A Family in Baghdad

هدوء في بغداد
لكن في الأطراف ما زالت الأخبار ساخنة
جاء موظف يعمل عندنا في المحل
غاب عن الدوام ثلاثة أيام
يسكن في منطقة أبي غريب
خرج وأهله اليوم صباحا مشيا على الأقدام
غادروا منزلهم الذي مزقه قصف الطائرات والدبابات الأمريكية
الى أقاربهم في الشرطة الخامسة داخل بغداد
الهليكوبتر تمتد يد الجندي والرشاش منها ويطلق النار على الناس في الشوارع
لم يسقطوا قنابل عنقودية
سألته لماذا اشتعلت ابو غريب بالقتال
قال ان القوات الأمريكية تمرر منها خطوط الإمداد لقتال الفلوجة
الشوارع تمتليء الآن بجثث القتلى من العراقيين والأمريكان
آليات أمريكية مشتعلة
وجنود امريكيون محتجزون
وضحايا من المدنيين
وجحيم لا نهاية له
والإعلام هناك يصورنا اننا الوحوش التي لا تعرف الحضارة
والتي تخاف من مستقبل مشرق جميل وتفضل الخراب والدمار
الإعلام ينقل الصور القبيحة ويبالغ فيها ليشوه صورتنا
ولا ينقل كلامنا العاقل ووجهة نظرنا المعتدلة
ولا ينقل تجاوزات الجيش الأمريكي
بل يجد لها مبررات
كالدفاع عن النفس
يدافعون عن انفسهم بتصعيد الموقف
وقصف الأحياء السكنية
واستعمال مآذن الجامع للصعود عليها ووقوف القناص هناك
يلتقط ضحاياه باتقان
ولا وسيلة إعلام تصورهم وتفضحهم
ويقلبون الضحية الى معتدي
والحق الى باطل
كيف اقنع العراقي ان جيش الإحتلال جاء من أجله ولإجل مصلحته
سيمزقوني ويقتلوني
وسيقولون هذه عميلة للأمريكان
وكيف اقنع جيش الإحتلال انه على خطأ
سيقول هذه غبية لا تفهم حضارتنا وتؤيد الغوغاء
سقط صوت العقل
واشتعلت نار الفتن
هذا هو واقع الحال
والإدارة الأمريكية في مأزق
كيف ستعيد الثقة بها من غالبية الشعب العراقي
بعد ما فعلت به ما يفعله
العدو ضد عدوه