Friday, December 19, 2008
نهاية العام , نهاية المشروع ....
الجمعه 19 كانون الاول 2008
السلام عليكم ....
السنة تقترب من نهايتها والمشروع الذي اعمل عليه يقترب من نهايته,
وهذه الفترة هي أكثر فترة مرهقة ,
حيث تتكثف التعليمات من أجل انجاز كافة النشاطات المطلوبه بدقة وكفاءه,
ايضا ملاحقة ومراقبة الميزانيه وأن لا احد يتجاوز خطوط اي بند فيها,
وتتكثف عملية الرقابه من كل الجهات ...
العمل يبدو مثل المشي في حقل الغام , الحذر واجب في كل خطوه....
لا أقدر ان أصف كم ارهقني هذا المشروع , حيث العمل يتضمن متابعته ماليا واداريا وميدانيا ,
في تسعة فروع , ومتابعة مشاكل التنفيذ , مشاكل طاقم العمل, مشاكل الفئات المستفيدة ,
والاستماع لشكاوي الجميع , ومحاولة ايجاد حلول مناسبه لجميع الاطراف , بما فيهم أنا منسقة المشروع,
ثم هناك تصادمات واختلافات في الرؤى بين المنظمة المحليه التي اعمل بها , وبين الممول , وهو منظمة عالميه لها قوانين وأسس صارمه للمراقبه او شروط تنفيذ اي مشروع يمولونه,
المشكله الاولى ان المنظمات المحليه ليست دائما تمتلك رؤية عميقه لتنفيذ المشروع , مع انها كتبت فكرة المشروع , لكن ليس هنالك دائما شفافيه ومصداقيه في تطبيق هذه الافكار التي كتبت على الورق,
هي فقط لجذب اهتمام الممول , ثم سحب فلوسه ,
ثم تأتي حالة التمرد على الاتفاق او التحايل على تنفيذه ...
بتقديري مسألة الشفافيه هي مسألة حساسه ونادره هذه الايام ...
الكل يعد ولكن لا يوفي بما عاهد عليه , هذه هي الحاله الطبيعيه الان في كل مكان , سواء في حكومات او احزاب او منظمات غير حكوميه ,,,
كل واحد منهم مجرد ان ينال المنصب أو الكرسي أو المنحه , ينقلب الى متمرد عنيد ويظن نفسه هو الآمر الناهي وصاحب القرار الاول والاخير , ويلغي أي شيء اسمه شركاء , سواء في القرار او التنفيذ...
او يدعي قبوله للمشاركه , لكنه يغش تحت الطاوله , ويظهر نفسه امام الشريك انه حباب متفهم ,
يعني معظم الاحيان , المراوغه والكذب هما وسائل الاتصال مع الشركاء الاخرين ,
للاسف , هذا سبب الخيبة التي يعيش بها العالم كله ,
نقص المصداقيه و نقص النوايا الحسنه , كيف تتحقق اذا اشياء مثل : العداله , الاستقرار , التطور و الازدهار ,
أظن هذه المصطلحات ستبقى بعيدة عن الواقع , ما دام هنالك كذب ومراوغه بيد من يملك المال والقرار في دول العالم كافة .....
دائما اقول ان مشكلة العالم ليست قلة الموارد من أموال وثروات طبيعيه , لكن قلة الناس المخلصين الذي يشرفون على تقسيم وتوزيع هذه الموارد بعداله بين الناس ,
والعراق هو مثال مصغر على ما يحدث في العالم كله ...
**************************************************
تأتي مشاكل اخرى تعيق تنفيذ المشروع بطريقة عالية الجودة ,
مشكلة الموارد البشريه , يعني طاقم الموظفين , هؤلاء عادة في المنظمات الحكوميه المحليه يكونون غير مؤهلين كفاية لفهم روح العمل الجماعي او كيف نتعامل مع فئة المستفيدين , ربما كانوا مع بعضهم متناحرين, ومع فئة المستفيدين يتعاملون بجلافه وقسوة بسبب ضغوطات العمل , وايضا فئة المستفيدين يكونون متحسيين عادة , ويغضبهم أي تصرف صغير من الموظفين , يسيئون الظن ويغضبون ويتسخطون , وخصوصا ان العراقيين الذين يتم التعامل معهم كفئه مستفيدة من المشاريع , هؤلاء كانوا يعيشون ظروفا جيدة مقارنة بما يلاقونه الان من ضياع واحباط بسبب خروجهم من وطنهم , وعيشهم في دول الجوار غير معرف تصنيفهم , البعض يسميهم لاجئين و البعض يسميهم ضيوف مؤقتين , ضيوف بلا اقامه , بلا حق عمل , بلا مستقبل واضح ,
هذا سبب توترهم وقلقهم وتصادمهم احيانا مع موظفي المنظمات التي تقدم خدمات لهم مثل تعليميه او طبيه أو نقديه وغيرها ...
المشكله الاخرى تتعلق بموظفي المنظمات الدوليه الكبيرة , والتي تملك التمويل ,
هذه دائما تغذي فروعها مثلا في الاردن , سوريا ومصر , بموظفين اجانب ليكونوا قادة البرامج او مشرفين عليها,
بينما الموظفون المحليون هم اقليه , ومعظمهم صغار السن والتجربه , ويظل الاجنبي مهما كانت خبرته فثمة تناقض بين رؤيته وحاجة الناس الحقيقيه لبرامج هو يظنها سليمه وناجحه بينما في الواقع هي برامج غير كفوءة ولا تؤدي المطلوب دائما ....
يعني العمل ينجز كما يلي :
توجد منظمات تقدم خدمات الوصول للبيوت لدراسة حالات اللاجئين ويسموها
outreach services
وهذا يتم عبر طاقم من متطوعين ومتطوعات معظمهم عراقيين برواتب صغيرة تافهه محزنه , وتستنزف قواهم عملية البحث اليومي عن عائلات عراقية متواجدة في مناطق مختلفة , ثم زيارتها وتعبئة استمارات فيها اسئله كثيرة لمعرفة وضع و احتياجات كل عائله بالتفصيل ...
ثم تقدم تقاريرها لمسؤولي البرامج الذين هم عادة اجانب غير عرب , من اوروبا وافريقيا واسيا ( اثيوبيا , ارتريا , الهند , باكستان , هولندا, سويسرا, بريطانيا, فرنسا, ايطاليا , .....)
هؤلاء الموظفون عندهم خبرة تصميم او تنفيذ برامج طبقت في دول اخرى , ويتم عادة تطبيق هذه البرامج هنا بغض النظر عن تفاصيل اخرى قد تستوجب الانتباه , لكن الاجنبي لن ينتبه لانه لا يتعامل مع الميدان , ولا يملك نفس اللغة , ولا يعرف شيئا عن ثقافة وعادات وتاريخ هؤلاء الفئة التي تصمم لها البرامج ,
فيبقى هنالك ثمة اخفاق في تصميم وتطبيق البرنامج حتى ينتهي ...
احب ان اشرح مثالا , حتى تتوضح الصورة اكثر:
كل المنظمات العالمية تطبق مشاريع تعزيز وتقوية دور المرأة تسمى عادة
women empowerment
طيب هذه الفكرة ممكن تطبيقها ضمن برامج مختلفه , حسب ظروف المراة , يعني اذا تعيش قرويه , في بلد آمن مستقر لكن يشكي الفقر والبطاله , نصمم برنامج لتقوية دور هذه المرأة في اسرتها حتى تحسن من حياة اسرتها ,
واذا المراة تعيش وتعمل في المدينه , وتكون هنالك مثلا قوانين لا تحقق عداله في راتبها مع زملائها الرجال , ولا تعطي جنسية لاطفالها اذا تزوجت من رجل من جنسية اخرى , فهذه حقوق مدنية تستحق ان تناضل من أجل اقرارها ( لكن ما يحدث عادة ان معظم المنظمات الاجنبية تدخل للتحالف مع منظمات نسويه محلية في الوطن العربي لمحاربة الدين وقوانينه مثلا مثل تعدد الزوجات او ولاية الرجل على المرأة , وطبعا هذه حماقات وتجاوزات خطيرة جعلت غالبية الناس ينفرون من المنظمات النسائيه العربيه المحليه ويظنونها تعمل لتطبيق اجندة دول غربيه عدوة )
ايضا نفس الغباء حدث في العراق بعد الاحتلال, جاءت منظمات نسويه امريكيه تحرض العراقيات على المطالبه بالمساواة مع الرجل ( دينيا ومدنيا )ونبذ الدين ورفضه واخراجه من الحياة العامه , وتطبيق اتفاقية دوليه لحماية حقوق النساء اسمها سيداو وجعلها مرجعيه للنساء العراقيات , والدفاع عن افكار مثل حق المثليات في تكوين جمعيات محليه , او الرجال المثليين , واننا نضطهدهم , وهذه علامة تخلف لمجتمعاتنا , او فتح موضوع جرائم الشرف التي ترتكب في القرى احيانا ضد فتيات حوامل بطريقه غير شرعيه ,
هذه أمور حساسه تخص ثقافة كل مجتمع , والمفروض أن افراد هذا المجتمع يعيدون النظر بهذه الامور جميعها , ويقررون تغيير ما يرونه غير مناسب , او تثبيت ما يرونه مناسبا
هذه العادات هي معبرة عن ضمير الناس الجماعي وليس الفردي , ويتم تغييرها بتوافق ورضا الغالبيه العظمى عادة,,,
لكن ان تأتي نساء اجنبيات من الخارج , حتى يدربن فئه من المغفلات في مجتمعاتهن المحليه , ليشكلن حالة ببغاوات تردد ما سمعنه من منظمات اجنبيه , فهذه مهزله مضحكه محزنه , أقل ما فيها هو هدر أموال كان يمكن ان تفيد في اقامة مشاريع تحسن من حياة نساء فقيرات معدومات , كمشاريع تعليم خياطة وتطريز وطبخ وصناعات شعبيه مثل البسط والسجاد والسلال المتنوعه او تعليمهن مهارات مثل حاسوب ولغة اجنبيه او محو أميه ابجديه او محو أميه قانونيه والخ من نشاطات تفتح عيون النساء وتقوي من شخصيتهن وثقتهن بانفسهن , حتى يربين اطفالا اكثر وعيا ونظافة وذكاء , فالاشياء دون شك , كلها مرتبطه ببعض , فالأم الجاهله بطبيعة الحال لن يكون طفلها نظيفا سعيدا صحيا كما هو حال الأم الأكثر وعيا وثقافة , اذا افترضنا انها مخلصة لبيتها ومحبة لعائلتها واولادها ويشكلون اولويه في سلم درجات سعادتها الشخصيه ....
*******************************
بالنسبة للعراقيات المتواجدات مع عوائلهن في سوريا والاردن مثلا , هن بلا اقامه بلا حق عمل , يملأهن القلق على مصير ازواجهن العاطلين عن العمل , واولادهن المهدد مستقبلهم , حتى لو توفرت لهم فرصة الدراسه الابتدائيه او الثانويه فمن سيدخلهم الجامعه ؟ من سينفق عليهم ؟
واذا تخرجوا من الجامعه , من سيضمن لهم حق العمل ؟
حق العمل هو شيء أساسي من حقوق الانسان , مثل حقوق التعليم والصحه وغيرها من أساسيات الحياة الكريمه للانسان ,
لو يتخيل اي واحد منا انه ممنوع من العمل , مع انه يحمل شهادة جامعيه او مهنيه , وعنده خبرة طويله في العمل مثل طبيب او مهندس او معلم او استاذ جامعي او نجار او صباغ او حداد وغيرها من المهن ,
هكذا حال معظم العراقيين في سوريا والاردن الذين لا يملكون اقامات شرعيه
( الحصول على الاقامه يستوجب دفع مبالغ ماليه كبيرة عادة تحددها الدوله المضيفه )
إذن كم هو الشعور بالخيبه والهزيمه والاحباط الذي يغمر نفوس هؤلاء العراقيين خارج العراق والذين يعيشون في دول الجوار تحت مسمى لاجئين ؟
وهؤلاء ايضا غالبيتهم تتردد في العودة للعراق , حيث يظنون ان الاحوال الامنيه غير مستقرة بما فيه الكفايه ,
وربما بعضهم متورط في مشكله مع جيرانه او اقاربه ويخاف العودة , او هاجمته مليشيا طائفيه واحتلت بيته لحد الان , او قتل احد افراد العائله امامه فهو لم يخرج من هذه التجربه بعد, او كان عسكريا سابقا ويخاف من الاغتيال , او اعلاميا معروفا سابقا ويخاف ايضا من الاغتيال , او ربما كسولا مخادعا يريد من يصرف عليه حتى نهاية عمره وهو مستمتع بقصة انه ضحيه ,
يعني حكايات لا تنتهي ...
بعضها صادقه بعضها كاذبه
هكذا هي احوال البشر في كل مكان
***************************************
انتهى العام , وجاء موعد الاجتماع الاخير مع الممولين , وكان من المفروض ان يتكلم ممثل كل منظمه عن النتائج التي حصدوها من تطبيق المشروع ,
وأحسست بالاحباط بعد حضور الاجتماع , لأن معظم المنظمات غابت عن الاجتماع , ومعظم الموظفين القياديين غابوا عن الاجتماع , ولم يناقش أي واحد ما هي الافكار لتطوير البرامج التي طبقت لهذا العام , ولم يتطرق لهذه الامور بجديه كافيه , الجو في قاعة الاجتماع كان باردا لا مباليا , كل الموظفين وجوههم تقول : كافي خلص خلينا نطلع لاننا تعبانين وهذه نهاية العام ونريد ان نرتاح من الكلام الممل ...
شرح ممثوا المنظمات كل واحد مختصر مفيد عن ما انجزه مشروعهم ..
وانا ايضا شرحت عن المشروع وما تم تنفيذه , وسألني موظف جديد من جهة الممول , عدة اسئله ليعرف طبيعة العمل اكثر, لكن مدير الجلسه نهره قائلا : لا يوجد وقت , سنتكلم عن هذه التفاصيل لاحقا ,
ولا ادري متى سيأتي لاحقا هذا ؟
زاد عندي القناعه بعدم الرغبه بتجديد العمل هنا , فلا أحد يحس بالالم الذي يعانيه العراقي سوى العراقي ,
وثمة مثل يقول : الذي يأكل ضرب العصي ليس كالذي يقف ويعد عدد الضربات ....
وزاد عندي القناعة ان ممولين عرب ينبغي لهم ان يتحملوا مسؤولية مساعدة المهجرين او اللاجئين او الفئات الضعيفه في مجتمعاتنا , ضمن برامج يصممها خبراء محليون , وتطبقها منظمات محليه , ويمولها ممول محلي ,
هذه ستحل كثير من الاشكالات التي تكلمت عنها سابقا , والمفروض ان نحصد نتائج ايجابيه اكثر بنهاية هذه المشاريع ....
كان عندي ثمة رغبة ان اتكلم عن حالات من النساء وجدتهن يعشن ظروفا بائسه رغم وجود برامج تقدم مساعدات لكنها ضحله وتافهه وليست مجديه بما فيه الكفايه ,
يعني اتساءل دائما مع نفسي : نحن كبشر نعمل في منظمات انسانية , هل عندنا جدية في النية والعمل على تحسين ظروف الناس ام نطبق المشروع وخلص با ي باي , نقدم تقارير نهاية الشهر ونهاية السنه ارقام ووصف لفعاليات المشروع لكن ارواحنا ميته وقلوبنا خاويه ...
مثلا هذه المرأة الأميه الجاهله الفقيرة التي عندها 7 أطفال , زوجها عنده مشكله قانونيه بجواز سفره استوجب توقيفه في السجن هنا , وهي تنال راتب 190 دينار شهريا مع اطفالها( اقل من 300 دولار ) , وتزور الزوج ويطالبها في كل زياره ان تعطيه 20 دينار كمصاريف شخصيه ,
جاءتني اكثر من مرة وطلبت تحسين ظروفها ,
تقول ان الراتب لا يكفي ايجار ومصاريف الحياة اليوميه ,
كيف يمكن تحسين ظروفها؟
بقيت افكر طويلا , اين هي البرامج التي تحسن حياة إمرأة محطمه مثل هذه ؟
المفروض ان تتابع حالتها منظمه جاده , تعطيها دروس محو اميه ابجديه اولا , ثم تدربها على الطبخ او الخياطه او الصالون , وتمول لها مشروع منزلي يكفل لها البقاء مع اطفالها , والعمل داخل المنزل بمهنة ممكن ان تدر عليها دخلا بسيطا اضافيا يحسن من مستوى حياتها,
أليس هذا افضل من أن تنتظر ليطرق بابها متبرع بكيلو رز او طحين ؟
هذه اهانه لكرامتها الانسانيه , والمفروض ان هذه المنظمات تعمل من أجل المحافظة على الكرامه الانسانيه خصوصا للنساء الضعيفات بلا معيل , وعندهن نصف دزينة أطفال ...
التقيت ايضا عدة نساء عراقيات متزوجات من اردنيين ويعشن حياة غير كريمه غير سعيده , وعندهن اطفال ,
بعضهن يحتفظن بالجنسية العراقيه وتعطيهن المفوضيه راتب 50 دينار شهري
( اقل من 100 دولار )
وبعضهن حصلن على الجنسيه الاردنيه فحرمتهن من ذلك الراتب القليل
هؤلاء النساء يحتجن الى برامج تحسن علاقاتهن مع ازواجهن , مثل محاضرات مشتركه للازواج حتى يساعد بعضهم الاخر ويحترم بعضهم الاخر , من أجل تكوين أسرة سعيدة متماسكه ..
ايضا هنالك عائلات عراقيه تعاني من عنف اسري ومصادمات وتناحرات بين الزوج والزوجه , هؤلاء يحتاجون الى برامج توعيه ومحاضرات تثقيفيه حول تخفيض العنف الاسري ,
يعني المنظمات النسائيه ينبغي ان تتعامل مع العائله كلها كهدف للتحسين , وليس المراة وحدها دون زوجها , هذا نصف حل , هذا حل مبتور ...
ثم النظره العامه لوضع العائلات العراقيه ونوع المساعدات المقدمه لهم هي اشياء فقط لتبقيهم على قيد الحياة , مساعدة شهريه مثل قطرات الماء للعطشان , لا ترويه لكنها تبعد عنه الموت قليلا ..
يعني أراهم عراقيون يعيشون هنا بلا كرامه , بلا أمل بلا مستقبل ..
حتى لو ذهبوا اعادة توطين , فكأنهم نبتة قلعتها من الصحراء وزرعتها في وسط الثلج ,
كيف ستعيش ؟
وأي مستقبل ينتظرها ؟
وفي نفس الوقت , العراق هناك فيه منطقه يسمونها المنطقة الخضراء في بغداد , وقواعد عسكريه امريكيه في مدن عراقيه مختلفه ...
يعيش فيها أناس من كل الجنسيات , من اميركا واوروبا وافريقيا واسيا واستراليا ....
من جنود وضباط وطواقم خدم ومزارعين وطباخين واطباء وممرضين وغيرهم , وكلهم من جنسيات اجنبيه وينالون رواتب شهريه خياليه بالنسبة للمواطن العراقي ..
المهندس او الطبيب او بروفسور الجامعه العراقي الجنسيه كم راتبه ؟ 500 دولار او 1000؟
لكن الجنود والخدم هناك يتقاضون 4000 او 5000 دولار شهريا , والله أعلم كم رواتب الفئات الاخرى ..
وهذا شيء محزن للقلب ...
هذا هو الوجه القبيح الحقيقي للاحتلال , يعني انت تعيش مواطن درجه ثانيه في بلدك , والاجنبي يتمتع بالخيرات والرفاهيه أكثر منك ....
الاجنبي يعيش مناطق آمنه محميه بشركات أمنيه خاصه , واولادهم يلعبون في حدائق جميله وفيها العاب نظيفه وجميله ...
والعراقي يعيش تحت التهديد والرعب اليومي , سواء كان مدنيا او عسكريا , سواء كان موظف دوله او قطاع خاص ,
واطفال العراقي محرومون من أبسط حقوق الطفل , حديقة نظيفه آمنه يلعب بها , أو مساحة خضراء يتفسح بها ويتنشق هواء نقيا بلا تلوث ...
لا أعرف , كل شيء هنا وهناك أراه يثير الاحباط والسلبيه ,
لكن شعار حياتي دائما هو التفكير الايجابي , لا تدع السلبيات تحبطك وتعوقك عن تحقيق الهدف ...
و يظل هدفي دائما هو مساعدة العراق و العراقيين ,وأظنني سأعود للعراق في السنه القادمه لأعمل هناك اما في منظمات محليه , او حتى في مؤسسات حكوميه أثق بها , إن وجدت ,,,
وأقدم خبراتي هناك للعراقيين المحتاجين للمساعدة ,
هذا هو أملي الوحيد , ان اقضي ما تبقى من حياتي في وطني العراق , اعمل هناك وأخدم الناس هناك وأستثمر خبراتي من أجل خير العراق والعراقيين هناك ....
وأسال الله العون والتوفيق والنجاح دائما ...
آمين