Tuesday, December 08, 2009

 

خطوات التحول من حال الى حال ....

الثلاثاء 8 كانون الاول 2009
السلام عليكم ...
مشغوله مع الدراسه ولا وقت لدي للكتابه ,
الدراسه وفرت لي قراءات ممتازه عن جذور الصراعات في المجتمعات وكيف يمكن ان يستغلها قيادات متطرفه لوحدها او بالتنسيق مع اطراف خارجيه لاثارة فتن طائفيه وعرقيه من اجل تحقيق مكاسب سياسية مثل الهيمنه على السلطه ومصادر الثروات في البلاد
درسنا نماذج الصراعات في افريقيا , هذه القاره الحزينه والمسلوبه الارادة منذ قرون عديدة , وانظمتها السياسية مشوهه وصعب اصلاح عيوبها لانها تحمل إرث الاستعمار وما أسسه فيها من خلافات واحقاد دينيه وعرقيه عميقة الجذور , ووضع الاستعمار انظمة حكم وقيادات تابعه وضعيفه حتى يبقى المستعمر هو السيد وهؤلاء هم الاتباع , وهناك تنهب الثروات وتتدخل الشركات الاجنبيه لاعطاء رشوات للحكام او امراء الحرب لعمل انقلابات اذا كانت الحكومه غير متعاونه, نسلط عليها متمردين يعيثون فسادا في البلاد حتى ترضخ لنا الحكومه وتعطينا عقود طويلة الامد لاستثمار ثروات البلاد
( يعني عقود ام الخمسين سنه الى الامام )
افريقيا القارة الغنيه المليئه بالكنوز واهلها فقراء يموتون من الجوع والايدز والنزاعات المسلحه التي لا نهاية لها , بينما ثرواتها ينعم بها الغرب , حكومات وشعوب .....
و دول اميركا اللاتينيه ايضا لها تاريخ مشابه نتيجة تدخل حكومات اميركا المستمره في شؤونها , هنري كيسنجر كان يقول ان اميركا الجنوبيه هي الحديقه الخلفيه للولايات المتحدة, يعني مسلوبة ثروات الحديقه الخلفيه البائسه ...
بينما عاشت اميركا اللاتينيه تاريخا يمتليء بالقتل والعنف وتجارة المخدرات وعصابات مسلحه وحكومات دكتاتوريه وشعوب فقيرة مسلوبة الارادة ,
لكنها الان بدأت عصرا جديدا وبدأت تنهض من جديد وتعيد بناء نفسها بطريقه افضل ...
*********************************
ورأيت بوضوح ان حقيقة كل النزاعات في العالم غايتها هي الاستئثار بالسلطه والحصول على الموارد الماليه التي مصدرها ثروات البلاد مثل البترول او المعادن الثمينه
وطبعا في خضم هذه المعارك والاختلافات والحروب الاهليه , يتم توجيه الخطاب السياسي المخادع للجمهور بحجة الدفاع عن حقوق الانسان, حرية التعبير , الديمقراطيه , والخ من تعبيرات تجذب الناس وتستميلهم لمساندة الاحزاب او القيادات التي تتكلم بهذه المفردات ...
تماما كما حصل ويحصل الان في العراق منذ الاحتلال, الم يبك بوش على العراقيين لانهم تحت حكم صدام الدكتاتور ؟
وقال انه سيحرر العراق من الطاغيه ويجعله نموذجا مشرقا في الديمقراطيه والحريه وحقوق الانسان ؟
لكن كيف تمت عملية التحويل في العراق ؟
في البدايه جاءت قيادات ( من المعارضه للنظام السابق ) وكل مجموعه من هذه القيادات اختارت مظله تقف تحتها , مظلة الطائفيه او العرقيه , وخدعت العراقيين البسطاء بانها ستدافع عن حقوقهم المسلوبه ومظلوميتهم التاريخيه
( كم كانت هذه الجمل تتكرر في الاعلام كل يوم ؟)
وطبعا فازت هذه القيادات في الانتخابات الاولى 2005, لانها تاجرت بكلمات مثل حقوق الانسان والحريه والديمقراطيه ,
ومرت السنوات الاربع وهاي هي الانتخابات لفترة برلمانيه ورئاسية جديدة على الابواب , والان العراق في مازق سياسي حاد ,
السياسيون اثبتوا ولاءهم لاحزابهم ومصالحهم الضيقه اكثر من ولائهم للطائفه او الوطن , لانه حتى احزاب الطائفه الواحدة هي متناحرة بينها ,
والناس تعبوا من الكلام والاعتراض والمظاهرات والكتابات في وسائل الاعلام او مقابلات الشارع اليوميه التي تعرضها وسائل الاعلام المحليه ...
مازال العراق بحاجة الى اعادة اعمار وتشغيل الايدي العاطله عن العمل , مازال الناس محتاجون الى خدمات التعليم والصحه والماء والكهرباء وتوفير الوقود باسعار معقوله تناسب دخل الفرد ...
مازال العراق بحاجة الى حكومة قويه وبرلمان نزيه يحارب الفساد الادراي ونهب المال العام ,
ومازالت الدوله بحاجة لتطوير المؤسسات القضائيه لتصبح مستقله محايده لا تفعل ما يرضي الطبقه الحاكمه او لتمرير اجندة سياسية ترضي المسؤولين في الدوله, بل لتدافع عن حقوق الانسان العراقي بغض النظر عن طائفته وعرقيته ...
منظومة الجيش والشرطه والأمن العراقيه تحتاج ان تكون مؤسسات محايده تخدم الشعب دون ميول ومصالح طائفيه وحزبيه ,
البرلمان والحكومه بحاجه لان تكون اجهزة مستقله تخدم الشعب دون الخوض في مصالحها الطائفيه او الحزبيه ,
وسائل الاعلام والصحافه تحتاج الى ان تكون حرة مستقله محمية من الدستور وتتوقف الاعتقالات او الاغتيالات للاصوات المعارضه , وان تعطى وسائل الاعلام والصحافه حرية الاطلاع على ما يجري في مؤسسات الدوله والبرلمان حتى تعرضه للناس , حتى لا يكون الناس في جهل ولا يعلمون ما يحدث حولهم , حتى يتصرف السياسيون بشفافيه ويخافون من المحاسبه , هذه فائده الاعلام الحر المستقل ....
الكثير من الوقت يحتاج العراق حتى يخرج من دائرة الفوضى والعنف وضياع الوقت وهدر الاموال بسبب الفساد او سوء الاستخدام , ليس ثمة من يحاسب , لا توجد لجان نزاهه وطنيه لها سلطات قويه لتسيطر على الوضع لحد الآن مازالت هذه الاجهزة هزيله ضعيفه امام سلطة الفاسدين في اجهزة الدوله ,
وطبعا اهم الاسباب لضعف هذه الدوله هو انها تحت الاحتلال, وتتلقى التعليمات من واشنطن , لحل أي أزمه , يتدخل السفير الامريكي والبريطاني للضغط على قيادات الاحزاب المتناحرة, او يتصل بهم الرئيس الامريكي حتى يضغط عليهم ليتخذوا قرار يراد به الخروج من مأزق حاد تمر فيه البلاد , مثل مأزق قانون الانتخابات الاخير,
البرلمان اصدر القانون دون الاهتمام بمقاعد للعراقيين المهجرين بالداخل او المهجرين في دول الجوار والعالم , والذين تبلغ التقديرات انهم بين 5 الى 6 مليون عراقي,
كنت دائما اتساءل لماذا الحكومه تتجاهل هؤلاء الناس خصوصا الذين في الخارج ؟
كأنهم ليسوا مواطنين عراقيين ؟
لا تقدم لهم اي خدمات او مساعدات ماليه , وتنكرت لهم وتركتهم تحت رحمة منظمات الامم المتحدة , تعطي مساعدات بالقطاره لان مواردها ضئيله ,
بينما العراق من اغنى الدول النفطيه , والعراقيون غاضبون ويقولون اين حكومتنا لماذا تنكرت لنا؟
كنت اتساءل معهم منذ 2005 حينما خرجت من العراق واضطررت للعيش خارجه , ورأيت بعيني معاناة ومذلة العراقيين , يطرقون ابواب المنظمات الانسانية, ويهدرون كرامتهم وماء وجههم كل يوم , وتكون النتيجة مساعدات ضئيله تبقيهم على قيد الحياة فقط , ولا توفر لهم عيشا آمنا كريما ,او تعرض عليهم الامم المتحده اللجوء الى بلد ثالث , وكثير منهم حصل على لجوء في اوروبا او اميركا او استراليا , حيث اضطروا للذهاب وقال الكثير منهم انهم سينتظرون تحسن الوضع في العراق ثم سيعودون من المهجر الى الوطن الأم ...
الان فهمت لماذا اهملتهم الحكومه العراقيه واحزاب السلطه ..
تظن ان معظمهم من البعثيين او المعارضين للحكومة الحاليه ولا ولاء لهم , اذن نتنكر لهم , هذا هو الحل المناسب ,
وطالبتهم الحكومه بالعودة قبل سنتين , وعرضت مبلغ 800 دولار للعائله التي تعود, ثم توقفت عن تقديم اي اغراءات للعودة, لانه حتى الذين عادوا لم يحصلوا على شيء, وعليهم ان يدبروا حياتهم حالهم حال باقي العراقيين , كل واحد مسؤول ان يؤمن لنفسه وعائلته حياة كريمه بقدر مستطاعه , ولا يطلب من الحكومه شيء, فهذا ليس من مسؤوليتها, لانها مشغوله بالنزاعات والتناحرات على السلطه لحد الان , اما المواطن العراقي المسكين فهي تتذكره فقط وقت الانتخابات وتبدأ بالتملق له حتى يذهب لصناديق الاقتراع ....
******************************************************
في سوريا والاردن خاصة الاحزاب العراقيه الناشطه مع اللاجئين هي نفسها التي اعترضت على قانون الانتخابات داخل البرلمان العراقي , لانه اهمل اعطاء مقاعد للاجئين او انه اعطاهم نسبة صغيرة ,
الاحزاب الكبيرة الموجوده داخل العراق لا يهمها أمر اللاجئين , فهي تكسب الاصوات ممن في الداخل , يعني زبائنها من الناخبين موجود في الداخل,
اما الاحزاب الصغيرة التي لها تواجد في الخارج , في سوريا والاردن خاصة مع اللاجئين العراقيين , فهذه اعترضت وارادت زيادة المقاعد , طبعا معهم حق , أنا اؤيد وجهة نظرهم , العراقيون في الخارج لهم حق التصويت والانتخاب مثلهم مثل اي واحد في الداخل ,
يعني انظروا كم هي حكومة احزاب مستهترة بحقوق الناس ؟
الصراع ليس على مصالح الناس , الصراع على عدد مقاعد كل حزب في البرلمان, وبالتالي كم ستكون له سلطة قرار في الحكومه,
يعني لا يفكرون بالشعب المسكين الذي يذهب لينتخبهم من اجل تحقيق احلامه وطموحاته في حياة كريمه آمنه مطمئنه ,
لا , ليست المعادله هكذا بالنسبه للاحزاب الحاكمه في العراق, المهم كيف يصلون للكراسي ثم ينسون الناس ومطالبهم كما فعلوا طوال الاربع سنوات الماضيه ,
لا اقول ان هذه الاحزاب الصغيرة التي ناضلت من اجل كسب مقاعد اكثر للعراقيين في الخارج انها احزاب اكثر نقاء ووطنيه , لا, السياسه في العالم كله وليس في وطننا فقط , صارت مهنه بلا مباديء وبلا قيم وبلا اخلاق , صارت مهنة غايتها المصلحه , مصلحة الحزب او مصلحة الجماعه المتنفذه ,
اين هم السياسيون الشرفاء في العالم الان والذين هم قدوة لسياسيينا ؟
بوش وبلير ؟
وباقي رموز حكومات اوروبا واميركا وكندا واستراليا ؟
هؤلاء الذين يظنون انفسهم رموز سياسية ويسوقون الديمقراطيه الغربيه , كيف تصرفوا اثناء وبعد الحرب على العراق؟
اقليه منهم اثبتوا انهم شرفاء واستقالوا من مناصبهم , والاغلبيه تعاملت بمصلحه وطمع وجشع ووافقت وساندت احتلال العراق,
هذه هي الاخلاق السائده في زماننا هذا , وهذه القيادات الكبيرة هي القدوة , فلماذا نلوم الاقزام ؟
******************************
الانتخابات هي الخطوة الاولى دائما لبناء دولة مؤسسات , لكن لحد الان في العراق الخطوة الاولى متعثرة , بعد عدة شهور سيكون مضى على احتلال العراق سبع سنوات , ومازلنا نراوح في المربع الاول , تناحرات وصراعات على السلطه , ولم نبدأ بعد خطوات حقيقيه لبناء دولة مؤسسات ...
المحتل طبعا يتحمل المسؤوليه الاولى لما يحدث في العراق, اصابعه في كل مكان ...
اما الحديث عن قانون النفط والغاز او الاتفاقيه الامنيه الموقعه بين حكومة العراق والحكومه الامريكيه , فهذه اتفاقيات غامضه للشعب , ولوسائل الاعلام العراقيه , والله وحده يعلم التفاصيل الشيطانيه والكارثيه فيها ,
عندنا مثل يقول : والمخفي كان اعظم ,
اكيد المخفي فيه مصائب اعظم من المعلنه ,
اذا كانت هذه سلوكيات الاحزاب والقيادات السياسيه في العلن , مقصرة بواجباتها ومنحازه لمصالحها وهي في العلن , فماذا فعلت في الاتفاقيات غير المعلنه على الجمهور ؟
كم فرطت في حقوق العراق وشعبه ؟
كم رضخت لخدمة مصالح الحكومه الامريكيه في المنطقه على حساب مصالح الناس ومستقبل المنطقه كلها ؟
الله وحده يعلم التفاصيل الآن,
لكن سيأتي يوم وتصبح هذه التفاصيل واضحه ومعروفه وللجميع ,
كل شيء يحتاج الى وقت ....

الوقت من اهم عوامل التحويل
( transformation)
والتغيير في حياة الفرد والمجتمعات ....
والوحيد الذي لا يتحول ولا يتغير , هو رب الكون
سبحانه وتعالى .....



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives