Monday, September 13, 2004

 
الإثنين 13 أيلول 2004
مساء الخير...
اليوم بغداد هادئة...البارحة كان يوم التفجيرات..خرجت لإنجاز امور كثيرة متراكمة, وجدت الشوارع كلها مغلقة
وبقينا ندور ونحاول دون جدوى, ثم قلت للسائق : أرجعني للبيت, فقد انقضى نصف النهار دون جدوى...
كان ثمة تفجيرات منذ الصباح , أصوات قصف بالهاونات على المطار, ثم المنطقة الخضراء, ثم انفجار سيارة قرب جسر حي السفارات في العامرية...
وأغلقت كل الطرق والمنافذ حول المنطقة....
وتعطلت اعمال كل الناس........
وفي المساء كانت على الشاشة تعرض تقارير عن أحداث عنف وقتال في شارع حيفا
بين القوات الأمريكية ومسلحين عراقيين
تعبنا وما عدنا نسأل ماذا وكيف ومن؟؟
ثم رأينا مراسل قناة العربية وهو يتعرض للرصاص أمام عدسات الكاميرا
ثم يموت
عمره كان 26 سنة
بقيت طوال الليل أفكر بأمه وأبيه المساكين وماذا سيفعلون
مازال شابا في بداية الطريق
كم من شباب مثله سقطوا هنا
نعرفهم أو لا نعرفهم
ضحايا حرب حمقاء غبية
ما زال بعض الحمقى والأغبياء يؤيدونها
ولا يدرون ما يفعلون
********************************
وأخبار الفتاتين الإيطاليتين المخطوفتين ما زالت غامضة...
ثمة منظمة تهدد وتتوعد بقتلهما , وطبعا ستجدون في إسم المنظمة إما كلمة إسلام أو محمد....حتى تكتمل القصة المطلوب تسويقها للإعلام.
المنظمة التي خطفت الفتاتين قد حصدت نتائج جريمتها كما أرادت بالضبط.
غادر كل أعضاء المنظمات الإنسانية الباقية في العراق, هذا هو الهدف الأول, والثاني, تهديدات بقتلهما بإسم منظمة إسلامية وبإسم الله والدفاع عن الإسلام....وهذا هو الهدف الثاني, تدمير وتشويه ما تبقى من الإسلام....
يخطفون فتاتين من منظمة إنسانية موقفها معروف وهو ضد الحرب على العراق, وضد حكومة برلسكوني المساندة للحرب
لماذا لم يخطفوا جنودا إيطاليين مثلا؟؟؟
لأنهم جبناء وكاذبين, ويديهم لم تقدر ان تصل الا الى نساء مسالمات لا يحملن أسلحة ولا يرتدين دروع...
جئن لمساعدة عراقيين وبناء مدارسهم ومستشفياتهم...من الذي قرر أنهن الهدف المطلوب؟؟؟
من سوى جبان لا يملك حتى القدرة على مواجهة الرجال...تماما مثل الجبناء الذين شهروا السلاح بوجهي وسلبوا سيارتي...لو كان عندهم ذرة من الرجولة ما وقفوا بوجه إمرأة لا تحمل سلاحا ولا تقدر أن تدافع عن نفسها...
أدعو الله ليل نهار أن ينقذ سيمونا توريتا وسيمونا باري ومن معهما في هذه المحنة, وأن يرجعهما لأهلهم بالسلامة, وأن يكشف الذين كانوا خلف هذه الجريمة المنظمة, وأن ينتقم منهم ويفضحهم...أنه قادرعلى كل شيء.
************************************
هذا الأسبوع كان بالنسبة لي حافلا بالأحداث والمواجهات...
بالنسبة للجمعية النسائية.
كان ثمة إجتماع في قصر المؤتمرات, مع سيدة أمريكية زوجها عراقي,و لها منظمة إنسانية مقرها في الكويت.
ذهبنا لقصر المؤتمرات, ذهب السائق بعد أن أنزلني قرب البوابة. قلت له ان يعود بعد ساعتين.
هذه أول مرة أدخل هذا المكان, كنت سأموت من الفضول...أريد أن أرى مافيه, دائما أسمع عنه, ولم تحدث مناسبة أو مشاركة...الآن معي هوية المنظمة النسائية, وعندنا إجتماع, وهذه قصة سأظل أذكرها عند كل نقطة تفتيش...
لا أتذكر كم نقطة تفيش, لكن حقيبتي فتحت ونكشت محتوياتها عدة مرات, وأنا صابرة متبسمة...أريد أن أصل الى الإجتماع وأرى نهاية لكل هذا العذاب.
المتاهات التي مشيت فيها والمحاطة ببراميل إسمنتية مملوءة بالرمال, ومحاطة بأسلاك شائكة, كلها تقول اننا هنا في قلب المعركة.
مشيت خطواتي الأولى وقلت : بسم الله, اللهم بردا وسلاما...إن مت هنا فاجعلني عندك شهيدة ماتت من أجل العراقيين, ونيتها عمل الخير لهم.
وإن أبقيتني على قيد الحياة, فكن معي, وساعدني على إكمال الطريق بما يرضيك.
هكذا أعطي الثقة لنفسي وأبعد الخوف عنها...
*********************************
في داخل قصر المؤتمرات عالم آخر...
عالم نظيف جميل هاديء...الجنود وجوههم جميلة ومبتسمة, ليس كأولئك المتجهمين في الشوارع يركبون الهمفي أو الدبابة, وجوههم قاسية , مخيفة.
هؤلاء بعضهم يجلس في قاعة خلف الزجاج يعمل على اللاب توب بهدوء.
وبعضهم يتجول في الصالات يحمل بيده كوبا تفوح منه رائحة النسكافيه.
والدنيا هنا هدوء وسلام...نوعية العراقيين الذين هنا هم نوعية محددة, متعاونة ومقتنعة بالأجواء...
لا لست أقول خونة أو ما شابه...ربما هم مقتنعين بصواب هذه العلاقة , وصواب التعاون مع قوات الإحتلال
لا أقصد الزائرين مثلي, إنما الموظفين الذين يحضرون يوميا الى هنا, ويتعرضون للموت والرعب كل يوم,
أو يغتالونهم أمام أبواب بيوتهم وهم عائدون من العمل مساء....
نعم هي مخاطرة, وتقديري وسؤالي: هل هي من أجل العمل هنا والراتب المرتفع؟؟
لا أدري, فالمعادلة صعبة, والجندي الأمريكي نفسه لو سألته لماذا أنت هنا؟؟
اليس من أجل الراتب الجيد؟؟
لا تقل لي حرية وديمقراطية وبطيخ...
حتى لو كانت هكذا القصة هناك في أميركا, فحين تحضر الى بغداد, سترى الوجه الآخر من القصة, وستصطدم
بالسؤال المؤلم : لماذا أنا هنا؟؟
فيصبح الراتب المرتفع هو المواسي لأحزانك.
*********************************
دخلت البناية أخيرا...وسألت عن مكان الإجتماع , وبحثت عن القاعة رقم 4 فوجدتها أخيرا في الطابق العلوي
وكانت فارغة, قالوا بعد قليل سيبدأ الإجتماع...خرجت أتمشى في الطابق , رأيت كفتيريا, توقفت وشربت العصير...وتمشيت ببطء أتامل المكان...هذه البناية قصفت في حرب 1990 من قبل الطائرات الأمريكية أو الصواريخ الموجهةمن البحر الأحمر , وقبل الحرب الأخيرة قامت الحكومة السابقة بحملة صيانة شاملة للمبنى كلفتها الملايين ربما...
وخلال القصف الجوي في الحرب الأخيرة, قلت لعزام, ربما لن يقصفوا كل المواقع الرئاسية, سيحتاجون لبعضها
ولن يصيبوها بسوء...
وكما توقعت, لم يصب قصر المؤتمرات بسوء...وكأن القدر يسخر من صدام حسين: هل رممته ليكون مقرا لهم؟؟؟
الدنيا تمتليء بالسخرية الصامته ...
***************************
تجولت في الطابق, حدقت في النقوش والزخرفات والشعارات, كان بعضها يحمل صورة صدام حسين وتم إتلافها...وبقيت شعارات مثل : بردا وسلاما....والشهداء أكرم منا جميعا...
قرأتهن وابتسمت...وخيل الي أن صوت صدام حسين ما زال يتردد في القاعة, وصوت المصفقين له وهتافاتهم...
ما اغبى البشر وما أكثر نفاقهم وكذبهم؟؟
لو تتكلم الجدران عما سمعت هنا, ربما يخجل البشر ويتعظون.
أحسست بأن الكذب يختلط مع الصدق, والحق مع الباطل, ولا هوية واضحة لشيء...
هكذا العالم هو اليوم..... منافق ومثير للغثيان .
*******************
حضرت السيدة الأمريكية, وجاء عدد من أعضاء منظمات إنسانية عراقية غير حكومية. من بغداد والجنوب,
رجال ونساء..
يوجد رجال رؤساء منظمات تعنى بشؤون الأطفال المرضى بالسرطان أو الشباب المدمن على المخدرات.
وجدت أن اكثر الحضور لا يتكلم الإنكليزية, فتطوعت للعمل كمترجمة, والحقيقة وجدتها مهنة ممتعة, حيث ضحكت كثيرا, ربما لكوني متطوعة فقد مارست المهنة بمزاجي ومزاج الجمهور وضحكنا كثيرا...
لكني لو كنت موظفة, سأكون أكثر جدية, ولن أبتسم حتى.....
حسنا, السيدة كانت بمظهر محتشم ومحترم, ترتدي قطعتين على طريقة نساء الخليج (جلابية وفوقها عباءة طويلة سوداء مطرزة بالذهبي ) ...وشعرها أبيض تماما...
كانت لطيفة وهادئة ..ونظيفة ورائحتها شامبو منعش( هذه إنطباعاتي الخاصة لأنني كنت أقف الى جانبها على المنصة طوال الإجتماع...) .
كان منطقها عقلانيا هادئا , قالت انها تعيش في الكويت, وتعرف الكثير من العوائل الغنية التي تريد مساعدة العراقيين, من أمهات الى أمهات, ومن آباء الى أباء.
وانها تقدر أن تجمع تبرعات ملابس أو كتب او العاب للأطفال الإيتام والفقراء العراقيين.
وانها ستحاول أن تشرح لنا كيفية إعداد مقترحات لمشاريع, حتى تكون لها فرصة أن تنفذ , وأن تحصل على تمويل...والمهم الميزانية, كلما كانت صغيرة ومنطقية , كلما كان لذلك المشروع فرصة ليأخذ مرحلة التنفيذ.
*********************
كانت من الجمهور أسئلة كثيرة, ومعظمها أنهم محبطون , حيث قدموا مشاريعهم ورفضت عدة مرات ولم تمول...
أو أن أحدا أخذ التمويل لنفسه وهرب به...
قالت السيدة انها تتعاطف معهم, وتريد أن يعطوها فرصة لمساعدتهم من جديد...
إعترضت واحدة من الحضور, وهي صاحبة جمعية, وقالت إسأليها : لماذا نحن شعب فقير وبلادنا ممتلئة
بالخيرات؟
ضحكت وقلت لها : ما شأنها؟؟
هل سنحكي لها قصة حياتنا؟؟
انتشر الضحك في القاعة, لكنها أصرت وقالت إسأليها, نظرت للسيدة بإحراج, ما علاقة هذا الموضوع بما نحن فيه؟,
خجلت أن أقول لها لأنني وجدت فيه إهانة لها..
قولي لها اننا لا نريد الملابس المستعملة التي ستجلبها لنا...
قولي لها أن كل دولار ستعطينا إياه هو من فلوسنا ..من أموال العراقيين...
غرقت في الضحك, ولم أقدر أن أترجم., وجدت في هذه الأسئلة عدوانية غير مبررة.
هذه ليست زوجة بوش, هذه سيدة جاءت للمساعدة.
..كانت المرأة تقف بجانبي مندهشة مما يحدث, وانا أقول لهم :
اسمعوا, نحن منظمات انسانية, لا نقول هذه أمريكية لا نريد منها المساعدة, واولئك كويتيون لا نريد مساعدتهم.
هذه جاءت لتساعدنا بإسم الإنسانية...كلنا هنا أخوة....
قالت المرأة الغاضبة : هذا رأيك الشخصي, قولي لها رأينا...
بدأت أشرح لها وأنا محرجة .
دخل القاعة زوجها وهو دكتور عراقي يعمل هنا...ووقف الى جانبها وشرح لها ما يقولون...ثم توجه للجمهور ليتكلم...قلت لهم : هذا زوجها عراقي, فاسمعوا ما يقول...
طبعا ضحكوا, وقالوا لم نكن نعرف أن زوجها عراقي, إذن هي واحدة منا....وساد الهدوء.
وعاد الحديث وديا وصافيا لا يقاطعه مشاغبون.
عجيب أمر الناس كيف يفكرون؟؟؟
*********************************
عدت للبيت أمتليء بالأمل والسعادة...سأكتب الكثير من المشاريع.
لكني فوجئت بعزام الغاضب: الظروف غير مناسبة, والعمل مع الجمعية خطر عليك وعلى العائلة, أقترح تجميد علاقتك مع الجمعية لشهر او أثنين قادمين...إذهبي صباحا للعمل, وقومي بإلغاء كل نشاطاتك الإجتماعية, لا نريد مشاكل...في المساء حين أعود, قولي لي رأيك.
قلت في نفسي: الحمد لله, توجد فسحة من الديمقراطية , سأفكر جيدا, وأستعد لإعطاء رأيي.
جلست مع أوراقي وأقلامي وحاسبتي ...وبدأت أفكر بمشروعي حول تسويق وبيع منتجات الأسر العراقية الفقيرة.
عاد عزام في المساء....
قلت له : أريد الحديث, هل تسمعني؟
نظر ببرود كعادته, واومأ برأسه, موافق.
قلت له أن الناس يختلفون...ومسألة الإختلاف تأتي من الرؤيا التي يملكها كل واحد تجاه الحياة.
بعض الناس يحبون التضحية والمشاركة, وبعض الناس يخافون ويريدون الإختباء ليبقوا على قيد الحياة فترة
أطول ربما...
في الإجتماع اليوم, رأيت نورا كأنه يأتي من بعيد...نور الأمل ببناء عراق جديد...والمشاركة في هذا البناء..
هذه سعادة لا تقدر بثمن.
ذهبت للإجتماع رغم المخاطر والخوف, لكني عدت بنفسية قوية فرحة متفائلة...
لو جلست في البيت, لن أرى سوى الإحباط والحزن والأخبار السيئة, تفجيرات وموت ودمار...هذه هي حياتنا اليومية...لكن العمل الإجتماعي له نكهة مختلفة, يعطي الأمل بمستقبل جميل, وأن اشارك بصناعة هذا المستقبل
هي سعادة لا توصف...
أنا التي رأيت المجرمين أمام وجهي بأسلحتهم, وكادوا يقتلوني, وسلبوا سيارتي, وبقيت مصدومة ومحبطة
أغلق على نفسي الغرفة وأبكي....أسبوع أو أكثر.
ثم عدت لحياتي أكثر قوة ونشاطا وقناعة.
لا أريد لهذه الحثالة أن تنتصر علي.
لا أريد للصوص أن يملأوا الشوارع والوظائف الحكومية والجمعيات العامة, وأختبيء في بيتي...
سأظل أشارك, وأدفع نحو الأفضل, وإن قتلوني فلا تحزنوا علي, قولوا انها ماتت سعيدة وراضية,
هذه الحياة التي أراها تستحق ان تعاش...لا أريد الإختباء كالجرذ ...
***********************************************
بقي عزام متذمرا غير مقتنع....
جاء يوم السبت وكان فيه الإجتماع الإسبوعي للجمعية, إتصلت وأعتذرت عن الحضور...
قلت لهم الموقف متوتر في البيت, وتعلمت أن لا أصعد الموقف...
دائما عندي اولويات الحياة...الله ثم العائلة.
لا أريد أن أسبب مشاكل للعائلة. الأسبوع القادم سأحضر إن شاء الله. واتصلوا بي هذا المساء, بلغوني ماذا كان حديثكم اليوم في المنظمة؟؟
*****************************
فكرت مع نفسي, المثل يقول : وراء كل رجل عظيم إمرأة تسانده.
وقلت في نفسي : وأمام كل إمرأة ذكية طموحة, رجل يمنعها....أبوها أو أخوها او زوجها...
مرة بدافع الحب ومرة بدافع الخوف عليها....
وهذا سبب قلة ظهور النساء المتميزات في حياتنا....
كم من إمرأة عندها ذكاء وقدرات وطموحات , أجهضت وقتلت , لأنها إمرأة.
مع من نناقش هذه الأسئلة؟؟؟
مع النساء؟؟
أم مع الرجال؟؟؟
***************************************
في المساء, إتصلت عضوتان من الهيئة الإدارية للجمعية.
وقالتا إن الإجتماع كان عبارة عن معركة . رئيسة الجمعية تحتكر المؤتمرات والدورات التدريبة في الخارج
لنفسها, وتصرف أموال الجمعية بطريقتها الخاصة, ولا تقبل المساءلة أو المحاسبة.
تعالي في الإجتماع القادم وتكلمي....
وضعت يدي على خدي ثانية : كم من الآلام نرى, وكم من أحلام جميلة يفسدها الأنانيون ؟؟
دخلنا لهذه الجمعية لنشارك ونعمل بإخلاص...وها نحن نصطدم بالفساد والأنانية والتفرد يالسلطة...
فايروس معدي من صدام حسين, أو ربما هو فايروس قديم , منذ بداية تاريخ الإنسان.
ثمة مثل يقول : سألوا فرعون, لماذا صرت جبارا ظالما؟؟
فقال: لم أجد من يوقفني عند حدي....
فلت لزميلاتي في الهيئة الإدارية: الإجتماع القادم نتكلم بصراحة, ونوقف فرعون الجديد عند حده.
**********************************
الحياة متعبة, لكنها ممتعة.
جاء المهندس الذي اعطيته عروضا لمنظومة سوفتنر قبل أسابيع, وجاء بعدها زميله يريد أن يشتريها مني ويبيعها للمعمل بالسعر الذي يريده هو, فطردته من المحل...
اليوم جاء المهندس, ودفع المبلغ , وأخذ الأجهزة...
قال أن مدير المعمل يسلم عليك, وقد قرأ إسمك على الكرت, وقال هذه المهندسة أعرفها, اليست هي أم رائد؟؟
واتصل بزوجته وسألها عنك, وقال انها تعرفك...
لا تشتروا في المرات القادمة الا منها... هكذا اقترح المدير.
ضحكت,و قلت : من أين يعرفوني؟؟
قال : لم أفهم بالضبط, ربما كانوا معك في الكلية , مدير المعمل وزوجته مهندسين.
ابتسمت , وقلت في داخلي : هذه علامات صغيرة أن الله مع الحق.
كل مؤامرات لجنة المشتريات فشلت , وأيدني الله بطريقة ما.
*********************************
بقي موضوع ماجد...
اتصل غاضبا وقال :: ماما انا لست في فانكوفر, أنا في برتش كولومبيا..
قلت : انتظر , سأجلب الأطلس وأنظر حتى أفهمك...
رأيت في الاطلس أن فانكوفر جزيرة صغيرة, وأن برتش كولومبيا ولاية كبيرة.
قلت له : لكنك يا حبيبي حين وصلت قلت لي أنا في فانكوفر, والكلية في مدينة تبعد ساعة عن هنا...
فظننت أن مدينتك هي الصغيرة.
حسنا سأخبر الجميع انك في مدينة فكتوريا بمقاطعة برتش كولومبيا
وسوف اكتب إسم المدرسة
قال : ماما من هنا نرى ساحل كاليفورنيا..
قلت: يا ماما هل انت مجنون؟؟
كاليفورنيا في الجنوب, انت ترى ساحل سياتل ربما...
عاندني ورفض رأيي...
قلت : حسنا الأطلس أمامي...إذهب واشتر الأطلس لتصدقني...
اليوم بعث رسالة في البريد الإلكتروني : ماما أرسلي لي أطلس العالم..
قلت : ما هذه المصيبة؟؟
أعطي النصائح, ثم أدقع ثمن تطبيقها...
حسنا يا ماجد....سنرسل لك الأطلس في أقرب فرصة.
****************************************
تمنيت لو تحل مشاكل الناس وخلافاتهم حول أمور الدنيا..
كما حللنا مشكلة الجغرافيا بالأطلس...
إنظر اليه بنفسك وتأكد....
لكن الإنسان خلق وهو يحب الجدل والنقاش...
وهذه من الصفات المتعبة.
لا يتفق إثنان على حال....
الله خلق الدنيا والناس...
وهو له الحكمة في كل شيء....
********************************



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives