Tuesday, May 01, 2007
ليس لنا سوى الصبر ....
الاثنين 30 نيسان 2007
السلام عليكم....
لم اكتب منذ فترة طويلة ,
ما عاد عندي مزاج للكتابة ,
لا ادري هل هو سبب الاخبار السخيفة المحبطة من بغداد , واستمرار العنف والقتل وسفك الدماء العراقية البريئة ونهب ثروات العراق , ام بسبب انشغالي مع الناس وهمومهم , حيث انني اتلقى مكالمات من عوائل عراقية في عمان او بغداد تطلب المساعدة الطبية او الانسانية , او مستشفيات عراقية تستشغيث وتطلب ابسط الامور مثل الانسولين والمفروض ان يكون متوفرا في كل مستشفيات العراق ومن مسؤولية وزارة الصحة العراقية , أو قناني الاوكسجين الطبي المصنع في بغداد, لكن سوء الاحوال الامنية تمنع وصول الامدادات الطبية الى المستشفيات التي تقع على اطراف بغداد او بعيدة عنها....
تفكيري مشوش لا اعرف من اين ابدأ كل يوم..
فكرت ان اسجل البنود التي الاحقها في دفتر صغير حتى اتذكرها كل يوم...
حسنا , سأحاول ترتيب افكاري.
توجد منظومات تعقيم مياه مرسلة من منظمة اعمل معهم متطوعة من عمان لشراء منظومات تعقيم الماء وارسالها لمستشفيات عراقية ,
ارسلنا لحد الان 6 منظومات وكما يلي :
مستشفى القائم, الفلوجة, سامرا, الديوانية, حديثة, الرمادي
ولا اقدر ان اشرح عذابي ومعاناتي لانجاز كل طلبية
بين الاتصالات الهاتفية للعراق, وارسال ايميلات يومية للاطباء, وملاحقة شراء المنظومات هنا, وارسالها اما بالبر او بالطيران الى بغداد , والقلق والانتظار حتى يبلغوني انها وصلت بغداد, ثم ترتيب طريقة لارسالها الى باقي المناطق
واحيانا يختفي الطبيب الذي كنت متفقه معه , كما حدث في سامرا, لا ادري اين ذهب الرجل , انقطعت اخباره تماما , لا ايميل ولا تلفون , لا ادري هل سافر او اعتقلوه ام قتلوه...
اضطررنا لارسال المنظومة مع سائق من مجمع السفريات الى سامراء, وننتظر ان يجلب ورقة موقعه من طبيب هناك بالاستلام..
اما معاناتي مع شركات النقل فهي من نوع اخر, معظمهم نصابين ومتعبين واتفق معهم على سعر ثم ينقلبون ويطلبون اسعارا عالية بحجة سوء الحالة الامنية ..
يعني لا انجز ارسال كرتونه واحدة او اثنتين الا بمعاناة كبيرة ...
اشعر احيانا اننا نحاول عمل المستحيل داخل دوامة من الفوضى والرعب والدمار,
لكننا نبذل كل الجهود الممكنه لانجاز شيء صغير
او ربما لاشعال شمعة صغيرة في وسط هذا الظلم الكثيف....
وهذا كله يسعدني, رغم كل حزني لما يحدث للعراق, لكني اواسي نفسي ان ثمة من يبذل مجهودا لانقاذ ارواح العراقيين اما بارسال منظومة ماء معقم او كرتونة ادوية واحتياجات طبية.. او تبرعات مواد غذائية لعوائل مهجرة من بيوتها وتسكن مباني عبارة عن هياكل انشائية ...
****************
الموضوع الثاني الذي يقلقني ويؤذيني ولا انام الليل وانا افكر فيه...
ثمة طفلة عراقية هنا عمرها 4 سنوات , اسمها ايلاف , من مدينة بعقوبة , اتصل بي والدها, يطلب المساعدة , عندها ورم خبيث في الدماغ تم اجراء عملية لاستئصاله والان تخضع للعلاج
الكيمياوي ...
ذهبت لزيارتها في مركز الحسين للسرطان, وجدتها محلوقة الراس او ربما سقط شعرها من العلاج الكيمياوي, وجهها شاحب , طفلة بريئة في الرابعة من عمرها, ماذا رأت بعد من الحياة؟
وقفت ووضعت يدي على راسها اقرأ سورة من القران او دعاء , واحسست بحرارة جسمها المرتفعة, نظرت هي الي بعينين ذابلتين , وحرق قلبي الحزن والاسف على ما اصابها واصاب اطفال العراق من جراء هذه الحرب القذرة , لم اتمالك نفسي, اجهشت بالبكاء , جاء والدها يواسيني ويخفف عني ويعتذر ....
اخذت لها بعض الصور لا رسلها الى اصدقاء عل احدهم يشفق عليها ويرسل مبلغا من المال ليساعد والدها على تسديد نفقات علاجها, قال انه محتاج الى حوالي 1500 دولار فقط لاتمام العلاج واخراجها من المستشفى, ارسلت الصور بالايميل وتقارير المستشفى, لكن لا احد كلف خاطره بالجواب او حتى الاعتذار....
وطفلة اخرى من بغداد
اسمها زمن, عمرها 16 سنة, عمر الزهور ...
ارسلوا لي صورها وتقرير طبي مختصر..
البنت كانت في المدرسة في الاعظمية, وفي الفرصة بين الدروس سقط صاروخ هاون على المدرسة, قتل مجموعة من الطالبات , وضرب هذه البنت بشظية في عنقها سببت لها شلل في الاطراف العليا والسفلى
تشاركنا واشترينا لها كرسي معوقين, وطلبت منهم ان يرسلوا صورتها, مع تقرير طبي مختصر, يوجد امل في علاجها بجلسات علاج طبيعي لكن من سيخرجها من العراق؟
ومن سيتكفل نفقات علاجها؟
لا ادري, ارسلت صورها وتقريرها الى عدة اصدقاء وصديقات على الانترنت لكن لا احد رد الجواب ...
كل يوم يمضي, يزيد حزني على هاتين الفتاتين , ومثلهما ربما الالاف في العراق الان
لكنني اريد ان نساعد هؤلاء لاننا عرفنا اسماءهم وصورهم وتفاصيلهم ...
***************
ومن خلال الايميلات للمستشفيات , كنت ارتب معهم كيف نرسل منظومات تعقيم المياه لغرف العمليات , وكان الاطباء عادة يرسلون ردود شكر وامتنان , ويعقبونها بطلبات مساعدة بادوية او تجهيزات طبية, وعادة اعتذر, لكن بمرور الوقت تراكمت طلبات اذهلتني ومعظمها متشابهة...
مثلا : الكل يريد انسولين لمعالجة حالات السكري للاطفال والكبار..
طيب هنا في عمان قنينة الانسولين حجم 10مل سعرها 16 دولار
في بغداد ممكن الحصول عليها بسعر 10 دولار
وعندما اسال اي طبيب كم تحتاجون شهريا ؟
عادة الجواب : اقل شيء 40 قنينة يعني للطواريء وليس لتغطية احتياجات المرضى..
طيب يعني تحتاج اصغر مستشفى الى بين 400 الى 500 دولار شهريا انسولين ؟
في الحقيقة هم ربما يحتاجون كمعدل الى 100 قنينة شهريا
يعني الف دولار شهريا ...
قلت : لا توجد منظمة تقدر ان تغطي هذه الاحتياجات , هذه احتياجات ينبغي ان توفرها حكومة وليست منظمة..
اين وزارة الصحة العراقية؟
واين ملايين الدولارات من الموازنه العامة المخصصة لقطاع الصحة في العراق؟
لا ادري, كل الاطباء لا جواب لديهم...
طيب هل هو سوء ادارة ام فساد وسرقات ..
الجواب عادة : الاثنين معا...
وقرأت تقريرا أعده موظف في الادارة الامريكية قبل اسابيع حول معدل السرقات اليومية من تسريب النفط العراقي بطريقة غير قانونية انه يتراوح بين 20 الى 30 مليون دولار يوميا ...
والعراقيون يستجدون الدواء والعلاج من منظمات خارج العراق؟
اين هي العدالة ؟
*******************
وهنا في الاردن قصص العراقيين كلها حزينة , تتراوح بين ذل الغربة , وضيق الحال, وقلة الموارد, وحتى الاغنياء يتحسرون على العراق ولا يرضون عنه وطنا اخر بديلا ...
عمان امتلات بمطاعم عراقية ومخابز عراقية زبائنها عراقيون ...
المطاعم اغلقت ابوابها في الجحيم هناك , وجاءت الى هنا , والعراقيون سعداء بها, تذكرهم بتراثهم وايامهم الماضية عندما كانوا يرتادونها في بغداد وغيرها من المدن العراقية الآمنه.....
اما الاخبار من داخل بغداد فهي محبطة كالعادة .......
ثمة من نسف اعمدة جسر الصرافية الجميل واسقطه في نهر دجلة...
وجيش الاحتلال يبني سورا عازلا حول منطقة الاعظمية ..
اليست هذه تشبه افعال اسرائيل ضد الفلسطينيين من محاصرة المدن والقرى ووضع جدران كونكريتية عازلة وتجويع وتهجير للسكان ؟
كانت اختي تعيش في منطقة مختلطة تاريخيا كما هي عادة مناطق بغداد السكنية , لكن بغداد بدأت تتقسم الى احياء سنية وشيعية مثل بيروت
وجاء من يكتب على الجدران تهديدات للعوائل الشيعية بضرورة ترك المنطقة والا مصيرهم القتل......
اختى تبحث عن بيت في منطقة اخرى, وستجبر على ترك بيتها الذي عانت الكثير من اجل تجميع ثمنه وشراءه قبل سنوات عديدة , حيث هي وزوجها موظفين في الدولة, وبعسرة شديدة اشتروا هذا البيت الصغير المتواضع, والان سيضطرون لتركه ليستاجروا بيتا في منطقة اخرى, سيودعون البيت وذكرياته وجيرانهم الذين احبوهم وعاشوا معهم كل الذكريات الحلوة والحزينة طوال سنوات طويلة...
كذلك اخي يسكن مع عائلته في حي اخر ببغداد , تم تهديد الشيعة فيه وتهجيرهم , فترك بيته الى بيت اخر صغير مستاجر في منطقة اخرى تلبس ثوبا شيعيا خالصا...
كل هذا يحدث الان وكل يوم , بينما يملأون وسائل الاعلام عن خطة بغداد الامنية ونجاحاتها الباهرة ..
مازا لت المليشيات الطائفية تطارد العراقيين وتهجرهم من بيوتهم, ومازالت عصابات الخطف تخطف وتهدد وتبتز الناس...
ومازالت البطالة مرتفعة والجوع دخل البيوت العراقية اكثر مما دخله في وقت الحصار..
ومازال سفك الدم العراقي من الطقوس اليومية صباح مساء..
الارهابيون دخلوا العراق ليستهدفوا الشعب العراقي؟
لماذا ؟
لا أحد يعرف الجواب...
يموت كل يوم حوالي 100 عراقي ضحايا مفخخات وعبوات ناسفة وقذائف هاون , كلها تستهدف المدنيين ..
من جاء بهؤلاء الارهابيين الى العراق؟
اليس المفروض ان القاعدة هي عدوة بوش ؟ فلماذا تقتل العراقيين المدنيين ؟
هل هذا هو العراق الذي وعدنا به بوش ؟
هل هذا هو العراق الجديد الحر الديمقراطي الجميل؟
انه عراق قبيح لا نعرفه ولا يعرفنا ولا نعترف به حتى....
هرب ملايين العراقيين من جحيمه ...
هذا ليس عراقنا الذي نعرفه و نحبه ....
هذا عراق بوش وعصاباته التي عاثت فسادا ودمارا ونهبا وتقتيلا بالعراق واهله ...
وحتى يتقرر انسحاب جيوش الاحتلال من العراق, ستظل هكذا مفرداتنا اليومية بين تفجيرات وقتل وسلب ونهب ومليشيات طائفية وتهجير وتقسيم ....
ستظل هكذا تدور ايامنا حتى يخرج غربان الاحتلال من العراق....
وليس لنا سوى الصبر...
السلام عليكم....
لم اكتب منذ فترة طويلة ,
ما عاد عندي مزاج للكتابة ,
لا ادري هل هو سبب الاخبار السخيفة المحبطة من بغداد , واستمرار العنف والقتل وسفك الدماء العراقية البريئة ونهب ثروات العراق , ام بسبب انشغالي مع الناس وهمومهم , حيث انني اتلقى مكالمات من عوائل عراقية في عمان او بغداد تطلب المساعدة الطبية او الانسانية , او مستشفيات عراقية تستشغيث وتطلب ابسط الامور مثل الانسولين والمفروض ان يكون متوفرا في كل مستشفيات العراق ومن مسؤولية وزارة الصحة العراقية , أو قناني الاوكسجين الطبي المصنع في بغداد, لكن سوء الاحوال الامنية تمنع وصول الامدادات الطبية الى المستشفيات التي تقع على اطراف بغداد او بعيدة عنها....
تفكيري مشوش لا اعرف من اين ابدأ كل يوم..
فكرت ان اسجل البنود التي الاحقها في دفتر صغير حتى اتذكرها كل يوم...
حسنا , سأحاول ترتيب افكاري.
توجد منظومات تعقيم مياه مرسلة من منظمة اعمل معهم متطوعة من عمان لشراء منظومات تعقيم الماء وارسالها لمستشفيات عراقية ,
ارسلنا لحد الان 6 منظومات وكما يلي :
مستشفى القائم, الفلوجة, سامرا, الديوانية, حديثة, الرمادي
ولا اقدر ان اشرح عذابي ومعاناتي لانجاز كل طلبية
بين الاتصالات الهاتفية للعراق, وارسال ايميلات يومية للاطباء, وملاحقة شراء المنظومات هنا, وارسالها اما بالبر او بالطيران الى بغداد , والقلق والانتظار حتى يبلغوني انها وصلت بغداد, ثم ترتيب طريقة لارسالها الى باقي المناطق
واحيانا يختفي الطبيب الذي كنت متفقه معه , كما حدث في سامرا, لا ادري اين ذهب الرجل , انقطعت اخباره تماما , لا ايميل ولا تلفون , لا ادري هل سافر او اعتقلوه ام قتلوه...
اضطررنا لارسال المنظومة مع سائق من مجمع السفريات الى سامراء, وننتظر ان يجلب ورقة موقعه من طبيب هناك بالاستلام..
اما معاناتي مع شركات النقل فهي من نوع اخر, معظمهم نصابين ومتعبين واتفق معهم على سعر ثم ينقلبون ويطلبون اسعارا عالية بحجة سوء الحالة الامنية ..
يعني لا انجز ارسال كرتونه واحدة او اثنتين الا بمعاناة كبيرة ...
اشعر احيانا اننا نحاول عمل المستحيل داخل دوامة من الفوضى والرعب والدمار,
لكننا نبذل كل الجهود الممكنه لانجاز شيء صغير
او ربما لاشعال شمعة صغيرة في وسط هذا الظلم الكثيف....
وهذا كله يسعدني, رغم كل حزني لما يحدث للعراق, لكني اواسي نفسي ان ثمة من يبذل مجهودا لانقاذ ارواح العراقيين اما بارسال منظومة ماء معقم او كرتونة ادوية واحتياجات طبية.. او تبرعات مواد غذائية لعوائل مهجرة من بيوتها وتسكن مباني عبارة عن هياكل انشائية ...
****************
الموضوع الثاني الذي يقلقني ويؤذيني ولا انام الليل وانا افكر فيه...
ثمة طفلة عراقية هنا عمرها 4 سنوات , اسمها ايلاف , من مدينة بعقوبة , اتصل بي والدها, يطلب المساعدة , عندها ورم خبيث في الدماغ تم اجراء عملية لاستئصاله والان تخضع للعلاج
الكيمياوي ...
ذهبت لزيارتها في مركز الحسين للسرطان, وجدتها محلوقة الراس او ربما سقط شعرها من العلاج الكيمياوي, وجهها شاحب , طفلة بريئة في الرابعة من عمرها, ماذا رأت بعد من الحياة؟
وقفت ووضعت يدي على راسها اقرأ سورة من القران او دعاء , واحسست بحرارة جسمها المرتفعة, نظرت هي الي بعينين ذابلتين , وحرق قلبي الحزن والاسف على ما اصابها واصاب اطفال العراق من جراء هذه الحرب القذرة , لم اتمالك نفسي, اجهشت بالبكاء , جاء والدها يواسيني ويخفف عني ويعتذر ....
اخذت لها بعض الصور لا رسلها الى اصدقاء عل احدهم يشفق عليها ويرسل مبلغا من المال ليساعد والدها على تسديد نفقات علاجها, قال انه محتاج الى حوالي 1500 دولار فقط لاتمام العلاج واخراجها من المستشفى, ارسلت الصور بالايميل وتقارير المستشفى, لكن لا احد كلف خاطره بالجواب او حتى الاعتذار....
وطفلة اخرى من بغداد
اسمها زمن, عمرها 16 سنة, عمر الزهور ...
ارسلوا لي صورها وتقرير طبي مختصر..
البنت كانت في المدرسة في الاعظمية, وفي الفرصة بين الدروس سقط صاروخ هاون على المدرسة, قتل مجموعة من الطالبات , وضرب هذه البنت بشظية في عنقها سببت لها شلل في الاطراف العليا والسفلى
تشاركنا واشترينا لها كرسي معوقين, وطلبت منهم ان يرسلوا صورتها, مع تقرير طبي مختصر, يوجد امل في علاجها بجلسات علاج طبيعي لكن من سيخرجها من العراق؟
ومن سيتكفل نفقات علاجها؟
لا ادري, ارسلت صورها وتقريرها الى عدة اصدقاء وصديقات على الانترنت لكن لا احد رد الجواب ...
كل يوم يمضي, يزيد حزني على هاتين الفتاتين , ومثلهما ربما الالاف في العراق الان
لكنني اريد ان نساعد هؤلاء لاننا عرفنا اسماءهم وصورهم وتفاصيلهم ...
***************
ومن خلال الايميلات للمستشفيات , كنت ارتب معهم كيف نرسل منظومات تعقيم المياه لغرف العمليات , وكان الاطباء عادة يرسلون ردود شكر وامتنان , ويعقبونها بطلبات مساعدة بادوية او تجهيزات طبية, وعادة اعتذر, لكن بمرور الوقت تراكمت طلبات اذهلتني ومعظمها متشابهة...
مثلا : الكل يريد انسولين لمعالجة حالات السكري للاطفال والكبار..
طيب هنا في عمان قنينة الانسولين حجم 10مل سعرها 16 دولار
في بغداد ممكن الحصول عليها بسعر 10 دولار
وعندما اسال اي طبيب كم تحتاجون شهريا ؟
عادة الجواب : اقل شيء 40 قنينة يعني للطواريء وليس لتغطية احتياجات المرضى..
طيب يعني تحتاج اصغر مستشفى الى بين 400 الى 500 دولار شهريا انسولين ؟
في الحقيقة هم ربما يحتاجون كمعدل الى 100 قنينة شهريا
يعني الف دولار شهريا ...
قلت : لا توجد منظمة تقدر ان تغطي هذه الاحتياجات , هذه احتياجات ينبغي ان توفرها حكومة وليست منظمة..
اين وزارة الصحة العراقية؟
واين ملايين الدولارات من الموازنه العامة المخصصة لقطاع الصحة في العراق؟
لا ادري, كل الاطباء لا جواب لديهم...
طيب هل هو سوء ادارة ام فساد وسرقات ..
الجواب عادة : الاثنين معا...
وقرأت تقريرا أعده موظف في الادارة الامريكية قبل اسابيع حول معدل السرقات اليومية من تسريب النفط العراقي بطريقة غير قانونية انه يتراوح بين 20 الى 30 مليون دولار يوميا ...
والعراقيون يستجدون الدواء والعلاج من منظمات خارج العراق؟
اين هي العدالة ؟
*******************
وهنا في الاردن قصص العراقيين كلها حزينة , تتراوح بين ذل الغربة , وضيق الحال, وقلة الموارد, وحتى الاغنياء يتحسرون على العراق ولا يرضون عنه وطنا اخر بديلا ...
عمان امتلات بمطاعم عراقية ومخابز عراقية زبائنها عراقيون ...
المطاعم اغلقت ابوابها في الجحيم هناك , وجاءت الى هنا , والعراقيون سعداء بها, تذكرهم بتراثهم وايامهم الماضية عندما كانوا يرتادونها في بغداد وغيرها من المدن العراقية الآمنه.....
اما الاخبار من داخل بغداد فهي محبطة كالعادة .......
ثمة من نسف اعمدة جسر الصرافية الجميل واسقطه في نهر دجلة...
وجيش الاحتلال يبني سورا عازلا حول منطقة الاعظمية ..
اليست هذه تشبه افعال اسرائيل ضد الفلسطينيين من محاصرة المدن والقرى ووضع جدران كونكريتية عازلة وتجويع وتهجير للسكان ؟
كانت اختي تعيش في منطقة مختلطة تاريخيا كما هي عادة مناطق بغداد السكنية , لكن بغداد بدأت تتقسم الى احياء سنية وشيعية مثل بيروت
وجاء من يكتب على الجدران تهديدات للعوائل الشيعية بضرورة ترك المنطقة والا مصيرهم القتل......
اختى تبحث عن بيت في منطقة اخرى, وستجبر على ترك بيتها الذي عانت الكثير من اجل تجميع ثمنه وشراءه قبل سنوات عديدة , حيث هي وزوجها موظفين في الدولة, وبعسرة شديدة اشتروا هذا البيت الصغير المتواضع, والان سيضطرون لتركه ليستاجروا بيتا في منطقة اخرى, سيودعون البيت وذكرياته وجيرانهم الذين احبوهم وعاشوا معهم كل الذكريات الحلوة والحزينة طوال سنوات طويلة...
كذلك اخي يسكن مع عائلته في حي اخر ببغداد , تم تهديد الشيعة فيه وتهجيرهم , فترك بيته الى بيت اخر صغير مستاجر في منطقة اخرى تلبس ثوبا شيعيا خالصا...
كل هذا يحدث الان وكل يوم , بينما يملأون وسائل الاعلام عن خطة بغداد الامنية ونجاحاتها الباهرة ..
مازا لت المليشيات الطائفية تطارد العراقيين وتهجرهم من بيوتهم, ومازالت عصابات الخطف تخطف وتهدد وتبتز الناس...
ومازالت البطالة مرتفعة والجوع دخل البيوت العراقية اكثر مما دخله في وقت الحصار..
ومازال سفك الدم العراقي من الطقوس اليومية صباح مساء..
الارهابيون دخلوا العراق ليستهدفوا الشعب العراقي؟
لماذا ؟
لا أحد يعرف الجواب...
يموت كل يوم حوالي 100 عراقي ضحايا مفخخات وعبوات ناسفة وقذائف هاون , كلها تستهدف المدنيين ..
من جاء بهؤلاء الارهابيين الى العراق؟
اليس المفروض ان القاعدة هي عدوة بوش ؟ فلماذا تقتل العراقيين المدنيين ؟
هل هذا هو العراق الذي وعدنا به بوش ؟
هل هذا هو العراق الجديد الحر الديمقراطي الجميل؟
انه عراق قبيح لا نعرفه ولا يعرفنا ولا نعترف به حتى....
هرب ملايين العراقيين من جحيمه ...
هذا ليس عراقنا الذي نعرفه و نحبه ....
هذا عراق بوش وعصاباته التي عاثت فسادا ودمارا ونهبا وتقتيلا بالعراق واهله ...
وحتى يتقرر انسحاب جيوش الاحتلال من العراق, ستظل هكذا مفرداتنا اليومية بين تفجيرات وقتل وسلب ونهب ومليشيات طائفية وتهجير وتقسيم ....
ستظل هكذا تدور ايامنا حتى يخرج غربان الاحتلال من العراق....
وليس لنا سوى الصبر...