Thursday, May 06, 2004
الخميس6/5
صباح الخير....
بغداد هادئة...وحركة المرور خفيفة منذ أعلان صور التعذيب في سجن ابو غريب .
كأن المدينة وأهلها يغرقان في ذهول وحزن , على ما حدث...
كان الناس يتناولون الحديث في حياتهم اليومية...لكن بلا أدلة...يغدو الحديث بلا معنى.
لكن المعاني كلها حضرت مع الصور التي نشرت ولم تدع مجالا للشك .
*****
اريد فقط أن أتوقف قليلا عند حادثة الفلوجة, وقتل الأمريكيين الأربعة..
الذين اثبتت الأيام انهم لم يكونوا مقاولين مدنيين..
كانوا رجالا من منظمة امنية خاصة تدرب الرجال على عمليات.
عمليات يعني اغتيالات ومهاجمات وكل ما له علاقة بذلك...
وكنت سمعت من جارتي تعليقا لم اصدقه في يومها...لكنه اليوم يعود لذهني مرة أخرى..
بعد حادث الفلوجة اتصلت بها, وتكلمنا في مواضيع متفرقة, وهي تعمل في وزارة الصحة,
ودائما حسب تجربتي موظفو دوائر الدولة عندهم أخبار يتهامسون بها, ثم يسمعها المواطن العادي.
كنت قد ابديت دهشتي واستنكاري لذلك العمل, بقتلهم وحرقهم في الشارع...
قالت : يا أم رائد, لا تتعجبي, هؤلاء متورطون في أعمال تعذيب واعتداء على العراقيين في السجون.
قلت : اي سجون؟
قالت : الم تسمعي؟
نفيت علمي...وغيرت مجرى الحديث, لأنني لا فكرة عندي أبدا, ولم أصدقها.
*****
تبين فيما بعد ان حادثة السجون هذه قد ضبطت و انكشفت منذ شهر يناير..يعني منذ اربعة شهور تقريبا...
والشعب العراقي والأمريكي, في غفلة عما يحدث, إلا فئة قليلة تعلم وتسكت .
فضيحة لا يستوعبها العقل...
معهم حق الذين يعلمون بها حين اخفوها...
فهي مؤلمة مدمرة, لمشاعر العراقيين, وتمزق كرامتهم , وتزيد عليهم الشعور بالإهانة ,
وتزيد بغضهم للإحتلال...
وسببت صدمة للشعب الأمريكي, لم يصدق ما تفعله حكومته...
معهم حق, فهم يؤمنون بشكل مطلق في حكومتهم...انها أمينة على تطبيق الحق والعدالة
في أميركا وخارجها...ثم انكشفت الكذبة .
********
العراقيون يقولون هذه النساء التي اهينت وعذبت في السجون, هن لسن متهمات بجرائم,
هن زوجات وأخوات رجال عراقيين مشتبه بمقاومتهم للإحتلال !!
هذه لطمة أخرى؟
من أين سيبدأون التحقيق؟
من الدخول الى البيوت وانتهاك حرمتها , وأخذ النساء بدل الرجال ان لم يكونوا موجودين...
واعتداء عليهن واذلال لعوائلهن...
من اين نبدا الكلام ؟؟
اين الحضارة والرحمة والعدالة التي قال عنها الرئيس بوش, انها قيم المجتمع الأمريكي؟
والسؤال الذي أطرحه للمرة الألف...
من يعطي الأوامر؟؟؟
ومن ينفذ؟؟
ماذا قالوا للجندي الذاهب للعراق؟؟
اذهب ودمرهم...اقتحم بيوتهم واعتدي على رجالهم ونسائهم..ونحن نضمن لك التغطية , ولن يكشفك أحد؟؟
ربما من حسن حظ العراقيين أن معركة انتخابية على الأبواب, وان ثمة من يود , وينتظر بفارغ الصبر, من المعارضين لسياسة بوش, ان يكشف فضائح هذه الإدارة...ويسقط الأقنعة عنها,
امام الشعب الأمريكي, وشعوب العالم...
هذا من حسن حظنا...
وعلامة من الله, انه مع العراقيين المظلومين...
لأنه كشف الحقيقة, وفضح الكاذبين, وها هم يتخبطون , كيف سيبررون, ويعتذرون...
ويوجهون كتب توبيخ للضباط المتورطين...شكرا, فقد حطمتموهم بهذه العقوبة القوية, ليكونوا
عبرة لغيرهم من المتجاوزين...
*******
والرئيس بوش على الشاشات, يتكلم بنعومة وهدوء...هذه أول مرة نراه يتكلم بإنسانية وكلام رقيق
ناعم...تعودنا أن يوجه التهديدات, والغضب في عينيه, ويديه تتوعد وتهدد...
من سيصدقه ؟؟؟
هل الكلام وحده يكفي لحل الكوارث التي نزلت علينا؟؟
وهل نصدق ونعفو ونبتسم؟؟
والدفتر ممتليء بالمواقف الرديئة السابقة من جبش الإحتلال...
نحن العراقيون لسنا في مأزق...
الإدارة الأمريكية في مأزق...
مطلوب منها اعطاء مصداقية لكلامها عن حقوق الإنسان والرحمة والعدالة..
مطلوب منها بناء الثقة مع الشعب الأمريكي والعراقي, بالأفعال , لا بالكلام...
أكثر من سنة مرت على الإحتلال...والتجاوزات لا تعد ولا تحصى...
وما هي بمسألة جنود حمقى...لا أبدا...
هذه مسألة قيادة حمقاء لا تعرف كيف تخطط وتنفذ بطريقة عاقلة ناضجة..
******
نحن العراقيون لا نكره الشعب الأمريكي...بالعكس..
صار عندنا شعور مشترك اننا مثلهم ضحايا لسوء تدبير هذه الإدارة...
لكن الفرق بيننا..
ان هذه الإدارة بحاجة لرضى الشعب الأمريكي, لأنه مصدر التمويل للحرب
من أموال الشعب ورجاله ونسائه...
وغضب الشعب هناك يعني توقف التمويل ونهاية الحرب...
وطبعا سيظهر الرئيس ليعتذر أو يجعل ممثله يعتذر ليس حبا واحتراما للعراقييين
ولكن ارضاء لمشاعر الشعب الأمريكي, الذي اصابته الصدمة والخجل والإحباط
مما رأى من قباحات ترتكب بأسمه...
اما الشعب العراقي فلا أحد يهتم به...وبمشاعره وآلامه..
منذ سنة وأكثر ونحن نصرخ ونتكلم عن تجاوزات...ولا أحد يصغي أو يصدق, او يعتذر...
حتى ظهرت هذه الصور لتصبح قضية لا يمكن تجاوزها...
وهي الموضوع الذي توقف عنده الشعب الأمريكي مذهولا, وبدأ يفكر..
أين الخطأ ؟؟
نعم نحن بحاجة لنجد من يتوقف ويسأل نفسه أين الخطأ؟؟
والى أين نتوجه؟؟؟
عسى أن تتصلح الأخطاء...وتتوجه المسيرة لطريق صحيح...
طريق مساعدة الشعب العراقي ليعيد بناء وطنه...
ابتداء من الشوارع المدمرة والمليئة بالنفايات...الى بناء نفوس الناس من جديد..
**********
نريد السلام للعراق...نريد الإستقرار..نريد الأمان.
لأنفسنا وأولادنا وأجيالنا..
نريد أن نصنع وطنا حرا جميلا...
نموذجا مشرقا متقدما...لا يؤذي جيرانه...ولا يفقد هويته...
وطن عربي مسلم ...يؤمن بالعدالة والرحمة والسلام.
لا يرسم مستقبله غيرنا...
ولا يستلم قيادته, رجال غامضون, ترضى عنهم أمريكا, ويجهل نواياهم الشعب العراقي
نريد قيادة عراقية تحب شعبها وتنتمي اليه وتدافع عن كرامته وحقوقه...
والعلم القديم رمز لذلك كله...
فمن ذا الذي يريد تحطيم رموزنا التي نحبها؟؟
العلم القديم مرفوع في سماء العراق قبل صدام حسين , ولا علاقة بينهما أبدا...
العلم القديم يحكي قصة الأجداد ...وقيمهم الجميلة, التي نفتخر بها...
بيض صنائعنا...سود مواقعنا...خضر مرابعنا...حمر مواضينا..
وكله كان في ألوانه..
الأبيض والأسود والأخضر والأحمر...
فمن ذا الذي يسمح لنفسه أن يمحي تلك الكلمات العزيزة على قلوبنا ومشاعرنا, بمزاجه الخاص
وهو عراقي يعيش في الخارج منذ عشرات السنين؟؟
ماذا تبقى من عراقيته؟؟؟
هذا الزمن العجيب...
ما عدت تعرف فيه الصديق من العدو...
بل عدوك منك وفيك...
وهذه من أعظم الكوارث التي حلت على العراقيين...
عدوهم منهم وفيهم...
ابتداء من صدام حسين ...
وانتهاء بمن يخطر على بالكم من الصداميين الجدد...
وإن اختلفت الوجوه والأسماء.....
******
صباح الخير....
بغداد هادئة...وحركة المرور خفيفة منذ أعلان صور التعذيب في سجن ابو غريب .
كأن المدينة وأهلها يغرقان في ذهول وحزن , على ما حدث...
كان الناس يتناولون الحديث في حياتهم اليومية...لكن بلا أدلة...يغدو الحديث بلا معنى.
لكن المعاني كلها حضرت مع الصور التي نشرت ولم تدع مجالا للشك .
*****
اريد فقط أن أتوقف قليلا عند حادثة الفلوجة, وقتل الأمريكيين الأربعة..
الذين اثبتت الأيام انهم لم يكونوا مقاولين مدنيين..
كانوا رجالا من منظمة امنية خاصة تدرب الرجال على عمليات.
عمليات يعني اغتيالات ومهاجمات وكل ما له علاقة بذلك...
وكنت سمعت من جارتي تعليقا لم اصدقه في يومها...لكنه اليوم يعود لذهني مرة أخرى..
بعد حادث الفلوجة اتصلت بها, وتكلمنا في مواضيع متفرقة, وهي تعمل في وزارة الصحة,
ودائما حسب تجربتي موظفو دوائر الدولة عندهم أخبار يتهامسون بها, ثم يسمعها المواطن العادي.
كنت قد ابديت دهشتي واستنكاري لذلك العمل, بقتلهم وحرقهم في الشارع...
قالت : يا أم رائد, لا تتعجبي, هؤلاء متورطون في أعمال تعذيب واعتداء على العراقيين في السجون.
قلت : اي سجون؟
قالت : الم تسمعي؟
نفيت علمي...وغيرت مجرى الحديث, لأنني لا فكرة عندي أبدا, ولم أصدقها.
*****
تبين فيما بعد ان حادثة السجون هذه قد ضبطت و انكشفت منذ شهر يناير..يعني منذ اربعة شهور تقريبا...
والشعب العراقي والأمريكي, في غفلة عما يحدث, إلا فئة قليلة تعلم وتسكت .
فضيحة لا يستوعبها العقل...
معهم حق الذين يعلمون بها حين اخفوها...
فهي مؤلمة مدمرة, لمشاعر العراقيين, وتمزق كرامتهم , وتزيد عليهم الشعور بالإهانة ,
وتزيد بغضهم للإحتلال...
وسببت صدمة للشعب الأمريكي, لم يصدق ما تفعله حكومته...
معهم حق, فهم يؤمنون بشكل مطلق في حكومتهم...انها أمينة على تطبيق الحق والعدالة
في أميركا وخارجها...ثم انكشفت الكذبة .
********
العراقيون يقولون هذه النساء التي اهينت وعذبت في السجون, هن لسن متهمات بجرائم,
هن زوجات وأخوات رجال عراقيين مشتبه بمقاومتهم للإحتلال !!
هذه لطمة أخرى؟
من أين سيبدأون التحقيق؟
من الدخول الى البيوت وانتهاك حرمتها , وأخذ النساء بدل الرجال ان لم يكونوا موجودين...
واعتداء عليهن واذلال لعوائلهن...
من اين نبدا الكلام ؟؟
اين الحضارة والرحمة والعدالة التي قال عنها الرئيس بوش, انها قيم المجتمع الأمريكي؟
والسؤال الذي أطرحه للمرة الألف...
من يعطي الأوامر؟؟؟
ومن ينفذ؟؟
ماذا قالوا للجندي الذاهب للعراق؟؟
اذهب ودمرهم...اقتحم بيوتهم واعتدي على رجالهم ونسائهم..ونحن نضمن لك التغطية , ولن يكشفك أحد؟؟
ربما من حسن حظ العراقيين أن معركة انتخابية على الأبواب, وان ثمة من يود , وينتظر بفارغ الصبر, من المعارضين لسياسة بوش, ان يكشف فضائح هذه الإدارة...ويسقط الأقنعة عنها,
امام الشعب الأمريكي, وشعوب العالم...
هذا من حسن حظنا...
وعلامة من الله, انه مع العراقيين المظلومين...
لأنه كشف الحقيقة, وفضح الكاذبين, وها هم يتخبطون , كيف سيبررون, ويعتذرون...
ويوجهون كتب توبيخ للضباط المتورطين...شكرا, فقد حطمتموهم بهذه العقوبة القوية, ليكونوا
عبرة لغيرهم من المتجاوزين...
*******
والرئيس بوش على الشاشات, يتكلم بنعومة وهدوء...هذه أول مرة نراه يتكلم بإنسانية وكلام رقيق
ناعم...تعودنا أن يوجه التهديدات, والغضب في عينيه, ويديه تتوعد وتهدد...
من سيصدقه ؟؟؟
هل الكلام وحده يكفي لحل الكوارث التي نزلت علينا؟؟
وهل نصدق ونعفو ونبتسم؟؟
والدفتر ممتليء بالمواقف الرديئة السابقة من جبش الإحتلال...
نحن العراقيون لسنا في مأزق...
الإدارة الأمريكية في مأزق...
مطلوب منها اعطاء مصداقية لكلامها عن حقوق الإنسان والرحمة والعدالة..
مطلوب منها بناء الثقة مع الشعب الأمريكي والعراقي, بالأفعال , لا بالكلام...
أكثر من سنة مرت على الإحتلال...والتجاوزات لا تعد ولا تحصى...
وما هي بمسألة جنود حمقى...لا أبدا...
هذه مسألة قيادة حمقاء لا تعرف كيف تخطط وتنفذ بطريقة عاقلة ناضجة..
******
نحن العراقيون لا نكره الشعب الأمريكي...بالعكس..
صار عندنا شعور مشترك اننا مثلهم ضحايا لسوء تدبير هذه الإدارة...
لكن الفرق بيننا..
ان هذه الإدارة بحاجة لرضى الشعب الأمريكي, لأنه مصدر التمويل للحرب
من أموال الشعب ورجاله ونسائه...
وغضب الشعب هناك يعني توقف التمويل ونهاية الحرب...
وطبعا سيظهر الرئيس ليعتذر أو يجعل ممثله يعتذر ليس حبا واحتراما للعراقييين
ولكن ارضاء لمشاعر الشعب الأمريكي, الذي اصابته الصدمة والخجل والإحباط
مما رأى من قباحات ترتكب بأسمه...
اما الشعب العراقي فلا أحد يهتم به...وبمشاعره وآلامه..
منذ سنة وأكثر ونحن نصرخ ونتكلم عن تجاوزات...ولا أحد يصغي أو يصدق, او يعتذر...
حتى ظهرت هذه الصور لتصبح قضية لا يمكن تجاوزها...
وهي الموضوع الذي توقف عنده الشعب الأمريكي مذهولا, وبدأ يفكر..
أين الخطأ ؟؟
نعم نحن بحاجة لنجد من يتوقف ويسأل نفسه أين الخطأ؟؟
والى أين نتوجه؟؟؟
عسى أن تتصلح الأخطاء...وتتوجه المسيرة لطريق صحيح...
طريق مساعدة الشعب العراقي ليعيد بناء وطنه...
ابتداء من الشوارع المدمرة والمليئة بالنفايات...الى بناء نفوس الناس من جديد..
**********
نريد السلام للعراق...نريد الإستقرار..نريد الأمان.
لأنفسنا وأولادنا وأجيالنا..
نريد أن نصنع وطنا حرا جميلا...
نموذجا مشرقا متقدما...لا يؤذي جيرانه...ولا يفقد هويته...
وطن عربي مسلم ...يؤمن بالعدالة والرحمة والسلام.
لا يرسم مستقبله غيرنا...
ولا يستلم قيادته, رجال غامضون, ترضى عنهم أمريكا, ويجهل نواياهم الشعب العراقي
نريد قيادة عراقية تحب شعبها وتنتمي اليه وتدافع عن كرامته وحقوقه...
والعلم القديم رمز لذلك كله...
فمن ذا الذي يريد تحطيم رموزنا التي نحبها؟؟
العلم القديم مرفوع في سماء العراق قبل صدام حسين , ولا علاقة بينهما أبدا...
العلم القديم يحكي قصة الأجداد ...وقيمهم الجميلة, التي نفتخر بها...
بيض صنائعنا...سود مواقعنا...خضر مرابعنا...حمر مواضينا..
وكله كان في ألوانه..
الأبيض والأسود والأخضر والأحمر...
فمن ذا الذي يسمح لنفسه أن يمحي تلك الكلمات العزيزة على قلوبنا ومشاعرنا, بمزاجه الخاص
وهو عراقي يعيش في الخارج منذ عشرات السنين؟؟
ماذا تبقى من عراقيته؟؟؟
هذا الزمن العجيب...
ما عدت تعرف فيه الصديق من العدو...
بل عدوك منك وفيك...
وهذه من أعظم الكوارث التي حلت على العراقيين...
عدوهم منهم وفيهم...
ابتداء من صدام حسين ...
وانتهاء بمن يخطر على بالكم من الصداميين الجدد...
وإن اختلفت الوجوه والأسماء.....
******