Friday, April 23, 2004
الجمعة 23/4
صباح الخير مرة أخرى...
اليوم العطلة الأسبوعية...الحمد لله نحن في البيت.
كنت طوال حياتي لا أحب يوم العطلة هذا حيث فيه الكثير من الأعمال المنزلية المتراكمة طوال الأسبوع ,
وكنت أراه يوما طويلا مملا ...
أما الآن , ولسوء الأحوال الأمنية في المدينة , فقد صار هذا اليوم مريحا..حيث نظل مختبئين في المنزل..
بلا رعب التنقل بين مناطق المدينة..وشوارعها, التي لا تحزر متى ستنفجر فيها عبوات أو قذائف أو سيارات مفخخة...
كل يوم عند الإزدحام ...في أي شارع أثناء النهار, أظل أحدق في السيارات الواقفة , وأفكر مع نفسي أيها ستنفجر الآن وتقتلنا؟؟
وفي البيت ..في سكون الليل. وأنا في السرير , أسمع أصوات انفجارات بعيدة ثم تقترب , وأقول مع نفسي ربما ستسقط علينا قذيفة بالخطأ أطلقها عراقي أو أمريكي ..ما الفرق؟؟
كل واحد عنده أسبابه...ونحن ندفع الثمن حياتنا...اهكذا هي الحياة رخيصة؟؟
نعم في زمن الحروب , تسقط كل القيم...أولها قيمة الحياة ومعناها.
********
أعود وأفكر بالموقع الذي أشرت اليه أمس, والذي يتكلم عن جنود أمريكيين عادوا من العراق, وكانت لهم مواجهات مع الجيش العراقي, أثناء الحرب..
ثم عملهم كقوات حفظ السلام بعد نهاية الحرب ...واشتراكهم في مواجهات واشتباكات وإطلاق نار ضد المدنيين.
معظمهم كانوا من الشباب صغار السن والتجربة, وكانوا في حالة ارتباك في معظم المواقف , اضطرتهم لإتخاذ القرار بسرعة والضغط على الزناد...
السؤال هو : من المسؤول عن هذه الأخطاء؟؟
ماذا قال له القائد العسكري الذي ارسله الى العراق؟؟
اذهب وأسقط صدام , ثم اقتل المدنيين ,أم ساعدهم فهم ليسوا أعداء...
وكيف يمكن للجندي الذي تدرب على القتال , أن يدخل المدن , كقوة حفظ سلام ؟؟
هذه يقوم بها أناس آخرون تماما...تدربوا كيف يواجهوا المشاكل مع المدنيين بطريقة حذرة وبأقل الخسائر في الأرواح...
وهل تهتم الإدارة الأمريكية حقا بأرواح العراقيين؟؟
للأسف ...معظم الأحداث التي حصلت تقول ان الجواب : لا.
******
دائما عندما يسألني مراسل صحيفة أو محطة تلفزيونية: لماذا فكرت بفتح هذا الموقع والكتابة؟؟
الجواب نفسه: حتى نبني جسورا بيننا وبين الآخرين...جسورا لتقريب المسافات ووجهات النظر..
لا جسور حقد أو عدم احترام للآخرين...
والرسائل التي تصلني , معظمها تسعدني وتؤكد ان هذا ممكن..الا القليل الذي يتشبث بغباءه وقصر نظره
وحبه للعدوانية كطريقة تعبير عن رأيه...
علمتني حياتي اشياء كثيرة...وهذا الموقع علمني أشياء اكثر...
تعلمت كيف أحب الناس حتى لو كانوا مختلفين عن ديني ومبادئي في الحياة..وخصوصا المسالمين منهم.
الذين يخبروني بكل بساطة انهم غير مؤمنين لكنهم سيصلون من أجلنا...
وواحد من القراء ما زلت أعتز به واشفق عليه...أراه مثل طفل أضاع الطريق, وأدعو له دائما أن يغير الإتجاه
نحو طريق أفضل...
كانت بيننا مراسلات وأسئلة وأجوبة عن حياتنا وديننا والمرأة والحجاب...وكان يقول انه غير مقتنع تماما
لكنه يحترم وجهة نظري ما دمت مؤمنة بها...
وعندما سألته عن عائلته وزوجته وأطفاله...قال انه يحب رجلا منذ سنوات طويلة وبينهما علاقة كزوج وزوجة...
طبعا انا المسلمة المحافظة رأيت أن هذا كارثة...كارثة على الإنسانية...وكتبت له أعتذر عن استمرار صداقتنا..
وأجابني انه متفهم, وسيظل يدعو لي ..عدت فسألته من هو ربك ؟ هل هو نفسه ربي؟
بعث رسالة وقال نعم وهو يحبني...ابتسمت, وسكت.
قلت له عندما تغير طريقك اكتب لي لنكون أصدقاء...
حقا مازلت انتظر لعله يغير افكاره واسلوب حياته...
******
وظننت بعد سقوط صدام اننا نعيش زمن الحرية...نعم حرية الكلام والتعبير..
لكن القرار ظل في ايدي فئة اخرى, ربما لا تهتم بما نقول...
الفرق بينهم وبينه انه لم يكن يسمح بالكلام...ويفعل مايشاء..حسنا, الموضوع واضح بلا خداع...
أما أن تقول انك اعطيتني حرية الكلام وأبقيت حرية القرار لك وحدك, فما جدوى الذي اعطيتني اياه؟؟
اليس في ذلك خدعة ما؟؟؟
الآن بدأت أرى الصورة بطريقة أخرى...
الصحف تعبر عن رأيها وتتقاتل فيما بينها...
والناس يعبرون عن آرائهم ويتناحرون فيما بينهم...وأصحاب القرار في عالم آخر...يجتمعون ويقررون ما يريدون؟؟
هل هذه هي الحرية والديمقراطية ؟؟
انا اراها وسيلة للفوضى وتشتيت أفكار الناس بطريقة ماكرة..
وأصحاب القرار يظلوا متماسكين متحدين لا يشتتهم شيء..
******
وأفكر في الإنتخابات القادمة وما ستحمله من توقعات...
اما أن يفوز بوش وتظل الكوارث تتوالى على رؤوسنا نحن والشعب الأمريكي..
أو يأتي كيري..
وما الذي يقدر أن يفعله والديناصورات تحيط به من كل جهة...
اولئك النواب المحافظين المتشددين الذين يضغطون باتجاه التصعيد والعدوانية .
والذين يرضخ لهم الآن الرئيس بوش...
من يضمن أن كيري لن يرضخ لهم ؟؟
اما سيقتلونه أو يدبروا له فضيحة مثل كلنتون, أو تتم برمجته ليوافق على رؤيتهم...
ويكمل ما بدأه بوش
هكذا تقول الصورة الآن..
ولا أدري ان كان ثمة مفاجأت أخرى ستأتي بها الأيام...
*****
صباح الخير مرة أخرى...
اليوم العطلة الأسبوعية...الحمد لله نحن في البيت.
كنت طوال حياتي لا أحب يوم العطلة هذا حيث فيه الكثير من الأعمال المنزلية المتراكمة طوال الأسبوع ,
وكنت أراه يوما طويلا مملا ...
أما الآن , ولسوء الأحوال الأمنية في المدينة , فقد صار هذا اليوم مريحا..حيث نظل مختبئين في المنزل..
بلا رعب التنقل بين مناطق المدينة..وشوارعها, التي لا تحزر متى ستنفجر فيها عبوات أو قذائف أو سيارات مفخخة...
كل يوم عند الإزدحام ...في أي شارع أثناء النهار, أظل أحدق في السيارات الواقفة , وأفكر مع نفسي أيها ستنفجر الآن وتقتلنا؟؟
وفي البيت ..في سكون الليل. وأنا في السرير , أسمع أصوات انفجارات بعيدة ثم تقترب , وأقول مع نفسي ربما ستسقط علينا قذيفة بالخطأ أطلقها عراقي أو أمريكي ..ما الفرق؟؟
كل واحد عنده أسبابه...ونحن ندفع الثمن حياتنا...اهكذا هي الحياة رخيصة؟؟
نعم في زمن الحروب , تسقط كل القيم...أولها قيمة الحياة ومعناها.
********
أعود وأفكر بالموقع الذي أشرت اليه أمس, والذي يتكلم عن جنود أمريكيين عادوا من العراق, وكانت لهم مواجهات مع الجيش العراقي, أثناء الحرب..
ثم عملهم كقوات حفظ السلام بعد نهاية الحرب ...واشتراكهم في مواجهات واشتباكات وإطلاق نار ضد المدنيين.
معظمهم كانوا من الشباب صغار السن والتجربة, وكانوا في حالة ارتباك في معظم المواقف , اضطرتهم لإتخاذ القرار بسرعة والضغط على الزناد...
السؤال هو : من المسؤول عن هذه الأخطاء؟؟
ماذا قال له القائد العسكري الذي ارسله الى العراق؟؟
اذهب وأسقط صدام , ثم اقتل المدنيين ,أم ساعدهم فهم ليسوا أعداء...
وكيف يمكن للجندي الذي تدرب على القتال , أن يدخل المدن , كقوة حفظ سلام ؟؟
هذه يقوم بها أناس آخرون تماما...تدربوا كيف يواجهوا المشاكل مع المدنيين بطريقة حذرة وبأقل الخسائر في الأرواح...
وهل تهتم الإدارة الأمريكية حقا بأرواح العراقيين؟؟
للأسف ...معظم الأحداث التي حصلت تقول ان الجواب : لا.
******
دائما عندما يسألني مراسل صحيفة أو محطة تلفزيونية: لماذا فكرت بفتح هذا الموقع والكتابة؟؟
الجواب نفسه: حتى نبني جسورا بيننا وبين الآخرين...جسورا لتقريب المسافات ووجهات النظر..
لا جسور حقد أو عدم احترام للآخرين...
والرسائل التي تصلني , معظمها تسعدني وتؤكد ان هذا ممكن..الا القليل الذي يتشبث بغباءه وقصر نظره
وحبه للعدوانية كطريقة تعبير عن رأيه...
علمتني حياتي اشياء كثيرة...وهذا الموقع علمني أشياء اكثر...
تعلمت كيف أحب الناس حتى لو كانوا مختلفين عن ديني ومبادئي في الحياة..وخصوصا المسالمين منهم.
الذين يخبروني بكل بساطة انهم غير مؤمنين لكنهم سيصلون من أجلنا...
وواحد من القراء ما زلت أعتز به واشفق عليه...أراه مثل طفل أضاع الطريق, وأدعو له دائما أن يغير الإتجاه
نحو طريق أفضل...
كانت بيننا مراسلات وأسئلة وأجوبة عن حياتنا وديننا والمرأة والحجاب...وكان يقول انه غير مقتنع تماما
لكنه يحترم وجهة نظري ما دمت مؤمنة بها...
وعندما سألته عن عائلته وزوجته وأطفاله...قال انه يحب رجلا منذ سنوات طويلة وبينهما علاقة كزوج وزوجة...
طبعا انا المسلمة المحافظة رأيت أن هذا كارثة...كارثة على الإنسانية...وكتبت له أعتذر عن استمرار صداقتنا..
وأجابني انه متفهم, وسيظل يدعو لي ..عدت فسألته من هو ربك ؟ هل هو نفسه ربي؟
بعث رسالة وقال نعم وهو يحبني...ابتسمت, وسكت.
قلت له عندما تغير طريقك اكتب لي لنكون أصدقاء...
حقا مازلت انتظر لعله يغير افكاره واسلوب حياته...
******
وظننت بعد سقوط صدام اننا نعيش زمن الحرية...نعم حرية الكلام والتعبير..
لكن القرار ظل في ايدي فئة اخرى, ربما لا تهتم بما نقول...
الفرق بينهم وبينه انه لم يكن يسمح بالكلام...ويفعل مايشاء..حسنا, الموضوع واضح بلا خداع...
أما أن تقول انك اعطيتني حرية الكلام وأبقيت حرية القرار لك وحدك, فما جدوى الذي اعطيتني اياه؟؟
اليس في ذلك خدعة ما؟؟؟
الآن بدأت أرى الصورة بطريقة أخرى...
الصحف تعبر عن رأيها وتتقاتل فيما بينها...
والناس يعبرون عن آرائهم ويتناحرون فيما بينهم...وأصحاب القرار في عالم آخر...يجتمعون ويقررون ما يريدون؟؟
هل هذه هي الحرية والديمقراطية ؟؟
انا اراها وسيلة للفوضى وتشتيت أفكار الناس بطريقة ماكرة..
وأصحاب القرار يظلوا متماسكين متحدين لا يشتتهم شيء..
******
وأفكر في الإنتخابات القادمة وما ستحمله من توقعات...
اما أن يفوز بوش وتظل الكوارث تتوالى على رؤوسنا نحن والشعب الأمريكي..
أو يأتي كيري..
وما الذي يقدر أن يفعله والديناصورات تحيط به من كل جهة...
اولئك النواب المحافظين المتشددين الذين يضغطون باتجاه التصعيد والعدوانية .
والذين يرضخ لهم الآن الرئيس بوش...
من يضمن أن كيري لن يرضخ لهم ؟؟
اما سيقتلونه أو يدبروا له فضيحة مثل كلنتون, أو تتم برمجته ليوافق على رؤيتهم...
ويكمل ما بدأه بوش
هكذا تقول الصورة الآن..
ولا أدري ان كان ثمة مفاجأت أخرى ستأتي بها الأيام...
*****