Saturday, October 16, 2004

 
الأربعاء 13 تشرين أول 2004
مساء الخير...
الساعة الآن هي الساعة السابعة مساء...
الجو في الخارج مغبر والبيت يمتليء برائحة الغبار الخانق, يضيق صدري , وأحس بأنني أكاد أختنق
أذهب للحمام لغسل وجهي وأنفي حتى أتنفس بصفاء...
العمال يركبون الزجاج لشبابيك الطابق العلوي...
خالد يقف معهم..
كان هذا اليوم منحوسا وشاقا , منذ بدايته..
***********************************
في الرابعة صباحا, صحونا, أقصد قفزنا من نومنا مذعورين على صوت إنفجار قوي هز البيت, وحطم زجاج النوافذ..
لا أتذكر سوى انني كنت حافية مذعورة وأركض خارج الغرفة لأطفيء جهاز الإنذار الذي صار يصرخ من اهتزاز البيت.
وكان قلبي يدق بشدة...
خالد وعزام قالوا إنه انفجار قوي....اما أنا فلا أتذكر سوى أنني كنت مذعورة حافية وقلبي يدق بشدة..
كنت أنام بعمق ...ولم أسمع الإنفجار, لكنهم سمعوه...
شربنا الماء وعدنا للنوم....
لكننا سمعنا ثمة شيء يطقطق ويتساقط...رفعنا ستارة غرفة النوم, ورأينا خلفها الزجاج قد أصبح خطوطا متعرجة
ومتكسرة وبعضه بدأ يتساقط الى خارج النافذة ...الى الحديقة.
أرعبني المنظر...وتساءلت ببلاهة: متى حدث هذا ؟؟
نهضنا من جديد, وأشعلنا الأضواء , ومشينا في البيت لنكتشف أن ليس ثمة غرفة أو مطبخ او حمام بلا زجاج نوافذ محطمة.
حتى باب السطح الحديدي إنعوج, وانخلعت ألواح زجاج منه...
والباب الخشبي الرئيسي تخلعت مساميره واندفع الى الداخل...
وثمة غيمة كبيرة من الغبار جاءت من الحديقة الى داخل البيت....
أدركت وقتها ان ثمة إنفجار كبير قد حدث فعلا وهذا هو الغبار والعصف منه....
المطبخ لا يوصف....تكسرت الشبابيك المقابلة للسنك, والباب الألمنيوم انعوج وتكسر زجاجه وانفتح بقوة فمزق الستائر
الدانتيل التي خلفه...
والساحبة( مفرغة الهواء) طارت شفراتها الخارجية, وسقط إطارها الداخلي على الأرض..
نظرت لكل هذا ....ثم عدت للنوم...لكن من أين سيأتي النوم؟؟؟
بقيت أتقلب حتى الصباح...وذهبت للمطبخ لأعمل فنجان شاي...
المنظر لا يشجع على شرب فنجان شاي بين أكوام من الزجاج المحطم.
سمعت الجيران يكنسون الزجاج المحطم في بيوتهم...وابتسمت, تخيلت الزوجات المسكينات وهن في غرف نوم متناثرة الشظايا , وكذلك المطبخ والحمامات...يا له من صباح جميل.....
**********************************************
بعد الإنفجار, سمعنا صوت الدبابات الأمريكية, ولكن لا أحد يجرؤ على الخروج والنظر لما يحدث في الشارع..
سنفهم في الصباح, قلت لنفسي.
كنست الزجاج من المطبخ وجمعته في كارتونه.
هذا الزجاج معظمه جديد, ركبناه بعد سقوط بغداد, عندما تركنا البيت لمدة اسبوع, وعدنا فوجدناه كما اليوم, لكن اليوم العدد الذي تحطم أكثر...الإنفجار كان أقوى وأقرب....
دخلت القطة واولادها من الشباك الى المطبخ...
قلت في نفسي : أنظروا لهذه الحمقاء, كيف تستغل الفرص...
طردتها وصرخت عليها, فخرجت راكضة الى الكراج, وتبعها صغارها.
وضعت لهم صحنا صغيرا فيه بقايا دجاج من الأمس...وعدت الملم بقايا الزجاج....
لم يكن صباحا جميلا....ولم بكن مزاجي منشرحا.
أمشي على فتافيت من الزجاج وأتذكر الهندي الذي ينام على شظايا الزجاج في السيرك...وأتعجب منه.
ههه...
***************************************
كان ثمة ملابس منقوعة على السنك في المطبخ, دخل الزجاج بينها في الماء والصابون.
وسقط الزجاج ايضا في السنك وبين الصحون والملاعق.
مددت يدي بحذر لئلا تنجرح رؤوس اصابعي ...
أيقظت خالد ليفطر ويذهب للجامعة.
خرج الى الشارع وعاد ومعه شظية من بقايا إنفجار أمس...
كتلة معدنية صلبة وثقيلة...أطرافها حادة, تخيلت كم هي قاتلة لو أصاب جزء منها جسد إنسان...
ولم نفهم...هل هي قطعة من صاروخ سقط في شارعنا أم هي بقايا لغم أرضي, أو عبوة متفجرة.
لا أحد يدري...
وجدت الجيران كلهم في الشارع ينظرون لمكان الإنفجار ويتكلمون...ثم يمضي كل واحد الى بيته, وبعضهم يحمل كرتونه أو وعاء بلاستيك كبير فيه شظايا الزجاج, يرميه على الرصيف....
وأعود لأسمع جارتي التي من الجهة الأخرى , تكنس بقايا الزجاج من بيتها...
حزنت على الجيران الذين دخلهم قليل كيف سيدفعون تكاليف الزجاج الجديد...
هذه أعباء أخرى تضاف الى حياتنا....
******************************
خالد قال قبل خروجه للجامعة: ماما ,كأن الله يقول لا تترددوا, اخرجوا من هذا البيت...
ضحكت, وهززت رأسي.
اتصلت قبل يومين زوجة أخي( الذي يعيش حاليا لوحده في الخارج.)
قالت ان عنده عقد عمل لمدة سنة, وسوف نذهب كلنا عنده, وأعلم انك تبحثين عن بيت, ونريدك أن تستأجري بيتنا وتعتني به...
ربما نبقى هناك خمس سنوات او اكثر حتى تهدأ الأوضاع ...ثم نعود أو لا نعود, لا أحد يعلم.
وقالت انها باعت أثاث البيت, وسوف تسلمه لنا فارغا...
ناقشت الموضوع مع عزام وخالد...كان ثمة تردد, لكن البيت مواصفاته جيدة جدا, وموقعه ممتاز وقريب من محل عملنا,
ومنطقته أكثر أمانا من منطقتنا, لا يوجد فيها عنف ومواجهات مع الأمريكان.
والأجرة التي طلبتها معقولة جدا...
قلت لعزام لا نريد أن نندم وتضيع علينا الفرصة.
ممكن أن نضع حارسا في بيتنا لمدة سنة مع عائلته...
ونذهب الى هناك حتى تتوضح الأمور...لن نخسر شيئا...ربما سنكسب هدوءا أكثر.
دعنا نجرب...
قال اذهبي وتناقشي معها حول الموضوع .
**********************************
ذهبت مع خالد مساء أمس الى بيت اخي...
فوجئت أن معظم الأثاث قد تم بيعه والبيت شبه فارغ...
إنقبض قلبي وحزنت...ها هي الأيام ستفرقنا.
كان اخي شديد التشبث بالعراق, هو طبيب جملة عصبية , ونشيط في عمله ومبدع, يحضر مؤتمرات دائما خارج العراق ويشارك ببحوث طبية جديدة, ويناقش, ويقرأ , ويتابع كل جديد في مهنته ومجال إختصاصه.
لكن حملة إغتيالات الأطباء أرعبته وجعلته يقرر السفر الى الخارج , وتم اغتيال كثير من زملائه بعد سقوط النظام...
بعضهم بعثيون وبعضهم مستقلون, لا أحد يفهم السبب.
والآن زوجته وأولاده سيتركون بيتهم ويلحقوا به , معهم حق, عودته مستحيلة, وبقائهم بدون أب شيء صعب جدا في هذه الظروف...
*********************************
تجولت في البيت وتذكرت أيام العيد وتجمعنا هنا قبل وفاة امي رحمها الله , وبعدها...
وأحاديثنا وضحكاتنا وصراخ اطفالنا...
وكاميرة الفديو تسجل كل ذلك لنرسله الى اخينا الذي في نيوزلنده...هاجر هو الاخر منذ منتصف التسعينات,
كان طبيب أسنان وأستاذ يدرس في الجامعة, لكن أصابته حالة ضيق وتذمر شديدين من صدام وأفعاله ضد العراقيين,
فقرر أن يهاجر, وتألمنا لذلك القرار, لكننا خفنا عليه لوبقي هنا...أن يصيبه مكروه.
فكان تقبل فكرة هجرته أرحم من فكرة إعدامه مثلا من قبل صدام حسين.
أمي بكت كثيرا لأنه إبنها البكر...
لكن قسوة الحياة تجعلنا نتغاضى عن العواطف في كثير من الأحيان.
والان يتكرر ذات الموقف...والإختيار بين عواطفك وعقلك.
طبعا العقل يفوز....
******************************************
عدت الى بيتنا بعد أن اتفقت مع زوجة أخي على كل التفاصيل الصغيرة.
وإنهم سيغادرون في بداية الشهر المقبل, ونستلم البيت منهم. ان شاء الله.
في الطريق الى البيت, جلست في المقعد الخلفي للسيارة, خالد والسائق في الأمام..
كنت احس برغبة في البكاء...تكسر شيء في داخلي...
تذكرت حياتنا التي اصبحت شاقة وقاسية, وغياب الأهل والأصدقاء قليلا قليلا...وخروجهم من حياتنا..
حياتنا تتحول الى صحراء جافة...بلا أهل وأقارب وأصدقاء.. بلا حب ومودة ورحمة بيننا.
ما معنى الحياة بلا كل هذه الأشياء الجميلة؟؟
حين تفقدها...تحس باهميتها في حياتك. باهميتها في إعطائك مزاجا مرحا مستقرا...
نعم, فيها توازن عاطفي يحتاجه كل إنسان تقريبا.
أحسست بوحشة...ونزلت دموعي صامته.
نظرت الى طريق المطار وهم مظلم حزين كئيب...كان دائما شديد الإضاءة..واليوم دائما مظلم بلا إضاءة.
وفي بدايته جامع أم الطبول...بدا شاحبا حزينا هو الاخر...بأضواء خافته , كأنها تقول انه مهجور..بعيد..
يعاني من الوحشة والصمت....
مسحت دموعي...من كان يظن ان كل هذا سيحدث لنا؟؟
حلمنا بسقوط صدام حسين, ورؤية وطن جديد...
لكننا لم نر الوطن الجميل بعد...مازلنا بمرحلة العذاب والإنتظار...
ترى, متى سينتهي هذا العذاب؟؟
هل ثمة من يملك الجواب؟؟؟
لا أظن.... فنحن مازلنا في قلب الدوامة .
وهذا يعني مزيدا من الوقت والصبر والإنتظار....
**********************************
عدت الى بيتنا....
وبدأت أفكر كيف سنفارقه...
نحن أيضا سنتخلى عن عواطفنا من اجل البحث عن الأمان.
هذه منطقة غير آمنه...وهناك المنطقة أكثر امانا...
أما بالنسبة لأخي وعائلته, فقد أصبح العراق كله بلا أمان...فينبغي مغادرته.
هي مسألة ظروف شخصية, ونسبية, تختلف من فرد الى آخر...
هذه غرفة ماجد وذكرياته...والبورد الذي على الحائط معلقة عليه هوياته وأوراق مختلفة من رسائل بريد الكتروني مهمة مطيوعه, ورسائل بكلمات جميلة من أصدقاء أجانب, وخواطر كتبها رائد بعد سقوط بغداد...وجدول العام الدراسي الماضي..
وباجات مشاركاته في مؤتمرات داخل العراق وخارجه.
وعلى جدران الغرفة. بوسترات كبيرة, يحبها جدا, عن فيلمه المفضل: ميتركس...
وطاولة التواليت عليها الكولونيا والمعطر للجسم, والكريمات, وورود مجففة جمعها مع ماما في زجاجة شفافة...
ثم هنا كومبيوتره وعشرات من السي دي وألعاب الكترونية معظمها قتالية وفيها حروب وجيوش وأسلحة متطورة.
وألعاب قطنية من دبب وقرود وبوكمون...وجهاز موسيقى أورغ كهربائي.
وكفوف ملاكمه كان يستعملها في مبارياته ضد خالد في غرفة النوم هنا...
كيف سأترك كل هذا؟؟؟
نعم سآخذه الىبيت جديد...بيت فيه ذكريات اخرى...
وبداية حياة جديدة وذكريات جديدة,إن شاء الله.
***************************************
ثم صعدت الى غرفة خالد حاليا, رائد سابقا...
ذكريات رائد تملأ الغرفة...
رسومه ومخططاته المعمارية, والماكيتات لنماذج المباني التي صممها.
وماكيت كبير لمشروع التخرج عن تطوير منطقة الكاظمية في بغداد .
وخربشات على الحائط كأي معماري له رؤيا مختلفة للأشياء...
ويوم كان مصابا بمرض الكبد الفيروسي, ظل حبيس الغرفة, ويرسم على الجدران بقلم الرصاص إشارات عن عدد أيام مرضه..مثل إشارات السجين عن عدد أيام سجنه...
وثمة عدد كبير من الكرتونات فيها بقايا اوراق من عمل منظمة سيفك ومنظمة إعمار...كان يعمل فيهما.
وخرائط ومخططات لبغداد ومدن الجنوب...
سآخذها كلها الى البيت الجديد...أن شاء الله.
وغرفة الضيوف وذكريات الأصدقاء الذين زارونا من بغداد ومدن عراقية أخرى, أو من خارج العراق.
وذكريات العيد والأخوة والأخوات والأحاديث والضحكات...
وحديقتنا وذكرياتي فيها...أحبها جدا وأعتني بها دائما..
كم صرفت من ميزانية البيت من أجل شراء زهور وبذور لكل فصل جديد...والعناية بالثيل والأشجار المثمرة.
لكني اليوم مجبرة أن أغادر كل هذا التراث المتراكم لحوالي عشر سنين.
الظروف هنا سيئة, والعقل يغلب العواطف...
لا معنى لحياة الإنسان بلا ذكريات...لا يهم حزينة كانت أو جميلة..
أريد لكل ذكرياتنا أن تظل معنا...تربطنا بالماضي...وتمضي معنا نحوالمستقبل.
أحب أن يظل في حياة الإنسان دائما, ماَضي وحاضر ومستقبل..
لا أحب أن يفقد بندا منها...أتخيل أنه سيفقد توازنه إذا فقد أحدا منها.
*********************************************
تعشينا وذهبنا للنوم...ثم حدث الإنفجار الكبير في الرابعة صباحا وتكسرت نوافذ البيت, وقال خالد ساخرا في الصباح
: إلله يقول لكم أخرجوا من هذا البيت...ولا تترددوا.
أمضيت النهار في العمل وأنا في حالة صداع شديد...
لا ادري من حزني على ذكريات الأمس, أم من الإنفجار الذي لم أسمعه وسبب لي الذهول.
عند عودتي للبيت قلت للسائق : إذهب الى مكان الإنفجار, أريد أن أراه.
توقفنا أمام حفرة على طرف الرصيف.
قال السائق إنها عبوة ناسفة وليست صاروخ.
وقال إبن الجيران أنها انفجرت حين مرور قافلة امريكية في الصباح الباكر وقتلت وجرحت عددا منهم.
لم أصدق....
ودخلت البيت.أريد أن أنام, احس بتعب شديد.
خرج خالد ثم عاد...
قال : ماما أعطيني الكاميرة, سأصور الحفرة والبيوت المحطم زجاجها وشظايا القنبلة على جدران بيوت الجيران
ثم عاد بعد قليل لاهثا...
ماما توجد خوذة جندي أمريكي في الحفرة...الخوذة فيها دم.
قلت له إذهب واجلبها لي...
ماما , إنها متسخة بالتراب والدم...
قلت له : خذ الكيس وضعها فيه.
انتظرته طويلا...ثم نظرت الى الكراج, فوجدته وضعها على الأرض, وعاد الى أصحابه.
اقتربت بفضول, وأمسكت بها...وأقتربت من باب المطبخ وأنا أتاملها....ممزق جزء منها في الخلف...
وظهرت حشوة الخوذة من مادة مثل الفايبركلاس, ويوجد دم جاف داخل الخوذة.
يعني ربما صاحبها انجرح من رقبته.
كيف وصلته الشظيه وهو في الهمفي أو الدياية؟؟
لا أدري...
لكن ثمة إسم مكتوب عليها بخط اليد وبقلم أسود
:B.H. Gunner على اليمين.
وعلى اليسار مكتوب
B-H-G
لا أدري هل هو إسم صاحبها فعلا أم هي خوذة جندي آخر...لا أعرف التعليمات عندهم.
مسموح تبادل هذه الأشياء أم انها دليل قاطع على صاحبها؟
قلبتها وبدأ قلبي يحزن من جديد...
ترى من صاحبها ؟؟ وما إسمه؟؟ وكم عمره؟؟
وهل مات أم جرح فقط؟؟
وهل له أم وأب على قيد الحياة؟
هل بلغوهما عنه شيئا؟؟
وهل هو متزوج وعنده أطفال؟؟
إنعصر قلبي وبكيت...قلبي قلب أم قبل كل شيء...
وسالت دموعي حزنا عليه وعلى أمه وعلى من يحبونه.
لماذا جاء الى هنا؟؟
هل هو فقير محتاج. أم ثمة مباديء ونظريات مزيفة ؟؟؟
لا أدري...
تذكرت آية في القرآن تقول : ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا, ولا تعلم نفس بأي أرض تموت.....
هذه الآيه كلما قرأتها حزنت.
لأنها تتكلم عن موت في غربة .
موت وغربه؟؟؟
ما أشد قسوتهما.
أدعو الله دائما ان أموت بين أهلي والذين احبهم.
ودعوت الله أن لا يكون صاحب الخوذة قد مات....
ترى ما إسمه؟؟
براد؟؟ أو براين؟؟
لا أعرف الكثير من أسمائهم.
ولكني أعرف انهم بشر مثلنا...يحزنون ويفرحون.
هذا ما أراه من الرسائل التي تصلني بالبريد الألكتروني كل يوم...
معظمها من أناس مسالمين يعتذرون عما فعلته حكومتهم من حماقات..ويتألمون لحالنا...
وهذه الحرب الحمقاء جعلتنا أعداء....وباعدت بيننا المسافات ولم تقربها.
لا أدري...قضيت يوم أمس أبكي على ذكريات بيت اخي وبيتنا...
واليوم على الجندي صاحب الخوذة.
لكن العراقي الذي هنا لا يرى الصورة مثلي...
يرى في الجيش الأمريكي مظهر القسوة والغطرسة, وكذلك الأفعال اليومية مع الناس...معظمها فيها قسوة وغطرسة.
حين جاءت سيارة البلدية بعد ظهر اليوم, سألني الفتى الصغير الذي يلم القمامة, ما هذا الزجاج المحطم في شارعكم؟؟
قلت له : عبوة انفجرت في الشارع وكسرت النوافذ, ويقولون انها قتلت جنودا أمريكيين..
ضحك وقال : هه, أخبار سارة, فليذهبوا الى الجحيم...
لم أعلق...لأنني أفهم كيف ينظر هذا الصغير للأمور من زاوية مختلفة...
من زاوية رؤية الأمريكي المتغطرس على دبابته, ويشهر البندقية في وجوه الناس...
ويطلق النار متى يشاء ولا أحد يعاتبه...
هذه تصرفات تثير غضب العراقيين أولا...ثم يتحول الغضب الى عنف وكراهية.
************************************
أخذت صورة للخوذة...أسم الجندي واضح عليها...
وحفظتها على الكومبيوتر...
لا لن أضعها على الموقع , ربما ستحزن الناس وتجرح شعورهم, لكني إن استلمت منهم رغبة بنشرها
سأفعل.....
ثم وضعت خوذة الجندي الأمريكي قرب خوذة جندي عراقي وجدها رائد خلف الساتر في الشارع بعد سقوط بغداد بأيام.
لا أدري أيضا ما إسم صاحبها...وما شكله...وما عمره؟؟
وهل هو مات أم على قيد الحياة.؟؟
لماذا قلبي يرى الأشياء بهذه الطريقة...
هل أنا حمقاء ساذجة؟؟
والناس الذين مثل بوش هم العقلاء والحكماء؟؟
الناس الذين يستمتعون بالأحقاد والكراهية, ويجدونها لغة لمخاطبة الآخرين...
هؤلاء يدهشوني...ولا أفهم كيف يفكرون....
ولا أتخيل نفسي مثلهم ذات يوم....
أمضيت عمري كله أنظر وأفكر ...وأحذر نفسي أن تكون كالحمقى...
تيرر الظلم والقتل والكراهية وكل الأشياء القبيحة التي يقترفها الإنسان الأحمق.
وأتذكر قول أحد الأنبياء حين سألوه من أين تعلم حسن الأخلاق ؟؟
قال : نظرت لأعمال الجاهلين, ومنعت نفسي من إقترافها.
****************************************


الجمعة 15 تشرين أول 2004
مساء الخير....
اليوم هو أول أيام شهر رمضان...شهر الصيام والرحمة والمغفرة.
أتمنى بدايته ونهايته كلها خير للعباد....
أنهيت اليوم تنظيف البيت بمساعدة أشخاص كثيرين.
ما عاد ثمة زجاج مكسر...
وتم تركيب الزجاج الجديد, ومسحنا الأخشاب من الأتربة التي تراكمت عليها من الجو المغبر, وقبلها من عصف
الإنفجار....
قال السائق أمس إنه سيذهب للفلوجة صباح اليوم, أرسلت معه ادوية تبرعات من جمعيتنا النسائية الجديدة الى مستشفى الفلوجة. بعض النقود مني لإخته الأرملة...الدنيا رمضان ومصاريف البيت كثيرة.
أنهيت غسيل الملابس وتنظيف الغرف, هذا العمل الممل لا بد منه يوم العطلة. يخفف عني الشعور بالتوتر ...
أسميها الأعمال الغبية, لكني لا أستغني عنها.
إتصل السائق بعد منتصف النهار, وقال انه عاد الى بغداد , الوضع متوتر جدا في الفلوجة.لكنها اليوم مدينة أشباح .
الفلوجة قنبلة ستنفجر في أية لحظة. قال الرجل...
البيوت معظمها فارغة, العوائل خرجت وهجرت بيوتها خوفا مما سيأتي.
لم أجد اختي واولادها, أخذها بعض أقاربنا الى قرية مجاورة لحمايتها.
أرسلت لها النقود مع أولاد خالتي الذين في الفلوجة, سيذهبون اليها اليوم بعد الظهر.
أعطيت الأدوية للمستشفى , وكتب لك طبيب الطواريء احتياجات المستشفى من الأدوية, سأجلب لك الورقة فيما بعد.
صالة الطواريء تمتليء بالدماء و بالجثث والجرحى من العراقيين.
قلت له : أين الزرقاوي؟؟
الحكومة تطالب بتسليمه وجماعته حتى لا يضربوا المدينة.
قال : لا يوجد زرقاوي...توجد مقاومة عراقية.
وجدتني صامته, لا تعليق عندي...
قلت : هذا شهر رمضان..كان الله في عونكم, أتمنى أن لا تروا شيئا مكروها....
الحكومة المؤقته وقوات الإحتلال تصران على وجود عرب وأجانب في الفلوجة.
وأهل الفلوجة يصرون على الإنكار....
لست هناك, ولا أقدر أن أحكم...لكني أظل أسأل الذاهب والقادم من هناك عن الحقيقة.
سمعت موجز أنباء المساء, الوضع متوتر في الفلوجة,ثمة وفد منها ومفاوضات مع الحكومة , لكن لا جديد..
ليل أمس قصفت الطائرات الأمريكية بيوتا في الفلوجة..وقتل وجرح عراقيين.
الفلوجة محاصرة من جديد...
بوش متردد في حسم الموقف العسكري خوفا من سقوط ضحايا من الجيش الأمريكي تؤثر على إنتخاباته.
هل تسمعون؟؟
ضحايا من الجيش الأمريكي...
هذه النقطة التي تقلقه فقط...أما الضحايا العراقيين , هه, فليذهبوا الى الجحيم...
من يهتم؟؟؟
************************************
الأسبوع الماضي بدأت الحكومة بشراء الأسلحة من الناس والمليشيات.
هذا ما كنا نقوله دائما بعد سقوط بغداد مباشرة.قبل حوالي سنه ونصف...
لماذا لا تمتصوا العنف وتشتروا أسلحة الناس التي صارت بين أيديهم بكثرة بعد سقوط النظام, وسهولة دخول مستودعات الجيش العراقي والإستيلاء على محتوياتها.
بأت الحالة مرعبة لنا...كثرة هذا السلاح بين يدي الناس, ليس من مصلحتنا أبدا.
سيستعملها اللصوص والقتلة لأغراضهم, وسوف تظهر مقاومة عراقية قوية وستحدث مواجهات لا نهاية لها...
لكني لا أفهم كيف تفكر قوات الإحتلال وما هي أولوياتها.
فجروا مستودعات الذخيرة العراقية بعد الحرب بين البيوت, وسقط الضحايا من المدنيين الأبرياء...
من هو المسؤول عن هذه الحماقات؟؟
هل التعليمات تأتي بهذه الصيغة : طبقوا الأوامر ولا تبالوا بوجود العراقيين, إنهم لا شيء.ماتوا أو عاشوا, لا يهمنا..
مدنيين او نساء واطفال , لا يهمنا...
المهم سلامة الجندي الأمريكي, وتقليل خسائر الجيش الأمريكي.
وهذا ما نراه بداية تكون الكراهية ضد جيش الإحتلال...
وهذا ما نراه يوجع إدارة بوش ويحرجه عندما يكون الحديث عن عدد القتلى في الجيش الأمريكي نتيجة حرب العراق..
أما القتلى العراقيين فهو الرقم المهمل دائما من الحسابات.
وهذا ما تدركه المقاومة العراقية أو الغرباء الذين يكرهون بوش, ويعرفون من أين يتوجع.
فيزرعون الألغام والعبوات الناسفة في طريق الآليات العسكرية الأمريكية.ويقتلون ويجرحون الجنود...
مسلسل لن ينتهي ....مسلسل القتل والدمار الذي بدأه بوش هنا...
****************************************
لماذا بعض المناطق ساخنة في المواجهات وبعضها هاديء؟؟
لست أعرف الجواب تماما, لكني أحاول أن أجيب على قدر رؤيتي للأشياء وتجربتي هنا.
المنطقة التي مقابلنا, حي الفرات, منطقة فقيرة شعبية معظمها من الشيعة.
ومعظم الرجال كانوا جنودا , أو عمالا أو مزارعين بسطاء.
عندما دخلت قوات الإحتلال الى المطار لتسيطر عليه, بدات تقصف حي الفرات بقنابل عنقودية في المساء, وقد رأيناهم
بأعيننا, وكتبت عن هذا في يوميات الحرب .
هرب الأهالي, وتهدم كثير من البيوت, وقتل كثير من المدنيين والعسكريين في هذا الحي الفقير.
بعد سقوط النظام, شارك الكثير منهم في أعمال النهب والسلب للمستودعات التابعة للجيش والدولة.
تكدست بالبيوت الأسلحة من مختلف الأنواع, مع الثلاجات والمكيفات والتلفزيونات.والسيارات الحديثة.من مخازن الدولة العراقية.
نوعية الناس هنا قليلو الثقافة والوعي.وهم نموذج لعدة مناطق فقيرة داخل بغداد وخارجها..
أي إصطدام مع الآخر سيكون التعبير عنه بطريقة عنيفة.
هنا بيئة مناسبة لنمو العصابات . صار عندهم المال والسلاح.
من هو الغبي الذي هيأ لهم هذه البيئة , وجعلها نقطة مؤهلة لأصطدامات ساخنة في أي لحظة؟؟
فكروا معي....
*****************************
قبل حوالي أسبوع, جاءت دبابات امريكية ووقفت في الشارع ليلا ...وأطلقت النار على سيارات تمر في الشارع , وأتلفت السيارات, ونزل الركاب يزحفون على ركبهم..كل الجيران رأوا المنظر...ولم نفهم الحكمة من هذه الأفعال..هل هي ليقول الجيش الأمريكي نحن هنا فخافوا منا؟؟
أم للبحث عن عصابات ومجرمين؟؟
أم عن رجال مقاومة ضد قوات الإحتلال؟
لا ادري , لم نفهم شيئا من تلك الأحداث...لكني أظن أن الإنفجار الذي حدث قبل يومين كان الجواب من العراقين الغاضبين
الذين تعرضوا للأذى ذلك اليوم .
طبعا التصرفات العدوانية من قوات الإحتلال يرد عليها الناس بتصرفات عدوانية مشابهة او أشد عنفا...
شارع حيفا والمصادمات , مدينة الصدر والمواجهات المستمرة...ثمة عنف من جانب الأمريكيين يعطي إنطباعا انهم أناس قساة القلوب مجرمين لا يعرفون الرحمة.ومتغطرسين ومتكبرين.
هذا يجعل بعض الناس يفرحون حين يسمعون بمقتل أمريكي هنا...
هؤلاء من الناس الذين تعرضوا للأذى, وصاروا يحبون الإنتقام...
العنف من قبل قوات الإحتلال ضد الأهالي يصنع أعداء جدد...أعداء بلا حجم ولا عدد...
ونحن الذين نريد بناء هذا الوطن من جديد...هذه السياسة الغبية ليست من مصلحة وطننا وشعبنا...
نقول دائما إسحبوا الجيوش خارج المدن...في معسكرات بعيدة.
دعوا الشعب العراقي يبني جيشه وشرطته من نفسه. دعوه يبني نفسه بنفسه...
لتكن حراسات المناطق من عراقيين, مدنيين وعسكريين, هذه تقوي لحمة الشعب مع بعضه وتجعل الثقة لغة للحوار
وهي ستكون مقدمة لعلاقة مودة حميمة واحترام بين أفراد الشعب لتكوين مجتمعات مدنية مصغرة تكون قائدة لمجموع الناس.. تفهمهم وتوعيهم وتلم شملهم...
بوجود قوات إحتلال تتمشى لوحدها في الشوارع ليلا, ستتعرض لمخاطر الأذى من العراقيين لأنها غير مرغوب فيها.
وهي لا تقدم خدمة محسوسة أصلا للناس...
كلنا يتساءل : ماذا يفعلون؟
يتمشون في الشوارع ليكونوا اهدافا سهلة لمن يريد قتلهم...هذا ما نراه يوميا...
لم ينجحوا قط في حفظ الأمن والنظام...
لا أعرف كيف يفكرو ن وما هي الإستراتيجية؟؟
هذه الفوضى والأخطاء منذ سنة ونصف ...
وليس ثمة دليل على تغيير إيجابي...
***********************************
السؤال الآن يلح في خاطري...
هل كان السماح بالنهب والسلب في بداية سقوط النظام, وتكديس الأسلحة بين أيدي الناس, هو خطة مقصودة؟؟
أم أنها غباء شنيع؟؟
إن كانت عن غباء, فلا بأس...
وإن كانت خطة, فهي خطة شريرة نحصد ثمارها المرة كل يوم, منذ سنة ونصف...ولا ندري الى متى ستطول...
تكديس الأموال والأسلحة بأيدي مجرمين وجهلاء, ثم فتح جبهات عنيفة ومصادمات في مناطق مختلفة في العراق, مثل الفلوجة وسامراء والنجف ومدينة الصدر وغيرها...
ستجد هذه الجبهات من يغذيها بالمال والسلاح...
وسوف تستنزف الكثير من الجهود, وسيسقط الكثير من الضحايا, وستتحطم آمالنا ببناء وطن جديد...
سوف تختلط الأوراق ويتعب الناس ويدوخون, وتضبع الأولويات...
ولا بناء ولا إعادة إعمار...فقط عنف وقتال ودمار...
وقوات إحتلال تتمشى في الشوارع...
ومعسكرات تشيد للجيش ليبقى هنا الى زمن لا محدود...هذه هي الصورة الآن...
هل خطط لكل هذا أم إنه حدث بطريقة عفوية غبية؟؟
لا أظن بوش أو رامسفيلد او تشيني او غيرهما من الذين شنوا هذه الحرب, عنده غباء, أو قلة خبرة او سوء إدارة.
تبدو النتيجة أن كل ما حدث كان مخطط له...
هذا إحتمال وارد...
لإنهم لو أخطأوا التقديرات في البداية, لكانوا عادوا وغيروه لإتجاه آخر...
لكنهم يصرون عليه ....لحد الآن رغم كل النتائج السلبية المأساوية.
كيف يريدون من العراقي ان يصدق أن أميركا جاءت لمساعدته؟؟
كل هذه الحماقات تسقط الثقة بين الطرفين. وتشجع على خيار العنف والكراهية.
متى ستأتي الثقة , ويبدأ العراقيون ببناء حياتهم ووطنهم من جديد...
حتى الذين في الفلوجة يريدون أن يحسوا بالثقة تجاه اميركا ونواياها حتى يرموا السلاح ويختاروا السلام والحوار..
هل تفهم أميركا هذا الكلام؟؟
هل يهمها ان تفهم كيف يفكر العراقي وماذا يريد؟؟
******************************************
العراق بحاجة الى إنتخابات وحكومة جديدة..
الحكومة الجديدة ينبغي أن يكون عندها رؤيا...
ماذا سنفعل, وكيف سنتصرف؟؟
أمريكا تبني معسكرات وقواعد في العراق..كانها تقول لنا لن نخرج قبل عشرات من السنوات, وربما مئات.
هذا يثير اعتراض الكثيرين وغضبهم, فيلجأون للعنف عسى أن يؤثر على قرار يقاء أمريكا هنا.ويعجل بخروجها.
الإنتخابات الأمريكية أيضا على الأبواب...
وكل من بوش وكيري ليس له رؤيا للعراق...
الإثنان تائهان ويتخبطان...
أربع سنوات جديدة ستأتي على العراق...أربع سنوات غامضات.
سواء ببقاء بوش أو مجيء كيري.
الوضع سيظل غامضا....لكن ربما كيري سيحاول تهدئة العنف, لسنا متأكدين, المسألة مجرد إحتمالات.
لكنا نتأمل منه إن جاء للسلطة, ألا يتبع خطوات يوش العدوانية, ولا يزيد الطين بلة, والوضع سوءا..
نريد ان نبني العراق, نريد أن نعيش بسلام وأمان, هذه أولوياتنا...

نتمنى أن تكون ثمة إنتخابات عراقية حرة نزيهة...وأن تأتي بقيادات عراقية جديدة...
قيادات نظيفة نزيهة تحب العراق والعراقيين...تجمعهم وتلم شملهم من جديد..
إن اضطرت ان تقف الى جانب الأمريكي , فإنها لا تنسى أنها جاءت للحكم لتساعد العراقيين وتدافع عنهم...
جاءت من العراقيين وللعراقيين, لتدافع عنهم وعن حقوقهم في أن يعيشوا حياة آمنه مستقرة حرة كريمة...
لو اضطرت وجلست للتحاور مع امريكي , فسيكون عليها لزاما أن توضح له : إن قلوبنا مع العراقيين,
ولن نضع أ يدينا في أيديكم الا لصالح عمل يفيد العراقيين...
لن نسمح لكم بقتلهم وهدم بيوتهم و لن نشارك في التوقيع على خططكم الأمنية ...وقصف المدن بالطائرات وسقوط مزيد من الضحايا تحت حجج شتى...
كل هذا كلام فارغ...
أنتم تقولون انكم هنا لمساعدة العراقيين...ونحن نريد أن تساعدونا, لا بمزيد من الجيوش والقتل والدمار...
ساعدونا لنبني حياتنا ووطننا...
بالطريقة التي ترضينا وتجعلنا مثلا مشرقا لغيرنا...
نريد الحرية والديمقراطية, ولا نريد العنف والقتل, ولا نظن انهما الطريق الصحيح.للوصول الى الغايات..
لم يكن يوما الطريق الى اهداف نبيلة يتحقق عن طريق أفعال بشعة وظالمة.
************************************
وأعود لأتذكر الجندي صاحب الخوذة
B-H-G..
.ثمة واحدة في داخلي تقول لي أنني ساذجة...
إنظري الى الجرحى والقتلى العراقيين, من يهتم بهم؟؟
المستشفيات تعاني من قلة الأدوية والأجهزة. الطبية المطلوبة لرعاية الناس.
والجندي الأمريكي الجريح تتلقاه عشرات الأيدي وتمد له يد العون...
هليكوبتر تنقله الى أقرب مستشفى في الشرق الأوسط أو أوروبا...
ويتلقى أفضل العناية والعلاج والدلال...
والعراقي المدني البائس الذي سقط ضحية بين المصادمات...لا يجد من يبالي به غير أهله..
لا مستشفى ولا ادوية ولا علاج...
ولا هليكوبتر ولا عربة يجرها حصان.... هه.
والشعب الأمريكي يظل يتساءل هناك : لماذا لا تهدأ امور العراق وحكومتنا تتصرف بحكمة وعدالة هناك...
تعالوا الى هنا وانظروا كيف هي الحكمة...وأين هي العدالة؟؟
فهذا شعب صاحب الأرض , وهذه قوات إحتلال اجنبية مسلحة. تتعامل بشراسة مع الشعب...
فكيف ستردمون هذه الفجوة الهائلة بينكم وبين العراقيين؟؟؟
فكروا معي بطريقة للخروج من هذا المأزق.....
طريقة تساعد على بناء الثقة بين الطرفين , وفتح صفحة جديدة...
***************************************










































<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives