Friday, July 21, 2006

 
الخميس 20 تموز 2006
صباح الخير..
أحس بنفسي متعبة ولا رغبة عندي بالكلام او الكتابة, لكن ما يحدث في العراق من كوارث , لا بد ان نتكلم عنها,واحس ان من واجبي ان اتحمل مسؤولية الحديث عما يحصل للعراقيين ,
من وجهة نظري, ومن قراءتي للواقع اليومي هناك
العراقيون مثلي, الذين اضطرتهم الظروف الامنية السيئة , والذين تهددت عوائلهم مباشرة بالخطف او القتل , اضطروا لمغادرة العراق والعيش في منافي مختلفة
والايام تمر علينا ثقيلة, كل يوم كأنه سنه...
يوجد في الدول التي يلجأ اليها العراقيون : أمان واستقرار وماء وكهرباء ووقود
لكننا نعيش كالغرباء ........
من يعوضنا عن الوطن الذي اجبرنا على مغادرته؟


وماذا عن العراقيين الذين لا يملكون القدرة على المغادرة؟
بقوا هناك يتحملون المعاناة والخوف والرعب والتهديد بالموت كل ساعة من كل يوم...
متى تنتهي معاناة العراق والعراقيين؟
لا اظن ثمة من يعرف الجواب...
حتى الادارة الامريكية التي شنت الحرب , لا تعرف الجواب, هي تتخبط بغبائها ومستنقع العراق الذي لم تدرك تماما ما هي حقيقته, حتى طمست فيه..
والان, الادارة الفاشلة تتخبط لا تعرف كيف تحل مشاكل العراق, وتنقذ العراقيين, ولا حتى تعرف كيف تنقذ ماء وجهها من الورطة التي هي فيها...
وبوش الاحمق لا يتوقف عن القاء خطابات كاذبة مجوفة , أسوأ من خطابات الزعماء العرب وقت الهزيمة, مليئة بالكذب , وقصص الانتصارات الوهمية...
وهو يقول انه لن يسحب الجيوش من العراق حتى تنتهي المهمة
اريد ان يسأله أحد : سيدي , ما هي المهمة التي تريد انجازها في العراق منذ 3 سنوات؟
وما مقدار ما انجزته منها؟
دمار العراق وقتل المزيد من العراقيين؟
هل هذه هي المهمة؟
ام تحقيق الحرية والديمقراطية والشفافية والكلام الفارغ الذي مل سماعه العالم عامة , والعراقيون خاصة ؟
قولوا له : لقد دمرت العراق وقتلت شعبه أيها الاحمق, ومازلت تتغنى بالنصر ؟
وجيشك تلطخت سمعته بالفضائح من سجن ابو غريب الى الفسفور الابيض في الفلوجة الى مذبحة حديثة الى قصة الفتاة الصغيرة القاصر عبير الجنابي التي اعتدى عليها جنود امريكيون وقتلوا عائلتها , الى عشرات وربما مئات القصص السوداء غير المعلنة لحد الان ...
جيش سمعته ملطخة بالعار, وادارة مكونة من حمقى ومجرمين , وهؤلاء يدعون انهم يصنعون عراقا جديدا سيكون نموذجا لدول الشرق الأوسط
أي نموذج سيصنعه حمقى ومجرمون مثل هؤلاء؟
****************************************************
منذ شهر تقريبا بدأ العراقيون يغادرون العراق بطريقة اكثر كثافة بسبب نهاية الدوام في المدارس والجامعات, وبداية العطلة الصيفية لأولادهم ..
وهنا في عمان التقي دائما وجوها جديدة أو أقارب وأصدقاء قادمون من بغداد , لأستمع الى قصص جديدة ومتنوعة لا تبثها وكالات الأخبار...
في صباح اليوم التالي من رجوعي من سفرة العمرة, قرأت خبرا عاجلا على احدى المحطات العراقية أن ثمة عصابات مسلحة تداهم السوق الشعبي في حي الجهاد وتقتل المدنيين الابرياء على الهوية...
كنا نسكن في حي الجهاد اثناء الحرب الأخيرة على العراق, والمنطقة مختلطة كغيرها من مناطق بغداد, ولا اقدر ان اصنف جيراني من هو الشيعي ومن هو السني, كلنا عراقيون وعشنا مع بعضنا على الحلوة والمرة, من أين جاء هذا الكلام الفارغ؟
العراقيون يسمون هذه التصنيفات : ثقافة ما بعد الإحتلال, ثقافة مسمومة مشوهة كاذبة ..

تناولت التلفون واتصلت ببغداد, رن الهاتف في بيت أحد الجيران هناك, كنت اعرف انهم سنة لأنهم من الفلوجة, ثم رد علي صوت غريب, سألته عن أهل الدار, قال انهم بخير وانه جيرانهم يحمي البيت , وانهم غادروا يوم امس الى الفلوجة...
من جهة ارتاح قلبي لانهم لم يقتلوا من قبل العصابات, ومن جهة حزنت على حالهم, ما شعور من يجبر على ترك داره, الى دار اقاربه , لأن ثمة مليشيا مسعورة دخلت المنطقة؟
والجيران الشيعي يحمي بيت الجيران السني المطرود؟
أليست هذه مهزلة ؟
الجيران يبكون على بعضهم البعض , والمليشيات التي تأتي من خارج المنطقة, تحمل معها السموم والموت والخراب للسكان المدنيين ؟
من يمول هؤلاء القتلة؟
ولمصلحة من يعملون ؟

راح ضحية ذلك اليوم حوالي 50 مدنيا من نساء ورجال واطفال في حي الجهاد
والحكومة ارتبكت وتصارعت الاراء, وتصادم الوزراء واعضاء البرلمان في تحديد المسؤولية على من تقع؟
وقال البعض انها مليشيات من داخل وزارة الداخلية, مليشيات طائفية تنفذ اجندة لتدمير العراق وتمزيق وحدته, وهي خارج سيطرة الحكومة العراقية
واحتار العراقيون, هل هذه مليشيات تدعمها ايران أم الاحتلال ام عدو اخر من المنطقة يريد تمزيق العراق؟
لكن لا أحد أعلن مسؤوليته عن هذه الجريمة
واكيد ان الصحف الامريكية وغيرها قالت انه اقتتال طائفي , لتبرر وجود جيش الاحتلال في العراق, وعدم جدولة انسحابه...
******************************
في اليوم التالي , حدثت مصيبة مشابهة في منطقة الدورة جنوب بغداد, مليشيات تعمل حواجز وهمية, وتقرأ أسماء الناس وتقتل الذي إسمه سني واضح مثل عمر او عثمان...
وفي الغزالية نفس الشيء يحدث منذ شهور , اخلت العوائل الشيعية منازلها , لابد ثمة من طلب منهم ذلك, وبقيت الغالبية من عوائل سنية, فقصفت المنطقة بمدافع الهاون, وقتل الابرياء من المدنيين, ثم تمت مداهمة المحلات التجارية مرة بعد اخرى , قتل عشوائي في منتصف النهار, حتى ماتت المنطقة, واغلقت المحلات, حتى مخبز الصمون..
وكذلك في العامرية....
وكذلك في الخضراء..
ومن الخضراء حكت لي صديقتي ان قوات الاحتلال جاؤوا ليوزعوا على السكان اوراق استفتاء: هل تريدون حراسات قوات امريكية ام محلية عراقية؟
طبعا الجيران بعد الكوارث التي تعرضوا لها من تجاوزات الشرطة العراقية وتصرفاتهم الشرسة مع الناس , ومداهمات واعتقالات عشوائية , كرهوا هذه الشرطة المحلية, وصاروا يتمنون ان تبقى قوات الاحتلال لتحرسهم
يا لها من مهزلة ..
العراقيون يطالبون قوات الاحتلال بالبقاء وحماية المناطق السكنية لأن الشرطة المحلية فاسدة وظالمة ...
طيب من درب هذه الشرطة الجديدة؟
اليست قوات الاحتلال مسؤوله عن تدريب الشرطة والجيش الجديدين في العراق؟
هل هذه هي السياسة المطلوب اتباعها في العراق؟
دعوا العراقيين يعذبون مواطنيهم, فيلجأ المواطنون الى الاحتلال يطلبون منه البقاء..
هل تنطبق هذه النظرية على سبب وجود هذه المليشيات المجرمة في الشوارع العراقية , ليطلب العراقيون النجدة من الاحتلال؟
ليبقى الاحتلال يبرر وجوده في العراق؟
سؤال : لو بقي العراقيون متوحدون ومنسجمون كما كانوا طوال حياتهم الماضية
فما هي فرصة بقاء قوات احتلال اجنبية على ارض العراق ؟ ,
الجواب : صفر
***********************************

ويستمر المسلسل, سيارة مفخخة في مدينة الصدر مثلا تقتل عشرات العراقيين من الشيعة
يتبعه هجوم على مساجد سنية يتبعه قتل عدد من العراقيين السنة , وهكذا..
العراقيون متفقون ان الاصابع التي تعبث بالعراق هي واحدة...
اليد التي تفجر المساجد الشيعية هي ذاتها التي تفجر المساجد السنية
واليد التي ترسل سيارة مفخخة الى منطقة شيعية هي ذاتها التي ترسل سيارة مفخخة الى منطقة سنية
والعصابات المسلحة التي تهاجم ابرياء مدنيين من سنة وشيعة, هي عصابات قادمة من مصدر واحد ويمولها مصدر واحد

السؤال هو : من المستفيد من كل هذه الفوضى وسفك الدماء؟
هل ثمة حزب عراقي او تنظيم عراقي حقق مكتسبات من كل هذا؟
من الواضح أن الجميع خاسر, والجميع يصرخ ويولول تحت قبة البرلمان
الاعضاء الشيعة يبكون ويشكون مما اصاب جماعتهم
وكذلك الاعضاء السنة غاضبون ويشتكون مما اصاب جماعتهم
من الرابح إذن من سفك الدم العراقي؟
من الرابح من تقويض الثقة بين العراقيين؟
من الرابح من تمزيق كل محاولات المصالحة الوطنية بين العراقيين؟

إيران؟
أم اسرائيل ؟
أم الإحتلال؟


هؤلاء هم المتهمون الرئيسيون عادة منذ اكثر من ثلاث سنوات , عما يجري في العراق من كوارث
وقتل وتخريب وسفك دماء واغتيالات وتحريض طائفي
هؤلاء مصلحتهم تدمير العراق وتمزيقه ليبقى ضعيفا لا يهدد مصالحهم..
اتفقوا جميعا على تحقيق هدف واحد: عراق ممزق ضعيف مقسم ...
***************************
اليوم رأيت لقاء صحفيا امام محطات التلفزيون العراقية , مع عدد من رؤساء الكتل البرلمانية, تكلموا عن المصالحة الوطنية, تكلموا عن رفض فكرة الحرب الاهلية, وانها فكرة مفتعلة يريد البعض تسويقها في الاعلام , لتحقيق مصالحه...
وتكلم رئيس مجلس النواب , انتقد الاحتلال, وقال اننا سنتوحد , الاحتلال مهزوم , وعندما نتوحد ستصيبه الهزيمة أكثر..
كل من يروج للحرب الاهلية هو من يريد للإحتلال ان يبقى...
ونحن نريد للاحتلال ان يغادر العراق...
سنعمل كل جهدنا من اجل توحيد العراقيين, ونعلم ان عدونا يريد العكس, هذه هي معركتنا...

إمتلأ قلبي بالأمل وأنا اراهم جميعا على الشاشة .....
******************
دعوت الله ان يوحد قلوب العراقيين...
ويوحد صفوف العراقيين...
ويهزم مليشيات الاجرام وكل من يغذيها ...
ان شاءالله لهم الهزيمة والعار...
وللعراقيين النصر بعد الصبر والتضحيات ...
وان شاء الله نرجع لبيوتنا , وجيراننا , واحبابنا
وان يسود السلام مدننا وقرانا وشوارعنا
وان نرى العراق واحد موحدا متحررا من كل احتلال واعداء وغربان متعاونة معهم
وان تتحقق احلام العراقيين قريبا , قريبا , قريبا
آمين.....



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives