Sunday, September 04, 2005
الأحد 4 ايلول 2005
صباح الخير...
هذه الأيام تسيطر على الشاشات الفضائية والصحف والمجلات صور الإعصار الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة قبل عدة ايام وما زال تأثيره مستمرا في تهجير السكان من الأماكن المنكوبة الى اماكن اكثرأمانا, واخبار ومشاهد عن لصوص يملاؤون الشوارع وينهبون المحلات التجارية ويشعلون حرائق في المدينة, والناس يصطفون طوابير على محطات الوقود, والشرطة والجيش يحاولون المساعدة, لكن ثمة عجز واضح أو تقصير, وثمة انتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية حول ادارة الرئيس بوش وسوء التصرف تجاه هذه الأزمة.....
واخبار عن سحب طيارين من العراق وافغانستان للعودة الى البلاد والمشاركة في عمليات الإنقاذ....
وظهرت للعيان ان معظم الذين حاصرتهم المياه وبقوا داخل المناطق الخطرة هم من السكان السود في الولاية, والذين يشكلون غالبية فقيرة لا تملك سيارات او المال الكافي للرحيل وايجاد سكن بديل...
لا ادري ما أقول....
تذكرت أيام الحرب علينا , ومعاناتنا التي لم يبال بها أحد...التي تم تغطيتها وتجاهلها بكل قسوة ولا انسانية....
هذه اميركا التي غزت العراق ودمرته...وسلطت عدسات الكاميرات على اللصوص الذين ينهبون البلاد بتشجيع من قوات الإحتلا ل وتحت نظرهم, لكنها لم تسلط الضوء على العوائل التي هربت من بيوتها بحثا عن الأمان من الحرب والرعب والقصف الجوي اليومي ليل نهار, ولم تسلط الكاميرات على طوابير العراقيين كل يوم على محطات الوقود تحت الشمس الحارقة أو البرد والمطر, , أثناء الحرب وبعدها, او طوابيرالأطفال وآبائهم قرب المخابز أيام الحرب ينتظرون و يخاطرون بحياتهم, ولم تسلط الضوء على الفقراء المسحوقين من العراقيين الذين فقدوا وظائفهم او معيل العائلة الذي قتل او تم حبسه لسبب ما, لم تسلط الضوء على الخراب والدمار الذي سببته أيد بشرية ظالمة قاسية لا تعرف الحق او الرحمة, لم تسببه يد الله سبحانه...
نحن عادة حين نواجه كارثة فيضان او زلزال أو بركان, نقول هذه إرادة الله, لا قدرة لنا على منع ما يأتي منه, ونقول دائما : ربما هو انتقام منه على ذنوبنا, ربما هو اختبار منه لمقدار ايماننا....
لكن ما نقول على حروب تشن علينا بيد بشر حمقى أو أشرار؟؟
كيف نتصرف تجاههم؟
هل نستسلم لإرادتهم كما نفعل امام إرادة الله, ام نقف بوجوههم ونوقفهم عند حدهم؟؟
أرى العالم داخل اميركا وخارجها متعاطف ويلهث لتقديم المساعدة...لا ادري هل هو شعور انساني صادق, أم تملق لحكومة اميركا , أم نفاق ومصالح...
لأن معظم الذين تهافتوا للمساعدة من عرب وغير عرب, كانوا شبه صامتين على ما اصاب العراقيين ايام المحنة والحرب عليهم , او ربما اكتفوا بالإعتراضات الخجولة خوفا من غضب شعوبهم...
من تسارع لإرسال مساعدات انسانية لنا ونحن تحت القصف الجوي والبري؟
من تبرع بملايين الدولارات لاغاثتنا ؟
هل غيرنا بشر يستحقون الحياة والمساعدة, ونحن دون البشر؟
ارى دولا عربية تفعل هذا قبل الدول الغربية لمساعدة ضحايا اعصار كاترينا...
وهم انفسهم الذين تخلوا عنا ونحن في المحنة....ولزموا الصمت كالخرسان
أين كانت تلك المشاعر السامية النبيلة مختبئة ؟
اراها اليوم ظهرت حارة وقوية لمساعدة سكان نيواورليانز.....
ولماذا لم يظهر جزء منها للعراقيين البؤساء وهم تحت قصف الصواريخ والجحيم؟
لم يكن ثمة ماء يتسلل الى بيوتنا , كانت بيوتنا تهتز وتتساقط اجزاؤها علينا من أثر قصف القنابل والصواريخ, أليست هذه أبشع من الفيضان؟
في الفيضان تهرب انت وعائلتك الى ساحة ملعب او بناية بعيدة مرتفعة جغرافيا عن مستوى الفيضان حيث تختبيء وترى الأمان حتى تصلك فرق الإنقاذ , لكن في حالة القصف الجوي, أين تختبيء؟
أين الملاذ والأمان؟
أين كان ذوي القلوب الرقيقة والمشاعر النبيلة الذين ظهروا هذه الأيام ؟؟
الطيارون الذي كانوا في العراق كانوا يقومون بمهمات عسكرية مؤذية للسكان المدنيين والعوائل , لكنهم اليوم سيعودون لبلادهم لمساعدة عوائلهم؟
لماذا تبدو الصورة متناقضة ومثيرة للضحك والإستهزاء؟
والله أرى العالم يعيش حالة نفاق مخجلة, أو صار ينظر بعين واحدة...
الإعلام المتحيز المريض, الذي تسيطر عليه قيادات متحيزة مريضة عنصرية, سمم عقول الناس, وجعلهم يتألمون لفئة من الناس , ويتجاهلون فئة اخرى...
إعلام مريض متحيز عنصري نقل أمراضه لمعظم مشاهديه...
وهو يظهر ويشجع المبادرات التي تأتي لإنقاذ سكان نيواورليانز...لكنه هو نفسه أخفى ومنع ظهور أية مبادرة لمساعدة العراقيين ضحايا الحرب الظالمة اللاشرعية عليهم,
أثناء الحرب. أو لحد الآن بعد سنتين...
كأن العالم كله يعيش حالة خوف من قول الحقيقة , أو نفاق وتملق للأقوياء الظالمين....
وها نحن ندفع الثمن حين نرى الغضب الإلهي ينزل علينا....
وكأن الله يضحك في عليائه ويقول : من ذا الذي يظن نفسه جبارا أكثر مني؟؟
كلكم بشر ضعفاء.........
والأحمق من يظن نفسه القوي الجبار...
الله يحزن على ما يصيب عباده الضعفاء, لكنه يضحك من حماقة الذين يلعبون دور الجبابرة...
ودائما يلقنهم دروسا بليغة...
لكن : من هو العاقل الذي ينظر, ويفكر , ويتعلم الدرس؟؟
صباح الخير...
هذه الأيام تسيطر على الشاشات الفضائية والصحف والمجلات صور الإعصار الذي ضرب جنوب الولايات المتحدة قبل عدة ايام وما زال تأثيره مستمرا في تهجير السكان من الأماكن المنكوبة الى اماكن اكثرأمانا, واخبار ومشاهد عن لصوص يملاؤون الشوارع وينهبون المحلات التجارية ويشعلون حرائق في المدينة, والناس يصطفون طوابير على محطات الوقود, والشرطة والجيش يحاولون المساعدة, لكن ثمة عجز واضح أو تقصير, وثمة انتقادات في وسائل الإعلام الأمريكية حول ادارة الرئيس بوش وسوء التصرف تجاه هذه الأزمة.....
واخبار عن سحب طيارين من العراق وافغانستان للعودة الى البلاد والمشاركة في عمليات الإنقاذ....
وظهرت للعيان ان معظم الذين حاصرتهم المياه وبقوا داخل المناطق الخطرة هم من السكان السود في الولاية, والذين يشكلون غالبية فقيرة لا تملك سيارات او المال الكافي للرحيل وايجاد سكن بديل...
لا ادري ما أقول....
تذكرت أيام الحرب علينا , ومعاناتنا التي لم يبال بها أحد...التي تم تغطيتها وتجاهلها بكل قسوة ولا انسانية....
هذه اميركا التي غزت العراق ودمرته...وسلطت عدسات الكاميرات على اللصوص الذين ينهبون البلاد بتشجيع من قوات الإحتلا ل وتحت نظرهم, لكنها لم تسلط الضوء على العوائل التي هربت من بيوتها بحثا عن الأمان من الحرب والرعب والقصف الجوي اليومي ليل نهار, ولم تسلط الكاميرات على طوابير العراقيين كل يوم على محطات الوقود تحت الشمس الحارقة أو البرد والمطر, , أثناء الحرب وبعدها, او طوابيرالأطفال وآبائهم قرب المخابز أيام الحرب ينتظرون و يخاطرون بحياتهم, ولم تسلط الضوء على الفقراء المسحوقين من العراقيين الذين فقدوا وظائفهم او معيل العائلة الذي قتل او تم حبسه لسبب ما, لم تسلط الضوء على الخراب والدمار الذي سببته أيد بشرية ظالمة قاسية لا تعرف الحق او الرحمة, لم تسببه يد الله سبحانه...
نحن عادة حين نواجه كارثة فيضان او زلزال أو بركان, نقول هذه إرادة الله, لا قدرة لنا على منع ما يأتي منه, ونقول دائما : ربما هو انتقام منه على ذنوبنا, ربما هو اختبار منه لمقدار ايماننا....
لكن ما نقول على حروب تشن علينا بيد بشر حمقى أو أشرار؟؟
كيف نتصرف تجاههم؟
هل نستسلم لإرادتهم كما نفعل امام إرادة الله, ام نقف بوجوههم ونوقفهم عند حدهم؟؟
أرى العالم داخل اميركا وخارجها متعاطف ويلهث لتقديم المساعدة...لا ادري هل هو شعور انساني صادق, أم تملق لحكومة اميركا , أم نفاق ومصالح...
لأن معظم الذين تهافتوا للمساعدة من عرب وغير عرب, كانوا شبه صامتين على ما اصاب العراقيين ايام المحنة والحرب عليهم , او ربما اكتفوا بالإعتراضات الخجولة خوفا من غضب شعوبهم...
من تسارع لإرسال مساعدات انسانية لنا ونحن تحت القصف الجوي والبري؟
من تبرع بملايين الدولارات لاغاثتنا ؟
هل غيرنا بشر يستحقون الحياة والمساعدة, ونحن دون البشر؟
ارى دولا عربية تفعل هذا قبل الدول الغربية لمساعدة ضحايا اعصار كاترينا...
وهم انفسهم الذين تخلوا عنا ونحن في المحنة....ولزموا الصمت كالخرسان
أين كانت تلك المشاعر السامية النبيلة مختبئة ؟
اراها اليوم ظهرت حارة وقوية لمساعدة سكان نيواورليانز.....
ولماذا لم يظهر جزء منها للعراقيين البؤساء وهم تحت قصف الصواريخ والجحيم؟
لم يكن ثمة ماء يتسلل الى بيوتنا , كانت بيوتنا تهتز وتتساقط اجزاؤها علينا من أثر قصف القنابل والصواريخ, أليست هذه أبشع من الفيضان؟
في الفيضان تهرب انت وعائلتك الى ساحة ملعب او بناية بعيدة مرتفعة جغرافيا عن مستوى الفيضان حيث تختبيء وترى الأمان حتى تصلك فرق الإنقاذ , لكن في حالة القصف الجوي, أين تختبيء؟
أين الملاذ والأمان؟
أين كان ذوي القلوب الرقيقة والمشاعر النبيلة الذين ظهروا هذه الأيام ؟؟
الطيارون الذي كانوا في العراق كانوا يقومون بمهمات عسكرية مؤذية للسكان المدنيين والعوائل , لكنهم اليوم سيعودون لبلادهم لمساعدة عوائلهم؟
لماذا تبدو الصورة متناقضة ومثيرة للضحك والإستهزاء؟
والله أرى العالم يعيش حالة نفاق مخجلة, أو صار ينظر بعين واحدة...
الإعلام المتحيز المريض, الذي تسيطر عليه قيادات متحيزة مريضة عنصرية, سمم عقول الناس, وجعلهم يتألمون لفئة من الناس , ويتجاهلون فئة اخرى...
إعلام مريض متحيز عنصري نقل أمراضه لمعظم مشاهديه...
وهو يظهر ويشجع المبادرات التي تأتي لإنقاذ سكان نيواورليانز...لكنه هو نفسه أخفى ومنع ظهور أية مبادرة لمساعدة العراقيين ضحايا الحرب الظالمة اللاشرعية عليهم,
أثناء الحرب. أو لحد الآن بعد سنتين...
كأن العالم كله يعيش حالة خوف من قول الحقيقة , أو نفاق وتملق للأقوياء الظالمين....
وها نحن ندفع الثمن حين نرى الغضب الإلهي ينزل علينا....
وكأن الله يضحك في عليائه ويقول : من ذا الذي يظن نفسه جبارا أكثر مني؟؟
كلكم بشر ضعفاء.........
والأحمق من يظن نفسه القوي الجبار...
الله يحزن على ما يصيب عباده الضعفاء, لكنه يضحك من حماقة الذين يلعبون دور الجبابرة...
ودائما يلقنهم دروسا بليغة...
لكن : من هو العاقل الذي ينظر, ويفكر , ويتعلم الدرس؟؟