Monday, November 07, 2005
الأحد 6 تشرين الثاني 2005
صباح الخير...
جاء العيد ومضى ونحن بعيدون عن بيتنا وأهلنا وأصدقائنا في بغداد...
هذا اول عيد نقضيه خارج العراق منذ 15 سنة...
وليلة العيد تذكرت بيتنا , وتخيلته مرة اخرى مظلما حزينا مستوحشا, يعلوه الغبار...ونزلت دموعي, وسألت الله أن يسرع في عودتنا الى بيوتنا جميعا , إن كان في هذا الرجوع خير لنا…
وأن لم يكن , فعساه يصبرنا على فراق كل شيء نحبه هناك, حتى تكتب لنا العودة...أقصد عودة كل العراقيين من مختلف المنافي...من الدول العربية حول العراق, أو الأبعد, أو في اوروبا وأميركا واستراليا, وحيثما توزعوا في بقاع الأرض...
ونقول دائما : الله لا يعطيه العافية ولا يوفقه, كل من شارك بتدمير العراق , وشتت شعبه في بقاع الأرض, أو مزق وحدة الذين ما زالوا مقيمين هناك رغم المحن, ويدفعون الثمن يوميا من دمائهم وراحتهم وصحتهم...والذين فقدوا أبسط حقوق الإنسان في العيش بأمان.....هذا صار المطلب رقم واحد للعراقيين في هذا الزمن العسير...
زمن العولمة والحرية والديمقراطية التي أراد بوش وإدارته تطبيقها في العراق وجعله نموذجا لدول المنطقة....
وياله من نموذج !
**********************************
العالم من حولنا يتخبط بأخبار العنف والمصائب والتهديدات بمستقبل غامض..
في سوريا خوف وقلق مما ينتظر البلاد , وما تدبره الإدارة الأمريكية من قصص لمحاصرة سوريا لأنها آخر معقل ضد سياسة أميركا في الشرق الأوسط بعد سقوط العراق , وتشكل عائقا لحلم السلام مع اسرائيل .
بحجة مقتل الحريري , اميركا تتدخل لتضع شروطها مثل إخراج المنظمات الفلسطينية من سوريا باعتبارها منظمات ارهابية...
فلسطين وشعبها يعانون كل يوم من حملات القتل الجماعي وإرهاب اسرائيل , وشهداء يسقطون من شباب واطفال ...وكأن قصتهم أصبحت الحاضرة / المنسية ..
وأخبار العنف والدمار والقتل اليومي الذي تقوده إدارة اميركا ضد العراقيين , و هي مسؤولة أيضا عما يجري على أرض فلسطين
أميركا تساند إسرائيل وتعمل لتنفيذ أجندتها , يعني كما يقولون عادة : ليست اسرائيل تعمل ما تريده اميركا منها, بل أميركا تعمل ما تريده إسرائيل منها...
والسؤال هو : لماذا دولة كبيرة وقوية مثل اميركا, تسيرها مصالح دولة صغيرة لا تملك مقومات البقاء سوى الأسلحة والجيش , جاءت لتعيش في وسط يرفضها , وكأنها جسم غريب في جسد ما...
طبعا الجسد سيرفض هذا الجسم الغريب الذي لا ينتمي له, بكل الوسائل...
وأميركا تساند إسرائيل وكذلك تفعل حكومات الغرب, لفرض الواقع على شعوب المنطقة, يعني اعترفوا بهذه الدولة اللاشرعية رغما عن أنوفكم...
ما الذي يجمع الصغير والكبير على التعاون إن لم يكن ثمة أهداف ومصالح مشتركة بينهما ؟
*******************************************
ودائما ننظر لتاريخنا منذ 50 سنة تقريبا, فنرى كل المصائب حصلت من أجل تدمير دول المنطقة العربية وشعوبها, وفي نفس الوقت من اجل اعطاء حياة ومبررات وجود لإسرائيل , بين جيران لا يحبونها...
ليس لأنهم عنصريون أو ما شابه من كلام فارغ...لكن لقناعتهم أن وجودها غير شرعي أصلا..وإن استخدمت كل وسائل القتل والتدمير لسكان فلسطين أو جيرانهم, فهذا لا يعطيها شرعية وجود, ولا يعطي جيرانها قناعة أن ثمة سلام وحياة طبيعية ممكن ان تقام بينها وبين جيرانها.....
في حرب 1948 من جعل إسرائيل تنتصر على العرب؟
وفي حرب 1967 من ساند اسرائيل لتنتصر على العرب؟
حرب لبنان 1973 واستمرارها لمدة 15 سنة, كانت لتدمير لبنان وإخراج المقاومة الفلسطينية منه..
ثم حرب العراق مع إيران 1980 بتحريض وتمويل أمريكي للعراق, لإضعاف الدولتين وتخفيف تهديدهما لإسرائيل, ثم خطأ صدام حسين بدخول الكويت 1990, وجاءت أميركا بأساطيلها بحجة الدفاع عن الكويت, والحقيقة هي للسيطرة على منابع النفط أولا, ثم تهديد الدول العربية والضغط عليها للسلام مع إسرائيل, ثم الحرب الأخيرة على العراق 2003 التي كانت الفصل الأخير والذي كشف كل الأقنعة, ومع أنها قامت بحجة أسلحة الدمار الشامل العراقية, لكنها تمضي الآن بواقع آخر....
قصة وجود إسرائيل بيننا ممكن تشبيهها بقصة مثل هذه :
كنا نسكن في عمارة, وثمة سكان لكل شقة, ثم جاءت جماعة وهجمت على سكان إحدى الشقق, قتلت جزءا منهم, وهرب جزء آخر...واحتلت هذه الجماعة شقة المساكين المطرودين...وحاصرت تلك الجماعة العمارة ليل نهار بالدبابات والرشاشات والطائرات الهليكوبتر لحماية السكان الجدد وتخويف جيرانهم...
حسنا , ستمر السنوات , ويظل الجفاء مستمرا بين سكان العمارة القديمين وهؤلاء السكان الجدد, لأنهم يعرفون أن هؤلاء سكان غير شرعيين, امتلكوا المكان بالإرهاب والعنف والقتل, وسيروون لأولادهم جيلا بعد جيل قصة هؤلاء المحتلين الغاصبين ...يعني سيظل الوضع معقدا الى ما لا نهاية....ستظل ثمة فجوة بين الطرفين لا يردمها شيء, حتى الزمن غير كفيل بردمها , لأن الحالة عوجاء , وليس ثمة عدالة أو منطق معقول , ويرفض قبولها أي إنسان له عقل وضمير حي...
الحق شيء.....
والقوة شيء آخر...
هذا هو وضع اسرائيل بين جيرانها العرب المسلمين , منذ أن قامت. ولحد الان...
وجودها منذ البداية كان فيه ظلم وارهاب ولا عدالة....كيف تحلم بأنها تجني السلام يوما ما ؟
أو تعيش بعلاقة طبيعية مع الجيران؟
هل يمكن محو ذاكرة الناس ؟
هل يمكن إقناع الناس بأنهم على خطأ في مقاييس الحق والباطل, أو العدالة والظلم ؟
ربما الحكومات تخضع للضغوط السياسية وتخاف, وتتقدم للمشاركة في مؤتمرات سلام ومعاهدات سلام وغيرها من كلام فارغ لا علاقة له بأرض الواقع..
لكن الناس العاديين لا شيء يجبرهم على الخضوع أو تغيير قناعاتهم....
وهكذا يصبح الحديث عن السلام في الشرق الأوسط, مجرد أوهام , لا جذور لها على أرض الواقع .....
**********************************
استعرت من المكتبة , كتبا عن الحروب الصليبية وصلاح الدين الأيوبي...
دائما كنت أتمنى أن يكون عندي وقت للقراءة عن هذا الموضوع...
لا أدري بالضبط ما هي ألأسباب الحقيقية القاطعة لقيام الغرب بشن هذه الحملات نحو الشرق...البعض يقول دينية والبعض يقول اقتصادية , وربما السببين معا في آن واحد...
لكنها سببت بلا شك شرخا عظيما في العلاقة بين الشرق والغرب....
الصليبيون بقوا هنا حوالي 200 سنة, والمسلمون لم يتوقفوا عن مناطحتهم ومحاربتهم بين فترة واخرى, ثمة معاهدات ومواثيق للهدنة من وقت لآخر, لكن ثمة إصرار من المسلمين على إخراجهم من الجسد المسلم ...
وتحقق هذا الحلم ولو بعد 200 سنة....
وخرج الصليبيون وهم مرغمون ومنكسرون, وكأن ثمة حقد وسخط لم ينطفي بعد, وكأن ثمة حلم يظل يراود بعض الغربيين على الأخذ بثأر تلك الهزيمة...
لا أدري لماذا صدرت الكنيسة المسيحية وأمراء الإقطاع والتجار الأوربيين وقتها , لماذا صدروا مشاكلهم الى الشرق؟
هل كانوا يمرون بظروف عسيرة مثل إدارة بوش عندما صدر الحرب على العراق, للهروب من أزمات اقتصادية موجودة أو قادمة , ومحاولة إيجاد أسواق جديدة لبيع المنتجات , والسيطرة على منابع الطاقة, وغيرها من أسباب تستحق تضحيات الأمة الأمريكية ؟
ويحاول بوش أحيانا تلبيس القصة طابع الدين, وإدخال كلمات مثل : الله والمسيح , كأسباب للحرب على العراق...
لكن بصورة عامة تبدو حرب أميركا علينا حربا استعمارية بالدرجة الأولى, وأسبابها وغاياتها اقتصادية بالدرجة الثانية...
والباقي هو كلام للإستهلاك وخداع عواطف الناس...
الحرب الصليبية أيضا قامت على خداع عواطف الناس في اوروبا , بكلمات كبيرة تتعلق بالسيد المسيح, وحماية الدين المسيحي من المسلمين الكفار , وثمة الكثير ممن صدقوا وانخرطوا في الجيوش, لكن من قراءة التاريخ أراها حرب بحث عن مصالح وامتيازات أكثر من حماية السيد المسيح ودينه وقبره......
*******************************
وقرأت عن صلاح الدين ...
طبعا هو لم يكن القائد المسلم الأول الذي حارب الصليبيين لإخراجهم من بلاد الإسلام, كان قبله عماد الدين زنكي في سوريا, ثم ابنه نور الدين زنكي , ثم صلاح الدين ظهر في مصر, وتحول الى الشام وارسل رجاله الى اليمن والمغرب ثم جزء من العراق , ووحدها تحت راية الإسلام الواحد بدون طائفية, يعني بدون قصص هؤلاء سنة وهؤلاء شيعة التي تسعد أعداء المسلمين كما يحدث الآن في العراق, ثم أعلن الجهاد بعد أن تأكد أن المسلمين قد أصبحوا قوة حقيقية , يمكنها مواجهة خصومهم والنيل منهم...
وكان يختار الوقت المناسب للمعارك, حيث تكون موازين القوى واضحة , حتى لا تكون النتيجة حمقاء وغبية محبطة , ولا تؤدي الى سفك دماء المسلمين أمام عدو أقوى منهم بكثير , فتصبح نتيجة المعارك كأنها انتحار جماعي.....
وكان عادلا مسالما مع مختلف الناس من مسيحيين ومسلمين ويهود, وكان قادة الغرب يحترمونه ويرونه خصما شريفا نزيها شجاعا , يحسبون له الحساب ...
بدأت حملات الحروب الصليبية عام 1095 ميلادي من اوروبا الى بلاد الشام وما حولها..
واستولت على القدس عام 1099 ميلادي...
حروب عماد الدين زنكي وابنه نور الدين ضد الصليبيين كانت في الفترات 1140 ميلادي حتى 1170 ميلادي تقريبا ...
و في عهد صلاح الدين حدثت معركة حطين الحاسمة حيث سقطت مملكة القدس الصليبية وعادت للمسلمين عام 1187 ميلادي
ثم ظلت معارك تدور لحصار قلعة عكا واخراج الصليبيين منها...
مات صلاح الدين ولم يسترجع عكا, مات عام 1193 ميلادية
لكن بعض قادة المسلمين أكملوا بعده إنجاز الحروب وإخراج الصليبيين نهائيا من المنطقة العربية عام 1291 ميلادي...
***********************************
أسئلة تدور في ذهني : خلال 200 سنة من الإحتلال الأجنبي, كم من أجيال مضت وهي تحلم بالخلاص من المحتلين؟
كم من أجيال كان عندها أمل وإيمان, وكم منهم فقد الأمل والإيمان؟
كم من قادة خانوا وتصرفوا بنذالة وأنانية وأطماع ذاتية, وكم من قادة تصرفوا بحكمة وشعور بالمسؤولية ؟
التاريخ يقول كل الأنواع كانت موجودة....
وكل شيء مضى كما كان ينبغي أن يكون....
والآن انظر لحال الأمة , كم من فاقد للأمل بعودة فلسطين والعراق الى أهلها الشرعيين وخروج المحتلين ؟
كم من قائد عربي وقف وقفة شريفة وجاهد الإحتلالات ؟
وكم من قائد إنتهازي أو منافق أو خائن , تنازل وفرط بحقوق الأرض والناس أمام المحتلين ؟
وكم من رجال ونساء يؤمنون بمقاومة المحتل وبأنها مسؤولية وواجب نحو الوطن ؟
وكم من قرود تصفق للإحتلال وتتعاون معه من أجل منصب أو منافع شخصية ؟
وكم من قائد طائفي الآن في العراق , فرق المسلمين وأضعفهم أمام عدوهم ؟
*********************************
هذا المقطع لفت نظري في الكتاب :
جاء رسول أحد الأمراء الى خيمة صلاح الدين وقال انه رآه في خيمة صغيرة على بساط وتحته سجادة, وبن يديه مصحف , وهو مستقبل القبلة , والى جانبه درعه وقوسه وسيفه , وجعبته معلقة في عمود الخيمة..
" فلما رأيته وقع في خاطري انه المنصور ,
لأنني فارقت الأمراء الآخرين ,
وهم يجلسون على فراش الحرير والخمور تراق من حولهم والطبول تدق
...وليس في خيامهم خيمة الا وفيها أنواع المحرمات .. "
******************************
قرأت في جريدة أمس ان هنري كيسنجر يقول ما معناه : لا ينبغي أن تعطى الفرصة في العراق ليحكمها رجل يدعو الى الجهاد.....
وابتسمت...
من الذي جاء بصلاح الدين وامثاله ليحرروا الأمة ويعيدوا لها مجدها وكرامتها؟
الأمر بيد الله...
حين يشاء , سيجعل السلطة بيد رجال مثل صلاح الدين....
لا أعرف إن كانوا بيننا الآن , أم سيأتون مع أجيال قادمة.....
لكنهم سيأتون يوما ما...
********************************************
الإثنين 7 تشرين الثاني 2005
صباح الخير...
لا أعرف ما معنى الأحداث الجارية في فرنسا هذه الأيام؟
ثمة أناس غاضبون يشعلون النار في المتاجر والمدارس والمباني الحكومية وشركات خاصة , ويحرقون أكثر من 2000 سيارة خلال عشرة أيام...في ضواحي مختلفة حول العاصمة باريس...
كان يلفت نظرنا قبل شهور قصص تتكرر عن حرائق في تجمعات سكنية يقطنها مهاجرون من أصول أفريقية ...ولم نكن نفهم هل هذه من فعل متطرفين فرنسيين لا يريدون لهؤلاء البقاء بينهم , أم هي فعلا أعراض بؤس تعيشه تلك الأقليات في عمارات ليس فيها حد أدنى من معاملات الأمان ...
هذا العنف والغضب في الشوارع يقول ان ثمة ظلم وقع على هؤلاء الناس, وكان مخفيا الى حد ما, والآن وصلت تفاصيله الى كل العالم...
ربما هو نوع من التمييز العنصري في الوظائف أو الحقوق الشخصية , أو فرص العمل...لكنه شيء مؤلم
وماذا ستفعل الحكومة؟
هل ستعتقل المئات ليتوقف الشغب؟
وهل هذه الظاهرة تقول ان ثمة مأزق اقتصادي حقيقي تعاني منه الحكومة الفرنسية , فيفرز بشكل بطالة ثم غضب الفئات الفقيرة ؟
أم ان ثمة تشريعات ظالمة تفرق بين الناس هذا فرنسي أصلي وهذا مهاجر, الأول له حقوق كاملة بعمل وضمان اجتماعي وتأمين صحي...والثاني لا شيء من هذا القبيل؟
يعني أتذكر التشريع الخاص بمنع لبس الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية قبل عدة سنوات , كان فيه الكثير من الظلم لهذه الجاليات , وحرمانها من حقوق شخصية أو حرية التعبير عن الهوية..
لا ادري...
كلنا نتساءل عما يحدث هناك...
والأيام القادمة ربما ستحمل لنا الأجوبة...
*****************************************
أما العراق , فالحديث نفسه ...
قوات الإحتلال تحاصر مدنا عراقية قريبة من الحدود السورية, وتقصف البيوت وتقتل من تشاء, ولا احد يعلم ما يحدث هناك, ربما هو تصفية لبقايا مقاومة عراقية تستهدف جنود الإحتلال يوميا بعمليات عسكرية , حيث قفز رقم القتلى من الجنود الأمريكيين أكثر من 2040 , والحكومة العراقية ترسل قوات جيش عراقي جديد يشارك الأمريكان ولو بس في الصورة, ليعطي شرعية أن الحكومة العراقية راضية عما يجري , وأن ثمة غرباء على الحدود تتم محاصرتهم وتصفيتهم...
والحكومة العراقية تسمي قوات الإحتلال : القوات متعددة الجنسيات..
ياله من إسم لطيف ورومانسي...
ونحن نصر على تسميتهم بإسمهم الحقيقي البشع : قوات إحتلال, ولن يغير من الواقع شيئا لو تغيرت الأسماء...
نحن شعب عراقي...وهؤلاء قوات إحتلال أجنبية, هذه هي القصة بإختصار ...
***********************************
قبل أسابيع شاهدنا محاكمة صدام حسين على جريمة قتل حوالي 148 عراقي في مدينة الحويجة قبل أكثر من 20 سنة....
وان شاء الله سيحاكم العراقيون كل من تلطخت يداه بقتل الناس الأبرياء في الفلوجة والقائم وحديثة والكرابلة والضلوعية وغيرها...
سيأتي اليوم الذي نضع المجرمين في أقفاص, ونقرأ عليهم لائحة التهم...
وسيعرف كل الناس آنذاك, ما حصل فعلا في تلك المدن العراقية....
الله ينصر المظلومين , ولو بعد حين...
*************************************
الشهر القادم انتخابات عراقية جديدة...
لسنا نتأمل أشياء جميلة وردية, ولا نتائج تحقق الطموح بمجيء رجال ونساء
وطنيين تماما ويطمحون بتحقيق أماني الشعب في الحرية والعدالة والإستقلال
لكننا نطمح أن تكون الإنتخابات القادمة أفضل قليلا من التي مضت
يعني يكون فيها شفافية أكثر, وتأتي برموز أنظف...
أنظف تعني : أقل فسادا في الإدارة , وأكثر وطنية في التفكير والفعل, وأقل ولاء وانبطاحا للمحتل , وأكثر رحمة بالشعب العراقي
يعني المفروض ان تكون اولوية القادة الجدد هي تحقيق حد ادنى من الوحدة الوطنية بينهم, وتحقيق العيش الكريم للعراقيين وذلك : بتقليل السرقات في جهاز الدولة لتوفير المال العام الكافي لتوظيف الناس, وتحسين دخولهم الإقتصادية , وتصليح البنية التحتية للبلاد من ماء وكهرباء ومجاري واتصالات...
مليارات الدولارات تم سرقتها من المال العام العراقي منذ سقوط بغداد ولحد الآن....
اولها ال9 مليار التي اختفت أيام بريمر وأنكر معرفته بها....وهو أسس مبدأ السرقة من المال العام, وكان قدوة للباقين من أعضاء مجلس الحكم, والوزراء, ومن يليهم من مسؤولين...
كم من مشاريع كان ممكن أن تنجز للعراقيين لو توفر ذلك المال في الخزينة؟
كم من فرص عمل كان ممكن ان تخلق لتعيش عليها عوائل عراقية وتضمن حياة كريمة؟
العراق صار كله فرهود منذ دخل الإحتلال...
منذ أول يوم بثوا صور المعتوهين الذين يسرقون مزهريات من القصور ويضحكون ويهرولون....بدأ مسلسل سرقة العراق..
وعندنا مثل يقول : المال السايب يعلم السرقة..
طبعا , من سيحاسب من ؟
كلهم لصوص.....
والشعب العراقي هو الضحية ......
*************************************
سيشارك في الإنتخابات القادمة 228 كيانا سياسيا , و21 إئتلافا ( هي في الحقيقة 100 كيان سياسي
يعني المجموع : 328 كيانا أو مجموعة أو حزب ...
في الواقع ثمة أربع قوائم ستكون هي الرئيسية , والتي ستقرر من سيأتي في الجمعية الوطنية القادمة , وممن ستتشكل الحكومة القادمة...
قائمة الأكراد , هذه هي الفائزة للمناطق الكردية دون منافسة...
ثم سيكون هنالك تنافس شديد بين القوائم الثلاثة الباقية : قائمة رجال الدين الشيعة, وقائمة إياد علاوي ومن معه من شخصيات وطنية أكثر نقاء منه , وقائمة الأحزاب السنية...
أميركا ربما تشجع إياد علاوي أكثر من غيره...
وهو حين بكون في لقاءات تلفزيونية , يبدو وطنيا صرفا , أكثر وطنية منا جميعا, وينتقد سياسة اميركا وقوات الإحتلال....
لكن واقع الحال يقول : ماذا فعل حين كان في الحكومة المؤقته كرئيس وزراء ؟
ألم يوقع لقوات الإحتلال بالموافقة على قصف الفلوجة وتدميرها ؟
كانت بداية المسلسل في قصف المدن العراقية بحجة القضاء على متمردين وارهابيين غرباء....
ونحن نعلم أنهم يقتلون المقاومة العراقية التي تستهدف جنودهم...
كيف نثق بهذا الرجل ولنا معه تجربة سوداء؟
من يضمن انه سيغير مساره نحو الأفضل ؟
أما الآخرين من قادة الأحزاب الشيعية, فهم بؤساء وفاشلين , ليس لهم خطاب سوى الطائفية السخيفة, وأفقهم الضيق المحدود, وسوف يسقطون ليس في هذه المرة ربما , لكن في المرة القادمة, أقصد أن الوقت كفيل بتوعية الناس من جهة وفتح عيونهم, وكفيل بإسقاط هذه القيادات التي جاءت لتعيدنا الى عقلية القرون الوسطى المظلمة.... والتي تفرقنا ولا تجمعنا....
بارك الله فيمن جمع كلمة المسلمين ووحدهم....
أما قائمة الأحزاب السنية فلها فرصة أفضل من الإنتخابات السابقة, لكنها إن لم توسع أفقها, وتعرف نفسها كأحزاب وطنية عراقية, فإنها ستظل محدودة التأييد...مطلوب منها توسيع قاعدتها الجماهيرية لتشمل كل العراقيين المعارضين للإحتلال في العراق وسياساته الخبيثة , مطلوب منها أن تحوي سنة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان وغيرهم من أطياف الشعب العراقي...هكذا ستكون هذه القائمة هي أمل العراقيين...
إن لم تأخذ مقاعد كافية هذه المرة, حين توسع قاعدتها, ستنال موقعا أفضل في الإنتخابات ما بعد القادمة...
الوقت خير معلم....
الآن الظروف محزنة في العراق, والمعارضة الوطنية ما زال عودها طري, لكن بمرور السنوات, نتأمل أنها تكبر ويشتد عودها وتنضج تجربتها, وتنال رضى الناس واحترامهم, وتنال شرعية تمثيلهم....
أعلم أن وجود الإحتلال في الصورة , سيشوه كل شيء...ولن يدع الأمور تمضي كما نحب لها ان تمضي...
ولكننا مؤمنين ان كل شيء سيتم بإرادة الله, وليس بإرادة المحتل...
وأن الله يرانا ويسمعنا, وينصر الصادقين منا.....آمين
*****************************
صباح الخير...
جاء العيد ومضى ونحن بعيدون عن بيتنا وأهلنا وأصدقائنا في بغداد...
هذا اول عيد نقضيه خارج العراق منذ 15 سنة...
وليلة العيد تذكرت بيتنا , وتخيلته مرة اخرى مظلما حزينا مستوحشا, يعلوه الغبار...ونزلت دموعي, وسألت الله أن يسرع في عودتنا الى بيوتنا جميعا , إن كان في هذا الرجوع خير لنا…
وأن لم يكن , فعساه يصبرنا على فراق كل شيء نحبه هناك, حتى تكتب لنا العودة...أقصد عودة كل العراقيين من مختلف المنافي...من الدول العربية حول العراق, أو الأبعد, أو في اوروبا وأميركا واستراليا, وحيثما توزعوا في بقاع الأرض...
ونقول دائما : الله لا يعطيه العافية ولا يوفقه, كل من شارك بتدمير العراق , وشتت شعبه في بقاع الأرض, أو مزق وحدة الذين ما زالوا مقيمين هناك رغم المحن, ويدفعون الثمن يوميا من دمائهم وراحتهم وصحتهم...والذين فقدوا أبسط حقوق الإنسان في العيش بأمان.....هذا صار المطلب رقم واحد للعراقيين في هذا الزمن العسير...
زمن العولمة والحرية والديمقراطية التي أراد بوش وإدارته تطبيقها في العراق وجعله نموذجا لدول المنطقة....
وياله من نموذج !
**********************************
العالم من حولنا يتخبط بأخبار العنف والمصائب والتهديدات بمستقبل غامض..
في سوريا خوف وقلق مما ينتظر البلاد , وما تدبره الإدارة الأمريكية من قصص لمحاصرة سوريا لأنها آخر معقل ضد سياسة أميركا في الشرق الأوسط بعد سقوط العراق , وتشكل عائقا لحلم السلام مع اسرائيل .
بحجة مقتل الحريري , اميركا تتدخل لتضع شروطها مثل إخراج المنظمات الفلسطينية من سوريا باعتبارها منظمات ارهابية...
فلسطين وشعبها يعانون كل يوم من حملات القتل الجماعي وإرهاب اسرائيل , وشهداء يسقطون من شباب واطفال ...وكأن قصتهم أصبحت الحاضرة / المنسية ..
وأخبار العنف والدمار والقتل اليومي الذي تقوده إدارة اميركا ضد العراقيين , و هي مسؤولة أيضا عما يجري على أرض فلسطين
أميركا تساند إسرائيل وتعمل لتنفيذ أجندتها , يعني كما يقولون عادة : ليست اسرائيل تعمل ما تريده اميركا منها, بل أميركا تعمل ما تريده إسرائيل منها...
والسؤال هو : لماذا دولة كبيرة وقوية مثل اميركا, تسيرها مصالح دولة صغيرة لا تملك مقومات البقاء سوى الأسلحة والجيش , جاءت لتعيش في وسط يرفضها , وكأنها جسم غريب في جسد ما...
طبعا الجسد سيرفض هذا الجسم الغريب الذي لا ينتمي له, بكل الوسائل...
وأميركا تساند إسرائيل وكذلك تفعل حكومات الغرب, لفرض الواقع على شعوب المنطقة, يعني اعترفوا بهذه الدولة اللاشرعية رغما عن أنوفكم...
ما الذي يجمع الصغير والكبير على التعاون إن لم يكن ثمة أهداف ومصالح مشتركة بينهما ؟
*******************************************
ودائما ننظر لتاريخنا منذ 50 سنة تقريبا, فنرى كل المصائب حصلت من أجل تدمير دول المنطقة العربية وشعوبها, وفي نفس الوقت من اجل اعطاء حياة ومبررات وجود لإسرائيل , بين جيران لا يحبونها...
ليس لأنهم عنصريون أو ما شابه من كلام فارغ...لكن لقناعتهم أن وجودها غير شرعي أصلا..وإن استخدمت كل وسائل القتل والتدمير لسكان فلسطين أو جيرانهم, فهذا لا يعطيها شرعية وجود, ولا يعطي جيرانها قناعة أن ثمة سلام وحياة طبيعية ممكن ان تقام بينها وبين جيرانها.....
في حرب 1948 من جعل إسرائيل تنتصر على العرب؟
وفي حرب 1967 من ساند اسرائيل لتنتصر على العرب؟
حرب لبنان 1973 واستمرارها لمدة 15 سنة, كانت لتدمير لبنان وإخراج المقاومة الفلسطينية منه..
ثم حرب العراق مع إيران 1980 بتحريض وتمويل أمريكي للعراق, لإضعاف الدولتين وتخفيف تهديدهما لإسرائيل, ثم خطأ صدام حسين بدخول الكويت 1990, وجاءت أميركا بأساطيلها بحجة الدفاع عن الكويت, والحقيقة هي للسيطرة على منابع النفط أولا, ثم تهديد الدول العربية والضغط عليها للسلام مع إسرائيل, ثم الحرب الأخيرة على العراق 2003 التي كانت الفصل الأخير والذي كشف كل الأقنعة, ومع أنها قامت بحجة أسلحة الدمار الشامل العراقية, لكنها تمضي الآن بواقع آخر....
قصة وجود إسرائيل بيننا ممكن تشبيهها بقصة مثل هذه :
كنا نسكن في عمارة, وثمة سكان لكل شقة, ثم جاءت جماعة وهجمت على سكان إحدى الشقق, قتلت جزءا منهم, وهرب جزء آخر...واحتلت هذه الجماعة شقة المساكين المطرودين...وحاصرت تلك الجماعة العمارة ليل نهار بالدبابات والرشاشات والطائرات الهليكوبتر لحماية السكان الجدد وتخويف جيرانهم...
حسنا , ستمر السنوات , ويظل الجفاء مستمرا بين سكان العمارة القديمين وهؤلاء السكان الجدد, لأنهم يعرفون أن هؤلاء سكان غير شرعيين, امتلكوا المكان بالإرهاب والعنف والقتل, وسيروون لأولادهم جيلا بعد جيل قصة هؤلاء المحتلين الغاصبين ...يعني سيظل الوضع معقدا الى ما لا نهاية....ستظل ثمة فجوة بين الطرفين لا يردمها شيء, حتى الزمن غير كفيل بردمها , لأن الحالة عوجاء , وليس ثمة عدالة أو منطق معقول , ويرفض قبولها أي إنسان له عقل وضمير حي...
الحق شيء.....
والقوة شيء آخر...
هذا هو وضع اسرائيل بين جيرانها العرب المسلمين , منذ أن قامت. ولحد الان...
وجودها منذ البداية كان فيه ظلم وارهاب ولا عدالة....كيف تحلم بأنها تجني السلام يوما ما ؟
أو تعيش بعلاقة طبيعية مع الجيران؟
هل يمكن محو ذاكرة الناس ؟
هل يمكن إقناع الناس بأنهم على خطأ في مقاييس الحق والباطل, أو العدالة والظلم ؟
ربما الحكومات تخضع للضغوط السياسية وتخاف, وتتقدم للمشاركة في مؤتمرات سلام ومعاهدات سلام وغيرها من كلام فارغ لا علاقة له بأرض الواقع..
لكن الناس العاديين لا شيء يجبرهم على الخضوع أو تغيير قناعاتهم....
وهكذا يصبح الحديث عن السلام في الشرق الأوسط, مجرد أوهام , لا جذور لها على أرض الواقع .....
**********************************
استعرت من المكتبة , كتبا عن الحروب الصليبية وصلاح الدين الأيوبي...
دائما كنت أتمنى أن يكون عندي وقت للقراءة عن هذا الموضوع...
لا أدري بالضبط ما هي ألأسباب الحقيقية القاطعة لقيام الغرب بشن هذه الحملات نحو الشرق...البعض يقول دينية والبعض يقول اقتصادية , وربما السببين معا في آن واحد...
لكنها سببت بلا شك شرخا عظيما في العلاقة بين الشرق والغرب....
الصليبيون بقوا هنا حوالي 200 سنة, والمسلمون لم يتوقفوا عن مناطحتهم ومحاربتهم بين فترة واخرى, ثمة معاهدات ومواثيق للهدنة من وقت لآخر, لكن ثمة إصرار من المسلمين على إخراجهم من الجسد المسلم ...
وتحقق هذا الحلم ولو بعد 200 سنة....
وخرج الصليبيون وهم مرغمون ومنكسرون, وكأن ثمة حقد وسخط لم ينطفي بعد, وكأن ثمة حلم يظل يراود بعض الغربيين على الأخذ بثأر تلك الهزيمة...
لا أدري لماذا صدرت الكنيسة المسيحية وأمراء الإقطاع والتجار الأوربيين وقتها , لماذا صدروا مشاكلهم الى الشرق؟
هل كانوا يمرون بظروف عسيرة مثل إدارة بوش عندما صدر الحرب على العراق, للهروب من أزمات اقتصادية موجودة أو قادمة , ومحاولة إيجاد أسواق جديدة لبيع المنتجات , والسيطرة على منابع الطاقة, وغيرها من أسباب تستحق تضحيات الأمة الأمريكية ؟
ويحاول بوش أحيانا تلبيس القصة طابع الدين, وإدخال كلمات مثل : الله والمسيح , كأسباب للحرب على العراق...
لكن بصورة عامة تبدو حرب أميركا علينا حربا استعمارية بالدرجة الأولى, وأسبابها وغاياتها اقتصادية بالدرجة الثانية...
والباقي هو كلام للإستهلاك وخداع عواطف الناس...
الحرب الصليبية أيضا قامت على خداع عواطف الناس في اوروبا , بكلمات كبيرة تتعلق بالسيد المسيح, وحماية الدين المسيحي من المسلمين الكفار , وثمة الكثير ممن صدقوا وانخرطوا في الجيوش, لكن من قراءة التاريخ أراها حرب بحث عن مصالح وامتيازات أكثر من حماية السيد المسيح ودينه وقبره......
*******************************
وقرأت عن صلاح الدين ...
طبعا هو لم يكن القائد المسلم الأول الذي حارب الصليبيين لإخراجهم من بلاد الإسلام, كان قبله عماد الدين زنكي في سوريا, ثم ابنه نور الدين زنكي , ثم صلاح الدين ظهر في مصر, وتحول الى الشام وارسل رجاله الى اليمن والمغرب ثم جزء من العراق , ووحدها تحت راية الإسلام الواحد بدون طائفية, يعني بدون قصص هؤلاء سنة وهؤلاء شيعة التي تسعد أعداء المسلمين كما يحدث الآن في العراق, ثم أعلن الجهاد بعد أن تأكد أن المسلمين قد أصبحوا قوة حقيقية , يمكنها مواجهة خصومهم والنيل منهم...
وكان يختار الوقت المناسب للمعارك, حيث تكون موازين القوى واضحة , حتى لا تكون النتيجة حمقاء وغبية محبطة , ولا تؤدي الى سفك دماء المسلمين أمام عدو أقوى منهم بكثير , فتصبح نتيجة المعارك كأنها انتحار جماعي.....
وكان عادلا مسالما مع مختلف الناس من مسيحيين ومسلمين ويهود, وكان قادة الغرب يحترمونه ويرونه خصما شريفا نزيها شجاعا , يحسبون له الحساب ...
بدأت حملات الحروب الصليبية عام 1095 ميلادي من اوروبا الى بلاد الشام وما حولها..
واستولت على القدس عام 1099 ميلادي...
حروب عماد الدين زنكي وابنه نور الدين ضد الصليبيين كانت في الفترات 1140 ميلادي حتى 1170 ميلادي تقريبا ...
و في عهد صلاح الدين حدثت معركة حطين الحاسمة حيث سقطت مملكة القدس الصليبية وعادت للمسلمين عام 1187 ميلادي
ثم ظلت معارك تدور لحصار قلعة عكا واخراج الصليبيين منها...
مات صلاح الدين ولم يسترجع عكا, مات عام 1193 ميلادية
لكن بعض قادة المسلمين أكملوا بعده إنجاز الحروب وإخراج الصليبيين نهائيا من المنطقة العربية عام 1291 ميلادي...
***********************************
أسئلة تدور في ذهني : خلال 200 سنة من الإحتلال الأجنبي, كم من أجيال مضت وهي تحلم بالخلاص من المحتلين؟
كم من أجيال كان عندها أمل وإيمان, وكم منهم فقد الأمل والإيمان؟
كم من قادة خانوا وتصرفوا بنذالة وأنانية وأطماع ذاتية, وكم من قادة تصرفوا بحكمة وشعور بالمسؤولية ؟
التاريخ يقول كل الأنواع كانت موجودة....
وكل شيء مضى كما كان ينبغي أن يكون....
والآن انظر لحال الأمة , كم من فاقد للأمل بعودة فلسطين والعراق الى أهلها الشرعيين وخروج المحتلين ؟
كم من قائد عربي وقف وقفة شريفة وجاهد الإحتلالات ؟
وكم من قائد إنتهازي أو منافق أو خائن , تنازل وفرط بحقوق الأرض والناس أمام المحتلين ؟
وكم من رجال ونساء يؤمنون بمقاومة المحتل وبأنها مسؤولية وواجب نحو الوطن ؟
وكم من قرود تصفق للإحتلال وتتعاون معه من أجل منصب أو منافع شخصية ؟
وكم من قائد طائفي الآن في العراق , فرق المسلمين وأضعفهم أمام عدوهم ؟
*********************************
هذا المقطع لفت نظري في الكتاب :
جاء رسول أحد الأمراء الى خيمة صلاح الدين وقال انه رآه في خيمة صغيرة على بساط وتحته سجادة, وبن يديه مصحف , وهو مستقبل القبلة , والى جانبه درعه وقوسه وسيفه , وجعبته معلقة في عمود الخيمة..
" فلما رأيته وقع في خاطري انه المنصور ,
لأنني فارقت الأمراء الآخرين ,
وهم يجلسون على فراش الحرير والخمور تراق من حولهم والطبول تدق
...وليس في خيامهم خيمة الا وفيها أنواع المحرمات .. "
******************************
قرأت في جريدة أمس ان هنري كيسنجر يقول ما معناه : لا ينبغي أن تعطى الفرصة في العراق ليحكمها رجل يدعو الى الجهاد.....
وابتسمت...
من الذي جاء بصلاح الدين وامثاله ليحرروا الأمة ويعيدوا لها مجدها وكرامتها؟
الأمر بيد الله...
حين يشاء , سيجعل السلطة بيد رجال مثل صلاح الدين....
لا أعرف إن كانوا بيننا الآن , أم سيأتون مع أجيال قادمة.....
لكنهم سيأتون يوما ما...
********************************************
الإثنين 7 تشرين الثاني 2005
صباح الخير...
لا أعرف ما معنى الأحداث الجارية في فرنسا هذه الأيام؟
ثمة أناس غاضبون يشعلون النار في المتاجر والمدارس والمباني الحكومية وشركات خاصة , ويحرقون أكثر من 2000 سيارة خلال عشرة أيام...في ضواحي مختلفة حول العاصمة باريس...
كان يلفت نظرنا قبل شهور قصص تتكرر عن حرائق في تجمعات سكنية يقطنها مهاجرون من أصول أفريقية ...ولم نكن نفهم هل هذه من فعل متطرفين فرنسيين لا يريدون لهؤلاء البقاء بينهم , أم هي فعلا أعراض بؤس تعيشه تلك الأقليات في عمارات ليس فيها حد أدنى من معاملات الأمان ...
هذا العنف والغضب في الشوارع يقول ان ثمة ظلم وقع على هؤلاء الناس, وكان مخفيا الى حد ما, والآن وصلت تفاصيله الى كل العالم...
ربما هو نوع من التمييز العنصري في الوظائف أو الحقوق الشخصية , أو فرص العمل...لكنه شيء مؤلم
وماذا ستفعل الحكومة؟
هل ستعتقل المئات ليتوقف الشغب؟
وهل هذه الظاهرة تقول ان ثمة مأزق اقتصادي حقيقي تعاني منه الحكومة الفرنسية , فيفرز بشكل بطالة ثم غضب الفئات الفقيرة ؟
أم ان ثمة تشريعات ظالمة تفرق بين الناس هذا فرنسي أصلي وهذا مهاجر, الأول له حقوق كاملة بعمل وضمان اجتماعي وتأمين صحي...والثاني لا شيء من هذا القبيل؟
يعني أتذكر التشريع الخاص بمنع لبس الحجاب في المدارس الحكومية الفرنسية قبل عدة سنوات , كان فيه الكثير من الظلم لهذه الجاليات , وحرمانها من حقوق شخصية أو حرية التعبير عن الهوية..
لا ادري...
كلنا نتساءل عما يحدث هناك...
والأيام القادمة ربما ستحمل لنا الأجوبة...
*****************************************
أما العراق , فالحديث نفسه ...
قوات الإحتلال تحاصر مدنا عراقية قريبة من الحدود السورية, وتقصف البيوت وتقتل من تشاء, ولا احد يعلم ما يحدث هناك, ربما هو تصفية لبقايا مقاومة عراقية تستهدف جنود الإحتلال يوميا بعمليات عسكرية , حيث قفز رقم القتلى من الجنود الأمريكيين أكثر من 2040 , والحكومة العراقية ترسل قوات جيش عراقي جديد يشارك الأمريكان ولو بس في الصورة, ليعطي شرعية أن الحكومة العراقية راضية عما يجري , وأن ثمة غرباء على الحدود تتم محاصرتهم وتصفيتهم...
والحكومة العراقية تسمي قوات الإحتلال : القوات متعددة الجنسيات..
ياله من إسم لطيف ورومانسي...
ونحن نصر على تسميتهم بإسمهم الحقيقي البشع : قوات إحتلال, ولن يغير من الواقع شيئا لو تغيرت الأسماء...
نحن شعب عراقي...وهؤلاء قوات إحتلال أجنبية, هذه هي القصة بإختصار ...
***********************************
قبل أسابيع شاهدنا محاكمة صدام حسين على جريمة قتل حوالي 148 عراقي في مدينة الحويجة قبل أكثر من 20 سنة....
وان شاء الله سيحاكم العراقيون كل من تلطخت يداه بقتل الناس الأبرياء في الفلوجة والقائم وحديثة والكرابلة والضلوعية وغيرها...
سيأتي اليوم الذي نضع المجرمين في أقفاص, ونقرأ عليهم لائحة التهم...
وسيعرف كل الناس آنذاك, ما حصل فعلا في تلك المدن العراقية....
الله ينصر المظلومين , ولو بعد حين...
*************************************
الشهر القادم انتخابات عراقية جديدة...
لسنا نتأمل أشياء جميلة وردية, ولا نتائج تحقق الطموح بمجيء رجال ونساء
وطنيين تماما ويطمحون بتحقيق أماني الشعب في الحرية والعدالة والإستقلال
لكننا نطمح أن تكون الإنتخابات القادمة أفضل قليلا من التي مضت
يعني يكون فيها شفافية أكثر, وتأتي برموز أنظف...
أنظف تعني : أقل فسادا في الإدارة , وأكثر وطنية في التفكير والفعل, وأقل ولاء وانبطاحا للمحتل , وأكثر رحمة بالشعب العراقي
يعني المفروض ان تكون اولوية القادة الجدد هي تحقيق حد ادنى من الوحدة الوطنية بينهم, وتحقيق العيش الكريم للعراقيين وذلك : بتقليل السرقات في جهاز الدولة لتوفير المال العام الكافي لتوظيف الناس, وتحسين دخولهم الإقتصادية , وتصليح البنية التحتية للبلاد من ماء وكهرباء ومجاري واتصالات...
مليارات الدولارات تم سرقتها من المال العام العراقي منذ سقوط بغداد ولحد الآن....
اولها ال9 مليار التي اختفت أيام بريمر وأنكر معرفته بها....وهو أسس مبدأ السرقة من المال العام, وكان قدوة للباقين من أعضاء مجلس الحكم, والوزراء, ومن يليهم من مسؤولين...
كم من مشاريع كان ممكن أن تنجز للعراقيين لو توفر ذلك المال في الخزينة؟
كم من فرص عمل كان ممكن ان تخلق لتعيش عليها عوائل عراقية وتضمن حياة كريمة؟
العراق صار كله فرهود منذ دخل الإحتلال...
منذ أول يوم بثوا صور المعتوهين الذين يسرقون مزهريات من القصور ويضحكون ويهرولون....بدأ مسلسل سرقة العراق..
وعندنا مثل يقول : المال السايب يعلم السرقة..
طبعا , من سيحاسب من ؟
كلهم لصوص.....
والشعب العراقي هو الضحية ......
*************************************
سيشارك في الإنتخابات القادمة 228 كيانا سياسيا , و21 إئتلافا ( هي في الحقيقة 100 كيان سياسي
يعني المجموع : 328 كيانا أو مجموعة أو حزب ...
في الواقع ثمة أربع قوائم ستكون هي الرئيسية , والتي ستقرر من سيأتي في الجمعية الوطنية القادمة , وممن ستتشكل الحكومة القادمة...
قائمة الأكراد , هذه هي الفائزة للمناطق الكردية دون منافسة...
ثم سيكون هنالك تنافس شديد بين القوائم الثلاثة الباقية : قائمة رجال الدين الشيعة, وقائمة إياد علاوي ومن معه من شخصيات وطنية أكثر نقاء منه , وقائمة الأحزاب السنية...
أميركا ربما تشجع إياد علاوي أكثر من غيره...
وهو حين بكون في لقاءات تلفزيونية , يبدو وطنيا صرفا , أكثر وطنية منا جميعا, وينتقد سياسة اميركا وقوات الإحتلال....
لكن واقع الحال يقول : ماذا فعل حين كان في الحكومة المؤقته كرئيس وزراء ؟
ألم يوقع لقوات الإحتلال بالموافقة على قصف الفلوجة وتدميرها ؟
كانت بداية المسلسل في قصف المدن العراقية بحجة القضاء على متمردين وارهابيين غرباء....
ونحن نعلم أنهم يقتلون المقاومة العراقية التي تستهدف جنودهم...
كيف نثق بهذا الرجل ولنا معه تجربة سوداء؟
من يضمن انه سيغير مساره نحو الأفضل ؟
أما الآخرين من قادة الأحزاب الشيعية, فهم بؤساء وفاشلين , ليس لهم خطاب سوى الطائفية السخيفة, وأفقهم الضيق المحدود, وسوف يسقطون ليس في هذه المرة ربما , لكن في المرة القادمة, أقصد أن الوقت كفيل بتوعية الناس من جهة وفتح عيونهم, وكفيل بإسقاط هذه القيادات التي جاءت لتعيدنا الى عقلية القرون الوسطى المظلمة.... والتي تفرقنا ولا تجمعنا....
بارك الله فيمن جمع كلمة المسلمين ووحدهم....
أما قائمة الأحزاب السنية فلها فرصة أفضل من الإنتخابات السابقة, لكنها إن لم توسع أفقها, وتعرف نفسها كأحزاب وطنية عراقية, فإنها ستظل محدودة التأييد...مطلوب منها توسيع قاعدتها الجماهيرية لتشمل كل العراقيين المعارضين للإحتلال في العراق وسياساته الخبيثة , مطلوب منها أن تحوي سنة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان وغيرهم من أطياف الشعب العراقي...هكذا ستكون هذه القائمة هي أمل العراقيين...
إن لم تأخذ مقاعد كافية هذه المرة, حين توسع قاعدتها, ستنال موقعا أفضل في الإنتخابات ما بعد القادمة...
الوقت خير معلم....
الآن الظروف محزنة في العراق, والمعارضة الوطنية ما زال عودها طري, لكن بمرور السنوات, نتأمل أنها تكبر ويشتد عودها وتنضج تجربتها, وتنال رضى الناس واحترامهم, وتنال شرعية تمثيلهم....
أعلم أن وجود الإحتلال في الصورة , سيشوه كل شيء...ولن يدع الأمور تمضي كما نحب لها ان تمضي...
ولكننا مؤمنين ان كل شيء سيتم بإرادة الله, وليس بإرادة المحتل...
وأن الله يرانا ويسمعنا, وينصر الصادقين منا.....آمين
*****************************