Friday, November 18, 2005

 

الخميس 17 تشرين الثاني 2005

صباح الخير.....

الناس الذين يعيشون في دائرتنا الجغرافية, أقصد دائرة الدول العربية والإسلامية هنا في

العراق وسوريا والأردن ولبنان وفلسطين والسعودية ودول الخليج جوارها واليمن ومصر والسودان...

طبعا اخواننا في تونس والجزائر وليبيا وغيرها من دول اسلامية افريقية , هم مشمولون بالكلام, لكنني أظن سخونة الموقف عندنا اكثر , حيث هنا فلسطين والصراع المستمر مع اسرائيل , والعراق والقتال اليومي مع الاحتلال, وسوريا التي تقرع ضدها أميركا طبول الحصار والحرب , ونفس المعزوفات المألوفة...

يسمي الغرب هذه المنطقة الشرق الأوسط...

ونحن نسميها الوطن العربي...

في السابق كنا نظن أن ثمة اختلاف في التسميات , لكن الآن بدأنا نرى أنها سياسة مقصودة تماما في قول شرق أوسط, لأنهم يريدون إضافة اسرائيل لتصبح جزءا من عالمنا, فلا داعي لهوية مزعجة, عربية أو إسلامية, خذوا أخوكم الجديد وأدخلوه في العائلة, واجعلوه جزءا منها, خطية, هذا أخوكم صغير وبريء ويريد أن يكون عضوا من عائلة الشرق الأوسط, فلماذا انتم لؤماء ومتعجرفون؟

ههه

هكذا يبدو الخطاب الغربي لنا...

إسرائيل دولة حلوة حبابة ديمقراطية, بس إحنه وحوش متخلفين عنصريين, لا نريدها , ربما لأننا حسودين, نغار من ديمقراطيتها, ونغار لأن اميركا تحبها, ونتبلى عليها أنها دولة إرهابية ومارقة, ولا تحترم القوانين الدولية لحقوق الإنسان تجاه الفلسطينيين, و عندها أسلحة دمار شامل تهدد به جيرانها.. و تشن غارات يومية من قصف وقتل للفلسطينيين في مدنهم وقراهم, وعملت حملة إبادة للشعب الفلسطيني منذ 1948 حتى الآن.....

لماذا نرفض إقامة علاقات طبيعية معها؟

ألأننا مسلمون ؟

وديننا متشدد ومتوحش ويكره الآخر؟

نعم...

هذه صورتنا في الغرب...

حتى الذين يعيشون في منطقتنا , جزء منهم , أو ربما كثير منهم, لا يملك إجابة عما يحدث للإسلام والمسلمين, ولماذا حملة التشويه والتبغيض ضدهم في كل انحاء العالم؟

البعض منهم انقلب على نفسه, وصار يشتم الاسلام ويتملق للغرب...

لكنهم بؤساء فاشلون...سيكتشفون حماقتهم ذات يوم , إن اراد الله انقاذهم من جهلهم...

******************************************

حين أنهيت قراءة كتاب عالم صوفي , والذي فيه مختصر 3000 عام من فكر وثقافة اوروبا, فهمت كيف أنهم عامة, انحازوا للإنسان وحريته ورغباته ونظرته في تفسير الأمور, أكثر من إنحيازهم لله أو السيد المسيح ودينه وتعاليمه ونظرته للعالم...

ورأيت كيف تصدعت المسيحية , منذ بدايات عصر النهضة ( نهاية القرن الرابع عشر ) والعصور بعدها...

حين كنت في أميركا قبل عدة شهور, كنا نتكلم في المعهد , في إحدى المحاضرات عن الصراعات في المجتمعات, وعندما قدمت المجموعة الأمريكية نظرتها للصراع الحالي في المجتمع ( وهو جزء من المجتمعات الغربية الحالية )

ركزوا على نقطتي صراع ,بين المتشددين والمحافظين من جهة , وبين محبي الحرية من جهة أخرى, في هذه الفترة من تاريخ المجتمع الأمريكي :

المطالبة بحق النساء في الإجهاض

والمطالبة بحق الشاذين من نساء ورجال , بزواج قانوني يعترف به المجتمع والكنيسة

طبعا , اليوم زاد إدراكي لمعنى جملة الفيلسوف الدنماركي كيركيغارد حين قال ان الثقافة الغربية تتجه نحو الإفلاس....

طيب حصلتم في رحلة طويلة من النضالات على حقوق الإنسان , حق التعبير, حق العمل, حق المرأة, ثم حق الديانة أو الإلحاد , حق الزواج الشرعي أو لا, حق إنجاب أطفال شرعيين أو لا, ألم تسألوا أنفسكم يوما , الى أين يؤدي بنا هذا الطريق؟

الآن وصلتم الى قصة الإجهاض والشاذين , وغدا الى أين؟

كنت أسأل بعض النساء المشاركات في دورة المعهد حول السلام....

