Thursday, April 06, 2006
الثلاثاء 4 نيسان 2006
مساءالخير...
اريد أن اكمل الحديث عن المؤتمر في نيويورك
في اليوم الثاني للمؤتمر, ذهبت صباحا مع سيدة عراقية الى محطة تلفزيون لعمل مقابلة والحديث عن معاناة العوائل العراقية اليومية منذ 3 سنوات ولحد الان...
عدنا للمؤتمر بعد العاشرة , ووجدنا السيدات القادمات من الحكومة العراقية الجديدة والمنظمات المدنية جالسات على المنصة , يتكلمن عن العراق بعد التحرير
والاسئلة كانت من الجمهور حول : اعادة الاعمار , والحالة الامنية , والخدمات العامة للمواطنين
كانت اجوبتهن ان هنالك الكثير من الفساد الاداري في الحكومة وان 7 وزراء تم احالتهم للتحقيق عن قضايا فساد اداري وسرقة المال العام, وان الاموال التي تأتي مساعدات من الخارج ايضا تختفي تحت حجة نفقات امنية , وأن لا اعادة اعمار حصلت في البلاد, , وان حالة الخدمات العامة كالماء والكهرباء هي سيئة ومتردية , والوضع الامني متدهور..
واضح تماما ان ليس عندهن أي حقائق على الارض للقول ان كل شيء يجري على ما يرام..
واضح ان لا شيء يجري بطريقة مقبولة منذ 3 سنوات..
لماذا يقلن تحرير العراق إذن ؟
*******************
وبين جملة واخرى , تعود معزوفة النظام الفاشستي الدموي وصدام حسين ..
لا شيء عندهن سوى الحديث عن الماضي لتغطية فشل الحاضر...
كان الجمهور يسألهن أسئلة محرجة عن حقوق النساء العراقيات في الدستور الجديد فلا يعرفن الجواب , واضح انهن لم يقرأن تاريخ النساء العراقيات وما كان لهن في الماضي وما حدث لهن في الحاضر...
النساء العراقيات يملكن حق التعليم والعمل والانتخاب وقيادة السيارة والعمل بنفس الراتب مع الرجال والحصول على اجازة امومة 6 شهور براتب و6 شهور بنصف راتب, ولا يجوز للزوج ان يتزوج ثانية دون حضور الزوجة للمحكمة وموافقتها, واذا حصل الطلاق يكون البيت والاثاث من حق الزوجة , كل هذا كان للمرأة العراقية قبل الحرب...
ماذا جلب الدستور الجديد للمرأة ؟
أرجعها لعصر الملالي واصبحت مرجعيتها هي رجل الدين في طائفتها ؟
هل هذا تحرير المرأة العراقية الذي جاء هدية من إدارة بوش ؟
**************************
كانت ثمة نقاشات كثيرة مملة ...
كنت أفكر , هل أقف وأسألهن عن مقاولات اعادة بناء المدارس في بغداد التي اخذتها الشركات الامريكية بمائة الف دولار للمدرسة مثلا ثم اعطوها لمقاول عراقي بالفي دولار فقط ليطلي جدران المدرسة ويصلح زجاج النوافذ المحطمة؟
كل العراقيين يعرفون هذه الفضيحة...
هل أسأل عن التعيينات بعد الحرب للعراقيين وليس المهم الشهادة والكفاءة لكن المهم هل انت عضو في حزب جديد؟
ستكون لك اولوية في التعيين, والذين عانوا من البطالة سابقا من الفقراء والمستقلين, ظلوا بالبطالة , لازم يصيروا منافقين ومنتمين الى احزاب سياسية حتى يحصلون على وظائف, تماما كما كان صدام حسين يرغم العراقيين على الانتماء لحزب البعث للحصول على وظيفة حكومية , ماذا فعلنا اذن ؟
والوزارات الجديدة صارت لها الوان طائفية لأن الحكومة طائفية..
يعني وزارة الخارجية مثلا وزيرها كردي, الموظفون غالبيتهم اكراد
وزارة الداخلية شيعية , الموظفون غالبيتهم شيعة
وهكذا, هذه مهزلة , وليست عدالة..
بقيت أفكر لو انني اريد توجيه الانتقادات لهؤلاء النساء فإنني سألعب دورا سخيفا ولن نصل الى نتيجة
جلست اصغي للمناقرات بينهن وبين بعض الحضور من العراقيين , ثم عدن الى معزوفة صدام حسين النظام الفاشستي مرة اخرى..
أحسست بالغثيان, هؤلاء مرضى نفسيين تافهين لا ورقة بيدهم للحوار سوى الماضي المليء بالفشل والحقد ,
قامت سيدة ايرانية من الحضور وقالت لهم : لقد جئنا الى هنا لنسمع اشياء جديدة عن العراق, لا نريد سماع الماضي , قولوا شيئا من الحاضر ..
صرخت واحدة من على المنصة بغضب واعترضت على هذا الرأي..
قامت امرأة اخرى من الحضور وسألتهن : ماذا تريدون حتى تتجاوزا الماضي؟
قالت احداهن : نريد اعتراف ان صدام حسين كان مجرما وانه ظلمنا وعذبنا ( المتكلمة كانت شيعية
ضحكت أنا ...
رفعت يدي والتقطت المايكرفون وقلت : طيب , انا شيعية , وصدام حسين ظلم الشيعة وعذبهم ,
وأعترف لك انه كان مجرما , لكنني أؤمن انه صار شيئا من الماضي, ارجوكم ان تفكروا بالعراق ومستقبله ومستقبل اطفاله , اتركوا الماضي , فكروا بالحاضر ومشاكلنا , فكروا كيف نصنع مستقبلنا , اخرجوا من هذه الحالة التي انتم فيها...
قالت احداهن : كيف نخرج من الماضي ؟
كيف ننسى آلامنا؟
نحن ضحايا
نحن مثل اليهود الذين عانوا من المحرقة , هل ينسون ماضيهم ؟
وقفت حائرة ...
ما هذا المنطق؟
يعني نحتفظ باحقادنا نتاجر بها ونبتز الناس ؟
هل هؤلاء مرضى نفسيين ام ماذا ؟
*********************************
من الواضح ان الحضور من الامريكيات لم يكن مستمتعات بما يجري, لكن الحوارات المتناقضة كشفت حقيقة الوفد القادم من بغداد وخصوصا اللواتي يعملن في المنطقة الخضراء , ويجملن وجه الاحتلال , ويسمينه تحرير, ولا يملكن اي شيء ايجابي ليتحدثن عنه ويقنعن الحضور ان العراق يمضي بسعادة بعد تحريره...
وحين يتحدثن عن ضرورة بقاء قوات الاحتلال لانهن مرعوبات يطلبن الحماية, ولا يعترفن بالتصرفات السلبية لقوات الاحتلال ضد المواطنين العراقيين, ولا يعترفن أن ثمة ضحايا من عوائل ومواطنين مدنيين عراقيين يصل عددهم الى مئات الالاف, وان ثمة ملايين غادرت العراق لتعيش في المنافي هربا من جحيم الحياة في العراق..
لا يملكن اي رؤية للوضع الحالي , ولا أي حلول للمستقبل ..
تائهات يتخبطن بين ذكريات الماضي, واحقادهن الشخصية, وطموحاتهن الشخصية, وليذهب العراق الى الجحيم...
***********************
فكرت مع نفسي وقلت للنساء الامريكيات حولي : هذا النموذج من النساء العراقيات للاسف سيطر عليكم منذ ثلاث سنوات, وظهرن في وسائل الاعلام الرسمية , وقابلن الرئيس بوش واعضاء الكونغرس, وخدعن , بالمشاركة مع الادارة الامريكية , الشعب الامريكي, واوصلن له القصة الكاذبة عن العراق منذ ثلاث سنوات, الحمد لله اننا كنا هنا معهم لنريكم الحقيقة...
الشعب العراقي والشعب الامريكي كلاهما ضحية في هذه الحرب
تم خداعهم من قبل الادارة الامريكية وبعض المنافقين الانتهازيين من العراقيين لتسويق قصة الحرب على العراق وتحريره ...
ثلاث سنوات من الخراب والدمار والفوضى, هذا ما حصدناه من هذه الحرب الخاسرة..
ومن هو الرابح؟
حفنة من تجار ومجرمين وفاسدين هنا وهناك..
هذه هي الخلاصة....
مساءالخير...
اريد أن اكمل الحديث عن المؤتمر في نيويورك
في اليوم الثاني للمؤتمر, ذهبت صباحا مع سيدة عراقية الى محطة تلفزيون لعمل مقابلة والحديث عن معاناة العوائل العراقية اليومية منذ 3 سنوات ولحد الان...
عدنا للمؤتمر بعد العاشرة , ووجدنا السيدات القادمات من الحكومة العراقية الجديدة والمنظمات المدنية جالسات على المنصة , يتكلمن عن العراق بعد التحرير
والاسئلة كانت من الجمهور حول : اعادة الاعمار , والحالة الامنية , والخدمات العامة للمواطنين
كانت اجوبتهن ان هنالك الكثير من الفساد الاداري في الحكومة وان 7 وزراء تم احالتهم للتحقيق عن قضايا فساد اداري وسرقة المال العام, وان الاموال التي تأتي مساعدات من الخارج ايضا تختفي تحت حجة نفقات امنية , وأن لا اعادة اعمار حصلت في البلاد, , وان حالة الخدمات العامة كالماء والكهرباء هي سيئة ومتردية , والوضع الامني متدهور..
واضح تماما ان ليس عندهن أي حقائق على الارض للقول ان كل شيء يجري على ما يرام..
واضح ان لا شيء يجري بطريقة مقبولة منذ 3 سنوات..
لماذا يقلن تحرير العراق إذن ؟
*******************
وبين جملة واخرى , تعود معزوفة النظام الفاشستي الدموي وصدام حسين ..
لا شيء عندهن سوى الحديث عن الماضي لتغطية فشل الحاضر...
كان الجمهور يسألهن أسئلة محرجة عن حقوق النساء العراقيات في الدستور الجديد فلا يعرفن الجواب , واضح انهن لم يقرأن تاريخ النساء العراقيات وما كان لهن في الماضي وما حدث لهن في الحاضر...
النساء العراقيات يملكن حق التعليم والعمل والانتخاب وقيادة السيارة والعمل بنفس الراتب مع الرجال والحصول على اجازة امومة 6 شهور براتب و6 شهور بنصف راتب, ولا يجوز للزوج ان يتزوج ثانية دون حضور الزوجة للمحكمة وموافقتها, واذا حصل الطلاق يكون البيت والاثاث من حق الزوجة , كل هذا كان للمرأة العراقية قبل الحرب...
ماذا جلب الدستور الجديد للمرأة ؟
أرجعها لعصر الملالي واصبحت مرجعيتها هي رجل الدين في طائفتها ؟
هل هذا تحرير المرأة العراقية الذي جاء هدية من إدارة بوش ؟
**************************
كانت ثمة نقاشات كثيرة مملة ...
كنت أفكر , هل أقف وأسألهن عن مقاولات اعادة بناء المدارس في بغداد التي اخذتها الشركات الامريكية بمائة الف دولار للمدرسة مثلا ثم اعطوها لمقاول عراقي بالفي دولار فقط ليطلي جدران المدرسة ويصلح زجاج النوافذ المحطمة؟
كل العراقيين يعرفون هذه الفضيحة...
هل أسأل عن التعيينات بعد الحرب للعراقيين وليس المهم الشهادة والكفاءة لكن المهم هل انت عضو في حزب جديد؟
ستكون لك اولوية في التعيين, والذين عانوا من البطالة سابقا من الفقراء والمستقلين, ظلوا بالبطالة , لازم يصيروا منافقين ومنتمين الى احزاب سياسية حتى يحصلون على وظائف, تماما كما كان صدام حسين يرغم العراقيين على الانتماء لحزب البعث للحصول على وظيفة حكومية , ماذا فعلنا اذن ؟
والوزارات الجديدة صارت لها الوان طائفية لأن الحكومة طائفية..
يعني وزارة الخارجية مثلا وزيرها كردي, الموظفون غالبيتهم اكراد
وزارة الداخلية شيعية , الموظفون غالبيتهم شيعة
وهكذا, هذه مهزلة , وليست عدالة..
بقيت أفكر لو انني اريد توجيه الانتقادات لهؤلاء النساء فإنني سألعب دورا سخيفا ولن نصل الى نتيجة
جلست اصغي للمناقرات بينهن وبين بعض الحضور من العراقيين , ثم عدن الى معزوفة صدام حسين النظام الفاشستي مرة اخرى..
أحسست بالغثيان, هؤلاء مرضى نفسيين تافهين لا ورقة بيدهم للحوار سوى الماضي المليء بالفشل والحقد ,
قامت سيدة ايرانية من الحضور وقالت لهم : لقد جئنا الى هنا لنسمع اشياء جديدة عن العراق, لا نريد سماع الماضي , قولوا شيئا من الحاضر ..
صرخت واحدة من على المنصة بغضب واعترضت على هذا الرأي..
قامت امرأة اخرى من الحضور وسألتهن : ماذا تريدون حتى تتجاوزا الماضي؟
قالت احداهن : نريد اعتراف ان صدام حسين كان مجرما وانه ظلمنا وعذبنا ( المتكلمة كانت شيعية
ضحكت أنا ...
رفعت يدي والتقطت المايكرفون وقلت : طيب , انا شيعية , وصدام حسين ظلم الشيعة وعذبهم ,
وأعترف لك انه كان مجرما , لكنني أؤمن انه صار شيئا من الماضي, ارجوكم ان تفكروا بالعراق ومستقبله ومستقبل اطفاله , اتركوا الماضي , فكروا بالحاضر ومشاكلنا , فكروا كيف نصنع مستقبلنا , اخرجوا من هذه الحالة التي انتم فيها...
قالت احداهن : كيف نخرج من الماضي ؟
كيف ننسى آلامنا؟
نحن ضحايا
نحن مثل اليهود الذين عانوا من المحرقة , هل ينسون ماضيهم ؟
وقفت حائرة ...
ما هذا المنطق؟
يعني نحتفظ باحقادنا نتاجر بها ونبتز الناس ؟
هل هؤلاء مرضى نفسيين ام ماذا ؟
*********************************
من الواضح ان الحضور من الامريكيات لم يكن مستمتعات بما يجري, لكن الحوارات المتناقضة كشفت حقيقة الوفد القادم من بغداد وخصوصا اللواتي يعملن في المنطقة الخضراء , ويجملن وجه الاحتلال , ويسمينه تحرير, ولا يملكن اي شيء ايجابي ليتحدثن عنه ويقنعن الحضور ان العراق يمضي بسعادة بعد تحريره...
وحين يتحدثن عن ضرورة بقاء قوات الاحتلال لانهن مرعوبات يطلبن الحماية, ولا يعترفن بالتصرفات السلبية لقوات الاحتلال ضد المواطنين العراقيين, ولا يعترفن أن ثمة ضحايا من عوائل ومواطنين مدنيين عراقيين يصل عددهم الى مئات الالاف, وان ثمة ملايين غادرت العراق لتعيش في المنافي هربا من جحيم الحياة في العراق..
لا يملكن اي رؤية للوضع الحالي , ولا أي حلول للمستقبل ..
تائهات يتخبطن بين ذكريات الماضي, واحقادهن الشخصية, وطموحاتهن الشخصية, وليذهب العراق الى الجحيم...
***********************
فكرت مع نفسي وقلت للنساء الامريكيات حولي : هذا النموذج من النساء العراقيات للاسف سيطر عليكم منذ ثلاث سنوات, وظهرن في وسائل الاعلام الرسمية , وقابلن الرئيس بوش واعضاء الكونغرس, وخدعن , بالمشاركة مع الادارة الامريكية , الشعب الامريكي, واوصلن له القصة الكاذبة عن العراق منذ ثلاث سنوات, الحمد لله اننا كنا هنا معهم لنريكم الحقيقة...
الشعب العراقي والشعب الامريكي كلاهما ضحية في هذه الحرب
تم خداعهم من قبل الادارة الامريكية وبعض المنافقين الانتهازيين من العراقيين لتسويق قصة الحرب على العراق وتحريره ...
ثلاث سنوات من الخراب والدمار والفوضى, هذا ما حصدناه من هذه الحرب الخاسرة..
ومن هو الرابح؟
حفنة من تجار ومجرمين وفاسدين هنا وهناك..
هذه هي الخلاصة....