Wednesday, May 24, 2006

 
الاربعاء 24 ايار 2006
صباح الخير
اعلن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة , بعد اكثر من خمسة شهور من المفاوضات بين مختلف الفرقاء الذين شاركوا في الانتخابات للوصول الى حد ادنى من الاتفاق
وبقيت وزارة الداخلية والدفاع بدون اعلان اسماء الوزراء حيث ما زال النقاش مستمرا حتى يتم اختيار اشخاص مهنيين غير منحازين لاحزابهم كما حصل في وزارة الداخلية السابقة وانحياز الوزير للحزب والطائفة التي ينتمي اليها, وحدث الكثير من التجاوزات والاعتداءات ضد طائفة اخرى, وكلما سألوه انكر معرفته بالجرائم التي يرتكبها منتسبوا وزارته , ويقول هؤلاء ليسوا من الوزارة , رغم انهم يلبسون ملابس الشرطة الرسمية ويستعملون سيارات وهواتف نقالة رسمية للوزارة, وكذلك حين انكشفت فضيحة السرداب التابع لوزارته وفيه معتقلون , وعد باجراء تحقيق , ولم نسمع اي شيء
والخبر السعيد هنا, ان هذا الوزير , بكل سمعته السيئة الان في قلوب العراقيين, سيستلم حقيبة وزارية اخرى في الوزارة الدائمية الجديدة, وكأن شيئا لم يكن
لماذا يقولون صدام حسين قتل العراقيين وان الاوان لمحاسبته؟
على نفس القياس , لماذا لا نحاسب هؤلاء القتلة الجدد في العراق؟
لماذا الدم العراقي رخيص عندهم الى هذا الحد؟
الشعب يذبح في الشوارع صباح مساء, ولا احد يوقف نزيف الدم, لا قوات الاحتلال تعطي الموضوع اولوية, ولا الحكومات السابقة المؤقته اعطت الموضوع اي اهمية
والان , تحال كل الفايلات المعقدة الصعبة التي لم تجد من يهتم بحلها جديا منذ 3 سنوات , الان تلقى على كاهل الحكومة العراقية المنتخبة لاربع سنوات, لتحل كل هذه التراكمات والفساد والخراب والدمار
ماذا عندها من امكانيات سحرية لتحل كل هذه المصائب؟
اما انها ستبذل كل جهدها , وستفشل في انتشال العراق من المستنقع الذي غرق فيه , وستفشل في نيل ثقة المواطن العراقي البائس الذي ينتظر منذ 3 سنوات ,
أو انها ستنجح , وهذا ما اتمناه من كل قلبي , كما يتمناه اي عراقي يحب بلده
********************************************

لكنني في نفس الوقت اقول ان التجارب علمتنا الا نكون حالمين ونتمنى فقط
النظر للارض , ورؤية الواقع, وتحليله , لمعرفة ما هي النسبة المتوقعة من نجاح الحكومة العراقية المنتخبة لتتمكن من حل مشاكل العراق , على ضوء الظروف الموجودة في الساحة العراقية , وعلى ضوء امكانيات وصلاحيات هذه الحكومة
لا ننسى ان هذه الحكومة المنتخبة هي ليست اعلى سلطة في البلاد
يوجد محتل , وهو السلطة العليا في العراق الان
القرار العسكري والسياسي بيد المحتل
وماذا بيد الحكومة اذن ؟
بتقديري ان على الحكومة الحالية ان تحل أو ترقع المصائب التي جاء بها المحتل الى العراق , من محاولة السيطرة على قيادات طائقية تملك مليشيات مسلحة تعيث في العراق فسادا منذ 3 سنوات واكثر وهي تشن حربا ظاهرها طائفي باطنها سياسي من اجل تنفيذ فكرة الفدرالية في العراق , وهذه القيادات تورطت في قصص الفساد الاداري والسرقات من المال العام للدولة, وتهريب النفط العراقي بطريقة غير شرعية وبيعه للجيران, وقبض ملايين الدولارات لجيوبهم , بينما الشعب يعاني من نقص الامان والخدمات الرئيسية , و نقص الوظائف , وزيادة معدلات البطالة والفقر ..
او مصائب ارتكبها المحتل نفسه , مثل تدمير البنية التحتية للبلاد , طيب, جئتم لتزيحوا الدكتاتور, لماذا تدمرون البنية التحتية للبلاد ؟
ومصائب اخرى مثل حل الجيش العراقي وترك الحدود سائبة لتدخل منها اجهزة مخابرات الجيران من ايران الى اسرائيل , بالاضافة الى السي اي ايه الذين جاؤوا مع الاحتلال, بالاضافة الى مؤسات امنية امريكية خاصة تعمل لاجهزة اخرى هناك من وزارة الدفاع الى غيرها, بالاضافة الى انتحاريين يريدون الانتقام من الاحتلال الامريكي,
والى منظمات غريبة عجيبة الله والاسلام بريئان منها, تقتل وتذبح وتضع افلام مصورة على الانترنت وقناة الجزيرة لتشوه صورة الاسلام والمقاومة العراقية ضد الاحتلال
الله وحده يعلم من اخترعها ومن مولها , وهي ابعد ما تكون عن العراق والعراقيين, لكنها في النهاية, تصب في مصلحة المحتل, لانها تبرر وجوده , رامسفيلد دائما يبرر وجود الجيوش في العراق لطرد هذه التنظيمات مثل الزرقاوي الوهمي , الذي كان يتمشى في فلم الفديو , في صحراء ما , من يدري اين يتمشى, في صحراء العراق ام نيفادا ام كولارادو, فهو دمية تم اختراعها لتبرير استمرار احتلال العراق, والعراقيون في الداخل , لم يلمسوا اي اثر حقيقي لوجود هذه التنظيمات الشاذة العجيبة على ارض الواقع في حياتنا
رغم ان الحكومة العراقية المؤقتة السابقة كانت تؤيد وجهة نظر الاحتلال, وتقول من وقت لاخر انها قبضت على شبكة للزرقاوي, لكن من يثق بتلك الحكومة البائسة , التي قتلت من العراقيين , اكثر مما قتل صدام حسين ؟

للاحتلال, والحكومة التي جاءت تحت مظلته, مصالح مشتركة , اذن, هنالك ايضا خطاب مشترك
لكن الخطاب يمتليء بالكذب والتزييف معظم الاحيان, كما راينا في السنوات السابقة
مثلا قصة الهجوم على منطقة الاعظمية قبل شهرين , السكان هناك كلهم يتفقون على رواية واحدة: تم الهجوم عليهم ليلا من قبل رجال يلبسون ملابس شرطة وزارة الداخلية, وصار اطلاق نار عشوائي, وتم الاعتداء على الشباب الموجودين في الحي كفرق حراسات ليلية , واستمر الهجوم لمدة 9 ساعات , حتى جاءت قوات الاحتلال ( يا عيني ) واوقفت الاشتباكات
ثمة تواطؤ بين الحكومة السابقة الفاسدة ووزارة الداخلية, وبين قوات الاحتلال
وظهر التواطؤ اكثر حين صدر البيان الرسمي حول الحادث ,
البيان الرسمي جاء من الحكومة , ومن الاحتلال, كل على حدة, ولكنه بوجهة نظر متطابقة, كما يقولون , رسالة التغطية للقصة , كانت واحدة
رسالة التغطية الرسمية تقول : ان مجموعة من المتمردين في الاعظمية هاجموا مركز الشرطة الحكومي , فردت عليهم قوات الشرطة النيران بالمثل
ان كنت تعيش نفس الحي, وشهدت التجربة بسمعك وبصرك
لكن وسائل الاعلام ارسلت قصة مختلفة تماما عن الواقع , ماذا تقول ؟
هذه القصة هي مثل صغير لما يحدث في العراق منذ 3 سنوات واكثر
يعني الذي في بغداد , لا يعرف بالضبط ما يحدث في الاحياء المختلفة من نفس المدينة , وان ذهب ليقرا الصحف او يسمع الاذاعة المحلية او قنوات تلفزيون الحكومة , سيسمع تفسيرات صاغتها الحكومة بالتعاون مع الاحتلال
مع مرور الوقت , يفقد المواطن البائس ثقته بالحكومة ويتحول الى غضب وسخط , وبما سلبية ويأس , فلا يعود يتأمل الخير مما سيأتي ...
ارجو كما يرجو غيري من العراقيين, ان يكون اداء الحكومة المنتخبة الحالية , افضل وارقى من اداء سابقاتها
مع علمي تماما ان ثمانين بالمئة من رموز الحكومة الحالية هي رموز فاسدة مؤيدة للاحتلال , ولا يرتجى منها خير للعراق , فهي تفكر بمصالحها فقط, لكني اعرف ان ثمة عشرين بالمئة شرفاء ووطنيين , سيعملون كل جهدهم لتصحيح الخراب الذي حل بالبلاد
الامل صغير ... لكنه موجود

**********************************
وجاء بلير ليبارك للحكومة العراقية المنتخبة , ويقول ان هذه الخطوة تسعده وتؤيد وجهة نظره انه كان على حق حين قرر شن الحرب على العراق واسقاط النظام
وكذلك وقف بوش مع زوجته وخلفهم الفاير بليس , وهم سعداء, وقال بوش ان هذه الحكومة تثبت نجاح فكرة الحرب على العراق, واسقاط النظام

العراقي مثلي ينظر الى هؤلاء المجرمين الفاشلين ويفهم مقدار انتهازيتهم
هم يسكنون بيوتهم المرفهة ويعيشون مع عوائلهم بامان
ونحن, اما هاجرنا وتركنا بيوتنا بعد العنف والرعب القصص المؤلمة التي عشناها, او بقينا وصبرنا على خطف اولادنا او قتل احبتنا, او عشنا قلة الخدمات من ماء وكهرباء ووقود , او عشنا الرعب اليومي من اطلاق نار عشوائي في الشوارع والمدن وسيارات مفخخة وقنابل متفجرة , عشنا رعب الجحيم اليومي منذ اكثر من 3 سنوات
وماذا قدم بوش وبلير لنا لتخفيف الجحيم اليومي؟
قوات احتلال تركب على الدبابات ؟
والان , مع كل خطوة مليئة بنزيف الدم العراقي, ونحن نريد ان نصنع مستقبلا افضل لانفسنا واولادنا , ياتي بوش وبلير, ليستثمر عذابات العراقيين , ويقول بكل صلافة : لقد كنت على حق حين قررت الحرب على العراق
هل رأيت العراقيين يقطفون الورود سعداء ايها الغبي , وجئت تتباهى بأنك صاحب الفضل في هذا الانجاز؟
العراقيون الان معمية عيونهم من الالم والحزن , يريدون الخروج من كارثة الحرب وما افرزته من سلبيات على المجتمع , وعلى مستقبل البلاد
العراق الان عبارة عن خرابة , كومة انقاض , نريد ان نعرف من اين نبدأ ؟
الاف المشاكل المعقدة تحتاج الى حلول في العراق
نحتاج الى وقت وجهود واموال لتصليح الكوارث الغبية التي يتحمل مسؤوليتها بوش وبلير
********************************
سيأتي اليوم الذي سيدفع بلير وبوش ومن شاركهم حربهم على العراق , التعويضات , عن كل رصيف دمرته دباباتهم في العراق , وكل بناية, وكل شارع, وكل جسر, وكل مستشفى, وكل مدرسة, وكل دائرة حكومية, وكل معسكر, وكل بيت , وكل انسان جرحته او قتلته قوات الاحتلال
سياتي ذلك اليوم , بعد ان يخرج العراقيون من دوامة الخراب والدمار التي دخلوا فيها بسبب هذه الحرب , التي كان فيها مصلحة الشعب العراقي, هي اخر بند , في قاع قائمة طويلة مليئة بالفوائد للاستعماريين, والراسماليين, ورجال المال والاعمال اللصوص من مختلف الجنسيات, وشركات مختلفة , وقادة لصوص مجرمين مع مليشيات , وغيرهم وغيرهم كثير, تمتليء بهم القائمة الطويلة
واخر شيئ, في نهاية القائمة الطويلة, ربما اضافوا : مصلحة الشعب العراقي

هذا ما لمسناه على الارض , بعد 3 سنوات من الحرب علينا
كل المستفيدين استفادوا , ولكننا نحن الخاسر الوحيد لحد الان



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives