Tuesday, November 22, 2005
الثلاثاء 22 تشرين الثاني
صباح الخير....
إنتهى أمس مؤتمر التوافق العراقي
( رفضت الحكومة تسميته مؤتمر مصالحة, لأن هذا العنوان يوحي بأنه ثمة خلافات موجودة بين الحكومة والمعارضة ! )
الحمد لله إنه إنتهى بإعلان فيه درجة من الإتفاق على قضايا رئيسية مثل الإعتراف بالمقاومة المشروعة, ورفض العمليات الارهابية التي تستهدف مدنيين أبرياء, والإتفاق على الرغبة ببناء القوات المسلحة العراقية وجدولة إنسحاب قوات الإحتلال, والإفراج عن المعتقلين حاليا في سجون العراق, والتحقيق في عمليات التعذيب, ووقف المداهمات العشوائية للبيوت إلا بأمر قضائي....
هذه خطوة ممتازة , ونرجو الله أن تكون كل الإطرف صادقة في وعودها, وأن نرى في الايام والاسابيع والشهور القادمة , تغييرا حقيقيا على أرض الواقع, ويبدأ الامان والإستقرار يظهر على أرض العراق....
آمين.....
*********************************
الذي حدث في العراق, بعد الإحتلال, تصرفت الإدارة الأمريكية في التعامل مع الواقع العراقي بطريقة تقسيم الشعب الى 3 فئات هي مكوناته الرئيسية, ثم ترتيب البرنامج للتعامل مع كل فئة..
الشيعة , وهم الغالبية, تم تسليط الضوء على قادة دينيين جاء معظمهم من إيران , كانوا تركوا العراق بسبب خلاف مع نظام صدام حسين, حيث قمعهم واغتال الكثير من عوائلهم, هؤلاء, للأسف, عادوا وهم يحملون الشعور بالحقد والكراهية والرغبة بالإنتقام, وجاؤوا ومعهم مليشياتهم التي بدأت برنامج اغتيالات حسب جدول طويل يتضمن مئات الأسماء العراقية من بعثيين ورجال جيش واطباء ومدراء عامين وأساتذة جامعات , وقد تم تنفيذ الكثير من تلك العمليات وما زالت مستمرة..
وطبعا هذه القيادات تسمي قوات الاحتلال ( القوات الصديقة ),
لأنها جاءت معها, ومكنتها من الجلوس في السلطة , وتقدم لها الحماية والغطاء في كل وقت ومكان...
غالبية القادة الشيعة للأسف وقفوا بطريقة انتهازية عمياء لتأييد إحتلال العراق, وامتدت يد الخراب والدمار لكل شيء في العراق, لكنهم صاروا كالعميان, لا يرون سوى أنهم جلسوا على الكراسي وقبضوا على السلطة, هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تسعدهم, اما الأخبار عن اغتيالات وتعذيب وسجون واعتقالات وتجاوزات فهذا الكلام يجدونه مجرد إشاعات وكلام فارغ من حاسديهم أو معارضيهم الذين يسمونهم عادة ( البعثيين المجرمين
حتى لو كان المنتقد أو المعارض ليس بعثيا , إذن ربما سنيا حاقدا ( هذه تهمة جديدة
المهم, هؤلاء القادة أفرزوا عقلية مشوهة, واتبعهم الكثير من الجهلة الفقراء المحرومين من العمل, فاشتغلوا بالمليشيات وصار عندهم شعور بالسعادة والغنى في حين يتضور غيرهم جوعا,
هكذا بدأت عقلية ( جماعتنا) والولاء لها...
يعني كان المجتمع منسجما ومتفقا على النظرة العامة للأمور تجاه صدام والحكومة السابقة , والحرب والإحتلال, لكن حين يتقسم الناس الى جماعات, بعضها مستفيد, وبعضها محروم, يبدأ الحقد , وتسود عقلية التحزب , والفئوية, والطائفية, والعرقية, وغيرها من صفات بشعة, تمزق المجتمع, وتدفعه نحو الهاوية, كما يحدث الآن في العراق...
*****************************
الأكراد عندهم مليشيا محلية وقادة سياسيون من زمان,
الآن صارت هذه المليشيا شرعية وصارت تستخدم احيانا وقت الإنتخابات
في الاوقات العصيبة في محافظات عليها خلاف ( أكثرية كردية أم عربية ؟
فتستعمل هذه المليشيات للضغط على السكان , أو إرهابهم, للتلاعب بنتائج الإنتخابات
في محافظات مختلف عليها , او تشكل نقطة قلقة ( يعني ليست فيها غالبية كردية او عربية واضحة ) مثل محافظة كركوك
لكن بصورة عامة الأكراد يعيشون منعزلين في مناطقهم شمال العراق
وبعيدين نوعا ما عن الصراعات في وسط وجنوب العراق ...
***************************
بقي السنة, كان معظمهم من الذين يستعين بهم النظام ليكونوا (قيادات ) الجيش والشرطة والأمن , لا ننسى أن غالبية الجيش والشرطة كانوا من الشيعة الفقراء, الذين تم سحبهم الآن ليكونوا أفرادا لمليشيات شيعية, وتمزيق هويتهم العراقية الأصلية, وتشويه توجيه ولاءهم...
تم تعميم تهمة الموالاة للنظام السابق لكل مدن تواجد السنة , وبدأت حملات قمعهم أو اعتقالات او قتل كما حدث بداية في الفلوجة....
ثم تبعها مدن أخرى غالبيتها من المسلمين السنة , ولحد الآن...
هؤلاء تم تهميشهم من العمليات الإنتخابية السابقة, وتم استهدافهم , فمعظم حملات المداهمة والتفتيش صارت ضد السنة, الصقت عليهم تهمة المعارضة والإرهاب, أو إيواء الارهابيين , وكأن باقي العراقيين راضين عما يحدث في العراق...
****************************
بدأت تظهر تنظيمات متطرفة تدافع عن السنة وتستهدف الشيعة , مدنيين ورجال حكومة...
وأهم واحدة هي تنظيم الزرقاوي المعتوه الذي عاث فسادا , بين سيارات مفخخة في أسواق شعبية, او قرب الجوامع, وكلنا نصرخ ونقول : لا يجوز لمسلم ان يقتل مسلما مهما كان السبب...
وصار الناس يعتقدون أن هذا الزرقاوي هو قصة وهمية, وإن هذه تنظيمات معادية للإسلام وفكره, وان منفذي الهجمات أو واضعي القنابل هم مجرمون يكرهون الاسلام, ويدمرون شعبا مسلما....
وتم نشر فكرة ان السنة يؤيدون هذه التنظيمات, ويوفرون لها الملاذ والامان,
فصارت الحكومة وقوات الاحتلال تستهدف مدن السنة بالقصف والمداهمات...
لو كنت من قادة السنة الذين يريدون الخير للعراق, لأعلنت براءتنا من هذه التنظيمات,
وبذلك أحرق ورقة الحقد الطائفي الموجه من قيادات الشيعة
والتي تحرض الناس ضد السنة وقياداتهم بانهم يساندون الإرهاب , وتكرس التفرقة بين العراقيين....
يعني الآن في شوارع بغداد تنتشر ملصقات الشباب الذي وجدوا في قبو التعذيب , ومعظمهم من السنة,
وفي ذات الوقت تمتليء المستشفيات بجرحى وقتلى مدنيين شيعة أبرياء من سيارات مفخخة تستهدفهم.....
لا احد يوافق على هذا او ذاك...ينبغي أن يتوقف هذا القتل الجماعي اليومي للأبرياء...
بينما في نفس الوقت, ثمة جماعات مسلحة تستهدف الاحتلال وجيشه, لم نعترض عليهم او نتهمهم بأي شيء مشين...
هؤلاء هم الذين شكلوا ورقة ضغط على حكومة بوش بعد أن وصل عدد القتلى من الجنود الأمريكيين الىأكثر من 2090 جندي...
هؤلاء هم المقاومة المشروعة التي تسرع بخروج الاحتلال....
هذه المقاومة ينبغي أن تظل ورقة ضغط بيد رجال السياسة العراقيين , لتحقيق استقلال العراق.....
أعرف ان ثمة فئة من رجال السياسة العراقيين الجدد, يريدون بقاء الاحتلال ليحميهم, هذه فئة مريضة أنانية, ينبغي ازاحتها , واستبدالها بفئة لا تفرط باستقلال العراق وكمال سيادته......
*******************************
جدولة خروج الاحتلال من العراق سيكون بداية حل المشاكل الغامضة والصعبة, وكل مشكلة لها علاقة بالأخرى
اولا :وجود الإحتلال , وعملياته العسكرية بمشاركة جيش عراقي , يسبب كراهية للجيش العراقي, فينظرون اليه بعين الغضب والشك في وطنيته , ويعطي مبررا للبعض في ان يستهدف دوريات الجيش العراقي باعتباره جيشا من العملاء.
إذن, خروج الإحتلال سيزيل هذه التهمة والكراهية ضد الجيش العراقي..
وأيضا سيزيل الغضب والكراهية ضد الحكومة , باعتبارها حكومة عميلة يدعمها جيش عميل, ولا تملك رؤية مستقلة لخير شعبها....
ثانيا : وجود مليشيات شيعية تستهدف مواطنين سنة , تعتقلهم او تغتالهم او تلقيهم في السجون, أو ترمي جثثهم في الشوارع , ستبرر وجود عمليات قتل وانتقام ضد مدنيين عراقيين شيعة , إذن الغاء هذه المليشيات الشيعية ستجلب الهدوء والاستقرار الأمني, وتخفف الحقد او الغضب الطائفي, الذي تم خلقه بسبب هذه الممارسات...
لأن تنظيمات مشوهة مثل الزرقاوي يبرر قتل المدنيين العراقيين بأنه ينتقم للسنة العراقيين المضطهدين ,
بس لو أعرف من صخم وجهه وجاء به ؟؟
ثالثا : اخلاء السجون والمعتقلات , تعطي شعورا بالراحة والأمان وحسن الظن بالحكومة , وتزيل التوتر والغضب من الشارع العراقي, وتخفف من اشتعال الفتنة الطائفية ,
بسبب ممارسات رئيس الحكومة ووزير الداخلية ( وكلاهما شيعي
يا الهي !
انا شيعية !
لكني لا أقدر أن أكون كهؤلاء الناس , أبرر قتل العراقيين المساكين وأحبس شبابهم في السجون وأعذبهم...
ما معنى شيعي؟
ما معنى هذا التصنيف السخيف للناس؟
ومن جاء به ؟
اليوم صارت كلمة شيعي تعني : واحد قبيح مصلحجي متخلف ,
عقله ضيق وعقيدته منحرفة عن الاسلام لأنه يبرر بقاء المحتل في بلاد الاسلام
ولأن اولوياته في الحياة أن ينال حقوقه السياسية التي حرم منها منذ عقود
وان يلطم على الحسين
ويزور آل البيت عليهم السلام ,في كل مناسبات ميلادهم ووفاتهم
طيب وماذا عن الإحتلال؟
والخراب الذي حل بالبلاد ؟
أليست الاولوية أن نخرج المحتل ؟
أليست الاولوية أن ندافع عن الاسلام؟
ام أننا من عالم آخر؟
للأسف , هذا حال الاف الناس الجهلة , الذين تم خداعهم بأن المحتل جاء ليرفع الظلم عنهم
ويوفر لهم حرية اقامة طقوس اللطم التي هي مجرد بدع دخلت على الاسلام
وشوهت روح الدين وغايته.....
لكنني مؤمنه أن هنالك الاف الشيعة مثلي, يحبون الاسلام و العراق,
وينكرون هذه العقلية الانانية الضيقة , التي مزقت الدين و الوطن
قلبي يحزن على كل سني يتأذى في العراق
وقلبي يحزن على كل شيعي يتأذى في العراق
كلاهما مسلم, وكلاهما عراقي, وكلاهما من أهلي وناسي...
كيف أفرط بأهلي وناسي؟
كيف أرضى بأن تسيل دماءهم صباح مساء ؟
هذه أفعال مجرمين , يكرهون العراق وأهله , ويريدون لنا الخراب والدمار...
لم نحصد سوى الخراب والدمار.....
و الذين في الحكومة يبربروا طوال النهار عن حرية وديمقراطية وشفافية وكلام فارغ...
من يحب العراق, يوحد صفوف العراقيين , وكفى, هذا هو الدليل الوحيد في هذه الأيام الحالكة السواد...............
*****************************************
الانتخابات قادمة...
واتمنى ان يأتي قادة جدد يقدمون أنفسهم أنهم يعملون لخير العراق والعراقيين..
أتمنى ان يفشل كل من يقدم نفسه بطريقة طائفية...
فلتسقط الطائفية...
هذه الافعى السامة التي تم إدخالها للعراق لتفتيته وتمزيق اهله...
والله أرى مشروع التفتيت في الدستور الجديد...
وأرى مشروع التمزيق في الطائفية..
عسانا نفتح عيوننا, ونمضي بحذر , ونتفحص كل ما يعرض أمامنا من أفكار , ولا نكون مغفلين ومخدوعين, ولا نسمح لأحد ان يستغلنا كأداة لتحقيق مصالحه الخاصة...
ونختار بهدوء , من نظن أنهم سيفعلون الخير لمستقبل العراق والعراقيين....
نسأل الله أن يخرجنا جميعا من ظلمات الفتن والجهل الى نور المعرفة واليقين....
ويوفقنا جميعا لنفعل ما فيه الخير للعراق والعراقيين.....
آمين....
صباح الخير....
إنتهى أمس مؤتمر التوافق العراقي
( رفضت الحكومة تسميته مؤتمر مصالحة, لأن هذا العنوان يوحي بأنه ثمة خلافات موجودة بين الحكومة والمعارضة ! )
الحمد لله إنه إنتهى بإعلان فيه درجة من الإتفاق على قضايا رئيسية مثل الإعتراف بالمقاومة المشروعة, ورفض العمليات الارهابية التي تستهدف مدنيين أبرياء, والإتفاق على الرغبة ببناء القوات المسلحة العراقية وجدولة إنسحاب قوات الإحتلال, والإفراج عن المعتقلين حاليا في سجون العراق, والتحقيق في عمليات التعذيب, ووقف المداهمات العشوائية للبيوت إلا بأمر قضائي....
هذه خطوة ممتازة , ونرجو الله أن تكون كل الإطرف صادقة في وعودها, وأن نرى في الايام والاسابيع والشهور القادمة , تغييرا حقيقيا على أرض الواقع, ويبدأ الامان والإستقرار يظهر على أرض العراق....
آمين.....
*********************************
الذي حدث في العراق, بعد الإحتلال, تصرفت الإدارة الأمريكية في التعامل مع الواقع العراقي بطريقة تقسيم الشعب الى 3 فئات هي مكوناته الرئيسية, ثم ترتيب البرنامج للتعامل مع كل فئة..
الشيعة , وهم الغالبية, تم تسليط الضوء على قادة دينيين جاء معظمهم من إيران , كانوا تركوا العراق بسبب خلاف مع نظام صدام حسين, حيث قمعهم واغتال الكثير من عوائلهم, هؤلاء, للأسف, عادوا وهم يحملون الشعور بالحقد والكراهية والرغبة بالإنتقام, وجاؤوا ومعهم مليشياتهم التي بدأت برنامج اغتيالات حسب جدول طويل يتضمن مئات الأسماء العراقية من بعثيين ورجال جيش واطباء ومدراء عامين وأساتذة جامعات , وقد تم تنفيذ الكثير من تلك العمليات وما زالت مستمرة..
وطبعا هذه القيادات تسمي قوات الاحتلال ( القوات الصديقة ),
لأنها جاءت معها, ومكنتها من الجلوس في السلطة , وتقدم لها الحماية والغطاء في كل وقت ومكان...
غالبية القادة الشيعة للأسف وقفوا بطريقة انتهازية عمياء لتأييد إحتلال العراق, وامتدت يد الخراب والدمار لكل شيء في العراق, لكنهم صاروا كالعميان, لا يرون سوى أنهم جلسوا على الكراسي وقبضوا على السلطة, هذه هي الحقيقة الوحيدة التي تسعدهم, اما الأخبار عن اغتيالات وتعذيب وسجون واعتقالات وتجاوزات فهذا الكلام يجدونه مجرد إشاعات وكلام فارغ من حاسديهم أو معارضيهم الذين يسمونهم عادة ( البعثيين المجرمين
حتى لو كان المنتقد أو المعارض ليس بعثيا , إذن ربما سنيا حاقدا ( هذه تهمة جديدة
المهم, هؤلاء القادة أفرزوا عقلية مشوهة, واتبعهم الكثير من الجهلة الفقراء المحرومين من العمل, فاشتغلوا بالمليشيات وصار عندهم شعور بالسعادة والغنى في حين يتضور غيرهم جوعا,
هكذا بدأت عقلية ( جماعتنا) والولاء لها...
يعني كان المجتمع منسجما ومتفقا على النظرة العامة للأمور تجاه صدام والحكومة السابقة , والحرب والإحتلال, لكن حين يتقسم الناس الى جماعات, بعضها مستفيد, وبعضها محروم, يبدأ الحقد , وتسود عقلية التحزب , والفئوية, والطائفية, والعرقية, وغيرها من صفات بشعة, تمزق المجتمع, وتدفعه نحو الهاوية, كما يحدث الآن في العراق...
*****************************
الأكراد عندهم مليشيا محلية وقادة سياسيون من زمان,
الآن صارت هذه المليشيا شرعية وصارت تستخدم احيانا وقت الإنتخابات
في الاوقات العصيبة في محافظات عليها خلاف ( أكثرية كردية أم عربية ؟
فتستعمل هذه المليشيات للضغط على السكان , أو إرهابهم, للتلاعب بنتائج الإنتخابات
في محافظات مختلف عليها , او تشكل نقطة قلقة ( يعني ليست فيها غالبية كردية او عربية واضحة ) مثل محافظة كركوك
لكن بصورة عامة الأكراد يعيشون منعزلين في مناطقهم شمال العراق
وبعيدين نوعا ما عن الصراعات في وسط وجنوب العراق ...
***************************
بقي السنة, كان معظمهم من الذين يستعين بهم النظام ليكونوا (قيادات ) الجيش والشرطة والأمن , لا ننسى أن غالبية الجيش والشرطة كانوا من الشيعة الفقراء, الذين تم سحبهم الآن ليكونوا أفرادا لمليشيات شيعية, وتمزيق هويتهم العراقية الأصلية, وتشويه توجيه ولاءهم...
تم تعميم تهمة الموالاة للنظام السابق لكل مدن تواجد السنة , وبدأت حملات قمعهم أو اعتقالات او قتل كما حدث بداية في الفلوجة....
ثم تبعها مدن أخرى غالبيتها من المسلمين السنة , ولحد الآن...
هؤلاء تم تهميشهم من العمليات الإنتخابية السابقة, وتم استهدافهم , فمعظم حملات المداهمة والتفتيش صارت ضد السنة, الصقت عليهم تهمة المعارضة والإرهاب, أو إيواء الارهابيين , وكأن باقي العراقيين راضين عما يحدث في العراق...
****************************
بدأت تظهر تنظيمات متطرفة تدافع عن السنة وتستهدف الشيعة , مدنيين ورجال حكومة...
وأهم واحدة هي تنظيم الزرقاوي المعتوه الذي عاث فسادا , بين سيارات مفخخة في أسواق شعبية, او قرب الجوامع, وكلنا نصرخ ونقول : لا يجوز لمسلم ان يقتل مسلما مهما كان السبب...
وصار الناس يعتقدون أن هذا الزرقاوي هو قصة وهمية, وإن هذه تنظيمات معادية للإسلام وفكره, وان منفذي الهجمات أو واضعي القنابل هم مجرمون يكرهون الاسلام, ويدمرون شعبا مسلما....
وتم نشر فكرة ان السنة يؤيدون هذه التنظيمات, ويوفرون لها الملاذ والامان,
فصارت الحكومة وقوات الاحتلال تستهدف مدن السنة بالقصف والمداهمات...
لو كنت من قادة السنة الذين يريدون الخير للعراق, لأعلنت براءتنا من هذه التنظيمات,
وبذلك أحرق ورقة الحقد الطائفي الموجه من قيادات الشيعة
والتي تحرض الناس ضد السنة وقياداتهم بانهم يساندون الإرهاب , وتكرس التفرقة بين العراقيين....
يعني الآن في شوارع بغداد تنتشر ملصقات الشباب الذي وجدوا في قبو التعذيب , ومعظمهم من السنة,
وفي ذات الوقت تمتليء المستشفيات بجرحى وقتلى مدنيين شيعة أبرياء من سيارات مفخخة تستهدفهم.....
لا احد يوافق على هذا او ذاك...ينبغي أن يتوقف هذا القتل الجماعي اليومي للأبرياء...
بينما في نفس الوقت, ثمة جماعات مسلحة تستهدف الاحتلال وجيشه, لم نعترض عليهم او نتهمهم بأي شيء مشين...
هؤلاء هم الذين شكلوا ورقة ضغط على حكومة بوش بعد أن وصل عدد القتلى من الجنود الأمريكيين الىأكثر من 2090 جندي...
هؤلاء هم المقاومة المشروعة التي تسرع بخروج الاحتلال....
هذه المقاومة ينبغي أن تظل ورقة ضغط بيد رجال السياسة العراقيين , لتحقيق استقلال العراق.....
أعرف ان ثمة فئة من رجال السياسة العراقيين الجدد, يريدون بقاء الاحتلال ليحميهم, هذه فئة مريضة أنانية, ينبغي ازاحتها , واستبدالها بفئة لا تفرط باستقلال العراق وكمال سيادته......
*******************************
جدولة خروج الاحتلال من العراق سيكون بداية حل المشاكل الغامضة والصعبة, وكل مشكلة لها علاقة بالأخرى
اولا :وجود الإحتلال , وعملياته العسكرية بمشاركة جيش عراقي , يسبب كراهية للجيش العراقي, فينظرون اليه بعين الغضب والشك في وطنيته , ويعطي مبررا للبعض في ان يستهدف دوريات الجيش العراقي باعتباره جيشا من العملاء.
إذن, خروج الإحتلال سيزيل هذه التهمة والكراهية ضد الجيش العراقي..
وأيضا سيزيل الغضب والكراهية ضد الحكومة , باعتبارها حكومة عميلة يدعمها جيش عميل, ولا تملك رؤية مستقلة لخير شعبها....
ثانيا : وجود مليشيات شيعية تستهدف مواطنين سنة , تعتقلهم او تغتالهم او تلقيهم في السجون, أو ترمي جثثهم في الشوارع , ستبرر وجود عمليات قتل وانتقام ضد مدنيين عراقيين شيعة , إذن الغاء هذه المليشيات الشيعية ستجلب الهدوء والاستقرار الأمني, وتخفف الحقد او الغضب الطائفي, الذي تم خلقه بسبب هذه الممارسات...
لأن تنظيمات مشوهة مثل الزرقاوي يبرر قتل المدنيين العراقيين بأنه ينتقم للسنة العراقيين المضطهدين ,
بس لو أعرف من صخم وجهه وجاء به ؟؟
ثالثا : اخلاء السجون والمعتقلات , تعطي شعورا بالراحة والأمان وحسن الظن بالحكومة , وتزيل التوتر والغضب من الشارع العراقي, وتخفف من اشتعال الفتنة الطائفية ,
بسبب ممارسات رئيس الحكومة ووزير الداخلية ( وكلاهما شيعي
يا الهي !
انا شيعية !
لكني لا أقدر أن أكون كهؤلاء الناس , أبرر قتل العراقيين المساكين وأحبس شبابهم في السجون وأعذبهم...
ما معنى شيعي؟
ما معنى هذا التصنيف السخيف للناس؟
ومن جاء به ؟
اليوم صارت كلمة شيعي تعني : واحد قبيح مصلحجي متخلف ,
عقله ضيق وعقيدته منحرفة عن الاسلام لأنه يبرر بقاء المحتل في بلاد الاسلام
ولأن اولوياته في الحياة أن ينال حقوقه السياسية التي حرم منها منذ عقود
وان يلطم على الحسين
ويزور آل البيت عليهم السلام ,في كل مناسبات ميلادهم ووفاتهم
طيب وماذا عن الإحتلال؟
والخراب الذي حل بالبلاد ؟
أليست الاولوية أن نخرج المحتل ؟
أليست الاولوية أن ندافع عن الاسلام؟
ام أننا من عالم آخر؟
للأسف , هذا حال الاف الناس الجهلة , الذين تم خداعهم بأن المحتل جاء ليرفع الظلم عنهم
ويوفر لهم حرية اقامة طقوس اللطم التي هي مجرد بدع دخلت على الاسلام
وشوهت روح الدين وغايته.....
لكنني مؤمنه أن هنالك الاف الشيعة مثلي, يحبون الاسلام و العراق,
وينكرون هذه العقلية الانانية الضيقة , التي مزقت الدين و الوطن
قلبي يحزن على كل سني يتأذى في العراق
وقلبي يحزن على كل شيعي يتأذى في العراق
كلاهما مسلم, وكلاهما عراقي, وكلاهما من أهلي وناسي...
كيف أفرط بأهلي وناسي؟
كيف أرضى بأن تسيل دماءهم صباح مساء ؟
هذه أفعال مجرمين , يكرهون العراق وأهله , ويريدون لنا الخراب والدمار...
لم نحصد سوى الخراب والدمار.....
و الذين في الحكومة يبربروا طوال النهار عن حرية وديمقراطية وشفافية وكلام فارغ...
من يحب العراق, يوحد صفوف العراقيين , وكفى, هذا هو الدليل الوحيد في هذه الأيام الحالكة السواد...............
*****************************************
الانتخابات قادمة...
واتمنى ان يأتي قادة جدد يقدمون أنفسهم أنهم يعملون لخير العراق والعراقيين..
أتمنى ان يفشل كل من يقدم نفسه بطريقة طائفية...
فلتسقط الطائفية...
هذه الافعى السامة التي تم إدخالها للعراق لتفتيته وتمزيق اهله...
والله أرى مشروع التفتيت في الدستور الجديد...
وأرى مشروع التمزيق في الطائفية..
عسانا نفتح عيوننا, ونمضي بحذر , ونتفحص كل ما يعرض أمامنا من أفكار , ولا نكون مغفلين ومخدوعين, ولا نسمح لأحد ان يستغلنا كأداة لتحقيق مصالحه الخاصة...
ونختار بهدوء , من نظن أنهم سيفعلون الخير لمستقبل العراق والعراقيين....
نسأل الله أن يخرجنا جميعا من ظلمات الفتن والجهل الى نور المعرفة واليقين....
ويوفقنا جميعا لنفعل ما فيه الخير للعراق والعراقيين.....
آمين....