Thursday, April 15, 2004
الخميس 15/4
صباح هذا اليوم , كنت أعمل على الإنترنت حين تفاجأت بدخول صديق جديد على الماسنجر...
شاب من ولاية كارولاينا الجنوبية, عمره 23 سنة ...
تكلمنا عن الحرب , وبوش, والعراق...
وقال ان الشعب الأمريكي بدأ يرفض هذه الحرب ولا يصدق اسبابها, ولا يؤيد استمرارها...
وقلت له اننا نحب أن تكون شعوبنا في حالة صداقة ...لا حرب ولا قتلى ولا خسائر..
قال ان الإعلام يبالغ ويحرض الناس هنا...
قلت له هكذا كان يفعل بنا صدام حسين, يشن حروبا ..ويضطهدنا بالإعلام حتى نصدقه..
وقال انه يخاف ان يطلب للخدمة في الجيش ويرسل الى العراق
قلت له لا توافق..
قال سوف يحبسوني
قلت هذا ارحم من الموت هنا..اذهب الى السجن
قال ربما خمسة أو عشرة سنوات ستكون فترة السجن, وسوف أعاقب أنا وعائلتي ونحرم من الحقوق المدنية
أو شيء مثل هذا...وسوف يتهمونا اننا نساند الإرهاب .
أصابني الذهول...قلت له أنت في أمريكا بلد الحرية...
قال ذلك ما تظنوه..مسموح أن نكتب رسائل الكترونية ونتصل بالهاتف ونعبر عن رأينا لكن ممنوع أن نعصي الأوامر..
قلت إذن ما فرقك عن العراقيين في زمن صدام حسين؟؟؟
قال لا شيء...
واتفقنا وطبعنا نفس الجملة....كلهم متشابهون.
نعم ...كلهم حين يصلون الى قمة السلطة, يتحولون الى وحوش, قاسية, لا تسمع ولا ترحم
تريدنا عبيدا لا نناقش, فقط نطيع الأوامر....
حزنت عليه وعلى الشعب الأمريكي كله...
شعب مغلوب على أمره , كشعوبنا...من يصدق؟؟؟
هذه الحرب كشفت الكذب والزيف كله...للأمريكيين أولا ثم لشعوب العالم...
*****
قلت له لا تحزن..ولا تفقدوا الأمل..اضغطوا عليهم حتى يتخذوا السلام طريقهم مع الشعوب الأخرى..
انتم شعب مسالم, لم أصادف لحد الآن مواطنا أمريكيا شرس الأخلاق أو متعجرف...
معظمهم طيبون وبسطاء...وغير متكبرين...لكن هذه الإدارة لا تشبهكم...تماما كما كان صدام حسين
لا يملك طيبة ورقة قلوب العراقيين...
من أين يأتي هؤلاء الأشرار ويتحكمون بنا؟؟؟
لكن ثمة وجه مشرق من هذه الحرب....عرفتم اسماء مدننا ...وصرتم تلقون علينا التحية باللغة بالعربية...
قال, نعم ..الناصرية والفلوجة وكربلاء...
ضحكت وقلت له انني تعلمت أسماء معظم الولايات وموقعها على الخارطة من كثرة الرسائل التي تصلني منكم..
وأرسلت له صورة وجه مبتسم, فأرسل لي صورة وجه مبتسم...
*****
في الأسبوع الماضي جاء عندنا مراسل ومصور من صحيفة يو اس توداي
تحدثنا عن الحرب وأحداث الفلوجة, وناديت ضيوف جيراننا الذين هربوا من الفلوجة في ذلك اليوم وجاوؤا الى بغداد....ليعمل معهم مقابلة .
ثم شربنا الشاي ...وقلت نحن مختلفون, لكننا لسنا بالضرورة أعداء...
أنت تملك ثقافتك ونظرتك للأمور , وهي تختلف عن ثقافتي ونظرتي...
انت مسيحي أو ربما لا تؤمن بشيء,
وأنا مسلمة ومؤمنة بتعاليم ديني..ولي تاريخ قديم..وأحب الشعر العربي والأدب العربي, وتراثي القديم أعتز به..
لكنه ليس سببا أن تكون عدوي....أن نختلف , هو ليس المبرر للعداء...
بالعكس, ممكن أن نصبح أصدفاء...اتعلم منك وتتعلم مني...
ونضحك على غرابة الأشياء عندنا وعندكم...ولا نكون منغلقين أغبياء...نتجهم بوجوه بعضنا ونتمترس خلف
قناعاتنا...ونغلق الأبواب...فنصبح أعداء .
ضحكوا وهزوا رؤوسهم موافقين...
لماذا لم يفسدنا الإعلام ونصبح أعداء؟؟؟
لأننا نملك مساحة حرة في عقولنا...مساحة نختار من خلالها الطريقة العاقلة في تقييم الأشياء...
ولا نتبع ونصدق كل ما يبثه الإعلام من سموم...
*****
على فكرة تذكرت الآن ...
ثمة موفع يبث السموم ضد مواقع الكتاب العراقيين الذين لا يكذبون ويزورون ويصفقون للمحتل...
الموقع أقترح أن يكون عنوانه ( سموم الأفعى ) ...
وأظن اننا لو نتفق يوما ان نتوقف عن الكتابة, للإستراحة , فسوف يغضب صاحب الموقع الفاشل...
حيث لن يجد بضاعة يبيعها...
وسوف يقضي نهاره متسكعا في الطرقات...
يرمى العصافير بالحجارة...ككل تافه..عاطل عن العمل .
انه يثير شفقتي...هذا النموذج من البشر...
نموذج مثل مخابرات صدام حسين...الذين كانوا يلاحقون العراقيين الأبرياء
ويمنعونهم من قول كلمة الحق...
نموذج تخجل منه الدول المتحضرة....
*******
صباح هذا اليوم , كنت أعمل على الإنترنت حين تفاجأت بدخول صديق جديد على الماسنجر...
شاب من ولاية كارولاينا الجنوبية, عمره 23 سنة ...
تكلمنا عن الحرب , وبوش, والعراق...
وقال ان الشعب الأمريكي بدأ يرفض هذه الحرب ولا يصدق اسبابها, ولا يؤيد استمرارها...
وقلت له اننا نحب أن تكون شعوبنا في حالة صداقة ...لا حرب ولا قتلى ولا خسائر..
قال ان الإعلام يبالغ ويحرض الناس هنا...
قلت له هكذا كان يفعل بنا صدام حسين, يشن حروبا ..ويضطهدنا بالإعلام حتى نصدقه..
وقال انه يخاف ان يطلب للخدمة في الجيش ويرسل الى العراق
قلت له لا توافق..
قال سوف يحبسوني
قلت هذا ارحم من الموت هنا..اذهب الى السجن
قال ربما خمسة أو عشرة سنوات ستكون فترة السجن, وسوف أعاقب أنا وعائلتي ونحرم من الحقوق المدنية
أو شيء مثل هذا...وسوف يتهمونا اننا نساند الإرهاب .
أصابني الذهول...قلت له أنت في أمريكا بلد الحرية...
قال ذلك ما تظنوه..مسموح أن نكتب رسائل الكترونية ونتصل بالهاتف ونعبر عن رأينا لكن ممنوع أن نعصي الأوامر..
قلت إذن ما فرقك عن العراقيين في زمن صدام حسين؟؟؟
قال لا شيء...
واتفقنا وطبعنا نفس الجملة....كلهم متشابهون.
نعم ...كلهم حين يصلون الى قمة السلطة, يتحولون الى وحوش, قاسية, لا تسمع ولا ترحم
تريدنا عبيدا لا نناقش, فقط نطيع الأوامر....
حزنت عليه وعلى الشعب الأمريكي كله...
شعب مغلوب على أمره , كشعوبنا...من يصدق؟؟؟
هذه الحرب كشفت الكذب والزيف كله...للأمريكيين أولا ثم لشعوب العالم...
*****
قلت له لا تحزن..ولا تفقدوا الأمل..اضغطوا عليهم حتى يتخذوا السلام طريقهم مع الشعوب الأخرى..
انتم شعب مسالم, لم أصادف لحد الآن مواطنا أمريكيا شرس الأخلاق أو متعجرف...
معظمهم طيبون وبسطاء...وغير متكبرين...لكن هذه الإدارة لا تشبهكم...تماما كما كان صدام حسين
لا يملك طيبة ورقة قلوب العراقيين...
من أين يأتي هؤلاء الأشرار ويتحكمون بنا؟؟؟
لكن ثمة وجه مشرق من هذه الحرب....عرفتم اسماء مدننا ...وصرتم تلقون علينا التحية باللغة بالعربية...
قال, نعم ..الناصرية والفلوجة وكربلاء...
ضحكت وقلت له انني تعلمت أسماء معظم الولايات وموقعها على الخارطة من كثرة الرسائل التي تصلني منكم..
وأرسلت له صورة وجه مبتسم, فأرسل لي صورة وجه مبتسم...
*****
في الأسبوع الماضي جاء عندنا مراسل ومصور من صحيفة يو اس توداي
تحدثنا عن الحرب وأحداث الفلوجة, وناديت ضيوف جيراننا الذين هربوا من الفلوجة في ذلك اليوم وجاوؤا الى بغداد....ليعمل معهم مقابلة .
ثم شربنا الشاي ...وقلت نحن مختلفون, لكننا لسنا بالضرورة أعداء...
أنت تملك ثقافتك ونظرتك للأمور , وهي تختلف عن ثقافتي ونظرتي...
انت مسيحي أو ربما لا تؤمن بشيء,
وأنا مسلمة ومؤمنة بتعاليم ديني..ولي تاريخ قديم..وأحب الشعر العربي والأدب العربي, وتراثي القديم أعتز به..
لكنه ليس سببا أن تكون عدوي....أن نختلف , هو ليس المبرر للعداء...
بالعكس, ممكن أن نصبح أصدفاء...اتعلم منك وتتعلم مني...
ونضحك على غرابة الأشياء عندنا وعندكم...ولا نكون منغلقين أغبياء...نتجهم بوجوه بعضنا ونتمترس خلف
قناعاتنا...ونغلق الأبواب...فنصبح أعداء .
ضحكوا وهزوا رؤوسهم موافقين...
لماذا لم يفسدنا الإعلام ونصبح أعداء؟؟؟
لأننا نملك مساحة حرة في عقولنا...مساحة نختار من خلالها الطريقة العاقلة في تقييم الأشياء...
ولا نتبع ونصدق كل ما يبثه الإعلام من سموم...
*****
على فكرة تذكرت الآن ...
ثمة موفع يبث السموم ضد مواقع الكتاب العراقيين الذين لا يكذبون ويزورون ويصفقون للمحتل...
الموقع أقترح أن يكون عنوانه ( سموم الأفعى ) ...
وأظن اننا لو نتفق يوما ان نتوقف عن الكتابة, للإستراحة , فسوف يغضب صاحب الموقع الفاشل...
حيث لن يجد بضاعة يبيعها...
وسوف يقضي نهاره متسكعا في الطرقات...
يرمى العصافير بالحجارة...ككل تافه..عاطل عن العمل .
انه يثير شفقتي...هذا النموذج من البشر...
نموذج مثل مخابرات صدام حسين...الذين كانوا يلاحقون العراقيين الأبرياء
ويمنعونهم من قول كلمة الحق...
نموذج تخجل منه الدول المتحضرة....
*******