Wednesday, April 14, 2004

 
صباح الخير
شيء في داخلي يستهزأ ويسأل أين الخير
لكني لا أحب الا أن أقولها رغم صعوبة الأوقات
بالأمس قلت للأولاد لا تستعملوا طريق المطار بعد اليوم
استهزأوا وضحكوا وقالوا ماما لا تبالغي
وفي الليل جاء ابن الجيران ووزع منشورات
اعلان من المقاومين العراقيين بجعل منطقة شارع المطار منطقة عسكرية ضد قوات التحالف
التي تستعمله لإرسال الإمدادات الى الجنوب
وتحذير المواطنيين من السماح لقوات التحالف باستعمال سطوح بيوتهم للقناصة الأمريكان
وهددوا بهدم بيت العراقي المتعاون معهم
حسنا ها قد بدأت الحرب من جديد
حرب حقيقية وليس مجرد كلام
********
في الصباح خرج ابو رائد قبلي للعمل ثم اتصل بعد دقائق
لا تسلكي طريق المطار قال
ثمة انفجارات واطلاق نار
مشيت في طريق داخل الأحياء السكنية
عاد واتصل ليبلغني ان ثمة لغم انفجر للتو قرب سيارته وان الزجاج تحطم
الحمد لله على سلامتك ان كان في الزجاج بسيطة
وصلنا محل العمل والقيت نظرة على السيارة
منظرها محزن وقد تهشم الزجاج الأمامي وانفتحت الأبواب الخلفية وبصعوبة يتم اغلاقها
ثمة شيء انفتل من شدة الضربة ويحتاج الى موازنة
وعليها غبار كثير كأنها خرجت من معركة للتو
*******
ان بدأت فعلا حرب الشوارع فهذه كارثة علينا وعلى جيش الإحتلال
سيسقط المزيد من الضحايا من الطرفين
بوش وإدارته ما زالوا مصرين على خيار الحرب
ويرفضون فكرة حرب فيتنام وتكرارها في العراق
بالأمس قال لي أمريكي شاب من الجنوب
انهم يستعملون نفس الطرق التي اتبوعها في فيتنام
اخلاء القرى من النساء والأطفال ثم حرقها كاملة مع الرجال
وأعود فأقول مرة أخرى ان الذين يملكون ادارة السياسة الأمريكية
هم ذاتهم الذين عاشوا حرب فيتنام
ويريدون الآن أن يكونوا اكثر قسوة حتى يعوضوا الفشل الذي واجهوه هناك
روح الإنتقام مدفونة في قلوبهم ولا نية للتراجع
الى متى تدفع الآلآف البريئة ثمن أحلام حفنة من المجرمين الفاشلين
نحن المدنيين ابرياء تماما مثل الجندي المغلوب على امره
ليس امامه سوى اطاعة التعليمات ثم يعود لأهله جثة هامدة
اين شبابه وأحلامه
ذهبت كلها فداء
لا ليس فداء الوطن بل فداء فئة صغيرة مجرمة تستفيد من الحروب
أما العراقي فهو يدافع عن بيته وعائلته
عنده مبرر حقيقي
لا أحد يدفع له راتبا ولا يعده بالجنسية الأمريكية
العراقي يدافع من أجل الحاضر والمستقبل
ليكون له وطن حر
بلا قوات محتلة وشعارات كاذبة تعد بالحرية والديمقراطية
كغطاء
للإحتلال وجعل الشعب عبيدا يخدمون اسيادهم ويطيعون تعليماتهم
*********
متى يستيقظ الشعب الأمريكي من غفلته ويضع حدا لما تفعله
تلك الإدارة من كوارث
تحاول ان تفسرها للشعب انها لمصلحته
حياتنا توقفت
والمدارس والكليات معطلة ومغلقة
والرعب والرصاص في كل وقت ومكان
ولا احد يريد الجلوس مع العراقيين وسماع وجهة نظرهم
وحل الأمور المعقدة بالتفاهم
واحترام وجهة نظرهم لأن هذا وطنهم وشعبهم ومستقبلهم
ولا تصدقوا ان ثمة انسان يريد ان يحطم وطنه او مستقبل أجياله
وان ثمة محتل يريد ان يبني الوطن ويعمره
لا تصدقوا هذه الكذبة ابدا
*******
قلبي منكسر حزين
واعطيت تعليمات للموظفين بعدم الحضور للعمل
ان زادت الأوضاع سوءا في الأيام القادمة
سنغلق المحلات
حتى اشعار آخر
*******



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?

Extreme Tracker
Links
archives