Sunday, December 04, 2005

 
الأحد 4 كانون الأول 2005

صباح الخير...
دائما يشغلني موضوع منطقية القصص التي نسمعها , ولا منطقيتها
أقصد مقدار قبولها من العقل والمنطق ,
أو مقدار وجود أسئلة كثيرة وشكوك تتعلق بتلك القصة...

مثلا : هذه القصة الجديدة , قصة المرأة البلجيكية التي تزوجت من رجل مسلم, ثم شاركت بعملية إنتحارية في العراق ضد قوات التحالف , ثم وجدوا جواز سفرها بالقرب من الجثة...
هذه القصة تبعث على التساؤل :
كم في القصة من سخافة ولا منطقية؟
وكم فيها من كلام منطقي و معقول؟
يعني المرأة انتحرت في إنفجار , كيف جاء جواز سفرها وجلس قرب الجثة؟
ثم الا يمكن اجراء فحوصات طبية لمعرفة الحامض النووي للقتيلة هل هي أم لا , للتأكد من هويتها ؟
وأين زوجها؟
وما هو الخطاب الفكري لها ولزوجها؟
ولماذا بنيت قصة طويلة في وسائل الاعلام الغربية من لقاءات مع أمها وابيها وانها لا تأكل مع والدها حتى لا تتفرج على التلفزيون ( التلفزيون حرام ! ) ولا تراه وهو يشرب بيرة وقت الغداء , وانها لبست نقاب وغطت جسمها من رأسها الى قدميها وصارت متوحشة....
وأمها كانت مريضة في المستشفى ولم تزورها ....
كم هي قصة سخيفة تحمل الضغينة للإسلام وتشوه صورته وتبالغ في سلبيته , وترسم الناس الذين ينتمون للإسلام وكأنهم أناس تافهون حياتهم ضائعة لا معنى لها, وانتموا للاسلام حتى يصبحوا متشددين ثم يفجروا انفسهم ويذهبوا للجنة !
هل هذا تحذير للنساء الغربيات بأن لا يتزوجن من رجال مسلمين ؟
حيث سيأخذوهن الى بلاد الاسلام ويحولونهن الى ارهابيات معتوهات يستمتعن بقتل أنفسهن بلا سبب؟
من هو المسكين الذي سيصدق هذه القصص؟
الن تدور في ذهنه أسئلة عن مدى صدق هذه الرواية؟
وما هو الغرض منها؟
**********************************
نحن في العراق نظن في كثير من الاحيان , أن نسبة من السيارات المفخخة وبداخلها شخص, ان انفجرت في سوق شعبي أو شارع عام, ربما ثمة من وضع قنبلة في السيارة دون علم السائق , وتم تفجير السيارة عن بعد ...
وأنا أعرف شخصيا إمرأة عراقية جاءت لعمان للعلاج من شظايا قنبلة وضعت في عربة صغيرة, أمام البنك, وجاء شخص أعطى لعجوز ماشي في الشارع , مبلغا تافها من المال وقال له : من فضلك ,خذ العربة الى أمام واجعلها تقف قرب البنك وسيأتي صاحبها بعد قليل, وكانت العربة مليئة بالموز كأنها لبائع متجول..
أخذها العجوز المسكين, وحين اقترب من البنك تم تفجيرها عن بعد, فقتل العجوز , وقتل معه عدد من موظفات البنك, وجرح عدد منهن, وتلك المرأة التي قابلتها كانت واحدة منهن..
الشظايا ضربت عمودها الفقري ونخاعها الشوكي وهي جالسة الآن على كرسي متحرك تنتظر من يتبرع لها بالعلاج من منظمات انسانية , وهي شابة في الثلاثين من عمرها, متزوجة, ودخلهما هي وزوجها يكفي فقط لسد حاجاتهم اليومية, وليس لعلاج يكلف عشرات الالاف من الدولارات ...
عادت الى بغداد, وأعطتني عنوانها لأتصل بها وأساعدها حين أجد منظمة انسانية تهتم بحالتها....
هذا نوع التفجير العبثي الإرهابي الإجرامي الذي يستهدف مدنيين عراقيين أبرياء , ويخلط الأوراق على أرض العراق...
وماذا قالوا في الاخبار يومها؟
هل قالوا هنالك انتحاري اسلامي فجر نفسه أمام البنك؟
يعني سائق العربة راح ضحية مجرمين قتلوه وقتلوا المدنيين الابرياء, وخلطوا الأمة كلها في فتنة....
هذا نموذج لتدخل أيد أجنبية خبيثة في العراق, تريد سفك الدم العراقي بلا رحمة.....

بينما الذي يفجر نفسه في رتل عسكري من قوات الاحتلال, نعم, هذا جاء بقصد واضح ومحدد, القصة واضحة والأهداف والأسباب واضحة أيضا....
********************************
قال لي إبني ونحن في عمان قبل أيام .....
أن ثمة إعلان على الجدار قرب السوبرماركت القريب من بيتنا , يطلب موظفين للعمل كمترجمين من عربي الى انكليزي أو من انكليزي الى عربي, والراتب اكثر من الف دولار, وموجود رقم تلفون ....
تعجبت...
القصة غير منطقية...
لا توجد فرص عمل هنا لهكذا وظيفة بهكذا راتب....
نزلت للمكتبة لأشتري قرطاسية, ووجدت على لوح اعلانات داخل المكتبة , عروض من اشخاص يطلبون عملا, مدرسين فيزياء ورياضيات, ومدرسين انكليزي, هؤلاء أكثر شيء وجدتهم, اقصد انني وجدت اكثر عدد اعلانات هي التي وضعها أناس تخصصهم هو اللغة الانكليزية,, قلت اذن لو اتصلت بالشركة التي تطلب مترجمين, لن أجد شاغرا, البلد مليانه ناس يريدون العمل....
ثم ان الراتب مرتفع بالنسبة لمقاييس البلد , لماذا ؟ ما طبيعة عملهم؟
ولماذا لم يضعوا الاعلان في الصحف؟
لماذا يضعونه على الجدران في الشوارع الخلفية؟
بقيت أفكر طوال الطريق......
نزلت للشارع المجاور للأسواق , ووجدت الإعلان على الجدار , سجلت أرقام الهواتف, وعدت للبيت....
يوجد رقم أرضي, ورقم موبايل, قلت سأتصل بالموبايل, الدنيا ليل, ربما الشركة مغلقة والرقم الارضي لن يرد....
اتصلت بالموبايل, وجاء الرد بصوت رجل شاب, سألته عن الإعلان وهل بقي شاغر ؟
قال : والله الشغل مش هون...
لعب الفأر في جيبي...
قلت له : هممم, لا تقل لي في العراق !
قال ضاحكا : انت عراقية, اليس كذلك ؟
قلت : نعم...
قال : اي والله الشغل هناك, ما رأيك ؟
-لا تقل لي سأعمل مترجمة للأمريكان ؟
- اي طبعا, في القواعد الامريكية ؟ ما رأيك؟ هل تحبين؟
كان صوته مرحا, وواضح انه سعيد وفخور بمهمته تلك...
ضحكت , و لا ادري أي نوع من الضحك يأتي في لحظة كهذه...
لكنني قلت له : شكرا, خليها إلك ...
واغلقت سماعة الهاتف , وبقيت أضحك ...

هذه القصة سأظل أتذكرها دائما كنموذج على لا منطقية الاشياء...
أظن ان الكثير من القصص اليومية حولنا, في حياتنا اليومية أو عبر وسائل الاعلام , هي مريبة ولا منطقية وتثير أسئلة كثيرة , مثل ذلك الإعلان على الجدران.....
******************************
رأيت تقريرن في الاسبوع الماضي على إحدى المواقع الاخبارية....
واحد عن تسرب المخدرات الى العراق من افغانستان عبر الحدود الايرانية أو شط العرب...
والثاني عن ظاهرة الفقر في اسرائيل لأن الحكومة تستنزف ميزانية الدولة للإنفاق على التسليح , ولأن ثمة سوء توزيع للثروات ,ربما بسبب السياسة الرأسمالية أو ربما بسبب الفساد الاداري , حيث هذه مشاكل صارت مألوفة في مجتمعات الغرب والشرق....

التقرير الاول أحزنني كثيرا, هذا وجه آخر من الوجوه القبيحة للحرب على العراق..
وفي هذه الظروف التعيسة حيث لا فرص عمل للشباب ولا تحسن في دخل العوائل, سيجد المجرم الذي يروج للمخدرات في العراق الآن , بيئة مناسبة, سيجد شبابا يقبلون العمل معه من الفقراء وقليلي الوعي الديني أو الوطني , سيجد مجرمين وعصابات تشتري هذه المادة وتدفع أي ثمن, وسيزيد هذا من جرائم السرقة والقتل من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المخدرات لطبقة من المدمنين...
هذه كارثة جديدة تواجه الشعب العراقي وتستهدف الشباب...

والتقرير الثاني أثار دهشتي...
اسرائيل فيها فقراء ومشاكل اقتصادية ؟ من يصدق؟
اسرائيل تقدم نفسها أمام دول العالم على انها دولة ديمقراطية متحضرة , ومتطورة اقتصاديا , لكن سياستها العدوانية مع جيرانها , وحبها لإمتلاك الأسلحة واستخدامها في قتل الفلسطينيين كل يوم صباح مساء, يبدو أنه بدأ يأكل ميزانية الدولة , ويسبب مشاكل داخل المجتمع الاسرائيلي ,
هل هذا هو السبب في الضغوط الامريكية على الدول العربية من أجل ضم اختهم الحبابة البريئة اسرائيل الى عائلة الشرق الاوسط الكبير؟
أم من أجل فتح الاسواق العربية امام المنتوجات الاسرائيلية , وتحسين وضع الاقتصاد للدولة التي اصبح بها بطالة وفقراء ؟
يا عيني , خطيه !
خلصت فلوسهم من كثر شراء الاسلحة لقتل الفلسطينيين, والبلاد انفقرت,
وهؤلاء الفلسطينيين الملاعين لم ينقرضوا بعد !
هاي شلون مشكلة ؟

دائما اتساءل : لماذا يحب الغرب اسرائيل ويدافع عنها ؟ , ويزودها باسلحة دمار شامل , ويبرر كل اعمالها الظالمة ضدنا ويغطي عنها , ويرفض التعامل مع القرارات الدولية التي تدين سياستها ضد الفلسطينيين ويستعمل الفيتو لإنقاذها ؟
وفي نفس الوقت , يبغضنا نحن العرب , ويشوه صورتنا, ونحن أيضا ساميون ؟
أليس العرب واليهود أقوام سامية من جزيرة العرب؟
أليس جدهم هو النبي ابراهيم عليه السلام ؟
لماذا إضطهد هتلر اليهود في اوروبا , من دون الناس؟
ولماذا تبرعت بريطانيا بوعد بلفور وأعطتهم الحق بإنشاء وطن قومي في فلسطين ؟
من لا يملك الأرض , أعطى وتبرع وتعهد...
لماذا فعلت ذلك بريطانيا؟
هل حقا ثمة أسباب انسانية في الموضوع؟
ثم جاءت بهم من أوروبا ومن الدول العربية المجاورة ليسكنوا في وطنهم القومي, طيب اهلا وسهلا...
تفضلوا وعيشوا معنا كأخوة على أرض واحدة, نتقاسم كل شيء بعدالة وسلام....
لكن ما الذي حدث؟
عصابات إرهابية مسلحة تدخل فلسطين وتقترف مذابح وتهجر السكان المدنيين الفلاحين البؤساء من أراضيهم وبيوتهم في فلسطين ...
ثم شجعت بريطانيا الهجرة لعشرات الالاف من يهود اوروبا ليعيشوا بدل اولئك الذين تم قتلهم وهدم قراهم او ترحيلهم الى دول الشتات ليعيشوا في مخيمات ...
أين العدالة والانسانية في القصة؟
ثم مسلسل حروب رسمية مع الجيوش العربية, لكن اسرائيل تساندها اميركا وبريطانيا منذ حوالي 60 سنة , وهي التي تفوز دائما , والميزان عادة يميل لصالحها....
طيب ,من هو الرابح لحد الآن؟
أكاد أرى ان كل الاطراف خاسرة...
الفلسطينيون والاسرائيليون كلاهما يعيش في جحيم...
لا الجلاد سعيد, ولا الضحية ...
والى متى؟
أجيال تنمو من هنا وهناك, والعنف مستمر...
والشيء المضحك, أن رجلا مثل شارون, قضى حياته وهو يلعب دور السفاح الذي يقطر الدم الفلسطيني من يديه, والان يبدو انه تعب من هذه اللعبة, وقرر أن يغير مساره وأن يتحول الى رجل سلام , يا إلهي ؟
عجيبة مخلوقاتك, وليتني أفهم هؤلاء الناس...

طيب , يريدون السلام؟
نحن أيضا شعوب مسالمة تحب السلام...
لكن ما نوع السلام الذي ممكن ان يعقد مع دولة تؤمن بعقلية إلغاء الآخر من الوجود
وإنكار حقوقه وتاريخه ؟
أي نوع من السلام؟
هل هو من نوع حاضر سيدي أنت على حق وأنا غبي سأطيعك دون نقاش؟؟
والله يبدو ان حتى هذا النوع من التفاوض , لن يحصل منه الفلسطينيون البؤساء أي مكتسبات.....
أريد أن أقرأ التوراة, أريد أن أفهم أين أصل المشكلة ؟

*****************************************
أعود الى العراق الحزين المبتلى....
مازال الوضع قلقا , والعنف مستمرا , ثمة أطراف خفية لا تتوقف عن الرغبة بإشعال نار الفتنة بين العراقيين...
بعد مؤتمر القاهرة, المفروض أن الامور تسير بإتجاه التهدئة بين الاطراف المختلفة في العراق...
والمفروض ان الجميع يستعد للإنتخابات من أجل حسم الموقف بطريقة عقلانية, وحسب اختيار الشعب...
لكن ثمة مجموعة ما زالت تفجر وتغتال وتقتل وتسفك الدماء , وضحاياها من شيوخ جوامع او مدنيين أو شرطة عراقية...

والبارحة ابتسمت وأنا اسمع جورج بوش يقول ان الخطوة القادمة في العراق هي انجاز المصالحة الوطنية بين العراقيين , وإن إدارته مهتمة و تسعى لإنجاز هذا الموضوع ...
عجيب ؟
من الذي قسم العراقيين الى فئات وأحزاب وزرع بينهم الشر والفتنه والطائفية, سوى هذه الادارة الأمريكية؟
والآن يلعبون دور الحكيم العاقل الذي يوفق بين الأطراف الحمقاء المتخاصمة في العراق؟؟


حسبنا الله ونعم الوكيل
*********************************
بقي موضوع جديد بالعراق أثير كلام حوله هذه الايام ,و أريد أن أعلق عليه
وهو موضوع تدخل قوات الاحتلال في نشر مقالات وقصص غير حقيقية في بعض الصحف العراقية
لتجميل صورة الاحتلال وعمل دعاية له
وكنا نتحدث عن هذا الموضوع كثيرا ونحن في بغداد
ونتساءل لماذا بعض الصحف تكتب كأنها محطة دعاية واعلان للإحتلال
وهي تمجده ليل نهار
وتحكي قصصا جميلة رومانسية عن جنود احتلال يحبون العراقيين وينقذوهم من مصائب
وتنشر صور جنود الاحتلال وقد أحاط بهم بعض الاطفال العراقيون
وكأنها شهادة حب من العراقيين
وشهادة نبل وانسانية تضاف الى سبب وجود جنود الاحتلال بيننا
طبعا في الغرب يفرحون حين يرون هذه الصور
وتؤكد لهم وجهة نظر بوش وادارته أن الحرب على العراق هي لأسباب انسانية محضة
شوفوا الصور , هل ترونها؟
إنها أكبر دليل على إنسانية الجنود ولطافتهم
ثم جاءت صور فضائح سجن أبو غريب لتكون لطمة على وجوه الجميع
الذين في الغرب
والذين داخل العراق
وبعدها بدأ الناس يتشككون هنا وهناك في معنى هذه الحرب
ودوافعها الحقيقية
وبعدها جاءت فضائح أخرى من صور سجون وتعذيب داخل العراق
وقنابل فسفور أبيض ,وقتل جرحى داخل الجوامع وهم عزل من السلاح في معركة الفلوجة
وعمليات إطلاق الرصاص بصورة عشوائية في الشوارع من سيارات الهمفي التي
تستعمل حراس أمنيين مرتزقة
يطلقون الرصاص على العراقيين الأبرياء
لمجرد ان سائق السيارة غير منتبه لهم ولم يخفف السرعة

نحن نريد من العالم كله ان يرى حقيقة هذا الاحتلال كما رأيناه نحن
ودائما نقول انها مسألة وقت
سينكشف الكذب والتزوير في الدعايات مدفوعة الثمن , بمرور الوقت
والناس ستفتح عيونها لترى الحقيقة عما يجري على أرض العراق
*********************************
بقي عندي سؤال يخص كتاب الصفحات من العراقيين
Bloggers
أتساءل دائماعن فئة تصفق للإحتلال منذ سقطت بغداد
وتضع الصور الجميلة لجنود الاحتلال
وتكتب كل انواع الكذب ضد العراقيين الوطنيين الذين يقاومون الاحتلال
هؤلاء القرود هل ثمة من يدفع لهم ؟
أم أنهم من نوع القرود التي تعرض نفسها للبيع مجانا؟
أتساءل فقط .....



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives