Wednesday, June 14, 2006

 
الثلاثاء 13 حزيران 2006
مساء الخير....
أريد ان اتكلم عن الحالة في العراق هذه الايام
ثمة خبرين مهمين تصدرا الموقف
اولهما مقتل الزرقاوي الزفت الذي لم يراه أي عراقي او يشهد انه رآه , منذ اكثر من ثلاث سنوات, وحتى العراقيين الذين رايناهم في المناطق الساخنة مثل الرمادي او الفلوجة او حديثة لم يعترفوا بوجوده
والخبر الثاني هو تسمية وزراء الداخلية والدفاع والامن الوطني , ليكتمل نصاب الحكومة العراقية الجديدة

والعراقيون بانتظار حصول المعجزة , وعودة الحكومة في العراق لتكون قوية ومسيطرة على الاوضاع الامنية في البلاد , وثمة استقرار يفرح العراقيين البؤساء في الداخل, ويرجع البؤساء الاخرين الذين فروا من البلاد خوفا على ارواحهم, بعد ان تعرضوا لتهديدات مباشرة أو غير مباشرة على حياتهم
عائلتي هي واحدة من هذه العوائل التي تنتظر يوما بعد يوم لتعود الى بيتها في بغداد
وعندي ثمة شعور قوي بالذنب, لماذا اشرب الماء البارد هنا والعراقيون محرومون من شربة ماء نظيف بارد في هذا الصيف المميت من الحر
وفي المساء حين اضع راسي على المخدة, اتذكر الحر القاتل في ليل بغداد بلا كهرباء
والناس ينامون على البلاط من اجل لمس البرودة
وحتى المولدات لا تشتغل كل الليل , من اين الوقود؟
ثمة شحة في الوقود للمولدات
وثمة اطلاق نار وتفجيرات ومداهمات للبيوت واعتقالات لا تنتهي

ما معنى الحياة في العراق؟
لقد ضاعت كل المعاني الجميلة للحياة هناك
فالرعب هو الشعور اليومي صباح مساء
من مليشيات قتل واغتيالات مجانية لا تتوقف
الى حواجز مفاجئة تقتل الناس بلا سبب
الى جثث ملقاة في الشوارع لا احد يرفعها
الى فوضى امنية وتخبط من الحكومة وقوات الاحتلال و تصريحات كبيرة ,
لكن لا شيء ايجابي على ارض الواقع
الناس ملت , وبدأت تيأس من تحسن الحال ...
****************************************************
ثم يأتي التصريح السعيد عن مقتل الزرقاوي
طيب , ان افترضنا ان الخراب والدمار في العراق منذ ثلاث سنين سببه هذا الزفت المعتوه , ها قد اعلن رسميا عن مقتله , المفروض اذن ثمة تغيير حقيقي ايجابي سيحصل في العراق
سنرى ..
لكن نحن نقول : الزرقاوي مجرد وهم اخترعوه لقصف المدن العراقية وقتل الرجال وسجنهم
والان, انتهت المسرحية
كما اخترعوا وجوده, اخترعوا قصة قتله
طيب , شكرا , نريد نتيجة ايجابية , لا نريد استعراض عضلات وصناعة انتصارات عسكرية وهمية
هذه قصة مقتل الزرقاوي لم تؤثر كثيرا على العراقيين من كثرة المصائب اليومية التي يعيشونها , من قلة الماء والكهرباء والوقود , الى التفجيرات والقتل المجاني ومليشيات طائفية اجرامية تسيطر على الشوارع
لكن المواطن الامريكي لا يدري شيئا عن معاناة المواطن العراقي...
وقصة الزرقاوي هي قصة تهم الشعب الامريكي اكثر من الشعب العراقي
وتعتبر ضربة اعلامية قوية, ونصر عسكري عظيم لقوات الاحتلال في العراق, هناك في اميركا
لكن بالنسبة للعراقيين , هي مجرد مسرحية, وكلام فارغ
مثل مسرحية القبض على صدام حسين ومحاكمته , ماذا استفاد العراقيون منها ؟
هل جلبت الامان والاستقرار والماء والكهرباء للبيوت ؟
وهل اوقفت سفك دماء العراقيين ؟
طبعا لا ...
اذن, هذه المسرحيات الفاشلة التي تتباهى بانجازها الادارة الاميركية , ربما يضحكون بها على ذقون الشعب الامريكي المسكين , لكن ليس على الشعب العراقي
فقد كشفت زيف هذه الادارة, وكذبها, وفشلها الذريع في معالجة مشاكل الملف العراقي , منذ ما يزيد على ثلاث سنوات
*********************************
قبل قليل , رأيت على احدى المحطات لقاء مع رجل امريكي , في واشنطن , ربما من الكونغرس او اي شيء له علاقة بالحكومة وخطابها
يقول : الشيعة كانوا منضبطين في البداية, لكن بمرور الوقت, والعنف من المليشيات السنية ضدهم, وخصوصا تفجير سامراء , انفجر الغضب الشيعي , وصارت المليشيات الشيعية خارج السيطرة, حتى خارج سيطرة السيستاني
طيب,..
هذه وجهة نظر الامريكي الجالس في واشنطن , في الحكومة, كيف ينظر للعراق من هناك, ويفسر الامور كما يحلو له
اما من وجهة نظري كعراقية فأنا ارى الصورة هكذا :
لا يوجد اي عنف طائفي في العراق تاريخيا , ما عدا الاوقات التي تدخل اصابع خارجية مثل هجمات تركيا على العراق , زمن الدولة العثمانية , وصراعها مع الدولة الصفوية في ايران , كلا منهما لها اطماع في احتلال العراق وجعله تابع لها , ويتناحرون داخل العراق بطريقة تبدو طائفية ويذهب ضحيتها العراقيين الابرياء
هذا الكلام كان في قرون قديمة مظلمة ..
لكن منذ 1900 ولحد الان, الدولة العراقية الحديثة , لم تشهد اي صراع طائفي في العراق
وتحت الاحتلال البريطاني, اتحد السنة والشيعة في الحركة الوطنية , وطردوا المحتل من العراق

اذن, تم اختراع قصة الزرقاوي , وخطابه السني المتطرف الحاقد على الشيعة
يعني في الحقيقة لا يوجد اي حزب او مليشيا سنية عراقية صرحت انها ضد الشيعة او تضمر لهم العداء
فتم اختراع الزرقاوي الغير عراقي , وتم ادخاله في المعادلة , لتمزيق وحدة العراقيين , وتدمير نسيج المجتمع الواحد
الذي فجر سامراء هو الذي له مصلحة بحرب طائفية في العراق
تفجير سامراء كان نقطة انقلاب حقيقة في العراق
كان يشبه تماما احداث سبتمبر 2001 في اميركا
شعلت الفتنة , وخلطت الاوراق, واعطت فرصة مناسبة تماما لشن حرب ضد سنة العراق, وحرق مساجدهم, وقتل رجالهم, واستهداف عوائلهم وتهجيرها
واعطت الفرصة لظهور دور المليشيات المجرمة الطائفية المسلحة حيث اطلقت يدها في القتل والخطف والتعذيب لافراد من طائفة السنة
والاحتلال, والحكومة السابقة, كانا متواطئين تماما لتغذية هذا العنف , ولم يوقفوه باي طريقة كانت
اذن, تم استثمار قصة الزرقاوي لتبرير قتل العراقيين الابرياء من السنة, على يد فرق موت ومليشيات الله وحده يعلم من يمولها ومن دربها على القتل والاجرام
هذا هو العراق السعيد , بعد ثلاث سنوات من تطبيق سياسة الادارة الامريكية العبقرية الحكيمة
ماذا جنينا من هذه السياسة الحكيمة ؟
قتل وسفك دماء , وتمزيق المجتمع , وتهجير العوائل من بيوتها , وبلد تحول الى قطعة من الجحيم
او ربما هو الجحيم بعينه
وهناك في اميركا, ما زال الكثير من الحمقى في الكونغرس, يخدعون انفسهم وشعبهم , ويبربرون بكلام فارغ عن انتصارات حكومتهم في العراق
نعم انتصروا .....
مزقوا العراق, دمروه, حولوه الى خرابة , واهله مهجرون في الاوطان لاجئين , ينتظرون العودة الى بيوتهم , دون جدوى , فقط ينتظرون, ولا شيء على ارض الواقع , يبشر بخير ....
*****************************************************
واضح ان الذين خططوا لاحتلال العراق, قرأوا تاريخه جيدا , وعرفوا اين نقاط قوته
فمزقوها واحدة واحدة
أولا : قوة الجيش , ودوره الرئيسي في تاريخ تكوين الحكومات العراقية ,
عن طريق الثورات أو الانقلابات
فتم حله, والغاءه , حتى لا تقوم له قائمة, حتى يظل العراق ضعيفا , يتحكم به افراد وجماعات مدنية واحزاب , يتناحرون على الحكم والموارد الاقتصادية , ويعيثون فسادا في العراق , دون وجود اي سلطة عسكرية تهدد هم

ثانيا : تاريخ العراق معروف بتماسك شعبه ووحدته على مر العصور , وثقافته المشتركة بين عرب وتركمان واكراد, وبين مسلمين وغير مسلمين, وبين طوائف المسلمين انفسهم من سنة وشيعة
فتم خلق الزرقاوي لتوجيه خطاب سني متطرف عدواني , وعمليات تستهدف مدنيين الله يعلم من وراءها , ثم اشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة حتى اشتعلت حقا بين المليشيات ضد المدنيين الابرياء

ثالثا : احضار زعامات من الخارج , عجيبة غريبة , لا تفكر بمصلحة العراقيين قدر تفكيرها بمصالحها
يعاملون العراقيين المساكين الذين انظلموا وظلو في العراق , كانهم اعداءهم , كانهم صداميون , نحن مستقلون , اذا قال واحد منا : لماذا تفعلون هذا ؟
لماذا دمرتم البلاد ؟
يقولون : ها , انتم تعترضون على تحرير العراق؟
ها . انتم صداميون سفلة قتلة !
يا الهي , كل العراقيين الابرياء منذ ثلاث سنين لا يستطيعون الكلام , لانهم متهمون انهم خونة وصداميون , وانا واحدة منهم , كلما قابلت انتهازيا مريض نفسيا حقير واستفاد من الحرب على العراق , قال لي : انتي صدامية !


لكن الرد سيكون في المستقبل القريب ان شالله
الرد هو اخراج المحتل , باسرع وقت ممكن
وحالا وفورا , ستخرج من العراق كل الوجوه القذرة التي جاءت مع المحتل وايدته واستفادت منه
وقتلت ودمرت وعاثت فسادا معه
لكنهم سيخرجون
الان هم مشغولون بالتقاتل على سرقة ثروات العراق
ولا يهمهم الامان او الاستقرار
حسنا , هذا يفتح عيون العراقيين, ليروا اي قيادات جاءت لتستلم الحكم في ظل المحتل
ثمة اقلية شريفة في الحكومة الحالية , تبذل كل جهودها لخير العراقيين
لكن ثمة قوى ظلامية اجرامية , تحاول ان تعرقل كل خير للعراقيين, تحاول ان تزرع الفتنة ليظل المحتل فوق رقابنا
هذه القوى موجودة ومتنفذة في الحكومة الحالية
املنا , ان نزيحهم بعد نهاية الاربع سنوات
وناتي بحكومة اكثرية وطنية حريصة على وحدة العراق, شعبا وارضا

اين شرفاء العراق الان ورجاله ونساءه من الوطنيين ؟
اما قتلوهم ووضعوهم تحت التراب , او وضعوهم في السجون المظلمة , او قسروهم على الهجرة خارج العراق
وان كنت طائفيا حقيرا ومريضا نفسيا وعندك حزب ومليشيا اجرام , ستسيطر على الشارع وتتحكم برقاب الناس, ولن يردعك احد
هذا ما فعله الاحتلال بالعراق

لكن الامل بالتغيير سيظل موجودا
والعمل على تحقيقة سيظل مستمرا
والله سينصر عباده الصادقين
امين...........



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives