Friday, March 24, 2006

 
الخميس 23آذار 2006
صباح الخير.......
الوضع في العراق حاليا خطير جدا, يوجد قتال في الشوارع في بغداد ومدن اخرى, الاتصالات مقطوعة, اغلقت قوات الاحتلال مقاهي الانترنت في المدن الساخنة, مثل سامراء والقائم والرمادي وقطعت اتصالهم بمدن العراق والعالم, يعني حتى الساكن داخل العراق لا يدري ما يحدث هناك...
احاول الاتصال عن طريق الموبايل, والمسجات, بعضها يصل وكثير منها لا يصل..
اتصلت بأختي في الاردن تقول ان الحدود مع العراق ايضا مغلقة, وانقطع كل الاتصال مع الناس هناك عن طريق الانترنت....
اهلنا هناك محاصرون, من قوات احتلال ترتكب جرائم ضد المدنيين والاطفال, الى مرتزقة تقتل وتخطف وتعيث فسادا في البلاد, الى مليشيات مجرمين تقوم بتصفيات وانتقامات طائفية, والناس مختبئة في البيوت, تريد حماية عوائلها و اطفالها من العنف والقتل, العراقيون يقولون : ثمة من يدمر بلادنا, ونحن نختبيء في بيوتنا , لا حول ولا قوة لنا, لا نقدرأن نفعل أي شيء؟
لا نقدر ان ندافع عن وطننا؟
قالت لي احدى صديقاتي هناك , يوم امس, خلال مسج على التلفون : كل واحد فينا يحمل كفنه بيده ينتظر الموت...
صعقتني كلماتها, وتركتني مذهولة وحزينة طوال الليل والنهار, اتخيل حياتهم وهم مرعوبين ينتظرون الموت في كل لحظة....
الناس في الم شديد وحزن, يقولون هذه أسوأ الايام بعد سقوط بغداد, هذه اخطر المراحل وأشدها ظلاما علينا ..
من يقدر على مساعدتهم ووقف نزيف الدم , ووقف العنف والقتال في الشوارع بين جماعات متناحرة, ربما بعضها شرفاء يدافعون عن العراق وارضه وشعبه, وبعضها الاخر هو بالتاكيد مجرد مليشيات ومرتزقة مجرمين لا يهمهم سوى قبض الدولارات, ضاعت منهم الاخلاق والمباديء, ورضوا ان يكون اداة تدمير لوطنهم وشعبهم, لتحقيق غايات اعداء العراق لتمزيقة وبقاء قواعد عسكرية اجنبية فيه الى اجل غير مسمى...
***********************
مازلت في اميركا في جولة لمقابلة الناس والحديث عن العراق الجريح...
نقابل الناس في الكنائس والجامعات والتجمعات الصغيرة أو ممن يعملون في منظمات غير حكومية, وأرى الغالبية تتساءل عن ما يجري في العراق, والغالبية غاضبة وتريد وقف الحرب وسحب الجيوش من العراق ووقف بناء القواعد, وعندما ذهبنا الى مبنى الكونغرس في واشنطن, رأينا اناسا مختلفين, احسست كأننا نتكلم مع الجدران, هناك اناس لا يريدون سماع ما يقوله شعبهم أو حتى العراقيون, اذانهم مغلقة وعيونهم مغمضة, لا يريدون ان يسمعوا لاي شيء يخص العراق, ثمة من غسل عقولهم ,او انهم وضعوا مصلحتهم الشخصية والمنصب , قبل كل شيء , وغير مستعدين للسماع او تغيير ما يحدث على ارض الواقع...
وسائل الاعلام الرئيسية الكبيرة, تشارك الادارة الامريكية في حربها على العراق, تكذب وتغطي الحقائق, وتقول ان كل شيء على ما يرام, كالعادة.
ثم في نشرة الاخبار كلمتين مختصرتين عن العراق, اما خبر عن سيارة مفخخة وقتلى عراقيين,
أو قوات الاحتلال تلاحق (متمردين ) وتحاصر المدن لتنظيفها من المتمردين.
ويضعون صورا لبغداد وهي جميلة مزدحمة بالمشاة في الشوارع, وهي صور بغداد ما قبل الحرب, وليست صور بغداد الان, بغداد الحزينة المليئة بالقمامة والقذارة والحواجز الاسمنتية والاسلاك الشائكة وخالية من المشاة, الناس تختبيء في البيوت....
**********************
من هم المتمردون؟
كل الناس يسألوني؟
اقول لهم : اذا كان الرتل الامريكي يمشي في منطقة ما مثل الرمادي او سامراء أو بعقوبة أو غيرها, وتعرض لاطلاق نارأو قنبلة على طرف الشارع, فانهم يقفون, ويرجعون للمدينة القريبة من الحادث, يغلقونها ويحاصرونها, احيانا تقصف من الجو كما في القائم والفلوجة وسامراء حاليا, ثم يتم مداهمة كل البيوت, واعتقال كل الرجال, واهانتهم, واساءة معاملتهم, وافزاع النساء والاطفال, واحيانا قتلهم كما في القصص الاخيرة التي قرأنا عنها في الصحف, وعندما تنكشف هذه الجرائم يكون التعليق : انها تجاوزات فردية, مثل صور ابوغريب والتعليق عليها انها تصرفات فردية, في الحقيقة هي تصرفات يومية عادية يمارسونها ضد العراقيين, مما دفع الناس الى كراهيتهم والغضب منهم, مما دفع الرجال الى مقاومتهم, وهؤلاء يسمونهم متمردين, يعني كل واحد لا يحبهم ولا يريد بقاءهم في العراق فهو ارهابي متمرد..
وكلما اعتقلوا اناسا جدد, كلما سببوا الغضب في قلوب اقاربهم وجيرانهم واصدقائهم, وخلقوا مجموعة جديدة تكرههم, وترحب باعمال عنف ضدهم...
هذا هو واقع الحال في المدن العراقية, الغضب يزداد في قلوب الرجال والنساء من كل المدن, التي تعرضت للمحاصرة والقصف وتهجير اهلها, او التي سمعت القصص, وبالتالي, ثمة كراهية تزداد وغضب, ورغبة تكبر في قلوب العراقيين تجاه قوات الاحتلال : اخرجوا من بلادنا...
************************
الحكومة الامريكية في مأزق حقيقي...
الشعب الامريكي غاضب ويريد معرفة الحقيقة, ماذا يفعلون في العراق؟
سألت الناس الذين اقابلهم كل مرة نفس السؤال: هل رأيتم على شاشات تلفزيوناتكم مقابلة مع عراقي واحد
ضد الحرب على العراق منذ ثلاث سنوات ؟
الكل يهز رأسه : لا
قلت لهم هل تصدقون ان كل العراقيين موافقين على الحرب والاحتلال ؟
هزوا رؤوسهم , لا
إذن, حكومتكم ووسائل الاعلام هنا تكذب عليكم
...............
وسائل الاعلام هنا لا تحكي الحقيقة, لا تقول ان مئات العراقيين يموتون كل يوم نتيجة قتل قوات الاحتلال لهم, او عصابات ومرتزقة تعمل لحسابهم , لتمزيق البلاد, واجبار الناس على فكرة الطائفية والحرب الاهلية لتطبيق نظرية الفدرالية التي جاء بها بريمر ووضعها في الدستور..
وانظر الى الصحف هنا وتصريحات الادارة الامريكية..
لا ادري لماذا اغرق في الضحك, من كثرة الكذب الذي اراه واسمعه..
رامسفيلد يقول مثلا : الذي يريد ايقاف الحرب في العراق هو الذي يفكر مثل الزرقاوي, ولا يريد ديمقراطية او حرية للعراقيين..
ويقول ان العراقيين ذهبوا وصوتوا على الدستور الجديد الذي كتبوه بايديهم, وان القوات الامنية العراقية الان تمتلك قدرات على محاصرة الارهابيين الاجانب في العراق..
تعليقي هو :
الذين يريدون ايقاف الحرب , يريدون انقاذ ملايين الارواح المدنية البريئة التي تدمرت حياتها من هذه الحرب, والتي هي الضحية الحقيقية منذ الحصار لحد الان..
تحاصر المدن وتقصف البيوت ويموت مدنيون, ويعتقل رجال معظمهم ابرياء, ويسجنون ويهانون ويعذبون, جريمتهم انهم ربما لا يحبون احتلال بلادهم, هذه جريمتهم الوحيدة..
ثم الدستور الجديد لم يكتبه عراقيون, كتب مسودته بريمر , الحاكم الامريكي , ثم قال للعراقيين اكتبوه , واذهبوا للتصويت, ماهذه الديمقراطية العوراء المزيفة؟
هل هذه الديمقراطية التي قصفوا العراق ودمروه ارضا وشعبا من اجل تطبيقها؟
ثم قوات الامن العراقية الجديدة, تعمل مع قوات الاحتلال في مداهمة البيوت وتخويف العوائل واهانة الرجال العراقيين واعتقالهم, الناس يكرهون رجال الامن العراقيين , يقولون هؤلاء مرتزقة تقبل ان تعمل مع قوات الاحتلال لمداهمة البيوت واعتقال المواطنين , هؤلاء لا يفكرون سوى بالراتب الذي يستلموه ( حوالي 400 دولار) الناس تموت من الجوع, وهؤلاء مجرد مرتزقة او مغفلين قيل لهم انكم تبنون العراق الجديد, فصدقوا القصة, مثل معظم الجنود الامريكيين الذين قيل لهم انكم ذاهبون لتحرير العراق في مهمة نبيلة , وعندما وصلوا الى هناك بعضهم اكتشف حقيقة المهمة, وبعضهم بقي غبيا مغفلا يظن كل عراقي امامه هو ارهابي يستحق الاعتقال او السجن او الموت............
*********************************
ثم رأيت بعضا من خطابات بوش, هو طبعا مصر أن العملية في العراق تتم بنجاح, ويتم (تنظيف) البلاد من المتمردين الاشرار,وان العراقيين يحتفلون بالديمقراطية وسعداء بها, وخصوصا النساء بعد ان حررهم الرئيس بوش...
هههههه
غرقت في الضحك..
من ماذا حررنا الرئيس بوش؟
قلت للناس : عندنا حقوق المرأة في العراق قبل الحرب كما يلي, للنساء الحق في الدراسة, العمل, قيادة السيارة, الترشح للانتخابات والتصويت, اختيارالزوج الذي تريده , السفر, حمل اسم العائلة بدون تغييره بعد الزواج, تاخذ راتب مساوي للرجل في اي مهنة...
يوجد في العراق مهندسات وطبيبات ومحاميات وقاضيات ومديرات عامات واستاذة جامعات وكل شيء...
ماذا سيجلب لنا السيد بوش؟
وأيضا يقول في خطابه أن الشعب فرحان وكتب الدستور الجديد وصوت عليه..
نفس الكذبة...
وانه الان توجد حرية للعبادة في العراق..
ماذا يعني حرية عبادة؟
كنا طوال حياتنا نعيش بحرية العبادة, مسلمين من طوائف مختلفة, ومسيحيين من طوائف مختلفة, وصابئة وغيرهم, نعيش في احياء سكنية مختلطة, ومدارس مختلطة, ودوائر الدولة موظفيها من كل الالوان..
عشنا طوال حياتنا تحت مظلة اننا عراقيون...
الآن , ماذا حدث لنا؟
تمزقت المظلة حين دخل الاحتلال, وحين نشر افكار تقسيم العراق تحت حجة توفير العدالة للطوائف المختلفة, تم تسويق ثقافة الانتقام من الاخر, وسحقه, واخذ حقوق اكثر منه, تم تفريق الناس ودفعهم الى التفكير بفردية وانانية, في وقت تحتاج فيه البلاد الى الوحدة وجمع الصفوف, تم تمزيق الشعب تحت حجة حقوق الاقليات, تم تقسيم الشعب الى اقليات تتناحر بينها, ليبقى الاحتلال خارج المعادلة, تقاتلوا بينكم مثل قبائل همجية , والاحتلال يتفرج وبوش يقول للعالم: نريد ان نبقى في العراق, ثمة حرب اهلية قادمة...
هذا ما يفعلونه على ارض الواقع, يقسمون الناس, ويحرضونهم ضد بعضهم, ثم يقولون : أوه , هؤلاء وحوش, تعالوا نجلس هنا ونبني قواعد عسكرية , لنحميهم من حرب اهلية...
*****************************
مثال صغير على سياسة الادارة الامريكية هو ما فعلوه بالنساء العراقيات وحقوقهن:
جلبوا لنا قادة يضعون العمائم , طائفيين, عقليتهم أبعد ما تكون عن الاسلام الحقيقي, عقليتهم انانية ضيقة, تفرق ولا تجمع, تريد المصالح الضيقة لا المصلحة العامة, وموقفهم متخلف ضد النساء..
وفي الدستور الجديد, الفقرات التي تخص النساء فيها تخلف ورجوع للخلف, كان ثمة قانون حوال شخصية عراقي منذ عام 1958
يحترم النساء ويعطيهن الحقوق وينظم علاقات الاسرة بطريقة عصرية ولا تتناقض مع الاسلام..
لكن القوانين الجديدة في الدستور الجديد, غامضة ومتخلفة, وترجع كل طائفة الى رجل الدين الذي يقرر ما هي صلاحيات وحقوق المراة والاسرة حسب عقلية الطائفة الضيقة,
يعني رجعونا الى حكم الملالي قبل قرون...
ثم كما رأيت لاحقا, تعقد مؤتمرات للنساء العراقيات في الاردن , برعاية الكونغرس أو مؤسسة راند الامريكية, ويقولون للنساء : اذهبوا وقاتلوا الحكام المتخلفين الجدد في العراق وطالبوا بحقوق المرأة, واخرجوا الشريعة من قوانين الاسرة, وضعوا اتفاقية سيداو....
هذا ماكتبت عنه في يومياتي السابقة حين حضرت هذه المؤتمرات, ورأيت الخطاب الذي جاءت به الجهات الراعية للمؤتمرات النسائية العراقية..
واتضح لي تماما كم هي سياساتهم قذرة ومدمرة وممزقة لمجتمعاتنا...
النساء العراقيات اللواتي يحضرن هذه المؤتمرات, لم يفهمن اللعبة وتفاصيلها, بعضهن مغفلات يعتقدن ان بوش والاحتلال يدافعون عنهن,,,
وبعضهن كاشفات اللعبة, لكنهن انتهازيات بلا ضمير, يفكرن بمصلحتهن الشخصية قبل مصالح الناس ومستقبل البلاد...
وبعضهن كشفن اللعبة, وفضلن الانسحاب ...
هذا نموذج صغير من سياسات الاحتلال بين فئات الشعب العراقي...
وعندما اعود لتاريخ هذه الادارة او سابقاتها اجد نفس الفكرة تتكرر...
من خلق بن لادن وموله بالسلاح والمال ليقاتل السوفييت في افغانستان؟
كان يدهم الضاربة ورجلهم المفضل , وعندما انتهى دوره, انقلبوا عليه وصار عدوهم, وشنوا الحملة على الارهاب, وقصفوا افغانستان ودمروها...
طيب, من صنع صدام حسين ووضعه في الحكم , وشجعه وموله بالسلاح ليحارب ايران 8 سنوات ويدمر اقتصاد العراق؟
ومن اعطاه الكيمياوي ليلقيه على الاكراد المساكين؟
هي نفسها هذه الادارة وخصوصا رامسفيلد...
ثم اختلفوا مع صدام , وجاؤوا ليدمروا العراق ويحتلوه ويبنوا فيه قواعد عسكرية, ان كان حقا عدوهم فقط صدام حسين, كان المفروض أن يسقطوه من الحكم, ويتركوا العراقيين يقيمون دولتهم بالطريقة التي يجدونها مناسبة , ويحافظوا على جيشهم وشرطتهم , لان ولاء هؤلاء هو للحكومة الجديدة الوطنية العراقية , لا خوف منهم..
لكن تدخل قوات الاحتلال بفك الجيش والشرطة العراقية, وتنصيب قيادات موالية للادارة الامريكية, وتشكيل جيش وشرطة طائفية ودستور طائفي , هذا ما حصل, هذا هو التدخل القسري لتغيير مصير العراق, ورسم مستقبله بأيدي اجنبية, هنا النقطة القاتلة الخاطئة التي اثارت غضب العراقيين والعرب والمسلمين, والتي اوقعت العراق ضحية عنف واضطرابات وقتال مستمر لحد الان..
العراقيون يرفضون فكرة قوات احتلال اجنبية, وحكومة موالية لادارة بوش, العراقيون يريدون بناء وطنهم ومستقبلهم بطريقة هم يختاروها, ويريدون استثمار ثروات بلادهم بطريقة توفر السعادة والعدالة لشعبهم, وليس لشركات اجنبية استثمارية سوف تنهب الثروات وتضع الدولارات بين يدي فئة قليلة , وتحرم باقي الشعب من الحياة الكريمة..
العراقيون شعب ذكي شجاع مستعد للقتال حتى الموت من اجل الدفاع عن الحق والعدالة, ولا يحبون الظلم والكذب, ولا يحبون ان يذلهم احد...
وسيقى العراق مشتعلا بالنار, حتى تتحقق امنيات العراقيين: خروج قوات الاحتلال, وقف بناء القواعد العسكرية الاجنبية, بناء حكومة وحدة وطنية مخلصة لشعبها..وليست حفنة من قرود ومرتزقة يساندهم جيش الاحتلال...
انها مسألة وقت فقط...
ستتحقق امنيات العراقيين , اجلا ام عاجلا..
وسنتذكر جميعا, من وقف وقال الحق في وقت الظلام والظلم..
ومن وقف وقال كلمة الكذب والباطل ...
سنتذكر كل هذا, بعد ان نحرر العراق, ونبنيه من جديد..
*****************************
ثمة قلة من العراقيين الذين يؤيدون الحرب وانا قابلت بعضهم وأفهم وجهة نظرهم :
هم أقلية لها تجربة شخصية مؤلمة مع صدام, فحقدوا عليه وعلى العراق كله, وغادروا العراق, وشجعوا الحرب عليه, مجرد للإنتقام الشخصي, لم يفكروا بمصير الضحايا البريئة من عوائل واطفال, لانهم حاقدين على كل شيء, يظنون ان العراقيين مجرد حثالة , يستحقون ما يحدث لهم...
قابلت من هؤلاء الناس من يسكنون في واشنطن, وذهلت من تفكيرهم وحقارتهم, لكنهم فئة أنانية ساقطة , لا يهمها سوى مصالحها الشخصية, ولا تبالي بما يحدث للعوائل المسكينة البريئة في العراق, حقدهم على صدام أعمى عيونهم, فطغى على كل شيء..
فقدوا النظرة العاقلة المتزنة في تحليل الموقف...
هؤلاء ما عادوا عراقيين, لا في الجنسية ولا في القلب, هؤلاء يعيشون عالمهم التعيس بعد ان فقدوا كل شيء جميل في ارواحهم...
وثمة عراقيين يعيشون هنا , يخافون على بطاقة الاقامة والجنسية الامريكية التي يحملونها اكثر من خوفهم على العراق ومصيره...
وثمة فئة من تجار ومقاولين عراقيين أيضا يعيشون بلا هوية او انتماء او روح وطنية..
هؤلاء كانوا يحومون حول صدام حسين ليأخذوا مقاولات ودولارات ولا يهمهم مصير العراقيين المظلومين, والان يحومون ويتملقون للاحتلال حتى يكسبوا المزيد من الدولارات...
وثمة فئة اخرى من انتهازيين , يعملون مترجمين او مرتزقة مرافقين لقوات الاحتلال , يهمهم الراتب الذي يحصلون عليه اكثر مما يهمهم نظافة ضمائرهم ...
وثمة فئة من رجال ونساء يعملون مع الاحزاب الجديدة , معظمهم انتهازيون تافهون يفضلون المناصب والفائدة الشخصية, والكثير من الانقياء انسحبوا من العملية السياسية الان بعد ان اكتشفوا خطورة الموقف , وظلم المحتلين وتجاوزاتهم, فانسحب الذين رفضوا المشاركة في تدمير بلادهم , وبقى الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية , في معظم الاحوال...
لكنني أقول دائما
العراقي الحقيقي هو الذي عاش في الداخل, وعانى من حروب صدام حسين, وفقد احبائه في تلك الحروب, وعانى من الحصار والجوع والفاقة, وعاش الحرب الاخيرة, وشهد الخراب والدمار والقتل, وظل مستقلا بعيدا عن السياسة , حزينا مذهولا لما يحدث حوله, والذي يحاول جاهدا ان يبقى على قيد الحياة مع عائلته بعيدا عن العنف والقتل, والذي لم يشارك مع صدام حسين ولا قوات الاحتلال في اذية جيرانه وشعبه , والذي لم يقتنع بكل السموم التي بثها الاحتلال حين قسم الناس وزرع في عقولهم حب الانتقام والقبول بالعنصرية والطائفية...
هؤلاء هم العراقيون الحقيقون والذين افتخر أن اكون واحدة منهم تشعر بهم وتتكلم عن معاناتهم , وهم الملايين الفقيرة المسحوقة المغلوبة على أمرها..
هؤلاء الذين يحق لهم اختيار قيادات وطنية جديدة للعراق..
قيادات من رجال ونساء مثقفين مخلصين يحبون العراق ويؤمنون بوحدته, ولا يفرقون بين فئة واخرى..
من بينهم سيخرج قادة العراق الجديد الذين يريدهم الناس لإنقاذ العراق مما فيه الان ,من الخراب والدمار والحقد والعنف الذي زرعه الاحتلال...
لابد للاحتلال أن يخرج من العراق, وسيخرج معه كل من يؤيد افكاره الشريرة في تقسيم وتمزيق العراق...
سيخرجون ...
العراقيون سيهزمونم ويخرجونهم...
العراقيون الاذكياء الشجعان الذين لا يقبلون الكذب والخداع والظلم...
سينتصر العراقيون الحقيقون...
أنا مؤمنة بهذا تماما...
سينتصر العراقيون الحقيقون ....
إنها فقط مسألة وقت.....
*****************************************



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives