A Family in Baghdad

الجمعة 17 تشرين ثاني 2006
تكملة الحديث عن زيارتي لبغداد

ذهبنا للمطعم في منطقة المنصور..
وجدت صديقتي واولادها ينتظروني , فرحت برؤيتهم , سألوني عن أخبارنا واحوالنا في عمان, قلت لهم الحياة اكثر أمانا واستقرارا , لكن لا راحة للعراقيين وهم خارج وطنهم ...
أولادها أذكياء ما شالله , بنات وبنين
الولد الذي بعمر ماجد ابني هو في كلية الطب , الصف الثالث, سألته عن الدراسة قال معظم الاحيان لا يوجد دوام منتظم, لكن الطلاب يستنسخون المحاضرات ويدرسون في البيوت,
تذكرت عندما كنا في العراق وقت الحصار في التسعينات , ثم الحرب 2003
كم تعبت عيون اولاد العراقيين وهم يدرسون على ضوء الشمعة او الفانوس ؟
مضت سنوات حتى انتشرت المولدات الصغيرة وصرنا نشتريها من اجل ان نخفف الاذى على عيون اطفالنا
ومع كل المصاعب تفوق اولادنا ومضوا في طريقهم بنجاح

اصدقاء ماجد واحد اسمه عمر(سني) وواحد اسمه حيدر (شيعي) , وهما يدرسان في كلية الطب
والان كل واحد منهما يحمل بجيبه هويتين , واحدة سنية وواحدة شيعية ,
وهم ذاهبون للجامعة تظل الامهات مرعوبات طوال النهارينتظرن عودة ابنائهن بالسلامة

أية حياة هذه ؟
************************
البنت الكبرى لصديقتي جلبت معدلا عاليا ماشالله هذه السنة في امتحان الثانوية العامه وطلع لها قبول في كلية الطب
فرحت لهم كثيرا, وفكرت في نفسي : هل ثمة شعب ذكي وصابر مثل العراقيين؟
رغم المحن يدرسون ويتفوقون ووجوههم مبتسمة ضاحكة ؟
أحترم العراقيين وأشعر بالفخر لانني واحدة منهم,
أراهم شعبا قويا صامدا رغم المحن , يعتز بنفسه وحضارته
رغم ان بوش شوه صورتهم امام العالم , وأظهرهم كأنهم قبائل همجية تتقاتل بينها
والحقيقة انه تم عمدا تهميش دور المثقفين والوطنيين والعقلاء في العراق
تم طمس الصورة الجميلة المشرقة للشعب العراقي في وسائل الاعلام ..
ووضعت السلطة بيد قيادات غريبة عن الشعب , كانت تعيش كمعارضة في الخارج , وخططت مع بوش للحرب على العراق
ثم اكتشفنا انهم اسوأ من صدام حسين , حيث جلبوا مليشياتهم التي تقتل وترهب العراقيين , وحولوا ارض العراق الى ساحة لسفك الدماء , والمحتل يتفرج ويفرح لان هذا بالضبط ما يريده حتى يبرر بقاءه في العراق الى سنوات غير محدودة العدد

لكنني وجدت العراقيين يفهمون تماما ما يحدث
لم اجد حقدا طائفيا في قلوبهم ضد بعضهم
وجدت حيدر وعمر أصدقاء يحب بعضهم بعضا منذ ايام الطفولة , ويخاف كل منهم على الاخر ان تخطفه فرق موت طائفية مجرمة , العراقيون بريئون منها ومن فكرها وممن يمولها ...
وجدت حيدر وعمر نموذجا للشباب العراقي ومعاناته الان..
*******************
تناولنا الغداء سوية , تحدثنا طويلا وضحكنا كثيرا , رغم انني كنت اراقب باب المطعم من حين لاخر اتخيل ثمة عصابة مسلحة ستدخل وتطلق الرصاص علينا جميعا..
بعد الغداء شربنا شاي عراقي, منذ فترة طويلة لم اشرب مثله
في الساعة الثالثة قالت صديقتي انها سوف تغادر لان عندها دوام بعد الظهر في مستشفى اخر غيرالذي تعمل به في الصباح
أكبرت فيها هذه الروح الشجاعة, رغم كل الظروف , فهي تعمل صباح مساء من اجل مساعدة النساء العراقيات اللواتي يعانين من مشاكل كثيرة في الحمل والولادة بسبب التلوث الذي سببته الحرب, ورعب الولادات التي تنجب اطفالا مشوهين , صار حقيقة أمام كل أم عراقية حامل, فهذه الحالات صارت ظاهرة مألوفة بعد الحرب 2003
ودعتهم بالقبلات , وتمنينا كلنا ان تنطفي نار الفتن , ونعود للعراق لينجمع شملنا من جديد
*****************
اتصلت صديقتي من الاعظمية وقالت انها في المنصور تريد ان تراني
اعطيتها اسم المطعم وجاءت
شربت معها الشاي, وسألتها عن أحوال الاعظمية, قالت انها صعبة وخطرة والحياة تمضي بشق الانفس, قلت لها اعرف ذلك تماما , قلبي معكم يدعو الله ان يحفظكم وتنتهي هذه الايام العصيبة ..
جلبت لي معها علبة حلويات
تعجبت وقلت لها لماذا ؟
قالت انه شيء بسيط
قلت في نفسي : ما اطيب نفس العراقيين ؟
حتى في المحن لا ينسون المجاملات والتصرفات الحنونه
لكن فيما بعد , كل صديقاتي اللواتي جئن للسلام , كل واحدة جلبت معها هدية , اما تي شيرت او قميص نوم او حلويات
أدهشوني وملأوا قلبي بالسعادة واليقين بأن هذا الشعب لا يمكن ان ينهزم أو يتخلى عن هويته ...
وقلت في نفسي : ينبغي ان يحكم العراق أناس طيبون مثل أهله , وليس حفنة عصابات لا تعرف الرحمة ...
*******************
ودعت صديقتي من الاعظمية بالقبلات والتمنيات ان تهدأ نار الفتن ويستقر العراق
, ونعود لينجمع شملنا من جديد
ذهبنا الى بيت اصدقاء لي في الداوودي
صاحبة البيت امرأة كبيرة السن , مديرة مدرسة متقاعدة , ويسكن معها اولادها وزوجاتهم واطفالهم
احبهم وأراهم مثال العائلة العراقية الطيبة
قدموا لنا الشاي والكليجة ( معجنات بداخلها تمر
تكلمنا كثيرا وبكينا وضحكنا ..
الوقت مر بسرعة , قالوا لي فجأة : ام رائد , لازم تطلعي الان , الظلام جاء, الشوارع خطرة...
تبادلنا القبلات وودعتهم ,

خرجت بسرعة مع قريبي ليوصلني لبيت صديقتي في حي دراغ , المنصور
لم ادرك خطورة الموقف الا حين وصلت شارع 14 رمضان بعد دقائق, وجدته مظلما موحشا لا سيارات ولا محلات ولا مشاة
ارتعش قلبي من الخوف عندما رأيت نقطة سيطرة , هل هي حقيقية أم وهمية؟
كم الساعة؟
مددت يدي وبصعوبة رأيت انها الخامسة و40 دقيقة
يا الهي !
هذا الشارع كان يعج بالحركة والسيارات طوال حياته , حتى ساعة متأخرة من الليل , اضواؤه لامعة والمطاعم مفتوحة , كيف تحول الان الى شارع رعب واشباح قبل السادسة مساء؟
مررنا بسرعة , ومضينا الى بيت صديقتي, كانت نقطة سيطرة حقيقية , الحمد لله
قبل مدخل بيتها كانت نقطة تفتيش اخرى, قالوا ممنوع الدخول , قلنا متأسفين تأخرنا ولا ندري ، ابتسم الجندي العراقي , وقال هيا بسرعة وأشار بيده
دخلنا الحي مسرعين , طرقنا باب البيت, المنطقة مظلمة لا توجد كهرباء, ثمة مولدة تعمل وتضيء بعض البيوت
قالت صديقتي غدا منع تجول , غدا محاكمة صدام , الوضع متوتر, الاعظمية قصفت بالهاون اليوم منذ الساعة 4 عصرا..
انزعجت كثيرا, اتصلت بصديقتي التي في الاعظمية اطمأن عليها , قالت نعم يوجد قصف لكنه ليس قريبا على شارعنا
تنفست الصعداء, لكنني فكرت بالعوائل المسكينة التي سقطت الصواريخ على بيوتهم
أعدت صديقتي العشاء مع زوجها , كنت منزعجة من الاخبار, غدا منع تجول, المدينة متوترة, الناس خائفون, البلد محطم ويعيش محنة حقيقة , غدا محاكمة صدام , الا يكفيهم ما نحن فيه من مصائب؟
ما معنى توقيت هذه المحاكمة والبلاد تمر بأزمة حادة , الحكومة ضعيفة, الامن متدهور, المليشيات سممت حياة الناس, تعيث فسادا ولا احد يوقفها لا الحكومة ولا قوات الاحتلال , كل شيء منهار

أخر شيء يهم العراقيون الان هو مصير صدام , ما يهم لو مات او بقي في السجن؟
ماذا سيؤثر أو يغير من واقع الحياة اليومية المرير؟
هل سيوقف هذا العنف وسفك الدماء؟
هل سيقوي الحكومة ويجعلها مقبولة في عيون العراقيين؟
لا اعرف, بقينا نتكلم ونتساءل ونتذمر من سخافة ما يحدث...
كنا جميعا قلقين مما سيحدث غدا ..
ربما ان حكموا عليه بالاعدام , هذا سيحفز على مصادمات جديدة بين الناس أو بينهم وبين الحكومة

في تلك اللحظة احسست كم هو حقير بوش وكم هو قاس قلبه لا يعرف الرحمة ,
يريد ان يحقق انتصارات لحزبه في انتخابات الكونغرس على حساب أرواح العراقيين البؤساء ؟
الله يعلم ما سيحدث ..
نمت وقلبي مقبوض وخائفة مما سيأتي به الغد.....
****************************



الأحد 19 تشرين ثاني 2006
السلام عليكم
تكملة الحديث عن زيارتي لبغداد

جاء يوم الأحد , وكان يوم محاكمة صدام ومعاونية, وإصدار الحكم
كنا مشغولين بالغسيل والعمل المنزلي , ومراقبة الكهرباء هل هي وطنية ام مولدة؟
عندما تأتي الكهرباء الوطنية نشغل الغسالة والسخان الكهربائي وماطور الماء لرفعه من الخزان الارضي للخزان الذي على السطح
بالنسبة لي فقد نسيت هذه الاشياء منذ سنتين حيث اعيش خارج العراق حياة طبيعية , لا كهرباء وطنية ولا مولدة ولا عذاب
لكن بالنسبة للعراقيين المساكين فهذه مفردات حياتهم منذ التسعينات والحصار ومشاكل الكهرباء التي لم تحل لحد الان
عندما تنقطع كهرباء الوطنية عادة, ينقطع الماء , لان المضخات المركزية كلها تتوقف
وعندما تأتي كهرباء الوطنية يأتي الماء, فيشغل الناس الماطور , المضخة , لرفع الماء للخزانات
العلوية..
وكنا نروح ونجيء لنرى ما هي نتيجة الحكم على صدام؟
ثم رأينا اخيرا القرار , وقلنا : يبو, راح تشتعل الدنيا بالنار من جديد
وفعلا, فقذائف الهاون ما زالت تتساقط على الاعظمية , وهي منطقة سنية عليها تهمة انها تساند صدام
وطلعت مظاهرات في المدن المختلفة بعضها يؤيد وبعضها يندد

لكن الكارثة الحقيقية كانت خطاب المالكي رئيس الوزراء , فقد كان خطابا طائفيا مقززا ومثيرا للغضب , بالنسبة للعقلاء الذين يبحثون عن التهدئة واخراج البلاد من محنتها
والبعض, صغير العقل والطائفي مثله , وجده خطابا عظيما
والبعض الغاضب من الطائفة الاخرى , زاد غضبه وسخطه
وزادت المصائب حين اطلقت الشرطة العراقية النار على متظاهرين ينددون بالحكم على صدام, بينما لم تطلق النار على المؤيدين..
ووجدنا سبتايتل على المحطات العراقية ان مليشيات تهاجم مناطق في بغداد , او تهاجم منازل اناس وتخطفهم , المفروض انه منع تجول , كيف تتجول هذه المليشيات وتهاجم البيوت؟
اين الحكومة والشرطة والجيش؟
واتصلنا بصديقات مختلفات نسأل عن ما يحدث بمناطقهم , كل منطقة لها رعب خاص...
هنا مليشيات وهناك تسقط هاونات ...

في هذه اللحظة بالذات رأيت حقيقة ان هذه حكومة فاشلة طائفية تصب الزيت على النار وتزيد الحريق في العراق
ذهلت من حماقة الحكومة وخطابها السياسي الغبي المتخلف
واحسست أنها قد كشفت للجميع, عجزها وغباءها عن معالجة مشاكل العراق بحكمة وعقل

قال رئيس الحكومة في خطابه : ان اعدام صدام لا يساوي قطرة دم من الشهيد الصدر والحكيم وشهداء حزب الدعوة ..
هذا خطاب كارثي !
هذا خطاب يشعل حربا اهلية
كل الذين ذكرهم من ضحايا صدام هم فقط من الشيعة
هذا خطاب تحريض على العنف وفتح الجروح وتقوية الرغبة بالانتقام عند اهالي الضحايا
كأنه يقول : صدام سني, وكانت ضحاياه كلها شيعية , والان انتقمنا لهم

لو كان عنده ذرة عقل, وذرة فهم , وذرة وطنية وحب للعراق وشعب العراق , كان ينبغي ان يقول : ان اعدام صدام لا يساوي قطرة دم اي عراقي ذهب ضحية ظلمه
هذا يكفي
هذا خطاب رجل وطني لرئيس حكومة وحدة وطنية تريد فعلا انقاذ البلد مما هو فيه
لكنه اثبت انه رئيس حكومة طائفية مفككة حاقدة خطابها فاشل , بعيدة عن نبض الشارع ولا تهتم به, لا تهتم بسفك الدماء, ولا تريد ان تضع له حدا....

احسست بالحزن وخيبة الأمل, العراق يمضي للهاوية بالتأكيد تحت يد هذه القيادات الفاشلة, التي لم تدرك بعد الكارثة التي حلت على العراق والعراقيين, وهذه القيادة مستهترة بمصير البلاد والشعب, لا تفكر سوى بعقل النملة , لا ترى الا ما هو صغير ومحدود
اذن مصير العراق الان بيد هؤلاء الحاقدين الذين يعيشون تحت شعار : جئنا لننتقم؟
اقول دائما, وما زلت : العراق بحاجة لقيادات مثل نلسون مانديلا , يرسخون ثقافة المغفرة ونسيان الماضي , يغلبون مصلحة البلاد على مصالحهم, يتناسون الامهم الشخصية واحقادهم , ويترفعون عليها, من اجل ان يسود السلام في البلاد, من اجل ان يتصالح العراقيون, ويتوحدون

اما هؤلاء الحمقى الذين يحكمون الان في العراق فهم يدمرون البلاد ويمزقون اهلها من حيث يعلمون او لا يعلمون , لكنهم في النهاية, يخدمون المحتل, يقدمون له طبقا من فضة, عليه بلد محطم , وشعب ممزق , ويتوسلون بكل مذلة وخنوع بالمحتل : لا ترحل !
طبعا, لماذا يرحل ؟
لانه ان رحل المحتل, الشعب سيلقي بهم الى القمامة , لا يريد هكذا قادة متخلفين طائفيين ارجعوا البلاد للعصور المظلمة, قتلوا اهلها , نهبوا ثرواتها, دمروا اقتصادها, ودفعوها لتدخل نفقا مظلما
يسير بها نحو مستقبل مجهول مظلم هو الآخر...

العراق ينبغي ان يقوده رجال ونساء مثقفون , وطنيون , لا طائفية عندهم, فقط حب العراق وشعبه ومصلحته , هذا هو هاجسهم
هل هم موجودون؟
نعم , العراق يمتليء بالالاف منهم , لكن حكومة بوش ومن جاء معها من قيادات متخلفة , لا يسمحون بظهور هؤلاء على المسرح , فتم قتلهم وتهجيرهم لتبقى هذه الوجوه القبيحة في الواجهة
هذه الوجوه من جاء بها؟ ومن سلمها السلطة وجعلها صانعة القرار؟
الانتخابات والدستور؟
كلها مزيفة ولا شرعية , صنعها المحتل , الان رأينا ما افرزت لنا من تدمير وسفك دماء...
ليس هذا ما يريده العراقيون
ليست هذه القيادات هي طموحنا بعد كل العذاب الذي رأيناه

هذه قيادات أسوأ من صدام حسين
صدام كان يرهبنا بأجهزته الامنية , لكن على الاقل لا أحد يخطف ابناءنا ولا سياراتنا ولا احد يتهجم على بيوت ا لابرياء يخطفهم أو يسفك دماءهم في الشوارع بلا سبب, كان البلد آمنا مستقرا ...
اما الان ؟
فقد عم الخراب والدمار وسفك الدماء والكذب ايضا !
فهم يقولون ان العراق تحرر , وعنده حكومة وحدة وطنية , ومستقبله مشرق وسعيد وعسل
وقت صدام كان ثمة من يبكي علينا ويواسينا
الأن , يقتلوننا ويدمرون مستقبل اولادنا , ويرسلون عنا قصص كاذبة :ان الشعب العراقي يبني دولة ديمقراطية فتية ...
ههههه, اهلا وسهلا ..
اين هي هذه الشابة الفتية؟
لا أرى سوى بلدا محطما وشعبا مفزوعا محبطا انهكته المصائب , يستغيث ويستغيث وما من مجيب....
كأن العالم كله أصابه الصمم...
****************************
في قمة الحزن والاحباط وانا في بيت صديقتي, ظهر بوش على التلفزيون في المساء , وقال : ان العالم صار افضل بعد صدام حسين ..
غرقت في الضحك..
قلت لصديقتي : اسمعي ,تره كلشي تمام , وكلشي افضل , بس احنه العراقيين منفتهم , ولا نقدر المعجزات التي جاء بها بوش للعراق...
***************************
مضى يوما الاحد والاثنين ببطء وملل , كنت أود لو استطيع الخروج من البيت والتجول في بغداد, لكنه منع التجول بسبب محاكمة صدام وتردي الحالة الامنية
نقرأ في السبتايتل على المحطات العراقية ان اهالي الاعظمية يستنجدون بالحكومة ويطلبون وقف القصف بالهاونات عليها , الحكومة تقول انها لا تعرف من اين مصدر النيران
الناس يطلبون ادوية وتبرع بالدم للضحايا ...

بعد يومين, نزلت هاونات على الكاظمية, وحي الشعب وباب المعظم , وايضا على الاعظمية,
والحكومة لا تفعل شيئا..
بعد اسبوع, وأنا في عمان , رأيت عبر شاشة احدى المحطات العراقية لقاء البرلمان مع وزير الدفاع العراقي يسألونه عن مصدر الهاونات التي تقع على الاحياء السكنية وتقتل المدنيين الابرياء, فقال انه عسكريا لا نقدر ان نحدد الموقع بالضبط لان القذائف ممكن ان تركب على سيارة بكب اب وتضرب الهدف وتتحرك
بعد مناقشات مع البرلمان قال : ليس عندنا اجهزة تكشف مصدر النيران , لكن قوات التحالف عندها ..

طيب سؤال المواطن العراقي المسكين : وما هو عملك انت وقوات التحالف المحروسة؟
الم تجلسوا على الكراسي وتستلموا السلطة تحت حجة حماية المدنيين العراقيين؟
اين هي خطط الحماية؟
ماذا فعلتم لتوقفوا نزيف الدم العراقي ؟
كل واحد يلقي المسؤولية على الاخر ويحمله اسباب الفشل ؟

زاد الحزن في قلبي على ما يحدث للعراق واهله ...
وزاد يقيني أن العراق لن ينصلح أمره, حتى تزاح هذه الاشكال المشوهة من تحمل المسؤولية
العراق بحاجة لقادة مخلصين يحققون الأمان والاستقرار للبلاد
وليس لحفنة من الخانعين الاذلاء , الذين يأتمرون بأوامر المحتل, ويعجزون عن حماية وطنهم وشعبهم .. ...
***************