Tuesday, January 02, 2007

 

إعادة قراءة في التاريخ العراقي الحديث

الثلاثاء 2 كانون الثاني 2007
السلام عليكم...
هذه الايام أنا في القاهرة بزيارة قصيرة
جئت لأقضي عطلة العيد مع إبني ماجد , حيث يسكن هنا ويدرس..
الجو دافيء , هربت من الجو البارد والثلوج في عمان
والناس هنا فقراء وطيبون بدرجة لا توصف
يذكروني بالعراقيين وطيبتهم واحترامهم للضيف القادم لزيارة العراق , ايام زمان طبعا, وليس الان, حيث ثمة جحيم مستعر يحرق العراقيين وضيوفهم على حد سواء
****************************
اي ضيف الان في العراق عربي غير عراقي , يعني مصري سوري اردني سعودي سوداني , مهما يكن, فهو ارهابي غير مرغوب به في عراق ما بعد الاحتلال...
صارت العروبة كلمة مبغوضة, ثمة من يريد ان يشطبها من ثقافة وذاكرة العراقيين
لماذا؟
ربما بسبب دخول عشرات الالاف ممن كانوا في ايران, وكرهوا العرب بسبب مواقف صدام حسين العنيفة والعدوانية ضدهم , خلال حربه مع ايران , حيث تم تهجير الكثير من العوائل العراقية , ممن لها اصول ايرانية, الى ايران( أقارب والدتي كانوا جزءا من هذا التهجير
وكذلك ظلم صدام حسين للاكراد وقسوته في التعامل معهم, جعلت بعضهم يكره العرب ويكره كلمة العروبة ...
ويقال ان هؤلاء كلهم من ايرانيين واكراد عادوا الان لينتقموا , حيث صاروا في مواقع القرار والسلطة بيدهم .....
واضح ان ما يجري في العراق هو عنف وحقد أعمى, جعل الكثير يفقدون الصواب والبصر, حيث الحقد هو شر يعمي البصر والبصيرة, يعني يعمي العيون والقلوب والعياذ بالله
فلا يعود الانسان المصاب به يسمع او يرى...
هو فقط يفكر كيف ينتقم ويسفك الدماء ويشفي غليله..
هو تحت تأثير حالة هياج حيوانية ,
وكلنا رأينا ما حدث للعراق منذ 2003 وحتى الان
لأن المحرك الرئيسي لأفعال من دخلوا العراق بعد احتلاله, هو الانتقام ..
لذلك, تدمر واحترق كل شيء...
بشر, وأشجار , ومدن وشوارع ومباني...
لم يسلم شيء من حقد هؤلاء القادمين الجدد.....
من فتح لهم الباب؟
الجواب : الادارة الامريكية ...
ولماذا ؟
الجواب: ثمة حسابات خفية بينهم وبين صدام حسين ,
الآن بدأت تنتشر القصص والحكايات الحقيقية في وسائل الاعلام , بعد ان تم إعدام صدام حسين...
وسوف تتراجع قليلا قليلا القصص الوهمية التي تم تسويقها قبل الحرب مثل : اسلحة الدمار الشامل, والمقابر الجماعية, والنظام الفاشستي والطاغية والخ.....
مثلما اعطت الايام صدام حسين الفرصة لظلم هؤلاء الايرانيين والاكراد , الان اعطتهم الايام الفرصة ليظلموا غيرهم , وهكذا, دوامة من الغباء والجهل والحقد الاعمى ستظل تدور وتأكل ما حولها حتى تتوقف ...
والناجي منها هو من انتبه, وسحب نفسه من هذه الدائرة البشعة التي لا ترحم احدا...
**********************************
بدأت تنتشرالان افلام وثائقية امريكية تتكلم عن بداية ارتباط صدام حسين بالمخابرات المركزية الامريكية بعد عام 1959
حسنا , شكرا , انا ممتنة جدا , فهذا توضيح لكثير من الاسئلة الغامضة التي كانت تحيرني فلا اجد لها جوابا حين أقرأ تاريخ العراق الحديث
قرأت في كتب التاريخ ,ان ثمة نضال طويل وثورات وانتفاضات وشهداء وتضحيات,
قام بها الشعب العراقي لسنين طويلة ,
أكثر من اربعين سنة,
حتى تحرر من الاحتلال البريطاني( 1914 حتى 1958
وجاءت حكومة عراقية وطنية عسكرية , لأن ضباطا من الجيش العراقي قادوا حركة الانقلاب ضد العائلة المالكة , والتي كانت تساندها بريطانيا ...
وجاء عبد الكريم قاسم ,رحمه الله, ليكون رئيسا للوزراء وقائدا للجيش...
عندما كان عبد الكريم في الحكم, كنت طفلة صغيرة , لم احضر التاريخ تماما, مجرد ذكريات باهتة..
لكنني اتذكر محاولة اغتياله وصورته في التلفزيون وهو معصوب اليد على سرير في المستشفى , واتذكر انني رأيت سيارته الصفراء في وزارة الدفاع القريبة من بيتنا انذاك , معروضة للجمهور, وعليها اثار الرصاص بعد محاولة اغتياله ..
صدام حسين حاول اغتياله , كان عمره انذاك 22 سنة, يعني شاب صغير , كيف تورط بعملية كبيرة مثل هذه ؟
لم اكن سمعت بهذا الاسم بعد ....

