Thursday, February 03, 2005

 
الخميس 3 شباط 2005
صباح الخير...
الجو مشمس وجميل اليوم في عمان, لكنه بارد..
الناس ما زالوا يتصارعون في الأفكار والآراء حول الإنتخابات في العراق, صح ام خطأ ؟
إنجاز عظيم ام سخيف؟
خطوة حقيقية نحو الأمام أم كذب وخداع؟
شرعية أم غير شرعية؟
وكل واحد يجلب أدلة تسانده...
مللت هذه السخافات التي لا تفيد ولا تحقق إنجازا مفيدا , ليس سوى الكلام ووجع الرأس.
أريد ان انجز شيئا مفيدا...شيئا على أرض الواقع.
شيئا لمساعدة العراقيين في السنوات المقبلة.
*************************************
الحياة هنا هادئة جدا..
أحاول الإستفادة من وجودي هنا لقراءة مزيد من الكتب, والبحث عن جامعة مناسبة للدراسة والحصول على الماستر في دراسات نسائية , تفيدني حين عودتي للعراق بمساعدة النساء العراقيات بطريقة أفضل...
من خلال الدراسة سأتعلم كيف نفكر ونصوغ برامج مناسبة لمجتمعنا, هذا الموضوع هو علم قائم بذاته, لا أظن التجربة الشخصية وحدها تكفي...
العلم مع التجربة تعطي نتائج أكثر إيجابية,إن شاء الله...
رسالتي الأولى في الحياة كانت عائلتي واولادي, والآن كبروا وتقريبا استقلوا عني...
أريد أن اعطي اولوية في حياتي القادمة لمساعدة النساء العراقيات, يكفيهن ما رأينه من عذاب ومعاناة وجهل وظلم, خصوصا اللواتي يعشن بعيدا عن العاصمة أو المدن المهمة.
أسأل الله ان يفتح أمامي الطريق لأمضي فيه وأبدأ فيه مشواري الجديد...
لا أريد أن أستورد أفكار الغرب لتطبيقها على العراقيات, لا, لكن من تلك الافكار والتجارب , نقدر ان نستوحي أفكارا تناسب ديننا ومجتمعنا, لا شك.
وأشعر بالألم لأنني أفارق بيتي وعائلتي ومدينتي وكل من احب هناك...لكن الهدف يستحق التضحية, هكذا أقول لنفسي لتخيف مشاعر الحزن, والخوف مما سيأتي. والصبروالإنتظار
***********************************
ربما لو لم تحدث الحرب على العراق, لبقيت أعيش حياتي كما هي...
مهندسة ومديرة في محل مبيعات أجهزة مياه منزلية وصناعية وتجارية , وفرع جديد عن المسابح وأجهزتها واكسسواراتها وتفاصيل كثيرة .
وربما كنت سأقرأ واتعلم المزيد عن مهنتي ومنتجات جديدة وشركات جديدة ومبيعات ومسؤوليات.
الحياة لا تتوقف , والتعلم والتطور هما عاملان مهمان جدا للنجاح.
لكن الحرب حصلت, وآلمني كل ماحدث للعراق والعراقيين, لا أقدر ان اعيش وكأن شيئا لم يتغير...
كان الكثير من الشر في العراق أيام صدام حسين , ولم يتمكن العراقيون رغم كل معاناتهم ومحاولاتهم , من إيقافه والقضاء عليه.
وأرى اليوم الشرور في العراق زادت, وانفتحت امامها كل الأبواب....ولابد من المشاركة لتقليل تأثير الشر علينا , وتقديم العون للناس, رغم مواجهة المخاطر...
طبعا امامي مستقبل زاهر في عملي لو بقيت فيه ..وكالات من شركات جديدة, ومزيد من العمل والنجاح والعلاقات الجديدة...لكني ما عدت أريد هذا الأفق...أراه أفقا محدودا لا يناسب طموحاتي...أريد مساعدة اكبر عدد ممكن من الناس, من خلال عمل لا تجارة ومصالح فيه...عمل اجتماعي بالدرجة الأولى, حتى السياسة لا أحبها , لأنها غير صريحة, وغير صادقة , ويختلط الحق مع الباطل فيها, والكذب أكثر من الصدق فيها.
لذلك كرهتها, ووجدتها لعبة غير نظيفة.
أبحث عن موقع نظيف, للتعامل مع الناس المحتاجين والمسحوقين الذين هم ضحايا ظلم الأقوياء, والذين لم تكن لهم فرص للعيش الكريم.أتمنى من خلال جمعيات إنسانية, أو برامج حكومية في المستقبل , ترعاهم, وتهتم بهم, أن أشارك في تقديم يد العون بما فيه الخير لهم.
وأكثر طبقة تستحق الإهتمام هي النساء واطفالهن .
لأنهن مسؤولات عن تربية أجيال قادمة...كيف أعطي هذه المسؤولية لمن لا يعرف ولا يملك العلم والتجربة والثقافة؟
ما نوع الجيل الذي سياتي من نساء جاهلات مظلومات؟
المرأة تستحق العناية الصحية والثقافية والإجتماعية, لتنعكس عليها إيجابيا, وعلى حياة ومستقبل أولادها وبناتها بلا شك.
******************************************
ومن يظن ان العناية بالنساء تعني تمردهن على العائلة والأزواج والمجتمع, فهو جاهل مخطيء
إن كان عندك شريك في الحياة, هل تفضله غبيا جاهلا صعب الفهم؟
أم يكون منفتحا ويشارك في قرارات العائلة المهمة؟
أعلم ان البعض يفضلها غبية....ههههه.
لكن على المدى البعيد يتعب ويندم ...لا بد من وجود شريك متفهم , الحياة تصبح اكثر جمالا مع شريك متفهم.
ولابد من تغيير عقلية التفرد بالسلطة والقرار في العائلة.
نعم, الرجل مكانته محفوظة ومحترمة في الأسرة, لكن مكانة المرأة هي التي تحتاج الى رفع وتحسين.
النساء بصورة عامة مظلومات في مجتمعاتنا, حتى التي تملك شهادة وتعمل...لا تضمن دائما زوجا منصفا متفهما.. قد يلجأ في كثير من الأحيان الى تصرفات أنانية ظالمة لأنه يعلم ان المفاهيم في المجتمع تسانده وتؤيده.
مفاهيم المجتمع تختلف عن الدين.
الدين الإسلامي أكثر إنصافا للمرأة من مفاهيم المجتمع المتخلفة.
كثير من الظلم ألحق بالنساء في عالمنا الإسلامي, والتهمة عادة على الدين, لكني لا أراه السبب الحقيقي.
نعم توجد في الدين نقاط معينة تتعلق بالمراة في الميراث, والشهادة امام القاضي, والحجاب, وقوامة الرجل عليها في الأسرة , وحقه في الزواج من اكثر من واحدة, لكن بشرط العدالة بينهم.
كم واحد يحترم شرط العدالة هذا؟؟
ومن سيقف في وجهه إن لم يعدل؟؟
القانون والمحاكم؟
لا تحب النساء عادة اللجوء للقضاء, لأنها تخجل ولأنها لا تريد تخريب العلاقة مع الزوج.
!لكن الظلم على المرأة صار عادة وإرثا....أعرف نساء مسلمات يردن لبس الحجاب, لكنهن يخفن من أزواجهن
وأعر ف صديقة لي تحجبت وهددها زوجها بالطلاق إن لم تترك الحجاب, وسألت الكثيرين ممن تعرفهم, فنصحوها برمي الحجاب والحفاظ على بيتها وعائلتهامن الدمار....ههههه.
من دمر الإسلام وأساء اليه اكثر من المسلمين انفسهم؟؟
طاعة الزوج واجبة, نعم, لكن حتى في الظلم؟؟
إن كان يريد شرب الخمر, واشتكت ضده , لن تجد أذنا صاغية تنصفها.
وإن كان يريد أن يفرض عليها أي شي, مثل ترك العمل, ترك زيارة امها وأبيها, ترك المشاركة الإجتماعية في الحياة
, فرض رأيه عليها في إنجاب مزيد من الأطفال, أو التوقف عن ذلك رغم انها ترغب في مزيد, رغبتها في طلب مزيد من العلم دون التأثير على حياة العائلة وتسبيب الضرر...من سيدافع عنها, ويساندها؟
ولو كانت عنده علاقات نسائية غير نظيفة, وعندها كل الأدلة ضده, من سيعاقبه ويوقفه عند حده؟؟
لو إشتكت المرأة من كل ذلك, من ينصفها ويصغي اليها؟؟
!الكل سينصحها بالصبر والتحمل , أو إنه على حق, فأطيعيه
من رسخ هذه القيم؟؟
ليس الدين, الدين بريء من الظلم...
وغالبية النساء مسالمات , ويخجلن من الحديث علنا عن هذه المعاناة التي تشوه وتؤذي ما بداخلهن من طموحات واحلام جميلة.
وبنفس الوقت, الإعلام يمتليء بنساء متبرجات, في المكياج, والملابس الخليعة, يحب الرجال ان ينظروا اليهن, ويشاهدوهن على القنوات الفضائية العربيةوهن يرقصن ويغنين...أو على صفحات المجلات.
لا توجد عدالة....
هذه الفئة الفالتة من قيم المجتمع, متمتعة بالحماية والشهرة.
والفئة المستورة التي تملك طموحات عاقلة هادئة, مظلومة, ولا أحد مستعد لسماعها , أو إنصافها.
عالم مريض بالفصام في الشخصية.
هذا الفصام ورثناه من قادة مزيفين يدعون حبهم للإسلام, وهم يدمرونه في ذات الوقت.
صدام حسين مثلا كان يقود حملة إيمانية لتعليم القرآن الكريم.وهو نفسه شن الحرب على إيران, وجعل المسلم يقاتل اخاه المسلم, من أجل ماذا؟
هممم, الم تكن مصالح الغرب في الموضوع.؟
ثم هجم على الكويت, وخرب بلدا مسلما وقتل وسجن رجالا مسلمين, واعتدى على نساء مسلمات؟ وزرع الحقد بين العراقيين والكويتيين لسنوات طويلة.
وقال انه سيحرر القدس, وكتب الله اكبر على العلم العراقي؟؟
همم, مهزلة.
طبعا الكثير من الحمقى صدقوه في داخل العراق وخارجه, وركضوا وراءه وقالوا هذا القائد المسلم العظيم.
وفي دول عربية اخرى, كانوا وما زالوا يعتدون على السجناء ويهددونهم بالإعتداء على نسائهم لإجبارهم على اعطاء إعترافات؟
ماذا تبقى من الإسلام؟
أظن ما يحدث لنا هو عقاب من رب العالمين , حتى نصحو من غفلتنا , ونصلح مسارنا المشوه.
ونكون اكثر صدقا في حياتنا, وتفكيرنا , وعلاقاتنا مع الله, ومع بعضنا البعض.
**************************************************************
هل تترك العلاقة بين الزوجين على الحظ؟
قد يكون مسالما لطيفا متفها, ستعيش المراة بسعادة في شراكته
وقد يكون شرسا ظالما بخيلا, فتعيش في جحيم؟
اليس المفروض من المجتمع ان يتطور ويجد حلولا لإنصاف النساء اللواتي هن نصف العائلة؟
اللواتي هن المشاركات في سعادة هذه العائلة؟
اللواتي هن يتحملن مسؤولية تربية الصغار وتعليمهم المباديء والقيم الجميلة في الحياة, بحكم بقائهن قرب الصغار فترة اطول, حتى لو كن يعملن, فهن يعطين العلاقة مع اطفالهن أولوية في الحياة ما بعدها أولوية؟
الرجل يعود متعبا عادة, يريد الراحة والطعام...
المراة تعود متعبة من عملها , لكنها لا تريد الراحة لنفسها, تريد الإطمئنان على بيتها واولادها, واعطائهم الحب والإهتمام والسؤال عنهم, ينسيها تعب اليوم كله .
أما الأمهات اللواتي لا يعملن, فقد حرمن من الحياة, وأقفلن الأبواب مع العالم الخارجي من أجل بند واحد هو العائلة وتربية الصغار.
روح التضحية ونكران الذات موجودة في قلوب النساء...وأراهن يستحقن الحب والرعاية اكثر من غيرهن.
***********************************************
أقرأ في كتاب صادر عن منظمة العفو الدولية
amnesty international
وهي منظمة عالمية تطوعية غير حكومية.
هذا الكتاب صادر عنها في عام 1995.
وهو يتكلم عن حقوق الإنسان بصورة عامة, وحقوق النساء بصورة خاصة.
الكتاب مؤلم, يحمل في طياته الظلم الذي يحدث للبشر من إخوتهم البشر , خلال الحروب, والنزاعات في كل انحاء العالم
والله تاريخ مخجل...
يقول الكتاب ان نسبة الضحايا المدنيين في الحرب العالمية الأولى كان فقط 5%, ثم في الحرب العالمية الثانية, ارتفع الرقم الى 50% , ثم في الحروب الأهلية منذ السبعينات والثمانينات والتسعينات
%ارتفع الرقم الى 80 .
والنساء والأطفال هم غالبية الضحايا, لأن غالبية الرجال يشاركون في الحروب والنزاعات .
هل هذا يعني ان سبب خراب العالم من كون الرجال هم العناصر الفاعلة غالبا في السياسة والصراعات وقرارات شن الحروب؟
طبعا توجد نسبة من رجال مسالمين على الكرة الأرضية, لكن, ماذا فعلوا لوقف حماقات غيرهم من الرجال؟
النساء والأطفال يتعرضون للمذابح العرقية أو الدينية أو الطائفية أو التهجير القسري من مدنهم وقراهم, ويتعرضون خلال هذه الظروف للضرب والإهانات وكافة أشكال الإعتداءات المخجلة للضمير الأنساني.
والله لو ذهبت للغابة, وقدرت أن اكلم الحيوانات بلغة يفهمونها, لخجلت أن أقص عليهم ما يفعله البشر ببعضهم البعض.
لا يفعل الحيوانات ببعضهم ما يفعله البشر ببعضهم.
والمفروض ان الإنسان هو سيد المخلوقات.وهو خليفة الله في الأرض.
أما بالنسبة لي فما عدت أراه هكذا....فقد ذهب عهد الأنبياء مثل موسى ومحمد وعيسى عليهم السلام ,والرجال المصلحين مثل غاندي ومارتن لوثر كنغ...
إستلم مراكز القوة والسلطة اليوم رجال من نوع آخر...
رجال يمتلكون مواهب مثل الكذب وقلب الحقائق وتزييف الحق, رجال تعمي قلوبهم الأطماع والمصالح والأنانية, ويضحكون على مغفلين يصدقونهم ويتبعونهم ويصفقون لهم.وهم يعيثون في الأرض فسادا....ويدعون انهم المصلحون.
وهؤلاء الرجال يملكون بأيديهم ليس فقط الأسلحة العسكرية, بل سلاح قوي عظيم , يسوق أفكارهم ويغسل عقول الناس أينما كانوا
الإعلام ووسائله المتنوعه
, الصحافة والمجلات , والتلفزيون, والراديو, وجزء كبير من الإنترنت., تستعمل لتسويق ثقافة الحقد والعنف والجهل
******************************************

إن كان سكان الأرض لا يرحم بعضهم بعضا, ولا يحبون الخير للآخرين من إخوتهم , وصدقوا بكل نداءات الحقد والعنف التي يطلقها جهلة وحاقدون على مواقع إعلامية مختلفة , وهم مختفون لا وجوه لهم, هم أدوات تسويق الحقد والدمار في الأرض, مثل الزرقاوي وبن لادن , ومن يستجيب لهما , ومن يجر العالم خلفه للرد على الزرقاوي وبن لادن بحماقات وأحقاد أخرى
صرنا ضحايا العنف والحقد....
وصار علينا ان نختار : إما....أو.
إختاروا أن تكونوا , إما مع هذا الأحمق أو ذاك
وكلاهما يجر العالم الى الهاوية.
أين الرجال العقلاء؟
أين القادة الذين يملكون الحكمة والهدوء في تناول قضايا الناس العامة؟
أين الشعور بالمسؤولية من إراقة الدماء على كوكب الأرض؟
**************************************
العالم بحاجة لقادة مثل غاندي ومارتن لوثر كنغ.....مرة اخرى.
لتسويق ثقافة اللاعنف
والناس في جهل يغرقون ...يسمعون ويصدقون وتغسل أدمغتهم
وأحيانا كثيرة ينقسمون بين مؤيد ومعارض.
لكن المعادلة كلها تجري في صالح فئة شريرة صغيرة تتحكم بمصير العالم وشعوبه.وتقودهم كالخراف الى المذبحة وهم لا يشعرون....
يتقاتلون ويتناقشون في الطريق الى المذبحة : أنا على حق , وأنت مخطيء

حمقى......مجرد حمقى.
متى سيتوقفون وينتبهون, ويفتحون عيونهم , ويدركون الى أي مصير هم ذاهبون؟
أقصد هل سيتوقفون ويسألون ا لراعي قبل فوات الأوان؟؟
ما الذي تفعله؟ والى أين تقودنا؟
ههه.
أتمنى أن يحدث ذلك يوما ما....
ويتم إنقاذ ما تبقى من هذه البشرية التعيسة على كوكب الأرض
قبل فوات الأوان.
*************************





<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives