Saturday, June 26, 2004

 
الجمعة 25 حزيران 2004
صباح الخير..
هذا يوم عطلة نهاية الأسبوع, والجلوس في البيت والأعمال المنزلية الشاقة.
الأحوال في بغداد متوترة , الإنفجارات صارت يومية, وفي شوارع مكتظة بالمارة من المدنيين, وهذه حالة مرعبة محزنة...
صباح مساء نرسل الدعوات لرب العالمين أن ينتقم من المسؤولين عن هذه التفجيرات ويفضحهم ويكشفهم للعالم كله..
وأن يصبرنا على تحمل مشاق هذه الأيام الصعبة, وأن يكون المستقبل فيه الخير...كل الخير, للعراق والعراقيين.
*********
ما زلت أقرأ كتب التاريخ الحديث للعراق.
كتب الدكتور علي الوردي, وا لسيد عبد الرزاق الحسني.
ويقول كل منهما أن مصادر المعلومات هي من وثائق لفترات سابقة من تاريخ العراق, موجودة في مكتبة الوثائق الوطنية...
ووثائق أخرى أخذ عنها الدكتور علي الوردي من مكتبة وثائق بريطانية في لندن, تتكلم عن العراق في فترة الإنتداب البريطاني.
طبعا في بغداد احترقت دار الوثائق الوطنية تلك في الأيام الأولى لدخول قوات الإحتلال في العام الماضي...
وان كان ثمة من يريد ان يعمل بحثا أو دراسة عن تاريخ العراق في فترة العهد الملكي أو قبله أو بعده, فلا أدري ان كان سيجد ثمة وثيقة رسمية...
شيء محزن حقا....هذا بعض ما أصابنا..
والمخفي كان أعظم.... كما يقول الشاعر القديم.
*********
أقرأ التاريخ , وأضع يدي على رأسي , وأغلق الكتاب , وأغرق في تفكير ودهشة وحزن..
ثم أعيد فتحه, وأقرأ من جديد...
العراق تحت السيطرة العثمانية من سنة 1516-1914
يعني اربعة قرون, من أشد فترات الجهل والظلام والقسوة والتخلف وسلب مستمر لثروات العراق..
وقمع لثورات وانتفاضات شعبية متتالية, واعدام للشرفاء والأحرار الذين يطالبون بخروج العثمانيين واستقلال العراق...
********
ثم جاءت الحرب العالمية الأولى..وحدثت تحالفات جديدة بين دول العالم ضد ( الرجل المريض )... هكذا صاروا يسمون الدولة العثمانية في سنواتها الأخيرة....وحين خسرت الحرب , اقتسموا ثرواتها بينهم , اقصد الدول التي انتصرت في الحرب...فصار العراق جزءا من ثروة ورثتها بريطانيا ( مع فلسطين والأردن والسعودية ومصر)
دخل البريطانيون البصرة عام 1914, ثم بغداد 1916, ثم الموصل 1917
لم يواجه الإحتلال في بدايته مواجهة واضحة.
كان ثمة برود في المرحلة الأولى , ثم تردد, لأن غالبية السكان كانت تحمل كرها وعداءا للسلطة العثمانية القديمة, مما جعلهم يصدقون الدعوات البريطانية بأنهم ( جاءوا فاتحين لا محررين) كما قال الجنرال مود في خطابه.
بدأت الإنتفاضات الشعبية بعد وقت قصير ,ضد الوجود البريطاني..
1917 انتفاضة النجف والكوفة
1918 انتفاضة النجف ومدن الفرات الأوسط
1919 انتفاضة الأكراد( كركوك, حلبجة,دانية )
1920 الثورة الشهيرة التي عمت معظم مدن العراق
1922اعلان المملكة العراقية وتنصيب الملك فيصل
1926 مظاهرات ضدالبريطانيين وسياستهم في البلاد
1930 مظاهرات ضد المعاهدة مع بريطانيا
1931 مظاهرات ضد المعاهدة نفسها
1932 اعلا ن الإستقلال الشكلي ودخول العراق عصبة الأمم
1936 انقلاب عسكري ( بكر صدقي) وحكومة جديدة
1937 اغتيال بكر صدقي وعودة الحكومة القديمة التي فرت خارج العراق
1941 انقلاب رشيد عالي الكيلاني وحكومة جديدة , ثم تدخلت بريطانيا واسقطت الحكومة الجديدة واعدمت قادتها, وارجعت الحكومة القديمة
1947حرب فلسطين والجيش العراقي ذهب الى هناك ولم يطلق طلقة واحدة...وشاعت قصة ( ماكو أوامر) وسقوط فلسطين وبناء دولة اسرائيل في السنة التالية..
1948 وثبة كانون الثاني وسقوط شهداء في مظاهرات ضد صالح جبر و معاهدة بورتسموث
1949 تأسست أحزاب موالية لبريطانيا واحد لنوري السعيد والآخر لصالح جبر.