البعض منهن إعترف انه طريق سخيف وعبثي ويجر المجتمع الى مزيد من الضياع , والبعض يراها حقوق إنسان....

وأنا لا أدري , هل هؤلاء الناس يستحقون الحزن والرثاء الى ما وصلوا اليه , ام يحتاجون من يأتي ليشرح لهم من جديد ما معنى الحياة ؟

من خلقنا ؟

ما هي فلسفة وجودنا ؟

لماذا خلقنا رب العالمين , هل كان يلعب ويلهو أو يشعر بالملل أم عنده فكرة معينة من جدوى هذا الخلق؟

ربما بالنسبة لهم هم يعيشون حياتهم بالطريقة التي يرونها مناسبة, لكن ضمن هذا النسق المفتوح على كل الإحتمالات , أن تؤمن أو لا تؤمن , أن تتزوج أو تنجب اطفال بطريقة شرعية أو غير شرعية, لا يهم , كله سواء, ان تكون بوذيا أو مسيحيا أو يهوديا أو مسلما او بهائيا أو من عباد الشيطان , لا يهم , كله سواء...

طيب , ما هو الفاصل بين الخير والشر ؟

كيف يمكن تقييم أي موضوع في العالم , اذا كانت كل الأشياء سواء ؟

وما معنى دين معين مثل الإسلام , وسائل الإعلام الغربية تتخذه معظم الأحيان هدفا للضرب والتشويه والتحقير , ماذا سيفهم الناس عنه؟

إذا كانت الغالبية قد تخلت عن الدخول بتفاصيل المسيحية , وابتعدت عن تعاليم المسيح , وثمة إنكار ورفض للإنتماء بطريقة شرعية للدين المسيحي, الذي هو جيل آباء وأجداد الغربيين , فماذا سيكون موقفهم من دين غريب مثل الإسلام ؟

أتذكر نظرة في عيون رجل وإمرأة عجوزين , يجلسان على كرسيين متجاورين في مطار أمستردام, مضيت أمامهما أحمل حقيبتي , قبل شهور , وكنت ألبس حجابي, ولا أقدر أن أصف لكم نظرة الإستغراب المخلوطة بالفزع التي كانا يلقيانها على وجهي, .

كأنها يريان مخلوقا فضائيا مثيرا للرعب أمامهما....

كنت سأنفجر من الضحك على منظرهما....

هؤلاء البؤساء ضحايا الإعلام الغبي الذي هناك...

عى أية حال , لا ألومهم ...

الكثير من العرب والمسلمين أنفسهم, لا يدرون ما الذي يحدث للإسلام , وما هذه الضجة والعدوانية تجاهه......

البعض منهم يفقد ثقته بنفسه , ويفقد ثقته حتى بالاسلام , ويصدق أنه دين متخلف وعدواني, هذا البعض الجاهل للأسف , لم يكلف نفسه قراءة كتب الإسلام , أقصد القرآن, وأحاديث النبي, وسيرة حياته, بقلب نظيف وعقل بلا تشويه...

البعض يقرأ هذه الكتب وقلبه وعقله غاضب وحاقد على الإسلام...

وأنا أقول له : لا تتعب نفسك, فلن ترى سوى إنعكاس حقدك وغضبك..

لن تفهم شيئا , إن كانت روحك قد تشوهت , فستفهم كل شيء بطريقة مقلوبة..

والذي نفسه نظيفة, صافية , فيها الفطرة السليمة, سيفهم إن شاء الله, وسيشرح الله صدره بذلك الفهم.....

********************************

لفت نظري من تاريخ اوروبا مفكرين إثنين : هيغل وماركس, حيث نظرياتهم تتكلم عن فلسفة التاريخ وطريقة مساره, والثانية عن النظام الرأسمالي ومساره...

فكرة هيغل أن التاريخ يتطور بطريقة جدلية , فكرتين تتصارعان, ثم تضعف احدهما وتأتي ثالثة لتتصارع مع الفكرة القوية من السابقتين , ثم تتصارعان لتضعف احداهما وتأتي فكرة جديدة في الساحة وهكذا...

لو رجعنا للتاريخ الى الوراء, عند ظهور الاسلام مثلا , كانت الامبراطورية الفارسية تتصارع مع الرومانية, جاء الاسلام , تصادم مع الفارسية , وضعفت وذهبت, جاءت الرومانية وتصادمت مع الإسلام , ثم تلاشت, جاءت الصليبية وتصادمت مع الاسلام ثم عادت الى اوروبا حيث صدامات وصراعات ادت الى حروب عالمية اولى وثانية...

طيب , في بداية القرن العشرين كان هنالك الرأسمالية تتصادم مع الفاشية بقيادة هتلر وموسوليني, والشيوعية ما زالت فتية, ضعفت الفاشية وانهارت...

قويت الشيوعية وتصادمت مع الرأسمالية لسنوات طويلة,,

انهارت الشيوعية, بقيت الرأسمالية لوحدها تعيث فسادا وتستعرض عضلاتها...

من عدوها اليوم؟

هي شخصته من خلال كتب منظري الفلسفة الأمريكية الحديثة مثل هنتنغتون في كتابه تصادم الحضارات...

حيث قال أن العدو القادم هو الاسلام , ثم الصين

الإسلام كعقيدة سيواجه زحف الرأسمالية الى مقر وجوده ( ما يسمونه الشرق الأوسط الكبير ) من افغانستان شرقا الى المغرب غربا...

والصين كقوة اقتصادية تهدد الرأسمالية فيما لو زحفت لتهيمن على باقي دول العالم...

إذن , شئنا أم أبينا , فالإسلام دخل معادلة الصراع بطريقة ما, وهو الآن عدو الرأسمالية رقم واحد في هذه المرحلة , كما كانت الشيوعية هي عدو الرأسمالية في المرحلة السابقة...

لكن...

الرأسمالية الآن, لا تعيش حالة التألق الذي كانت عليه سابقا..

الرأسمالية تلفظ أنفاسها حسب مواصفات ماركس...

رغم كل ما شاب نظريته من ثغرات , فإنني أرى فيها الكثير من الحقيقة على أرض الواقع, من إستغلال أيدي عاملة رخيصة, ومن سياسات لا عقلانية في التعامل مع الأسواق ولا اعتدال فيها , ثمة عقلية شرهة تتحكم بالرأسمالية مثل دودة شرهة تأكل ولا تشبع...

ثم المضاربة والتنافس بلا رحمة, بتقنيات جديدة , حتى وصلت الى مرحلة استعمال مكائن بدل البشر كما في البنوك والمقاسم التلفونية وفي السيطرة الاوتوماتيكية على عمل المكائن في كثير من الصناعات, هذا التطور التكنولوجي أفرز الالاف من العاطلين عن العمل, والفقراء والمشردين...

هذه وجوه الرأسمالية القبيحة التي تعجل بنهايتها...

ثم المشكلة التي الآن في فرنسا هي نموذج لمشاكل الدول الرأسمالية حتى لو ادخلت اشتراكية في نظمها كما تدعي , وستظهر مثلها في دول اوروبية أخرى, هو هذه الجماعات المهاجرة التي جيء بها في وقت ما, لتشغيل المصانع بأرخص الأجور ....ثم الآن, تحولت الى أيد عاطلة عن العمل , وهي مصدر مشاكل للمجتمع , المشكلة الرئيسية هي ازمة اقتصادية, تحولت لتظهر بشكل أزمة اجتماعية ...كما قال ماركس, ستأخذ الأزمات الاجتماعية في الظهور, ستظهر طبقات فقيرة عاطلة عن العمل , وحتى الذين عندهم عمل, ستقل اجورهم وامتيازاتهم مع الوقت....

والحكومة الفرنسية تتخبط في تفسير الموضوع, مرة تقول مسلمين, ومرة تقول تعدد زوجات, الأرقام تقول ان 50 % فقط من اؤلئك المهاجرين هم مسلمون, طيب ماذا عن تبرير تجده الحكومة لتفسير المشكلة لغير المسلمين ؟

والإمبريالية هي أقصى حالات الرأسمالية ..كما يقول ماركس..

ها هي الرأسمالية تذهب للعراق لتهرب من أزماتها الإقتصادية وشركاتها تبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها...

ثمة إرتباط واضح بين الرأسمالية و وتقبلها لفكرة الاستعمار والامبريالية , طبعا, هذه الايديولوجيا تغذي تلك , وتبقيها على قيد الحياة...

إذن , الرأسمالية البائسة لم يتبق لها سوى غزو العراق واحتلال منابع النفط , لتعيش بضع سنوات أخرى...

والعراق وما حوله, هي دول اسلامية...

يعني الشرق الأوسط الكبير من افغانستان الى العراق وايران وسوريا وفلسطين الى مصر والسودان وتونس والمغرب , كله دول إسلامية ....

إذن, هل جاء استهداف الاسلام , أو التصادم معه, أو تبشيع صورته , مجرد صدفة؟؟

************************************************




<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives