Sunday, August 16, 2009
نساء عراقيات في السجون .....
الأحد 16 آب 2009
السلام عليكم...
منذ عام تقريبا , كنت قد سمعت عن نساء عراقيات معتقلات ومحكوم عليهن بالاعدام او احكام بالسجن لسنوات طويله , لكن لا احد يعرف تفاصيل القصه , دائما الناس تتساءل ماهي جنايتهن وماهي ظروفهن ولماذا لا تعرض وجوههن وقصصهن على التلفزيون والصحف حتى نعرف حقيقة ما يجري, وحتى نعرف كيف نتصرف , مع قرار العقوبه ام ضدها ؟
وكنت سألت صحفيا قادما من بغداد قبل اسابيع عن حقيقة الموضوع وهل عنده اطلاع على القصه؟
قال انه سمع من صديق مقرب له في الشرطه انهن فعلا متورطات في اعمال ارهابيه وبعضهن دربن نساء عراقيات حتى يفجرن انفسهن , وسالته لماذا يفعلن هذا ؟ قال لا ادري
بقي الموضوع يدور في ذهني ومعه الكثير من الاسئله ,
نساء يفجرن انفسهن ؟
لماذا ؟
***************************************************
بالأمس وبالصدفة وجدت مقالا على الموقع الالكتروني لجريدة نيويورك تايمز , وتاريخه قريب ( 13 آب 2009 )
How Baida wanted to die-NY Times.com
والمقال من 6 صفحات , وهو يحمل صورة إمراة تلبس غطاءا اسود على رأسها , وتبدو في نهاية العشرينات من عمرها , واسمها بيداء ....
عنوانه : كيف تريد بيداء ان تموت ...
وتحكي الصحفيه كيف قابلت بيداء بالتفاصيل في سجن للشرطه في بعقوبه حيث كانت ممن قبض عليهم بداية سنة 2008 من المشتبه بهم , وكيف تكلمت عن حكايتها بالتفصيل الممل , عن طفولتها في عائلة فقيرة , ثم ذهابها للمدرسه الابتدائيه للصف الثامن ثم منعتها امها من الذهاب للمدرسه , توفت امها عندما كان عمر بيداء 17 , ثم زوجها والدها من رجل كان قاسيا معها ويضربها ,
وتحدثت كيف انها رأت جارهم سنة 2005 وقد اطلقت القوات الامريكيه النار عليه واصابوه في الرقبه , وظل ينزف ويتمرغ في التراب حتى مات , رأت كل ذلك بعيونها , ثم قررت ان تساعد اخوانها ووالدها في صناعة العبوات المتفجرة التي توضع على الطرقات وتنفجر على الرتل الامريكي ,
ثم جاءت قوات الاحتلال لاحقا وقصفوا بيتهم في 2007 في فجر احد ايام رمضان , وقتلوا والدها واخوتها , فسيطر عليها من يومها الرغبه في الانتقام ,
وصارت تعمل مع اولاد عمها الذين يشكلون خلايا اخرى تعمل على صناعة المتفجرات والاحزمه الناسفه , وكانوا يطلبون منها تفجير نفسها ضد الشرطه العراقيه لكنها رفضت وقالت هذا حرام لا يجوز قتل مسلم , انما اوافق على تفجير نفسي وسط قوات الاحتلال , هؤلاء يستحقون ...
ثم بعد اسابيع رجعت الصحفيه لتقابل بيداء في مستشفى الرشد للامراض النفسيه , كانت هناك تحت فحوصات نفسيه للتاكد من حالتها العقليه , ثم تم ارجاعها للسجن بعد التاكد من سلامتها
********************************************
في الزنزانه مع بيداء توجد فتاة صغيرة عمرها حوالي 16 سنه اسمها رانيا , ايضا متهمه بانها كانت تريد تفجير نفسها, وهي تقول ان امها حاولت تجبرها على تفجير نفسها لكنها رفضت وهربت وقبض عليها في نقطة تفتيش , والان هي وامها في السجن ...
اظن الام تهمتها هي الانتماء لخليه تعمل عبوات ناسفه واحزمه ناسفه وتدريب فتيات على تفجير انفسهن , اعتقد عقوبة الام ستكون الاعدام ,
لكن عقوبة هؤلاء الفتيات ربما سجن لعدة سنوات ....
هذه نماذج من النساء العراقيات داخل السجون الان و المتهمات بالاعمال الارهابيه ...
**************************************************************
بقيت افكر طوال الليل والنهار فيهن ....
يعني هؤلاء النسوة فقيرات من أسر قرويه في محافظات حول بغداد سواء بعقوبه او الرمادي , حيث الحياة جافة والموارد قليله اصلا قبل الحرب والاحتلال, والنساء هناك حياتهن ليست كحياة نساء المدن مثلي حيث تربيت في بغداد في عائلة متوسطة المستوى , وتعلمت مع اخوتي واخواتي, وتخرجنا من الجامعات ببغداد , وتزوجنا وصارت لنا بيوت ووظائف ودخل جيد واطفال وعائلات نرعاها ونحبها ومستقبل آمن ...
هل كانت ستفكر واحدة منا , من اخواتي او قريباتي او صديقاتي , ان تذهب وتفجر نفسها؟
ان تنتمي لخليه ارهابيه تصنع عبوات ناسفه تتفجر على الطرقات ؟
لم يكن هذا ليحدث ابدا لولا الاحتلال البغيض ...
كانت ستبقى هؤلاء القرويات يعملن في حقول القمح او بساتين البرتقال والرمان والتمر, كن سيبقين في بيوتهن يعتنين باولادهن وازواجهن وربما الاغنام او الدجاج التي تملكها العائله , كان يمكن ان تكون مئات الاشياء تشغل هذه العائلات وهذه النساء , كل شي يمكن ان يخطر على بالنا, الا ان يتحولوا الى ارهابيين يصنعون عبوات ناسفه تتفجر على الطرقات او احزمه ناسفه يلبسونها ويفجرون انفسهم بين الناس ....
هذا ما جنيناه من الاحتلال, العنف لا يولد الا العنف , هؤلاء النسوة اللواتي رأين العنف وسفك الدماء بدل الزهور والبساتين , رأين جيرانهن واقاربهن يتخبطون بالدماء جراء القصف المباشر من قوات الاحتلال ويموتون امام اعينهن...
من هو القاضي الظالم الذي سيحكم عليهن بالسجن او الاعدام ؟
بل ينبغي الحكم على من نغص حياتهن ودفعهن لهذه الاختيارت البشعه وهذه النهاية المؤلمه , هذا هو الذي يستحق السجن والاعدام ,
وهؤلاء النسوة لسن سوى ضحايا, هن بحاجة لعلاج نفسي لتبديل فكرة العنف والانتقام من عقولهن الى نسيان الماضي وفتح صفحة لحياة ومستقبل جديد,
ولن نطلب منهن اعطاء المغفره لمن قتل اهلهن ودمر بيوتهن وحياتهن...
لا يستحق الاحتلال اي مغفره...
ينبغي ان يغادرو ا العراق اولا, ويعوضوا هذه العائلات عما سببوه من دمار لهم ..
ولن نغفر لهم ابدا ...
لكننا نحتاج ان نغفر لبعضنا البعض, ونساعد بعضنا البعض حتى نتجاوز المحن ,
لكن ليس ان نعاقب ابناء ونساء العراق لانهم قاوموا الاحتلال !
في أي شريعة يتم معاقبة الضحيه ومكافأة الجلاد ؟
السلام عليكم...
منذ عام تقريبا , كنت قد سمعت عن نساء عراقيات معتقلات ومحكوم عليهن بالاعدام او احكام بالسجن لسنوات طويله , لكن لا احد يعرف تفاصيل القصه , دائما الناس تتساءل ماهي جنايتهن وماهي ظروفهن ولماذا لا تعرض وجوههن وقصصهن على التلفزيون والصحف حتى نعرف حقيقة ما يجري, وحتى نعرف كيف نتصرف , مع قرار العقوبه ام ضدها ؟
وكنت سألت صحفيا قادما من بغداد قبل اسابيع عن حقيقة الموضوع وهل عنده اطلاع على القصه؟
قال انه سمع من صديق مقرب له في الشرطه انهن فعلا متورطات في اعمال ارهابيه وبعضهن دربن نساء عراقيات حتى يفجرن انفسهن , وسالته لماذا يفعلن هذا ؟ قال لا ادري
بقي الموضوع يدور في ذهني ومعه الكثير من الاسئله ,
نساء يفجرن انفسهن ؟
لماذا ؟
***************************************************
بالأمس وبالصدفة وجدت مقالا على الموقع الالكتروني لجريدة نيويورك تايمز , وتاريخه قريب ( 13 آب 2009 )
How Baida wanted to die-NY Times.com
والمقال من 6 صفحات , وهو يحمل صورة إمراة تلبس غطاءا اسود على رأسها , وتبدو في نهاية العشرينات من عمرها , واسمها بيداء ....
عنوانه : كيف تريد بيداء ان تموت ...
وتحكي الصحفيه كيف قابلت بيداء بالتفاصيل في سجن للشرطه في بعقوبه حيث كانت ممن قبض عليهم بداية سنة 2008 من المشتبه بهم , وكيف تكلمت عن حكايتها بالتفصيل الممل , عن طفولتها في عائلة فقيرة , ثم ذهابها للمدرسه الابتدائيه للصف الثامن ثم منعتها امها من الذهاب للمدرسه , توفت امها عندما كان عمر بيداء 17 , ثم زوجها والدها من رجل كان قاسيا معها ويضربها ,
وتحدثت كيف انها رأت جارهم سنة 2005 وقد اطلقت القوات الامريكيه النار عليه واصابوه في الرقبه , وظل ينزف ويتمرغ في التراب حتى مات , رأت كل ذلك بعيونها , ثم قررت ان تساعد اخوانها ووالدها في صناعة العبوات المتفجرة التي توضع على الطرقات وتنفجر على الرتل الامريكي ,
ثم جاءت قوات الاحتلال لاحقا وقصفوا بيتهم في 2007 في فجر احد ايام رمضان , وقتلوا والدها واخوتها , فسيطر عليها من يومها الرغبه في الانتقام ,
وصارت تعمل مع اولاد عمها الذين يشكلون خلايا اخرى تعمل على صناعة المتفجرات والاحزمه الناسفه , وكانوا يطلبون منها تفجير نفسها ضد الشرطه العراقيه لكنها رفضت وقالت هذا حرام لا يجوز قتل مسلم , انما اوافق على تفجير نفسي وسط قوات الاحتلال , هؤلاء يستحقون ...
ثم بعد اسابيع رجعت الصحفيه لتقابل بيداء في مستشفى الرشد للامراض النفسيه , كانت هناك تحت فحوصات نفسيه للتاكد من حالتها العقليه , ثم تم ارجاعها للسجن بعد التاكد من سلامتها
********************************************
في الزنزانه مع بيداء توجد فتاة صغيرة عمرها حوالي 16 سنه اسمها رانيا , ايضا متهمه بانها كانت تريد تفجير نفسها, وهي تقول ان امها حاولت تجبرها على تفجير نفسها لكنها رفضت وهربت وقبض عليها في نقطة تفتيش , والان هي وامها في السجن ...
اظن الام تهمتها هي الانتماء لخليه تعمل عبوات ناسفه واحزمه ناسفه وتدريب فتيات على تفجير انفسهن , اعتقد عقوبة الام ستكون الاعدام ,
لكن عقوبة هؤلاء الفتيات ربما سجن لعدة سنوات ....
هذه نماذج من النساء العراقيات داخل السجون الان و المتهمات بالاعمال الارهابيه ...
**************************************************************
بقيت افكر طوال الليل والنهار فيهن ....
يعني هؤلاء النسوة فقيرات من أسر قرويه في محافظات حول بغداد سواء بعقوبه او الرمادي , حيث الحياة جافة والموارد قليله اصلا قبل الحرب والاحتلال, والنساء هناك حياتهن ليست كحياة نساء المدن مثلي حيث تربيت في بغداد في عائلة متوسطة المستوى , وتعلمت مع اخوتي واخواتي, وتخرجنا من الجامعات ببغداد , وتزوجنا وصارت لنا بيوت ووظائف ودخل جيد واطفال وعائلات نرعاها ونحبها ومستقبل آمن ...
هل كانت ستفكر واحدة منا , من اخواتي او قريباتي او صديقاتي , ان تذهب وتفجر نفسها؟
ان تنتمي لخليه ارهابيه تصنع عبوات ناسفه تتفجر على الطرقات ؟
لم يكن هذا ليحدث ابدا لولا الاحتلال البغيض ...
كانت ستبقى هؤلاء القرويات يعملن في حقول القمح او بساتين البرتقال والرمان والتمر, كن سيبقين في بيوتهن يعتنين باولادهن وازواجهن وربما الاغنام او الدجاج التي تملكها العائله , كان يمكن ان تكون مئات الاشياء تشغل هذه العائلات وهذه النساء , كل شي يمكن ان يخطر على بالنا, الا ان يتحولوا الى ارهابيين يصنعون عبوات ناسفه تتفجر على الطرقات او احزمه ناسفه يلبسونها ويفجرون انفسهم بين الناس ....
هذا ما جنيناه من الاحتلال, العنف لا يولد الا العنف , هؤلاء النسوة اللواتي رأين العنف وسفك الدماء بدل الزهور والبساتين , رأين جيرانهن واقاربهن يتخبطون بالدماء جراء القصف المباشر من قوات الاحتلال ويموتون امام اعينهن...
من هو القاضي الظالم الذي سيحكم عليهن بالسجن او الاعدام ؟
بل ينبغي الحكم على من نغص حياتهن ودفعهن لهذه الاختيارت البشعه وهذه النهاية المؤلمه , هذا هو الذي يستحق السجن والاعدام ,
وهؤلاء النسوة لسن سوى ضحايا, هن بحاجة لعلاج نفسي لتبديل فكرة العنف والانتقام من عقولهن الى نسيان الماضي وفتح صفحة لحياة ومستقبل جديد,
ولن نطلب منهن اعطاء المغفره لمن قتل اهلهن ودمر بيوتهن وحياتهن...
لا يستحق الاحتلال اي مغفره...
ينبغي ان يغادرو ا العراق اولا, ويعوضوا هذه العائلات عما سببوه من دمار لهم ..
ولن نغفر لهم ابدا ...
لكننا نحتاج ان نغفر لبعضنا البعض, ونساعد بعضنا البعض حتى نتجاوز المحن ,
لكن ليس ان نعاقب ابناء ونساء العراق لانهم قاوموا الاحتلال !
في أي شريعة يتم معاقبة الضحيه ومكافأة الجلاد ؟