Monday, May 03, 2004
الأثنين 3/5
صباح الخير...
الجو غائم قليلا...
أصوات تفجيرات منذ الصباح , لا أدري ما مصدرها, ولكني أتوقع انها
زادت بعد نشر قصص تعذيب السجناء العراقيين...
الأمريكان يعتذرون...ويقولون هذه فئة قليلة رديئة, والعراقيون غاضبون
ويقولون لماذا حين صارت حادثة الفلوجة, وقلنا هذه فئة صغيرة رديئة
لم تصدقونا...وملأتم وسائل إعلامكم بالتعليقات السامة, وقلتم هؤلاء هم العراقيون
وأخذتم الضوء الأخضر من شعبكم...لتهجموا على الفلوجة...وتقتلوا مئات الرجال
والنساء والأطفال...وهدمتم البيوت والأسواق والمدارس والجوامع...
وعثتم فسادا وظلما في الأرض...وما زلتم...لماذا؟؟؟
من رسخ ثقافة الكراهية وعدم تصديق الآخر غيركم ؟
من رسخ ثقافة الإنتقام والقتل والدمار غيركم؟؟؟
والآن تريدون من العراقي أن يبتسم ويتفهم رقة مشاعركم وانسانيتكم؟؟
وكيف يمكن أن يتفهم وانتم شوهتم صورته عندكم؟
وقلتم ان العراقيين يستخدمون نساءهم واطفالهم دروعا بشرية أمام قوات
الإحتلال لتبرروا لماذا كان من الضحايا نساء وأطفال...
كل الكذب الذي زرعتموه...ستحصدون ثماره..وكل الحقد الذي نشرتوه
سينقلب عليكم...
كما قلت دائما...سينقلب السحر على الساحر...
وهذا ما حصل تماما...
*********
قتلاكم بشر لهم صور وذكريات وعوائل وأصدقاء...
وقتلانا بلا أسماء...بلا وجوه ..بلا ذكريات.
هذا هو السم الذي تنشروه صبح مساء..
لنا قتلى من أطفال صغار بعمر الورود...
ولنا أطفال ضحايا قنابل عنقودية سننشر صورهم على موقعنا..
ولنا أطفال أيتام فقدوا آباءهم وأمهاتهم...
وعندنا نساء فقدن شركاء حياتهن, وأصبحن أرامل, وأطفالهن أيتام..
ولنا بيوت لا ينقطع عنها صوت البكاء والنحيب...والدعاء على
صدام وبوش...والحرب اللعينة التي لا ذنب لهم فيها...
وعندنا أناس ظلموا وانتهكت حرمة بيوتهم..واهينت انسانيتهم..
لكن الإعلام هناك يصور الأمريكي فقط هو الأنسان, وغيره برابرة..
.كما وصفونا بعد حادثة الفلوجة...
وها هو الله يبتسم في علياءه ويقول: من البرابرة الآن ؟؟؟
هكذا تقول الآية في القرآن الكريم: ( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا
خيرا منهم..ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن...)
وما نزلت الكتب السماوية إلا لتأديب البشر...وتقريبهم من بعضهم
لا ليتكبروا على بعضهم..
أو ليظلم بعضهم بعضا...
*******
عندما كنت أعيش في عمان...في فترة من حياتي.
كان أولادي صغارا, وكنت أحتاج من يساعدني على تربيتهم..
فاستقدمت خادمة من سريلانكا..كما يفعل معظم الناس هناك...
والتف حولها أطفالي حين وصلت من المطار...
وجلست تأكل في غرفتها وجبة الغداء..
كانوا يتلصصون عليها ويقولون بدهشة الأطفال: ماما, انها تأكل...
ماما, انها لا تعرف كيف تمسك الملعقة...
وكنت اضحك, وأقول نعم, انها فقيرة من بلاد فقيرة...
عندها عائلة وأطفال اضطرت لتركهم وتأتي لخدمتكم لأنها تريد أن
تبعث راتبها لعائلتها...ليعيشوا حياة كريمة ككل البشر..
وبقيت أبكي طوال الأيام الأولى لقدومها..أشعر بالذنب...أولادي صار عندهم
بدل الأم الواحدة...اثنتان..وأولادها بلا أم...كيف سينامون..وكيف سيقضون الليالي
يبكون عليها, ويفتقدونها...
وضحكت مني جارتي, وقالت: لا تفكري بهم...انهم فقراء...ليسوا مثلنا
ومثل اولادنا وعوائلنا...
وددت لو ألطمها على فمها...لتخرس .
هل هذا التكبر واحتقار الآخر, ثقافة يكتسبها الإنسان...أم انها ثمة صفات وراثية
تخلق مع الإنسان...
أظن الإحتمال الثاني هو الصحيح...لكن وسائل الإعلام المسمومة والغبية
تزيد من جهل البشر ببعضهم, وتفرقهم ولا تجمعهم...وتخلق الحواجز
بدل أن تبني الجسور وتقرب...
لماذا؟؟
لأن القائمين عليها فئات شريرة...تستفيد من بث الأحقاد وشن الحروب.
اتمنى أن أرى محطة فضائية أو مجلة أو جريدة واسعة الإنتشارتتكلم
بروح المحبة للبشر...وتنشر السلام بينهم..وتقرأ الأخبار السارة عليهم...
اين هي ؟؟
ومن يشرف عليها؟؟
ومن يهتم بسماعها؟؟
البشر تكاد تقتلهم الأحقاد...هذا عصر الحقد والكراهية, والخوف من الآخر
وحب الإنتقام منه, وتشويه صورته..وتدميره وسحقه..
********
لم يصنع الإنسان حضاراته القديمة والحديثة الا بالحب والسلام...
ولم تخلف الحروب سوى الدمار والهلاك والخسائر للبشرية كلها
ولم يشن الحروب رجال شرفاء يريدون الخير للبشر...
لا...هذه حقيقة لا تقبل التأويلات ...
ومن أظلم ممن قتل وظلم وسفك الدماء في الأرض؟؟
ويظنون أنهم يحسنون صنعا...
وفي القرآن آية تصفهم:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض
قالوا انما نحن مصلحون, الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
******
متى تتوقف الحروب ؟؟
عندما لا يجد المجرمون من يصغي لهم ويصدقهم
ويزودهم بالمال والبشر, الذين هم ضحايا لتستمر المطحنة بالعمل..
وعندما لا يجد اولئك الأشرار من يصدقهم ويصفق لهم...
ويعتز ويتفاخر معهم بقلبه الأسود القذر الممتليء بالأحقاد
فليذهبوا جميعا الى الجحيم...
وليحفظ الله الأرواح البريئة التي لا علاقة لها بما يدور...
وينزل على الأرض السلام ...
*********
صباح الخير...
الجو غائم قليلا...
أصوات تفجيرات منذ الصباح , لا أدري ما مصدرها, ولكني أتوقع انها
زادت بعد نشر قصص تعذيب السجناء العراقيين...
الأمريكان يعتذرون...ويقولون هذه فئة قليلة رديئة, والعراقيون غاضبون
ويقولون لماذا حين صارت حادثة الفلوجة, وقلنا هذه فئة صغيرة رديئة
لم تصدقونا...وملأتم وسائل إعلامكم بالتعليقات السامة, وقلتم هؤلاء هم العراقيون
وأخذتم الضوء الأخضر من شعبكم...لتهجموا على الفلوجة...وتقتلوا مئات الرجال
والنساء والأطفال...وهدمتم البيوت والأسواق والمدارس والجوامع...
وعثتم فسادا وظلما في الأرض...وما زلتم...لماذا؟؟؟
من رسخ ثقافة الكراهية وعدم تصديق الآخر غيركم ؟
من رسخ ثقافة الإنتقام والقتل والدمار غيركم؟؟؟
والآن تريدون من العراقي أن يبتسم ويتفهم رقة مشاعركم وانسانيتكم؟؟
وكيف يمكن أن يتفهم وانتم شوهتم صورته عندكم؟
وقلتم ان العراقيين يستخدمون نساءهم واطفالهم دروعا بشرية أمام قوات
الإحتلال لتبرروا لماذا كان من الضحايا نساء وأطفال...
كل الكذب الذي زرعتموه...ستحصدون ثماره..وكل الحقد الذي نشرتوه
سينقلب عليكم...
كما قلت دائما...سينقلب السحر على الساحر...
وهذا ما حصل تماما...
*********
قتلاكم بشر لهم صور وذكريات وعوائل وأصدقاء...
وقتلانا بلا أسماء...بلا وجوه ..بلا ذكريات.
هذا هو السم الذي تنشروه صبح مساء..
لنا قتلى من أطفال صغار بعمر الورود...
ولنا أطفال ضحايا قنابل عنقودية سننشر صورهم على موقعنا..
ولنا أطفال أيتام فقدوا آباءهم وأمهاتهم...
وعندنا نساء فقدن شركاء حياتهن, وأصبحن أرامل, وأطفالهن أيتام..
ولنا بيوت لا ينقطع عنها صوت البكاء والنحيب...والدعاء على
صدام وبوش...والحرب اللعينة التي لا ذنب لهم فيها...
وعندنا أناس ظلموا وانتهكت حرمة بيوتهم..واهينت انسانيتهم..
لكن الإعلام هناك يصور الأمريكي فقط هو الأنسان, وغيره برابرة..
.كما وصفونا بعد حادثة الفلوجة...
وها هو الله يبتسم في علياءه ويقول: من البرابرة الآن ؟؟؟
هكذا تقول الآية في القرآن الكريم: ( لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا
خيرا منهم..ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن...)
وما نزلت الكتب السماوية إلا لتأديب البشر...وتقريبهم من بعضهم
لا ليتكبروا على بعضهم..
أو ليظلم بعضهم بعضا...
*******
عندما كنت أعيش في عمان...في فترة من حياتي.
كان أولادي صغارا, وكنت أحتاج من يساعدني على تربيتهم..
فاستقدمت خادمة من سريلانكا..كما يفعل معظم الناس هناك...
والتف حولها أطفالي حين وصلت من المطار...
وجلست تأكل في غرفتها وجبة الغداء..
كانوا يتلصصون عليها ويقولون بدهشة الأطفال: ماما, انها تأكل...
ماما, انها لا تعرف كيف تمسك الملعقة...
وكنت اضحك, وأقول نعم, انها فقيرة من بلاد فقيرة...
عندها عائلة وأطفال اضطرت لتركهم وتأتي لخدمتكم لأنها تريد أن
تبعث راتبها لعائلتها...ليعيشوا حياة كريمة ككل البشر..
وبقيت أبكي طوال الأيام الأولى لقدومها..أشعر بالذنب...أولادي صار عندهم
بدل الأم الواحدة...اثنتان..وأولادها بلا أم...كيف سينامون..وكيف سيقضون الليالي
يبكون عليها, ويفتقدونها...
وضحكت مني جارتي, وقالت: لا تفكري بهم...انهم فقراء...ليسوا مثلنا
ومثل اولادنا وعوائلنا...
وددت لو ألطمها على فمها...لتخرس .
هل هذا التكبر واحتقار الآخر, ثقافة يكتسبها الإنسان...أم انها ثمة صفات وراثية
تخلق مع الإنسان...
أظن الإحتمال الثاني هو الصحيح...لكن وسائل الإعلام المسمومة والغبية
تزيد من جهل البشر ببعضهم, وتفرقهم ولا تجمعهم...وتخلق الحواجز
بدل أن تبني الجسور وتقرب...
لماذا؟؟
لأن القائمين عليها فئات شريرة...تستفيد من بث الأحقاد وشن الحروب.
اتمنى أن أرى محطة فضائية أو مجلة أو جريدة واسعة الإنتشارتتكلم
بروح المحبة للبشر...وتنشر السلام بينهم..وتقرأ الأخبار السارة عليهم...
اين هي ؟؟
ومن يشرف عليها؟؟
ومن يهتم بسماعها؟؟
البشر تكاد تقتلهم الأحقاد...هذا عصر الحقد والكراهية, والخوف من الآخر
وحب الإنتقام منه, وتشويه صورته..وتدميره وسحقه..
********
لم يصنع الإنسان حضاراته القديمة والحديثة الا بالحب والسلام...
ولم تخلف الحروب سوى الدمار والهلاك والخسائر للبشرية كلها
ولم يشن الحروب رجال شرفاء يريدون الخير للبشر...
لا...هذه حقيقة لا تقبل التأويلات ...
ومن أظلم ممن قتل وظلم وسفك الدماء في الأرض؟؟
ويظنون أنهم يحسنون صنعا...
وفي القرآن آية تصفهم:( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض
قالوا انما نحن مصلحون, الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )
******
متى تتوقف الحروب ؟؟
عندما لا يجد المجرمون من يصغي لهم ويصدقهم
ويزودهم بالمال والبشر, الذين هم ضحايا لتستمر المطحنة بالعمل..
وعندما لا يجد اولئك الأشرار من يصدقهم ويصفق لهم...
ويعتز ويتفاخر معهم بقلبه الأسود القذر الممتليء بالأحقاد
فليذهبوا جميعا الى الجحيم...
وليحفظ الله الأرواح البريئة التي لا علاقة لها بما يدور...
وينزل على الأرض السلام ...
*********