واتذكر انه بعد سنوات قليلة , حدث انقلاب ضد عبد الكريم , وقتل, ووضعوا صورته على التلفزيون , وحزنت وذهلت وأنا طفلة, كيف يحدث هذا؟
كان الرجل يملأ الشاشة, والناس يصفقون له, وصوره في كل شوارع بغداد ؟
كيف الان يضعونه على كرسي وهو ميت , وثمة جندي غبي يمسك برأسه ويبصق عليه وهو ميت؟
كيف تنقلب الاشياء فجاة هكذا؟
لم يكن عقلي يستوعب وانا طفلة , كيف تنهار الاشياء هكذا ويتحول الانسان من عظيم يصفقون له الى تافه حقير يبصقون عليه؟
هل الحياة مغامرة سخيفة ؟
تعيش بطلا ثم ينقلبون عليك ويصلبوك ويبصقون عليك ؟

قبل يومين تكرر نفس المشهد ..
صدام حسين كان القائد العظيم في العراق, صوره واقواله تملأ الشوارع والصحف والتلفزيونات , والكل يهابه ويرتعش منه ...
ثم قبل يومين اصعدوه على منصة في غرفة مظلمة , واعدموه, وحوله ثمة حثالة تلعن وتسب وتنفث سمومها مثل الافاعي , لم تحترم حتى لحظة الموت, ولم يعطوه خصوصية في هذه اللحظة, ولم ينتظروا ان ينفذ الحكم حتى يسبوا ويلعنوا , بل وقفوا امامه وبدأوا السباب وهو تحت حبل المشنقة...

لم أر بحياتي , ولم اتخيل , ان ثمة مخلوقات حقيرة مثل هذه تعيش على وجه الأرض, بل الكارثة, تعيش على أرض العراق الان....
عدالة السماء فوق الجميع ...
نعم اعلم هذا...
لكنني اظل اتساءل : هل رب العالمين أراد ان يلقن درسا لصدام حسين وحده؟
أم هو درس للجميع؟
********************************
الان اصبحت الامور اوضح, حين اعترفت المخابرات الامريكية ان صدام حسين كان رجلهم في العراق بعد محاولة الاغتيال الفاشلة تلك ....
اذن نعيد قراءة التاريخ في العراق...
خرجت بريطانيا من العراق 1958 بعد الانقلاب العسكري, وجاء عبد الكريم قاسم ليكون رئيسا للوزراء وهو عسكري , فهو وزير الدفاع على ما اظن, ايضا..
سمعة عبد الكريم ما زالت طيبة عند العراقيين..
حين مات وجدوا بجيبه دراهم...
وحسابه في البنك كذلك...
العراقيون ما زالوا يضربون المثل بنزاهته وطيبته مع الناس...
لم افهم ماذا حدث وقتها, لماذا ظل العراق قلقا ومستعرا بعد خروج بريطانيا؟
كانت مشاكل من هنا ومن هناك ..
الاكراد يوقودون ثورة ضد الحكومة( علمت الان ان ايران الشاه واميركا كانت تمول ثورات الاكراد
, الشيوعيون يضغطون على عبد الكريم يريدون ان يسحبوه لجهتهم, البعثيون والقوميون يتمردون ويقومون بتحركات عسكرية في الجيش...

يعني من اعادة القراء ة نستنتج ان بريطانيا خرجت من الباب , ودخلت اميركا من الشباك ..
يعني ان كل ما كان يحدث في العراق, لم يكن من تدبير الشعب العراقي البائس....
وليس هذا الوضع القلق لأن العراقيين, كما يظن البعض, انهم شعب منافق ومتقلب المزاج...
أميركا في الموضوع , يعني العراق لن يرى الراحة والاستقرار, وهذا فعلا تاريخ عشناه , وانتقلنا من مرحلة الى مرحلة, والامور تظل تسير بإتجاه سيء, الى اسوأ , حتى جاء صدام للحكم , واستلم حزب البعث السلطة ...
ثم سقطت الحكومة وجاء الاحتلال 2003
*****************
قتل عبد الكريم بطريقة غادرة , اطلق عليه الرصاص وهوفي مبنى الاذاعة والتلفزيون بطريقة ما, ووضعوا الفيلم عنه وهو على الكرسي ميت, والجندي الغبي يبصق على وجهه..
كانت صفعة مؤلمه لكل العراقيين الذين أحبوه...
لكن لا أحد فهم ماذا يحدث؟
لماذا قتل عبد الكريم قاسم ؟
في كتب التاريخ بالمدرسة قرأنا أنه انحرف بالثورة وصار مستبدا ..
لكنني الان ارى انه لم يكن مستبدا, كان يريد ان يمسك العصا من المنتصف , كان يريد ان يوازن بين الشيوعيين والقوميين , لكنه لم ينجح ...
وسقط ضحية الصراعات بين الطرفين ...

ثم جاء عبد السلام عارف, وبقيت البلاد غير مستقرة..
ثمة من ينكش ويثير القلاقل ..
ظهر شيء في الشارع اسمه الحرس القومي, وهم مليشيا بعثية تحمل السلاح , شباب , كنت اراهم وانا راجعة من مدرستي الابتدائية واموت من الخوف
كنت اسمع قصص الجارات يأتين عند امي يحكين قصص عن الحرس القومي كيف يخطفون اولاد وبنات العوائل خصوصا الشيوعيين, ويعذبوهم ويقتلونهم ويعتدون على البنات ..
وقالت عمتي لأمي : جاء الحرس القومي وطرق باب احدى العائلات , وطلب ابنتهم, كانت طالبة في الجامعة , والعائلة شيوعية, فرفض الأب تسليمهم البنت , وبعد حوار على الباب, دخل واطلق الرصاص على بنته, وقال تعالوا خذوا جثتها, لا نتحمل ان نعطيكم اياها حية , فتلطخوا سمعة البنت والعائلة...
هذه كانت قصص الرعب التي عاشها العراقيون , أيام بداية تكوين حزب البعث, الذي كان عدوه اللدود , الحزب الشيوعي, والان, بدأ ت افهم , ان أميركا ساندت هذه المليشيات وحزب البعث لتصفية الحزب الشيوعي من العراق...
سبحان الله , الان اميركا قررت ان تحل حزب البعث ويكون حزبا ممنوع التعامل معه بعد احتلال العراق, لانه حزب فاشستي دموي , يا سلام ...
يعني من تلك الايام ونحن نكتوي بنار هذه الافعال الشريرة لأن أميركا خلفها , تماما كما يحدث الان وهذه المليشيات تعيث فسادا في العراق, ويحاولون قول انها شأن عراقي خالص؟
لا شيء في بلداننا شأن داخلي خالص... ما دامت اصابع الاستعمار تعبث بحياتنا في السر والعلن ...
*************************
تصادم البعثيون مع عبد السلام عارف, كان هنالك صراع على السلطة , وبطريقة ما تواجه الجيش العراقي ضد مليشيا الحرس القومي وانتصر الجيش العراقي...
لكن بعد فترة قصيرة, سقطت طيارة عبد السلام عارف , واحترق ومات..
كل العراقيين شكوا ان هذه عملية مدبرة ..
ثم جاء اخوه عبد الرحمن عارف , هذه احداث رأيتها بعيني وأنا صغيرة تكبر عاما بعد عام , أرى وجوها تأتي وتستلم الحكم والقرار , وتسيطر على شاشات التلفزيون, ثم تختفي, وتاتي وجوها غيرها تلعن التي قبلها ,وهكذا...
كأنها دوامة لا معنى لها...
ثمة محرك رئيسي وراء كل هذا , لم نكن نراه, لم نكن نفهم............
الان, بعد مرور عشرات السنين...
فهمت كل شيء, ووضعت النقاط على الحروف...
أميركا كانت خلف كل شيء, لأنها استلمت العراق كموروث من ممتلكات الاستعمار البريطاني, يعني استلمت الملف العراقي, ووضعت اصابعها في كل شيء, ونحن, الشعب العراقي المسكين, اخر من يعلم..
مات ابي رحمه الله وكل الرجال من جيله, وهم في حيرة من أمرهم , من وراء مصائب العراق؟
وكذلك أمي رحمها الله, ماتت وكان السؤال يعذبها دائما : لماذا تحصل كل هذه المصائب والحروب للعراق وهو أرض الخيرات ؟
الآن , انا ابنتهم, اتمنى لو يعودون لأخبرهم ان اميركا هي السبب لكوارث العراق منذ 1958ولحد الان...
وكانت قبلها بريطانيا ....
ولم يذق العراق طعم الاستقرار منذ بداية القرن العشرين, ولحد الان....
العراق ارض الخيرات والماء والزرع والنفط و الحضارة والناس الاذكياء...
المفروض انه من اغنى دول العالم, واكثرها تطورا وتحضرا ...
لكن انظروا ما جنيناه ؟
ليس سوى حروب وخراب ودمار وقادة يأتون ليحققوا مصالح بريطانيا واميركا,
حتى لو كان في هذا تدمير للعراق وشعبه ...
أليست هذه هي الحقيقة ؟
**********************
سنة 1968 قام انقلاب في العراق, ازاح عبد الرحمن عارف من الحكم , وجاء البعثيون ليستلموا السلطة ..
وشنوا حملة تصفية لغير البعثيين ..
ليست قصة سنة وشيعة ساذجة كالتي يتم تسويقها الان..
كانت القصة انت معنا ام ضدنا؟
تؤيدنا ام ترفضنا؟
كل من هو شيوعي بدأؤوا بتصفيتهم اما بالقتل او التهديد وتوقيع اوراق براءة من الحزب, او خرج بعض القياديين من العراق الى اوروبا خصوصا السويد ( الان رجعوا مع الاحتلال , لا يوجد عندهم خلاف مع الامبريالية الامريكية , بل هم ممتنون لها انها اسقطت صدام ورجعتهم )
اليس هؤلاء حمقى ومغفلين ؟
أميركا استخدمت صدام لقتل الشيوعيين وطردهم من العراق
ثم قتل وطرد العراقيين من اصول ايرانية من العراق خلال الحرب مع ايران
ثم قتل الاكراد خلال الحرب مع ايران لانهم تعاونوا مع ايران خلال حربها مع العراق
ثم قتل الشيعة من حزب الدعوة وغيرهم من قيادات دينية شيعية لانهم تعاونوا مع ايران , او انحازوا لها سياسيا .........
وجود ايران وهي دولة شيعية عندها صراع سياسي مع العراق,
سبب احداث توتر بين الشيعة داخل العراق والحكومة العراقية, وليس لأن الحكومة سنية
الحكومة علمانية, كانت تطارد السنة الوهابيين وتعتقلهم ايضا ...
كلها اسباب سياسية لا علاقة لها بالسنة او الشيعة او العرب والاكراد...
أميركا مولته بالسلاح الكيمياوي والقنابل العنقودية, قالت له افعل كل شيء لتكسر ايران وتنتصر على عدوتنا...
واستعمل هذه الاسلحة لقتل الاكراد والشيعة المتمردين ضد الحكومة العراقية
والذين لهم علاقة ما مع ايران ..........

والان, تغيرت المواقف, وجاءت لتزيح صدام وتحتل العراق بنفسها , فجاء معها الحاقدون من ايران , والسويد , ولندن, وواشنطن وغيرها
هؤلاء الذين طردهم صدام بناء على تعليمات اميركا...
لم يفكروا لحظة واحدة : من هو عدونا الحقيقي؟
صدام ام اميركا؟
صدام لم يكن سوى أداة لتدمير الاخرين ..
لكن أميركا غيرت الأداة الان, قررت أن تستعمل اسماء جديدة , ووجوه جديدة,
يعني حمقى جدد ...
هل سيفتحون عيونهم ويتعلمون درسا مما حدث لصدام , رجل اميركا المفضل يوما ما؟
يبدو أن الجواب هو : لا
فهم صم بكم عمي, لا يعقلون...
طبعا, لو كانو ا يعقلون , وعندهم ذرة ذكاء, كان انتبهوا وفهموا الدرس ...
لكن يبدو ان هذه اللعبة دائما تتطلب وجود لاعب رئيسي قوي و خبيث : ولاعبين فرعيين هم خليط من أغبياء وحمقى وهمج ووحوش ومتخلفين ولصوص ....
وقد اكتملت الشروط ...
وكانت الحرب على العراق2003 ...
**********************************
جاء البعثيون ليستلمو ا الحكم سنة 1968
وتم تصفية كل خصومهم السياسيين في الساحة, وتم تأميم النفط العراقي, وتم الاتفاق على حكم ذاتي للاكراد
الان, من اعادة قراءة التاريخ, اكتشفت ان العراق اتفق مع ايران الشاه واميركا ان لا يتم تمويل المقاتلين الاكراد بالاسلحة والاموال لايقاف تمردهم
وتم الاتفاق , وتم وقف التمرد الكردي , بل سحقه
يعني ورقة الاكراد كانت تستخدم كورقة ضغط سياسية بيد اميركا, ضد الحكومات العراقية , وايران كانت تساعدها وقت حكم الشاه
وورقة النفط, هل تم اخذه من الشركات البريطانية واعطاؤه للشركات الامريكية؟
ثم , الحرب على ايران بعد سقوط نظام الشاه ومجيء قادة جدد اسلاميون, يعادون اميركا علنا..
لماذا رضي صدام حسين ان يكون بيد اميركا ينفذ طلباتها؟
ربما كانت له احلام شخصية ان يتفوق ويسيطر على المنطقة ويصير بطل الفيلم , لكن احلامه ذهبت ادراج الرياح حين انتهت الحرب الايرانية, ووجد كفه مع الارض كما يقول المثل العراقي
ايده والكاع, يعني مفلس...
عندها اكتشف انه لم يكن سوى مغفل مخدوع , اقتصاد العراق تدمر, اميركا ودول الخليج تخلوا عنه واداروا له ظهورهم وتنكروا لوعودهم ..
فكان ان غضب, وقرر ان يحتل الكويت عقابا لهم على خيانتهم له...
وكانت حرب 1990 , وجاءت اميركا وعملت حالها راعية المظلومين , ودافعت عن الكويت, ودمرت العراق...

تاريخ مشين ومخزي, يمتليء بالنذالة والسفالة, هذا هو تاريخ الحكومات الامريكية مع الشعب العراقي,
والان, في الحرب الاخيرة جاؤوا ليحرروا العراق من صدام المتوحش؟
يا سلام ..
هل يتغير اللص حين يلبس ثوب النبلاء؟
اكتشفت ان اللص حتى لو لبس ملابس النبلاء, يظل يتصرف كما هو , يظل منحط الاخلاق والتصرفات, هذا ما فعله الاحتلال الامريكي في العراق , غطى نفسه بقصص نبيلة مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان , لكنه تصرف بطريقة اللصوص السفلة, على ارض الواقع....
*********************
هل تعرفون ما المحزن في هذا كله؟
المحزن في نظري هو : هذه الشعوب على الكرة الارضية كم يتم الكذب عليها وخداعها؟
القصص الرسمية التي ترويها الحكومات , نصدقها ونهز رؤوسنا..
ثم تمر السنون, ونكتشف اننا لم نكن سوى قشامر, مغفلين..
فالبطل الذي يطلع في وسائل الاعلام هو في الحقيقة مجرد لص سافل ..
والمجرم الذي يسلطون عليه الاعلام ويشوهون سمعته , ربما هو رجل وطني شريف مناضل...
وهكذا...
دوامة من الكذب مستمرة الى يومنا هذا...
لكن حرب العراق, آه من حرب العراق كم غيرت اشياء واشياء...
قلبت كراسي, وفضحت مؤامرات قديمة وحديثة, واظهرت على السطح كل الفضايح التي كانت مختبئة منذ عشرات السنين...
لكنها فتحت عيوننا, وعلمتنا اشياء كثيرة كنا نجهلها..
بالنسبة لي , علمتني كيف اكون اكثر صدقا , ووضوحا, وشجاعة..
وعلمتني ان أكون اكثر أيمانا بالخالق , الذي لا يتبدل , ولا تتبدل قوانينه...
الحق عنده حق, والعدل عنده عدل, والكذب والخيانه عنده مبغوضه حتى تقوم الساعة...
ولا يفلح من آمن بغيره, او توكل على غيره..
صدام حسين المسكين ربما كان من احد اخطائه القاتلة انه آمن بنفسه , وتوكل على اميركا, فكان هذا سببا لهزيمته ...
نسأل الله ان يغفر له ويرحمه , انه هو الغفور الرحيم ...
لم اتعلم ان احقد , او احمل حقدا على احد , الحقد مرض يصيب الاغبياء , هكذا ظني, وهكذا أرى على ارض الواقع ....
تعلمت ان اغفر وأسامح ...
فكلنا عباد خطاؤون , والله هو وحده الغفور الرحيم ....

قصص الحياة اليومية , تتراكم وتتحول الى تاريخ, ثم الى دروس تتعلم منها الاجيال...
وهنيئا لمن فتح عقله, وعيونه , وتعلم وفهم وميز الحق من الباطل ,
ما خاب من آمن بالله , وتوكل وأحسن التوكل عليه وحده دون سواه..
دائما وابدا .............
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives