Thursday, June 01, 2006

 
الخميس 1 حزيران 2006
مساء الخير...
بعد تشكيل الحكومة العراقية المنتخبة لمدة اربع سنوات قادمة , بدأ يظهر بوضوح الخطاب العراقي الوطني من خلال افراد في الحكومة الجديدة والبرلمان أو وسائل إعلام تابعة لهم , او اناس عراقيين مستقلين بدأوا يمتلكون الجرأة للكلام بطريقة مختلفة عما كانت تفعله الحكومات المؤقته السابقة التي كانت منبطحة تماما للاحتلال وخطابها يمتليء بالكذب وتضليل الناس وتزييف الحقائق
الحمد لله , اول الخيط بدأ يظهر, خيط الفجر , وأنا سعيدة تماما ,
هذا ما كنت اقوله دائما
حين تتشكل حكومة عراقية فيها حد أدنى من الوحدة الوطنية , سيشعر العراقيون انهم اكثر قوة , وسيبداؤن بالتوجه بانظارهم الى المحتل, ورؤية عيوبه , ويتساءلون عن جدوى وجوده على أرض العراق
************************
هذه مثلا مشكلة البصرة في الجنوب من العراق
منذ شهور تدهور الوضع الامني,وانتشرت مليشيات الاجرام المنظم , تقتل وتسلب وتهجر العوائل
وتتقاتل بينها على تصدير النفط من ميناء البصرة , وتتقاتل مع محافظ البصرة, لتسحب منه صلاحيات حكم المدينة, وهذه المليشيات تخافها الشرطة العراقية التي في البصرة
يعني هي قوة فوق سلطة المحافظ, والشرطة, وزعماء العشائر هناك
وكلها من طائفة واحدة, كلها مليشيات شيعية
والسؤال هو : من اتى بهؤلاء المجرمين واللصوص واعطاهم الصلاحيات ليكونوا هم القوة العليا في المدينة؟
لا احد يملك الجواب, فالفوضى ضربت العراق كله بعد ان حل المستر بريمر حفظه الله , الجيش العراقي, وجعل شوارع العراق مسرحا للمليشيات وفرق الموت والجريمة المنظمة, وسيظل العراقيون يتذكرونه الى نهاية التاريخ, ويتذكرون بطولاته وانجازاته كما هي انجازات الادارة الامريكية العبقرية في العراق منذ 3 سنوات واكثر
********************************
والمضحك في قصة البصرة ان هنالك 8 الاف جندي بريطاني
ماذا يفعل هؤلاء الحبابين هناك؟
لم يقدروا ان يوقفوا العنف ولا السلب والنهب, ولا التطهير الطائفي الذي تقوم به عصابات الاجرام , ولا نهب وتهريب النفط العراقي من الموانيء العراقية الى الجيران
اذن السؤال البريء : ماذا يفعل هؤلاء الابطال البريطانيون هنا؟
ان لم يقدروا على حل مشاكل البصرة , ما هو دورهم بالضبط؟
ذهب يوم امس رئيس الوزراء العراقي الجديد مع نائب رئيس الجمهورية, وقابلوا المحافظ, وقيادة الشرطة, وزعماء العشائر, وبدأؤا بترتيب خطة امنية فيها حظر تجول ونقاط تفتيش من الجيش العراقي لترجع اليه هيبته بين الناس
وتجري المفاوضات حول المليشيات المتورطة بالمشاكل والتي معظمها تم تمويلها وتدريبها من خارج حدود العراق
للسيطرة عليها وكبح جماح سيطرتها على المدينة
**********************************
هذا ما جنيناه من سياسة المحتل
مزق البلاد , خلق لنا اجواء عنف وقتل وطائفية ومليشيات وفرق موت
توجد في البصرة بطالة هائلة بين الشباب, قلة خدمات من ماء وكهرباء, سوء الاقتصاد و كثرة في الفساد الاداري والسرقات من المال العام

وضع البصرة هو صورة مصغرة عن وضع العراق كله
هذا ما جنيناه من سياسات الاحتلال
هل هم اغبياء ولا يعرفون كيف يديرون البلاد؟
ام انهم يتقصدون تمزيق البلاد , واشاعة الفوضى والخراب , ويقفون ليتفرجون ؟
لا ادري بالضبط, لكن الذي يبرأهم مما يحدث في العراق , واحد من اثنين , اما مغفل , او متواطيء معهم
لا يمكن ان نصدق انهم ابرياء, وايديهم نظيفة مما يحدث في العراق من تقتيل وتدمير منذ 3 سنوات واكثر
******************************
وقصة مذبحة حديثة وما فعلوه في المدينة الصغيرة, تملا اليوم نشرات الاخبار
لا ادري كيف يتم تجاهل الحقائق في الاعلام, ثم فجأة يصحون من النوم العميق, ويصبحوا انسانيين , ويبكون ويتأسفون على الضحايا
عندما كنت في اميركا قبل شهر ونصف تقريبا, رأيت مقالة في صحيفة سان فرانسيسكو اليومية تتكلم عن هذه الحادثة, عن مقتل اكثر من 15 عراقي مدني من عائلتين او اكثر على يد جنود المارينز في حديثة , حيث اطلقوا الرصاص على رؤوس الضحايا من صغار وكبار
ووقتها كان عندي لقاء مع طلاب في جامعات بمدينة سان فرانسيسكو , واخذت الجريدة معي, وقلت لهم : انظروا , هذه قصص عما تفعله قوات الاحتلال في العراق عادة
ان كان ثمة صانع افلام , التقط الحادثة وفضح الجريمة, سيقول المسؤولون : اوه , هذه تصرفات فردية, سنعاقبهم

بينما في الحقيقة هي ليست تصرفات فردية, هذا استهتار يومي بأرواح العراقيين, لكن واحدة من الحكومات المؤقته السابقة, المتواطئة مع الاحتلال, قيمت الانسان العراقي ب 2000 دولار, بينها وبين الاحتلال,
وبالتالي, كلما قتل عراقي نتيجة استهتار جندي من الاحتلال , يتم حل المشكلة بدفع 2000 دولار عن كل ضحية ,والسلام
هكذا تمت التغطية على جرائمهم بالتواطؤ مع حكوماتنا العزيزة السابقة, التي سيكتب عنها التاريخ صفحات سوداء تشبه افعالها المشينة السوداء
والادارة الامريكية الان محرجة من الحديث حول هذه الفضيحة , ويعدون بالتحقيق
ماشاء الله كما حققوا في فضائح ابو غريب, وحكموا على المتهمين بست شهور او اكثر او اقل
وما الفائدة؟
هل سيتوقفون عن هذه الافعال المشينة؟

اليوم صباحا, في سامراء, ثمة سائق سيارة مدنية كان ياخذ امرأتين عراقيتين في سيارته , واحدة منهما تعاني الام المخاض , وهما ذاهبتان للمستشفى , لم تتوقف السيارة تماما عند الحاجز, فتم اطلاق النارعلى السيارة, وقتلت المرأتان على الفور
وكان لقاء على التلفزيون هذا الصباح مع السائق البائس وهو بحالة عصبية يصرخ ,ويشرح وحشية جنود الاحتلال وكيف فجروا رؤوس الضحايا في سيارته , وختم قوله : لعنة الله على الاحتلال والذي جلب علينا الاحتلال...
نعم, هذه هي الان لعنات العراقيين صباح مساء
وبدأ الاحتلال والذين اتوا به , يحصدون الثمار التي يستحقونها من العراقيين الذين شبعوا من الظلم والمعاناة
ولم يحصدوا سوى المزيد من الخسائر
خسائر طالت كل شيء
ابتداء من المال والارواح, وانتهاء بالعزة والكرامة
ماذا يفعل الذي خسر كل شيء؟
هل ينام ويستسلم ؟
ام يصحو من غفلته ليوقف نزيف الخسائر, ويبحث عن سبب الكوارث التي اصابته ؟
********************************
وما زال ثمة الكثير من المغفلين من الشعب الامريكي الذين ما زالوا يؤيدون الحرب على العراق ويعتبرونها مسألة كرامة شخصية لهم ,
الغريب ان في الشعب الامريكي نموذجين مختلفين تماما
نموذج طيب جدا ومسالم ويحب ويحترم الاخرين ويؤمن بفكرة عدم التدخل في شؤون الغير, وعدم سرقة ثروات الغير, هذا النموذج احترمه جدا, وافتخر واعتز ان عندي منهم اصدقاء وصديقات كانهم يحملون قلوب عراقيين في صدورهم من كثر حبهم للعراق وحزنهم على ما يحدث لاهله ....

وهنالك نموذج كريه, متكبر ووقح ولئيم , يؤمن انه افضل من غيره, والباقين يستحقون الموت من اجل ان يعيش هو, ويستحقون ان تسرق ثرواتهم, من اجل ان يترفه هو ,
هؤلاء تتأسف ان تبصق على وجوههم , لانك توسخ البصقة
ويذكروني بجملة كان يقولها ابي رحمه الله ليصف قوما في قمة الحقارة :
قوم اذا ضربتهم بالنعال , قال النعال لماذا تضربوني؟
هههههههه
هؤلاء الاغبياء, اذانهم وعيونهم مغلقة , لا يرون, لا يسمعون , لا يفهمون,
بعد مرور سنوات الشقاء على العراقيين البؤساء, اكتشفت ان افضل حل هو اهمال هذه الحشرات, خليها تطنطن كما تشاء, كما يفعل الذباب حول الخيل
هؤلاء هم الذباب ...
والخيل هنا هم العراقيون الشرفاء الذين يعملون ليل نهار, وبكل الوسائل, لانقاذ بلدهم وشعبهم من الكوارث, واخراج المحتل بأسرع وقت ممكن
ونعرف ان المحتل متشبث بالعراق بيدية ورجليه واسنانه واظافره
لكننا سنقلعهم , بإذن الله
وسيخرجون من العراق, شاؤوا او أبوا
سيخرجون
انها فقط مسألة وقت
من هو الغبي الذي سيندم على فراقهم؟
وكما قال السائق البائس : لعنة الله عليهم , وعلى الذي جلبهم ....



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives