Tuesday, September 07, 2004

 
الثلاثاء 7 أيلول 2004
مساء الخير....
الأخبار في بغداد متنوعة...بعض الأيام يسود الهدوء, وبعضها تشتعل منذ الصباح حتى المساء..
لا نعرف من يشعل ومن يطفيء...تعبنا ومللنا من هذه السخافات, عسى المسؤولين عنها يتعبون ويملون ويتوقفون.
الجو ما زال حارا...خصوصا وقت الظهيرة, حيث الشوارع شبه فارغة, واللصوص معظم جرائمهم ترتكب وقت الظهيرة..
من خطف رجال ونساء وأطفال, أو تسليب سيارات.
أتمنى أن أرى نهاية لكل هذا الجنون.... كلنا نتمنى هذا في العراق المتعب المنهك, من الحروب, وكوارث ما بعد الحروب.
وهذه الكوارث أشد ألما للنفس من الحرب ذاتها...
كلنا نتذكر أيام الحرب ونقول : يا سلام, ليتها تعود...كنا نختبيء ببيوتنا, والأبواب الخارجية مقفلة , لا نخاف اللصوص والقتلة والعصابات, نخاف فقط من قذيفة أو صاروخ تائهين. أما الآن, فالخوف لا يعد ولا يحصى.....على أرواحنا وبيوتنا وممتلكاتنا .
لو كان الأمان يباع في الأسواق...لركضنا وأشتريناه بأي ثمن....أي ثمن.
فالحياة بلا أمان تجربة سخيفة لا طعم لها ولا رائحة. , ولا أظن أحدا يحب أن يعيشها....
***********************************
عندما ذهبت الى لبنان , في بداية حياتي بعد التخرج والزواج, كنت أعمل مع منظمات إنسانية لإعادة الحياة للقرى المدمرة من الحرب الأهلية, ثم عدت للعيش في بيروت العاصمة, والعمل في مكتب هندسي للتصاميم الإنشائية.
اللبنانيون شعب راق, أخلاقه شبيهة بأخلاق الأوربيين, أكثر منها بأخلاق المنطقة العربية, وعندهم نسبة عالية من المسيحيين...
لكن خلال الحرب إنقلبوا الى وحوش تأكل بعضها البعض...تكاد لا تصدق, هذا اللبناني الناعم المهذب الجنتلمان, يقتل ويذبح أخوته وأبناء وطنه؟؟؟
المسيحيون يقيمون حواجز فيقتلون الفلسطنيين الذين يمرون من مناطقهم دون اللبنانيين, والأحزاب المسيحية اللبنانية تقصف
أجزاء بيروت التي فيها أحزاب وطنية لبنانية أخرى وأحزاب ومنظمات فلسطينية...والذين هنا يقصفون الذين هناك .
القوات السورية تتمترس في الجبال وتقصف هؤلاء وهؤلاء...
ذم جاءت إسرائيل واجتاحت لبنان ودخلت بيروت , وأنجزت مذابح في المخيمات الفلسطينية وقتلت المدنيين الأبرياء في عمليات تخجل منها البشرية....هم يبكون على ما فعل بهم هتلر...ويرتكبون أقبح الأفعال ضد الفلسطينيين, أين ضميرهم؟؟؟
إن كنت يوما ما ضحية لمجرم ظالم...فهل أنتهز قرصة ما لأعبر عن أحقادي ضد ضحية أخرى؟؟؟
كيف يفكر هؤلاء الناس؟؟؟
وما فرقهم عن هتلر؟؟؟
نفس الستراتيجية في التفكير الشرير ضد الاخر , شيء مخجل....
العالم يتجه نحو الهاوية....هذا ما أردده صباح مساء, بعد سماع أخبار العالم المخجلة كل يوم....
***************************
المذبحة التي حصلت قبل أيام في مدرسة جنوب روسيا وراح ضحيتها مئات من الطلاب الأطفال وذويهم....
المتحاربون دائما إثنان, هكذا هي المعادلة : أحمق, ومجرم.
وتذهب الضحايا بسبب أخطاء كل منهما, وكل منهما يلقي اللوم على الآخر.....
وأهالي الأطفال الذين ماتوا يبكون ويلقون اللوم على سوء تدبير الحكومة الروسية, والحكومة غاضبة ولا تحب الإنتقادات...
والإرهابيون يقولون إنهم فقدوا أطفالهم بسبب عدوانية الحكومة الروسية ضدهم في الشيشان....
ولا تدري من المخطيء ومن الذي على حق...لكنك بالتأكيد تهز رأسك أن ثمة ضحايا أبرياء دفعوا أخطاء الأحمق والمجرم...
لا تغضبوا مني...فأنا تخيلت أننا الشعب العراقي وقعنا في نفس الفخ, ضحايا بين بوش وصدام...
كلاهما عنيد ومتشبث برأيه, ويظن نفسه على حق....ونحن الذين دفعنا, وما نزال ندفع, ثمن حماقات وجرائم لم نشارك فيها.
تماما مثل أطفال المدرسة الروسية....
العالم فقد المباديء والرحمة....العالم يتجه نحو الهاوية, يوما بعد يوم....
ويستعملون أسماء الأديان كغطاء لجرائمهم وحماقاتهم....
الإسلام والمسيحية واليهودية بريئة مما يرتكب من جرائم....
الله واحد...والأنبياء أخوة, والعباد عيال الله, أي أولاده, كلهم أخوة وأخوات....
لكن الأرض صارت تشتعل كالجحيم...ونحن هنا في قلب الجحيم...ونحس بالنار تكوينا كل يوم....
وكأنها تمتد لتشتعل في مناطق مختلفة من العالم....ثم تعود لتنطفي, ثم تشتعل في بقعة أخرى....
كل هذا من حماقات الإنسان,وشروره, وطمعه, وأنانيته....
لكني مؤمنة أن رحمة الله ستنزل يوما ما , ويسود السلام على الأرض.....
*****************************************
أعود الى لبنان مرة أخرى...
أخلاق الناس خلال الحرب, كأنهم شعب آخر...شعب متوحش.
في بيروت الشوارع مكتظة, ولا شرطة مرور ولا إشارة ضوئية, ويتقاتل سائقو التكسيات مع بعضهم, ويسب بعضهم الآخر بعصبية, وربما ينزلان ويتجادلان, ثم يفتح أحدهما صندوق السيارة الخلفي, وينزل العتلة المستعملة لنفخ إطارات السيارات(الجك)
ويضرب بها خصمه...ويغلق الشارع من أثر المعركة وترتفع اصوات المعارك والسباب.
الحرب لها آثار نفسية سلبية على الناس, تثير في نفوسهم المشاعر العدوانية.هذا ما أظنه...
فيمتليء الشارع بالعنف والتوتر.....
وأتذكر حين كنت اعود للبيت ظهرا...كنت أخشى أن تنفجر سيارة ملغومة بوجهي, وأذهب ضحية مع باقي الضحايا اليومية.
كم من الرفاق والأصدقاء ماتوا هناك بسبب كهذا أوغيره؟؟؟
لا أكاد أتذكر عددهم, لكني ما زلت أتذكر وجوههم وأسماءهم وأحاديثهم وضحكاتهم....
كم تترك الحرب من آلام واحزان....وكم هو أحمق من يظن أنها ممكن ان تكون ( مفتاحا سحريا ) لمشاكل البشر...بل هي المفتاح لخراب حياة البشر.....
وكنت أتفاجأ أحيانا بقصف عشوائي مركز ضد بيروت الغربية, وأنا عائدة للبيت وقت الغداء, لا أعرف أين عزام, ولا عندنا هاتف, ولا عندي أقارب ألوذ لديهم , كنت اختبيء مذعورة في مداخل العمارات , يخف القصف, فأخرج الى الشارع, أركض على الرصيف, وأنا شابة في العشرين من عمري, وأرتدي بنطلون الجينز, لم أكن أملك غيره, جئت هنا لأساعد الضعفاء والمحتاجين
ولم أندم....لكن الرعب كان لا يطاق...وأحتملته, لأنني كنت مؤمنة برسالتي التي جئت من اجلها, وتركت وطني وأهلي ومستقبلي
كله وراء ظهري....وجئت الى لبنان...
واليوم أبتسم, هل حقا أقدر أن أترك العراق وهو يعيش هذا الواقع الأليم؟؟
هل حقا أقدر أن أتخلى عن مبادئي وحبي لمساعدة الناس والتضحية؟؟؟
أقول لكم بصراحة, آلامي في بيروت كانت أقل من هذا بكثير...
الذي يحطمني هنا هو ليس الحرب والتفجيرات والخوف...
الذي يكسر نفسي ويحبطني هو هذا الخراب في النفوس والضمائر, ما عدت أقدر على الثقة بأحد...صرت أقنع نفسي الا تحزن
إذا اكتشفت خائنا جديدا, حتى لا أحبط وأكره العراقيين, إن كرهتهم, فقدت إيماني بهم وبنفسي, وما عاد لبقائي هنا أية جدوى...
*********************************
بالأمس كنت محبطة وبكيت كثيرا...إكتشفت أن السائق الذي معي , يكذب على ويأخذ عمولة على أي شيء أبعثه لشرائه...
فطردته...لم أقدر ان أقول له في وجهه انه لص, مع أنني امتلك الدلائل, خجلت وخفت أن أجرح شعوره, وقضيت المساء كئيبة محبطة كأن زوجي خانني مع إمراة اخرى....
كم أكره الخيانه وأجدها من أقبح الشرور...وكم هي تغضب الرب؟؟
لكن من عاد يهمه الرب, وما يرضيه وما يغضبه؟؟؟
كل اللصوص يتكلمون بالدين, ويقدمون أنفسهم كمؤمنين, ويتصرفون عكس ذلك تماما...
لا أدري, هل عندهم مرض الضعف ضد النوايا الشريرة التي بداخلهم؟؟
أم هم يتقصدون الكذب والخيانة؟؟؟؟
لا أدري....
*****************************
بعد خمس عشرة سنة طاحنة من الحرب الأهلية في لبنان, ساد السلام, وكفت كل الأطراف عن القتال, هل حققوا أهدافهم؟؟
أم أنهم تعبوا وقرروا التوقف, والجلوس لسماع صوت العقل.....
كم يدا كانت تحارب في لبنان؟؟؟
اللبنانيون, والفلسطينيون, والسوريون, وصدام حسين يغذي فصيلا, وليبيا ربما تغذي آخر, والسعودية وايران ربما لها اطراف
تساندها, ثم إسرائيل, وأميركا, وفرنسا, وربما دول اخرى غابت عن ذاكرتي....
هذا هو السبب في بقاء الحرب لخمس عشرة سنة.
واتساءل: كم سنة ستظل الحرب والمعارك في العراق؟؟؟
وكم يدا تمتد وتحارب هنا؟؟؟
أميركا واسرائيل, وإيران وافغانستان, وجماعة صدام, وماذا بعد؟؟؟
تنظيمات غريبة عجيبة الله وحده يعرف من جاء بها ومن يمولها وما أغراضها....
تنظيمات بإسم الشعب, وأخرى بإسم الله والأسلام, ويقتلون الأبرياء بإسم الإسلام, وهو بريء منهم...
شوهوا الأديان وجعلوها قبيحة بغيضة, وهي بريئة مما يفعلون...
قتلوا العمال النيباليين الأبرياء الفقراء, وقالوا هذا بإسم الإسلام, أي إسلام؟؟
ومن أعطاهم التفويض, اولئك الحثالة من المجرمين.
ثار ناس من النيبال وأحرقوا الجامع في مدينتهم وأحرقوا مكاتب الخطوط الجوية السعودية والقطرية, ما ذنب هؤلاء؟؟
الذي فعل تلك الجريمة البشعة, أراد لهذه الفتنة ان تقوم...لعنة الله عليهم الى يوم الدين....
ادعو الله أن يفضح هذه التنظيمات المشبوهة, لنعرف جميعنا من يقف وراءها.
يقف وراءها أعداء الإنسانية......كل من يحطم العلاقات الجميلة بين البشر, ويشيع بينهم الأحقاد والفتن ,هو مجرم. وآثم..
وعليه غضب الرب الى يوم القيامة.
****************************************
لبنان الان مثل الجنة....
أعيد بناء مركز المدينة والفنادق الجميلة...كانت في وقتي, مدينة أشباح وهياكل عمارات في وسط المدينة مزقها رصاص القناصة
والمتحاربين, بقلوب يملؤها الحقد والظلام....
والآن, ما اجمل لبنان, زارها رائد قبل سنتين, وجلب لي الصور, ودهشت وفرحت, وتمنيت اليوم للعراق ان يسوده السلام ويصبح جنة جميلة مثل لبنان...
متى تتحقق الأحلام؟؟
لا أدري, لكن الصبر والإيمان, هما قوت حياتنا اليومية حتى نقدر ان نتحمل هذا الحال .
...
**********************************
أريد أن أعود للكلام عن الجمعية النسائية...ما زلنا نجتمع ونتناقش كل أسبوع, وما زلنا نسعى لتحقيق المشاريع..نهاية هذا الأسبوع عندنا إجتماع مهم مع سيدة أمريكية...أتمنى ان يكون الإجتماع مثمرا بالخير.
مع ان في داخلي إمتعاض, لا أحب طلب التمويل من مؤسسات أمريكية.
لو كانت أوروبية, كنت سأشعر أنها إنسانية اكثر, خصوصا من دول لم تشارك في الحرب علينا, مثل فرنسا والمانيا...
وأخشىان هذه الجمعيات الأمريكية تساعدنا كنوع من الدعاية لنفسها...
الله يعلم ما في القلوب......
سأخبركم عما يحدث , في مقالتي القادمة ان شاء الله .
******************************
أما اخبار ماجد حبيبي, فهي اخباري السعيدة, التي تنسيني كل آلام يومي وأسبوعي....
ماجد وصل كندا, مدرسته في فانكوفر, وهي مدرسة إعدادية قبل الدخول للجامعة.وسيبقى فيها سنتين ان شاء الله.
اتصل بي حين وصوله, وكان منتعشا ومبهورا : ماما المدينة جدا جميلة, والمدرسة ممتازة وفخمة.
ثم أرسل لي رسائل في البريد الألكتروني , اعطاني رقم تلفون القسم الداخلي, ورقم غرفته.
والرسائل كلها مرحة وجميلة ويقول انه مشتاق الى ماما كثيرا...كتبت له وقلت له : أن البيت وبغداد كلها كئيبة من غيرك.
كان مرحا ويملأ البيت بروحه المرحة, وكنت أحس بقلبي يضحك سعيدا معه.
والآن , وهو بعيد, حين أقرأ رسائله الألكترونية يمتليء قلبي بالفرح ثانية , وأكاد انسى كآبة بغداد وأحزانها اليومية.
وقلت له أرسل لي صورة المدرسة والمدينة والشوارع والأشجار...حتى أحس كأنني معك.
وعدني انه سيرسلها قريبا...
واليوم, صباحا , طلب العلم العراقي والملابس الشعبية العراقية ( دشداشة بيضاء وحطة وعقال ) ليلبسها في حفلة المدرسة
حيث سيلبس كل طالب زيه الوطني...والمدرسة فيها طلاب من معظم دول العالم.
اشتريت له كل الأغراض, وسيرسلها عزام غدا مع البريد المستعجل ,ان شاء الله...
جزء من قلبي هناك عند ماجد....وهو الجزء السعيد من قلبي الحزين.
أدعو له كل يوم ان يحفظه الله في غربته, وأن ينجحه في كل أعماله. آمين.
************************************
لي أصدقاء جدد من مدينة سياتل الأمريكية...
أرسلوا لي صور مدينتهم, والشوارع والغابات والبحيرات والجبال...وصورة كلبهم الذهبي...شكله يقول انه ذكي وشقي.
بقيت طوال النهار في العمل أحدق في الصور, وأبتسم...كأن روحي انتقلت الى مكان بعيد جميل آمن...
وفكرت مع نفسي: هل هؤلاء الناس يعيشون على نفس الكرة الأرضية التي نعيشها نحن؟؟؟
لماذا نحن نرى وجهها القبيح وهم يرون وجهها الجميل ؟؟
وهل الأنسان الذي يعيش هناك هو نفسه الذي يعيش هنا؟؟
يعني لو ذهبت الى هناك , أظنني سأصبح فائزة اخرى غير التي تعرفونها...
سأصبح أكثر مرحا وسعادة وثقة بالنفس, وثقة بالغد وما سيأتي به من أخبار جميلة...
أما الان, فإنني أكتوي مثل غيري هنا , بنار الألم والصبر...
ولا أتمنى , لا أتمنى أبدا أن نتبادل الأمكنة مع أي انسان أحبه وأحترمه....
لا اتمنى له الشقاء أبدا...الشقاء الذي نعيشه نحن.
قلبي لا يحتمل أن يرى ألم الآخرين.......
لكنه يحتمل آلامي , وهذه تكفيه .
اظن الألم مطلوب احيانا لتطهير الضمائر والنفوس, من الآثام .
واتذكر الآية الكريمة دائما, والله يقسم بالنفس الإنسانية : ( ونفس وما سواها, فألهمها فجورها وتقواها , قد أفلح من زكاها , وقد
خاب من دساها ...)
فالنفس فيها جزء شرير مظلم, وجزء مشرق جميل...
فهنيئا لذوي النفوس المشرقة الطيبة, التي تريد الخير للناس, وتفعله, دون فوارق في دين أو عرق أو وطن...
فكلنا أخوة في الإنسانية....وكلنا نملك نفس المشاعر من الحب والفرح والحزن والخوف .
********************************
العصابة التي خطفت الصحفيين الفرنسيين قالت في البداية انها تعمل من اجل الدفاع عن الإسلام والحجاب في فرنسا
وهب ضدها المسلمون في العراق والعالم العربي وكل دول العالم الإسلامي
وأرسلوا لها برسائل شفهية تطالب بالإفراج عن الرهائن
واليوم نسمع انهم يريدون مبلغ خمسة ملايين دولار كفدية لإطلاق سراحهم
أين ذهب الإسلام والحجاب؟؟
إنكشف الكذب والباطل, وسقطت الأقنعة
واليوم إختطفوا فتاتين من منظمة إيطالية ومعهن مهندس دكتور عراقي صديقنا
وهم من احسن الناس اخلاقا واستقامة لخدمة العراقيين
ويعملون في إصلاح المستشفيات والمدارس منذ 1993
أي قبل الحرب وهم في منظمة انسانية لا علاقة لها بالسياسة ولا بالحكومة الإيطالية
تنغص يومي.....
أتمنى أن يحفظهم الله ويرجعهم بالسلامة لكل الذين يحبونهم
وأن ينتقم من كل الأشرار الذين جعلوا الحياة هنا غاية في القباحة
الذي يعمل الخير يخطفوه ويؤذوه
والمجرمون الأشرارطلقاء و أحرا ر ,يعيثون فسادا في الأرض
المعادلة هنا مقلوبة
مقلوبة تماما , ويتحمل مسؤولية ما يحدث هنا من آلام ومصائب
كل من شارك بشن هذه الحرب السخيفة القبيحة أو شجع عليها
وسوف يساءل يوم الحساب عما اقترفه من آثام بحق الأبرياء
كل الأبرياء الذين ماتوا أو خطفوا أو ذاقوا الخوف والألم والعذاب هنا
وما يزال المسلسل مستمرا
*********************************************
الأربعاء 8 ايلول 2004
قضيت الليل في حزن وأنا أفكر في سيمونا توريتا وسيمونا باري والدكتور رعد الذين اختطفوا أمس من داخل بناية المنظمة الأيطالية التي يعملون بها
أعرفهم منذ سقوط بغداد
ووجدتهم مخلصين ونشيطين دائما لعمل الخير للعراقيين
لتصليح المدارس ومنظومات مياه الشرب خصوصا في جنوب العراق
زرتهم قبل اسبوع
وتناقشنا كيف يساعدوني لتسويق منتجات عوائل عراقية الى ايطاليا
وكان المفروض أن أراهم هذا الأسبوع لتكملة النقاش لكني كنت مشغولة
**********************************************
في وقت الظهيرة أمس جاءت عصابة من عشرين رجلا مسلحا ببنادق غربية
اوتوماتيكية ومسدسات بكاتم صوت
وانتشروا لسد مدخل الشارع الى المنظمة
وبباب المنظمة ثم دخل قسم منهم الى الداخل وخطفوا البنات الإيطاليات ومترجمة عراقية والمهندس العراقي
وخرجوا بوقاحة ولم يقدر أن يوقفهم أحد
الحراس في باب المنظمة غير مسلحين
طبعا هكذا تبدو صيدا سهلا للمجرمين
رأيت التقرير في المساء عن الحادث في اليورو نيوز
وكان الجنود الأمريكيون يقفون أمام عدسات الكاميرا ببنادقهم
فقفز السؤال في عقلي
أين كنتم؟
وماذا فعلتم من ترتيبات لحماية العراقيين المدنيين والمنظمات الإنسانية الأجنبية التي هنا ؟
ألم يمكن أن تفرزوا دبابة واحدة لحراسة كل منظمة؟؟
أو تنسقوا مع الحكومة العراقية لوضع سيارات شرطة عراقية أمام المنظمات؟؟
أم أن الموضوع ليس من الأولويات؟؟
الأ تخجل أميركا؟
ألا تظن أن الموضوع يتعلق بسمعتها في العالم ؟؟
أين الأمان والإستقرار الذي جلبته للعراق؟؟
من أين جاءت هذه العصابات المنظمة والمتدربة على
الإغتيالات والخطف والقتل ؟؟
لا تقل أنها من جماعة أبو غريب
هذه عصابات دولية متدربة ومتخصصة مثل المافيا
شبكة من المرتزقة تعيث فسادا في العراق
وما زالت الإدارة الأمريكية تشرح للشعب الأمريكي إنجازاتها العظيمة الناجحة في العراق
وما زال من يصدق
ويصفق ويساند
ويلعب بنا مثل ما يلعبون في نوادي القمار
يراهنون ويضحكون ويتسلون
لكن ليس مع جمادات
هنا يلعبون ويغامرون بأرواح البشر
بئس ما يفعلون
ولسوف يساءلهم ربهم ذات يوم عما اقترفت أيديهم من آثام
فبماذا سيجيبون؟؟
***************************************
القصف مستمر في مدينة الثورة- الصدر
هذه نقطة عنف جديدة
والقصف مستمر ضد الفلوجة
يبدو ثمة جدول لبرنامج طويل
تشتغل عليه قوات الإحتلال ولا تبالي بأحداث حياتنا اليومية
وكل يوم حصيلة القتلى العراقيين من القصف أو العنف
يزداد ولا ينقص
*******************************
ماذا يعني لنا الغد؟؟
يعني يوما ثقيلا جديدا
يحمل معه مصائب جديدة
وآلام جديدة
ومسافة بعيدة بعيدة
بيننا وبين الحلم بغد أفضل
***********************************

Saturday, September 04, 2004

 
Wednesday, September 1st, 2004
Good evening….
The weather in Baghdad has improved a little…in the early morning there are some nice breezes, but at noon and after, the weather is still hot…so, here is the end of August, and no door of winter was opened, as the old proverb says….perhaps in September the weather will be better….now, small flowers started blooming in the garden, and that is a new sign that the heat started breaking its intensity…
***********************
I would like to talk a little about some daily happenings in my life these days…
In the morning the driver comes for me, rings the bell, I hurry out, carrying my purse, and a lot of papers concerning the business, the society, and other matters…
I close the front door behind me, I look suspiciously at the street and the passing cars, and I tell myself everyday that a car will stop, its windows will open, and machine guns will appear out of them, and shoot at me….
This thought always comes to my mind, and after the incident of my car, it became more intense. It haunts me in the morning, and when I get home at noon. I started to convince myself day and night that death walks with us, so, whenever it comes, welcome, we shall not stop working as long as there is life in our veins. There is a proverb of the Prophet (Prayers and Peace be upon Him), saying, in meaning: If the Day of Judgment comes upon you, and you were carrying a palm plant you intended to plant, go on, plant it and do not hesitate.
**********************
Well, the work day is usually busy, talking to customers about Filters and Water Treatment Systems, in villages, towns, privet and sate-owned factories, and houses. Some times the talk is about Politics, our daily sufferings, war, the occupation, the Interim Iraqi government, and the ambiguous future of Iraq… I open the Internet Line, read my new messages, and answer most of them, while I finish checking the books, sales records and accounts…
And in business, there are some over settings, sometimes…
What provokes me most is a state official who buys equipments for his office, and asks for an increase over the bill value.
I say to him: in the days of Saddam the salary was law, and there was a reason for these acts, so, what is the reason now??
He laughs foolishly and says: Lady, the salary isn't enough yet, and there are still many people in the office who want their share…the head of the department, the accountant, the purchasing official….
I put my hand on my check and sigh, saying in my heart: The Ill-begotten money is like sea water…too salty to quench the thirst, and these will keep steeling, and never feel satisfied.
Today, a purchasing official in some state office came to me; I have already given a price list to a colleague of his in the morning, for an offer to buy a softener device, for reducing water hardness… He said he wanted to buy the device now, pay me in cash, without a bill, then he would sell it to his office by another price…
I stared at him, and all the sparks of anger flew from my eyes…
I said: This is not permitted…these are disgraceful acts, I do not make a deal with some people, then strike them in the back…
He said: What does it matter to you? I'll give you a clear sum of money, you'll pay no taxes…
I said: Thank you, and do not spare me the taxes, I do not care about it, but I do not like foul play, so, find someone else… I went back to my computer screen….
But he started insisting….Why are you so cross??? He said.
I looked at him and said, trying to be calm: My dear, I am not cross, but this is the way I understand things. This is my shop, I am free, and I behave in my own convictions. No one can force me to think his way, O.K???
He babbled a lot, he begged… but I preferred to act cool, and not answer. I busied myself with the Internet…so he left the shop.
I clapped my hands together…and said: Pity for the days of Saddam Hussein, when they were taking bribes, but in fear of being exposed…Today, there are limitless thefts, bribes, and official corruption….Who would ask, or know….each sings his own song….
What is the difference between these people, and those who robbed my car? All of them are regarding what is wrong as right, without care…all of them are the sickly product of a sickly time.
I remembered yesterday as I went back home from work, as we stopped to buy some groceries, the driver came to me and said: Can you imagine that, this taxi driver had a quarrel with that woman over there, she was wearing an Abba, and a veil over her face. He pulled the veil, and she turned out to be a man with a moustache, who wanted to rob him of his car.
I was amazed, and asked him: Where is she? He said: come, I'll show her to you…
We drove back to the main street, and there was this woman wearing an Abba, a veil over her face, showing the eyes only, and with her there was a 14 years old boy. She stopped a taxi, got in the back, and the boy sat beside the driver. I told my driver to move slowly until we are adjacent to the taxi, for I wanted to speak to the taxi driver in English, maybe he would understand, and get them out of his car. But my clumsy driver drove to the other side of the taxi, then shouted like a fool: Watch out, these are robbers, then drove on.
I was angry because of his foolishness, for foolishness is a gift sometimes, as they say. I told him to stop, the man did not understand you, he kept looking right and left for the robbers in the street, not knowing they were with him in the car, stop here and let talk calmly to him….
He said: UM Raid(oh, mother of Raid), be careful, they might be armed. This man dressed as a woman is surly carrying a gun…
I felt helpless, exactly as I felt in front of the thieves who robbed me of my car. And this fool with me ruined my whole idea, as we cannot move ahead now and talk, for the gang was in the car now, undoubtedly armed…. I kept following the car with my sight, as it went into a side street…my heart squeezed in sorrow for its owner, and his unknown fate. I kept thinking about what happened to him all day long, and at night, praying to GOD to be on his side, for this car is the livelihood of him and his family….
There was an Iraqi Army Search Point, somewhere in the distance, an American convoy heavily armed with automatic weapons, moving along the Airport Road….and the burning noon sun…
I rested my back to the car seat, sighed sadly again, and smiled bitterly. I went back home with a sour temperament….
************************************************
Two women came to the shop today, they were wearing Abbas. One of them sat on the chair in front of me to rest, while the other stood to ask about House Filters and their prices… I threw the pen out of my hand, stopped working, and kept staring at the seated woman…
I thought, maybe she will draw a gun from under her Abba and point it at my face, what shall I do??
I called one of the engineers to stand in front of me, beside her…I remained nervous, until they bought the filters, and left the shop….
I think life here will give me some hard psychological diseases, ha, ha, ha.
*************************************
Yesterday, one of the employees in the shop said, Good Morning, Yesterday my wife was beaten, and her purse was stolen…
I smiled, as I was receiving the morning's new disaster….a new disaster each morning, which is how to deal with matters, in a sporty spirit. So he said she was going to her school, for she works as a teacher, with her little daughter, and while going back home in a Mini-bus, with some other passengers, the bus stopped in Al-Gazzalia Street, two or three passengers took out some knives, asking the others to hand over their money and hand bags, then they beat them, and threw then in the street….
I do not know what to say…whether to laugh or cry??
And always the comment is: This is the Great Iraq….we have seen plenty of things in Saddam's time, and today we see more wonders….
I called the poor woman and said: Thank GOD you are safe, then laughed and said: Do not care, we are all drinking from this glass…. This is how you prove you are an Iraqi, you get burned by fire….and be patient…
We have no other choice……
**********************************
I went to a Charity society a few days ago, and I saw a young woman with a familiar face, who wanted to join the society…
I smiled and asked her: Where have I seen you before?
She said: I do not remember, but your face is familiar….
I said: My name is such, my job is such, and my work address is such….
She said: Oh…yes, I remember, I came to you with a French Organization, and we bought some equipments…
I clapped my fingers in the air, saying: yes, I remember you. You are a Doctor? She moved her head positively.
I sat with the ladies to discuss some issues. Then they suggested discussing the young Doctor's request to join the society.
She said she has worked with Non-Governmental Foreign Organizations, and now wants to work with a Non-Governmental Iraqi Organization.
They read the application, and found out her father was a Minister some time, and her mother is a well-known social and humanitarian activist, so they all said, Of course we agree for her to join us…
I lowered my head, and smiled….
I know another face of this woman; she came to the shop with some French people asking about equipments, then came back with a colleague without the French Organization members, and stood aside with Azzam, arguing with him how to gain a $10 commission….
I looked at her today, and smiled….the Minister's daughter wants a $10 commission, what do I tell a poor people's son when he asks for a commission???
And how do people choose clean symbols for leading posts???
Of course I would have been happy by her joining my society, if she asks that, and I found her to be the daughter of that man, and that woman…but today I look to the matter with a different eye… she has taken bribes, how could I trust her???
****************************
Iraq today lives its worst conditions, who will reform this distressful reality… the Public Sector and Public wealth are being stolen and robbed very easily, and in public….who will be the judge??
Who will fix matters, who will elect honest, impartial leaderships, to lead the future of Iraq… Thieves are increasing daily, in numbers and experience, how many years shall we need to control them, and eradicate them??
And some small projects are being constructed for Iraqis, and huge expenses are being spent, most of them are bribes and thefts…
This is a continual depletion…who shall stop it??
The country is in an eddy, and the existence of foreign forces adds to the complications of the situation….
An honest, strong, nationalist Government, that's what is needed…to solve all problems…
But what is happening now, is that the Government is in a confused situation, complying to the biddings of the occupation forces, to eliminate the opposition, and open-up fighting fronts against Iraqis, instead of opening dialogue doors, doors of compassion, gathering the shreds of the torn people.
This is the disaster of foreign forces existence in any country….forces that posses a political and military agenda which they want to carry-out at any price, and let the country and its people go to hell….
This equation will have some other elements, in and out of it, if there was a national Rule, then, the equation and its elements would be totally different… There would be priorities to reconstruct the country, keep security, and control the gangs and stealing of public monies…
**********************************
The American elections are getting near… We no longer care who shall win, what we care about is that the American people should pressure its coming government to be more truthful and serious in accomplishing peace and security for Iraqis, to reconstruct Iraq, and to open the horizons of a shiny future… all that they have failed to accomplish till now…
What have they succeeded in doing???
They succeeded in opening new warring fields in Iraq, succeeded in admitting foreigners and terrorists into Iraq, and destroyed what was left of good in this country, and these people.
Some small, humble, good accomplishments took place ( restoration of schools and Medical centers, and some water and sewage stations, for example…), but they are not in proportion with the endless tide of daily disasters…
********************************
I want to get back and think about this war since the beginning, and who wanted it to happen… the American Government has special interests, some of which are exposed, the others are subject to possibilities…so they put their hands into those of the Iraqi Opposition, or the part of it that permitted itself to enter Iraq on an American tank. I know of some Iraqi opposition who refuse, till now, to put their hands into the hands of the occupation Army, saying their existence here is illegal….but those are broken, so lights aren't directed on them…
All right, so these parties whose interests are coincided with the American interests, are laboring after Authority, Seats, and Posts. They have spoken in the name of the poor Iraqi people, whom everyone speaks in his name, while he is the last to know…. These parties and people received Authority here, and fought upon it, and Ahmed Al-Chalabi is one sample of them…
These samples think of their advantages and privileges, while the advantage of the Iraqi people is in the heels of their shoes…. Exactly as I used to say: The Interest of the Iraqi people is written on the bottom of Saddam Hussein's shoe heel….and those who came after him were no more merciful to Iraqis than him… each is panting after his interests, and let the people fall in hell…
This war has been waged in the name of the people, the occupation forces are present in the name of the people, the fighting in Fallujah and Najaf is in the name of the people, and the National Conference that has been elected there, far away in the Conferences Palace, also speaks by the name of the people….
And all this is taking place by the blessing of America…..
What can we say??
All that happened to us is by America's knowledge, America's partaking, and America's consent….
So, is America foolish??? Or vicious??
Did they posses any good intentions that they couldn't fulfill???
I wish I could be naive enough to believe the subject had some good intentions, and a complicated reality that stood against fulfilling them???
The question is: Who rendered the Reality into what it is now, and thus pushed it out of control??
The parable says: The road to hell is full of good intentions.
And we say: War in Iraq is like the road to hell…filled with good intentions.
But what have we reaped???
****************************
Today I read in a newspaper that the Conference of the Republican Party is in session in America… and there was a photo of an Iraqi woman speaking in the conference, saying: the United States presented Liberty and Democracy to the Iraqis…
And this is exactly what Bush and his administration wants, Witnesses from Iraq, to verify the success of his campaign in Iraq…
But that woman was in an opposition Party against Saddam, and now she is an official in the American Islamic Council, so the reason looks obvious, why did she come to thank Bush, did she come by the name of the miserable Iraqis here? Those who are dying of fear, distress, and sadness for what destruction has done to their lives?
But the question is: How much percentage among Iraqis does the opinion of this woman represent?
Those in the Parties who have their own viewpoints, are they some 5% of the people, or maybe 10%? Does the opinion of those really represent the Majority of people? Would the American people understand such tricks?
I smiled as I imagined a conference held by Saddam's supporters somewhere, they would bring tens and hundreds of people to testify that Saddam Hussein was a brilliant leader, a democrat, and…., and….
Politics is a game far removed from truth and reality….a game that uses all means to convince people with a certain viewpoint… which wouldn't be correct most of times.
A happy person is that who can get away from the continuous brainwash, going on day and night through different Media means.
***********************************
I can perfectly understand the attitude of the American Government…. They have waged war on Iraq, they have vouched to rebuild Iraq in a new style… so, it is to their advantage, and to keep face, they would say everything is all right in Iraq…and moving according to schedule. Because admitting defeat would destroy the government's future, and that of the Ruling Party…
Well, all we care about as Iraqis is for the coming administration to be more honest and transparent in dealing with the Iraqi file…we want no excuses for the catastrophes that happened, but we want a successful and tangible work plan, that would rebuild our life again…this is better than apologies.
If I have done some wrong to a person, or a group, the best thing would be to help them get over their pains, which I was partly responsible for. That is how I understand things, according to my view and experience in life. To help those whom I have, intentionally or non-intentionally, shared in destroying their lives. To lead them to a better future…to help them build their new life…
This is what Iraqis want from America and its new government….good deeds on the ground of reality…deeds that would make Iraqis happy, and prove the honesty and seriousness of America towards us….
I do not wish for four new coming years of pain, unsuccessful experiments, unclear visions, and going astray…..
The American people will be the one to help us, they will be in test, and not only the government's credibility…. The whole nation there is subjected to the test…. A test of truthfulness in keeping promises, a test of the humanitarian vision towards other nations….
The test of Civilization, and the ability of Cultural Communication with others….without violence, without boasting or bragging, nor lying to oneself.
I hope America will succeed in the test here, for it will give her a good, clean reputation, and will give us a lot of hope in the presence of an honest, understanding partner, who intends to help us..........
Days will be between us........
********************************
I received an E-Mail from an American reader, who says she is against war on Iraq, but her mother, who represents the old generation, approves of the war, and what happened during and after it… She sent me a web site address containing a letter from an American father to his four sons, justifying the war, and stressing the need to stand by Bush and his Administration to finish the campaign….that father says that war against America is as old as 1979, meaning since the kidnapping of the American Diplomats in Iran… the operations against the Marines and the Embassy in Beirut, the Embassy in Nyrooby, and other terrorist operations.
The letter is full of malice against Islam and Iraqis, illustrating them as monsters who hate America and envy her….
The letter was disgraceful, representing a short-sighted, limited, and malicious viewpoint…. I was astonished by that logic, wondering to myself, do they hate and despise us like this, then claim they waged the war because they love and pity us….
I can't understand whether they came here to help us, or to have their revenge upon us???....
I only want to understand the true face of America…is she with us, or against us… I want frankness…nothing but frankness, for that is the first key to know the other, and his true intentions.
The military operations of the war ended in a short time….
But that who deserves respect and clapping, is the one who can make peace and stability, reducing the disasters of the after-war period, disasters like gangs, thieves, robberies, and official corruption…
This is the true test of the American ability here….
If she succeeds, she deserves to be the Paramount Nation who deserves respect… And if she doesn't….then she is the nation who deserves pity….more than Iraqis. For her bereavement is a lot bigger than theirs.
************************************************************************************************
Translated by May \ Baghdad.


Wednesday, September 01, 2004

 
الأربعاء 1/9/004
مساء الخير....
تحسن الجو في بغداد قليلا...في الصباح الباكر, ثمة نسمات لطيفة, لكن في وقت الظهر والعصر ما زال الجو حارا...
وها هو آب ينتهي ولم يفتح للشتاء باب, كما يقول المثل القديم....
ربما في أيلول سيتحسن الجو أكثر....
والآن بدأت زهور صغيرة تتفتح في الحديقة, وهي علامة جيدة بأن الحرارة بدأت تنكسر حدتها...
***********************
أريد أن أتكلم قليلا عن بعض أحداث حياتي اليومية هذه الأيام..
في الصباح يأتي السائق ويرن الجرس الخارجي, أخرج مسرعة وبيدي حقيبتي وأوراق كثيرة تخص العمل ,
والجمعية , وأمور اخرى...
أغلق الباب الخارجي خلفي, وأنظر بريبة للشارع والسيارات المارة, كل يوم أقول ستتوقف سيارة, وستخرج من الشبابيك بنادق أوتوماتيكية, وستطلق النار علي....
هذه الفكرة تراودني دائما, وبعد حادث السيارة, زادت حدتها.
وتراودني صباحا, وعند عودتي ظهرا للبيت.
وبدأت أقنع نفسي صباح مساء أن الموت يمشي معنا, فمتى جاء, أهلا وسهلا, ولن نتوقف عن العمل ما دامت الحياة في عروقنا
يوجد حديث للرسول عليه الصلاة والسلام يقول ما معناه : لو قامت الساعة وبيدك غرسة نخل كنت تنوي زراعتها, فاغرسها ولا تتردد.
**********************
حسنا , يوم العمل عادة مزدحم بالحديث مع الزبائن, عن أمور تخص الفلاتر ومنظومات معالجة المياه, للقرى والمدن والمعامل
الخاصة والحكومية وللبيوت. واحيانا الحديث عن السياسة ومعاناتنا اليومية والحرب والإحتلال والحكومة العراقية المؤقته, والمستقبل الغامض للعراق. ...
أفتح الإنترنت وأقرأ الرسائل الجديدة, أجيب على معظمها..بينما أكمل تدقيق الدفاتر والمبيعات والحسابات...
وفي العمل توجد احيانا منغصات...
أكثر شيء يستفزني, هو موظف الدولة الذي يشتري أجهزة للدائرة ويطلب زيادة السعر على الفاتورة.
أقول له : أيام صدام كان الراتب قليلا وثمة مبرر لهذه الأفعال, والآن, ما السبب ؟؟
فيضحك بغباء ويقول : مو ست الراتب هم ما يكفي, وأكو هواية ناس بالدائرة تريد, من رئيس القسم الى المحاسب الى مسؤول المشتريات...
أضع يدي على خدي, واتنهد, وأقول في قلبي : مال الحرام مثل ماء البحر...مالح ولا يروي, وسيظلون يسرقون ولا يشبعون.
جاء اليوم مسؤول المشتريات لدائرة ما, وكنت قد اعطيت زميله في الصباح عرض سعر لجهاز سوفتنر لتخفيف عسرة الماء...
قال انه يريد ان يشتري الجهاز الآن, ويدفع لي نقدا, ولا يريد مني فاتورة, وسيبيعه هو للدائرة بسعر آخر...
نظرت اليه, وطلعت من عيني كل إشعاعات الغضب...
قلت له : لا يجوز...هذه أفعال مشينة, لا أتفق مع ناس, ثم أغدر بهم...
قال : ما يهمك؟ سأعطيك المبلغ صافيا, ولن يقطعوا منك ضريبة...
قلت: شكرا, لا توفر علي الضريبة, لا يهمني أمرها, ولكني لا أحب هذه الألاعيب, إبحث عن غيري...
رجعت الى شاشة الكومبيوتر....
لكنه بدأ يلح....ولماذا انت حادة؟؟؟ قال .
نظرت اليه وحاولت أن أكون هادئة : عزيزي , لست حادة, لكني أفهم الامور هكذا, وهذا محلي, وأنا حرة, أتصرف بقناعتي,
لا أحد يجبرني على التفكير بطريقته, إتفقنا ؟؟؟
بربر كثيرا...وتوسل كثيرا, لكني آثرت البرود وعدم الرد, وانشغلت بالإنترنت...فخرج من المحل.
صفقت يدا بيد...وقلت: رحم الله أيام صدام حسين, كانوا يرتشون ويخافون أن يكشفهم أحد ما...
واليوم سرقات ورشاوى وفساد إداري بلا حدود....
من يسائل ومن يدري....كل يغني على ليلاه....
ما فرق هؤلاء عن الذين سرقوا سيارتي؟
كلهم يحلل الحرام ولا يبالي...وكلهم نتاج مريض, لزمن مريض.
وتذكرت بالأمس حين كنت عائدة من العمل, وتوقفنا لشراء خضار, وجاء السائق وقال : تصوري, هذا سائق التاكسي تعارك مع هذه المرأة تلبس العباءة وتضع على وجهها خمار, سحب الخمار فطلعت رجلا بشوارب, كان يريد تسليب السيارة.
بقيت مذهولة, قلت أين هي, قال تعالي سأريك إياها...
رجعنا بالسيارة الى الشارع الرئيسي, كان ثمة إمرأة تلبس عباءة وتضع على وجهها غطاء لا يكشف سوى العينين,
ومعها ولد عمره حوالي الرابعة عشرة, أوقفت سيارة أجرة وركب الولد جنب السائق, وركبت هي في الخلف, قلت للسائق تقدم ببطء وقف جانب التكسي أريد الكلام معه بالإنكليزية, ربما سيفهم, وينزلهم من سيارته, لكن سائقي الأخرق, وقف جانب السيارة الأخرى, وصرخ كالمعتوه : إنتبه , إنهم سلابه, ثم مضى للأمام.
غضبت من غبائه, فالغباء موهبه كما يقولون, قلت له توقف, الرجل لم يفهم عليك, صار يلتفت يمينا ويسارا يبحث عن السلابه
في الشارع ولم يفهم انهم معه, قف هنا ودعني أكلمه بهدوء....
قال : أم رائد إحذري فقد يكونوا مسلحين, هذا الذي يتنكر بزي إمرأة, أكيد يحمل معه مسدسا...
أحسست بالعجز, تماما كما حدث لي أمام اللصوص الذين سلبوني سيارتي, وهذا الغبي الذي معي أفسد فكرتي كلها, لا نقدر أن نتقدم الآن ونتكلم, العصابة داخل السيارة, وهم بدون شك مسلحون....تابعت السيارة بنظري وهي تدخل في فرع جانبي...وانعصر قلبي حزنا على صاحبها وعلى مصيره المجهول, وبقيت طوال النهار والمساء أفكر فيما حصل له, وأدعو الله أن يكون معه, فتلك السيارة مصدر رزقه ورزق عائلته....
كان ثمة جيش عراقي يقف هناك في نقطة تفتيش بعيدة, ورتل أمريكي مدجج بالأسلحة الأوتوماتيكية يمضي في طريق المطار.... وشمس الظهيرة الحارقة...
أسندت ظهري لكرسي السيارة, وتنهدت مرة أخرى بحزن, وابتسمت بمرارة, وعدت للبيت متعكرة المزاج....
************************************************
اليوم جاءت إمرأتان للمحل تلبسان العباءات, جلست أحداهما على الكرسي امامي لتستريح, ووقفت الأخرى تسأل عن الفلاتر المنزلية وأسعارها...رميت القلم من يدي, وتوقفت عن العمل, وبقيت أحدق في هذه الجالسة أمامي...
قلت ربما ستخرج مسدسا من تحت عباءتها وتصوبه لوجهي, ماذا سأفعل؟؟
ناديت أحد المهندسين ليقف أمامي, والى جوارها...وبقيت متوترة, حتى إشتروا فلترا وخرجوا من المحل....
أظن أن الحياة هنا ستصيبني بأمراض نفسية صعبة, هاهاها.
*************************************
بالأمس , قال الموظف معي في المحل, صباح الخير, البارحة سلبوا حقيبة زوجتي وضربوها...
إبتسمت كمن يستقبل مصيبة الصباح الجديدة....كل يوم مصيبة جديدة, هكذا ينبغي التعامل مع الموضوع بروح رياضية.
قال انها كانت ذاهبة لمدرستها, هي تعمل معلمة, كانت مع ابنتها الصغيرة تعود للبيت في باص صغير, مع مجموعة من الركاب, وفي شارع الغزالية, توقف الباص, وأخرج إثنان أو ثلاثة من الركاب سكاكين, وطلبوا من الركاب تسليم نقودهم وحقائبهم اليدوية, ثم ضربوهم وألقوهم في الشارع....
لا أدري ما أقول...أضحك أم أبكي ؟؟
دائما التعليق : هذا العراق العظيم....رأينا أشياء كثيرة أيام صدام , واليوم نرى أعاجيب أكثر....
إتصلت بالمرأة المسكينة وقلت الحمد لله على السلامة, ثم ضحكت و.قلت :لا تهتمي , كلنا نشرب من هذا الكأس....
هكذا تثبتي أنك عراقية, تكتوين بالنار....وتصبرين...
لا نملك خيارا آخر......
**********************************
دخلت إحدى الجمعيات الخيرية قبل أيام , فرأيت شابة وجهها مألوف, تريد الإنتماء للجمعية...
ابتسمت لها وسألتها : أين رأيتك من قبل ؟
قالت : لا اتذكر, وجهك مألوف....
قلت : إسمي كذا وعملي كذا وعنوان عملي كذا....
قالت : آه...تذكرت جئتك مع منظمة فرنسية واشترينا اجهزة...
ضربت بأصابعي في الهواء, وقلت : نعم, تذكرتك. أنت طبيية؟
هزت رأسها بالإيجاب .
جلست اناقش موضوعا ما , مع السيدات.
ثم قالوا نناقش طلب هذه الطبيبة, تريد الإنتماء للجمعية.
قالت إنها عملت مع منظمات غير حكومية اجنبية, والآن تريد العمل مع منظمة غير حكومية عراقية.
قرأوا الطلب , فتبين أن والدها كان وزيرا في وقت ما, وأمها ناشطة معروفة بقضايا إجتماعية وإنسانية, فقالوا طبعا نوافق...
أطرقت, وابتسمت....
أنا أعرف وجها آخر منها, جاءت للمحل مع فرنسيين تسأل عن أجهزة, ثم عادت مع زميلها بدون اعضاء المنظمة الفرنسية,
ووقفت بعيدا تتناقش مع عزام كيف يعطيها عمولة عشرة دولار....
نظرت اليها اليوم, وابتسمت ...., إبنة الوزير تريد عمولة عشرة دولار, ماذا أقول لإبن الناس الفقراء حين يطلب عمولة؟؟؟
وكيف يختار الناس رموزا نظيفة لمواقع قيادية؟؟؟
طبعا كنت سأفرح بإنتمائها لجمعيتي لو طلبت هذا ووجدت أنها بنت فلان وفلانه...
لكني اليوم انظر للموضوع بعين أخرى...هذه مرتشية, كيف سأثق بها؟؟؟
****************************
العراق اليوم يعيش أسوأ حالاته, من سيصلح هذا الواقع الأليم...
القطاع العام والمال العام, يسرقان وينهبان بكل بساطة وعلنا....من سيحاسب؟؟
من سيصلح الأمور, من سيختار قيادات نزيهة شريفة لتقود مستقبل العراق...
اللصوص يزدادون يوما بعد يوم, عددا وخبرة, كم سنحتاج من السنين للسيطرة عليهم , والقضاء عليهم؟؟
ومشاريع صغيرة تنجز للعراقيين, ومصاريف هائلة تصرف, معظمها رشاوى وسرقات...
هذا إستنزاف مستمر...من سيوقفه؟؟
البلاد في دوامة, ووجود قوات اجنبية تزيد من تعقيدات الموقف....
حكومة وطنية شريفة قوية, هذا هو المطلوب...لحل كل المشاكل...
لكن الذي يحدث الآن, ان الحكومة في موقف مربك, وهي تلبي طلبات قوات الإحتلال لتصفية المعارضة وفتح جبهات قتال ضد العراقيين , بدل فتح أبواب حوار ومحبة وجمع شمل للشعب الممزق.
هذه كارثة وجود قوات أجنبية في أي بلد....لها أجندة سياسية وعسكرية تريد تنفيذها بأي ثمن, وليذهب الناس والوطن الى الجحيم....
المعادلة تصبح لها عناصر اخرى داخلة وخارجة, لو كان ثمة حكم وطني , فالمعادلة وعناصرها ستختلف تماما...
ستكون ثمة أولويات لإعادة بناء البلاد, وضبط الأمن, والسيطرة على العصابات, والسرقات من المال العام...
**********************************
الإنتخابات الأمريكية على الأبواب...
ونحن ما عاد يهمنا من سيفوز, الذي يهمنا هو أن يضغط الشعب الأمريكي على حكومته القادمة لتكون أكثر صدقا وجدية في تحقيق السلام والأمان للعراقيين, وإعادة بناء العراق, وفتح آفاق مستقبل مشرق...هذا الذي فشلت لحد الآن في تحقيقه...
بماذا نجحت ؟؟؟
نجحت في فتح ساحات قتال جديدة في العراق, وأدخلت الغرباء والإرهابيين الى العراق, ودمرت ما تبقى من خير في هذا البلد
وهذا الشعب.
إنجازات صغيرة جيدة متواضعة حدثت( تصليح مدارس ومستوصفات ومحطات مياه ومجاري مثلا...) لكنها لا تناسب مع سيل الكوارث اليومية الذي لا يقدر بحجم...
********************************
أريد العودة والتفكير بهذه الحرب منذ البداية, ومن أراد لها أن تقوم...
الحكومة الأمريكية لها مصالح خاصة بعضها مكشوف وبعضها خاضع للإحتمالات...ووضعت يدها بيد المعارضة العراقية
أو جزء منها, الذي أباح لنفسه دخول العراق على دبابة أمريكية,
اعرف أن ثمة معارضة عراقية لحد الآن ترفض أن تضع يدها بيد جيش الإحتلال وتقول أن وجوده لا شرعي هنا....لكنها مهمشة ولا تقترب منها الأضواء...
حسنا تلك الأحزاب التي اتفقت مصالحها مع أميركا, هي تلهث وراء السلطة والكراسي والمناصب, وتكلمت بإسم الشعب العراقي البائس, الذي يتكلم الجميع بإسمه, وهو آخر من يعلم....
هذه الأحزاب والشخصيات إستلمت السلطة هنا وتناحرت عليها, والجلبي نموذج واحد منها...
هذه النماذج تفكر بمصالحها وامتيازاتها, ومصلحة الشعب العراقي في كعب أحذيتهم....تماما كما كنت أقول : إن مصلحة الشعب العراقي مكتوبة على قاع حذاء صدام حسين....والذين جاؤوا من بعده لم يكونوا أكثر رحمة منه للعراقيين...
كل يلهث على مصالحه, وليسقط الشعب في الجحيم...
هذه الحرب تم شنها بإسم الشعب, وقوات الإحتلال موجودة بإسم الشعب, والقتال في الفلوجة والنجف بإسم الشعب, والمؤتمر الوطني الذي تم إنتخابه هناك بعيدا في قصر المؤتمرات, أيضا يتكلم بإسم الشعب....
وكل هذا يتم بمباركة أميركا.....
ماذا نقول ؟؟
كل ما جرى لنا هو بعلم أميركا, ومشاركة أميركا, وموافقة أميركا....
فهل هي غبية؟؟؟ أم خبيثة؟؟
أم أن النيات حسنة لكنهم لم يقدروا أن يحققوها؟؟؟
ليتني أكون ساذجة وأصدق ان الموضوع فيه نيات حسنة, وواقع حال معقد يحول دون تحقيق الأمنيات؟؟؟
والسؤال هو : من الذي جعل واقع الحال هكذا, وأخرجه عن السيطرة؟؟
المثل يقول : الطريق الى جهنم يمتلي بالنوايا الحسنة.
ونحن نقول: الحرب على العراق هي مثل الطريق الى جهنم...تمتليء بالنوايا الحسنة.
لكن , ماذا حصدنا؟؟؟
****************************
اليوم أقرأ في الصحيفة أن مؤتمر الحزب الجمهوري يعقد في أميركا...
وصورة إمرأة عراقية تتحدث في المؤتمر وتقول : الولايات المتحدة قدمت للعراقيين الحرية والديمقراطية...
وهذا تماما ما يريده بوش, وإدارته, شهود من العراق, على نجاح حملته على العراق..
لكن هذه المرأة كانت في حزب معارضة ضد صدام , والآن هي مسؤولة في المجلس الإسلامي الأمريكي
السبب يبدو واضحا, ولماذا جاءت تشكر بوش
هل جاءت بإسم العراقيين البؤساء الذين هنا؟
يموتون من الخوف والكآبة والحزن على ما حصل لحياتهم من دمار؟.
لكن السؤال : كم يمثل رأي هذه المرأة من نسبة بين العراقيين؟
هؤلاء الذين في الأحزاب ولهم وجهات نظرهم الخاصة, هل هم أكثر من 5 بالمئة من الشعب,أو 10 بالمئة؟
وهل هؤلاء يمثل رأيهم حقا رأي الغالبية من الشعب؟
وهل يفهم الشعب الأمريكي هذه الخدع ؟
ابتسمت وتخيلت مؤتمر يقيمه أنصار صدام , في مكان ما, ويأتون بعشرات ومئات من الذين سيشهدوا أن صدام حسين كان قائدا فذا, وكان ديمقراطيا, وكان وكان....
السياسة لعبة بعيدة عن الحقيقة والواقع....تستعمل كل الوسائل لإقناع الناس بوجهة نظر معينة...معظم الأحيان لا تكون صحيحة.
والسعيد هو الذي يقدر ان ينجو من غسيل الأدمغة الذي يستمر صباح مساء عبر وسائل الإعلام المختلفة.
***********************************
أقدر أن أتفهم موقف الحكومة الأمريكية تماما....
هي التي شنت الحرب على العراق , وهي التي تعهدت ببناء العراق على طراز جديد...
إذن من مصلحتها للحفاظ على ماء وجهها أن تقول ان كل شيء على ما يرام في العراق...ويمشي حسب الأصول.
لأن الإعتراف بالفشل سوف يدمر مستقبل الحكومة والحزب الحاكم....
حسنا, ما يهمنا كعراقيين هو أن تكون الإدارة القادمة اكثر صدقا وشفافية في التعامل مع الملف العراقي ...لا نريد اعتذارا عما
حدث من كوارث , نريد خطة عمل ناجحة وملموسة تعيد بناء حياتنا من جديد...هذه أفضل من الإعتذا رات.
إن أسأت لشخص أو مجموعة, فافضل طريقة هي في مساعدتهم لتجاوز آلامهم التي كنت أنا جزءا من أسباب حدوثها, هكذا أفهم حسب نظرتي وتجربتي في الحياة.
أساعد الذين شاركت بطريقة ما , مقصودة أو غير مقصودة, في تحطيم حياتهم.
أقودهم الى مستقبل أفضل...أساعدهم في بناء حياتهم الجديدة...
هذا ما يريده العراقيون من أميركا وحكومتها الجديدة....أفعال طيبة على أرض الواقع...أفعال تفرح العراقيين وتثبت صدق وجدية أميركا تجاهنا....
ولا أتمنى أربع سنوات جديدة قادمة من الآلام والتخبط والتجارب الفاشلة وعدم وضوح الرؤيا.....
الشعب الأمريكي هو الذي سيساعدنا , وهو الذي في الإمتحان, ليس فقط مصداقية الحكومة هي التي معرضة للإمتحان.
الشعب هناك كله معرض للإمتحان....
إمتحان الصدق في تحقيق الوعود, وامتحان الرؤيا الإنسانية نحو الشعوب الأخرى....
امتحان الحضارة , والقدرة على التواصل الحضاري مع الآخرين.... دون عنف, دون تكبر وتفاخر, دون كذب على الذات.
أتمنى أن تنجح أميركا في الإمتحان هنا, سيعطيها سمعة جيدة ونظيفة, وسيعطينا الكثير من الأمل بوجود شريك متفهم وصادق
وينوي مساعدتنا..........
الأيام بيننا........
********************************
وصلتني رسالة الكترونية من قارئة أمريكية, تقول انها ضد الحرب على العراق, ولكن والدتها التي تمثل الجيل القديم تؤيد الحرب وما حدث فيها وبعده...
وترسل لي موقعا الكترونيا فيه رسالة من أب أمريكي لأبنائه الأربعة, يبرر بها الحرب, ويشدد على ضرورة الوقوف مع بوش وإدارته لإكمال الحملة....ويقول ذلك الوالد ان الحروب ضد أميركا قديمة منذ 1979 , اي منذ خطف الدبلوماسيين الأمريكيين
في ايران...والعمليات ضد المارينز والسفارة في بيروت , والسفارة في نيروبي, وغيرها من العمليات الإرهابية.
الرسالة تمتليء بالحقد ضد الإسلام والعراقيين, وتمثلهم كوحوش تبغض اميركا وتحسدها....
الرسالة مخجلة, وتمثل وجهة نظر حاقدة وقصيرة ومحدودة....ودهشت من هذا المنطق, وتساءلت مع نفسي, هل هم يكرهوننا ويحتقروننا هكذا , ويدعون بانهم شنوا الحرب حبا فينا وشفقة علينا....
لست أفهم هل جاؤا هنا لمساعدتنا, أم للإنتقام منا ؟؟؟....
أريد فقط أن أفهم الوجه الحقيقي لأميركا...هل هي معنا, أم ضدنا...
أريد الصراحة...لا شيء سوى الصراحة, فهي المفتاح الأول لمعرفة الآخر, ونواياه الحقيقية.
الحرب انتهت بعملياتها العسكرية بفترة قصيرة....
لكن الذي يستحق التصفيق والإحترام هو الذي يقدر أن يصنع السلام والإستقرار, ويقلل مصائب ما بعد الحرب, من عصابات ولصوص وسرقات وفساد إداري...
وهذا هو الإمتحان الحقيقي لقدرة اميركا هنا....
إن نجحت فيه إستحقت ان تكون الدولة العظمى التي تستحق الإحترام...
وإن لم تنجح....فهي الدولة التي تستحق الرثاء....أكثر مما يستحقه العراقيين .
فمصيبتها اكبر من مصيبتهم
************************************************

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives