Saturday, December 25, 2004

 
الجمعة 24 كانون الأول 2004

مساء الخير..
مازلت في عمان, الجو بارد وممطر...مشتاقة لبغداد , قلبي ينتابه الحزن حين أتذكرها أو ألفظ إسمها.
سأعود اليها في أقرب وقت إن شاء الله. أقدر أن أتخيل شعور الذين تركوها مرغمين خوفا على ارواحهم وممتلكاتهم. لا أقدر ان اطلب من الجميع أن يكونوا أبطالا....الناس معذورين.
ذهبت الى دمشق , وعدت أمس الى عمان.
حياتي في بغداد خانقة ومحبطة. منذ أن سلبت مني سيارتي في شهر آب الماضي , تقيدت حركاتي, صرت أخرج للعمل وقت الصباح مع سائق خاص وسيارته, وأحيانا اتصل به للمشاوير الضرورية مثل الطبيب او اجتماع او ما شابه.
والغيت الكثير من برنامج حياتي, لا صديقات ولا أقارب ولا زيارات أبدا, حتى الكوافيرة ما عدت أزورها.الحالة الأمنية محبطة ولا تشجع.
الآن في عمان أحتار أين أذهب وامضي الوقت, في المكتبه العامة أو السوق أو صديقات أو انترنت كافيه أو سفر الى القاهرة ودمشق...وعندي دائما فائض من الوقت ورغبة في عمل مشاريع جديدة.
كأن العالم يفتح أبوابه الواسعة امامي لأطير بجناحين كبيرين, ولا اخشى شيئا...
يبدو أن العالم كله يعيش هكذا...
ما عدا العراق.,حيث يعشعش فيه خوف ورعب وقتال وموت وخرا ب ودمار....كل يوم, وكل ساعة.
وأقدر أن أتفهم غباء وضيق أفق الذين يكتبون لي وينتقدونني لأنني بنظرهم كئيبة ومحبطة وأنظر للاحداث بعين متشائمة.
طبعا الذي يعيش في الأمان والنعيم, كيف سيفهم لغة الذي يعيش تحت الرعب والخوف والموت, سيقول له بأنانية
وقسوة : لقد مللت من سماعك, لماذا لا تصمت؟
طبعا هو منزعج, يريد أن يسمع اخبارا سعيدة.
ومن أين تأتي الأخبار السعيدة للذي يعيش بين الموت والخوف والأنقاض؟؟
****************************************************
ذهبت اليوم الى الكوافيرة, قصصت شعري وصففته, وعملت مناكير لأظافري, وتحدثت مع العاملة الفلبينية وسألتها عن الفلبين وأهلها وحياتهم, ثم نظرت للنساء الجالسات من مختلف الأعمار ومستويات الجمال...يتكلمن ويضحكن وبعضهن يدخن...
الحياة تمضي طبيعية....كما في أي مكان في العالم.
في الشوارع والفنادق اعلانات عن حفلات رأس السنة والمطربين , وفي الصحف اعلانات عن السهرات والمطاعم واسعار التذاكر...
هه؟
ومن يهتم لما يحدث في العراق؟؟
الناس تلهث وراء قوت يومها, ثم أوقات سعيدة يقضونها في حفلة في مطعم أو قاعة فندق لينسوا هموم العمل والحياة.
حتى في أميركا, البعض يحزن لأن له قريب أو صديق مات في حرب العراق, لكن معظم الناس مشغولين بشراء هدايا الأعياد, وترتيب الدعوات للعشاء , والتفكير مع من سنمضي السهرة.
الا العراق...وأهله.
هم الوحيدون ربما الذين يلفهم الحزن, والخوف, والقلق, مما مضى ومما سيأتي.
أين هي الأعياد واين هم منها؟؟
المسلمون والمسيحيون سواء...لا طعم ولا رائحة للأعياد في العراق.
****************************************************
ها هو العام يقترب من نهايته...
وكلنا نتمنى أن يكون العام القادم فيه هدوء وسلام للعراق, آمين.
رأيت في سوريا والأردن آلاف العراقيين مقيمين يملأون الشوارع والأسواق ...يتحدثون بصوت عال كعادتهم.
وأعرفهم وأمضي بصمت دون تعليق...
العراقيون صاروا مشردين من وطنهم, مشردين في بقاع الأرض.
ينتظرون أن يحل السلام في وطنهم ليعودوا إليه.
كلما صادفت احدا في الشارع أسأله عن مكان ما في دمشق, يطلع الذي امامي عراقي ويعتذر إنه لا يعرف...
وأغرق في الضحك, لم أسأل الا عراقي؟
حسنا , أسأله منذ متى وانت هنا؟
فيقول منذ شهور...وأصمت.
ولا أريد أن أفتح صفحة الذكريات والأحزان, فألقي السلام وأمضي في طريقي.
**************************************************
وجدت دمشق مدينة جميلة تستحق الزيارة, فيها شيء من بغداد.
فيها طابع المدينة العربية القديمة التي لم تغير طرازها كثيرا.
معظم المباني قديمة, ودائما ثمة جامع قديم بين العمارات , وله طراز معماري مميز وجميل.
يستعملون الحجر الملون في البناء القديم.
خطوط أفقية من اللون البني أو الوردي ثم الأسود , فيبدو المبنى مخططا بالعرض.وهو بناء معماري جميل ومميز.
سأضع صورا من دمشق على الموقع ان شاء الله.
زرت الأسواق القديمة مثل سوق الحميدية ومدحت باشا, فيها شراشف ومطرزات وجلابيات وصناعات شعبية تقليدية معظمها من الخشب الملون الجميل.
ورأيت مباني قديمة داخل دهاليز السوق يسمونها الخان, يعني الفندق, أيام زمان.
وهي مباني قديمة جميلة جدا منذ الزمن العثماني.حجر ملون للجدران الداخلية وعقود وقباب للسقوف, والقباب مزخرفة وملونه وجميلة ومدهشة.
المباني القديمة تصميمها شرقي, ساحة كبيرة وحديقة ونافورة, ثم غرف كثيرة حول الساحة.
وزرت قصرا قديما لرجل اسمه اسعد باشا, في زمن العثمانيين, والآن إسم البيت قصر العظم, هذا اسم عائلة مالكه , وقد حولوه الى متحف التراث الشعبي, فيه تماثيل من شمع عن حياة الناس اليومية في ذلك الزمان, غرفة للطلاب والمدرسة, غرفة للعروس وملابسها, غرفة للأزياء الشعبية , غرفة للأسلحة التي استعملوها أيام زمان, غرفة للحمام وبداخله غرف أكثر سخونة وبخار ومساج. غرفة للصناعات الشعبية .
كانت الزيارة ممتعة جدا...
توجد صناديق خشب قديمة( كانوا يستعملونها بدل الخزائن اليوم ) لحفظ الملابس والممتلكات الثمينة, واثاث قديم كله مطعم بالصدف, جميل وغريب ومدهش...
كان الناس قديما أكثر إتقانا وتفانيا في صناعة الأشياء, وأكثر وضوحا وصدقا فيما بينهم.
الآن, معظم الأشياء تصنعها المكائن, والناس تغيروا كثيرا...في مفاهيمهم للحياة , وفي علاقاتهم مع بعضهم.
ربما لو عادوا للحياة , اولئك الناس , والتقينا بهم , سيحسدوننا على التقنيات الحديثة, ونحن سنحسدهم على بساطة حياتهم وجمالها وصدقها.

**********************************************
زرت الجامع الأموي, وطراز بناءه غريب, توجد زخرفة على تيجان الأعمدة, ورسوم ونقوش ملونة غير مألوفة في الجوامع العربية, ثم تذكرت إنه كان كنسية قبل الإسلام, ثم حوله المسلمون الى جامع.
ساحته جميلة وواسعة ونظيفة, وتمتليء بطيور الحمام...
عندنا في العراق أيضا ساحات الجوامع القديمة تمتليء بطيور الحمام.
احببت منظرها والتقطت لها صورا عديدة.
أرى في الجوامع وساحاتها وطيور الحمام, طمأنينة أفتقدها منذ زمن بعيد..
أتمنى أن تعود الطمانينة للعراق والعراقيين.
******************************************
كلما التقيت جماعة وتحدثت اليهم من نساء ورجال, في عمان والقاهرة ودمشق, السؤال دائما نفسه والحزن نفسه: كيف العراق؟
كان الله في عونكم....
الله يكسر كل ظالم.
ويزداد الحزن في قلبي وابتسم.
وأقول : عندما تصحو هذه الأمة من غفلتها ونومها...يعود الخير للعراق وفلسطين.
المحنة محنة كل العرب, وليست محنة العراق وحده.
**************************************
مقابل الفندق الذي نزلت فيه بدمشق, يوجد المركز الثقافي الروسي...
منذ متى لم ار شيئا روسيا؟؟
أظن سوريا هي من الدول العربية القليلة التي تحافظ على علاقة طيبة وقوية مع روسيا.
وهذا ربما سبب عدوانية بوش ضد سوريا.
فكلما تعثر أمريكي بحجر في العراق, قال بوش أن ثمة إرهابي قادم من سوريا وضعه في الطريق.
هههههه
والله الا ترون معي كيف يتصرف الإعلام الغربي بحماقة مكشوفة ومضحكة؟
انفجارات في بغداد أو المعسكرات الأمريكية في العراق, وبعد ساعة يعلن بوش ان الارهابيين جاؤوا من سوريا.
حسنا كيف عرفت.؟
هل أمسكتم بهم واعترفوا؟
هل ثمة رادار رصدهم؟
أم ان التهم جاهزة بلا نقاش.
لا أعرف كيف يفكر هذا الإعلام العجيب.
المهم, المركز الثقافي فيه كفتيريا وانترنت وقاعة فيها لوحات جميلة لفنانين سوريين, ثم يوجد صالة مسرح.
وكنت في قاعة الانترنت حين سمعت صوت غناء وتصفيق.
سألت الشاب المسؤول عن القاعة, فقال ثمة حفلة والمغنيين من روسيا.
وسألته هل ثمة بطاقات؟
قال :لا , انه مجاني...
قلت وكيف سأفهم ما يقولون؟
قال : مش شرط, انظري واسمعي فقط, فهي مسألة أحاسيس.
ضحكت ووجدتها فكرة معقولة.
دخلت للقاعة.
يوجد حضور كبير, من سيدات ورجال الوانهم شقراء, وهم يبدون من الروس, وثمة عرب كثيرون.
جلست وأصغيت.
ثمة امرأة كبيرة في السن وانيقة وشقراء, تعزف على البيانو...
والمسرح خشبته كبيرة وعليها ستائر حمراء جميلة ومزركشة ولامعة.
الجو برجوازي خالص....هههه.
المهم, ثمة شاب عريض المنكبين وطويل الشعر, يغني وينفعل ويتأوه...يبدو انها اغنية عاطفية جدا.
اعجبتني اللعبة, صرت أتخيل الكلمات, ماذا يقول لحبيبته؟
لماذا تركتيني؟
ولا أقدر أن انام الليل.....والفراق صعب.
هههه.
أظنه يدور في هكذا دائرة.
البشر متشابهون, ومشاكلهم واحدة.
حسنا, تعاطفت معه, وصفقت له في نهاية الأغنية.
جاء مطرب جديد , وقالوا بالعربي اسم اغنيته: النجمة البعيدة أو المضيئة...
وبقيت أحدق فيه واتخيل كلمات اغنيته العاطفية.
وضحكت في داخلي...
الأمريكي عاش معظم حياته وهو يرى في روسيا انها دولة عدوة, واهلها وحوش وقساة القلوب وجواسيس.
ههه.
وفي الأفلام الأمريكية هكذا تكون شخصية الروسي.
لكني اليوم أرى أناسا عاديين مثلنا.
مهذبين ونظيفين وينشدون أغاني عاطفية رقيقة.
من يضع الحواجز بين الشعوب ويزرع البغض بينها؟؟؟
ثمة إعلام غبي كاذب يفعل كل هذا, وثمة ضحايا حمقى من كل الأطراف, يصدقون.
******************************************************
أدهشتني عملية ضبط الأمن في المدن التي زرتها, أقصد في القاهرة ودمشق...
أعداد لا تحصى من شرطة المرور والحرس الوطني في كل الشوارع وأمام المباني الحكومية والمتاحف والبنوك والسفارات ومنازل السفراء...
وتحسرت على الحالة الأمنية للعراق والتدهور الذي وصلت إليه.
في مصر تعداد الناس حوالي 70 الى 80 مليون نسمة.
القاهرة وحدها ثمانية ملايين ربما...أو اكثر.
لا تقدر ان تتخيل كم بنك رايت وكم دائرة حكومية؟
كلها يقف على ابوابها حراس مسلحون ...وسيارات وبكبات عسكرية تتجمع وفيها لاسلكي وإتصالات مستمرة مع المراكز الأخرى.
تفتيش في كل المتاحف والفنادق والماكن العامة, تفتيش الحقائب والناس, واجهزة فحص متحسسة كالتي في المطارات.
كلنا نتساءل في العراق, الا تقدر الحكومة الامريكية أن تتعاون مع الحكومة المؤقته العراقية لرفع عدد الحراس والشرطة وتجهيزهم بمعدات حديثة لتقليل المصائب؟
رأيت الشرطة العسكرية المصرية تستخدم الكلاب لتشم كل السيارات القادمة للمناطق السياحية.
العراق كله ربما 25 مليون, وبغداد ربما 4 مليون, ولا أحد يقدر أن يبتكر طريقة لرفع مستوى الأداء لتحسين الحالة الأمنية؟؟
ثمة غباء أو تقصد , الناس معظمها يقول: هكذا أميركا تريد للعراق, ولو أرادوا ضبط الامن لما عجزوا...
ماذا كان يملك صدام حسين اكثر منهم لضبط الامن؟
ما زالت السيارات المفخخة تنفجر كل يوم وبنفس الطريقة ولا تجد من يوقفها.
وما زالت الإعتداءات على الشرطة العراقية ومراكزها تحدث كل يوم وبنفس الغباء لا أحد يوقفها.
ثمة إهمال واضح.
من المسؤول,و من ينبغي محاسبته؟
مللنا من التهم ضد سوريا وايران وعرب متسللين, هذه حيلة العاجز....تلفيق التهم والشتائم على الناس ليبرر فشله.
أين هي التقنيات الحديثة لحماية الناس والشرطة والحرس والدوائر الحكومية والأماكن الدينية؟؟
وماذا قدمت اميركا لنا لتحمينا؟
لا شيء رغم مرور الوقت وتكرار الكوارث.
******************************************8
ثمة جنود أمريكيين يتساءلون ويحرجون قادتهم بالأسئلة.
عن المركبات العسكرية وعدم قدرتها على الصمود أمام الحوادث اليومية والتفجيرات.
وعن عدم تقوية الشرطة والجيش العراقيين بأي شيء واضح يحميهم من الهجمات.
ثمة إهمال, لا أدري هل هو متعمد ام غير متعمد.
تدمير الشرطة والحرس العراقي يعطي اميركا حجة للبقاء الى اجل غير مسمى.
نريد الدليل أن أميركا نواياها حسنة وتريد الخروج بسرعة من العراق.
وهذا يتم بوجود جيش وشرطة عراقيين أقوياء يثق بهم الناس, ويتحملون مسؤولية توفير الأمان والسلام للعراقيين.
ثمة سؤال ينبغي توجيهه الى الإدارة الأمريكية: ما هي أولوياتكم في العراق؟
سيقولون ضبط الأمن .
وماذا فعلتم خلال الشهور الماضية من خطوات لتنفيذ هذا البند المهم؟
نريد اجوبة...كلنا نريد سماع الأجوبة.
*********************************
وثمة من يريد إشعال نار حرب أهلية بين العراقيين.بين السنة والشيعة خصوصا.
بين المسلمين والمسيحيين لم تنجح.
وبين العرب والأكراد أيضا لم تنجح.
بقيت الورقة الأخيرة, بين السنة والشيعة.
عندما نكون في المحل ويأتي مجموعة من العراقيين ويدور الحديث بطريقة ما عن الحكومة الجديدة والسنة والشيعة وتكاد تظهر الخلافات, أتوقف عادة وأقطع الحديث بضحكة, وأقول : حسنا,كفى, لا سنة ولا شيعة, نحن عراقيون ومسلمون, تمام؟
فأسمع الجواب عادة: تمام.
ونضحك وينتهي الحوار.
أتمنى أن يظل العراقيون بقلوبهم الطيبة وحسن نيتهم وحبهم لبعضهم , قادرين على تجاوز هذه المحنة.
********************************************
عندما ذهبت لإستلام أدوية أرسلها رائد من تبرعات, لمستشفيات حول الفلوجة لمعالجة الأهالي والعوائل الهاربة من جحيم المعارك.
كان معي السائق, وهو رجل كبير السن ومن أهل الفلوجة, وقلت له ينبغي أن نشارك في الإنتخابات القادمة.
قال :لا , لا نريد المشاركة.
وسألته :لماذا؟
قال :لان الحكومة التي ستأتي ستكون مع أمريكا.
قلت له : من قال هذا؟
ربما سيأتي عراقيون شرفاء, فلماذا نحكم مسبقا؟
هل تنتخبني إن نزل إسمي في القائمة؟
قال :نعم. انتخبك.
قلت إذن نعمل حكومة جديدة عراقية وطنية تحب العرافيين وتخرج الإحتلال من العراق.
وتكون خليطا من كل العراقيين..عرب واكراد ومسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة.
قال : لا , شيعة لا نريد.
غضبت وقلت له : من علمك هذا الكلام؟
أنا شيعية, وأذهب للتبرع بأدوية لأهالي الفلوجة, وأنتم سنة, فما علاقتي؟؟
ضحك وقال : الله يبارك فيك, انت إمراة صالحة.
قلت : انا اؤمن اننا عراقيون , اخوة, لا سنة ولا شيعة, هذه قصص يخترعها اعداؤنا ليفرقونا, صح؟
قال: صح.
قلت إذن الحكومة القادمة هي خليط من الجميع.
قال : إسمعي, أنت مثقفة وتفهمين, وانا جاهل...وكل شيء تقولينه صحيح, وسوف أفعل ما تقوليه.
غرقت في الضحك, من سذاجته وصراحته.
وتمنيت لو كل الناس عندهم القدرة على الإعتراف بالجهل والخطأ في تقدير الأموربهذه البساطة.
********************************************************

أتمنى ان تكون الإنتخابات العراقية القادمة تجربة ناجحة...
وكيف نفهم نجاحها من فشلها كعراقيين؟
إن جاءت بقيادات جديدة نظيفة مخلصة تحب العراقيين وتتفانى في سبيل تحسين حياتهم, فهي تجربة ناجحة بلا نقاش.
وإن جاءت بوجوه قديمة أو معروفة بإنحيازها الى اميركا , فهذه كارثة, حيث سيبقى القتال مستمرا, وكذلك الإحتلال.
وسنحتاج الى أربعة سنوات قادمة من الإنتظار والألم والصبر, لنحاول من جديد تغيير الوجوه نحو الأفضل.
قادة اميركا يقولون انهم لن يخرجوا من العراق حتى تطلب منهم( الحكومة) العراقية الخروج.
وليس( الشعب) العراقي....
وهذه كارثة.
من سيضمن نزاهة الإنتخابات؟
من سيضمن ان اميركا ستوافق على حكومة عراقية جديدة تطالبها بالخروج فورا من العراق؟؟
عندي قلق وخوف مما سيأتي.
إن فازت قائمة علاوي والياور والأحزاب الكردية التقليدية القديمة...فإن الوضع سيبقى ما هو عليه...
ولا كأننا رحنا ولا كأننا جينا.
القتال والمواجهات ستظل نفسها.
أدعو الله ان تأتي وجوه جديدة, برؤيا جديدة, وإنتماء أقل للغرب, أقصد لاميركا.
لكنه حلم بعيد....
لماذا شنت اميركا الحرب اصلا على صدام وخسرت ما خسرته وقدمت الضحايا؟
لتأتي في النهاية حكومة عراقية تقول لها اخرجي من العراق؟؟
ههههه
هذه محض سذاجة وأحلام وردية.
لن تتحقق الان...
لكن ربما يكتب لها النجاح بعد عمر طويل.....
بعد صحوة الشعوب من غفلتها, وتعاونها مع بعضها من اجل إحلال السلام في العالم كله.
وربما من ضمن هذه الشعوب التي ستضع يدها بيد بعض, جزء من الشعب العراقي وجزء من الشعب الأمريكي الذي يؤمن بحرية الشعوب وحقها في العيش بلا وصاية دول اجنبية.
نعم, أؤمن ان ثمة جزء من الأمريكيين يحبون العراق والعراقيين ويريدون لنا الخير, وينتقدون سياسة حكامهم.
هذا الجزء هو خير صديق للعراقيين, وهو الذي سيساعدهم على نيل حريتهم من جديد...وبناء وطنهم وحياتهم بالطريقة التي ترضيهم, ولا تؤذي غيرهم.
********************************************************

Wednesday, December 22, 2004

 
Friday, December 17th, 2004
Good morning…
I am now in Amman. I returned from Cairo two days ago. And I admit that I didn’t leave Cairo by my free wish, but because we came to the end of the program about which we agreed with the touring company. I wish I could have stayed longer there, for this is the first time in my life that I loved a city like I love Baghdad…I found Cairo large and crowded, much larger than Baghdad, and more crowded, its people are very kind, like the Iraqis before the war, their words sweet, they respect visitors, and indulge them… each person I have saluted would smile and say: Welcome, revered Lady, How are you? May your day be as sweet as flowers…
And I would laugh, as if they have met me ages ago…
This is the first time I visited Cairo, I always wanted to go there, for years and years, but the family, the business, and the various circumstances of life wouldn’t let me fulfill that dream. Now, I am so happy with it.
When I stood at the Egyptian Museum, looking at the huge statues of the old civilizations, Egyptian and Roman, at the ground floor…I was amazed. It was a great civilization, in front of which I could not but stand in respect, even though I came from Baghdad, and the land of Mesopotamia…our great civilizations were the Babylonian, Assyrian, Kildani, and Sumerian, but my happiness and admiration of the Egyptian civilization was enormous. I appreciated the amazement of foreigners, and their eagerness to see Egypt and its civilization….
The museum, the area of the Pyramids and the Sphinx, the Khan Al-Khaleeli, the Citadel of Salah Al-Deen, and the old mosques were all crowded with foreign tourists from China, Japan, Italy, Spain, and other countries, with each group I used to see a guide, explaining to them, while they listened, then they took many photographs, in many places…buying small memorial artifacts.
At the Egyptian Museum, there was the exhibit of Tut-Ankh-Amoon, at the top floor, full of statues, crowns, thrones, golden coffins, covered with gold leafs, then some dark rooms, where the Mummies were laid in glass boxes, while the golden and colored coffins, in which the Mummies were found, were exhibited in another hall… there were chairs used by the pharos of those times, the beds on which they used to sleep, and the statues of various gods, in which they believed. In their graves many boxes were found, covered in gold, one of which contained the King’s heart, another housed his entrails, so he would be complete for his judgment, on the Day of Judgment. Around those boxes stood golden statues, as if they were guards for the safe keeping of the King’s heart, until the Day of Judgment.
There was a hall for the Kings’ jewels, rings, golden weapons bejeweled with noble stones, and their women’s jewelry.
I stood outside the hall, and smiled…they were sinking in blissfulness…rather, there was an over exaggeration of indulgence and pampering. Then, when I entered the hall of the bodies that were kept in glass boxes, the ones they called the Mummies, I contemplated those sleeping soundly, with frozen smiles on their faces, and asked them, while I smiled mockingly: Where are you now? What have you gained out of your lives, the gold, jewels, power, authority, and controlling the fates of weak, miserable people?
*********************************
In our Holy Quran, we have that Moses came to the Pharaoh, to inform him that there is a LORD, THE CREATOR of mankind, who should be feared, and obeyed, because the Pharaoh was unjust to the people on earth, and was a tyrant, but he got angry at Moses, and wanted to kill him… in our Holy Quran we have that the Pharaoh told Hamman, his minister, to build him an edifice with which to challenge the God of Moses…and I wonder, was that edifice the great pyramids that block the sun from the earth in front of it? That his miserable people spent tens of years to build?
Moses was sad because of the Pharaohs’ cruelty, and arrogance, so he prayed to GOD to seal his heart, so he wouldn’t become a believer until he sees the torment…meaning- his heart would be blocked from seeing GOD, until he meets his end. After Moses ran away, and the sea was parted for him, the Pharaoh and his soldiers followed him, to kill him, but they were drowned in the sea. In our Holy Quran, the Pharaoh declared to GOD that he has Believed, when his death drew near, so, GOD said to him: Today I shall save your body, to make you an example to people.
And here is the Pharaoh, lying in a glass box in the museum, for all the people to see, becoming an example, a miracle, astonishing the on lookers.
How did he remain thus, body, hair and bones?
GOD smiles from heaven, at the arrogance of people, and their foolishness…especially those who sit on the seats of authority, becoming unjust, conceited, making gods of them selves. The Pharaoh used to say to people: I am your god, so worship me….as was told in the Holy Quran.
In our speech, the word “Pharaoh” is a symbol of the cruel, tyrant, compelling ruler. As Saddam Hussein did to the Iraqis, for he was the Pharaoh of this age…but, where did he end up? What good did he get out of his palaces, his tyranny, and cruelty to people??
A wandering vegetable salesman, on the streets of Baghdad, or any other capital, is a lot happier than him, perhaps having a much more comfortable conscience than him.
But whoever comes after the Pharaoh, and sits on the throne, I mean, the seat of ruling, forgets what has befallen those before him, when they were unjust to the people.
I do not know what magic the seat of ruling and power carries, for it has a magic that makes whoever who sits upon it forget what is around him, the present, and the past…making him blind from seeing things, except by the way he wants to see them, believing it to be the correct way….
In a Holy Saying by The Prophet MOHAMMAD, (The prayers of GOD be upon Him, and HIS Peace)… recounting the characteristics of the people who will go to Paradise, because of GOD’S consent of them, for their good deeds; He counts, first : a Just Ruler…then, a Man Kind Hearted to people, then, a Poor man with many off spring, who is chaste…
And I always thought: why put the just ruler first?
Because there are plenty of kind hearted people, and chaste poor men, but, where is the just ruler? What is his percentage of existence, among the rulers on earth??
**********************************************
Why did I love Cairo and its people?
Because I was surprised to find they have maintained their authenticity, and their distinguished Arabic-Islamic style…in spite of their contact with the west, and the west’s pressures on them, and on all the countries of the Middle East, but I found them still preserving their color and private identity, they did not take off their guise and put on that of another’s, by the pretext of progress…. As some other Arabic Capitals has done.
There is a big difference between introducing modernization into your city or life style (be modern), and between becoming western orientated (be western).
This point forms a topic referred to by many western thinkers, and Huntington also mentioned it in his works.
I respected the Egyptians more after I visited Cairo, for I found that they have not lost their history or culture, in front of a sweeping torrent of fear and hypocrisy, that is sweeping the world, especially the New World Order Theory, where America wants to make it self the center of the globe, the other countries being the minions.
I did not invent those words, I found them in a book by (Zbigniew Brezniski) I bought here, in Amman, by the title: The Grand Chess Board, written in 1997, while he was the American National Security Advisor, in which he speaks about the future of the American Policy in the world.
So, well, did they take his advice, the one in the book? Or is he speaking, clearly, simply, and confidently, about what America is planning, without shame, or hesitation.
What should they fear, or be ashamed of?
By GOD, I salute them, because they allow such books to be printed, and published…
But people are oblivious to their affairs…who reads, and who cares??
In and outside of America…people are running morning and evening to earn their daily bread. There is a small minority of people who has enough time to read books, think, and ask about what is going on, but the majority is oblivious, almost a sleep.
And they are wondering, for example: will America withdraw from Iraq after the elections? Do we want to occupy Iraq?
Most would answer naively: of course we do not have any cupidity in Iraq, we only want to give you freedom, making sure you will have a democratic government, then we’ll go out, my dear, do not worry.
Ha,ha,ha… I wish I could believe…
Then I found this book, to discover just how naïve some Americans are, haven’t they ever read these books? Haven’t they realized yet, how the manufacturers of the foreign American policy plan their moves?
They plan for tens of years ahead…and the steps needed to accomplish any goal accumulates, little by little, while people are unaware about them, then, some catastrophe strikes, like the war on Iraq, and the naïve and oblivious person would think it was a sudden occurrence…
And the truth of the matter would be; it is something that has been prearranged, along time ago…
No, it is not a conspiracy theory…but the notion that those people think, and plan, to secure their interests, for an on coming period of time. While the people are busy, with the thoughtless, daily details, not comprehending what is happening around them.
************************
At the hotel in Cairo, I used to watch the Oprah program on TV….in which she spoke about the suffering of the working mothers in America. She interviewed mothers and working wives, of course they were very tired, going out of the house since early morning…while the kids remain either at home with granny, a day-care employee, or by themselves…then the mother would come back in the evening to prepare dinner, see her children, and take care of them, while the husband is busy and tired all day long, like her…
This is the model of a family in which the father and mother both work to provide the daily life needs, and perhaps to secure their children’s future from any surplus income they can save. Well then, if the husband alone was working, he will get home very tired in the evening, and wouldn’t want to speak about any difficult subject with his wife and children. So, these families would wait for the weekend to go on a picnic, or visit relatives.
How much would families pay attention to the country’s foreign policy? Huh… who would care for such silly matters?
People enjoy talking about food, their children, the car breakages, computer, looking for a place that sells inexpensive spare parts, the stories of marriage, divorce, deaths, and perhaps; the TV series, cinema movies, and restaurants.

I think this is a sample of the families' lives in America, Europe, Canada, Australia, and some other countries...and even in our Arabian countries, when the country is in a state of peace and security.
And in a big country like America, a small minority of people, men and women, would spacialize in deciding the fate of the country's future, outlining its foreign policy, and of course, waging wars, sending armies and troops abroad, and manufacturing more arms, would be among the items in their programs.
And peopel would wake up suddenly from their slumber, and ask; what is happening? huh...and they would start listining to news... folowing up, and each would understand the matter according to his mood, and ability to comprehend. But there is a small faction of people, men and women, who understand exactly what is happening...and what will happen in the next steps, for the world in their hands is a chess game, for them to move its pawns in the directions they choose, deciding which peice shall move today, or tommorow, and which pawn shall be thrown out of the board, as was the case of Saddam Hussein...ha,ha,ha...
I wish you would buy the book and read it, or borrow it from a freind. There are alot more books like that one, speaking about America's vision of the world's future, and how it shall be manufactured. Thses books are not written by foolsh men, waisting their time in chit or chat, nor in empty tales, these peopel know how to think, and there are others who know how to implement these ideas...these books are written by men who form the theories for the American Administration, and whoever wants to understand America, I mean, understand the rulers of America, should read some of these books, for he might find answers for many mysterious questions.
**************************************************************
Translated by May/ Baghdad.

Tuesday, December 21, 2004

 
الجمعة 17 كانون الأول 2004
صباح الخير...
انا في عمان حاليا , عدت من القاهرة قبل يومين. واعترف انني غادرتها مجبرة حيث انتهى برنامج الرحلة المتفق عليه مع الشركة
السياحية, وكنت أتمنى لو أستطيع البقاء فيها لمدة أطول, هذه أول مرة في حياتي أحب مدينة مثل حبي لبغداد...
وجدتها كبيرة ومزدحمة, أكبر من بغداد وأكثر إزدحاما, وأهلها طيبون جدا مثل العراقيين قبل الحرب, كلماتهم جميلة ويدللون الغريب
ويحترمونه...
كل واحد أسلم عليه يبتسم ويقول: أهلا بست الكل, إزيك؟
نهارك فل...
وأضحك, كأنهم يعرفونني من زمن بعيد...
هذه أول مرة أزور القاهرة, وكنت اتمنى زيارتها من زمن بعيد, لكن العائلة والعمل وظروف الحياة المختلفة,لم تمكني من تحقيق الحلم.
والآن , أنا سعيدة به.
حين وقفت في المتحف المصري ونظرت للتماثيل الكبيرة من حضارة الفراعنة ,والرومانية التي في الطابق الأرضي..ذهلت.
حضارة عريقة امامي لا يمكنني الا أن أقف بإحترام أمامها, رغم أنني قادمة من بغداد وحضارة وادي الرافدين عندنا..البابلية والآشورية
والكلدانية والسومرية , لكن فرحتي وإعجابي بالحضارة المصرية كانت كبيرة. وكنت أقدر ذهول الأجانب وحبهم لرؤية مصر وحضارتها....
كان المتحف , ومنطقة الأهرامات وأبو الهول , وخان الخليلي وقلعة صلاح الدين والجوامع القديمة كلها تزدحم بالسياح الأجانب من الصين واليابان وايطاليا واسبانيا وغيرها, وكنت أرى مع كل مجموعة مرشد سياحي يشرح لهم وهم يصغون , ثم يلتقطون الصور في أماكن مختلفة...ويشترون التحف التذكارية الصغيرة.
في المتحف المصري جناح توت عنخ آمون في الطابق العلوي وتماثيل وتيجان وكراسي ومقابر مذهبة ومطلية بماء الذهب, ثم غرف مظلمة فيها المومياءات داخل صناديق من زجاج , أوالصناديق الملونة والمذهبة التي وجدت بداخلها الموياءات في قاعة أخرى..
وكراسي إستعملها فراعنة ذلك الزمان وأسرة ينامون عليها, وتماثيل آلهة مختلفة كانوا يؤمنون بها.
وقبورههم وجدوا فيها صناديق متعددة بداخل بعضها , مطلية بالذهب, ثم صندوق فيه أحشاء الملك, وصندوق فيه قلبه, ليتم الحساب معه
يوم القيامة. ويقف خارج الصندوق تماثيل من ذهب كأنها حارس على قلب الملك لتحفظه الى يوم القيامة.
ثمة قاعة فيها مجوهرات الملوك من خواتم وأسلحة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة ومجوهرات نسائهم.
وقفت خارج القاعة وابتسمت...
كانوا غارقين في النعيم...بل ثمة مبالغة في الترف والدلال.
ثم حين دخلت قاعة الجثث المحفوظة بصناديق الزجاج , التي يسمونها المومياءات, تأملت النائمين بسكون وعلى وجوهم ابتسامات متجمدة, وسألتهم وأنا أبتسم بسخرية : أين أصبحتم الان؟
وماذا جنيتم من حياتكم والذهب والمجوهرات والسلطة والقوة والتحكم بمصير الشعوب البائسة الضعيفة؟
*********************************
عندنا في القرآن أن موسى جاء لفرعون ليبلغة أن ثمة خالق للبشر ينبغي الخوف منه وعبادته, لأن فرعون طغى في الأرض وظلم
الناس, لكن فرعون غضب من موسى , وأراد قتله...
وعندنا في القرآن أنه قال لهامان, مستشاره, إبن لي صرحا أتحدى به إله موسى...وأنا أتساءل, هل هي هذه الأهرامات العظيمة التي
تحجب الشمس عن الأرض أمامها؟
والتي قضى شعبه البائس عشرات السنين لبنائها؟
وحزن موسى من قسوة فرعون وتكبره, فدعى الله أن يختم على قلبه فلا يؤمن حتى يرى العذاب...أي يقفل قلبه عن رؤية الله حتى يرى نهايته.
وبعد أن هرب موسى وانشق له البحر, لحق به فرعون وجنده ليقتلوه, فغرقوا في البحر, وعندنا في القرآن أن فرعون قال لله إنه مؤمن
حين اقترب موته, فقال له الله سوف أنجيك ببدنك أي جسمك, حتى تكون للناس آية.
ها هو فرعون يرقد في صندوق زجاج في المتحف ليراه الناس ويجعله آية. أي , معجزة تدهش المتفرجين.
كيف بقي هكذا بجسمه وشعره وعظامه؟
الله يبتسم في عليائه من حماقة الناس وغرورهم....وخصوصا الذين يجلسون على كرسي الحكم فيظلمون ويتكبرون ويجعلون أنفسهم آلهة
كان يقول فرعون للناس : أنا ربكم فاعبدوني.... كما مذكور في القرآن.
وعندنا كلمة فرعون رمز للحاكم المتجبر المتسلط القاسي.
كما فعل صدام حسين بالعراقيين, كان فرعونا من هذا الزمان...
فأين ذهب؟
وماذا أفادته قصوره وجبروته وقسوته على الناس؟؟
بائع الخضار المتجول في شوارع بغداد أو غيرها من العواصم, أسعد منه حالا, ويملك ضميرا ربما مرتاح أكثر منه بكثير.
لكن الذي يأتي بعد فرعون ويجلس على الكرسي , أقصد كرسي الحكم, ينسى ما أصاب الذين من قبله حين ظلموا الناس.
لست أدري ما السحر الذي في كرسي الحكم والقوة, فيه سحر ينسي الجالس عليه ما حوله, الحاضر والماضي...ويعميه عن رؤية
الأشياء الا بالطريقة التي يحب ان يراها هو, ويظنها صحيحة....
في حديث قدسي للرسول محمد عليه الصلاة والسلام... يعدد فيه صفات الناس الذين سيدخلون الجنة بسبب رضى الله عنهم وحسن
أعمالهم : أولا, يذكر حاكم عادل...ثم رجل رحيم القلب على الناس, ثم رجل فقير متعفف ذو عيال...
دائما اتذكر , لماذا اولا الحاكم العادل؟
لأنه يوجد الكثير من الناس رحماء القلوب, والفقراء المتعففين, لكن أين هو الحاكم العادل؟
وكم نسبته بين الحكام على الأرض؟؟
**********************************************
لماذا أحببت القاهرة وأهلها؟
لأنني فوجئت أنهم حافظوا على أصالتهم وطابعهم العربي الإسلامي المميز..رغم إتصالهم بالغرب, وضغوط الغرب عليهم
وعلى كل الدول في الشرق الأوسط, لكني وجدتهم مازالوا محافظين على لونهم وهويتهم الخاصة, لم يخلعوا ثوبهم ويلبسوا ثوب غيرهم بحجة التطور....كما فعلت عواصم عربية أخرى.
ثمة فرق كبير بين أن تدخل التحديث في مدينتك أو نمط حياتك
be modern
أو تصبح غربيا
(be western ).
هذه النقطة موضوع يتطرق إليه الكثير من مفكري الغرب, وهنتنغتون يذكرها أيضا في كتاباته.
إحترمت المصريين أكثر يعد زيارة القاهرة, وجدتهم لم يفرطوا بتاريخهم وحضارتهم أمام سيل جارف من الخوف والنفاق يجتاح العالم
وخصوصا نظرية النظام العالمي الجديد, حيث تريد أميركا أن تجعل نفسها مركز الكرة الأرضية , وباقي الدول توابع للمركز.
هذا الكلام لم أخترعه أنا, وجدته في كتاب زبيغنيو بريجنسكي اشتريته من عمان هنا, الكتاب إسمه رقعة الشطرنج, ألفه الكاتب سنة
1997, وكان مستشارا للأمن القومي الأمريكي, وهويتكلم فيه عن مستقبل السياسة الأمريكية في العالم.
حسنا, هل اتبعوا نصيحته في الكتاب؟
أم إنه يتكلم ببساطة ووضوح وثقة عما تخطط له أمريكا بدون خجل أو تردد.
ممن سيخجلون أو يخافون؟
والله أحييهم لأنهم يسمحون لهكذا كتب أن تطبع وتنشر...
لكن الناس في غفلة من أمرهم...
من يقرأ ومن يهتم؟؟
في أميركا وخارجها...الناس يركضون صباح مساء لتأمين لقمة العيش.
ثمة أقلية عندها وقت كاف لقراءة الكتب والتفكير والسؤال عما يحدث, لكن الغالبية غافلة, شبه نائمة.
ويتساءلون مثلا : هل ستخرج اميركا بعد الإنتخابات في العراق؟
هل نريد إحتلال العراق؟
ويجيب معظمهم بسذاجة : طبعا نحن لا نطمع في العراق, نحن نريد ان نعطيكم الحرية ونتأكد من حصولكم على حكومة ديمقراطية
ثم نخرج يا عزيزتي, لا تقلقي.
هههههه
أتمنى لو اصدق...
ثم وجدت هذا الكتاب لأعلم أية سذاجة عند بعض الأمريكيين, ألم يقرأوا هذه الكتب؟
ألم يدركوا بعد كيف يخطط صانعوا السياسة الخارجية الأمريكية؟
إنهم يخططون لعشرات السنين القادمة...وتتراكم خطوات تطبيق أي هدف قليلا قليلا والناس في غفلة من أمرها, ثم تحدث كارثة ما
مثل الحرب على العراق, فيظن الساذج والغافل إنها حدث طاريء...
والحقيقة إنه شيء تم ترتيبه من زمن بعيد...
لا ليست نظرية المؤامرة...
بل فكرة أن هؤلاء أناس يفكرون ويخططون لتأمين مصالحهم الى فترة قادمة من الزمان.
والناس لاهية في تفاصيل يومية غبية, لا تدرك ما يحدث من حولها.
************************
في الفندق في القاهرة كنت اتفرج على التلفزيون على برنامج اوبرا...تتحدث فيه عن معاناة النساء الامهات العاملات في اميركا.
وعملت مقابلات مع زوجات عاملات وامهات , طبعا متعبات جدا, يخرجن من البيت منذ الصباح الباكر...والأطفال اما في البيت عند الجدة, أو موظفة ترعاهم , أو لوحدهم...ثم تعود الأم مساء لتحضير العشاء ورؤية أطفالها والعناية بهم, والزوج غائب ومتعب طوال النهار مثلها...
هذه نموذج لعائلة يعمل الام والأب لتأمين متطلبات الحياة اليومية, وربما لتأمين مستقبل أولادهم من فائض يوفرونه.
طيب .إن كان الزوج وحده يعمل, فسيرجع للبيت منهكا في المساء, لا يريد الحديث في أي موضوع متعب مع زوجته واولاده.
حسنا, هذه العوائل تنتظر نهاية الأسبوع للخروج في نزهة, أو زيارة الأقارب.
ما مقدار إهتمام العوائل بسياسة الدولة الخارجية؟
ههههه
من يهتم بهذه السخافات؟
الناس يستمتعون بالكلام عن الأكل, وأطفالهم, وعطلات السيارة والكومبيوتر والبحث عن مكان قطع غيار رخيصة. وقصص الزواج والطلاق والوفيات, وربما المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية , والمطاعم.
هههههه
أظن هذا هو نموذج حياة العوائل في اميركا واوربا واستراليا وكندا وغيرها..وحتى في عالمنا العربي حين يكون البلد في حالة سلام وأمان.
ودولة عظمى مثل اميركا, تتخصص فيها فئة معدودة من رجال ونساء لتقرير مصير مستقبل البلاد, ورسم سياستها الخارجية, وطبعا سيكون ضمن البرنامج شن حروب, وتصنيع أسلحة إضافية, وإرسال قوات وجيوش الى الخارج.
والناس يستفيقوا فجأة من غفلتهم ويتساءلون : هه, ماذا يحدث؟
فيبدأوون بسماع أحدث الأخبار...ومتابعتها.
كل واحد سيفهم حسب مزاجه وقدرته على الفهم والإستيعاب.
لكن ثمة فئة صغيرة من رجال ونساء يفهمون تماما ما يحدث, وما سيحدث من خطوات قادمة...
نعم, العالم بين يديهم لعبة شطرنج يحركون أحجارها كما يشاؤؤن من إتجاهات, ويحددون أي قطعة ستتحرك اليوم أو غدا...وأي قطعة سيلقى بها خارج الرقعة, كما حصل لصدام حسين...
ههههه
أتمنى ان تشتروا الكتاب وتقرأوه, أو تستعيروه من أصدقاء.
توجد كتب كثيرة مثله تتكلم عن رؤية أميركا لمستقبل العالم وكيف ستتم صناعته.
وهذه الكتب لا يكتبها رجال مغفلون يضيعون كلامهم في قيل وقال وقصص تافهة.
هؤلاء يعرفون كيف يفكرون , وغيرهم يعرف كيف ينفذ تلك الأفكار...
هذه الكتب يؤلفها رجال منظرون للإدارة الأمريكية.
والذي يريد أن يفهم اميركا..أقصد قادة أميركا.
.يقرأ بعضا من هذه الكتب عساه يجد اجوبة على أسئلة غامضة كثيرة.
**************************************************************

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives