Thursday, January 13, 2005
الخميس 13 كانون الثاني 2005
صباح الخير.....
موعد إجراء الإنتخابات العراقية يقترب...باقي حوالي اسبوعين.
عمان تمتليء بالصحفيين والمراسلين الذاهبين الى بغداد,رغم خطورة الظروف,لتغطية الحدث.
لهم مني تحية وتقدير...أصحاب مهنة المتاعب والمخاطر...والبحث عن الحقيقة.
أكاد ارى الموضوع يهم الغرب بشدة, لأنه نقطة تحدي حاسمة, الحرب شنت بإسم الحرية والديمقراطية للعراق.
والان , المفروض أن الإنتخابات هي الحلقة شبه الأخيرة من مراحل الحرب.
حسنا..أليس المفروض أن تتم هذه العملية الديمقراطية بهدوء وعقلانية؟
أليس المفروض من تواجد قوات الإحتلال هو توفير الأجواء المناسبة لتنفيذ العملية الديمقراطية والإنتخابات؟
الذي يحدث يا حبيبي أنهم أفسدوا كل الأوضاع, وخلطوا كل الأوراق, وأستفزوا المتطرفين من كل الجهات ليعلنوا الحرب على الإنتخابات ومن سيشارك فيها من مرشحين ومراكز إقتراع وناخبين.
هذه حكمة؟؟
ههه, هذه أساليب حكيمة حديثة في حل مشاكل الشعوب, نتعرف عليها في ساحة العراق.
كيف تم تناول موضوع الطوائف المختلفة والمذاهب والأعراق؟
بين أكراد وعرب و تركمان وغيرهم من أعراق, ثم من مسلمين وغير مسلمين, ثم من سنة وشيعة.
الشعار هو تحقيق العدالة للجميع في الحكومة القادمة, حسنا, لكنه من الواضح انها كلمة حق يراد بها باطل.
يعني يراد بها التفريق وليس التجميع والعدالة, يراد بها بث روح التفرقة والعداء بين كل الأطراف, هذا هو الحال في الساحة العراقية اليوم.
بغباء أو بقصد, هذا ما حصل.....
****************************************
المناطق الكردية آمنة , ونادرا ما تحدث فيها تفجبرات, ولا ترى فيها قوات إحتلال , كأنهم يعيشون في عراق آخر غير الذي شهدته مناطق السنة والشيعة.
لماذا؟
لأن الأكراد موقفهم واضح ومرتب منذ انفصالهم عن الحكومة المركزية في بغداد بعد حرب الكويت والعراق.
زعماء الأكراد يعيشون حالة تفاهم وإنسجام مع أميركا منذ ذلك الوقت, فتمت مكافأتهم على ذلك بالأمان والإستقرار الذي يتمتعون به منذ سقوط النظام في نيسان 2003.
أما الشيعة فقد حدثت مواجهات مع الصدر ومحاولة لتحجيمه, وتوجد تيارات اخرى مثل جماعة الحكيم, من المعارضة التي دخلت العراق بحماية اميركا,هؤلاء تحاول قوات الإحتلال إعطاءهم فرصة اكبر للنجاح في الإنتخابات , لأن مواقفهم مضمونة سلفا.
ترتيب الساحة الشيعية, ومساندة بعض الجهات, وتحجيم جهات اخرى, ثم إصرار على إجراء االإنتخابات دون تأجيل.
وطبعا السنة واجهوا أشد انواع القسوة والتحجيم ( أنا شيعية, لا تظنوني صدامية او سنية متطرفة), المهم, هذه هي سياسة فرق تسد, نراها بأعيننا في العراق.
السنة يطالبون بجدولة إنسحاب قوات الإحتلال من العراق, وتيار الصدر يوافقهم, ولست عضوة في تنظيم هذا أو ذاك, لكني احب الحق, واحب العراق والعراقيين, وأريد لهم السلام والأمان , وهذان لن يتحققا إن كان هنالك ثمة ظلم وتمييز أو تجاهل لمطالب وطنية مشروعة.
ما يضير أميركا ان تعلن جدول إنسحاب لقواتها؟
أظنه مطلب سيفرح الشعب الأمريكي قبل العراقي, سيعود أبناؤهم وبناتهم الى أرض الوطن ويتخلصون من كابوس اسمه الحرب على العراق.
والعراقيون سيفرحون, سيرون نورا في الأفق, سيرون الإستقلال من قوات أجنبية, وهذا سيضمن عودة الهدوء والامان , حيث سيقضي على مبرر وجود الإرهاب في العراق والمتطرفين الذين تسللوا اليه.
أليس هذا كلام عقلاني منطقي؟؟
أم انني ساذجة, حالمة؟؟
*******************************************
أين هو المنطق الصحيح إذن؟؟
أن يبقى العراق نارا مشتعلة؟
أن تكبر وتتراكم الخلافات بين العراقيين؟
أن يتهم السنة الشيعة بأنهم متواطئين مع الإحتلال ويريدون فقط حكومة بغالبية شيعية؟
ويظن الشيعة أن السنة مجرد انانيين تعودوا المناصب المهمة لهم , والآن يحرقون الأوراق كلها ,ويدفعون العراق نحو الهاوية؟
لماذا لا نفتح باب الحوار ونستمع, ربما ثمة نقاط نلتقي عليها, سنة وشيعة؟
لا اظن ان الأبواب مسدودة,لا بد من ثمة باب وحوار وجسور لتقريب وجهات النظر...حتى لو اضطررنا لتأجيل موعد الإنتخابات شهرين أو ثلاثة, وهذا سيتم بعد الحصول على تعهد من السنة بوقف أعمال العنف .
لكن انظروا معي...
أميركا لا تريد ثمة حوار وجسور بين العراقيين السنة والشيعة.
وتريد إنجاز الإنتخابات بأي ثمن, لتثبيت الواقع الجديد.
لكن هذا العناد لن يجلب السلام والأمان للعراق....
سيبقى العراق ساحة قتال وخراب ودمار ومتطرفين إن لم تفتح أبواب الحوار.
********************************************************
مصير العراق بيد اميركا وليس بيد العراقيين.
وهذه هي الكارثة بعينها...
هذا هو معنى بلد محتل...
القرار السياسي يأتي من الخارج, وحسب مصالح من في الخارج.
وليس حسب مصالح من في الداخل...
والعنف والقتال والفوضى , لن يتوقفا قبل حدوث مصالحة وطنية وحوار.
هنا نريد ان تكون ثمة ديمقراطية حقيقية في العراق.
الديمقراطية يعني الحق لكل الأطراف ان تتكلم وتشارك...
الديمقراطية هي العلاج ضد العنف والتطرف.
والعناد هو الباب الذي يدخل منه الإرهاب والتطرف.
أدعو الله أن يبعد الفتن عن العراق والعراقيين, ويوحد صفوفهم, ويجمع كلمتهم, ليحققوا ما فيه الخير للوطن والناس.
آمين......
قلبي مع العراق كل يوم...وكل ساعة...وكل لحظة.
أريد أن أعود وحال البلاد في أمان.
أريد أن أعود لأساعد وأشارك في صناعة عراق جديد...وحياة جديدة, أكثر جمالا وأمانا.
متى؟؟؟
لا أدري...
مستقبلنا وأمانينا معلقة مجمدة, تتنظر القرار من رجال يعيشون بعيدا...
لهم هوية مختلفة, وثقافة مختلفة, ودين مختلف, ورؤيا مختلفة , ونوايا مختلفة....
هؤلاء هم الذين يريدون تقرير مصير ومستقبل العراق, قبل شعبه الذي يسكن فيه ؟؟
أليس هذا هو الظلم بعينه؟؟
أليس هذا هو سبب الحزن و المرارة في قلوبنا ؟؟
من سيقول لأميركا ارفعي يديك عن العراق, دعي الناس يتفقوا ويصيغوا حياتهم بطريقة مناسبة.
وجودك هناك يعني تفرقة وأحقاد وعنف لا ينتهي....
من سيقول لها؟؟
من سيجعلها تخرج من العراق, ومستنقع العراق؟؟
متى سيعرف العالم حقيقة ما يجري في العراق؟؟
ومتى سيتدخل العالم لمساعدة شعب العراق , وإخراجه من وسط رمال متحركة يغوص فيها الجميع بلا إستثناء ؟؟
لا ادري.....
الصورة قاتمة .......
وليس لي سوى الدعاء والإنتظار.....
******************************
صباح الخير.....
موعد إجراء الإنتخابات العراقية يقترب...باقي حوالي اسبوعين.
عمان تمتليء بالصحفيين والمراسلين الذاهبين الى بغداد,رغم خطورة الظروف,لتغطية الحدث.
لهم مني تحية وتقدير...أصحاب مهنة المتاعب والمخاطر...والبحث عن الحقيقة.
أكاد ارى الموضوع يهم الغرب بشدة, لأنه نقطة تحدي حاسمة, الحرب شنت بإسم الحرية والديمقراطية للعراق.
والان , المفروض أن الإنتخابات هي الحلقة شبه الأخيرة من مراحل الحرب.
حسنا..أليس المفروض أن تتم هذه العملية الديمقراطية بهدوء وعقلانية؟
أليس المفروض من تواجد قوات الإحتلال هو توفير الأجواء المناسبة لتنفيذ العملية الديمقراطية والإنتخابات؟
الذي يحدث يا حبيبي أنهم أفسدوا كل الأوضاع, وخلطوا كل الأوراق, وأستفزوا المتطرفين من كل الجهات ليعلنوا الحرب على الإنتخابات ومن سيشارك فيها من مرشحين ومراكز إقتراع وناخبين.
هذه حكمة؟؟
ههه, هذه أساليب حكيمة حديثة في حل مشاكل الشعوب, نتعرف عليها في ساحة العراق.
كيف تم تناول موضوع الطوائف المختلفة والمذاهب والأعراق؟
بين أكراد وعرب و تركمان وغيرهم من أعراق, ثم من مسلمين وغير مسلمين, ثم من سنة وشيعة.
الشعار هو تحقيق العدالة للجميع في الحكومة القادمة, حسنا, لكنه من الواضح انها كلمة حق يراد بها باطل.
يعني يراد بها التفريق وليس التجميع والعدالة, يراد بها بث روح التفرقة والعداء بين كل الأطراف, هذا هو الحال في الساحة العراقية اليوم.
بغباء أو بقصد, هذا ما حصل.....
****************************************
المناطق الكردية آمنة , ونادرا ما تحدث فيها تفجبرات, ولا ترى فيها قوات إحتلال , كأنهم يعيشون في عراق آخر غير الذي شهدته مناطق السنة والشيعة.
لماذا؟
لأن الأكراد موقفهم واضح ومرتب منذ انفصالهم عن الحكومة المركزية في بغداد بعد حرب الكويت والعراق.
زعماء الأكراد يعيشون حالة تفاهم وإنسجام مع أميركا منذ ذلك الوقت, فتمت مكافأتهم على ذلك بالأمان والإستقرار الذي يتمتعون به منذ سقوط النظام في نيسان 2003.
أما الشيعة فقد حدثت مواجهات مع الصدر ومحاولة لتحجيمه, وتوجد تيارات اخرى مثل جماعة الحكيم, من المعارضة التي دخلت العراق بحماية اميركا,هؤلاء تحاول قوات الإحتلال إعطاءهم فرصة اكبر للنجاح في الإنتخابات , لأن مواقفهم مضمونة سلفا.
ترتيب الساحة الشيعية, ومساندة بعض الجهات, وتحجيم جهات اخرى, ثم إصرار على إجراء االإنتخابات دون تأجيل.
وطبعا السنة واجهوا أشد انواع القسوة والتحجيم ( أنا شيعية, لا تظنوني صدامية او سنية متطرفة), المهم, هذه هي سياسة فرق تسد, نراها بأعيننا في العراق.
السنة يطالبون بجدولة إنسحاب قوات الإحتلال من العراق, وتيار الصدر يوافقهم, ولست عضوة في تنظيم هذا أو ذاك, لكني احب الحق, واحب العراق والعراقيين, وأريد لهم السلام والأمان , وهذان لن يتحققا إن كان هنالك ثمة ظلم وتمييز أو تجاهل لمطالب وطنية مشروعة.
ما يضير أميركا ان تعلن جدول إنسحاب لقواتها؟
أظنه مطلب سيفرح الشعب الأمريكي قبل العراقي, سيعود أبناؤهم وبناتهم الى أرض الوطن ويتخلصون من كابوس اسمه الحرب على العراق.
والعراقيون سيفرحون, سيرون نورا في الأفق, سيرون الإستقلال من قوات أجنبية, وهذا سيضمن عودة الهدوء والامان , حيث سيقضي على مبرر وجود الإرهاب في العراق والمتطرفين الذين تسللوا اليه.
أليس هذا كلام عقلاني منطقي؟؟
أم انني ساذجة, حالمة؟؟
*******************************************
أين هو المنطق الصحيح إذن؟؟
أن يبقى العراق نارا مشتعلة؟
أن تكبر وتتراكم الخلافات بين العراقيين؟
أن يتهم السنة الشيعة بأنهم متواطئين مع الإحتلال ويريدون فقط حكومة بغالبية شيعية؟
ويظن الشيعة أن السنة مجرد انانيين تعودوا المناصب المهمة لهم , والآن يحرقون الأوراق كلها ,ويدفعون العراق نحو الهاوية؟
لماذا لا نفتح باب الحوار ونستمع, ربما ثمة نقاط نلتقي عليها, سنة وشيعة؟
لا اظن ان الأبواب مسدودة,لا بد من ثمة باب وحوار وجسور لتقريب وجهات النظر...حتى لو اضطررنا لتأجيل موعد الإنتخابات شهرين أو ثلاثة, وهذا سيتم بعد الحصول على تعهد من السنة بوقف أعمال العنف .
لكن انظروا معي...
أميركا لا تريد ثمة حوار وجسور بين العراقيين السنة والشيعة.
وتريد إنجاز الإنتخابات بأي ثمن, لتثبيت الواقع الجديد.
لكن هذا العناد لن يجلب السلام والأمان للعراق....
سيبقى العراق ساحة قتال وخراب ودمار ومتطرفين إن لم تفتح أبواب الحوار.
********************************************************
مصير العراق بيد اميركا وليس بيد العراقيين.
وهذه هي الكارثة بعينها...
هذا هو معنى بلد محتل...
القرار السياسي يأتي من الخارج, وحسب مصالح من في الخارج.
وليس حسب مصالح من في الداخل...
والعنف والقتال والفوضى , لن يتوقفا قبل حدوث مصالحة وطنية وحوار.
هنا نريد ان تكون ثمة ديمقراطية حقيقية في العراق.
الديمقراطية يعني الحق لكل الأطراف ان تتكلم وتشارك...
الديمقراطية هي العلاج ضد العنف والتطرف.
والعناد هو الباب الذي يدخل منه الإرهاب والتطرف.
أدعو الله أن يبعد الفتن عن العراق والعراقيين, ويوحد صفوفهم, ويجمع كلمتهم, ليحققوا ما فيه الخير للوطن والناس.
آمين......
قلبي مع العراق كل يوم...وكل ساعة...وكل لحظة.
أريد أن أعود وحال البلاد في أمان.
أريد أن أعود لأساعد وأشارك في صناعة عراق جديد...وحياة جديدة, أكثر جمالا وأمانا.
متى؟؟؟
لا أدري...
مستقبلنا وأمانينا معلقة مجمدة, تتنظر القرار من رجال يعيشون بعيدا...
لهم هوية مختلفة, وثقافة مختلفة, ودين مختلف, ورؤيا مختلفة , ونوايا مختلفة....
هؤلاء هم الذين يريدون تقرير مصير ومستقبل العراق, قبل شعبه الذي يسكن فيه ؟؟
أليس هذا هو الظلم بعينه؟؟
أليس هذا هو سبب الحزن و المرارة في قلوبنا ؟؟
من سيقول لأميركا ارفعي يديك عن العراق, دعي الناس يتفقوا ويصيغوا حياتهم بطريقة مناسبة.
وجودك هناك يعني تفرقة وأحقاد وعنف لا ينتهي....
من سيقول لها؟؟
من سيجعلها تخرج من العراق, ومستنقع العراق؟؟
متى سيعرف العالم حقيقة ما يجري في العراق؟؟
ومتى سيتدخل العالم لمساعدة شعب العراق , وإخراجه من وسط رمال متحركة يغوص فيها الجميع بلا إستثناء ؟؟
لا ادري.....
الصورة قاتمة .......
وليس لي سوى الدعاء والإنتظار.....
******************************