Sunday, November 27, 2005
الأحد 27 تشرين الثاني 2005
مساء الخير...
العراق على أبواب الإنتخابات البرلمانية في منتصف الشهر القادم..
وطبعا كل الأطراف تتنافس في كسب أصوات الناس من اجل الفوز بمقاعد اكثر..
هذه الإنتخابات تبدو اجواؤها أفضل من السابقة التي جرت بداية هذا العام..
رغم استمرار سوء الاحوال الأمنية, وسوء الخدمات, وسوء أداء الحكومة الحالية, فإن الناس متحمسون للمشاركة , لأنهم باتوا مقتنعين أن الإنتخابات هي سبيلهم الوحيد للخلاص من هذه الورطة ,
وهي الفرصة المناسبة لظهور قيادات عراقية جديدة أكثر وطنية, وأكثر صدقا ,
وأكثر ولاء للعراقيين, وأقل ولاء لأميركا والاحتلال
الأسماء التي في القوائم الآن صارت اكثر وضوحا, والبرامج كذلك لكل قائمة...
وهذه هي ايجابية الموقف الان,
ليس كما حصل في الإنتخابات المسلوقة التي جرت بداية العام 2005, حيث كان بوش يريدها ان تحدث بأي طريقة, ليضيفها الى مجموعة انجازاته الوهمية العظيمة في العراق
ونزلت وقتها قوائم لا نعرف غالبية اسمائها,
ولا نعرف برنامج أي قائمة, في الحقيقة ربما لم يكن هنالك برامج, تعالوا انتخبوا, والسلام
لذلك كانت هنالك نسبة كبيرة من العراقيين في الداخل والخارج, ممن قاطعوا الانتخابات لأنهم رأوها مجرد مهزلة لن تجلب أي خير للعراق, وعائلتنا كانت من اولئك الناس الذين رفضوا المشاركة ....
***********************************
الان وبعد مرور أقل من سنة, الوضع تغير كثيرا في العراق...
والناس تفتحت عيونها, والمصائب التي تحدث يوميا صارت مواضيع قلق وتساؤل بالنسبة للعراقيين , وزادت عندهم القناعة, أن المصائب لن تحل الا بأيدي العراقيين انفسهم, لأنهم الخاسرون الوحيدون كل يوم, من أرواح وضحايا تموت , ومن أموال تسرق , ومن مستقبل غامض أسود.....
لن يغير المعادلة سوى العراقيون أنفسهم..
حتى أميركا التي تدعي أنها شنت الحرب من أجل العراقيين, تجد نفسها عاجزة عن مساعدتهم,
وتجد نفسها في مأزق تريد الخلاص منه بأي ثمن ...
وربما تريد برمجة سحب قواتها فعلا, ولكنها تخجل من إعلان ذلك, حتى لا يفسر أنه هزيمة......
على أية حال, الوقائع على الأرض تقول أن أميركا ستبرمج انسحابها في القريب العاجل ,
فهذا من مصلحتها , ومن مصلحة العراقيين بالتأكيد ......
********************************************
لهذا فإننا نظن ان الصراع في الإنتخابات العراقية القادمة سيكون شديدا بين تيارين, تيار يرى في المحتل هو الصديق المحرر,الذي سيجلب الحرية والديمقراطية والمستقبل المشرق للعراق , والذين ينبغي أن يبقى حتى يتم تحقيق تلك الاحلام الوردية.....
وتيار يرى في المحتل سبب مصائب العراق من فساد الدولة, واستبداد الحكومة الحالية والسابقة المؤقته , لأنها من عناصر تؤيد الإحتلال, معنى هذا انه لن بفضح سلبياتها والمصائب التي تقترفها بحق العراقيين.....
وفي القوائم القادمة سنرى نوعين من المرشحين, نوع نعرفهم وجربناهم في حكومات سابقة بعد الحرب, وكان معظم اداءهم إن لم يكن كله, رديئا , فإما هم ضعفاء لا يقدرون على القيام بدور المدافع عن حقوق الشعب أمام المحتل, وتحقيق السيادة للعراق باتخاذ القرارات التي تعبر عن رغبة العراقيين الحقيقية مثل خروج المحتل من البلاد, وجمع شمل القوى الوطنية تحت مظلة واحدة, ووقف نزف الدم العراقي اليومي...
لم يطبقوا شيئا يوحي بحبهم وحرصهم على مصلحة الشعب أكثر من حبهم وحرصهم على البقاء في الكراسي...
لو كنت في وزارة عراقية, ورأيت أن الظلم والفساد منتشر, والقتل والإعتقالات والتعذيب مستمرة, فأفضل شيء أفعله هو تقديم استقالتي, وإخبار الناس عن اعتذاري عن المشاركة بهكذا حكومة لا تلبي أقل متطلبات الحياة الكريمة للعراقيين...
هذا هو الدليل الوحيد لمن يريد حقا إثبات أنه ضد ممارسات هذه الحكومات العراقية التي جاءت بعد الحرب, و جريمة اقترفتها أكثر من مرة , هو تجديد بقاء قوات الإحتلال دون استشارة الشعب العراقي
سيظل التاريخ يذكر هذه الحكومات والإسماء التي شاركت فيها, بأسوأ حكومات مرت على العراق في العصر الحديث...........
لا تحسن في الخدمات, ولا في الحالة المعيشية, ولا ايجاد حلول للبطالة, ولا ايقاف نزيف الدماء في الشوارع, ولا نزيف الأموال العامة التي نهبت من خزينة الدولة , ولا حفظ لحقوق الإنسان وكرامته , ولا تفريغ السجون والمعتقلات , وفي نفس الوقت تتواطأ مع الإحتلال وتخطط لبقائه, وفي نفس الوقت تحاكم صدام حسين,
طيب شوفوا أنفسكم ماذا قدمتم للعراقيين ؟
هل كنتم النموذج الأكثر تطورا عنه؟
لا أظن....
لكنهم ربما يستخدمون ورقة محاكمة صدام حسين كإنجاز عظيم يحمدون عليه, ويظنون أن هذا سيرفع أسهمهم أمام الشعب العراقي...
وأقول, لو قدموا خدمات وقللوا الكوارث اليومية والسرقات, نعم, ربما سيرى الشعب في محاكمة صدام إنجازا ايجابيا...
لكن وسط هذه الفوضى وهذا الدمار, تأتي المحاكمة كمهزلة اخرى تضاف الى مسلسل الفوضى وضياع معاني الأشياء في العراق...
يعني هل هذه المحاكمة هي رمز للعدالة؟
أين هي العدالة في العراق بعد الحرب ؟
من يطبق العدالة؟ الجيش الأمريكي والمداهمات والاعتقالات وقصف المدن وقتل الناس بطريقة عشوائية؟
أم وزارة الداخلية العراقية ومسلسل الإعتقالات والاغتيالات ؟
أم مليشيا الأحزاب الطائفية التي تلعب في الساحة والتي تدعمها الدولة , ولا أحد يوقفها أو يتحمل مسؤولية جرائمها....
أين هي العدالة في العراق؟
لقد ضاعت معاني الأسماء الجميلة مثل الحرية, الديمقراطية, العدالة, الشفافية,...
صار الناس يكرهون هذه المصطلحات, ويستهزؤون من الذين يتكلمون عنها,
لأنها صارت في العراق, فصولا سوداء اللون من مسرحية هزلية سخيفة
ضاعت معاني الاشياء, بل فقدت قيمتها....
لذلك عندما نسمع خطابات بوش, نغرق في الضحك, ونقول : أنظروا لهذا الرجل , في أي عالم يعيش ؟
*****************************
اليوم ( الاثنين )رأيت في الصباح جزءا من محاكمة صدام
وفي المساء رأيت تقريرا عن مظاهرات في مدينة الدجيل والناس
يطالبون باعدام صدام لأن الضحايا من مدينتهم
ورأيت الناس يرفعون صور مرجعيات دينية,
ويهتفون لهم
وثمة اناس يصرخون بمكبرات الصوت
ما معناه انتخبونا لأننا ندافع عن حقوقكم
هممممم
الان فهمت ما معنى توقيت المحاكمة
ثمة من ينتظر مكاسب انتخابية من ورائها
يبدو أن الذين يعملون لخدمة الناس ولوجه الله
قد انقرضوا من هذه الدنيا
صارت المصالح هي اللغة المتعارف عليها
عندك مشكلة؟
عندي مصلحة معك؟
نعم أحل مشكلتك واستفيد
يعني أعمل دعاية لنفسي
, يا أيها الجماهير , أناالمدافع عن العدالة وحامي حمى الضعفاء والمساكين
فانتخبوني !
نعم, يبدو أن هذه فرصة ثمينة لهؤلاء الإنتهازيين
وما أكثرهم في عراق اليوم ....
************************************************
الأن نرى الدعايات الإنتخابية...
توجد قوى معارضة لم تشارك في الإنتخابات السابقة, تشد همتها الآن لتعويض ما فاتها, هذه القوى سمعتها حاليا انظف من سمعة الذين شاركوا سابقا , والذين تلطخت سمعتهم بأفعال انتهازية او متواطئة مع الإحتلال, او تلوثت يديها بسرقة الأموال, أو قتل العراقين او تعذيبهم...
أنا شخصيا أتمنى أن يكونوا فعلا اكثر صدقا وشفافية ووطنية من الفئة التي جربناها سابقا , وتسلمت السلطة , واستغلت مناصبها لأذية الناس أكثر من منفعتهم...
مع ان عالم السياسية عادة هو عالم غير جميل...
هكذا نرى من تجاربنا على أرض الواقع , ومن قصص يرويها التاريخ ...
فمعظم الذين يدخلون عالم السياسة , يتعلمون وسائل غير مشروعة لمخاطبة الناس وخداعهم كالمراوغة , والتحايل, والكذب, وتزييف الحقيقة او قول نصف القصة, وإخفاء النصف الاخر, كما يفعل معظم القادة السياسيون في العالم, ربما هم يعتبرونها ذكاء وشطارة, بينما الناس يرونها تخلي عن المباديء , ويعتبرونها تصرفات تسحب الثقة من تلك القيادات
ولكننا نأمل ان تكون هذه الفئة الجديدة هم من الذين لا تغيرهم المناصب ومغريات السلطة
وأن يحققوا أماني الشعب العراقي من حرية واستقلال وتحسين مستوى المعيشة ووقف نزيف الدماء ووقف سرقة المال العام, وغيرها من مطالب في قائمة طويلة....
**************************************
وتوجد قوى شاركت في الحكومات العراقية بعد الحرب, تتأهب لخوض الإنتخابات ثانية, وهذه وضعها قلق , لأن الناس يشكون بأنها تستحق فرصة ثانية , فقد قدمت اداءا سيئا عندما أعطيت الفرصة لتكون صاحبة القرار
هؤلاء الآن عندهم المال الكثير الذي ممكن ان يستغلوه لإغراء الناس أو رشوتهم , لإنتخابهم
ورغم تحذيرات المفوضية العليا للإنتخابات من عدم جواز تقديم هدايا او أموال للناس لإغرائهم بانتخاب قائمة معينة, فقد رأيت تقريرا في احدى محطات التلفزيون للمعارضة العراقية, وكان فيه لقاءات مع نساء من عوائل فقيرة يحضرن مهرجان أقامه حزب إياد علاوي في النجف , ووزعوا هدايا للعوائل الفقيرة...
ضحكت وتعجبت وتساءلت : ألم تقم قوات الإحتلال بقصف مدينة النجف عندما كان علاوي رئيسا للوزراء ؟
والان يقوم بتوزيع الهدايا على الفقراء ليحبوه وينتخبوه ؟
والله أمر هؤلاء القادة السياسيين محير...
هل يظنون الناس اغبياء؟
والآن , توجد تصريحات نارية لأياد علاوي ضد الاحتلال وسياسات الإحتلال في العراق...
وكذلك غيره من قيادات احزاب ربما كانوا صامتين سابقا, او متواطئين مع الإحتلال, لكنهم اليوم متحمسين وشجعان ويقولون انهم سيدافعون عن حقوق العراقيين خير دفاع إذا استلموا السلطة
سبحان مغير الأحوال...
هل نثق بقادة مثل هؤلاء, ونعطيهم الفرصة من جديد ؟
لا أدري ....
لكن تراثنا يقول : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
***********************************************
وموضوع المرأة طبعا الآن هو من القضايا الساخنة قبل الانتخابات ..
هذه ظاهرة ايجابية...
كل حزب عنده مجموعة نسائية ولها برامج تخص المرأة وتطوير مستواها الثقافي وتحسين حالتها المعيشية او مساعدتها لإطلاق سراح ابنها او زوجها او اخيها او أبيها , والحمد لله فهذه من ثقافة الاحتلال, أن دخلت الى حياتنا هذه المصطلحات , لجان حقوق الإنسان و الدفاع عن المعتقلين في سجون الدولة او في سجون الاحتلال , في بغداد او غيرها من مدن العراق
وكذلك ظهرت منظمات مدنية غير حكومية للدفاع عن النساء العراقيات المعتقلات في سجون الاحتلال
******************************
على أية حال , أدعو الله أن تكون الإنتخابات العراقية القادمة هي حقا عملية تجري لخير العراقيين, وأدعو الله ان لا يتلاعب أحد بنتائج الإنتخابات , وأن تكون النتيجة حقيقية ومعبرة عن رغبة العراقيين في صناعة مستقبل العراق بالطريقة التي نريدها ا , دون تدخل أيد غريبة من الشرق أو الغرب, ودون ظلم أي فئة من الشعب العراقي أو حرمانها من التعبير عن رأيها بما فيه الخير للبلاد
أدعو الله ان يوحد صفوف العراقيين, وأن يقوي صوت العقل فيهم...
وأن يهزم كل صوت يريد خداعهم و تفرقتهم أو يجعلهم أعداء بعض....
وان تكون أول نتيجة يحصدها العراقيون من هذه الإنتخابات هو وقف نزيف الدم العراقي, وعودة الهدوء والأمان للبلاد, وبعد هذا يمكن التفكير بتحقيق المطالب الأخرى .......
*******************************
أما عني وعائلتي , فسنشارك ان شاء الله في الإنتخابات ,
وسنختار القائمة التي نظنها بلا تاريخ أسود, وفيها أقل ما يمكن من أسماء لرموز انتهازية ,
لأنني أظن أنه لن تكون هنالك قائمة من مجموعة ملائكة.....
وسنراقب عمل رموز القائمة بعد الإنتخابات إن فازت, إن كان عملهم حقا كما وعدوا, سندعمهم ونشجعهم...
وإن إكتشفنا أنها كاذبون ومراوغون وكانوا يريدون الوصول فقط للكراسي , فسنكون من أوائل الناس الذين ينتقدونهم , ويطلبون منهم تصحيح المسار, والوفاء بالوعود...
وبعد 4 سنوات, سنرى ثانية أن وعينا قد إزداد, وهذه التجربة قد أفرزت قادة جدد , منهم من نستطيع الإعتماد عليه وإعادة انتخابه...ومنهم من يجعلنا نقول : التوبة , لن نكون مغفلين مرة أخرى ونختار هذا الشخص !
هذه هي العملية الإنتخابية عادة , وهذه هي نتائجها المتوقعة ...
لذلك ينبغي علينا جميعا , رجالا ونساء, التفكير بعمق قبل القرار من سنختار ؟
لأن هذه العملية ستحدد مصير العراق لفترة قادمة ...
حيث أننا سنسلم قيادة العراق بأيدي مجموعة ينبغي أن نكون واثقين أنها ستحسن حمل الأمانة التي في عنقها , أو المسؤولية التي أمامها ...
ولن نكون مغفلين او حالمين, ونظن أن العراق سيصبح جنة وسعادة بعد نهاية الإنتخابات ....
أمامنا جميعا طريق طويل من أجل إعادة بناء العراق , ومستقبله...
ونسأل الله ان يهدينا جميعا لنعمل ما فيه الخير للعراق والعراقيين ...
آمين.......
مساء الخير...
العراق على أبواب الإنتخابات البرلمانية في منتصف الشهر القادم..
وطبعا كل الأطراف تتنافس في كسب أصوات الناس من اجل الفوز بمقاعد اكثر..
هذه الإنتخابات تبدو اجواؤها أفضل من السابقة التي جرت بداية هذا العام..
رغم استمرار سوء الاحوال الأمنية, وسوء الخدمات, وسوء أداء الحكومة الحالية, فإن الناس متحمسون للمشاركة , لأنهم باتوا مقتنعين أن الإنتخابات هي سبيلهم الوحيد للخلاص من هذه الورطة ,
وهي الفرصة المناسبة لظهور قيادات عراقية جديدة أكثر وطنية, وأكثر صدقا ,
وأكثر ولاء للعراقيين, وأقل ولاء لأميركا والاحتلال
الأسماء التي في القوائم الآن صارت اكثر وضوحا, والبرامج كذلك لكل قائمة...
وهذه هي ايجابية الموقف الان,
ليس كما حصل في الإنتخابات المسلوقة التي جرت بداية العام 2005, حيث كان بوش يريدها ان تحدث بأي طريقة, ليضيفها الى مجموعة انجازاته الوهمية العظيمة في العراق
ونزلت وقتها قوائم لا نعرف غالبية اسمائها,
ولا نعرف برنامج أي قائمة, في الحقيقة ربما لم يكن هنالك برامج, تعالوا انتخبوا, والسلام
لذلك كانت هنالك نسبة كبيرة من العراقيين في الداخل والخارج, ممن قاطعوا الانتخابات لأنهم رأوها مجرد مهزلة لن تجلب أي خير للعراق, وعائلتنا كانت من اولئك الناس الذين رفضوا المشاركة ....
***********************************
الان وبعد مرور أقل من سنة, الوضع تغير كثيرا في العراق...
والناس تفتحت عيونها, والمصائب التي تحدث يوميا صارت مواضيع قلق وتساؤل بالنسبة للعراقيين , وزادت عندهم القناعة, أن المصائب لن تحل الا بأيدي العراقيين انفسهم, لأنهم الخاسرون الوحيدون كل يوم, من أرواح وضحايا تموت , ومن أموال تسرق , ومن مستقبل غامض أسود.....
لن يغير المعادلة سوى العراقيون أنفسهم..
حتى أميركا التي تدعي أنها شنت الحرب من أجل العراقيين, تجد نفسها عاجزة عن مساعدتهم,
وتجد نفسها في مأزق تريد الخلاص منه بأي ثمن ...
وربما تريد برمجة سحب قواتها فعلا, ولكنها تخجل من إعلان ذلك, حتى لا يفسر أنه هزيمة......
على أية حال, الوقائع على الأرض تقول أن أميركا ستبرمج انسحابها في القريب العاجل ,
فهذا من مصلحتها , ومن مصلحة العراقيين بالتأكيد ......
********************************************
لهذا فإننا نظن ان الصراع في الإنتخابات العراقية القادمة سيكون شديدا بين تيارين, تيار يرى في المحتل هو الصديق المحرر,الذي سيجلب الحرية والديمقراطية والمستقبل المشرق للعراق , والذين ينبغي أن يبقى حتى يتم تحقيق تلك الاحلام الوردية.....
وتيار يرى في المحتل سبب مصائب العراق من فساد الدولة, واستبداد الحكومة الحالية والسابقة المؤقته , لأنها من عناصر تؤيد الإحتلال, معنى هذا انه لن بفضح سلبياتها والمصائب التي تقترفها بحق العراقيين.....
وفي القوائم القادمة سنرى نوعين من المرشحين, نوع نعرفهم وجربناهم في حكومات سابقة بعد الحرب, وكان معظم اداءهم إن لم يكن كله, رديئا , فإما هم ضعفاء لا يقدرون على القيام بدور المدافع عن حقوق الشعب أمام المحتل, وتحقيق السيادة للعراق باتخاذ القرارات التي تعبر عن رغبة العراقيين الحقيقية مثل خروج المحتل من البلاد, وجمع شمل القوى الوطنية تحت مظلة واحدة, ووقف نزف الدم العراقي اليومي...
لم يطبقوا شيئا يوحي بحبهم وحرصهم على مصلحة الشعب أكثر من حبهم وحرصهم على البقاء في الكراسي...
لو كنت في وزارة عراقية, ورأيت أن الظلم والفساد منتشر, والقتل والإعتقالات والتعذيب مستمرة, فأفضل شيء أفعله هو تقديم استقالتي, وإخبار الناس عن اعتذاري عن المشاركة بهكذا حكومة لا تلبي أقل متطلبات الحياة الكريمة للعراقيين...
هذا هو الدليل الوحيد لمن يريد حقا إثبات أنه ضد ممارسات هذه الحكومات العراقية التي جاءت بعد الحرب, و جريمة اقترفتها أكثر من مرة , هو تجديد بقاء قوات الإحتلال دون استشارة الشعب العراقي
سيظل التاريخ يذكر هذه الحكومات والإسماء التي شاركت فيها, بأسوأ حكومات مرت على العراق في العصر الحديث...........
لا تحسن في الخدمات, ولا في الحالة المعيشية, ولا ايجاد حلول للبطالة, ولا ايقاف نزيف الدماء في الشوارع, ولا نزيف الأموال العامة التي نهبت من خزينة الدولة , ولا حفظ لحقوق الإنسان وكرامته , ولا تفريغ السجون والمعتقلات , وفي نفس الوقت تتواطأ مع الإحتلال وتخطط لبقائه, وفي نفس الوقت تحاكم صدام حسين,
طيب شوفوا أنفسكم ماذا قدمتم للعراقيين ؟
هل كنتم النموذج الأكثر تطورا عنه؟
لا أظن....
لكنهم ربما يستخدمون ورقة محاكمة صدام حسين كإنجاز عظيم يحمدون عليه, ويظنون أن هذا سيرفع أسهمهم أمام الشعب العراقي...
وأقول, لو قدموا خدمات وقللوا الكوارث اليومية والسرقات, نعم, ربما سيرى الشعب في محاكمة صدام إنجازا ايجابيا...
لكن وسط هذه الفوضى وهذا الدمار, تأتي المحاكمة كمهزلة اخرى تضاف الى مسلسل الفوضى وضياع معاني الأشياء في العراق...
يعني هل هذه المحاكمة هي رمز للعدالة؟
أين هي العدالة في العراق بعد الحرب ؟
من يطبق العدالة؟ الجيش الأمريكي والمداهمات والاعتقالات وقصف المدن وقتل الناس بطريقة عشوائية؟
أم وزارة الداخلية العراقية ومسلسل الإعتقالات والاغتيالات ؟
أم مليشيا الأحزاب الطائفية التي تلعب في الساحة والتي تدعمها الدولة , ولا أحد يوقفها أو يتحمل مسؤولية جرائمها....
أين هي العدالة في العراق؟
لقد ضاعت معاني الأسماء الجميلة مثل الحرية, الديمقراطية, العدالة, الشفافية,...
صار الناس يكرهون هذه المصطلحات, ويستهزؤون من الذين يتكلمون عنها,
لأنها صارت في العراق, فصولا سوداء اللون من مسرحية هزلية سخيفة
ضاعت معاني الاشياء, بل فقدت قيمتها....
لذلك عندما نسمع خطابات بوش, نغرق في الضحك, ونقول : أنظروا لهذا الرجل , في أي عالم يعيش ؟
*****************************
اليوم ( الاثنين )رأيت في الصباح جزءا من محاكمة صدام
وفي المساء رأيت تقريرا عن مظاهرات في مدينة الدجيل والناس
يطالبون باعدام صدام لأن الضحايا من مدينتهم
ورأيت الناس يرفعون صور مرجعيات دينية,
ويهتفون لهم
وثمة اناس يصرخون بمكبرات الصوت
ما معناه انتخبونا لأننا ندافع عن حقوقكم
هممممم
الان فهمت ما معنى توقيت المحاكمة
ثمة من ينتظر مكاسب انتخابية من ورائها
يبدو أن الذين يعملون لخدمة الناس ولوجه الله
قد انقرضوا من هذه الدنيا
صارت المصالح هي اللغة المتعارف عليها
عندك مشكلة؟
عندي مصلحة معك؟
نعم أحل مشكلتك واستفيد
يعني أعمل دعاية لنفسي
, يا أيها الجماهير , أناالمدافع عن العدالة وحامي حمى الضعفاء والمساكين
فانتخبوني !
نعم, يبدو أن هذه فرصة ثمينة لهؤلاء الإنتهازيين
وما أكثرهم في عراق اليوم ....
************************************************
الأن نرى الدعايات الإنتخابية...
توجد قوى معارضة لم تشارك في الإنتخابات السابقة, تشد همتها الآن لتعويض ما فاتها, هذه القوى سمعتها حاليا انظف من سمعة الذين شاركوا سابقا , والذين تلطخت سمعتهم بأفعال انتهازية او متواطئة مع الإحتلال, او تلوثت يديها بسرقة الأموال, أو قتل العراقين او تعذيبهم...
أنا شخصيا أتمنى أن يكونوا فعلا اكثر صدقا وشفافية ووطنية من الفئة التي جربناها سابقا , وتسلمت السلطة , واستغلت مناصبها لأذية الناس أكثر من منفعتهم...
مع ان عالم السياسية عادة هو عالم غير جميل...
هكذا نرى من تجاربنا على أرض الواقع , ومن قصص يرويها التاريخ ...
فمعظم الذين يدخلون عالم السياسة , يتعلمون وسائل غير مشروعة لمخاطبة الناس وخداعهم كالمراوغة , والتحايل, والكذب, وتزييف الحقيقة او قول نصف القصة, وإخفاء النصف الاخر, كما يفعل معظم القادة السياسيون في العالم, ربما هم يعتبرونها ذكاء وشطارة, بينما الناس يرونها تخلي عن المباديء , ويعتبرونها تصرفات تسحب الثقة من تلك القيادات
ولكننا نأمل ان تكون هذه الفئة الجديدة هم من الذين لا تغيرهم المناصب ومغريات السلطة
وأن يحققوا أماني الشعب العراقي من حرية واستقلال وتحسين مستوى المعيشة ووقف نزيف الدماء ووقف سرقة المال العام, وغيرها من مطالب في قائمة طويلة....
**************************************
وتوجد قوى شاركت في الحكومات العراقية بعد الحرب, تتأهب لخوض الإنتخابات ثانية, وهذه وضعها قلق , لأن الناس يشكون بأنها تستحق فرصة ثانية , فقد قدمت اداءا سيئا عندما أعطيت الفرصة لتكون صاحبة القرار
هؤلاء الآن عندهم المال الكثير الذي ممكن ان يستغلوه لإغراء الناس أو رشوتهم , لإنتخابهم
ورغم تحذيرات المفوضية العليا للإنتخابات من عدم جواز تقديم هدايا او أموال للناس لإغرائهم بانتخاب قائمة معينة, فقد رأيت تقريرا في احدى محطات التلفزيون للمعارضة العراقية, وكان فيه لقاءات مع نساء من عوائل فقيرة يحضرن مهرجان أقامه حزب إياد علاوي في النجف , ووزعوا هدايا للعوائل الفقيرة...
ضحكت وتعجبت وتساءلت : ألم تقم قوات الإحتلال بقصف مدينة النجف عندما كان علاوي رئيسا للوزراء ؟
والان يقوم بتوزيع الهدايا على الفقراء ليحبوه وينتخبوه ؟
والله أمر هؤلاء القادة السياسيين محير...
هل يظنون الناس اغبياء؟
والآن , توجد تصريحات نارية لأياد علاوي ضد الاحتلال وسياسات الإحتلال في العراق...
وكذلك غيره من قيادات احزاب ربما كانوا صامتين سابقا, او متواطئين مع الإحتلال, لكنهم اليوم متحمسين وشجعان ويقولون انهم سيدافعون عن حقوق العراقيين خير دفاع إذا استلموا السلطة
سبحان مغير الأحوال...
هل نثق بقادة مثل هؤلاء, ونعطيهم الفرصة من جديد ؟
لا أدري ....
لكن تراثنا يقول : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين
***********************************************
وموضوع المرأة طبعا الآن هو من القضايا الساخنة قبل الانتخابات ..
هذه ظاهرة ايجابية...
كل حزب عنده مجموعة نسائية ولها برامج تخص المرأة وتطوير مستواها الثقافي وتحسين حالتها المعيشية او مساعدتها لإطلاق سراح ابنها او زوجها او اخيها او أبيها , والحمد لله فهذه من ثقافة الاحتلال, أن دخلت الى حياتنا هذه المصطلحات , لجان حقوق الإنسان و الدفاع عن المعتقلين في سجون الدولة او في سجون الاحتلال , في بغداد او غيرها من مدن العراق
وكذلك ظهرت منظمات مدنية غير حكومية للدفاع عن النساء العراقيات المعتقلات في سجون الاحتلال
******************************
على أية حال , أدعو الله أن تكون الإنتخابات العراقية القادمة هي حقا عملية تجري لخير العراقيين, وأدعو الله ان لا يتلاعب أحد بنتائج الإنتخابات , وأن تكون النتيجة حقيقية ومعبرة عن رغبة العراقيين في صناعة مستقبل العراق بالطريقة التي نريدها ا , دون تدخل أيد غريبة من الشرق أو الغرب, ودون ظلم أي فئة من الشعب العراقي أو حرمانها من التعبير عن رأيها بما فيه الخير للبلاد
أدعو الله ان يوحد صفوف العراقيين, وأن يقوي صوت العقل فيهم...
وأن يهزم كل صوت يريد خداعهم و تفرقتهم أو يجعلهم أعداء بعض....
وان تكون أول نتيجة يحصدها العراقيون من هذه الإنتخابات هو وقف نزيف الدم العراقي, وعودة الهدوء والأمان للبلاد, وبعد هذا يمكن التفكير بتحقيق المطالب الأخرى .......
*******************************
أما عني وعائلتي , فسنشارك ان شاء الله في الإنتخابات ,
وسنختار القائمة التي نظنها بلا تاريخ أسود, وفيها أقل ما يمكن من أسماء لرموز انتهازية ,
لأنني أظن أنه لن تكون هنالك قائمة من مجموعة ملائكة.....
وسنراقب عمل رموز القائمة بعد الإنتخابات إن فازت, إن كان عملهم حقا كما وعدوا, سندعمهم ونشجعهم...
وإن إكتشفنا أنها كاذبون ومراوغون وكانوا يريدون الوصول فقط للكراسي , فسنكون من أوائل الناس الذين ينتقدونهم , ويطلبون منهم تصحيح المسار, والوفاء بالوعود...
وبعد 4 سنوات, سنرى ثانية أن وعينا قد إزداد, وهذه التجربة قد أفرزت قادة جدد , منهم من نستطيع الإعتماد عليه وإعادة انتخابه...ومنهم من يجعلنا نقول : التوبة , لن نكون مغفلين مرة أخرى ونختار هذا الشخص !
هذه هي العملية الإنتخابية عادة , وهذه هي نتائجها المتوقعة ...
لذلك ينبغي علينا جميعا , رجالا ونساء, التفكير بعمق قبل القرار من سنختار ؟
لأن هذه العملية ستحدد مصير العراق لفترة قادمة ...
حيث أننا سنسلم قيادة العراق بأيدي مجموعة ينبغي أن نكون واثقين أنها ستحسن حمل الأمانة التي في عنقها , أو المسؤولية التي أمامها ...
ولن نكون مغفلين او حالمين, ونظن أن العراق سيصبح جنة وسعادة بعد نهاية الإنتخابات ....
أمامنا جميعا طريق طويل من أجل إعادة بناء العراق , ومستقبله...
ونسأل الله ان يهدينا جميعا لنعمل ما فيه الخير للعراق والعراقيين ...
آمين.......