Wednesday, January 05, 2005
الاربعاء 5 كانون الثاني 2005
صباح الخير…
ما زلت في عمان…الجو بارد وممطر..لكنه جميل.
الأحوال في بغداد ما زالت غير مستقرة وغير مشجعة.
لا أعرف هل أعود أم أظل هنا؟
ما جدوى العودة مع سوء الحالة الأمنية وعدم القدرة على مساعدة الناس؟
نخاف التحرك عن طريق الجمعية أو غيرها حتى لا نصبح وجوها معروفة واهدافا سهلة للمجرمين.
وما جدوى البقاء هنا؟
هل سأرسل مساعدات وتبرعات للعراقيين المنكوبين , كما تفعل دول العالم لمساعدة ضحايا التسو نامي.
كارثة العراقيين لا تحلها أغذية وادوية وبطانيات وخيم ومساعدات…
كارثة العراق أدهى وأشد مرارة.
وطن ممزق , فمن ذا الذي سيعيده للحياة مرة أخرى, ويجمع شمل العوائل التي تمزقت وانتشرت في بقاع الأرض؟
عائلتنا الصغيرة هي خير مثال…
ماجد الى كندا…لو كان العراق آمنا, ما تركته يرحل…
ورائد في عمان, أنهى الماستر في الهندسة المعمارية هذا الشهر…لو كان العراق آمنا لعاد اليه وقدم المساعدة.
أنا في عمان…لو كان العراق آمنا ما خرجت…
خالد يدرس في بغداد…سيغادرها فور انتهاء عامه الدراسي في الصيف , إن شاء الله.
عزام سيقى مترددا بين عمان وبغداد لمتابعة العمل والبيت هناك.
قلبي يملؤه الالم وأنا اتذكر بيتنا الجميل…وعملي, واقاربي وصديقاتي وجيراني…ونخلات العراق , ودجلة والفرات,
والمآذن والجوامع…ووجوه العراقيين المتعبة, كأننا جميعا قد سأمنا الحياة.
ويا لها من حياة…قتل وخراب ودمار يومي….وانتطار….
إنتظار لضوء يلوح في الافق….
وما من ضوء حقيقي بعد.
كلام فارغ ووعود كاذبة.
والوضع مرشح للتوتر بعد الانتخابات , من سينتخب ومن سيفوز ومن سيبقى على قيد الحياة؟
كلها اسئلة متعبة لا جواب واضح في الافق.
*********************************************
أتساءل دائما : من يصوغ سيناريو الحروب؟
أعني من ذا الذي يضع لكل حرب في العالم سمات معينة؟
الحرب اللبنانية كانت قتال بين مسلمين ومسيحيين,من جهة, وفلسطينيين ولبنانيين من جهة أخرى.
وحرب البوسنة قتال بين مسلمين ومسيحيين.
وحرب رواندا قتال بين قبائل متناحرة لا أظن الدين كان عاملا واضحا
ريما الأعراق كانت مختلفة.
والآن الحرب في العراق لم تنجح محاولات تاجيج القتال بين عرب او اكراد أو مسلمين ومسيحيين,
وثمة محاولات مستمرة لتأجيج القتال بين سنة وشيعة.
ثمة أصابع وعقول خبيثة تعمل وترسم وتخطط لكل هذا.
في كل نزاع يحدث في العالم تبحث عن عوامل موجودة لتستغلها في اشعال نار الفتن بين الناس, ليصبحوا اعداء بعضهم.
قد يكون الدين أو العرق أو المذهب من نفس الدين.
لا تقولوا انه شيء عفوي…..لا أصدق.
حسنا أريد أن أنظر للخارطة العراقية حاليا وأفكر بهدوء : الذين يهاجمون قوات الإحتلال ممكن يكونوا من جماعة صدام.
والذين يقاتلون ويغتالون الشرطة والحرس الوطني ممكن مثل السابقين.
والذين يقتلون رجال الحكومة الجدد, ممكن من نفس الفئة السايقة.
لكن من الذي فتح صفحة تقسيم العراقيين الى سنة وشيعة. , ومناطق جغرافية واضحة ويتم التعامل مع كل منطقة بتكتيك مختلف؟
ومن ذا الذي يستهدف العلماء والمثقفين والتجار وكل الأسماء اللامعة المعروفة في المجتمع من أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم؟
إما يغتالوهم أو يخطفوهم ويعذبوهم ثم يطلقون سراحهم ليهربوا الى خارج العراق بلا عودة.
من يرسم هذه الخطة؟وما غايته منها؟
هل الغاية إفراغ العراق من رجاله ونسائه الذين ممكن أن يكونوا نواة قيادة وطنية جديدة للعراق؟
وإخلاء الساحة من كل مثقف واعي ممكن أن يرفع يده معترضا على ما يحدث؟
ولمصلحة من تصب هذه الخطط؟
في النتيجة أراها تصب في مصلحة خراب العراق ودماره….
فيبقى فقط الضعفاء المغلوبين على امرهم..ينظرون ويهمسون فقط.
بئس مستقبل هذا الذي ينتظر العراق إذن .
*********************************************************
أنظر الى موقع تكاليف الحرب على العراق…
العداد يلهث وهويسجل ويقلب الأرقام…
وصل الرقم الآن امامي الى 148469106000دولار
انظر الى العداد وتتغوش الرؤيا من سرعته؟
يعني قبل 148 يوجد 9 مراتب من الأرقام.يعني 148 ألف مليون دولار لحد الآن؟
هذه الأموال الطائلة لو صرفت لخير البشرية لكانت الأرض كوكبا اكثر سعادة مما هي عليه الآن.
لو كنت قائدا لدولة صغيرة على الأرض, لأعطيت الأولوية لتطوير التعليم وتشجيع العلم, وتطوير الرعاية
الصحية للمواطنين, وتهيئة الحياة الكريمة لهم ولعوائلهم واطفالهم.
ولو كنت قائد دولة كبيرة, لمددت يد العون للدول الفقيرة والصغيرة من اجل تحسين حياة شعوبهم.
ولما جعلت لغة الحوار هي لغة عنف وغضب وتحديات وتهديدات.
ان كنت كبيرا , كن قدوة للصغار…كن قدوة صالحة.
إعمل الخير واجمع البشر على المحبة والإنسجام…قرب بينهم ولا تفرقهم.
اجعل هذا الكوكب آمنا مستقرا سعيدا…
بدل شن الحروب واستهلاك الثروات والأموال لقتل بشر وتحقيق انتصارات تافهة ترضى فئة جشعة تافهة
من الديناصورات العجوزة التي لا تشبع, والتي أفسدت كوكب الأرض وجعلته أسوأ مكان يستحق العيش .
لو كان ثمة طريق لهروب البشر الى كواكب أخرى…ما ترددوا…الى كواكب اكثر سلاما وامانا وعدالة.
***************************************
عزيزي..
ما معنى العالم المتحضر؟؟
هل معناه ان أمتلك طائرة وصاروخ ودبابة ومدفع وكومبيوتر؟
حسنا ليكن كل هذا …
لكن أين الأخلاق؟؟
إن نحن امتلكنا كل هذا بلا أخلاق, بلا رحمة, بلا صدق او محاسبة للذات, ما جدوى كل ما اخترعه الإنسان؟
إن اتفق العالم ان ضحايا امواج التوسنامي يستحقون المساعدة فمعنى هذا ان ثمة مقاييس عالمية للأخلاق
نتفق عليها جميعنا, من كل الأديان والأجناس والأعراق.
فلماذا نخاف الوقوف بوجه الذين يشنون الحروب ويقتلون ويخربون؟
اليس ثمة نفاق وخوف من قول كلمة الحق في هذا العالم؟
نعم…
العالم بحاجة الى قادة جدد…
قادة يرسخون السلام والطمانينة على الكرة الأرضية…
قادة يشعرون بالمسؤولية تجاه هذه الأموال الطائلة التي تستنزف في زمن شحت فيه الموارد…
في زمن ركود اقتصادي وبطالة وجوع يجتاح دول العالم بلا إستثناء.
والسنين القادمة تهدد البشر بمزيد من الاخطار..
من سيقف ويوقف الحمقى عند حدهم؟؟
من سيقف لينقذ هذا العالم من مزيد من الدمار؟
من سيوقف كل هذاالجنون وهذه الحماقات؟
من سيقف ويطلق الكلمة الأولى؟
الصرخة الأولى؟
الطلقة الأولى؟
من أجل تغيير مسار البشر نحو الهاوية.
لا بد من حملة عالمية ومسؤولية عالمية لتحقيق السلام والهدوء على الأرض.
متى؟
ومن سيقوم بها؟؟
قلبي ينتظر هذا كل يوم….
********************************************
صباح الخير…
ما زلت في عمان…الجو بارد وممطر..لكنه جميل.
الأحوال في بغداد ما زالت غير مستقرة وغير مشجعة.
لا أعرف هل أعود أم أظل هنا؟
ما جدوى العودة مع سوء الحالة الأمنية وعدم القدرة على مساعدة الناس؟
نخاف التحرك عن طريق الجمعية أو غيرها حتى لا نصبح وجوها معروفة واهدافا سهلة للمجرمين.
وما جدوى البقاء هنا؟
هل سأرسل مساعدات وتبرعات للعراقيين المنكوبين , كما تفعل دول العالم لمساعدة ضحايا التسو نامي.
كارثة العراقيين لا تحلها أغذية وادوية وبطانيات وخيم ومساعدات…
كارثة العراق أدهى وأشد مرارة.
وطن ممزق , فمن ذا الذي سيعيده للحياة مرة أخرى, ويجمع شمل العوائل التي تمزقت وانتشرت في بقاع الأرض؟
عائلتنا الصغيرة هي خير مثال…
ماجد الى كندا…لو كان العراق آمنا, ما تركته يرحل…
ورائد في عمان, أنهى الماستر في الهندسة المعمارية هذا الشهر…لو كان العراق آمنا لعاد اليه وقدم المساعدة.
أنا في عمان…لو كان العراق آمنا ما خرجت…
خالد يدرس في بغداد…سيغادرها فور انتهاء عامه الدراسي في الصيف , إن شاء الله.
عزام سيقى مترددا بين عمان وبغداد لمتابعة العمل والبيت هناك.
قلبي يملؤه الالم وأنا اتذكر بيتنا الجميل…وعملي, واقاربي وصديقاتي وجيراني…ونخلات العراق , ودجلة والفرات,
والمآذن والجوامع…ووجوه العراقيين المتعبة, كأننا جميعا قد سأمنا الحياة.
ويا لها من حياة…قتل وخراب ودمار يومي….وانتطار….
إنتظار لضوء يلوح في الافق….
وما من ضوء حقيقي بعد.
كلام فارغ ووعود كاذبة.
والوضع مرشح للتوتر بعد الانتخابات , من سينتخب ومن سيفوز ومن سيبقى على قيد الحياة؟
كلها اسئلة متعبة لا جواب واضح في الافق.
*********************************************
أتساءل دائما : من يصوغ سيناريو الحروب؟
أعني من ذا الذي يضع لكل حرب في العالم سمات معينة؟
الحرب اللبنانية كانت قتال بين مسلمين ومسيحيين,من جهة, وفلسطينيين ولبنانيين من جهة أخرى.
وحرب البوسنة قتال بين مسلمين ومسيحيين.
وحرب رواندا قتال بين قبائل متناحرة لا أظن الدين كان عاملا واضحا
ريما الأعراق كانت مختلفة.
والآن الحرب في العراق لم تنجح محاولات تاجيج القتال بين عرب او اكراد أو مسلمين ومسيحيين,
وثمة محاولات مستمرة لتأجيج القتال بين سنة وشيعة.
ثمة أصابع وعقول خبيثة تعمل وترسم وتخطط لكل هذا.
في كل نزاع يحدث في العالم تبحث عن عوامل موجودة لتستغلها في اشعال نار الفتن بين الناس, ليصبحوا اعداء بعضهم.
قد يكون الدين أو العرق أو المذهب من نفس الدين.
لا تقولوا انه شيء عفوي…..لا أصدق.
حسنا أريد أن أنظر للخارطة العراقية حاليا وأفكر بهدوء : الذين يهاجمون قوات الإحتلال ممكن يكونوا من جماعة صدام.
والذين يقاتلون ويغتالون الشرطة والحرس الوطني ممكن مثل السابقين.
والذين يقتلون رجال الحكومة الجدد, ممكن من نفس الفئة السايقة.
لكن من الذي فتح صفحة تقسيم العراقيين الى سنة وشيعة. , ومناطق جغرافية واضحة ويتم التعامل مع كل منطقة بتكتيك مختلف؟
ومن ذا الذي يستهدف العلماء والمثقفين والتجار وكل الأسماء اللامعة المعروفة في المجتمع من أطباء ومهندسين وصيادلة وغيرهم؟
إما يغتالوهم أو يخطفوهم ويعذبوهم ثم يطلقون سراحهم ليهربوا الى خارج العراق بلا عودة.
من يرسم هذه الخطة؟وما غايته منها؟
هل الغاية إفراغ العراق من رجاله ونسائه الذين ممكن أن يكونوا نواة قيادة وطنية جديدة للعراق؟
وإخلاء الساحة من كل مثقف واعي ممكن أن يرفع يده معترضا على ما يحدث؟
ولمصلحة من تصب هذه الخطط؟
في النتيجة أراها تصب في مصلحة خراب العراق ودماره….
فيبقى فقط الضعفاء المغلوبين على امرهم..ينظرون ويهمسون فقط.
بئس مستقبل هذا الذي ينتظر العراق إذن .
*********************************************************
أنظر الى موقع تكاليف الحرب على العراق…
العداد يلهث وهويسجل ويقلب الأرقام…
وصل الرقم الآن امامي الى 148469106000دولار
انظر الى العداد وتتغوش الرؤيا من سرعته؟
يعني قبل 148 يوجد 9 مراتب من الأرقام.يعني 148 ألف مليون دولار لحد الآن؟
هذه الأموال الطائلة لو صرفت لخير البشرية لكانت الأرض كوكبا اكثر سعادة مما هي عليه الآن.
لو كنت قائدا لدولة صغيرة على الأرض, لأعطيت الأولوية لتطوير التعليم وتشجيع العلم, وتطوير الرعاية
الصحية للمواطنين, وتهيئة الحياة الكريمة لهم ولعوائلهم واطفالهم.
ولو كنت قائد دولة كبيرة, لمددت يد العون للدول الفقيرة والصغيرة من اجل تحسين حياة شعوبهم.
ولما جعلت لغة الحوار هي لغة عنف وغضب وتحديات وتهديدات.
ان كنت كبيرا , كن قدوة للصغار…كن قدوة صالحة.
إعمل الخير واجمع البشر على المحبة والإنسجام…قرب بينهم ولا تفرقهم.
اجعل هذا الكوكب آمنا مستقرا سعيدا…
بدل شن الحروب واستهلاك الثروات والأموال لقتل بشر وتحقيق انتصارات تافهة ترضى فئة جشعة تافهة
من الديناصورات العجوزة التي لا تشبع, والتي أفسدت كوكب الأرض وجعلته أسوأ مكان يستحق العيش .
لو كان ثمة طريق لهروب البشر الى كواكب أخرى…ما ترددوا…الى كواكب اكثر سلاما وامانا وعدالة.
***************************************
عزيزي..
ما معنى العالم المتحضر؟؟
هل معناه ان أمتلك طائرة وصاروخ ودبابة ومدفع وكومبيوتر؟
حسنا ليكن كل هذا …
لكن أين الأخلاق؟؟
إن نحن امتلكنا كل هذا بلا أخلاق, بلا رحمة, بلا صدق او محاسبة للذات, ما جدوى كل ما اخترعه الإنسان؟
إن اتفق العالم ان ضحايا امواج التوسنامي يستحقون المساعدة فمعنى هذا ان ثمة مقاييس عالمية للأخلاق
نتفق عليها جميعنا, من كل الأديان والأجناس والأعراق.
فلماذا نخاف الوقوف بوجه الذين يشنون الحروب ويقتلون ويخربون؟
اليس ثمة نفاق وخوف من قول كلمة الحق في هذا العالم؟
نعم…
العالم بحاجة الى قادة جدد…
قادة يرسخون السلام والطمانينة على الكرة الأرضية…
قادة يشعرون بالمسؤولية تجاه هذه الأموال الطائلة التي تستنزف في زمن شحت فيه الموارد…
في زمن ركود اقتصادي وبطالة وجوع يجتاح دول العالم بلا إستثناء.
والسنين القادمة تهدد البشر بمزيد من الاخطار..
من سيقف ويوقف الحمقى عند حدهم؟؟
من سيقف لينقذ هذا العالم من مزيد من الدمار؟
من سيوقف كل هذاالجنون وهذه الحماقات؟
من سيقف ويطلق الكلمة الأولى؟
الصرخة الأولى؟
الطلقة الأولى؟
من أجل تغيير مسار البشر نحو الهاوية.
لا بد من حملة عالمية ومسؤولية عالمية لتحقيق السلام والهدوء على الأرض.
متى؟
ومن سيقوم بها؟؟
قلبي ينتظر هذا كل يوم….
********************************************