1951 مظاهرات ضد الإنتخابات المزورة , احكام عرفية , واطلاق نار على المتظاهرين والسجناء السياسيين داخل الزنازين.
1952 انتفاضة وشهداء
1954 انتفاضة وشهداء ضد معاهدة جديدة
1956 مظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر ( بريطانيا وفرنسا واسرائيل)
1957 قيام جبهة الإتحاد الوطني بين الأحزاب الوطنية العراقية
1958 ثورة 14 تموز, واعلان الجمهورية العراقية المستقلة
********
تاريخ طويل يمتليء بالآلام والتضحيات...
حقا شعب العراق...شعب العزة والكرامة والبطولات.
******
الإحتلال البريطاني استمرلأكثرمن أربعين عاما ....
ماذا حدث للعراق من تطورات ؟
تقول كتب التاريخ, ان الزراعة ظلت متخلفة لأن البريطانيين كانوا ينهبون الأراضي من ممتلكات الدولة السابقة أو الفلاحين ويعطونها للإقطاعيين ورؤساء العشائر الموالين لبريطانيا, حتى تتفوى مراكزهم وسلطتهم ضد الشعب البائس الفقير.
وفي الصناعة تطورت فقط الصناعات التي تخص استخراج النفط...
ولم تبن أية صناعة كبيرة ذات شأن.
وغزى السوق البضائع الأجنبية من بريطانيا وغيرها...ليصبح العراق سوقا لإستهلاك منتجاتهم.
وكانوا يرفضون الخروج من العراق بحجة الخوف من عودة العثمانيين أو من يواليهم الى السلطة.
اليس التاريخ يضحك ويستهزيء , وهو يعيد نفسه من جديد؟
********
وجاء الحكم الجمهوري, وعبد الكريم قاسم.في تموز 1958
تمت محاكمة رجال العهد السابق, واطلق سراح الوطنيين من السجون.
واتذكر ان العراقيين قتلوا نوري السعيد ,وكان يشغل منصب رئيس الوزراء في العهد الملكي, وسحبوا جثته في الشوارع...انتقاما للضحايا التي قتلها من شباب العراقيين الوطنيين في السجون والشوارع..
نوري السعيد قالت عنه المس بيل في مذكراتها انه أكثر عراقي مخلص لبريطانيا , ومؤمن بعدالتها وقيمها النبيلة.ومدافع عنها .
وعندما اقرأ التاريخ, لا ألومهم على ما فعلوه به...
مثل غضب الفرنسيين الفقراء المسحوقين حين حطموا سجن الباستيل , وكانت الثورة, واعدام الملك لويس السادس عشر وزوجته الجميلة الرقيقة. ماري انطوانيت..
لم يكونوا يحسوا بآلام المسحوقين وجوعهم. وعاشوا في ترف ونعيم .
فكانت نهايتهم شنيعة , مثل غبائهم وانانيتهم.
*******
نعود لثورة 1958
اعلن في الشهر ذاته( 26تموز) الدستور المؤقت للجمهورية
ثم قانون الأحوال الشخصية , الذي منح للمرأة العراقية, لأول مرة, حقوقا متساوية للرجل.
وخرجت الأحزاب من العمل السري الى العمل العلني ..
وفي ايلول اصدر قانون الإصلاح الزراعي الذي حدد سقف الملكية للأرض, ووزع الأراضي على الفلاحين.
واعلنت الحكومة برنامجا للتنمية الصناعية, ووقعت الدولة عقودا تجارية مع الإتحاد السوفيتي
لإستيراد المكائن والمعدات اللازمة لمؤسسات ومنشآت الدولة.
وألغت الدولة اتفاقية 1954 مع بريطانيا, وغادر الجنود البريطانيون قاعدة الحبانية والشعيبة في أيار1959,
ورفع علم الجمهورية العراقية فوقهما.
وفي نفس اليوم اتخذ قرار بفسخ الإتفاقيات المعقودة مع الولايات المتحدة عامي 1954-1955 بشأن مساعدات عسكرية واقتصادية.
وانسحب العراق رسميا مما يسمى حلف بغداد في آب 1959.
حسنا, هل تصدقون ان ثمة محاولة لإغتيال عبد الكريم قاسم تمت في نفس السنة 1959 في شهر تشرين الأول؟
وكان بطلها صدام حسين, الذي كان في بداية العشرينات من عمره.
هل ظهر لوحده, أم ثمة من نظمه ودسه كعدو لهذا الشعب وهذه الأمة؟
قشلت المحاولة وهرب صدام حسين من العراق لسنوات, ثم عاد قبل انقلاب 1968 .
وفي عام 1961 اصدرت الحكومة القانون رقم 80 الذي استرجع العراق بموجبه اراضي الإمتيازات النفطية التي كانت تحتكرها شركات النفط الغربية.
لكن من سيترك العراق ينعم بالراحة والأمان؟
كان يعيد أبي دائما, وهو يسخر ضاحكا , مقولة غاندي, زعيم الهند ومحررها من الإحتلال البريطاني: إذا اقتتلت سمكتان في البحر, فإن بريطانيا هي السبب.
وأظن غاندي لم يقصد بريطانيا بالذات, وانما هي رمز للدول المستعمرة.
وطبعا بدأت الفتن والمشاكل في العراق..
الحزب الشيوعي من جهة يطالب بالإشتراك في الحكم, وحزب البعث. من جهة أخرى...
كانت الحكومة تحاول اتخاذ موقف معتدل من الأحزاب, وان لا ترجح الكفة لحزب دون آخر.لكنها فشلت في تحقيق هذه المعادلة.
وظلت المؤامرات ضد الحكومة تختفي وتعود, حتى حدث انقلاب عام 1962, وقتل عبد الكريم قاسم,واستلم السلطة قوى متنازعة على الحكم, من بعثيين وقوميين.
وأتذكر ان ثمة نزاعات وعنف وتصفيات بين البعثيين والشيوعيين , كانت تثير قلق الناس ورفضهم لهذه الأفعال المشينة.
ثم جاء انقلاب 17 تموز 1968 ,واستلم السلطة حزب البعث.
في البداية, والحق يقال , انهم احدثوا اضافات جيدة لحياة العراقيين, التعليم تطور والجامعات ازدادت, وحملات محو الأمية, والطب المجاني في المستشفيات لكل المواطنين, وتأميم النفط العراقي والجبهة الوطنية المشتركة للأحزاب العراقية المختلفة, وحركة بناء وعمران واضحة في كل العراق.
لم يكن صدام حسين في الواجهة, كان الرئيس آنذاك أحمد حسن البكر...الذي لم أجد عراقيا لحد الآن يبغضه أو يذكره بسوء.
كان رجلا مهذبا مسالما...لم نسمع اغنية فيها اسمه, لم نشاهد منه تصرفا شرسا قاسيا.أو فرديا دكتاتوريا.
لكن صدام حسين جاء وظهر في الصورة, وأحال الرجل على التقاعد, ونصب نفسه رئيسا للجمهورية وقائدا للقوات المسلحة..ومن يومها عاد العراق ليعيش في الجحيم.
استلم السلطة في عام 1979 , ثم بدأ بتصفية قيادات حزب البعث الذين يشكلون خطرا عليه ,فسجن بعضهم , وأعدم الآخرين تحت حجج وتهم ملفقة,و شن الحرب على ايران, واستعمل الأسلحة الكيمياوية ضد الأكراد في حلبجة, وتعامل مع العراقيين بعنف وشدة, وبدأت حملات الإعدام والقتل وبدأ الفيلم الطويل التعيس الذي عاشه العراقيون, المملوء بالأحزان والآلام.
منذ تلك الأيام وضع صدام حسين يده بيد الغرب, وصار حليفهم علنا, فبدأت الكوارث تنهال علينا من جديد...
لم ينتقدوه حينها ابدا...
لأنه كان يفعل ما يرضيهم.
كانت تلك الفترة على العراقيين , هي أشد فترات الظلام والإضطهاد والديكتاتورية...
وبعد هجومه على الكويت, اختلف مع الغرب , فصار عدوهم رقم واحد...
وبدأووا حملتهم ضده, وبكاءهم على الحرية والديمقراطية المسلوبتين من العراقيين..
وبكاءهم على الأكراد الضحايا في حلبجة.
التاريخ قصص مضحكة ....
حين يكون الزمن قد مضى عليها, تصبح القصة أكثر وضوحا للمشاهد, والمعاني كذلك واضحة مفهومة.
في حين حدوثها تكون غامضة, لها الف تفسير وتفسير...لكن بمرور الوقت , تتبسط الأمور..وتصبح اكثر وضوحا.
********
كيف نعود لنصنع عراقا سعيدا من جديد؟
أظن الخطوة الأولى والأخيرة هي حكومة عراقية مستقلة...مستقلة....مستقلة.
من الغرب وسياسات الغرب.
فبكل تاريخنا الطويل, وتجاربنا معهم , لم نحصل الا على الخراب والدمار لبلادنا..
فمن اطماعهم واحقادهم تأتي مصائبنا...
إما يزرعون الفتن والقتال بين فئات الشعب, أو الأحزاب,أو يتحالفون مع رجل مجنون ويصنعون منه ديكتاتورا , ويمدونه بالقوة والمال والسلاح ليشن حروبا على الجيران, ويدمر شعبه, وتضيع آمالنا في حياة مستقرة آمنه, لعشرات من السنين.
******
والآن...كيف هي حياتنا؟
تفجيرات وخراب ودمار ومرتزقة من جنسيات ودول مختلفة...يعيثون فسادا في أرض العراق, ويقتلون الناس, وكل يوم يمر, فيه ضحايا جدد...وأمل بعيد بحياة آمنة مستقرة.
وتصلني رسائل الكترونية, يعتبون علي لماذا أقول اننا نشتاق لأيامنا السابقة..
الم يسقط صدام حسين؟
الم تجدوا فرصة جديدة للحياة السعيدة؟
واتذكر...
ايام صدام كنت أخاف من سائق التاكسي أن اتكلم معه عن الحكومة, فيطلع مخابرات ويوديني في داهية.
ومن عامل البدالة أخاف ان يسمعني اتكلم بشيء ممنوع , فيخبر عني وأروح في داهية.
ومن موظف جريدة اعلانات التهنئة للرئيس التي ارفض المشاركة فيها , وأخاف ان يتكلم عني وأروح في داهية.
ومن الباب , كلما رن الجرس وقت الظهيرة , يسقط قلبي , أقول جاء رجال المخابرات ياخذون جهاز الستلايت ويحبسونا لأنه ممنوع.
اما اليوم فقد ذهب كل هذا...ذهب صدام حسين ,لكن الشرور لم تذهب كلها من العالم .
و خوفي اتخذ أشكالا جديدة...
أخاف من طلقة طائشة من جندي أمريكي بطل, ارسلوه ليحرر العراق المتخلف واهله الوحوش.
طلقة تقتلني أو تقتل أحد أولادي أو أقاربي أو جيراني أو اصدقائي.
واخاف من قذائف المدفعية التي ترمي عشوائيا ضد المناطق المدنية ليلا, حين تأتيهم قذيفة مقاوم عراقي.
وأخاف من السيارات المفخخة التي تنفجر في شوارع بغداد في كل وقت ...وتحصد معها عشرات الأبرياء.
وأخاف من حملات المداهمة والتفتيش للبيوت في الليل بحجة البحث عن اسلحة أو رجال مقاومة,
فيدخلون الغرف, ويفتحون الخزائن والأدراج, وربما سرقوا أشياء من نقود أو ذهب, كما يخبرنا كثير من الناس الذين نعرفهم, وحدثت لهم هذه المصائب, لكن لمن يشتكون؟
وأخاف من مستقبل مظلم لوطن يحتله اجنبي لا يحبنا...يتعامل معنا كأننا حثالة, وكأنه الراقي المنزه من العيوب.
************
ووجدت طريقي في الكتاية على الإنترنت, فوجدت فيه الخوف والأشواك..
تصلني رسائل حاقدة مسمومة, لأنني اريد لقوات الإحتلال أن تخرج من العراق.
وجاء معتوه اسمه أسمار وسرق الصور من موقعي ووضعها على موقعه, وارسل رسائل للشركات والمجلات بعضها موقعة بإسمي, وطلب منهم وضع اعلانات في موقعه, فكسب مئات وربما آلاف الدولارات, ولا سبيل عندي لأشتكي ضده.
ثم جاء معتوه آخراسمه جيفري , وصار يكتب ضد المواقع العراقية التي لا تؤيد الإحتلال, وطبعا انا واحدة منهم, فشوه سمعتي وقال انني بعثية, ثم برجوازية, ثم وهابية.
اين هي الحرية والديمقراطية التي تمتعنا بها.؟..
نجونا من صدام حسين...
فظهر لنا عشرة, أو مائة, أو أكثر...
كلهم يشبهون صدام حسين , وينغصون حياتنا من جديد..
******************
لا تقولوا عنا متخلفين...
فالسنوات الطويلة اتي قضيناها ونحن نحارب الإستعمار البريطاني...كنتم انتم تبنون فيها حياتكم نحو الأفضل, وتطورون صناعتكم واقتصادكم...وحكوماتكم تمص دماءنا وثرواتنا .
هل فكرتم بنا؟
هل حزنتم علينا؟
هل ضغطتم على حكوماتكم لترفع يدها الخبيثة عنا وتتركنا لنعيش بسلام؟
لا أحد أفضل من أحد..
الله خلقنا بعقول وذكاء وقدرات متشابهة...والعراقي الذي يعيش في اميركا او اوروبا او اي دولة في العالم ,
يبدع وينتج كغيره من البشر...
لكن الإبداع والإنتاج هنا يحتاج الى أمان واستقرار واستقلال
وهذا ما يريده العراقيون الآن
الأمان والإستقرار والإستقلال
ليبنوا حياتهم من جديد
ويبنوا مستقبل أولادهم وأحفادهم
دونما خوف...دونما أعداء يسممون حياتهم
**************











<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives