Saturday, March 13, 2004
الأربعاء3/3
قضيت النهار أتصل وأسأل ...لأطمئن أن لا أحد أصيب بسوء من إنفجارات الأمس...
وكذلك الزبائن في المحل...كلنا يقول للآخر الحمد لله على السلامة...
توجد مسودة للدستور ...سينتهون من صياغتها...
لا أحب هذا الدستور الجديد...لأنه كرس الطائفية والعرقية...صار العراق سنة وشيعة...وعرب وتركمان وأكراد...
وهذا لم يحدث منذ العصور القديمة أو الحديثة...
هذا ليس أسلوبا لجمع الشعب ...هذا أسلوب للتفريق .
صارت تأتيني رسائل من العالم تسألني هل أنت سنية أم شيعية؟
وصار الناس يرددون سني شيعي....سني شيعي...وهذه كارثة.
ما الفرق بين السني والشيعي؟
كلهم مسلمون...وبدلا من البحث عما يجمعنا لنكون شعبا واحدا في هذه الظروف الصعبة...صرنا شعبا منقسما الى طوائف وأعراق...وكل جهة تريد لنفسها حقوقا ...ونسبة في المقاعد ..وكأن هذا هو الغاية القصوى , والطريق الصحيح لبناء عراق جديد...لا أحب هذا الطريق ولا أظنه صحيحا...كل واحد فينا هو عراقي...هذا هو البداية والهدف...ولتذهب التفاصيل الى الجحيم .
عندما يأتي زبون الى المحل ويقول بصوته العالي ...نحن الشيعة يجب أن نأخذ دورنا الآن نحن الأكثرية( وكلمة نحن يقصد بها أنا وهو ) ..أخجل وانظر من حولي وأفكر هذا الكلام يستفز الذي يقف بجانبي وهو سني وهذا كلام لا يليق..
...يفرق ولا يجمع ...وأنا أكره التفرقة.
نحن شعب واحد ...ولنا حقوق متساوية...هذا ما أؤمن به .
لكن ثمة صغار العقول أو التجربة من يسعده سماع ذلك الكلام ...ويلهث من أجل أن يعيش هذه الحالة ...
وأنا أشعر نحوه بالشفقة..أو الألم ..لأنني أحسه مضلل وستضيع سنوات من عمره حتى يكتشف إنه سار في طريق غير صحيح...
*****
كان عندنا مهندس كردي ..يعمل منذ سنوات في محلنا...لتصليح العطل الكهربائي أو الألكتروني للمنظومات...
وكنا نعامله أنا وعزام بمودة واحترام...وندعوه الى بيتنا للغداء أو شرب الشاي والقهوة...ثم تزوج وصارت عليه مسؤولية عائلة...وطلب زيادة الراتب أو أجور التصليح فلم نتردد...كنا ندلله لأنه كردي...ونحس أنه أقلية مظلومة.....فنعطيه إهتماما أكثر...لتعويضه بدل الشعور بالغربة بيننا...
ثم جاءت الحرب...وأقفلنا المحل لشهور حتى يهدأ الجو ويعود الأمان قليلا للمدينة...
وفتحنا المحل وباشرنا بالدوام ...وكنت محتاجة له جدا ...حيث الزبائن وأجهزتهم بحاجة الى صيانة وما شابه...
فأرسلت الى بيته من يبلغه...وبعد فترة ...جاء للمحل...وجلسنا نشرب القهوة ,و نسأله عن الحرب وكيف مرت بأيامها القاسية...ثم الدمار الذي حل بالمدينة ...ومن ضمن الكلام ..جاء الحديث عن الأحزاب والتنظيمات التي استولت على بيوت المسؤولين أو النوادي أو دوائر الدولة ...وجعلتها مقرات لها..وانتقدنا هذه التصرفات , واعتبرناها غير ناضجة..وإن هذه المباني ملك للدولة ...وليست لجهة ما, تتصرف بلا قانون...وضربنا مثلا حزب كذا وكذا...
ومن ضمن الأحزاب التي ضربناها مثلا حزبا كرديا...
وإذا به يستفز ويقفز من مكانه كالمجنون ...أحزاب كردية؟ ماذا؟ مابها الأحزاب الكردية؟ ..
وبدأ يصرخ ...وسيطر عليه الغضب ...وقال إن الأكراد عاشوا مظلومين في زمن صدام ...ونحن العرب لم نفعل شيئا...وإنه آن الأوان أن يكونوا أحرارا ويفعلوا ما يشاؤون...
بقيت مذهولة للحظات...لم أصدق أن هذا الشرس العدواني هو نفسه ذلك المسالم الذي كان دائم الإبتسامة والخجل ؟؟
أحسست بألم شديد يعصر قلبي...وأسف لما يحدث له...رائحة عنصرية بغيضة تخرج مع كلماته...
قلت له ..وقد رفعت صوتي وبدأ الغضب يبدو علي...
حسنا أنت تعمل معنا منذ سنوات ...هل ظلمناك يوما ما ولم ندفع أتعابك لأنك كردي ؟ هل قصرنا معك في الإحترام لأنك كردي؟ ...ألم تكتشف بعد أن صدام ظلمنا جميعا ولم يوفر أحدا ؟؟
أنا شيعية ,,هل أحقد على السنة لأنه قربهم منه ؟؟؟ هذا غباء...كان يقرب من السنة والشيعة والأكراد الذين ينافقون له...لا علاقة بفئة دون أخرى...
لم يرد على أسئلتي...وخرج من المحل...لا أعرف غاضبا أم خجلانا من عتابي...لكنه لم يعد يعمل معنا...وكلما التقينا على الإشارة الضوئية...والتقت وجوهنا ...نلتفت الى الجهة الأخرى. , ونمثل كأننا لم ير أحدنا الآخر ..ثمة شيء تحطم بيننا..ولا يمكن إصلاحه...
كلما تذكرته...وأتساءل مع نفسي..أليس هذا ما تفعله الطائفية والعنصرية بين الناس ؟؟؟
*******
المفاوضات مستمرة مع الخاطفين...
الرقم نزل الى مائة ألف دولار..
ما زال هنالك مجال للضغط ..وتخفيض المبلغ..
إتصل عمار مع أهله وقال إنه بخير..
وقال الخاطفون لأهله لن تسمعوا صوته بعد الآن , إن لم تدفعوا...
الوقت يمر بطيئا...ويجب حسم الموضوع بسرعة...
هذا رأي الجميع....ننتظر الغد.
******
قضيت النهار أتصل وأسأل ...لأطمئن أن لا أحد أصيب بسوء من إنفجارات الأمس...
وكذلك الزبائن في المحل...كلنا يقول للآخر الحمد لله على السلامة...
توجد مسودة للدستور ...سينتهون من صياغتها...
لا أحب هذا الدستور الجديد...لأنه كرس الطائفية والعرقية...صار العراق سنة وشيعة...وعرب وتركمان وأكراد...
وهذا لم يحدث منذ العصور القديمة أو الحديثة...
هذا ليس أسلوبا لجمع الشعب ...هذا أسلوب للتفريق .
صارت تأتيني رسائل من العالم تسألني هل أنت سنية أم شيعية؟
وصار الناس يرددون سني شيعي....سني شيعي...وهذه كارثة.
ما الفرق بين السني والشيعي؟
كلهم مسلمون...وبدلا من البحث عما يجمعنا لنكون شعبا واحدا في هذه الظروف الصعبة...صرنا شعبا منقسما الى طوائف وأعراق...وكل جهة تريد لنفسها حقوقا ...ونسبة في المقاعد ..وكأن هذا هو الغاية القصوى , والطريق الصحيح لبناء عراق جديد...لا أحب هذا الطريق ولا أظنه صحيحا...كل واحد فينا هو عراقي...هذا هو البداية والهدف...ولتذهب التفاصيل الى الجحيم .
عندما يأتي زبون الى المحل ويقول بصوته العالي ...نحن الشيعة يجب أن نأخذ دورنا الآن نحن الأكثرية( وكلمة نحن يقصد بها أنا وهو ) ..أخجل وانظر من حولي وأفكر هذا الكلام يستفز الذي يقف بجانبي وهو سني وهذا كلام لا يليق..
...يفرق ولا يجمع ...وأنا أكره التفرقة.
نحن شعب واحد ...ولنا حقوق متساوية...هذا ما أؤمن به .
لكن ثمة صغار العقول أو التجربة من يسعده سماع ذلك الكلام ...ويلهث من أجل أن يعيش هذه الحالة ...
وأنا أشعر نحوه بالشفقة..أو الألم ..لأنني أحسه مضلل وستضيع سنوات من عمره حتى يكتشف إنه سار في طريق غير صحيح...
*****
كان عندنا مهندس كردي ..يعمل منذ سنوات في محلنا...لتصليح العطل الكهربائي أو الألكتروني للمنظومات...
وكنا نعامله أنا وعزام بمودة واحترام...وندعوه الى بيتنا للغداء أو شرب الشاي والقهوة...ثم تزوج وصارت عليه مسؤولية عائلة...وطلب زيادة الراتب أو أجور التصليح فلم نتردد...كنا ندلله لأنه كردي...ونحس أنه أقلية مظلومة.....فنعطيه إهتماما أكثر...لتعويضه بدل الشعور بالغربة بيننا...
ثم جاءت الحرب...وأقفلنا المحل لشهور حتى يهدأ الجو ويعود الأمان قليلا للمدينة...
وفتحنا المحل وباشرنا بالدوام ...وكنت محتاجة له جدا ...حيث الزبائن وأجهزتهم بحاجة الى صيانة وما شابه...
فأرسلت الى بيته من يبلغه...وبعد فترة ...جاء للمحل...وجلسنا نشرب القهوة ,و نسأله عن الحرب وكيف مرت بأيامها القاسية...ثم الدمار الذي حل بالمدينة ...ومن ضمن الكلام ..جاء الحديث عن الأحزاب والتنظيمات التي استولت على بيوت المسؤولين أو النوادي أو دوائر الدولة ...وجعلتها مقرات لها..وانتقدنا هذه التصرفات , واعتبرناها غير ناضجة..وإن هذه المباني ملك للدولة ...وليست لجهة ما, تتصرف بلا قانون...وضربنا مثلا حزب كذا وكذا...
ومن ضمن الأحزاب التي ضربناها مثلا حزبا كرديا...
وإذا به يستفز ويقفز من مكانه كالمجنون ...أحزاب كردية؟ ماذا؟ مابها الأحزاب الكردية؟ ..
وبدأ يصرخ ...وسيطر عليه الغضب ...وقال إن الأكراد عاشوا مظلومين في زمن صدام ...ونحن العرب لم نفعل شيئا...وإنه آن الأوان أن يكونوا أحرارا ويفعلوا ما يشاؤون...
بقيت مذهولة للحظات...لم أصدق أن هذا الشرس العدواني هو نفسه ذلك المسالم الذي كان دائم الإبتسامة والخجل ؟؟
أحسست بألم شديد يعصر قلبي...وأسف لما يحدث له...رائحة عنصرية بغيضة تخرج مع كلماته...
قلت له ..وقد رفعت صوتي وبدأ الغضب يبدو علي...
حسنا أنت تعمل معنا منذ سنوات ...هل ظلمناك يوما ما ولم ندفع أتعابك لأنك كردي ؟ هل قصرنا معك في الإحترام لأنك كردي؟ ...ألم تكتشف بعد أن صدام ظلمنا جميعا ولم يوفر أحدا ؟؟
أنا شيعية ,,هل أحقد على السنة لأنه قربهم منه ؟؟؟ هذا غباء...كان يقرب من السنة والشيعة والأكراد الذين ينافقون له...لا علاقة بفئة دون أخرى...
لم يرد على أسئلتي...وخرج من المحل...لا أعرف غاضبا أم خجلانا من عتابي...لكنه لم يعد يعمل معنا...وكلما التقينا على الإشارة الضوئية...والتقت وجوهنا ...نلتفت الى الجهة الأخرى. , ونمثل كأننا لم ير أحدنا الآخر ..ثمة شيء تحطم بيننا..ولا يمكن إصلاحه...
كلما تذكرته...وأتساءل مع نفسي..أليس هذا ما تفعله الطائفية والعنصرية بين الناس ؟؟؟
*******
المفاوضات مستمرة مع الخاطفين...
الرقم نزل الى مائة ألف دولار..
ما زال هنالك مجال للضغط ..وتخفيض المبلغ..
إتصل عمار مع أهله وقال إنه بخير..
وقال الخاطفون لأهله لن تسمعوا صوته بعد الآن , إن لم تدفعوا...
الوقت يمر بطيئا...ويجب حسم الموضوع بسرعة...
هذا رأي الجميع....ننتظر الغد.
******