Wednesday, March 24, 2004
الأثنين 22/3/004
اليوم عيد الربيع في العراق...
والجو فعلا ربيع..لكن لا أحد يحتفل...
الشمس جميلة مشرقة, والهواء لطيف وبارد, والسماء صافية..والأشجار بدأت تتفتح فيها أزهار صغيرة
عطرة الرائحة, تنبيء عن حمل ثمار جديدة...
العام الماضي لم تحمل الأشجار ثمارا...بقيت الحديقة كئيبة كأنها تعلن حدادا ...من الحرب والتلوث الذي أصاب الهواء والماء...ومن أصوات القصف العنيف ...سقطت كل الثمار..وذبلت الأشجار واصفرت...
وهذا الربيع أراها زاهية خضراء من جديد...عادت اليها الحياة..فرحت حقا برؤيتها, وهي تخرج ورقا صغيرا يانعا...تمنيت من كل قلبي لو تعود الحياة للعراقيين ..من جديد...خضراء يانعة..لكن هيهات..كأن ذلك حلم بعيد..
بعيد المنال....
*****
هذا الشهر فيه حدثين مهمين ...
الأول خاص , والثاني عام..
الأول عودة رائد الى عمان لإكمال دراسته في الماستر...والثاني ذكرى مرور سنة على الحرب ..
****
قبل بداية الحرب...أخذ رائد إذنا من الجامعة في عمان لتأجيل الدراسة , لظروف تتعلق بعائلته والحرب القادمة
على العراق...
كنا مثله نشعر بالأسف على هذا القرار, لكن لم يكن أمامنا خيار أفضل ..وجوده بيننا أثمن من كل الإحتمالات الأخرى..
عشنا لحظات الحرب سوية , بكل الخوف والألم , ولم نندم على اختيارنا للبقاء...رغم كل شيء.
وبعد نهاية الحرب , تشاركنا المشاعر بالحزن والإحباط..نعم سقط النظام القديم وانتهى عهد الظلام ....لكن الثمن كان باهظا...
دخلت قوات إحتلال...يعني خرجنا من مشكلة ...ودخلنا في جملة مشاكل..
رائد لم يرغب بالعودة فورا الى عمان رغم إلحاحنا الشديد ...كان يريد أن يعيش التجربة مع الناس...
لم نضغط عليه أكثر..تذكرت أنفسنا أنا وعزام حين اخترنا السفر الى مخيمات اللاجئين في بيروت بدل العمل في الشركات ككل المتخرجين الجدد...أعطتنا تلك التجربة نضوجا وقوة في التعامل مع الحياة..كأنها اختصرت سنوات طويلة ...في سنتين.
اشترك رائد في تأسيس منظمة جديدة لإحصاء عدد القتلى والجرحى في مختلف مدن العراق..وكان ينزل الى المحافظات الجنوبية , ليجمع متطوعين للعمل , ويشرح لهم خطة العمل , وتقسيم كل مدينة الى أجزاء صغيرة ,
تتوزع الفرق لزيارة بيوت المدينة وطرق الأبواب للسؤال عن الإصابات من الناس أو المباني المتضررة من
القصف, ثم عمل جداول كشوفات كاملة , ثم إدخال المعلومات الى الحاسبة , وحفظها على شكل أقراص...
استغرق العمل شهورا...وكنت لا أنام الليل وأنا قلقة عليه, أتصل وأسأل وأتابع أين وصل وفي أي فندق ينزل.
كل سبت أحضر حقيبة السفر والخرائط والكاميرا والتلفون الثريا, واودعه وهو يركب الجي أم سي.. وأرش خلفه الماء...والدموع في عيني ..وأقول في نفسي ربما هذه المرة الأخيرة...ثم أظل أدعو له بالسلامة ليل نهار حتى يعود مساء الثلاثاء من كل أسبوع...ولا أراه أبدا...يذهب للإجتماعات مباشرة ليقدم نتائج العمل ويتناقش عن برنامج الأسبوع المقبل
وأظل أتصل وأصرخ إرجع قبل الظلام ...الدنيا خطر...ويصبح عصبيا ويصرخ علي..ثم يعود متأخرا, ويعتذر...
مو عندي شغل ؟؟ يا ماما لا تظلي تنقي...
واضحك...وأقفل الباب الخارجي وأنادي خالد وماجد لنحمل العفش الكثير الذي جاء به من المحافظات...مزيد من
الملفات والصوروالوثائق ..ويصرخ : شوي شوي ..لا تضيعوا ورقة !
ويحكي لنا ما شاهده في جولته من أطفال في المستشفيات ضحايا قنابل عنقودية, مبتورة أطرافهم, ويحمل صورهم معه..نشاهدهم ونحزن عليهم , ويزداد غضبنا على هذه الحرب ومن قام بها..ثم قصص أهالي الناس الذين فقدوا أحدا من الأسرة أثناء الحرب, والبؤس الذي يعيشه الناس الضعفاء المغلوبين على أمرهم..لا يجدون من يصغي لشكواهم..أو يهتم بهم..
ودائما السؤال خلال الأسبوع : ماما..كان هنا ورقة عليها كذا. أو خريطة لبغداد أو مدينة ما..فأسرع في البحث وتسليمها له, ثم يبتسم ويهرول خارجا لإجتماع ما...كانت أياما صعبة , لكن الله أكرمنا ولم تحدث فيها مصائب..وظلت ذكراها حلوة, لأنه أنجز ما يفيد الناس..وربما سيدفعون لهم تعويضات من جهة ما...
****
فور انتهاء عمل منظمة سيفك...بدأ رائد فكرة إنشاء منظمة عراقية جديدة تعنى بإعادة بناء المجتمع المدني للمدن العراقية , خصوصا منطقة الجنوب..
وسماها إعمار...وصمم لها شعارا فيه العلم العراقي وجزءا من منحوتة جواد سليم , ترمز الى تحرر الإنسان العراقي من الظلم..
ثم بدأ ينزل للجنوب من جديد لكسب متطوعين جدد لفرق العمل...هذه المرة لتمويل تنفيذ مشاريع صغيرة تخص الناس, مثل إعادة بناء سور المدرسة المتهدم من الحرب أو جزءا من مستشفى أو جسر عبور مشاة..وهكذا..
والعمل يتضمن مشاركة الأهالي بشيء من موازنة المشروع حتى يشعروا بالمسؤولية ويحافظوا عليه..
وأخذ العمل شهورا أخرى ..سفر معظم أيام الأسبوع واجتماعات ونقاشات...وتعب وإرهاق...
كان يعود منهكا..فيظل نائما في اليوم التالي حتى يسترجع نشاطه من جديد , ويعود للمكتب حيث مقر المنظمة
وفريق عمل بغداد في إنتظاره..ومزيد من الكلام والنقاش وتدقيق المصاريف والحسابات...
كل مشروع يتم تصويره بالكاميرا وعمل دراسة له وميزانية...ثم تجمع الملفات , ويأخذها معه للجهة الممولة ليعرض عليهم حجم العمل والمصاريف...ليأخذ الموافقة بتجديد التمويل...
كنت أشفق عليه من ضغط العمل , وتراكم المسؤوليات عليه, لكني كنت أحسه سعيدا جدا..فهذه الأجواء تعطيه ثقة بالنفس, لأنه يساعد الناس حسب قدرته, رغم كل المصاعب التي تواجهه...
وكنت أرى فيه نفسي وأنا في بيروت...لكن الفرق انني كنت أحمل مسدسا عيار9 ملم على حزامي..ومعي مرافقين لأن حقيبتي مليئة بآلا ف الليرات اللبنانية لشراء وتمويل مشاريع للمخيمات...ولم يكن عندي وقت أبدا لأغسل شعري...في الحقيقة هي ليست مسألة وقت فقط, كانت مسألة عدم وجود منزل وماء...كنا نعيش مع المهجرين..في غرفة بابها مخلوع ووضعنا بدلا منه بطانية جيش...هكذا كا نت كل البيوت... نتعامل مع الموقف بروح رياضية عالية.
أما هنا فرغم كل الخطر...تمنع قوات التحالف حمل السلاح الشخصي...وهذه إحدى المصاعب التي تواجه العاملين في المنظمات الإنسانية .
*****
جاءت نهاية العام2003, وتوقف تمويل المنظمات غير الحكومية...
وطلبوا منهم أن يتحولوا الى منظمات حكومية...وتقدم برنامج عمل لمدة سنتين الى الأمام وموازنة...
كانت شروطا تعجيزية...فاضطر رائد الى إغلاق مكتب المنظمة, وتبليغ المتطوعين بإيقاف العمل...
كلنا حزنا على ما حدث لإعمار...فقد كانت هذه هي النهاية . رغم ان رائد حاول أن يجد ممولين جدد لكن كل المحاولات ذهبت سدى....
وكأنني أحسه حزينا محبطا...كانت إعمار مثل إبنه الصغير الذي يحبه ويرعاه...
بعد شهرين أو ثلاثه ...قضى معظمها في عمان ...أيقن رائد أن لا عودة لمنظمات بعد الأن ..فقرر العودة لإكمال دراسته في الماستر...واتصل بي قبل يومين وهوفرح جدا لأن الدكتور المشرف عليه وافق أن تكون رسالة الماجستير حول إعادة بناء المجتمع المدني في ظروف الحرب...فقلت الحمد لله ...لم تذهب السنة ضياعا من حياتك..ها انت ستعيد توثيق ما أنجزته لتستفيد منه...
اتمنى له النجاح دائما....
****
اما موضوع ذكرى الحرب ..فسيكون منفصلا..
اليوم عيد الربيع في العراق...
والجو فعلا ربيع..لكن لا أحد يحتفل...
الشمس جميلة مشرقة, والهواء لطيف وبارد, والسماء صافية..والأشجار بدأت تتفتح فيها أزهار صغيرة
عطرة الرائحة, تنبيء عن حمل ثمار جديدة...
العام الماضي لم تحمل الأشجار ثمارا...بقيت الحديقة كئيبة كأنها تعلن حدادا ...من الحرب والتلوث الذي أصاب الهواء والماء...ومن أصوات القصف العنيف ...سقطت كل الثمار..وذبلت الأشجار واصفرت...
وهذا الربيع أراها زاهية خضراء من جديد...عادت اليها الحياة..فرحت حقا برؤيتها, وهي تخرج ورقا صغيرا يانعا...تمنيت من كل قلبي لو تعود الحياة للعراقيين ..من جديد...خضراء يانعة..لكن هيهات..كأن ذلك حلم بعيد..
بعيد المنال....
*****
هذا الشهر فيه حدثين مهمين ...
الأول خاص , والثاني عام..
الأول عودة رائد الى عمان لإكمال دراسته في الماستر...والثاني ذكرى مرور سنة على الحرب ..
****
قبل بداية الحرب...أخذ رائد إذنا من الجامعة في عمان لتأجيل الدراسة , لظروف تتعلق بعائلته والحرب القادمة
على العراق...
كنا مثله نشعر بالأسف على هذا القرار, لكن لم يكن أمامنا خيار أفضل ..وجوده بيننا أثمن من كل الإحتمالات الأخرى..
عشنا لحظات الحرب سوية , بكل الخوف والألم , ولم نندم على اختيارنا للبقاء...رغم كل شيء.
وبعد نهاية الحرب , تشاركنا المشاعر بالحزن والإحباط..نعم سقط النظام القديم وانتهى عهد الظلام ....لكن الثمن كان باهظا...
دخلت قوات إحتلال...يعني خرجنا من مشكلة ...ودخلنا في جملة مشاكل..
رائد لم يرغب بالعودة فورا الى عمان رغم إلحاحنا الشديد ...كان يريد أن يعيش التجربة مع الناس...
لم نضغط عليه أكثر..تذكرت أنفسنا أنا وعزام حين اخترنا السفر الى مخيمات اللاجئين في بيروت بدل العمل في الشركات ككل المتخرجين الجدد...أعطتنا تلك التجربة نضوجا وقوة في التعامل مع الحياة..كأنها اختصرت سنوات طويلة ...في سنتين.
اشترك رائد في تأسيس منظمة جديدة لإحصاء عدد القتلى والجرحى في مختلف مدن العراق..وكان ينزل الى المحافظات الجنوبية , ليجمع متطوعين للعمل , ويشرح لهم خطة العمل , وتقسيم كل مدينة الى أجزاء صغيرة ,
تتوزع الفرق لزيارة بيوت المدينة وطرق الأبواب للسؤال عن الإصابات من الناس أو المباني المتضررة من
القصف, ثم عمل جداول كشوفات كاملة , ثم إدخال المعلومات الى الحاسبة , وحفظها على شكل أقراص...
استغرق العمل شهورا...وكنت لا أنام الليل وأنا قلقة عليه, أتصل وأسأل وأتابع أين وصل وفي أي فندق ينزل.
كل سبت أحضر حقيبة السفر والخرائط والكاميرا والتلفون الثريا, واودعه وهو يركب الجي أم سي.. وأرش خلفه الماء...والدموع في عيني ..وأقول في نفسي ربما هذه المرة الأخيرة...ثم أظل أدعو له بالسلامة ليل نهار حتى يعود مساء الثلاثاء من كل أسبوع...ولا أراه أبدا...يذهب للإجتماعات مباشرة ليقدم نتائج العمل ويتناقش عن برنامج الأسبوع المقبل
وأظل أتصل وأصرخ إرجع قبل الظلام ...الدنيا خطر...ويصبح عصبيا ويصرخ علي..ثم يعود متأخرا, ويعتذر...
مو عندي شغل ؟؟ يا ماما لا تظلي تنقي...
واضحك...وأقفل الباب الخارجي وأنادي خالد وماجد لنحمل العفش الكثير الذي جاء به من المحافظات...مزيد من
الملفات والصوروالوثائق ..ويصرخ : شوي شوي ..لا تضيعوا ورقة !
ويحكي لنا ما شاهده في جولته من أطفال في المستشفيات ضحايا قنابل عنقودية, مبتورة أطرافهم, ويحمل صورهم معه..نشاهدهم ونحزن عليهم , ويزداد غضبنا على هذه الحرب ومن قام بها..ثم قصص أهالي الناس الذين فقدوا أحدا من الأسرة أثناء الحرب, والبؤس الذي يعيشه الناس الضعفاء المغلوبين على أمرهم..لا يجدون من يصغي لشكواهم..أو يهتم بهم..
ودائما السؤال خلال الأسبوع : ماما..كان هنا ورقة عليها كذا. أو خريطة لبغداد أو مدينة ما..فأسرع في البحث وتسليمها له, ثم يبتسم ويهرول خارجا لإجتماع ما...كانت أياما صعبة , لكن الله أكرمنا ولم تحدث فيها مصائب..وظلت ذكراها حلوة, لأنه أنجز ما يفيد الناس..وربما سيدفعون لهم تعويضات من جهة ما...
****
فور انتهاء عمل منظمة سيفك...بدأ رائد فكرة إنشاء منظمة عراقية جديدة تعنى بإعادة بناء المجتمع المدني للمدن العراقية , خصوصا منطقة الجنوب..
وسماها إعمار...وصمم لها شعارا فيه العلم العراقي وجزءا من منحوتة جواد سليم , ترمز الى تحرر الإنسان العراقي من الظلم..
ثم بدأ ينزل للجنوب من جديد لكسب متطوعين جدد لفرق العمل...هذه المرة لتمويل تنفيذ مشاريع صغيرة تخص الناس, مثل إعادة بناء سور المدرسة المتهدم من الحرب أو جزءا من مستشفى أو جسر عبور مشاة..وهكذا..
والعمل يتضمن مشاركة الأهالي بشيء من موازنة المشروع حتى يشعروا بالمسؤولية ويحافظوا عليه..
وأخذ العمل شهورا أخرى ..سفر معظم أيام الأسبوع واجتماعات ونقاشات...وتعب وإرهاق...
كان يعود منهكا..فيظل نائما في اليوم التالي حتى يسترجع نشاطه من جديد , ويعود للمكتب حيث مقر المنظمة
وفريق عمل بغداد في إنتظاره..ومزيد من الكلام والنقاش وتدقيق المصاريف والحسابات...
كل مشروع يتم تصويره بالكاميرا وعمل دراسة له وميزانية...ثم تجمع الملفات , ويأخذها معه للجهة الممولة ليعرض عليهم حجم العمل والمصاريف...ليأخذ الموافقة بتجديد التمويل...
كنت أشفق عليه من ضغط العمل , وتراكم المسؤوليات عليه, لكني كنت أحسه سعيدا جدا..فهذه الأجواء تعطيه ثقة بالنفس, لأنه يساعد الناس حسب قدرته, رغم كل المصاعب التي تواجهه...
وكنت أرى فيه نفسي وأنا في بيروت...لكن الفرق انني كنت أحمل مسدسا عيار9 ملم على حزامي..ومعي مرافقين لأن حقيبتي مليئة بآلا ف الليرات اللبنانية لشراء وتمويل مشاريع للمخيمات...ولم يكن عندي وقت أبدا لأغسل شعري...في الحقيقة هي ليست مسألة وقت فقط, كانت مسألة عدم وجود منزل وماء...كنا نعيش مع المهجرين..في غرفة بابها مخلوع ووضعنا بدلا منه بطانية جيش...هكذا كا نت كل البيوت... نتعامل مع الموقف بروح رياضية عالية.
أما هنا فرغم كل الخطر...تمنع قوات التحالف حمل السلاح الشخصي...وهذه إحدى المصاعب التي تواجه العاملين في المنظمات الإنسانية .
*****
جاءت نهاية العام2003, وتوقف تمويل المنظمات غير الحكومية...
وطلبوا منهم أن يتحولوا الى منظمات حكومية...وتقدم برنامج عمل لمدة سنتين الى الأمام وموازنة...
كانت شروطا تعجيزية...فاضطر رائد الى إغلاق مكتب المنظمة, وتبليغ المتطوعين بإيقاف العمل...
كلنا حزنا على ما حدث لإعمار...فقد كانت هذه هي النهاية . رغم ان رائد حاول أن يجد ممولين جدد لكن كل المحاولات ذهبت سدى....
وكأنني أحسه حزينا محبطا...كانت إعمار مثل إبنه الصغير الذي يحبه ويرعاه...
بعد شهرين أو ثلاثه ...قضى معظمها في عمان ...أيقن رائد أن لا عودة لمنظمات بعد الأن ..فقرر العودة لإكمال دراسته في الماستر...واتصل بي قبل يومين وهوفرح جدا لأن الدكتور المشرف عليه وافق أن تكون رسالة الماجستير حول إعادة بناء المجتمع المدني في ظروف الحرب...فقلت الحمد لله ...لم تذهب السنة ضياعا من حياتك..ها انت ستعيد توثيق ما أنجزته لتستفيد منه...
اتمنى له النجاح دائما....
****
اما موضوع ذكرى الحرب ..فسيكون منفصلا..