Friday, April 09, 2004
الجمعة9/4/004
الصباح هاديء..
اليوم عطلة, البيوت مغلقة والشوارع أشد هدوءا من كل يوم..
ليلة الأمس كانت عنيفة, بدأ القصف منذ الغروب وحتى وقت متأخر...بقينا نسمع أصوات انفجارات
قريبة وبعيدة...القريبة تهز البيت والشبابيك...والبعيدة مستمرة كقصف مدفعية...تجاه الغرب , لمنطقة
أبو غريب والشعلة...
ثم بعد العاشرة ليلا سمعنا أصوات رشاشات قريبة...صعد خالد الى السطح, ثم نزل وقال ثمة آلية أمريكية تحترق والنيران والدخان يتصاعد...زاد حزني وانكماشي...وتساءلت هل هي فارغة أم بداخلها جنود مساكين؟؟؟
هذه الأرواح التي أزهقت خلال الأيام القليلة الماضية من العراقيين والجنسيات الأخرى..من هو المسؤول
عنها أمام رب العالمين؟؟من الذي أدخلها دوامة العنف والقتال بدل الحب والسلام؟؟؟
*****
اليوم جمعة, وسوف تزدحم المساجد بالمصلين, واليوم ذكرى سقوط بغداد,منذ سنة, بيد قوات التحالف...
وها هي تتأرجح من جديد بين يدي العراقيين الغاضبين ...وقوات الإحتلال..
بغداد الحزينة التي تعيش فصلا آخر من أيامها الصعبة القاسية...بشوارعها المهملة الممتلئة بالنفايات,
والمحفرة من ثقل آليات الإحتلال, هل خطر ببال المهندسين المصممين أن ثمة دبابات عنيفة ستدوس هذه الشارع
وتدمرها من كثرة الأثقال غير المحسوبة؟؟؟
وكذلك أتعجب من الجسور في بغداد كيف تتحمل ثقل هذه الأطنان من الآليات كل يوم؟؟؟
الجسور تحيط بها أسلاك على الطرفين لحماية القوات من المعتدين بقذائف صاروخية, وكتل من الإسمنت المسلح تقف وتضيق ممرات الشوارع, وتجعل ازدحام المرور أشد صعوبة..
*****
ها هي المدفعية تعود للقصف من جديد ,كأنها تقول صباح الخير...
***
الأيام القادمة ستكون متوترة...فيها ذكرى أربعين الحسين عليه السلام, و ذكرى مقتل السيد الصدر والد مقتدى الصدر...وستكون مناطق الجنوب مشتعلة بالغضب...
لو كنت مكان بوش, ولو كنت صادق النية في حب العراقيين والرغبة في مساعدتهم...لأعطيت التعليمات للجيش
أن يلتزم الهدوء, وينسحب من المواجهات...حقنا لدماء الطرفين...
والتزام المفاوضات السياسية عسى أن يتوصلوا الى حلول هادئة...
ألم يتعلم بعد من أخطائه؟؟
الم يكتفي بالدماء التي سالت من العراقيين وجنود من جنسيات مختلفة؟؟
اريده أن يشرح لنا كيف يصنع تاريخا مشرقا ممتلئا بالدمار والدماء؟؟؟
يقول انه يريد أن يجعل من العراق نموذجا للمنطقة...ونحن نتساءل ..نموذج في ماذا؟؟
في العنف والقتل والدمار؟؟؟
لم أسمع أو أقرأ في كتب التاريخ عن نموذج تمت صناعته بهذه الطريق الغريبة...نقصف ونخرب ونقتل
ونعدهم بإعادة البناء وتكوين علاقة حب قوية بين شعوبنا؟؟؟
من أين ستأتي الثقة والحب, وأنت تزرع القتل والدمار؟؟
وتقول أن ثمة حثالة من المخربين...
بقينا نسمع وسائل الإعلام هنا وهناك ونصدق أن ثمة فئة تافهة تريد أن تؤخر المسيرة...
لكن ما يحدث اليوم , يقول أشياء أخرى....
الفلوجة والنجف وكربلاء...كلهم يصرخون بصوت واحد...وتلحقهم مدن العراق الأخرى...
ونتساءل جميعا...من الذي يكذب ويريد تضليلنا ويغطي الحقيقة عنا وعن العالم ؟؟؟
حفنة من الخارجين عن القانون, والمجرمين...
أم حفنة من قادة يجرون العالم الى الهاوية؟؟؟
*****
وجاءتني أمس رسالة من قاريء من البرتغال...يذكرني أن الأسبوع القادم عيد الفصح للمسيحيين...
وكنت نسيت الموضوع تماما...
أحسست أن حال المسيحيين هذه الأيام كحالنا في السنة الماضية , لم نحتفل بالعيد..ومر كأنه شيء لا علاقة له بحياتنا...ونحن نغرق بأحزاننا على الذين فقدناهم...والقلق على ما ستأتي به الأيام من مصائب جديدة...
لو كان الأمر بيدي ...لبكيت واعتذرت للجميع...وتمنيت لهم عيدا سعيدا مليئا باللحظات الدافئة الحميمة الحلوة مع من يحبونهم....لكن هيهات ...ذلك حلم بعيد...
من يقدر أن يدعي انه يحتفل بالعيد ويتجاهل ما يحدث للعالم...
وجنود من جنسيات مختلفة, يتعرضون للموت كل ساعة, بعيدا عن الأهل والأحبة والأوطان...
وعيسى نبيهم كان نبي الرحمة والسلام...
هل عاد ثمة معنى لهذه المناسبات؟؟؟
والعالم يغرق في قيم أخرى...عنف وقتل ودمار وبحث عن مكاسب للأقوياء الذين لا يعرفون
الرحمة والسلام...
لا يعرفونها أبدا...فقد سقطت من قاموسهم منذ زمن بعيد..
****
الصباح هاديء..
اليوم عطلة, البيوت مغلقة والشوارع أشد هدوءا من كل يوم..
ليلة الأمس كانت عنيفة, بدأ القصف منذ الغروب وحتى وقت متأخر...بقينا نسمع أصوات انفجارات
قريبة وبعيدة...القريبة تهز البيت والشبابيك...والبعيدة مستمرة كقصف مدفعية...تجاه الغرب , لمنطقة
أبو غريب والشعلة...
ثم بعد العاشرة ليلا سمعنا أصوات رشاشات قريبة...صعد خالد الى السطح, ثم نزل وقال ثمة آلية أمريكية تحترق والنيران والدخان يتصاعد...زاد حزني وانكماشي...وتساءلت هل هي فارغة أم بداخلها جنود مساكين؟؟؟
هذه الأرواح التي أزهقت خلال الأيام القليلة الماضية من العراقيين والجنسيات الأخرى..من هو المسؤول
عنها أمام رب العالمين؟؟من الذي أدخلها دوامة العنف والقتال بدل الحب والسلام؟؟؟
*****
اليوم جمعة, وسوف تزدحم المساجد بالمصلين, واليوم ذكرى سقوط بغداد,منذ سنة, بيد قوات التحالف...
وها هي تتأرجح من جديد بين يدي العراقيين الغاضبين ...وقوات الإحتلال..
بغداد الحزينة التي تعيش فصلا آخر من أيامها الصعبة القاسية...بشوارعها المهملة الممتلئة بالنفايات,
والمحفرة من ثقل آليات الإحتلال, هل خطر ببال المهندسين المصممين أن ثمة دبابات عنيفة ستدوس هذه الشارع
وتدمرها من كثرة الأثقال غير المحسوبة؟؟؟
وكذلك أتعجب من الجسور في بغداد كيف تتحمل ثقل هذه الأطنان من الآليات كل يوم؟؟؟
الجسور تحيط بها أسلاك على الطرفين لحماية القوات من المعتدين بقذائف صاروخية, وكتل من الإسمنت المسلح تقف وتضيق ممرات الشوارع, وتجعل ازدحام المرور أشد صعوبة..
*****
ها هي المدفعية تعود للقصف من جديد ,كأنها تقول صباح الخير...
***
الأيام القادمة ستكون متوترة...فيها ذكرى أربعين الحسين عليه السلام, و ذكرى مقتل السيد الصدر والد مقتدى الصدر...وستكون مناطق الجنوب مشتعلة بالغضب...
لو كنت مكان بوش, ولو كنت صادق النية في حب العراقيين والرغبة في مساعدتهم...لأعطيت التعليمات للجيش
أن يلتزم الهدوء, وينسحب من المواجهات...حقنا لدماء الطرفين...
والتزام المفاوضات السياسية عسى أن يتوصلوا الى حلول هادئة...
ألم يتعلم بعد من أخطائه؟؟
الم يكتفي بالدماء التي سالت من العراقيين وجنود من جنسيات مختلفة؟؟
اريده أن يشرح لنا كيف يصنع تاريخا مشرقا ممتلئا بالدمار والدماء؟؟؟
يقول انه يريد أن يجعل من العراق نموذجا للمنطقة...ونحن نتساءل ..نموذج في ماذا؟؟
في العنف والقتل والدمار؟؟؟
لم أسمع أو أقرأ في كتب التاريخ عن نموذج تمت صناعته بهذه الطريق الغريبة...نقصف ونخرب ونقتل
ونعدهم بإعادة البناء وتكوين علاقة حب قوية بين شعوبنا؟؟؟
من أين ستأتي الثقة والحب, وأنت تزرع القتل والدمار؟؟
وتقول أن ثمة حثالة من المخربين...
بقينا نسمع وسائل الإعلام هنا وهناك ونصدق أن ثمة فئة تافهة تريد أن تؤخر المسيرة...
لكن ما يحدث اليوم , يقول أشياء أخرى....
الفلوجة والنجف وكربلاء...كلهم يصرخون بصوت واحد...وتلحقهم مدن العراق الأخرى...
ونتساءل جميعا...من الذي يكذب ويريد تضليلنا ويغطي الحقيقة عنا وعن العالم ؟؟؟
حفنة من الخارجين عن القانون, والمجرمين...
أم حفنة من قادة يجرون العالم الى الهاوية؟؟؟
*****
وجاءتني أمس رسالة من قاريء من البرتغال...يذكرني أن الأسبوع القادم عيد الفصح للمسيحيين...
وكنت نسيت الموضوع تماما...
أحسست أن حال المسيحيين هذه الأيام كحالنا في السنة الماضية , لم نحتفل بالعيد..ومر كأنه شيء لا علاقة له بحياتنا...ونحن نغرق بأحزاننا على الذين فقدناهم...والقلق على ما ستأتي به الأيام من مصائب جديدة...
لو كان الأمر بيدي ...لبكيت واعتذرت للجميع...وتمنيت لهم عيدا سعيدا مليئا باللحظات الدافئة الحميمة الحلوة مع من يحبونهم....لكن هيهات ...ذلك حلم بعيد...
من يقدر أن يدعي انه يحتفل بالعيد ويتجاهل ما يحدث للعالم...
وجنود من جنسيات مختلفة, يتعرضون للموت كل ساعة, بعيدا عن الأهل والأحبة والأوطان...
وعيسى نبيهم كان نبي الرحمة والسلام...
هل عاد ثمة معنى لهذه المناسبات؟؟؟
والعالم يغرق في قيم أخرى...عنف وقتل ودمار وبحث عن مكاسب للأقوياء الذين لا يعرفون
الرحمة والسلام...
لا يعرفونها أبدا...فقد سقطت من قاموسهم منذ زمن بعيد..
****
# posted by Faiza Al-Araji @ 9:45 am 
