Union, the Agricultural Engineers, the Geological Engineers, Teachers, writers, and the Assisting Paramedics Unions…
They demanded to be given seats by new percentages in the on coming Conference, in accordance with the volume of these Unions in society.
The Teachers Union represents (500,000) members, the Engineer's Union (120,000), the Doctor's Union (27,000), the Dentist's (7,000), , the Agricultural Engineers (36,000)…. The Teachers Union was established in 1935, , the Engineer's Union in 1938.
Then the Minister spoke, said he had listened to the view points, and will take them in consideration , that he is willing in his Ministry to receive any comments or complaints from any Organization working in Iraq. Then he gathered up his papers and left the Hall.
A delegation of two people came, and the conference chairman announced that they were a delegation sent from the coordinating authority of the National Conference, to speak about its organization, and answer our questions.
One of the delegation members spoke, said that the Conference has chosen about 1000-1200 Iraqi people, and those will elect a temporary National Council of 100 people, 20 seats of them belonging to members of the former Governing Council, which means only 80 people will be elected. Next Saturday is the date for the conference…voices rose in the Hall, and objections, when everyone was surprised by this news…, discussions were opened, and members of different unions spoke about not making known the date of the Conference to the public, nor was it clearly announced in newspapers or on T.V., that it resembles a dish cooked in the kitchen without the knowledge of the people… and this is a non-possible shame in the time of democracy.
They distributed a news journal in the name of the Conference, bearing a broad, red inked headline: The United Nation's Delegate says that this Conference will be the first step on the road to democracy in Iraq.
I took the journal, then raised my hand, asking permission to join in the discussion, the man responsible for organizing the session signaled his agreement, so I came forward, the journal folded in my hand, announced my name and career, then started talking about the journal's headline. I said: If this headline was true, where is the Democracy? We heard today about the Conference and its date, and that is two or three days ahead, so, what is the point in our gathering today? What shall be the outcome of our discussion? If every thing was pre-arranged and prepared, then what are we doing now? The Iraqis lived long years in the dark, now has come the time for them to practice Democracy, and this practice needs the people to be educated, for long months and years, the Conference should be talked about, the Iraqi's right to participate in it should be made clear, because the Iraqi does not know his rights. That process of explaining and clarifying should have taken place in meetings, in all areas, organizations, and unions, and the security conditions should not have been taken as an excuse to run away from this responsibility, this transparency… This is the first step??? Such a full-of-mistakes -first-step, the Iraqis will spend coming years trying to correct the mistakes that are happening now. Then I repeat my question, what are we doing here today??
I laughed bitterly, said: Peace be upon you-( Assalam Alaikum), and went back to my seat…the people applauded, my friend said: you were talking enthusiastically, angrily. I said: well, I'm sorry, but the situation does not bear diplomacy and coolness.
I thought to my self, perhaps one day we will arrange educational courses by the title: How to speak coolly, while you are at the top of anger…
An old-aged lawyer spoke after me, said he lived in Al-Harthiya district, and while he was in the mosque a few days ago, a group of people came, carrying 50 nomination papers, and told us to elect 20 out of 50… the population of the district counts some (30,000) people, and the papers were only seen by a small number of people…I have lived some years of my life, (he told), in America and England, but have never seen such a democracy. Are these the correct practices to build a new, democratic Iraq??
We all applauded him, and cheered him….
The delegation on the dais were writing down our comments, with faces turning red in fury… then answered back our criticism…they said the security condition is the cause, that some mistakes and transgressions did take place, for lack of experience by the conference committee…
We found their answers silly, illogical, and unconvincing…
***************************
When we got out of the Hall, a journalist run after us, took down our names and work addresses, said he would like to interview us, to hear our view points as active union members, and Iraqi women, and asked permission to photograph us.
We refused, my friend said, we do not want trouble…I said, maybe they would be angry, and send someone to hurt us… we laughed, and went home…
*****************************
At home, they asked me: What did you do in the meeting?
I said: to light a candle is better than cursing darkness. We burned the Hall down, then left…that is better than sitting at home and not participating, accusing the other sides of performing incorrect practices. You go and see, by your own eyes, and make sure, then yell in their faces, and then leave the hall…
Well, I think this is a positive contribution, so they would know that people are not fools, and wouldn't be laughed upon….
But this seems to be the utmost ambition for the democracy model here…
***********************************

Thursday, August, 12th, 2004
Good evening…
I like Thursday, I call it (the day of Charity and good deeds). I spent the day in a good mood; a lot of customers came to the shop, lots of talk, and scientific discussions. Some customers stare in my face, curiously, stupidly, and I smile, not able to reprimand them, because I think I know the reason, perhaps this man, in his mind, wonders : This woman has a strong personality, she argues confidently, and has answers to the questions about her job. I feel him astonished, and amazed…but I try to get over it. I became used to this situation, and it bothers me sometimes, because I am a woman.
My poor friend came, and I gave her some money, as in every Thursday, and told her to buy some fruits and vegetables for her family, and say hello to your mother. She thanked me, and chanted all the good prayers, like wishing me good health, safety, and deliverance from mishaps, and as usual, I laughed, as I do when I hear her weekly serenade, and said with her: Amen.
I got out of the shop, and went shopping; I bought a big melon, vegetables, and fresh, green Parsley. The young errand boy delivered the stuff to the car; he was about 15 years old, I gave him a tip, and he said, smiling shyly: can I ask you something, and you wouldn't be cross with me? I laughed and said, go ahead, I'm listening…
He said: Would you buy me a new T-Shirt?
I laughed and said: what good will one T-Shirt do you? I'll collect some T-Shirts and trousers from my sons for you, those that are too small in sizes for them, but still new…
His smile widened, said: O.K., thank you.
I was filled by happiness as I went home; thinking that giving love to others is a cure to sad hearts. This morning I have sent an envelope with some money in it to a relative's daughter, who just graduated from collage, with an apology that I couldn't visit her, because of the harsh daily conditions. The girl called me before I left my work, she was very happy, thanked me, and begged me to visit them; I promised to visit them the next week.
I remembered all that on my way home, and told my self that if were to die while happy and clear-minded as I was now, I think it would be a good idea… then I smiled, and continued driving towards home…
Baghdad is still in tension, there was news of massing in Najaf, an attempt to break-in to the city by the American forces, and they were trying to use the Iraqi Army as a shield to enter the holy city, speaking through loud-speakers, asking the residents to leave the city… distressing and frustrating news, as if the story of Falluja is repeating it self all over again, but in another city in Iraq.
All the way I was listening to the Holy Quran, the Verses of Yousif. I love this verse very much, feeling sad about how much sorrow he encountered in his life, and feeling happy when we get to the end of his story, how much good GOD has granted him, for his patience and true belief….
I finally got home, every day I used to call by Mobile beforehand, so they would open the garage gate for me before I arrive, but today I told myself I wouldn't bother them, perhaps they were a sleep. I stopped my car, then got out to open the steel garage gate, the engine of my car was still running, I didn't turn it off…I was in state of total calm, the Quran still intonating the Verses of Yousif…. When I opened the second part of the gate, a red car drove near, then stopped beside my car, I looked coolly to them, thinking them visitors to the neighbors, but I noticed that they got out quickly, facing me, carrying rifles and guns aimed at me. I stuck to the wall, saying to myself: Here they come to assassinate me, perhaps because of the criticisms in yesterday's gathering…
Every thing froze in that moment…I saw my self dead, for sure.
The street was empty, the wooden door of our house was closed, the buzz of the generator was filling the space with noise, and no body knew what was going on here…
Two of them moved towards me, signaling me to keep quiet, then one of them got into the car, while the other kept pointing his gun at me, I then realized that they came to despoil the car…I moved a step forwards, then another, backwards. I was confused…but I begged in a clear voice, so they would hear me: Take the car, but please give me my hand bag, for in it are my identity cards….
They didn't listen to my pleadings, but shut the car door. My heart trembled, as if a piece of it was cut with a sharp knife…I cried and yelled, shivering: Oh, GOD…my car…..please, do not make it a blessing upon them. I hoped for a miracle to happen, to stop them, but they went by, quickly, and my heart tore up…I run towards the wooden door, knocked in a crazy way, and Khalid got out, I told him, shivering and crying: Come with me, an armed gang took my car…
I run to the street, and stopped the first passing car, told him: Please help me, they took my car…I want to follow them or notify the Police…
Khalid was shouting: Mama, calm down. But I never heard nor responded.
We got to the nearest Iraqi Army Post, and notified them about the theft, he said he was sorry, but that was not among his duties, go to the next street where there is a Police Station, and they will help you.
We went to a Station with Police cars gathering in front of it, and they directed us into a court filled with the same cars, perhaps twenty cars or more, where they receive instructions for their Patrol posts… they took us to the officer in charge, who was very cooperative and understanding. He started talking on his wireless set, sending rapid signals to all checking points in Baghdad and around, giving them the descriptions of the car, the model, and license number…
He said: Get inside, wash your face and drink some water…
I felt dryness in my mouth, my heart was beating very fast, with the whole of my body trembling… I went inside a room, perhaps the guards sleeping room in the station. There were some scattered, humble beds. I sat down with Khalid, and someone got me a glass of cold water, I drank some and washed my face, as if I was awakening from my daze… I stood up, leaned my head to the wall, and burst into crying….. A man was praying in the room…he finished his prayers and prayed goodness to me, Khalid was trying to calm me. The other man said: Do not cry, here…these are my car keys, use it and return it whenever you wish…
I thanked him, and kept crying…. raving to myself: The criminal thieves came and robbed me, the true believer?? If I were a wicked thief, then I deserve this, but I have spent my day in good deeds…so why would this happen to me???
I felt I shall die of sorrow, feeling defeated in front of a dirty enemy you can not confront… I felt that even the Police were helpless, so the possibility of getting it back is very slim….
Azzam came, and we went to the other Police Station to enlist the incident legally, then I signed the papers, and went back home…
It was around 3 p.m.,… I was exhausted…I changed my clothes, but didn't wash my face. I laid on the bed, and hid myself under the covers…I cried, and cried…I kept imagining the scene time after time, as they were getting out of the car with their guns, as I saw death in front of me, as I was filled with panic, then as they closed the door of the car and it went away…
I remembered my hand bag, my Mobile phone, my English Language notebook, and some books I borrowed from friends to read… in my bag were the keys of the house, the shop, and the Amman apartment, a small calculator, a small electronic dictionary, my reading glasses, my telephone book, and my I.D. cards: my Civil Identity card, the Engineers Union card, the Driving License, the Career Women Society card, some personal cards bearing my name and profession, a small purse with Iraqi currency and a few dollars from the shop… various pens, and cassette records, mostly the Holy Quran. I imagined the criminals opening my bag and flipping my papers and personals…I was further maddened, and cried more…
Khalid sat beside me, consoling me: Mama, this is the will of GOD, a test so you would show your patience; even the Prophets were hurt, felt pain, and showed patience…
I kept crying, wailing, and raving….then I would be calm, recite some verses from the Quran, be silent, stare at space, and then my tears would resume spilling… I am not sad about the car and the things that were inside, but the incident was so sudden, and frightening…
******************
I didn't have lunch, or dinner…my stomach felt empty, hurting me, but I had no appetite to eat anything.
I couldn't sleep, not with the images repeating them selves in my mind…and each time I call Khalid to read some Quranic verses over my head, hoping to feel some calm…Khalid kept talking to me, consoling me, he would get out of the room, then get back again to check on me…
I remained in a state of sadness and amazement all night; until I fell a sleep…I can't remember when…but I told Azzam that the house keys were connected to the car keys in one key ring, so we should change the outside locks of the steel doors. He promised to do that in the morning…
********************

Friday, August 13th, 2004
I woke up around 8 A.M.; to find Azzam putting a traveling suitcase on the floor…he smiled and said: Good morning. I asked: What is this?
He answered: Have you forgotten? Didn't I tell you I made a plane reservation to travel? When? I asked coolly.
Today, he said, 12 at noon…didn't I tell you before?
I shook my head in denial… I was feeling crushed, with no wish to have any speech or dialogue…
He said he wouldn't be long…there were some new Water Purifying systems we are going to import from America, they were big, and there was a problem in their shipping, so he has to discuss that problem with the company agents in Amman…also he will reach an agreement on the matters of payment … and … and…he kept talking…but I could no longer listen…I felt he belonged to a world that had no connection with mine…
I stared at the ceiling… I had severe pain, and felt suffocated, but had no ability to cry…my lids were swollen, my nose congested, and I couldn't fully breath…my head had housed a terrible headache… and this man made me feel a big let-down, some forbidding, and a sense of loneliness. Again he asked me about his clothes, I felt he was asking for assistance to get his suitcase packed…but I was like a stone, frozen, without reactions…
He called the driver to take him to the Airport… then drew near me, looking down at my face, to see whether I was awake or a sleep… I looked coldly at him, as if I were dead. He moved to the other room, his cologne spread around, I heard him stop by the door and say: By…Boys, in a happy, joyous spirit. Then I heard the wooden door slam loudly, and all went quiet in the house.
I looked at the ceiling, inhaling deeply…No, I am not mad at him, men were like that…and that was their way of dealing with life…
I needed someone to hold my hand in my time of crises…but he is busy, apparently, by more important things.
************************
Many relatives, neighbors, and friends called, but I refused to talk to anyone. I didn't want to hear any thing…my mood was tired; I wanted to be by my self…
I had some breakfast, milk and corn flakes, I couldn't eat anything…I felt my stomach was sad and crumbled also.
**********************
I sent the driver, our neighbor, to buy new locks for the house. The day went by with the boys…I cooked Lasagna for them… an Italian dish they liked… I spent a joyous time with them…I kept praying to GOD to save them, so no harm would touch them…they were the source of my happiness in this mortal world…
Today is Friday, the day of worship. I prayed, listened to the Holy Quran.
In the afternoon, I sent Majid to our relative's house with a gift for their daughter, for I was invited to her engagement party, but apologized because of my circumstances. Majid came back wailing he is hungry, he helped to distribute the food for the other guests, and forgot to eat…Khalid also is moaning of hunger…I'll go prepare dinner for them…
Giving love to others is a cure to sad hearts… here I remember those words again…
I do not know if I could go to work tomorrow?? We have a meeting at the Career Women Society in the evening, and after tomorrow perhaps I have an English Language lesson at the Institute. I had no wish to see anyone, nor do any activity…I need to remain alone…to feel the quiet and serenity with myself…
*************************
It is now 11 p.m., I came back from the kitchen, I didn't join in dinner, I had no appetite. I'll just go to sleep…
I feel I am more calm…I am no longer sad, or wish to cry…I accepted what happened with a calm, resigned mentality…
What was the will of GOD has occurred…Thank GOD…
I tell myself if my things got back to me, well, Thank GOD…and if it didn't come back to me, then, again, Thank GOD. HE does what HE wants; we are merely the weak, ignorant slaves. The most important thing is that my Faith should not be shaken, in GOD, His justice and mercy.
Faith helps us to endure the burdens of life. How cruel would life be without it, and how ugly?
*****************************

Saturday, August, 14th, 2004
The situation is still very tense in Najaf…the news are still quite hot.
One of the reasons for my incident is that the streets are almost devoid of Police cars these days, for most of them went to the tension areas, where there are clashes with Al-Mahdi Army…and that presented the golden opportunity for thieves and gangs.
I am seriously thinking of leaving this house, and moving to a district closer to my work, and safer… the thieves now had information about my name, career, and work address, perhaps the next step would be to kidnap me or one of my sons.
I will pack my cases to go to Amman as soon as Azzam gets home to Baghdad, and if I decide to come back, I will not live in this house, and nearby is an area full of gangs and thieves, since the days of Saddam Hussein. Now the conditions are worst, and no one can control them…so moving away from the area is the safest solution…
*****************
What is the meaning of life without security? How could a person work, give and create, while living in a constant state of panic? In the Institute, I sit in class, listening to the teacher, and thinking warily: will a shell fall down now, break the windows, smash the walls, kill and wound us?
The Institute is near the building of Ayad Allawi's Party, which is always targeted. And in the Women Society meeting I remain afraid of the possibility that some crazy person would break into the building, and kill us, thinking we are collaborating with the Americans… and on the street, I fear the criminals who rob cars, or kidnap women and children for ransom.
In this incident I see a sign from the MIGHTY GOD…to leave this house, this city, this life…I don't know….but something should change in my life……….
*****************
To live in a place where there is no state, no law, no protection… GOD the MIGHTY is the only safety factor, for those who believe, and depend on him…
I have been living my days wagering upon this fact only. Not on a government, nor an army, nor police, they were all in a jam, and each one wants to protect himself some how… even the occupation force…is only thinking of protecting itself, and how to cut down the daily losses.
What is the worth of the citizen here??? An Iraqi???
Huh….some worthless nonentity…whether he lives or dies, who cares??
The government and parties arrange protection for itself and its important members, they are in a battle field, and are equipped with all possibilities…
But how would the normal, miserable person live, that who owns no means nor powers??
(…GO ALONE WITH YOUR GOD…)- (a Quranic Verse), as if this is the slogan of life here…and you alone shall be responsible for your decision to remain or leave.
My thoughts are confused, and I do not want to rush my self in taking a decision…but I need some rest, and afterwards my mind would clear up….
Time is always the helping factor for clarity of vision…and I need more time.
**************************
I opened up the Internet to read my e-mails…I found some 70 new letters…some were reports about Bush, Kerry, and the elections battle, and how it moves on…
I smiled and shook my head…each is living in his far away world, away from the other…diving into different details…
What brought them here?
Can they believe that they have ruined our lives, present, and future for uncountable years to come? Is there still among them a dreamer who thinks he loves the Iraqis, and he is here to help them??
We have an old saying here, one which we use in time of disasters bound with love… (and there is the love that kills……)
Perhaps this is the kind of love that dwells between us and the Americans…
I am sorry…but I think there is some misunderstanding in this Nobel Love….
***********************************
Translated by May \ Baghdad.



This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives