Sunday, November 20, 2005
الأحد 20 تشرين الثاني 2005
مساء الخير.....
يوم أمس بدأ في القاهرة اجتماع المعارضة العراقية
مع اعضاء الحكومة العراقية الحالية والأحزاب العراقية المتحالفة معها والقابضة على السلطة حاليا
القنوات الفضائية بثت جزءا من الإجتماعات الصباحية , وقالوا ثمة جلسة بعد الظهر ستكون مغلقة
ومن هذا نعرف أنها ستكون فرصة مناسبة للصراعات خلف الأبواب, وتبين بعد ذلك انه كلما غضب طرف في داخل الجلسة, وخرج الى ممرات المبنى, اصطادته الصحافة والكاميرات, حيث يقف اولئك المتربصون والذين سيموتون من ملل الإنتظار خلف الأبواب ومن الفضول , ينتظرون أي واحد يخرج , فيهجمون عليه بالكاميرات والمايكريفونات, كأنه الفريسة, ينقضون عليها بنهم
هذه هي طبيعة المهنة....
**********************
المهم, لحد الان هنالك جلسات منعقدة, ونقاشات حادة, داخل القاعات..
ويبدو أننا لن نتفاءل بحصاد مثمر , تماما كما توقع عمر موسى , في جلسة الإفتتاح
لأن الأجواء, هي أجواء تحميل الآخر ما يحدث من خراب في العراق..
ومعنى هذا كل واحد سيتهم الاخر, ولن يكون ثمة حوار هاديء عاقل يتجاوز هذه المرحلة
هذا الحوار الآن من الطبيعي أن يتخذ هذه الصفة, لأن الأطراف بعيدة عن بعضها , والبعد يزيد الجفاء كما يقول المثل
وبالتالي, هنالك وجهات نظر مختلفة...
رجال الحكومة يجلسون على قمة السلطة في العراق الآن, ويقولون أن العملية السياسية والديمقراطية في العراق تسير بشكل ايجابي
والمعارضة تقول : إذن ما الذي جاء بكم الى مؤتمر القاهرة؟
ولماذا جئنا لنتحاور معكم إن كان كل شيء على ما يرام؟
ثمة خطاب حكومي متغطرس , يريد أن يهمش الآخر , تحت شعار نحن القابضون على السلطة, وجئنا بإنتخابات , والشعب انتخبنا ...
والمعارضة تقول : تلك انتخابات مشوهة لا شرعية..
وأحد المتحدثين أمس عن كتلة الآشوريين العراقيين( مسيحيين ) قال في كلمته إن هذه الحكومة جاءت بمساندة المحتل, وفرضت الدستور المشوه على العراقيين...
غضب قادة الائتلاف الشيعي المشاركين بالحكومة العراقية الحالية وخرج الى الصالة واصطاده الصحفيون الفضوليون, وقال غاضبا انه لن يدخل القاعة ثانية, من هو هذا النكرة الذي يتهجم علينا, لا بد أنه من حزب البعث
, نحن مناضلين منذ 30 سنة , والآن الشعب انتخبنا, والدستور صوت عليه الشعب و وافق عليه ..
فلا يحق لهذا النكرة أن ينتقدنا أو يتهجم علينا...
ثم جاء زميله وكان غاضبا أيضا , ويرتعد , وقال : كيف يقول هذا الرجل ان الشعب العراقي عميل لأمريكا , نحن لا نسمح لأي واحد أن يتهجم على الشعب العراقي, الشعب العراقي انتخبنا, ثم صوت للدستور, هذا كلام مرفوض, نحن لم نكن نريد المجيء, نحن لا نؤمن بنوايا الجامعة العربية , والآن جاء هذا ليتهجم علينا, نحن نريد مقاطعة الجلسات, لا نريد المشاركة...
(كم اشم رائحة التكبر والنفاق والإنتهازية في تصريحاتهم ؟ )
وجاء واحد مسكين من حزب من أحزاب المعارضة, توسل اليهم واحدا واحدا :
يمكن قال لهم : يا معودين لا تضحكوا الناس علينا , بلا فضايح , خلينا ندخل نتفاهم
ودخل الغاضبون للقاعة, واغلقت الأبواب من جديد...
*************************************
يحزنني ما أراه وأسمعه, ويحزن كل عراقي أو غير عراقي يحب العراق...
أكاد أرى ثمة عصبة استلمت الحكم الآن في العراق, تمتلك عقلية ليست أفضل من عقلية صدام حسين , في تهميش واحتقار الاخر, واعطاء صفة الشرف والنضال لها وحدها, والباقي حثالة
وأرى حبهم لأنفسهم ومناصبهم قد طغى على تفكيرهم , وأعطى هذه المسحة من العجرفة على وجوههم...
هم يظنون انفسهم مناضلين يستحقون الجلوس على المقاعد لقبض ثمن نضالاتهم في المنفى ( ايران, بريطانيا, أميركا
طيب ماذا عن غالبية الشعب العراقي البائس الذي عانى من قهر وظلم الحكومات السابقة والحالية , ومن سوء الخدمات , ومن البطالة وتدني الدخل , ومن الرعب والتفجيرات وقتل وجرح اهلهم واقاربهم, أو خطفهم وتعذيبهم في معتقلات سرية وعلنية , ماذا قدمتم لهم منذ أن استلمتم الحكم؟
لبستم بدلات أنيقة لم تكونوا تملكونها في المنافي وقت النضال...
ولبستم ساعات سويسرية لامعة , وركبتم سيارات فارهة, وجعدتم وجوهكم تكبرا, وجلستم على الكراسي
وفي نفس الوقت , ماذا حصل منكم المواطن العراقي؟؟
هل فكرتم بطريقة لينال بها الشعب العراقي أيضا بعض الترف ثمنا لصبره ونضالاته وتضحياته ؟
******************************
يقول واحد من الحكومة رأيته امس على الشاشة, المشكلة أننا نريد طي صفحة الماضي, وهنالك اناس لا يريدون, يريدون عودة البعث والمقابر الجماعية...
ولكني أرى العكس يحدث...
أرى أن الحكومة الجديدة هي التي لم تقدر أن تطوي صفحة الماضي وليست المعارضة, والا ما معنى اعمال الإنتقام والإغتيال من رجال الحكومةالسابقة؟
ما معنى تأسيس مليشيات تعيث فسادا وتعتقل الشباب وتعذبهم ؟
من هو الذي يعيش عقدة الماضي وروح الإنتقام وعدم القدرة على طي صفحة الماضي ؟
*************************************
رجال الحكومة العراقية الحالية عندهم نفس المصطلحات يرددونها دائما, كأن ثمة من لقنهم إياها, وهي خطابهم المتكرر...
لا نريد عودة البعثيين والمقابر الجماعية, لا نريد ان نضع يدنا بيد الذين تلطخت ايديهم بأيدي العراقيين من الارهابيين , يقصدون ربما بهذا المقاومة المسلحة ضد المحتلين , ويضعونها بنفس خانة عمليات الزرقاوي ضد العراقيين الأبرياء, لا نريد اخراج القوات متعددة الجنسية من البلاد حتى يتكون جيش عراقي قوي
( رغم انه قد تم نهب أموال الدولة ووزارة الدفاع بحجة تسليح الجيش العراقي, ولم يتم المشروع لحد الآن)
*********************************
لماذا قلبي ساخط عليهم؟
لأنهم في موقع القرار, وكان بإمكانهم تحسين وضع العراق والعراقيين وتقليل النهب والسلب من المال العام, على الأقل , لن نطلب منهم شيئا صعبا مثل توفير الأمان والخدمات للمواطنين...
لكننا نراهم اعطوا امتيازات لأنفسهم, والمقربين اليهم, وأنشأوا مليشيات تحيط بهم تعطيهم شعورا بالقوة, وأحيانا يستخدمونها لتصفية حسابات قديمة ( تتعلق بالصفحة القديمة التي يريدون طيها
بينما , المفروض منهم ان يكونوا متهالكين على حل مشاكل هذا الشعب المسكين, كل من يأتي ويروح يدوس عليه, ويتسلق عليه, ويظلمه ويضطهده ويسرق ثرواته ويعذب أو يعتقل او يقتل أبناءه
لا أدري ماهو السر ؟
من حكومة صدام الى القوات المحتلة الى الحكومات العراقية المؤقته او التي جاءت بعد الانتخابات المشوهة , كلهم يفعلون نفس الطقوس, ويتفننون في الإبداعات الجديدة مثل فضائح سجن ابو غريب و الفسفور الأبيض , والسرداب السري,
وقبلها كانت مقابر جماعية, والله يعلم ماذا سيأتي مع الايام.....
أكثر ما ابغض الحكومات المنافقة الإنتهازية مثل هذه ,
حين يتحدث المسؤولين فيها ويستعملون جملا مثلا: نحن نتكلم بإسم الشعب, نحن جئنا بإرادة الشعب
طيب , السؤال هو : ماذا قدمتم لهذا الشعب الذي تتباهون انكم تمثلونه؟
اقصد حاسبوا انفسكم , كم قدمتم لها من إمتيازات وترفيه مقارنة بما قدمتموه للشعب الذي تتكلمون بإسمه
, الذي امتلكتم كل صلاحيات البطش والظلم بإسمه, كل صلاحيات السلب والنهب بإسمه ...
من استشار الشعب حين أسستم مليشيات؟
من إستشار الشعب حين قررتم أن تجعلوها أدوات بطش ضد أبناء الشعب؟
من استشار الشعب حين نهبتم المال العام؟
هل قال لكم الشعب سيروا على خطى صدام حسين, واملاؤا العراق بمقابر جماعية جديدة وسجون ومعتقلات جديدة للتعذيب؟
وترفضون تدخل الامم المتحدة للتحقيق , انتم ستحققون حول المظالم ؟, كيف نثق بكم, وما هو دليل نزاهتكم؟
*******************************
الأمل يظل للعراقيين أن ثمة إنتخابات قادمة الشهر القادم..
ونعرف أن هؤلاء سيدفعون كل ما يقدرون من أموال وجهود من أجل البقاء بالسلطة...
لكننا نتمنى أن يساعدنا الله في تغييرهم, والتصويت لصالح وجوه جديدة, لا أقدر أن أزكي أحدا, لكننا ينبغي ان نحاول, ربما رجال المعارضة الذين نستمع لبرامجهم التي تعد بتحسين ظروف العراقيين, وإخراج الإحتلال , ربما حان الوقت لنجربهم, ربما صدقوا وعودهم...
إن صدقوا, فنحن سنظل معهم نشد على أيديهم ونكمل المسيرة...
وإن ماطلوا , سنضغط عليهم عساهم يلتزمون ببرنامجهم الذي وعدونا به..
والوقت سيمضي على كل حال, 4 سنوات تجربة , بعدها نقرر ماذا جنينا من حق أو باطل...
**************************
وهذا نموذج من أخبار العراق اليومية , بعضها واضح, وبعضها يحتاج الى تفسير...
مثلا :
مقتل خمسة جنود امريكيين بعبوات ناسفة , هذه عملية مفهومة, مسؤولة عنها المقاومة العراقية...
مقتل 7 بعثثين سابقين , هذه أيضا مفهومة تقوم بها مليشيات تابعة للحكومة الحالية لتصفية الحسابات وطي صفحة الماضي السعيد
مقتل 30 من حنود عراقيين وشرطة عراقية بسيارة ملغومة, هذه أيضا مفهومة, ربما من الغاضبين على تورط هؤلاء مع عمليات اعتقال وتعذيب عراقيين
مقتل 20 مسلحا من قرية كذا بأيدي القوات الأمريكية , هذه أيضا مفهومة ...
لكن............
مقتل 70 عراقيا بسيارة مفخخة تقف في سوق شعبي , طيب من فعل هذه ؟ وما هي الغاية ؟
مقتل 50 شيعيا في جامع للشيعة , من سيارة مفخخة أو قنبلة قرب الجامع , هذه من يفعلها ؟ وما غايته؟
مقتل 40 عراقيا بانفجار قرب مجلس عزاء لعشيرة شيعية , ما معنى هذا ؟
من المستفيد ؟
أقترح أن يتم النقاش هكذا بين أطراف الحكومة الآن , وأطراف المعارضة, الناس من عراقيين وغير عراقيين يريدون معرفة الأجوبة على أسئلة مثل هذه ....
إذا كانت الحكومة تظن كل شيء يمضي في الإتجاه الصحيح, ما جدوى الحوار معها إذن؟ وما هو تفسيرها للمصائب اليومية التي يعيشها العراقيون صباح مساء؟
والله تكاد تتمزق قلوبنا من الألم , وتتعب عيوننا من البكاء على منظر نساء عراقيات يركضن بعباءة أو بدونها , بعد كل تفجير , يلطمن وجوههن ويصرخن , ورجال يبكون وهم يحملون أطفالهم الميتين,
ومستشفيات مليئة بمناظر دم وقتلى وجرحى, وأقاربهم ينوحون ويبكون بجوارهم
أتساءل كلنا عمن عنده الرغبة الجادة الآن من المسؤولين العراقيين , سواء ممن في الحكومة أو المعارضة, من عنده الرغبة والبرنامج الناجح لإيقاف نزيف الدم العراقي اليومي ؟
ومتى سيتحمل رجال الحكومة العراقية الحالية , مسؤولية هذه الدماء البريئة التي تسيل بلا سبب ؟
العراق صار أرض الجحيم, الله لا يعطيه عافية كل من شارك بصناعة هذا الجحيم , أو غض النظر عنه , وغرق بتفاصيل سخيفة هامشية , لا تفيد العراقيين...
أرى أن المطلوب الأول على قائمة الحوار , ينبغي أن يكون : كيف نوقف نزف الدم العراقي اليومي ؟
وبعد هذا ,
فإن كل شيء ممكن أن يكون مطلبا قابلا للتأجيل......
مساء الخير.....
يوم أمس بدأ في القاهرة اجتماع المعارضة العراقية
مع اعضاء الحكومة العراقية الحالية والأحزاب العراقية المتحالفة معها والقابضة على السلطة حاليا
القنوات الفضائية بثت جزءا من الإجتماعات الصباحية , وقالوا ثمة جلسة بعد الظهر ستكون مغلقة
ومن هذا نعرف أنها ستكون فرصة مناسبة للصراعات خلف الأبواب, وتبين بعد ذلك انه كلما غضب طرف في داخل الجلسة, وخرج الى ممرات المبنى, اصطادته الصحافة والكاميرات, حيث يقف اولئك المتربصون والذين سيموتون من ملل الإنتظار خلف الأبواب ومن الفضول , ينتظرون أي واحد يخرج , فيهجمون عليه بالكاميرات والمايكريفونات, كأنه الفريسة, ينقضون عليها بنهم
هذه هي طبيعة المهنة....
**********************
المهم, لحد الان هنالك جلسات منعقدة, ونقاشات حادة, داخل القاعات..
ويبدو أننا لن نتفاءل بحصاد مثمر , تماما كما توقع عمر موسى , في جلسة الإفتتاح
لأن الأجواء, هي أجواء تحميل الآخر ما يحدث من خراب في العراق..
ومعنى هذا كل واحد سيتهم الاخر, ولن يكون ثمة حوار هاديء عاقل يتجاوز هذه المرحلة
هذا الحوار الآن من الطبيعي أن يتخذ هذه الصفة, لأن الأطراف بعيدة عن بعضها , والبعد يزيد الجفاء كما يقول المثل
وبالتالي, هنالك وجهات نظر مختلفة...
رجال الحكومة يجلسون على قمة السلطة في العراق الآن, ويقولون أن العملية السياسية والديمقراطية في العراق تسير بشكل ايجابي
والمعارضة تقول : إذن ما الذي جاء بكم الى مؤتمر القاهرة؟
ولماذا جئنا لنتحاور معكم إن كان كل شيء على ما يرام؟
ثمة خطاب حكومي متغطرس , يريد أن يهمش الآخر , تحت شعار نحن القابضون على السلطة, وجئنا بإنتخابات , والشعب انتخبنا ...
والمعارضة تقول : تلك انتخابات مشوهة لا شرعية..
وأحد المتحدثين أمس عن كتلة الآشوريين العراقيين( مسيحيين ) قال في كلمته إن هذه الحكومة جاءت بمساندة المحتل, وفرضت الدستور المشوه على العراقيين...
غضب قادة الائتلاف الشيعي المشاركين بالحكومة العراقية الحالية وخرج الى الصالة واصطاده الصحفيون الفضوليون, وقال غاضبا انه لن يدخل القاعة ثانية, من هو هذا النكرة الذي يتهجم علينا, لا بد أنه من حزب البعث
, نحن مناضلين منذ 30 سنة , والآن الشعب انتخبنا, والدستور صوت عليه الشعب و وافق عليه ..
فلا يحق لهذا النكرة أن ينتقدنا أو يتهجم علينا...
ثم جاء زميله وكان غاضبا أيضا , ويرتعد , وقال : كيف يقول هذا الرجل ان الشعب العراقي عميل لأمريكا , نحن لا نسمح لأي واحد أن يتهجم على الشعب العراقي, الشعب العراقي انتخبنا, ثم صوت للدستور, هذا كلام مرفوض, نحن لم نكن نريد المجيء, نحن لا نؤمن بنوايا الجامعة العربية , والآن جاء هذا ليتهجم علينا, نحن نريد مقاطعة الجلسات, لا نريد المشاركة...
(كم اشم رائحة التكبر والنفاق والإنتهازية في تصريحاتهم ؟ )
وجاء واحد مسكين من حزب من أحزاب المعارضة, توسل اليهم واحدا واحدا :
يمكن قال لهم : يا معودين لا تضحكوا الناس علينا , بلا فضايح , خلينا ندخل نتفاهم
ودخل الغاضبون للقاعة, واغلقت الأبواب من جديد...
*************************************
يحزنني ما أراه وأسمعه, ويحزن كل عراقي أو غير عراقي يحب العراق...
أكاد أرى ثمة عصبة استلمت الحكم الآن في العراق, تمتلك عقلية ليست أفضل من عقلية صدام حسين , في تهميش واحتقار الاخر, واعطاء صفة الشرف والنضال لها وحدها, والباقي حثالة
وأرى حبهم لأنفسهم ومناصبهم قد طغى على تفكيرهم , وأعطى هذه المسحة من العجرفة على وجوههم...
هم يظنون انفسهم مناضلين يستحقون الجلوس على المقاعد لقبض ثمن نضالاتهم في المنفى ( ايران, بريطانيا, أميركا
طيب ماذا عن غالبية الشعب العراقي البائس الذي عانى من قهر وظلم الحكومات السابقة والحالية , ومن سوء الخدمات , ومن البطالة وتدني الدخل , ومن الرعب والتفجيرات وقتل وجرح اهلهم واقاربهم, أو خطفهم وتعذيبهم في معتقلات سرية وعلنية , ماذا قدمتم لهم منذ أن استلمتم الحكم؟
لبستم بدلات أنيقة لم تكونوا تملكونها في المنافي وقت النضال...
ولبستم ساعات سويسرية لامعة , وركبتم سيارات فارهة, وجعدتم وجوهكم تكبرا, وجلستم على الكراسي
وفي نفس الوقت , ماذا حصل منكم المواطن العراقي؟؟
هل فكرتم بطريقة لينال بها الشعب العراقي أيضا بعض الترف ثمنا لصبره ونضالاته وتضحياته ؟
******************************
يقول واحد من الحكومة رأيته امس على الشاشة, المشكلة أننا نريد طي صفحة الماضي, وهنالك اناس لا يريدون, يريدون عودة البعث والمقابر الجماعية...
ولكني أرى العكس يحدث...
أرى أن الحكومة الجديدة هي التي لم تقدر أن تطوي صفحة الماضي وليست المعارضة, والا ما معنى اعمال الإنتقام والإغتيال من رجال الحكومةالسابقة؟
ما معنى تأسيس مليشيات تعيث فسادا وتعتقل الشباب وتعذبهم ؟
من هو الذي يعيش عقدة الماضي وروح الإنتقام وعدم القدرة على طي صفحة الماضي ؟
*************************************
رجال الحكومة العراقية الحالية عندهم نفس المصطلحات يرددونها دائما, كأن ثمة من لقنهم إياها, وهي خطابهم المتكرر...
لا نريد عودة البعثيين والمقابر الجماعية, لا نريد ان نضع يدنا بيد الذين تلطخت ايديهم بأيدي العراقيين من الارهابيين , يقصدون ربما بهذا المقاومة المسلحة ضد المحتلين , ويضعونها بنفس خانة عمليات الزرقاوي ضد العراقيين الأبرياء, لا نريد اخراج القوات متعددة الجنسية من البلاد حتى يتكون جيش عراقي قوي
( رغم انه قد تم نهب أموال الدولة ووزارة الدفاع بحجة تسليح الجيش العراقي, ولم يتم المشروع لحد الآن)
*********************************
لماذا قلبي ساخط عليهم؟
لأنهم في موقع القرار, وكان بإمكانهم تحسين وضع العراق والعراقيين وتقليل النهب والسلب من المال العام, على الأقل , لن نطلب منهم شيئا صعبا مثل توفير الأمان والخدمات للمواطنين...
لكننا نراهم اعطوا امتيازات لأنفسهم, والمقربين اليهم, وأنشأوا مليشيات تحيط بهم تعطيهم شعورا بالقوة, وأحيانا يستخدمونها لتصفية حسابات قديمة ( تتعلق بالصفحة القديمة التي يريدون طيها
بينما , المفروض منهم ان يكونوا متهالكين على حل مشاكل هذا الشعب المسكين, كل من يأتي ويروح يدوس عليه, ويتسلق عليه, ويظلمه ويضطهده ويسرق ثرواته ويعذب أو يعتقل او يقتل أبناءه
لا أدري ماهو السر ؟
من حكومة صدام الى القوات المحتلة الى الحكومات العراقية المؤقته او التي جاءت بعد الانتخابات المشوهة , كلهم يفعلون نفس الطقوس, ويتفننون في الإبداعات الجديدة مثل فضائح سجن ابو غريب و الفسفور الأبيض , والسرداب السري,
وقبلها كانت مقابر جماعية, والله يعلم ماذا سيأتي مع الايام.....
أكثر ما ابغض الحكومات المنافقة الإنتهازية مثل هذه ,
حين يتحدث المسؤولين فيها ويستعملون جملا مثلا: نحن نتكلم بإسم الشعب, نحن جئنا بإرادة الشعب
طيب , السؤال هو : ماذا قدمتم لهذا الشعب الذي تتباهون انكم تمثلونه؟
اقصد حاسبوا انفسكم , كم قدمتم لها من إمتيازات وترفيه مقارنة بما قدمتموه للشعب الذي تتكلمون بإسمه
, الذي امتلكتم كل صلاحيات البطش والظلم بإسمه, كل صلاحيات السلب والنهب بإسمه ...
من استشار الشعب حين أسستم مليشيات؟
من إستشار الشعب حين قررتم أن تجعلوها أدوات بطش ضد أبناء الشعب؟
من استشار الشعب حين نهبتم المال العام؟
هل قال لكم الشعب سيروا على خطى صدام حسين, واملاؤا العراق بمقابر جماعية جديدة وسجون ومعتقلات جديدة للتعذيب؟
وترفضون تدخل الامم المتحدة للتحقيق , انتم ستحققون حول المظالم ؟, كيف نثق بكم, وما هو دليل نزاهتكم؟
*******************************
الأمل يظل للعراقيين أن ثمة إنتخابات قادمة الشهر القادم..
ونعرف أن هؤلاء سيدفعون كل ما يقدرون من أموال وجهود من أجل البقاء بالسلطة...
لكننا نتمنى أن يساعدنا الله في تغييرهم, والتصويت لصالح وجوه جديدة, لا أقدر أن أزكي أحدا, لكننا ينبغي ان نحاول, ربما رجال المعارضة الذين نستمع لبرامجهم التي تعد بتحسين ظروف العراقيين, وإخراج الإحتلال , ربما حان الوقت لنجربهم, ربما صدقوا وعودهم...
إن صدقوا, فنحن سنظل معهم نشد على أيديهم ونكمل المسيرة...
وإن ماطلوا , سنضغط عليهم عساهم يلتزمون ببرنامجهم الذي وعدونا به..
والوقت سيمضي على كل حال, 4 سنوات تجربة , بعدها نقرر ماذا جنينا من حق أو باطل...
**************************
وهذا نموذج من أخبار العراق اليومية , بعضها واضح, وبعضها يحتاج الى تفسير...
مثلا :
مقتل خمسة جنود امريكيين بعبوات ناسفة , هذه عملية مفهومة, مسؤولة عنها المقاومة العراقية...
مقتل 7 بعثثين سابقين , هذه أيضا مفهومة تقوم بها مليشيات تابعة للحكومة الحالية لتصفية الحسابات وطي صفحة الماضي السعيد
مقتل 30 من حنود عراقيين وشرطة عراقية بسيارة ملغومة, هذه أيضا مفهومة, ربما من الغاضبين على تورط هؤلاء مع عمليات اعتقال وتعذيب عراقيين
مقتل 20 مسلحا من قرية كذا بأيدي القوات الأمريكية , هذه أيضا مفهومة ...
لكن............
مقتل 70 عراقيا بسيارة مفخخة تقف في سوق شعبي , طيب من فعل هذه ؟ وما هي الغاية ؟
مقتل 50 شيعيا في جامع للشيعة , من سيارة مفخخة أو قنبلة قرب الجامع , هذه من يفعلها ؟ وما غايته؟
مقتل 40 عراقيا بانفجار قرب مجلس عزاء لعشيرة شيعية , ما معنى هذا ؟
من المستفيد ؟
أقترح أن يتم النقاش هكذا بين أطراف الحكومة الآن , وأطراف المعارضة, الناس من عراقيين وغير عراقيين يريدون معرفة الأجوبة على أسئلة مثل هذه ....
إذا كانت الحكومة تظن كل شيء يمضي في الإتجاه الصحيح, ما جدوى الحوار معها إذن؟ وما هو تفسيرها للمصائب اليومية التي يعيشها العراقيون صباح مساء؟
والله تكاد تتمزق قلوبنا من الألم , وتتعب عيوننا من البكاء على منظر نساء عراقيات يركضن بعباءة أو بدونها , بعد كل تفجير , يلطمن وجوههن ويصرخن , ورجال يبكون وهم يحملون أطفالهم الميتين,
ومستشفيات مليئة بمناظر دم وقتلى وجرحى, وأقاربهم ينوحون ويبكون بجوارهم
أتساءل كلنا عمن عنده الرغبة الجادة الآن من المسؤولين العراقيين , سواء ممن في الحكومة أو المعارضة, من عنده الرغبة والبرنامج الناجح لإيقاف نزيف الدم العراقي اليومي ؟
ومتى سيتحمل رجال الحكومة العراقية الحالية , مسؤولية هذه الدماء البريئة التي تسيل بلا سبب ؟
العراق صار أرض الجحيم, الله لا يعطيه عافية كل من شارك بصناعة هذا الجحيم , أو غض النظر عنه , وغرق بتفاصيل سخيفة هامشية , لا تفيد العراقيين...
أرى أن المطلوب الأول على قائمة الحوار , ينبغي أن يكون : كيف نوقف نزف الدم العراقي اليومي ؟
وبعد هذا ,
فإن كل شيء ممكن أن يكون مطلبا قابلا للتأجيل......