A Family in Baghdad

الجمعة 7/5
صباح الخير..
اليوم عطلة نهاية الأسبوع...يوم البقاء في البيت لأسباب امنية..ههه.
اريد أن تكون كتابتي اليوم , نشرة الأخبار السارة.
مللنا الأخبار السيئة, ونريد استراحة.
أولا الجو لطيف في الخارج وصوت العصافير يزيد من لطافته...
لكن صوت المولدة, يشوه الوضع !!
آسفة الكهرباء سيئة هذه الأيام, وهذا الخبر لا علاقة له بنشرة اليوم..فقد اتفقنا أن تكون سارة فقط..
******
انفتح الحصار عن الفلوجة..وعادت العوائل الى بيوتها التي لم تتهدم بعد..
اما الذين تهدمت بيوتهم , فسوف نتكلم عنهم في نشرة حزينة قادمة..
الوضع في النجف قلق...ونتوقع ان ينفجر في أية لحظة...لكننا نتمنى أن يكون ثمة من يفكر ألف مرة قبل أن يضغط على الزناد...
من الأمريكيين , أو العراقيين...
اللعنة..
لا أقدر أن أفكر بصفاء..الأخبار المزعجة تطفو على السطح, ولا يمكن تجاهلها...
******
حسنا سأحاول من جديد...
عملنا لقاء مع راديو بي بي سي..
أم أمريكية, عندها ابن شاب عمل في العراق مع الجيش الأمريكي,...ثم عاد الى الوطن..
الحمد لله , هذا خبر سار..عاد بالسلامة!!
تكلمنا على الهاتف مع بعضنا...وكان يحاورنا المراسل , ويطرح علينا الأسئلة ...
فنجيب كل واحدة حسب رأيها...
والجميل في الموضوع..اننا لم نتفق على الإجابات, لكنها جاءت متشابهة...
نحن امهات , ونكره الحروب. ونريد السلام لعوائلنا...واوطاننا..
البرنامج سيبث يوم عيد الأم في أميركا..يعني يوم 9/5
اتمنى أن يكون عيدا سعيدا لكل الأمهات في أميركا والعالم...
حيث تنجمع العائلة كلها...لا أحد غائب ليشترك في حرب أو ماشابه..وحيث السلام يحيط
بكل العالم...
*****
كنت أبحث عن معهد في بغداد...لدورات في اللغة الإنكليزية..
قالوا يوجد معهد بريطاني, لكنه قريب من المنطقة الخضراء...يعني مركز القيادة لقوات التحالف..لكني رفضت الفكرة, لأنها ستكون دروسا تتخللها سقوط قذائف مجهولة المصدر
على رؤوسنا اثناء الدرس...ههه...فكرة غير مشجعة.
وقبل عدة أيام جاءت صديقة جديدة مهندسة, تعرفت عليها عن طريق اختي...
قالت انها اسست جمعية عراقية للسيدات صاحبات المهن..
واو..اعجبتني الفكرة واحترمتها..
قلت : الحمد لله, هذا شيء جيد بعيدا عن القذائف والتفجيرات.
قالت : اذا اردت , اعطيني صورةو بطاقة تعريف شخصية سأعمل لك هوية عضوية للجمعية..
فلت لها اسمعي أريد شيئا مفيدا..حقيبتي تمتليء بالبطاقات والهويات...لاأحب المزيد..
اريد شيئا مفيدا..
قالت عندنا اشتراك للعضوات في معهد جديد يعطي دورات لغة انكليزية, الطاقم التدريسي أمريكي
اصحاب المعهد, أمريكي وزوجته امريكية مسلمة..
والمشتركات سيدات كثيرات...هل تودين المشاركة؟؟؟
يا الهي...منذ شهور وأنا ابحث عن هذا...
*******
في فترة بعد الظهر , قضيت وقتا طويلا وأنا ابحث وأسأل في نفس المنطقة التي شرحتها لي صديقتي...
لكن لا أحد يقدر أن يحدد أين المعهد؟؟؟
كدت أيأس...لكني عدت ووضعت سيارتي أمام محل عملي, واستأجرت تاكسي..
قلت له تعال نسأل ببطء حتى نصل الى المكان...
كانت جولة متعبة...
لكني اخيرا وصلت وابتسمت..لا لم ابتسم..كنت سأطير من الفرح..
كان ثمة حراس عراقيون يجلسون أمام البيت لتفتيش الحقائب..
ثم الإستقبال, كان هناللك شاب عراقي مهذب...وأعطاني نموذج ورقة الإمتحان...لمعرفة المستوى.
وبدأت أكتب...
ثم قلت له انها اسئلة طويلة, هل سأجيب عليها كلها؟؟
قال: المفروض هكذا..
وبقيت أكتب وأكتب...
وكنت الطالبة الوحيدة...قلت له انني تأخرت..والسائق في الخارج, هل ثمة وسيلة للإختصار؟؟
ابتسم وقال: حسنا ..انتظري..سأنادي الأستاذ.
عاد بعد قليل ومعه رجل نحيف , وأصلع قليلا, عيونه ملونه...ووجهه مبتسم وودود..
القى علي التحية بالإنكليزية , ورددت عليه, وعرفته على نفسي..وقلت له انني اريد تقوية لغتي..
لا اريد شهادة توفل أو ما شابه..انا مهندسة وأعمل في شركة لعائلتي..
ابتسم وأخذ ورقة الإمتحان وكتب عليها ملاحظة , وقال : حسنا, لغتك جيدة..غدا ستأتين
لتحضري دروسك مع باقي الطالبات, سنتصل لتحديد الوقت.
في اليوم الثاني حضرت الدرس الأول...كان ممتعا جدا..وكنا نضحك كثيرا..لأن المدرسة قالت ممنوع الكلام بالعربي اثناء الدرس...لكنا نتكلم مع بعضنا بالعربي لتفسير بعض النقاط الغامضة..ونعود للكلام بالإنكليزي...والمدرسة تبحلق في وجوهنا, وتعترض...لكنها طفلة مسالمة, من تكساس , تخرجت حديثا من الكلية...
وأنا أجدها طفلة لأنها ربما أصغر من عمر رائد ابني...
كان الدرس الأول ممتعا جدا...هي دورة محادثة..
تكلمنا في السياسة وآخر الأخبار..وعن حياتنا اليومية..وعن عوائلنا..وكل واحدة تعرف عن نفسها..ودراستها...وشهادتها..
وجدتها خطوة جميلة مشرقة...
المدرسات امريكيات مبتسمات لطيفات...والطالبات عراقيات..سعيدات بهذا اللقاء الجميل..
لقاء بين ثقافتين...لقاء بين عالمين...
نتعلم من بعضنا...ونتكلم عن تفاصيل حياتنا...وعاداتنا...ونضحك..
ليست ثمة فروق كبيرة...
ليس ثمة فروق, تستوجب الأحقاد والحروب...
اعطيناهم صورا شخصية...عملوا لنا بطاقات هوية عليها اسم المعهد...وصورة الطالبة..
ووضعناها على صدورنا, علقناها على القمصان...تساعدنا في المرات القادمة لسهولة دخولنا .
دفعنا الرسوم وهي تكاد تكون رمزية...
عند خروجنا سلمنا عليهم جميعا , طاقم المعهد , من رجال ونساء..
كلنا كنا سعداء بهذا اللقاء...
اتفقنا على موعد الدرس القادم...
انتظره بفارغ الصبر...
******
بالأمس ارسلت صديقة لي قصة على موقع ..
القصة تتحدث عن شابة عراقية تعمل طبيبة في احدى مستشفيات بغداد..
وجندي أمريكي, كان يعمل في وحدته..داخل المستشفى أو قربها...في بداية الحرب , لحماية المستشفيات من أعمال التخريب...
وتعارفوا على بعضهم بحكم الدوام اليومي...
وكانوا يتحدثون عن تفاصيل حياتهم اليومية..وربما عن عوائلهم وطريقة نشأتهم...
ثم قررا الزواج...
التفاصيل على الموقع...
لكن أفضل موقف بقيت أفكر فيه وابتسم..
حين وقف الجندي أمام القاضي ليصبح مسلما...ويتزوج من العراقية المسلمة.
يجب أن يقول:لا اله الا الله....محمد رسول الله.
قرأت الشهادة بالإنكليزية..فانتبهت لنقطة لم أكن انتبه لها وأنا أقولها بالعربية...
هي اعتراف بان الله واحد...وان محمدا رسوله....لا توجد كلمة الواحد هنا .
يعني الله واحد....والرسل متعددون, ومحمد ليس الرسول الوحيد.
نعم ...محمد صاحب الرسالة الأخيرة...
لم ينفي أو يكذب الرسل من قبله...بل جاء ليكمل ما أتى وبشر به الرسل قبله..
ابراهيم ويعقوب ويوسف...وموسى وعيسى..
كلهم انبياء رب واحد...
وكلنا أولاد رب واحد.....
*******
القصة على الموقع التالي...
وأظنها تستحق أن تكون قصة فيلم سينمائي في يوم ما...
حين يسود السلام في العالم...
وحين ترتفع أصوات القلوب الممتلئة بالحب...
لتسكت أصوات القذائف والصواريخ..

Love and war