Monday, November 01, 2004

 
السبت 30 تشرين أول 2004
صباح الخير...
ما زال شهر رمضان معنا, دخلنا النصف الثاني منه...
مع انه فقد الكثير من نكهته خلال هذه الأيام الصعبة, لكن ثمة سكون في الليل وأصوات المآذن يقرأ فيها القرآن..
بعد صلاة العشاء, خلال صلاة التراويح, وفي وقت السحور, قبل صلاة الفجر...
نعم,ثمة شحنة ربانية تغلف أجواء المدن وأهلها , خلال رمضان..
فتضفي عليه طابعه الخاص...شهر العبادة وذكر الله.
الجو بدأ يتحسن ويبرد قليلا في الصباح والمساء, لكن خلال الظهر ما زال حارا بعض الشيء.
توقفنا عن تشغيل المكيفات والمبردات, فقط المراوح , وأحيانا نشعر بالبرد فنطفئها .
ولذلك تحسنت الكهرباء قليلا.
سيأتي البرد ويشغل الناس الصوبات الكهربائية, وتعود الكهرباء تعاني من خلل وكثرة استهلاك.
ومنذ الآن تلوح رائحة أزمة النفط والناس يتحدثون عن أسعاره المرتفعة حيث بدأوا شراءه وتخزينه للصوبات.
لكني اتمنى أن تأتي الأيام بما فيه الخير والراحة للعراقيين البؤساء.
******************************************
الأسبوع القادم فيه الإنتخابات الأمريكية...أكاد أحس من هنا حرارة الأجواء, أقصد سخونة الأجواء..
الكل يركض ويلهث لينال الفوز...
ونحن هنا ننتظر ونسمع تطورات الموقف هناك...ونتناقش دائما : ماذا لو فاز بوش ثانية ؟
ماذا لو فاز كيري ؟
والجواب معظم الأحيان : لا فرق, كلهم متشابهون.
طبعا للمواطن الأمريكي ثمة فرق, لأن ثمة تفاصيل تعنيه هناك تتعلق بالضرائب والشؤون الداخلية للبلاد.
أما بالنسبة للعراقي, فالأمر يتركز على موضوع واحد :ماذا ستقدم الإدارة الأمريكية من عون للعراقيين
حتى يتمكنوا من بناء وطنهم وحياتهم من جديد....
مقدار جدية هذه الإدارة على تحسين واقع الحياة اليومية للعراقيين, وتوفير الأمان, ومشاريع إقتصادية وتشغيل أيادي عاطلة عن العمل, ومساعدة العراقيين على إنتخاب رموز قيادية جديدة, مخلصة للعراق والعراقيين...
هذه كلها أجندة تهم الناس هنا...وتنتظر من ينفذها....
الناس هنا لا يريدون سماع خطابات مملة وتصفيق...الناس يريدون أن يروا بعيونهم ويلمسوا التغيير الحقيقي في حياتهم..التغيير نحو الأفضل.. للعراقي وعائلته وأطفاله...كلهم يحلمون بالمستقبل المشرق...ويريدون أن يساعدهم
العالم كله لتحقيق هذا الأمل....
لا يهم من يجيء أو يذهب...المهم من ينفذ ؟ ومن يقدم المساعدة الصادقة؟
هذا ما سترينا جوابه الأيام والسنوات القادمات.
***************************************
تصلني رسائل الكترونية كثيرة..بعضها قصير من سطور قليلة وكلمات مودة وتحيات...
وبعضها طويل فيه كلام معاد, سمعته سابقا, وبعضها فيه كلام أعرفه, لكني أتوقف عنده طويلا...لأنه جاء صريحا ومباشرا...نعم أحب الصراحة والمباشرة في الكلام, لا أحب اللف والدوران والتزويق,,,فيه رائحة النفاق والكذب.
الرسالة قصيرة وواضحة. وهي من أب أمريكي, يقول إن له ابن عمره 17 سنة, المفروض العام القادم يأتي كمجند للعراق.
وهو غاضب بعض الشيء, ربما من كتاباتي, أو من وسائل الإعلام, حيث يرى في النتيجة ان أميركا تضحي بنفسها واولادها من اجل شعب لا يقدر التضحية, شعب ناكر للجميل...وهو يقول إسالي شعبك : هل نحن نستحق تضحيات اميركا من اجلنا؟؟
وهو يقول أنت ترفضين قدوم أميركا الى العراق والحرب, لكنك ( تتمتعين الآن بالحرية ) وعندك موقع تكتبين عليه
ما تريدين, وكل هذا بفضل اميركا, واسألي نفسك وعائلتك : هل نستحق تضحيات اميركا؟؟
وسوف يأتي إبني للعراق, ليس من اجل النفط, ولا من أجل الحصول على راتب مرتفع’ ولا من اجل الحصول على منحة دراسية, لكن لأنه يفخر ببلاده اميركا, ويحب الحرية, ويريد نشرها في دول العالم ومنها العراق.
*******************************************
كل يوم ابتسم وأتذكر الرسالة...تتمتعين بالحرية, واسألي عائلتك وشعبك هل نستحق تضحيات اميركا من أجلنا؟؟
ثم أضحك...
عندنا مقولة شائعة في العراق, عندما يتدخل شخص لعمل خدمة لشخص آخر, دون أن يطلب منه أحد ذلك, ثم
يهبب(يلوص الأمور) يصرخ صاحب الشأن غاضبا من تدخل ذلك الشخص : من الذي سخم وجهك وقال لك تعال
وافعل هذا؟
من الذي طلب مساعدتك؟؟
كنت سأتدبر امري على أي حال...ها قد جئت وخربت كل شيء...تفضل ودلني كيف أصلح الأمور؟؟؟
الأ يبدو حال العراقيين هكذا مع أميركا؟؟
ههههه...والله الدنيا مضحكة,
تنزل الكوارث على رأسك من حماقات الاخرين...ثم يتهمونك بقلة الذوق ونكران الجميل..
حقا مضحكة..........
*****************************
أين المشكلة؟؟
ثمة فجوة كبيرة بين نظرة الأمريكي للموقف, ونظرة العراقي...
الأمريكي يجد نفسه بطلا أسطوريا مضحيا من اجل الحرية...لنشرها في دول العالم (كما يفكر الأنبياء أيام زمان بنشر الأديان في الأرض وخصوصا للشعوب الجاهلة, وهذا مبدأ يستحق التضحية, أن تنقلهم من حالة الجهل الى حالة العلم)
والأمريكي يظن نفسه نبيا صاحب رسالة مقدسة.
والعراقي يجد هذه قصة غير مقنعة, وليس من شأن أحد أن يتدخل في حياة الآخرين ويفسد حياتهم من أجل تحقيق مباديء ومثاليات تخصه هو, ويجدها أولويات حياته...
العراقي يرى في الأمريكي (وخاصة الجندي) رمزا لقوة إحتلال مدججة يالسلاح...قوة إحتلال من دول أجنبية.
لا تقل ولا تشرح...
من في العالم يحب أن يرى قوة إحتلال أجنبية على أرضه, فيصفق لها ويقدم الزهور؟؟
نكته...
لكن أميركا تصدق هذه النكته...وتظنها حقيقية...وتريد أن ترغمنا على تصديقها ..حسنا , منذ سنة ونصف,
ماذا رأينا؟؟؟
كانت مشاعرنا هادئة غير عدوانية وغاضبة حين دخلوا العراق , ودخلوا بغداد في 9/4/003
لماذا بعد شهور وشهور زاد غضبنا ورفضنا لوجودهم؟؟
حتى الذي كان يحلم أنهم يحملون الينا الخير...سقطت أحلامه على أرض الواقع المؤلم وتحطمت...وتبددت
كأنها غيمة....ذهبت بعيدا...
ثمة شعور بخيبة الأمل في قلب كل عراقي أيد أميركا وحربها على صدام حسين.
حتى الذي كان يكرهه, اليوم محبط من أميركا وما فعلته من تدمير لحياتنا واحلامنا هنا...
ودائما نفكر والسؤال يدور : هل ثمة غباء أم مؤامرة؟؟
الشعوب الغربية تستبعد نظرية المؤامرة دائما وتستخف بها.
والشعوب العربية تؤمن بنظرية المؤامرة لأنها قاست من تجارب سابقة, وأحبطت من تحالفات دمرتها
الخيانة والمؤامرات...فما عادت تثق بالأجنبي....
*******************************************
العرب وبريطانيا....
تجربة تاريخية مؤلمة.,....
لم يعيشها جيلنا, لكننا سمعنا آباءنا وأجدادنا يتكلمون عنها, وكتب التاريخ ما زالت حاضرة, تقرأها كل الأجيال.
كانت الدول العربية تعاني من الإستعمار التركي/ العثماني...لحوالي خمسة قرون من الزمن.
قاست هذه الشعوب ما قاست من قسوة المحتل , وجبروته وظلمه, رغم أنه كان يتخذ الدين الإسلامي غطاء
لتبرير وجوده, وحقه في الحكم.
لكن العرب رفضوا هذا الإستعمار, مع إحترامهم وتمسكهم بدينهم, لكنهم لم يجدوه مبررا للسكوت والخضوع.
والدولة العثمانية اضطهدت العرب وقست عليهم, حتى انها صارت تمنع اللغة العربية من التداول..وأرادت أن تجعل اللغة التركية هي الرسمية...وفي هذا إستفزاز كبير وتحقير للعرب.
النبي محمد كان عربيا, والقرآن لغته عربية, فكيف يقبلون بهذا الظلم والتجاهل.
ثار العرب ضد الدولة العثمانية وغطرستها...وكانت تركيا تقابل هذا بمزيد من العنف والإعدامات الجماعية
للثوار والمعارضين.
ثم جاءت الحرب العالمية الأولى, وتحالفت تركيا مع المانيا...فتدخلت بريطانيا المتحالفة مع فرنسا ضد المانيا
وفتحت قنوات حوار مع العرب...
وكان ثمة كلام ووعود...
ثوروا على الدولة العثمانية وساعدونا على هزيمتها...نساعدكم على قيام دولة عربية مستقلة .
طبعا العرب رحبوا بالفكرة, لأنها طريق خلاصهم...
وقدموا التضحيات من أنفسهم وأموالهم لتحقيق هذا الهدف...بكل حب وصدق وإخلاص.
هل تعرفون كيف هو حب العربي وصدقه وإخلاصه؟؟
أنه شيء ينبع من روحه...صافيا , شفافا....جميلا, لا مثيل له.
******************************************
وأقرأ هذه الأيام كتاب مذكرات لورنس(لورنس العرب)...
كان ضابطا بريطانيا مكلفا بمساعدة العرب وتدريبهم على نسف خطوط السكك الحديدية والقطارات التركية المحملة بالجنود والتموين والعتاد للجيش التركي, المارة خلال صحراء الجزيرة العربية...وكان يناقش مع قياداتهم خطط التحركات والسيطرة على المدن واحدة واحدة..من مكة الى شمال الجزيرة العربية الى ميناء العقبة...حتى الوصول الى دمشق...وإخراج الجيش التركي من كل هذه المنطقة. وتحريرها ليتمكن العرب من حكم أنفسهم بأنفسهم.
وطبعا حين إقتربت الحملة من نهايتها وهي تسجل النجاحات بفعل إيمان العرب وإخلاصهم...إكتشف لورنس أن القيادة البريطانية غير جادة في كلامها مع العرب...وشعر بالحزن والخزي من هذه الخيانة...ولم يعرف كيف يتصرف,
وكيف يواجه شكوك العرب...لكنه أقسم مع نفسه أن يظل مخلصا للعرب حتى النهاية...
كم من أجنبي يملك أخلاق لورنس وصدقه؟؟
كم يحتاج العراقيون الى نماذج شريفة مخلصة تحب العرب والعراقيين مثل لورنس؟؟
لكن الذين ياتون الى هنا, يحبون أنفسهم وأميركا...
يحبون أنفسهم وأميركا اكثر من أي شيء آخر......ويفخرون بأنفسهم وأميركا.
وينظرون للعرب والعراقيين كمخلوقات أدنى منهم...
لورنس عاش مع العرب وفهم روحهم الشفافة وصدقهم وإخلاصهم...وأحبهم وكتب عنهم بإنصاف.
أين هم الأمريكيون الذين يحبون ويفهمون العرب وطريقة تفكيرهم ؟؟
ويحترمون نظرتهم الجميلة للحياة؟؟
ماذا يعرف عنا الأمريكيون؟؟
لا شيء...أظن هذا هو الجواب النموذجي...
وإن كنت لا تعرف شيئا عن شعب ما, فكيف تدعي أنك جئت لمساعدته على بناء مستقبله؟؟
ما هي الرؤيا المشتركة بينك وبينه؟؟
أم سترغمه على بناء حياته حسب مزاجك الأمريكي؟؟
الفجوة سوف تكبر وتتوسع بين الطرفين...
ثمة غباء في الموضوع.
***************************************************
وانتهت الحرب العالمية, وتمت هزيمة تركيا...
لكن العرب فاجأتهم خيانة بريطانيا وفرنسا وتنكرهما للوعود الجميلة.
تم تقسيم الدول العربية الى مستعمرات بريطانية وفرنسية حسب معاهدة سايكس بيكو( 1916/1917)
وبدأت الدول العربية تعيش كابوسا جديدا ...الصديق الموعود صار هو المحتل الجديد...
أليس هذا التاريخ يبدو مثل قصة سوريالية لا تصدق؟؟
بدأ النضال من جديد...من الصفر..ضد بريطانيا وفرنسا وظلم المحتل وجبروته.
خاض آباؤنا وأجدادنا معظم سنوات حياتهم وهم يتصدون للإستعمار الجديد ليخرجوه من بلاد العرب
وينالون إستقلالهم.
وتحررت كل الدول العربية من الإستعمار منذ بداية الخمسينات من القرن الماضي وحتى منتصف الستينات.
لكن فلسطين ظلت مثل الشوكة في حلوق العرب, تنغص حياتهم, وتذكرهم بخيانة بريطانيا لهم, حيث سمحت بإنشاء دولة اسرائيل على أرضها...وأتت بالمستوطنين اليهود من مختلف أنحاء العالم...ليقتلوا الفلسطينيين ويهجروهم ويحتلوا مدنهم وقراهم.
تاريخ مخجل يندى له الجبين...
ما زال حيا في أذهان العرب..كل يوم..صباح مساء.
ثم جاءت أميركا وأسقطت نظام صدام حسين, بحجة أسلحة الدمار الشامل والحرب على الإرهاب....
ثم لم يجدوا أسلحة دمار شامل ولا بطيخ...ففتحوا لنا أبواب جهنم, أقصد أبواب الإرهاب, الذي لم نعرفه قط في حياتنا
حتى ونحن نعيش أيامنا المظلمة تحت حكم صدام حسين.
والآن قصة الزرقاوي ورفاقه...بعد قصة اسلحة الدمار الشامل...
كأننا ندور في حلقات مفرغة لا نهاية لها.
ويتساءل الناس في أميركا : لماذا تفكرون بعقلية نظرية المؤامرة؟؟
تعالوا وعيشوا حياتنا , وانظروا الى ماضينا وتجاربنا مع الغرب , وقولوا لنا لو كنتم مكاننا, ماذا كنتم ستفعلون؟؟
وكيف ستفكرون؟؟
عندنا مثل يقول : الذي تحت العصي تضربه, ليس كالذي يقف ويعد الضربات.
والشعب العراقي هو الذي يتعرض لضرب العصي المؤلمة كل يوم وكل ساعة.....
***********************************************************
والآن قصة 400 طن من المتفجرات, إختفت من موقع منشأة القعقاع بعد سقوط بغداد.
أين ذهبت؟؟
لماذا يتساءلون؟؟
اليست هي التي تستعمل لتدمير حياتنا بتفجيرات يومية لا تتوقف؟؟
منذ تفجير السفارة الأردنية في آب2003, ثم مقر الأمم المتحدة في العراق...ثم سيارت مفخخة ضد المدنيين والشرطة والجيش العراقي, ثم ضد أرتال قوات الإحتلال في الشوارع...وقنابل محلية الصنع, والغام وعبوات..
كل أنواع الجحيم رأيناه هنا وتم تصنيعه من تلك ال400 طن ربما...
وبقي المزيد منها ربما...سيظل يفجر حياتنا صباح مساء حتى يجدونه...أو ربما ينتهي قبل أن يكتشفوا مكانه.
هه...الا تشبه حياتنا المسرحية السخيفة الهزلية؟؟؟
تضحك الجمهور في البداية...وتثير سخطهم.في النهاية...
*************************************
وقبل قليل رأيت بن لادن على شاشة التلفزيون. هه, ما زال على قيد الحياة؟؟
حسنا, عنده توقيت ممتاز لخطاباته...أراهن أن هذا الخطاب الذي هدد فيه بعمليات عسكرية جديدة ضد أميركا
سيفرح بوش ويزيد شعبيته.
أنا أظن ان الذي يريد ان يعمل عمليات جديدة لا يقول ويبلغ الجميع الخبر السعيد : هيه, هل تسمعون؟؟
سأعمل تفجيرات جديدة في مدنكم...هه هه .إذهبوا واختبأوا مني.....
اليس هذا سخف وتفاهة؟؟
عندما فجروا أبراج نيويورك لم يبلغوا احدا مثل هذه الرسائل الساذجة الفاشلة , على محطات التلفزيون.
تمت العمليات بصمت وأصابت العالم كله بالذهول والصدمة.
*****************************************
قلبي يقول أن ثقافة الرعب والعنف التي زرعها بوش وبن لادن في أذهان الأمريكيين ما زالت تحصد ثمارها...
وسوف يفوز بوش بفترة رئاسية جديدة, وربما بعد انقضاء السنوات الأربع القادمة, سيكتشف الأمريكيون الحقيقة..
هل كان بوش على حق , ويقودهم نحو طريق الصواب؟؟
أم أنهم يمضون وراءه من متاهة الى أخرى؟؟
لا أدري...الأيام تحمل الأجوبة.
لكننا في العراق نحمل هموما أخرى...نريد من يقترب ويمد يد العون للعراقيين لصناعة مستقبل جديد,
بلا عنف, بلا إرهاب.
البلاد تحتاج الى قيادات جديدة مخلصة للشعب العراقي...
تفكر بجدية في طرق ممكنة للخلاص, وحل الملفات المعقدة المتراكمة...
ملف الأمن والإستقرار وكيفية تحقيقه على أرض الواقع...ملف الفساد الإداري وكيفية علاجه..ملف تقوية الجيش والشرطة العراقية والتأكد من حسن الولاء وعدم وجود عناصر خائنة غادرة...ملف الحدود وضبط المتسللين...ملف الإقتصاد وطريقة إنعاشه...ملف البطالة وإيجاد مشاريع وفرص عمل للمواطنين....
ملفات كثيرة معقدة...أتمنى أن يتمكن العراقيون من الإمساك بها والسيطرة عليها بروح وطنية مخلصة صادقة
تحب الخير للعراق والعراقيين..
وأتمنى أن تكون قوات الإحتلال قد ابتعدت الى معسكرات بعيدة خارج المدن...
ثم الخطوة الثانية تخرج من العراق...
*********************************************
ثم ستأتي الإنتخابات العراقية بداية العام القادم...
لا نعرف الكثير عن الموضوع..ما زال غامض التفاصيل.
لا أسماء ولا قوائم معلنة ولا صور ولا وجوه ولا حملات انتخابية...
الوقت يمضي ولا شيء من هذا رأينا...
من سننتخب؟؟
وكيف سنعرف الجيد من الرديء؟؟
المرشحون يخافون الظهور وإعلان أسمائهم خوفا من القتل والخطف والإرهاب...
وكلنا نريد الإنتخابات..والذي يريد التأجيل , نواياه مشكوك بها...والذي مصمم على الموعد, أيضا نواياه غير
مضمونة النقاء, والظروف تعيسة.
لا أدري....كيف سيتم التعامل مع الموضوع...
الناس تريد انتخابات ووجوه جديدة نظيفة ووطنية مخلصة, لكن الظروف رديئة , وغامضة, ولن تسمح تماما بانتخابات تحقق الطموحات المرجوة.
لا أعرف كيف سيتم انجاز الأمر بأحسن النتائج, وأقل الخسائر؟؟
*********************************************

الأحد 31 تشرين أول 2004
صباح الخير...
الساعة الان الثامنة صباحا, سمعت صوت صواريخ سقطت على المطار, إرتج البيت كله, ثم سقطت صواريخ أخرى..
صوتها قوي ويذكرني بأيام الحرب 2003, وأصوات الصواريخ تسقط على اهداف عراقية قريبة.
ثم سمعت صوت صافرة إنذار بعيدة...لم أسمع صوتها منذ سقوط بغداد...
والآن مرت في السماء طائرات هليكوبتر امريكية سريعة وشرسة كانها تزمجر...ربما اتجهت صوب المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ...
يوجد منطاد كبير في السماء في منطقتنا, شكله مثل الحوت الأبيض (تذكرت مسلسل كرتوني كان يحبه اولادي وهم صغار واسمه الحوت الأبيض,هههه)...
الناس يقولون هذا المنطاد فيه متحسس حراري, يعرف من أين انطلقت الصواريخ...
البارحة قالت لي المرأة التي تنظف البيت معي, وهي تسكن في منطقة ابو غريب, ان الصواريخ تمر من فوق رؤوسهم
متجهة الى المطار....
لا أعرف من أين مصدرها...
*********************************
في الثالثة صباحا, صحوت على صوت لم اسمعه منذ زمن بعيد...
شبابيك الغرفة مفتوحة, وسكون الليل جميل وعميق, وثمة نسمات هواء باردة تأتي الى داخل الغرفة من الشبابيك..
وصحوت على صوت الطبل يدق, طب طب طب , وصاحبه يقول : سحور....يا صائمين...سحور..
طب طب طب طب...
غرقت في ابتسامة على وجهي, وفرحة طفولية في قلبي...لم اسمع هذا الصوت المحبب منذ زمن بعيد...
ربما لأننا كنا نغلق الشبابيك ونشغل المكيف...وربما الرجل لم يكن يأتي خوفا من الحالة الأمنية السيئة.
وتخيلت الدورية الأمريكية تمر وتراه, ماذا سيظنون به؟؟
ماذا يفعل هذا المجنون يمشي في الشارع والوقت يقترب من الفجر, وهو يدق على الطبل , ويصرخ كالمعتوه...
ربما سيعتقلونه...ههههه.
****************************
تخيلت المدن والعواصم العربية كلها تشترك بهذه الطقوس الجميلة, رمضان وطبل السحور, والمآذن تقرأ القرآن وتنادي : الله أكبر...الله أكبر...
كلمات تدوي في الليل وسكونه, كأنها تسأل الناس أن يصحو من غفلتهم التي يغرقون فيها ليل نهار...
تذكرت حين كنا صغارا, نتسلق نافذة غرفة الجلوس القديمة, ونطل من الشبابيك على صاحب الطبل,ونضحك ونصرخ
كالحمقى مذهولين, كأننا رأينا كائنا من المريخ...
وفي العيد يأتي صاحب الطبل ليأخذ العيدية من البيوت, التي صحت في الليل وتسحرت بفضل الطبل (الساعة المنبهة آنذاك) ...ويأتي الرجل ومعه جوقة من الأطفال ( بالعراقي زعاطيط....
ويشهدون انه هو الطبال الذي يأتي كل ليلة...
ثم تأتي جوقة أخرى ومعها طبال آخر...ويطالب بالعيدية, ويصرخ أهل البيت مستنكرين, والأطفال يشهدون ثانية أنه الطبال الحقيقي...هههه.
كم من الحماقات الجميلة تعيش في ذكرياتنا....
شاهدت نفس المنظر في عمان حين عشنا فيها عشر سنوات...وفي السعودية حين عشنا فيها اربع سنوات...
وهي ذاتها التي شاهدتها في بغداد الحبيبة أيام طفولتي...واليوم أيضا أراها حية أمامي...
نعم...ثمة خيوط ناعمة خفية تربط مدننا العربية وشعوبها منذ آلاف من السنين...
عادات وتقاليد متشابهة, في رمضان والعيدين, وفي الخطوبة والزواج, وفي الجنائز والموتى...وفي علاقات الأسرة ببعضها, والجيران والأقارب....
وفي الطموحات والأحلام وحب الأوطان....كلها كأنها قطعة من معزوفة موسيقية لها مؤلف واحد.....
*******************************************
كأن حياة الشعوب تمر بمراحل كحياة أي إنسان, فترات متألقة وإنجازات وإبداع, ثم فترات إحباط وخمول وصمت..
وكأنني أرى تاريخ العرب كمسلسل يمر أمامي من خلال كتب التاريخ....
فترة ما قبل الإسلام , والبحث عن الهوية والذات...
ثم فترة ظهور النبي محمد عليه الصلاة والسلام, وظهور هوية قوية وواضحة.تلك هي بداية تكوين الدولة العربية الإسلامية..ثم بعد الرسول دولة الخلفاء الراشدين(القادة الأربعة), ثم الدولة الأموية مركزها بلاد الشام, ثم الدولة العباسية مركزها بغداد, ثم نهايتها وسقوطها, لتستولي على العراق وغيره من الدول العربية قبائل أجنبية كالمغول والأتراك والإيرانيين...حيث دخل تاريخ الشعوب العربية فترات الظلام والحزن والألم.....
بينما كان ثمة نور وتألق في فترات حكم العرب لأنفسهم...مئات من العلماء في كل صنف من الآداب والفنون والعلوم..
والتاريخ والجغرافيا والطب والهندسة...
ما زال التراث كله موجود ويشهد على حضارة تألقت وأضاءت....ورموز وأسماء لا تنسى مهما مر الزمن..
الشعراء مثل المتنبي والمعري وابوتمام والبحتري وابو فراس الحمداني ...
وقبلهم , قبل الإسلام امرؤ القيس وأصحاب المعلقات الجميلة وقصائدها بالغة التعقيد والتي هلكنا ونحن نحفظها في دروس الأدب والنصوص حين كنا في المدارس...
وعلماء وفلاسفة مثل : ابن سينا والطبري والفارابي وابن الهيثم وابن البيطار وابن رشد..
ورجال دين مثل : الغزالي وابن تيمية وابن القيم...
وأصحاب المذاهب الدينية مثل : ابن حنبل وابو حنيفة وابن مالك وغيرهم...
ورجال جمعوا أحاديث الرسول ووثقوها في كتب كبيرة مثل : صحيح مسلم وصحيح البخاري.وغيرهم..
وكتب كثيرة في تفاسير القرآن الكريم...
وكتب وكتاب في مختلف العلوم الإنسانية لا أقدر أن اعددها جميعا...
لكنها تؤكد حقيقة أن هذه الأمة أمة فكر وإبداع...وفيها أسماء ورموز ظلت خالدة ذكراها ..
لم تترك موضوعا الا ناقشته وحللته ...
لكنها اليوم تعيش أيامها الحزينة المظلمة...
الأمة كلها في محنة....وليس العراق وحده...
*******************************************
في فترة من حياتنا/ طفولتنا...كنا نغني في المدارس في الصباح بلاد العرب أوطاني...من الشام لبغدان(بغداد)
ومن نجد الى يمن ...الى مصر فتطوان.
أظن أن جيلنا كله من المحيط الى الخليج غنى هذا النشيد وآمن به, وحلم بدولة واحدة, مثل الولايات
المتحدة الأمريكية, لكنها عربية...
ومضت السنين , وتبددت الأحلام...تباعدت الدول العربية عن بعضها...وصارت ثمة أحقاد وعداوات, خصوصا بعد حرب الكويت, كانت القشة التي قصمت ظهر البعير...إنقسم العرب بين مؤيد لصدام حسين, والبعض مؤيد للكويت .
ثم جاء الحصار الإقتصادي ضد العراق, أيده بعض العرب , ورفضه البعض الآخر...
ثم جاءت الحرب على العراق2003
أيدها بعض العرب بصراحة...وصمت البعض الآخر ,,
تمزق العرب وعادوا كأنهم قبائل الجاهلية الأولى...كل واحد يفكر بنفسه ومصالحه...
والشعوب حزينة تتألم...تطالب القيادات دائما أن تتجاوز الخلافات.
لكن الخلافات كبرت...وانتصر الشر..والباطل, وحدثت التفرقة التي كنا نخشاها دائما.
صرنا دولا متفرقة ضعيفة لا قيمة لهاولا قوة.
وصرنا ننظر لأميركا انها العدو الظالم الذي فرقنا...واستفرد بنا كضحايا ضعيفة تخافه وتطيع أمره.
أميركا ظهرت على الساحة منذ الحرب الإيرانية العراقية(1980), وما زالت....
بمرور الوقت يتأكد للشعوب العربية أن أميركا لا تفكر الا بمصلحتها, وتريد للعرب أن يطيعوا أوامرها.
الإعلام الذي تبثه قنوات العرب الفضائية معظمه يحب اميركا او يخشاها...
نادر جدا ترى من يتكلم بوضوح وعقلانية...
والشعوب العربية ملت من الكلام والأحلام....
ما زال في قلوبنا شك تجاه كل أجنبي, لأننا نراهم لا يحبوننا, بل يحبون مصالحهم هنا.
وثمة فجوة بيننا لم يتمكن أحد من ردمها حتى الان...
والحرب على الإرهاب...كبرت ووسعت هذه الفجوة, وصارت لغة البغض والعنف, متبادلة.
وللأسف, هذا هو واقع الحال.....
من الذي سيغيره؟؟؟
ومتى؟؟؟
أظن هذا يحتاج الى عشرات من السنين, والجهود, والصدق في النوايا الحسنة, لردم الفجوة بين الشعوب العربية,
وأميركا.....
*********************************
ثمة شيء آخر يحيرني...
عن طريق بريدي الإلكتروني أستلم مئات الرسائل من الشعب الأمريكي, تحمل الحب والإحترام والعواطف النبيلة..
أحتار وأنا أقرأها....ثمة أناس مثلنا, عندهم قلوب حنونة, ومشاعر صادقة, وتمنيات لنا بحياة ومستقبل أفضل..
ويعتذرون عما فعلته حكومتهم ضدنا, ويسألون: كيف نكفر عن ذنوبنا؟؟
والله أقسم لكم ان هذا حقيقي, ولا أقدر أن أضع الرسائل كل يوم على موقعي لتقرأؤها, ففي هذا نوع من الإحراج أو الدعاية التي لا أحبها.
وعندما اقترح رائد وخالد على مواقعهم بحملة تبرعات للمستشفيات العراقية, لشراء ادوية واجهزة طبية...
وصلتهم تبرعات من أمريكيين بمعدل 50-100 دولار من كل متبرع...ومعها رسائل بكلمات جميلة مهذبة واعتذار لأنهم لم يتمكنوا أن يشاركوا بمبلغ أكبر....
أنا أرى هذه التجربة واعيشها يوميا على موقعي وكذلك اولادي...نرى الوجه الجميل الحقيقي من هؤلاء الناس بعيدا عن الأضواء والدعاية والكذب.
أسئلة تحيرني:
كم نسبة هؤلاء الحبابين الى شعبهم؟؟
هل هم الأقلية أم الأكثرية؟؟
ولماذا لا يصل صوتهم ومشاعرهم للشعوب العربية؟؟
لماذا لا تصلنا سوى خطابات الإدارة الأمريكية, وتهديداتهم وعنجهيتهم وتصريحاتهم العدوانية, بوش ورامسفيلد وتشيني وغيرهم.
أظن حين تنفتح قنوات الحوار بين الشعوب العربية والغربية, لن تكون هنالك ثمة حروب وأحقاد أبدا...
سيكتشف كل منهم كم نحن متشابهين...وكلنا نحب عوائلنا واوطاننا ونحب السلام...
لكن ثمة حمقى يريدون لنا ان نكون اعداء...وينشرون بيننا البغضاء والحقد والعنف...
لأن مصالحهم وأطماعهم تتحقق من خلال الحروب والعنف والبغض.
متى سيفتح الناس عيونهم...ويحبوا بعضهم..ويسود السلام على الأرض؟؟
هل أنا ساذجة؟؟؟
لا ادري....
لكني سأظل أحلم بهذا...وسأفعل كل ما بوسعي لتحقيقه...
**************************************************
إتصل طبيب الطواريء من مستشفى الفلوجة , قبل يومين..
قال: أرجوك أريد منك طلبا
قلت: تفضل
قال : يبدو أن أحدا منكم قد أعطى رقم هاتفي النقال لأشخاص من اميركا...
سألت خالد وكان بجانبي, وهز رأسه: نعم أنا أعطيتهم الرقم.
قلت: ما المشكلة؟ من إتصل؟؟
قال ثمة مجموعة يريدون عمل مقابلة معي على الهاتف أو الإنترنت
قلت :نعم,إنهم جماعة من الأمريكيين يريدون مساعدتكم وسماع وجهة نظركم , حتى يسمعها الناس هناك..
قال : أرجوك, انت لا تعرفين الوضع المعقد هنا...عندما يعرف الناس أن لي علاقة بأمريكيين , لا يفهمون هذا الكلام
سوف أتعرض للأذى...إنهم لا يعرفون ولا يفرقون...هل فهمت موقفي؟؟
ضحكت......
قلت: حسنا...أفهمك..
قال : رجاء بلغيهم الا يتصلوا بي...
قلت : للأسف , هذه الظروف تجبرنا على الخوف والسلبية..
قال : أعتذر..أريد أن أنهي الإتصال..هل تسمعين؟؟ بدأت غارة أمريكية هنا....الى اللقاء.
ثم أغلق الخط....
كانت المكالمة قبل وقت الفطور وأذان المغرب بقليل....
ثمة غارة هناك...
وانعصر قلبي...وتذكرت الأمريكي الذي قال لي : إسألي شعبك , هل نحن نستحق تضحيات أميركا من أجلنا؟؟
وابتسمت, وهززت رأسي...ثمة حلقة مفقودة بيننا وبينهم..
ينظرون للموقف بعين أخرى تماما...ويظنون أنفسهم على حق.
ويغضبون حين نحاول ان نشرح لهم الموقف...
تذكرت صديقة كانت تكتب لي من بوسطن...
ذات يوم وضعت صور لسور هدمته قوات الإحتلال , وكان يفصل بين منطقة سكنية , وشارع المطار...
وطبعا هدمه كان كارثة على السكان , حيث زادت أعمال المقاومة ضد الأرتال العسكرية التي باتت مكشوفة أمام الجميع,بعد أن كان السور يحمي شارع المطار...
أرسلت لي الأمريكية إيميل وقالت بسذاجة: أوه, هذا شيء حسن, انظري للوجه المشرق من الموضوع..
هذه مساحات من الأرض مكشوفة, إزرعوها خضار ونباتات جميلة مثل التي أزرعها في حديقتي الخلفية...
وطبعا أصابني الذهول من إقتراحها, ثم غرقت في الضحك..
إنها لا تقدر أن تتصور أن هذه منطقة ممكن ان تكون مزروعة بالألغام, وهي مهددة تحت إطلاق نار مستمر من الطرفين(المعارضة والأمريكان)...يعني هذه حقل موت...وليس حقل زراعة منزلية.
كيف أشرح لها وافهمها الصورة؟؟؟
الذي لا يعرف الواقع وتفاصيله هنا....يتوه في أحلام بعيدة...
أحلام قد تدمره وتدمرنا سوية.
أليس هذا ما يحدث لنا؟؟
ثمة ثغرة كبيرة بين واقعنا...وبين ما يفكر به الأمريكان هناك.
*************************************************
في منتصف ديسمبر القادم ان شاء الله, يكون قد مضى عام كامل على بداية كتابتي على هذا الموقع..
وكأنه بالنسبة لي خمسة اعوام...كان مليئا بالأحداث...
ماذا استفدت من هذا الموقع؟؟
كثير من الناس يسألون..
شخصيا, إستفدت كثيرا...
ساعدني هذا الموقع على معرفة الناس عن قرب...أقصد الغربيين.
أكثر زوار الموقع من الأمريكيين, ثم الأوربيين والآسيووين, ثم العرب...
وأكثر الناس اقتربت منهم وتكلمت معهم هم الأمريكيين.
الغالبية التي تخاطبني , هي من الناس المهذبين,المسالمين, الذين يحترمون غيرهم ولا يتفاخرون أو يتكبرون.
وتوجد أقلية سخيفة حاقدة,معظم الأحيان لا أجيب عليهم.
يعني معدل كل شهرين ربما تصلني رسالة حاقدة واحدة.
لا ادري...ربما بمرور الوقت الناس تعرف هذا الموقع, فلا يعود يدخله الا فئة تنسجم مع كلام صاحبته ...ربما
هذا السبب في هدوء زوار موقعي.
على المستوى العام, ماذا حقق لي هذا الموقع؟
للأسف,هنا أجد نفسي محبطة,ولم أقدر أن أنقل تأثير هذا الموقع الى من حولي من ناس...
الظروف هنا سيئة...والذي يتعامل بمودة مع أميركا, تأتيه علامات إستفهام كبيرة , وسيتعرض للأذى والتشكيك
في وطنيته...
ربما لأن لغة الحقد والعنف هي الشائعة الآن في العالم...ولغة الحوار والسلام لا تجد من يصغي لها.
لا يعلم بموقعي الا فئة صغيرة جدا من الذين حولي...
لا يعلم به أخوتي أو اخواتي, ولا جيراني ولا صديقاتي ولا زملاء العمل...
وهذا شيء يؤلمني...لكن الظروف القاسية هنا تجبرنا على إختيار الصمت أحيانا.
مع الأيام...أتمنى أن تتحسن الظروف , ويعرف الجميع أنني هنا...
أحب العراق والعراقيين...وأريد السلام والإستقرار لنا جميعا...لكل شعوب الأرض.
وأؤمن بفكرة أن نمد يدنا للعالم من حولنا...ليمدوا أيديهم لمساعدتنا لبناء مستقبل أفضل...مستقبل أفضل لنا جميعا..
بلا حروب...بلا أحقاد...بلا عنف.
****************************************
بيتنا هذه الأيام يعيش حالة من الفوضى...والأثاث انتقل جزء منه الى البيت الجديد...
وعشرات العلب الكارتونية تملأ الغرف, فيها كتب والعاب وزجاجيات....
ان شاء الله ننتقل الى هناك الأسبوع القادم , قبل العيد....
كم يتراكم عند الناس من أشياء, حين ينوون السفر أو الإنتقال يتسائلون بدهشة: لماذا نشتري كل هذا؟؟
كم نحن حمقى, ما حاجتنا لكل هذه الصحون والأغراض المنزلية والكتب والألعاب والملابس والأحذية؟؟
طبعا نوزع منها الكثير, ثم تعود لتتراكم...
قضية مزعجة...
كل مرة أعد نفسي أنني لن أِشتري وأراكم الأشياء...ثم تمر السنين, وأكتشف انها كثرت وتراكمت رغما عني..
أتمنىان يكون بيتنا الجديد أكثر هدواء من هذا..أقصد الأمان فيه أكثر والتفجيرات أقل.
وأتمنى أن يعود رائد وماجد للعيش معنا في البيت الجديد يوما ما...نعم, سأظل أحلم أن يجتمع شمل العائلة ثانية..
ليس فقط عائلتنا...بل كل العوائل العراقية التي فرقتها الأحداث الحزينة منذ عشرات السنين...منذ حرب إيران وحرب
الكويت وسنوات الحصار والحرب الأخيرة...
أتمنى أن يعم الخير أرض العراق...
وأن يرى العراقيون السلام والإستقرار...
وأن تكون الإنتخابات القادمة تجربة ناجحة مفرحة للعراقيين, تكون الخطوة الأولى لحياة أفضل..
ومستقبل أجمل...
اللهم بردا وسلاما على العراق والعراقيين....
صلاة نتلوها في قلوبنا... نقولها كل صباح ومساء......عساها تتحقق ذات يوم.
******************************************











<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives