Saturday, April 17, 2004

 
صباح الخير
تصلني رسائل كثيرة في البريد الألكتروني
من انحاء العالم
من كندا واستراليا واليابان وهونغ كونغ واوروبا
ومن الولايات المتحدة النسبة الاكثر
لأن الموضوعات مشتركة بيننا وبينهم في هذه الأيام
اشكر الجميع وأرجو ان يعذروني لأنني لا املك الوقت الكافي للرد على الجميع
حتى اصحاب الرسائل المليئة بالسموم
فقد تعلمت ان ابتسم بعد قراءتها واتمنى ان تنفتح عيونهم ذات يوم
ويصحون من غفلتهم ليروا الحق واضحا
**********
بوش قاد الحرب على العراق بإسم الله
قال ان الله ارسله ليقوم بهذه الحرب ضد صدام وظلمه
ويعطي الحرية للعراقيين
تماما مثلما فعل صدام وأعلن الحرب على الكويت
ووضع اسم الله على العلم العراقي
والله بريء مما يفعلون
وثمة ملايين غبية جاهلة مخدوعة
تركض وتهتف وتصفق
الا يبدو المشهد مضحكا محزنا في آن واحد
متى يستفيق الحمقى ولا يعيدون اخطاء الذين سبقوهم في التجارب
*********
بوش يتشبث بالعراق لأنه القشة التي تنقذ اقتصاد اميركا المحطم
وسيدفع كل الخسائر من الأموال والشباب
ليكسب النفط لثاني مخزون في العالم
وبذلك يسدد الخسائر الفادحة
وإن انسحب وخسر فمن أين له أن يسدد
انها كارثة بالنسبة له
لن ينسحب هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة لإدارته وديناصوراته الممتلئة بالطمع
والتي تملك شركات على حافة الإفلاس
من ينقذها سوى العراق
*******
ويتطوع الشباب الأمريكي
لأن الراتب مغري ولأن عوائلهم محدودة الدخل
ولن يتطوع أولاد الأغنياء من الإدارة أو أقارب بوش
كما يقول ميشيل مور في موقعه على الإنترنت
بل أولاد الفقراء هم وقود الحروب دائما
من الذين أعمارهم في الثامنة عشرة أو التاسعة عشرة
اي الذين في عمر الورود كما نقول
مثل عمر ابني ماجد
انظر اليه فأرى فيه سعادتي وأحلامي بأن يكون رجلا ناضجا
متعلما يفيد الناس بعلمه وطيبته
اراه طفلا في عيني لحد الآن
يحب ان يسمع الأغاني ويحب أن يشتغل على الكومبيوتر لساعات طويلة ويكتشف الأسرار الجديدة
ويحب أن يتحدث مع أصدقائه عن الأخبار والحرب
يتألم ويضحك ويقلق ويفكر ويبحث عن تفسير لما يفعله الكبار من حروب ودمار
في عمره يحب السلام والهدوء والذهاب الى المطعم مع اصدقائه للعشاء سوية ورؤية الفتيات الجميلات والتعليقات البريئة
من اصدقائه عليهن يأتي وينقلها لي فنضحك عليهم وعلى سذاجتهم
ماذا يعرفون من الحياة
عصافير صغيرة ضعيفة الأجنحة
هكذا أراه وأبناء جيله
واتمنى لهم المستقبل الجميل بلا حروب بلا عذاب
********
مثل ابني هذا يذهب للحرب ليدافع عن بوش وأطماعه
هذه كارثة تمزق قلبي
والكارثة الأكبر أن أكون مقتنعة وأدفع ابني للهاوية بيدي
فقد شاركت في قتله دون أن أشعر
وبغباء مني وأنا مغفلة أظن أن هذا هو الإخلاص للوطن
لا هذا ليس إخلاص
هذا دمار وحقد ضد أبرياء آخرين
يموتون كل يوم للدفاع عن وطنهم ضد المحتل
وهل يكون المحتل أكثر إخلاصا وحبا للوطن من أبنائه
حتى لو وضع المحتل قائمة طويلة من القصص الرومانسية عن انسانيته وحب الخير
لكنه شيطان شرير لا يكف عن الكذب والخداع
ودائما ضحاباه من المغفلين
وما أكثرهم
*******



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives