Wednesday, December 14, 2005

 
الأربعاء 14 كانون الاول 2005
صباح الخير .....
ذهبت أمس للإنتخاب
وكانت بالنسبة لي لحظات سعيدة حيث انني ظننتها ستكون بداية خير للعراق والعراقيين
لتكوين حكومة جديدة عساها تكون اكثر صدقا وفاعلية من سابقاتها
وعساها تقدر ان تلبي حاجات الناس والمرحلة الحرجة التي نعيشها جميعا
وعساها تكون بداية وضع مصير العراق بيد العراقيين انفسهم
ليعيدوا بناء ما خربته هذه الحرب
وإخراج الأيدي الغريبة التي دخلت
والتي خربت العلاقة بين أهل البلاد انفسهم
وحاولت بشتى الوسائل تقسيمهم
وخلق حروب اهلية بينهم
لكن الواقع يقول ان هذه المحاولات فشلت
والعراقيون كانوا أكثر وعيا وحذرا من توقعات اعدائهم
والحمد لله اولا واخيرا على هذا الأمر
فهي اشارة منه انه يرحم العراقيين
ولا يريد لهم الهلاك الذي يريده الاعداء لهم
***************************
لكنني لفت نظري هذا الصباح صورة من رويترز
نشرتها الصحف
وهي صورة رجل اسرائيلي يحمل هوياته وجواز سفره

ويرفع اصبعه الازرق امام الكاميرة فرحا انه انتخب أيضا مع العراقيين
في احد مراكز الاقتراع بمدينة عمان
لا ادري كيف ؟
هل والده مولود في بغداد مثلا؟
فامتلك هذا الحق
وكيف جاء هذا الحق ومن أين؟
يعني الان لو جاء هندي او باكستاني او فرنسي او هولندي
مولود في بغداد لسبب ما
هل يكون مواطنا يحق له الانتخاب؟
اليست هذه مهزلة؟
من وضع هذه القوانين العجيبة؟
هل حصلت في بقعة اخرى من العالم؟
ان كانت هذه هي العدالة, حسنا, انا موافقة
خلي كل الفلسطينيين المولودين في حيفا ويافا وعكا وكل المدن الفلسطينية التي سرقتها اسرائيل
واسكنت بها اليهود
خلي اهل هذه المدن يملكون حق الانتخاب في الانتخابات الاسرائيلية القادمة
وخلي لهم الحق بتقرير مصير سياسة اسرائيل ومستقبلها
والا لماذا يعطى الحق للإسرائيلي ان ينتخب مثله مثل العراقي من ابوين عراقيين
يعيشان في العراق منذ الاف ومئات السنين؟
لو بقي اليهود في العراق ولم يهاجروا الى فلسطين
ولم يسمحوا لأنفسهم في السكن ببيوت اغتصبتها حكومتهم من السكان الفلسطينيين
لو بقي اليهود في العراق
نعم, سيكون لهم الحق الكامل بالمواطنة كأي عراقي
لكنهم ذهبوا الى هناك
وشاركوا في صناعة دولة ظالمة بنت وجودها على خراب ودمار وقتل وتهجير شعب آخر
ما زال مشتتا في بقع مختلفة من العالم

اين هي العدالة؟
وهل المشروع الذي يقوم على غصب وسرقة ممتلكات الآخرين
وانكار حق تملكهم وتاريخهم
هل هو مشروع مؤهل أن يبقى على قيد الحياة؟
هل هو مشروع يباركه الرب؟
الرب واحد لكل الاديان ومقاييسه واحدة
وهو لا يرضى بالظلم والغصب وسرقة حقوق الاخرين
*****************************************************
ثم عندي سؤال آخر..
من سينتخب هذا الاسرائيلي؟
يعني نحن العراقيين ننتخب من نظنه سيحسن الحالة الامنية والخدمات وغيرها
والاسرائيلي ماذا سيريد؟
ما أفق طموحاته في العراق؟
لا تقل انه سيموت من الحزن والقلق على العراق
ويريد له الخير والمستقبل الآمن والإستقلال والحرية
آه, ربما يريد المشاركة ببناء العراق وذلك بدخول شركات اسرائيلية تعاني من ركود إقتصادي
تريد العمل في اعادة إعمارالعراق
وتحسين اقتصاد دولة اسرائيل المسكينة
يا عيني على النوايا النبيلة والانسانية

ههه
الدنيا مضحكة
وياما راح نشوف عجايب
اكثر مما رأينا
قبل وبعد الحرب على العراق
............
اللهم نسألك الثبات على العقل والدين,
آمين



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives