Saturday, May 01, 2004

 
السبت 1/5
اليوم عطلة عيد العمال...
ذهبت للعمل, نحن في القطاع الخاص لا نلتزم بهذه العطل..
دوائر الدولة اكثر التزاما...
قضيت يوم امس في العمل المنزلي...كنت قررت الأ اسمع الأخبار حتى يبقى مزاجي طيبا
لا يعكره شيء...
وكتبت في المساء عن ايامنا قبل الحرب...
ولم انزل الترجمة...كنت متعبة, فذهبت للنوم.
*****
في الصباح سألني الموظف معي عن رأيي في الصور التي عرضت عن السجناء العراقيين وما تعرضوا له
قلت له لا أعلم شيئا...
ثم استدرت افتح البريد الإلكتروني...
فوجدت رسائل من أصدقاء امريكيين يعتذرون عما حدث للسجناء العراقيين...
لم افهم...
قالوا لا بد انك غاضبة ولم تترجمي مقالتك وهي تسب على الأمريكان...
لم تكن مقالتي لها علاقة قط بالموضوع...
ناديت الموظف مرة ثانية, قلت له تفضل احكي لي ماذا حدث ؟؟
********
فتحت البي بي سي, وقرأت...
ثم سي أن أن ...وقرأت..
اغلقت المواقع...وغرقت في التفكير....
*******
جاء اثنان من الزبائن , يعملان في المجلس البلدي لمنطقة ما في بغداد...
قلت لهما اخبروني كيف عملكم.؟ ما هي صلاحياتكم؟ ماذا انجزتم؟؟
اريد الصراحة...لا تجاملوني , أو تخفون الحقيقة..
ابتسما وترددا...
قالوا نتعرض لتهديدات بالقتل كل يوم...
قلت حسنا هذا البند نسمعه كل يوم...ماذا انجزتم حتى تقدروا أن تقنعوا المواطن العادي انكم
فعلا تعملون لمصلحته...
قال المدارس...رتبناها وجهزناها في المنطقة.
قلت ممتاز...والمشاكل اليومية؟
اللصوص والأمن للبيوت..
قال ليست من صلاحياتنا...هذه صلاحيات الأمريكي, قلت اضغطوا عليه..
قولوا له نعمل فرق حراسات من أهالي المنطقة , نعيد بناء المجتمع المدني
قال انه يرفض ان يحمل السلاح أي عراقي...وإن امسكوه يعتقلوه .
طيب , واللصوص؟
من يقبض عليهم ؟ واين يذهبون بهم؟
قال نمسكهم ونعطيهم للشرطة العراقية, فيأتي الأمريكي يعطيه تعليمات ان يطلق سراحه...
لماذا ؟؟؟
يقلب يديد وشفتيه عضو المجلس....لا أدري..
إذن اين صلاحياتك؟؟؟
فيجيب ويضحك...لا صلاحيات عندي..أنا اعطي الملاحظات , والأمريكي يقبلها أو يرفضها
حسب قناعته...
ونناقشه فيغضب ويقول أنا عندي الميزانية..وأصرفها بالطريقة التي أجدها مناسبة..
طيب أين روح المشاركة في القرار والتنفيذ؟؟؟
لا توجد...
هو صاحب القرار...
******
اسمعي اختي...
قال الرجل ليختصر الحوار...
لا تتعبي نفسك...الأوراق مختلطة ولا نفهم العدو من الصديق...
ضحكت وقلت , نعم بالضبط..هذا ما اريد السؤال عنه...
من له مصلحة بخلط هذه الأوراق؟؟
ضحكوا...وقالوا..اسمعي, جاء قبل يومين دكتور جامعي وصل الى بغداد قبل فترة قصيرة..
قال لا تناقشوني ..اريد أن أرى جنديا أمريكيا يقف على دبابة...لأذهب وأقبل حذاءه...
انه أشرف من كل العراقيين...
قلت له خذه وحقق له امنيته...
واتمنى أن يدوسه بحذائه...ليصحو من غفلته...
كما داس صدام حسين بحذائه على الذين راهنوا عليه وعبدوه....ذات يوم .
*******
عدت الى البيت وأشعر بدمي يحترق من ذلك الدكتور الجامعي المغفل...كم مثله في العراق؟؟
اختلطت الأوراق..
استلم معدل أكثر من مئة وخمسين رسالة بالأسبوع...اتفق مع معظم المرسلين في رؤيتهم..وهم من الأمريكيين أو البريطانيين...توجد ثمة قياسات يتفق عليه البشر لتقييم الأشياء...
الحق والباطل, الجميل والقبيح , الشر والخير...وإن اختلفت جنسياتهم وأديانهم..
ثم أعود فأستلم رسالة تمتليء بالحقد من عراقي , يقيم في الخارج , هارب من صدام حسين,
يتهمني انني سنية, بعثية, كنت أعمل جاسوسة ضد الشعب العراقي...
حسنا...كل هذا مرة واحدة؟؟؟
الجواب: أولا أنا شيعية, ثانيا لم أكن بحياتي بعثية, ثالثا قصة التجسس هذه اعجبتني...
عادة ثمة ملفات طويلة عريضة وأدلة دامغة لإثبات هكذا تهم...
ثم يأتي تافه مريض العقل مثل هذا فيلقي بالقنابل كلها على رأسي ليرعبني؟؟؟
في البداية غضبت, ثم فكرت وحزنت عليه..
فاشل مفلس لا يعرفني أبدا...
يمتليء بالحقد والجهل...ويريد أن يجد ضحية ما يفرغ بوجهها أحقاده...
هذا نموذج للذين عندهم استعداد لعمليات انتحارية تقتل الناس جميعا...لأنه أعمى في قلبه , وهذا العمى يجعل صاحبه مريضا غبيا ....صيدا سهلا ليجعلوا منه لغما يقتل الأبرياء...
تمنيت لو ثمة دواء يخترعوه لمعالجة الشر والحقد في قلوب البشر...
********
اصابني شعور بالقرف والإحباط...
لماذا ابقى هنا؟
لماذا لا أسافر وأترفه بعيدا عن هذا البلد المحطم؟؟؟
عندي شقة في عمان..أعيش مثل الملكة...وأترك الدنيا هنا بكل الكذب والجهل والصراخ والغباء...
أحس بنفسي متعبة...كأنني أصرخ لأقول الحقيقة ..في ساحة تمتليء بالصراخ الأعلى والكذب
والقرف يملأ المكان...ما جدوى بقائي؟؟ ولماذا اتعب نفسي؟؟؟
سأترك القرار لله...إن ارادني أن أغادر...فسأفعل..
هي إشارة منه , تأتي بها الأيام القادمة...
********
عدت للبيت , سألت خالد عن قصة السجناء العراقيين هل يعلم بها؟
قال طبعا وكتبنا عنها أنا ورائد...
قلت لماذا لم تخبرني؟؟
قال لا يجوز لك ماما أن تري هذه المناظر...
ازداد غضبي ...
وجدته يفتح المواقع ليريها لعزام...وقفت من بعيد..ونظرت للصور...
ازداد الغثيان في نفسي..لا يهم , ولكنه أفضل من أن أظل مغفلة...
تذكرت قصص الناس التي اسمعها عن تعذيب واعتداء على السجناء والسجينات, واقول لأ هذا كذب ومبالغة..ألأمريكان مهذبين ولا يفعلون أشياء كهذه...
صدام حسين كان ربما يفعل هكذا بالعراقيين...لكن الجيش الأمريكي...لا , لا أصدق..
وتذكرت الدكتور العراقي الذي جاء من المانيا ويريد أن يقبل حذاء الجندي الأمريكي...
وتذكرت القذائف الهاون التي سقطت على السجن قبل أيام..هل لها علاقة بالموضوع؟؟؟
والسجناء الذين قتلوا وجرحوا...
وتذكرت العلم العراقي الجديد...والأزرق والأبيض...لونا علم اسرائيل..
الذي يعترض العراقيون عليه...ولا أحد يهتم أو يسمع. لرأي الناس...
هل كل ما يحدث عفوي ؟؟؟
هل ثمة من يستهزا بنا ويبصق بوجوهنا صبح مساء ؟؟
*********
وتذكرت نصائح اصدقائي الأمريكيين الا أكون غاضبة في كتاباتي.
وتمنيت أن ياتوا ويعيشوا هنا ...كما يعيش أي انسان حياته اليومية المليئة بالقلق والرعب...
ثم يرى هذه الصور, ويسمع التقارير المتضاربة عما يحدث في الفلوجة...والكوفة...
ماذا كان سيفعل ؟؟؟
هل سيبكي ويقضي يومه بالحزن والبكاء؟
أم سيغضب ويقضي عمره غاضبا؟
أم يلم حقائبه ويرحل عن بلاد ما عاد للعيش فيها معنى؟؟؟
أم يقف ويناقش ويدافع عن الحق, كما تحاول واحدة حمقاء مثلي؟؟؟
ما جدوى ذلك كله...في عالم سقط فيه العقل والضمير والحياء...
في عالم صار الكذب والتزوير هم سادة الموقف...
في عالم لا يستحق حتى ...أن تقول انني واحد منه.
ما عاد هذا عالم البشر...
هذا عالم الوحوش والقذارة ...فليذهب الى الجحيم......
********





<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives