Wednesday, September 15, 2010

 

نظرة عامه على العراق الان ......

الاثنين 13 ايلول 2010
السلام عليكم
يله خلينا نكمل الكلام عن وصف العراق بحالته الجديده كمجتمع مابعد الحرب , ما هي صفاته وماهي التهديدات التي تواجه نساءه ورجاله وشبابه ؟ وما هو المستقبل الذي ينتظره ؟
وما هو تأثير التدخلات الخارجيه فيه : من عسكريه وسياسيه او منظمات مجتمع مدني
وماهي الوجوه السلبيه والايجابيه لحد الان ..
ساحاول ان اكتب افكاري هنا ملخصه وواضحه قدر الامكان , لعل في هذا مايفيد القاريء الذي يهمه ان يعرف ماحدث في العراق بعد الاحتلال
******************************************

اريد ان اتكلم عن العراق كنموذج لما يحصل في دول العالم في هذا العصر , بسبب التدخلات الاجنبيه الخارجيه ,
على المستوى السياسي الاجتماعي فقد تم تفتيت الهويه الوطنيه الموحده القويه الى هويات فرعيه طائفيه وعرقيه مختلفه , كانت الهويه متوحده تحت سلطة الديكتاتور صدام حسين كما تم ترويج هذه النظريه بعد احتلال العراق , والان جاء وقت الديمقراطيه وحرية التعبير فانفجرت هذه الاحقاد والخلافات بطريقه طبيعيه عفويه , وآن الاوان ان تتحقق العداله في تقسيم السلطه والثروات بين الفئات المختلفه في البلاد , والى آخره من كلام فارغ وكاذب , ظاهره حق , وباطنه خبث وكذب ونوايا اخرى مختلفه تماما
خلال دراستي السنه الماضيه عن تحويل النزاعات وبناء السلام في مجتمعات ما بعد الحرب , كانت كتبنا مليئه بهذه النظريات الغربيه الاستعماريه , والتي تقول ان اي مجتمع فيه قوميات مختلفه واديان وطوائف مختلفه , فإن فكرة التصادم بينها هو شيء حتمي , للوصول الى السلطه والثروات
اعترضت على هذه النظريه منذ الفصل الاول , وقلت ان هذه نظريات غربيه لا تنطبق على مجتمعاتنا في الشرق حيث عشنا الاف السنين ونحن من اصول مختلفه , لكن الشعوب تعلمت كيف تتأقلم مع الآخر وكيف تحترم وجوده وحقه في الحياة , سواء كان هنالك اصول دينيه او طائفيه او عرقيه مختلفه , وتعلمت كيف تعيش تحت هويه واحده مركزيه مثل المظله تحمي الجميع تحتها , هويه وطنيه وثقافيه واحده تحمل عدة الوان وهذا هو سر جمالها وقدرتها على البقاء لقرون عديده ,
هذه المظله ضمت تحتها انواع مختلفه من الطقوس الثقافيه و الدينيه , انواع مختلفه من الاطعمه والملابس والموسيقى والفنون , والعادات والتقاليد , لكنها كلها تكون منظومه واحده متماسكه عادة
منظومة ثقافيه اجتماعيه متماسكه تعبر عن هويه وطنيه واحده متماسكه ايضا
هذا يحدث في بلدان كثيرة في العالم مثل الصين والهند وباكستان فهي دول غنيه بثقافات واديان واجناس متنوعه مثل العراق
***********************************
ماذا يحدث في الحروب والاحتلالات ؟
تتهشم هذه المنظومه ,خصوصا اذا جاء محتل من الخارج غايته اضعاف البلاد واخضاعها لسيطرته العسكريه والسياسيه ,
يتم نشر افكار الخلاف بين فئات المجتمع التي عاشت من قبل كوحده واحده , الان الخطاب يختلف , ينبغي ان تتقسم السلطه بين هذه الفئات , وينبغي ان تتقسم ثروات البلاد بين هذه الفئات, فيبدأ عصر جديد عصر التناحر والنزاع والخلاف بعد ان تظهر قيادات لكل فئه , تتولى المشاركه في هذا الصراع ...
يتم توجيه الضربات القاسيه لتمزيق بنية المجتمع الواحد وتفكيك هذه المنظومه الجميله المتماسكه ,
وهنا يبرز دور القيادات المحليه المنافقه والانتهازيه التي كانت تعيش نكرات في الظلام , لا احد يعرفها ولا احد يعترف بها , الان جاء الوقت حتى تصعد المنصه , وتصبح تحت الاضواء, وتدعي انها الناطق الرسمي للشعب , وانها الممثل الشرعي للشعب, وانها تدخل العمليه الانتخابيه بقوة , وتفوز باعلى الاصوات , بغض النظر عن الاساليب , والمحتل يهيء لها كل شيء لوجستي على الارض حتى يعطيها الشرعيه المحليه والدوليه , وهكذا تنطلي الكذبه على الشعب وعلى العالم ...
وتصبح هذه القيادات المتخلفه المنافقه الانتهازيه , الطائفيه والعرقيه , هي الممثل الشرعي لمواطنيها وسوف تعوضهم عن مظالم الماضي وسوف ترتقي بهم لأعلى المستويات وسوف ترد لهم حقوقهم وسوف وسوف وسوف
ثم تمر السنين ويكتشف الشعب ان لا شيء تحقق , وان هذه قيادات كاذبه ديكتاتوريه ومستبده وظالمه وحفنة من اللصوص , لكن من سيزيحهم الان من السلطه ؟
وتبدأ من جديد حلقة الصراع بين الشعب وهذه القيادات الفاسده , وطبعا لو الظروف عاديه سيتمكن الناس من ازاحة هؤلاء بسهوله , بطرق عسكريه او مدنيه , لكن وجود الاحتلال كطرف قوي في البلاد , يسلب الشعب حريته في الحركه والتصرف , لا الجيش عاد مستقلا كما كان , ولا القيادات الوطنيه المحليه لها تاثير قوي وفاعل في المجتمع من اجل عملية الاصلاح والتغيير ..
تدخل البلاد في دوامة صراع لا نهاية له , ولا يعود ثمة ضوء يلوح في نهاية الافق , لان لا توازن موجود في القوى على الارض ,
ويبدأ الناس في فقدان الامل , وسحب أنفسهم من هذه الدوامه اللامجديه , والتي تستنزف اعمارهم وجهودهم وطموحاتهم واحلامهم ,
وهذا بالضبط ما يحدث الان بين العراقيين الذين يعيشون في الداخل ,
كلما سألت احدهم ما تظن مستقبل العراق؟
الجواب دائما : ماكو مستقبل بعد , العراق راح بعد ميرجع مادام هذوله هنا
جواب يؤلمني ويضيق صدري به , ولا اقدر ان الومهم ابدا , ولا اقدر ان اسالهم من يقصدون بقولهم (هذوله ) هل هي القيادات العراقيه السياسيه الجديده ام هي قوات الاحتلال ؟ ام كلاهما معا ؟
***************************
هذه القصه حدثت تماما في يوغسلافيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بداية التسعينات , والخطه نجحت مئه بالمئه وتقسمت يوغسلافيا الى دويلات صغيرة ضعيفه بعد ان تمزق النسيج الاجتماعي المترابط الجميل والذي كان يعيش قرون عديده تحت مظلة الهويه الوطنيه اليوغسلافيه الواحده, ايضا روجوا لفكرة ان دكتاتورية نظام تيتو هي التي كانت تضم هذه الاحقاد والاختلافات تحتها , ثم انفجرت بعد سقوط النظام الشيوعي في يوغسلافيا ....
وفورا ظهرت قيادات عرقيه دينيه متطرفه حاقده مزقت البلاد والعباد وادخلتهم في سلسلة حروب اهليه ونزاعات دمويه استمرت اكثر من عشر سنوات , وتقسمت يوغسلافيا الى دويلات مثل الجبل الاسود والبوسنه والهرسك وكرواتيا والخ
درسنا يوغسلافيا في كتبنا العام الماضي كمثال للنزاعات والحروب الاهليه في العصر الحديث ,
نفس السيناريو طبق في العراق بعد 2003, والعراق لم يتقسم بعد الى دويلات فدراليه ,
لكنني أظن الذين خططوا لحرب العراق مازالوا في حالة انتظار ليروا حصادهم على الارض وقد تحول الى فدراليات طائفيه وعرقيه ,
لم تنته بعد فصول الحرب على العراق , حتى لو ادعوا انهم يسحبون الجيوش من العراق ,
****************************
اعتقد انني تكلمت سابقا عن المنظومه السياسية العسكريه الامنيه الهشه التي تم تكوينها في عراق مابعد 2003, هذه المنظومات مبنيه على أساس عرقي طائفي ومحاصصه , وهي ضعيفه مخترقه لا يمكنها تأدية وظيفتها بطريقه مهنيه ناجحه
هذه ايضا لم تكن صدفة , هذا مخطط بعيد المدى ليبقى العراق بلدا ضعيفا هشا يحتاج قوات الاحتلال لتبقى فيه الى عشرات السنين
لا سلاح طيران تحت مسؤولية العراقيين , ولا آليات متطوره ولا انظمة اتصال متطوره , كل شيء محدود القدرات حتى يبقى تحت رعاية قوة عظمى محتله
ولا حتى رجال السياسه والجيش والامن العراقيين مهما كانت درجة وطنيتهم واخلاصهم للعراق , يملكون القرار المطلق والسياده الكامله ليفعلوا مايرونه مناسبا لمستقبل العراق
هذا موضوع واضح ولا يحتاج الى جدال طويل ...
**************************************************
على مستوى الاقتصاد والزراعه والصناعه والبنيه التحتيه ,
العراق الان رجع الى عصر الظلمات , الزراعه تراجعت للخلف في ظل لا تخطيط ولا رعاية من الدوله , معظم المعروض في الاسواق المحليه هي محاصيل وفواكه وخضار مستورده من دول الجوار ,
مصانع الدوله العراقيه تم تفكيها ونهبها او بقيت معطله مجمده بدون خطط للعمل او الانتاج ,
الاسواق العراقيه تغرق بمنتجات مستورده من الصين وماليزيا ودول الجوار من ايران وتركيا خصوصا,

البنيه التحتيه , لم يتم اصلاح شبكات الكهرباء والماء والمجاري , والشوارع والجسور والمدارس والمستشفيات وشبكات البدالات المحليه للهواتف الارضيه التي تعرضت للقصف في 2003, ربما حدث لبعضها تأهيل , لكنه بقي في قدر محدود وصعب رؤيته , لان الخراب والتخلف هو الطاغي والواضح امام الناظرين لكل هذه القطاعات في العراق لحد الان ,
والنفط , ملف حيوي لكنه غامض , لا نعرف اين تذهب اموال النفط العراقي ولماذا لا تستعمل لتطوير البلاد ؟
هل يستعمل لسد ديون حروب صدام حسين مع ايران ؟
ودفع تعويضات للكويت والسعوديه ؟
لا احد يدري, هذه اسرار تخفيها الدوله وقوات الاحتلال , لا توجد اجوبه واضحه منذ 2003
******************************
اما منظمات المجتمع المدني ومشاركتها في البلاد بعد 2003
اريد ان اتكلم عن نوعين من المنظمات بشكل رئيسي,
نوع متخصص بتقديم برامج للنساء , ونوع متخصص بتوجيه البرامج للشباب,
وهذه اهم فئتين في المجتمع عادة,
البرامج التي جاءت منذ 2003 ولحد الان , هي برامج يفرضها الممول الغربي ,
كانت في البدايه تتعلق بالانتخابات والعمليه الديمقراطيه , ثم توجهت الى مواضيع تخص النساء مثل المساواة مع الرجال او العنف ضد النساء او النوع الاجتماعي ( جندر ) واتفاقية سيداو وغيره من قرارات الامم المتحده التي ترعى حقوق المرأة وتمنع العنف ضدها ,
هذه قرارات دوليه انا احترمها لاشك , لكنني اراها بعيده الان عن حاجة المرأة العراقيه , ما معنى ان اعطيها محاضرة عن حقوق المرأة وسيدوا وهي جائعه محرومه من الحد الادنى لاحتياجات البشر؟
ربما تكون فقدت المعيل بعد هذا العنف الذي عاشه المجتمع كله , ربما زوجها مفقود او مسجون او معوق ,
هذه المرأة لا تبالي بحقوق سيدوا , هذه تريد مني حلول عمليه حتى تعيش حياة كريمه , هي ستصغي لي بقدر ما تظن ان اقتراحاتي ستفيدها في حياتها, بقدر ما تراني متعاطفه معها وصادقه معها , واريد ان افكر معها في طريقه لايجاد حياة افضل , ولتكوين مصدر رزق ثابت مستمر يعيلها هي وعائلتها,
انا من الناس الذين يحبون العائله ويرون انها نواة المجتمع , اذا صلحت صلح المجتمع واذا فسدت فسد المجتمع , لذلك انا ضد اي تيار فكري يحرض المرأة ضد الرجل , من اجل تحطيم العائله , انا مقتنعه ان ثمة وسائل كثيرة نقوي بها المرأة حتى تكون شريك قوي وحقيقي وصاحب قرار في مؤسسة العائله , لكن دون ان تتحطم هذه العائله بالطلاق او اي حماقات اخرى, حتى النساء اللواتي يتعرضن للضرب, ينبغي ان يتعلمن اسلوب منع الزوج من ضربهن , وتغيير سلوكه , واللجوء للاقارب او الاصدقاء لطلب التدخل , واخر حل هو الشكوى عليه لدى الشرطه وحبسه ثم طلب الطلاق عندما يظهر تماما انه شخص لا يمكن اصلاحه ,
بكل الاحوال انا احب ان ارى المرأة مخلوق قوي عندها قدرة على اتخاذ القرار , عندها قدرة على تحمل المسؤوليات, عندها قدر من الثقة بالنفس , عندها مباديء راسخه وتعرف طريقها في الحياة الى اين هي ذاهبه , هذه كلها صفات ايجابيه , لا احب ان اراها ضعيفه غبيه خاضعه تطير مثل ريشة في مهب الريح
هذه المرأة مسؤولة عن تربية جيل , ولا يمكن ان يكون الجيل واعيا وطنيا منتميا اذا كانت امه ضعيفه جاهله ...
نسبة الاميه الان مرتفعه في العراق , لا توجد ارقام رسميه , لا تتعب نفسك , لا توجد اي طريقه للحصول على الارقام في العراق , ابحث عن اي موضوع بنفسك وتلمس مقدار حاجة الناس له , مثل محو الاميه ,
من خلال العمل مع منظمات دوليه ومحليه , محو الاميه الان مطلب عالي للنساء العراقيات بعد 2003

, اريد ان اركز على نقطه أخرى , مامعنى العنف ضد المرأة ؟
هل هو في طبيعة مجتمعاتنا ؟ ام هو جديد بسبب الحروب والاحتلال ؟
طبعا في كل مجتمعات مابعد الحرب يظهر العنف كظاهرة اجتماعيه سلبيه تحتاج الى علاج , وتحتاج الى تثقيف كل الناس في هذا الموضوع , وليس فقط تناول الموضوع كأنه عنف منزلي ضد المرأة لان مجتمعنا مريض وظالم للمراة , هذا كلام فارغ مرفوض
توجد مجتمعات قرويه بعيده عن المدنيه والحضاره و فيها ممارسات ظالمه ضد النساء , نعم هذا موجود, لذلك اؤيد ان تكون هناك محاضرات وحملات توعيه للمجتمع كله حول حقوق الانسان عامة, حقوق المرأة حقوق الطفل , وايضا عن دور الشباب الايجابي في مجتمعاتهم, احب ان يكون دور منظمات المجتمع المدني تنويري تثقيفي في مجتمعاتهم الصغيرة, وليس وسيله لترويج افكار الغرب المستورده , فيقعون في شرك نشر الغزو الفكري الغربي وهم لا يعلمون , يعني مو يكفي الهيمنه العسكريه والسياسيه والاقتصاديه على العراق ايضا سنفتح الباب للهمينه الثقافيه الفكريه من خلال منظمات المجتمع المدني؟
هذه هي نقطة خطوره , وينبغي لكل عامل في منظمات المجتمع المدني ان ينتبه لهذا الفخ ولا يسمح لنفسه او منظمته ان تكون معول هدم لمجتمعه وهو لايدري , يظن نفسه يفعل خيرا ....
والمنظمات المحليه العراقيه الناشطه عادة فقيرة ومحدودة الموارد , ويضطرون ان يتقبلوا تطبيق المشروع من الممول الاجنبي لانه ستغلق المنظمه ابوابها وتتوقف نشاطاتها اذا لم تستمر في مشاريع صغيرة من هنا ومن هناك , وهكذا اذا نظرت الى شهادة خبرة كل منظمه عراقيه ( سي في ) ستجد هذه النشاطات الغريبه عن مجتمعهم قد تم تنفيذها وارضاء الممول , لكن حقيقة لم تقدم أي شي ايجابي للمجتمع , او قدموا خدمات مبتورة مثل دورات تعليميه لكن لا توجد فرص عمل , ماالفائده ؟ المشكله مازالت موجوده, هذه المرأة لم تحصل على عمل بعد وظلت تدور في دوامة الفقر والحرمان , وهذا الشاب ايضا شبع من المحاضرات والدورات وهو مايزال عاطلا بلا عمل , طاقة معطله يتسكع طوال النهار ويطرق الابواب بلا نتيجه ,
لا يوجد تمويل محلي لمشاريع كبيرة لتشغيل النساء والشباب , الدوله لا تمول شيء, فهي تبكي وتشكي من الفقر وقلة الموارد , هكذا هو خطاب الوزارات المعنيه مثل وزارة المرأة او الشباب ,
والمنظمات الدوليه لم تضع مشاريع كبيرة تشغل ايدي عامله عراقيه من شباب او نساء , سمعت فقط ان ثمة مشروع في محافظتين جنوبيتين مثل مشغل نجاره كبير , يموله الاتحاد الاوربي على ما اظن , تحياتي لهم , هذا مشروع ممتاز يشغل مئات من رجال ونساء ويعطيهم خبرات ودخل ثابت , يحتاج العراق الى الاف المشاريع مثل هذا وفي محافظات مختلفه ,
بالنسبة للشباب ,البرامج التي طبقتها كثير من المنظمات في بغداد او المحافظات هي عن بناء قدرات ذاتيه , تثقيف عن العنف والعنف النوعي ( الجندر ) تثقيف عن الانتخابات والعمليه الديمقراطيه ,
لكن يظل الشباب العراقي يعيش في بيئه عنف سياسي وتخلف وفقر وفساد اداري وقلة فرص العمل , وهذه نقاط خطر ربما تدفع الشباب للهجره او البقاء والانضمام للمليشيات الطائفيه او تبني الفكر الطائفي , وهذا واضح تماما الان في عقول الشباب العراقي بعد 2003 , خصوصا المحافظات الجنوبيه او الغربيه او الشماليه, حيث ظهرت تيارات قويه طائفيه وعرقيه , أثرت على تفكير الشباب الذين يعيشون في تلك المحافظات , ونزعت من قلوبهم الولاء للعراق , صار الولاء للطائفه او الجماعه العرقيه التي ينتمون اليها, وهذا خطر على مستقبل العراق , هؤلاء سيكونون قيادات المستقبل ,
اما الذين هاجروا فهم بين الحنين للوطن والحزن على فراقه وانتظار تحسن الاحوال حتى يرجعون, او تخلوا عن العراق وقرروا نسيانه لان الذكريات الاليمه التي يحملونها في قلوبهم ماعادت لهم قدرة على استيعابها او تفسيرها , فسخطوا على العراق كله ....
الشباب يحتاجون الى مشاريع منتجه تفرغ طاقتهم بطريقه ايجابيه بدل الاحقاد والكلام الفارغ الذي يهدم ولا يبني,
مازالت منظمات الشباب في العراق تحتاج الى رعايه وتمويل لمشاريع ايجابيه جاده لبناء قدراتهم بما يفيد مجتمعاتهم ومستقبل بلدهم ,
وطبعا الاحزاب تستغل الفرصه بطريقه خبيثه , وتستغل طاقة الشباب وقلة خبرتهم , في سبيل ان يكونوا اعضاء فيها وينشرون افكارها ويتعلمون التحيز وضيق الافق الذي يخرب ولا يعمر ...
دائما اسال نفسي : هل كنا سندخل هذه الدوامات لولا الاحتلال ؟
فقر وجوع وجهل وأميه وتخلف وعنصريه وطائفيه , من أين سيبدأ الاصلاح ؟ وكم سيستغرق ؟
كم سيتاخر العراق عن جيرانه؟ ومتى سيلحق بهم وقد عاد الى مربع العصور المظلمه ؟
********************
الناس الذين يشاركون في عمل المنظمات او السياسه او الجيش والامن , هم اناس من مختلف الطبقات , وعندهم مختلف الدوافع,
منهم من شارك بسبب مبدأ وعقيده انه يعمل لخير بلده
ومنهم من يبحث عن مصدر رزق ولا علاقة له بالتفاصيل
ومنهم انتهازي ومنافق جاء ليخرب اكثر مما يعمر
ولا يعلم خفايا النفوس الا الله
لذلك , أنا ضد سوء الظن بالناس الذين يعملون بهذه المجالات , واطلاق لون واحد عليهم جميعا
, هذه قلة حكمة وتهور وظلم للناس ,
انا واثقه ان في الحكومه العراقيه نفسها وفي الجيش وفي الشرطه والامن وفي منظمات المجتمع المدني والبرلمان والمجالس المحليه , دائما ثمة أناس وطنيين وشرفاء ويريدون الخير للعراق,
لكن هذه الفوضى الغبيه التي سببها وجود الاحتلال , سبب انعدام الثقه بين العراقيين , كل واحد صار يخاف من الاخر, ويظن به السوء ,
ايضا تفشي الفساد وعدم وجود منظومة واضحه من العقاب والثواب تتبعها الدوله , سببت انهيار النظام الاخلاقي عند الناس , طبعا اذا لم يعاقب الفاسد والحرامي , كل الناس سيصبحون فاسدين وحراميه , من سيردعهم ؟
و كثير من القيادات السياسيه والحزبيه في العراق ايضا ارتكبت الكثير من التجاوزات واتهمت بكثير من قضايا الفساد , فصاروا قدوة سوء للناس ,
والمثل يقول : اذا فسد الراعي فسدت الرعيه ,
وطبعا لعب الكثير من الموولين الاجانب دورا في تعليم العراقيين السرقه والفساد الادراي , شاركوا في ادخال ثقافة السرقه والفساد المالي , مازال الكثير من الممولين الاجانب يعطون تمويل بصفة
In- kind
ماذا تعني هذه ؟
تعني انك توقع عقد مع الممول على مبلغ معين , لكنك ليس بالضرورة تستلمه بيدك , هو سيشتري كل شيء هو سيحتفظ بالفواتير هو سيدفع النفقات , وانت لا تدري كم هو صرف فعلا ؟
هنا فرصه كبيرة للفساد للممول نفسه , وليس لصاحب المنظمه المسكين الذي يطبق المشروع اي صلاحيات للاعتراض او للمحاسبة ,
من يحاسب الممولين الاجانب ؟ لا توجد آليه واضحه لحد الان, وهذه اعطتهم فسحه كبيرة للفساد والسرقات الماليه كأن العراق ساحة مستباحه , لا قانون ولا عقاب ,
ايضا عندي ملاحظه اخيرة لفتت انتباهي ,
النساء والرجال العراقيين الذين يعملون مع منظمات اجنبيه لفترات طويله , سلبت منهم شخصيتهم المستقله وقدرتهم على التفكير والتحليل والانتقاد , فهذا يغضب رؤساءهم ,
المنظمات الغربيه تحب الذي يعمل معها ان لا يناقش ابدا التعليمات , ولا يقدم انتقادات ,
وهذا ينطبق اكيد على العسكر والامن , يعني اذا عقلية الاجانب لا تتحمل نقاش الموظف المدني , فهل سيعطون فرصه للعسكري ان يناقش خططهم ؟
هذه عقلية المحتل , حتى لو دخل عن طريق منظمات مجتمع مدني , فهو يظن نفسه الاكثر ذكاء والاكثر حكمة بكل شيء,

*********************************
حسب التقارير الاميركيه هذه الحرب على العراق كان يمكن ان تكون ميزانيتها الاولى حين اقترحها الرئيس بوش
بين 50 الى 60 مليار دولارفقط
الان اعلنت الصحف الامريكيه في الاسبوع الماضي انها كلفت اكثر من 3 ترليون دولار,
هم يسحبون قواتهم الان من العراق ويتظاهرون بأنهم حققوا نصر ,
في الحقيقه انهم دمروا العراق وجعلوه ارضا محروقه لا حياة فيها , ومستقبلها مجهول,
ودمروا ايضا اقتصاد اميركا واوروبا ومعظم دول العالم من وراء هذه الحرب الغبيه ,
ومازال هنالك قيادات امريكيه تكذب على الشعب الامريكي وتقول انها انتصرت وحققت الديمقراطيه في العراق ,
لم أر بحياتي كذابين وحمقى كهؤلاء ؟
والشعب الامريكي المسكين ماذا سيفعل ؟
هل سيقدر ان يمنعهم من الجنون والدخول بحرب جديده ضد ايران مثلا؟
كل شيء جائز , فهذا تاريخ اميركا وهذه هي طريقة حياتها ,
تحطيم باقي الشعوب وسلب ثرواتها حتى تبقى الرأسماليه على قيد الحياة,
ويملاؤن وسائل الاعلام عندهم بأنهم ابطال وانهم محرووا الشعوب , وهم اكبر كذابين ولصوص,
هم الاستعمار وهم الدمار , هذه هي ميزتهم الوحيده التي يحق لهم ان يفتخروا بها , ان كان ثمة فخر هنا ,
هنالك فرق كبير بين من يبني ويعمر الحضارات , وبين من يفسد ويدمر ويخرب ,
السلام عليكم...












<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives